إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والرعب والإرهاب»
[مراجعة منقحة] | [مراجعة منقحة] |
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٤٥: | سطر ٤٥: | ||
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.20.|قال: ولما فرغ رسول الله ص مِن خَيْبَرَ قَذَفَ اللَّهُ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أهْلِ فَدَكَ حِينَ بَلَغَهُمْ ما أوْقَعَ اللَّهُ بِأهْلِ خَيْبَرَ، فَبَعَثُوا إلى رَسُولِ اللَّهِ يُصالِحُونَهُ عَلى النِّصْفِ مِن فَدَكَ، فَقَدِمَتْ عَلَيْهِ رُسُلُهُمْ بِخَيْبَرَ أوْ بِالطّائِفِ، وإمّا بَعْدَ ما قَدِمَ المَدِينَةَ فَقَبِلَ ذَلِكَ مِنهُمْ، فَكانَتْ فَدَكُ لِرَسُولِ الله ص خاصَّةً، لأنَّهُ لَمْ يُوجِفْ عَلَيْها بِخَيْلٍ ولا رِكابٍ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.98-97.|وحَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إسْحاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ المُغِيرَةِ بْنِ الأخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيِّ، أنَّ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ أخا بَنِي عِلاجٍ كانَ مُهاجِرًا لعبد ياليل بن عمرو، الذى بينهما سيئ- وكانَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ مِن أدْهى العَرَبِ- فَمَشى إلى عَبْدِ يالِيلَ بْنِ عَمْرٍو حَتّى دَخَلَ عَلَيْهِ دارَهُ، ثُمَّ أرْسَلَ إلَيْهِ: أنَّ عَمْرَو بْنِ أُمَيَّةَ يَقُولُ لَكَ: اخْرُجْ إلَيَّ، فَقالَ عَبْدُ يالِيلَ لِلرَّسُولِ: ويْحَكَ! أعَمْرٌو أرْسَلَكَ؟ قالَ: نَعَمْ، وهُوَ ذا واقِفٌ فِي دارِكَ فَقالَ: إنَّ هَذا لَشَيْءٌ ما كُنْتُ أظُنُّهُ! لِعَمْرٍو كانَ أمْنَعَ فِي نَفْسِهِ مِن ذَلِكَ فَلَمّا رَآهُ رَحَّبَ بِهِ، وقالَ عَمْرٌو: إنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِنا أمْرٌ لَيْسَتْ مَعَهُ هِجْرَةٌ، إنَّهُ قَدْ كانَ مِن أمْرِ هَذا الرَّجُلِ ما قَدْ رَأيْتَ، وقَدْ أسْلَمَتِ العَرَبُ كُلَّها، ولَيْسَتْ لَكُمْ بِحَرْبِهِمْ طاقَةٌ، فانْظُرُوا فِي أمْرِكُمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ ائْتَمَرَتْ ثَقِيفٌ بَيْنَها، وقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ألا تَرَوْنَ أنَّهُ لا يَأْمَنُ لَكُمْ سَرَبٌ، ولا يَخْرُجُ مِنكُمْ أحَدٌ إلا اقْتُطِعَ بِهِ! فائْتَمَرُوا بَيْنَهُمْ، وأجْمَعُوا أنْ يرسلوا الى رسول الله ص رجلا، كما أرسلوا عروه، فكلموا عبد يا ليل ابن عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ- وكانَ فِي سِنِّ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ- وعَرَضُوا ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَأبى أنْ يَفْعَلَ، وخَشِيَ أنْ يُصْنَعَ بِهِ إذا رَجَعَ كما يصنع بِعُرْوَةَ، فَقالَ: لَسْتُ فاعِلا حَتّى تَبْعَثُوا مَعِيَ رِجالا، فَأجْمَعُوا عَلى أنْ يَبْعَثُوا مَعَهُ رَجُلَيْنِ مِنَ الأحْلافِ وثَلاثَةً مِن بَنِي مالِكٍ، فَيَكُونُوا سِتَّةً: عُثْمانُ بْنُ أبِي العاصِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ دُهْمانَ أخُو بَنِي يَسارٍ، وأوْسُ بْنُ عَوْفٍ أخُو بَنِي سالِمٍ، ونُمَيْرُ بْنُ خَرَشَةَ بْنِ رَبِيعَةَ أخُو بَلْحارِثِ، وبَعَثُوا مِنَ الأحْلافِ مَعَ عَبْدِ يالِيلَ الحَكَمَ بْنَ عَمْرِو بْنِ وهْبِ بْنِ مُعَتِّبٍ وشَرَحْبِيلَ بْنَ غَيْلانَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ، فَخَرَجَ بِهِمْ عَبْدُ يالِيلَ- وهُوَ نابُ القَوْمِ وصاحِبُ أمْرِهِمْ، ولَمْ يخرج إلا خَشْيَةً مِن مِثْلِ ما صُنِعَ بِعُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، لِيَشْغَلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُمْ إذا رَجَعُوا إلى الطّائِفِ رَهْطَهُ}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.26.|قالَ: وحَدَّثَنِي مُعاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأنْصارِيُّ، عَنْ عاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ، قالَ: حَمَلَ السِّلاحَ والبِيضَ والرِّماحَ، وقادَ مِائَةَ فَرَسٍ، واسْتَعْمَلَ عَلى السِّلاحِ بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ، وعَلى الخَيْلِ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا فَراعَهُمْ، فَأرْسَلُوا مِكْرَزَ بْنَ حَفْصِ بْنِ الأخْيَفِ، فَلَقِيَهُ بِمَرِّ الظَّهْرانِ، [فَقالَ لَهُ: | {{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.20.|قال: ولما فرغ رسول الله ص مِن خَيْبَرَ قَذَفَ اللَّهُ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أهْلِ فَدَكَ حِينَ بَلَغَهُمْ ما أوْقَعَ اللَّهُ بِأهْلِ خَيْبَرَ، فَبَعَثُوا إلى رَسُولِ اللَّهِ يُصالِحُونَهُ عَلى النِّصْفِ مِن فَدَكَ، فَقَدِمَتْ عَلَيْهِ رُسُلُهُمْ بِخَيْبَرَ أوْ بِالطّائِفِ، وإمّا بَعْدَ ما قَدِمَ المَدِينَةَ فَقَبِلَ ذَلِكَ مِنهُمْ، فَكانَتْ فَدَكُ لِرَسُولِ الله ص خاصَّةً، لأنَّهُ لَمْ يُوجِفْ عَلَيْها بِخَيْلٍ ولا رِكابٍ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.98-97.|وحَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إسْحاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ المُغِيرَةِ بْنِ الأخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيِّ، أنَّ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ أخا بَنِي عِلاجٍ كانَ مُهاجِرًا لعبد ياليل بن عمرو، الذى بينهما سيئ- وكانَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ مِن أدْهى العَرَبِ- فَمَشى إلى عَبْدِ يالِيلَ بْنِ عَمْرٍو حَتّى دَخَلَ عَلَيْهِ دارَهُ، ثُمَّ أرْسَلَ إلَيْهِ: أنَّ عَمْرَو بْنِ أُمَيَّةَ يَقُولُ لَكَ: اخْرُجْ إلَيَّ، فَقالَ عَبْدُ يالِيلَ لِلرَّسُولِ: ويْحَكَ! أعَمْرٌو أرْسَلَكَ؟ قالَ: نَعَمْ، وهُوَ ذا واقِفٌ فِي دارِكَ فَقالَ: إنَّ هَذا لَشَيْءٌ ما كُنْتُ أظُنُّهُ! لِعَمْرٍو كانَ أمْنَعَ فِي نَفْسِهِ مِن ذَلِكَ فَلَمّا رَآهُ رَحَّبَ بِهِ، وقالَ عَمْرٌو: إنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِنا أمْرٌ لَيْسَتْ مَعَهُ هِجْرَةٌ، إنَّهُ قَدْ كانَ مِن أمْرِ هَذا الرَّجُلِ ما قَدْ رَأيْتَ، وقَدْ أسْلَمَتِ العَرَبُ كُلَّها، ولَيْسَتْ لَكُمْ بِحَرْبِهِمْ طاقَةٌ، فانْظُرُوا فِي أمْرِكُمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ ائْتَمَرَتْ ثَقِيفٌ بَيْنَها، وقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ألا تَرَوْنَ أنَّهُ لا يَأْمَنُ لَكُمْ سَرَبٌ، ولا يَخْرُجُ مِنكُمْ أحَدٌ إلا اقْتُطِعَ بِهِ! فائْتَمَرُوا بَيْنَهُمْ، وأجْمَعُوا أنْ يرسلوا الى رسول الله ص رجلا، كما أرسلوا عروه، فكلموا عبد يا ليل ابن عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ- وكانَ فِي سِنِّ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ- وعَرَضُوا ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَأبى أنْ يَفْعَلَ، وخَشِيَ أنْ يُصْنَعَ بِهِ إذا رَجَعَ كما يصنع بِعُرْوَةَ، فَقالَ: لَسْتُ فاعِلا حَتّى تَبْعَثُوا مَعِيَ رِجالا، فَأجْمَعُوا عَلى أنْ يَبْعَثُوا مَعَهُ رَجُلَيْنِ مِنَ الأحْلافِ وثَلاثَةً مِن بَنِي مالِكٍ، فَيَكُونُوا سِتَّةً: عُثْمانُ بْنُ أبِي العاصِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ دُهْمانَ أخُو بَنِي يَسارٍ، وأوْسُ بْنُ عَوْفٍ أخُو بَنِي سالِمٍ، ونُمَيْرُ بْنُ خَرَشَةَ بْنِ رَبِيعَةَ أخُو بَلْحارِثِ، وبَعَثُوا مِنَ الأحْلافِ مَعَ عَبْدِ يالِيلَ الحَكَمَ بْنَ عَمْرِو بْنِ وهْبِ بْنِ مُعَتِّبٍ وشَرَحْبِيلَ بْنَ غَيْلانَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ، فَخَرَجَ بِهِمْ عَبْدُ يالِيلَ- وهُوَ نابُ القَوْمِ وصاحِبُ أمْرِهِمْ، ولَمْ يخرج إلا خَشْيَةً مِن مِثْلِ ما صُنِعَ بِعُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، لِيَشْغَلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُمْ إذا رَجَعُوا إلى الطّائِفِ رَهْطَهُ}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.26.|قالَ: وحَدَّثَنِي مُعاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأنْصارِيُّ، عَنْ عاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ، قالَ: حَمَلَ السِّلاحَ والبِيضَ والرِّماحَ، وقادَ مِائَةَ فَرَسٍ، واسْتَعْمَلَ عَلى السِّلاحِ بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ، وعَلى الخَيْلِ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا فَراعَهُمْ، فَأرْسَلُوا مِكْرَزَ بْنَ حَفْصِ بْنِ الأخْيَفِ، فَلَقِيَهُ بِمَرِّ الظَّهْرانِ، [فَقالَ لَهُ: | ||
ما عَرَفْتُ صَغِيرًا ولا كَبِيرًا إلا بِالوَفاءِ، وما أُرِيدُ إدْخالَ السِّلاحِ عَلَيْهِمْ، ولَكِنْ يَكُونُ قَرِيبًا إلَيَّ] فَرَجَعَ إلى قُرَيْشٍ فَأخْبَرَهُمْ.}} | ما عَرَفْتُ صَغِيرًا ولا كَبِيرًا إلا بِالوَفاءِ، وما أُرِيدُ إدْخالَ السِّلاحِ عَلَيْهِمْ، ولَكِنْ يَكُونُ قَرِيبًا إلَيَّ] فَرَجَعَ إلى قُرَيْشٍ فَأخْبَرَهُمْ.}} | ||
[[en:Qur'an,_Hadith_and_Scholars:Muhammad_and_Terror]] |
المراجعة الحالية بتاريخ ٠٨:٠٦، ٢٩ يناير ٢٠٢٣
يتّفق كلٌّ من القرآن ولاحديث والسيرة على أنّ محمداً والمسلمين الأوائل زرعوا الرعب في نفوس أعدائهم واستخدموه كسلاح حرب في الجهاد، وغالباً ما كان ذلك بمساعدة الله.
القرآن
الحديث
السيرة
ابن هشام وابن اسحاق
(تَفْسِيرُ ابْنِ هِشامٍ لِبَعْضِ الغَرِيبِ): قالَ ابْنُ هِشامٍ: جَنَحُوا لِلسَّلْمِ: مالُوا إلَيْكَ لِلسَّلْمِ. الجُنُوحُ: المَيْلُ. قالَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ: جُنُوحُ الهالِكِيَّ عَلى يَدَيْهِ … مُكِبًّا يَجْتَلِي نُقَبَ النِّصالِ [١] وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ (يُرِيدُ: الصَّيْقَلَ المُكِبَّ عَلى عَمَلِهِ. النَّقْبُ صَدَأُ السَّيْفِ. يَجْتَلِي: يَجْلُو السَّيْفَ) [٢]. والسَّلْمُ (أيْضًا): الصُّلْحُ، وفِي كِتابِ اللَّهِ ﷿: فَلا تَهِنُوا وتَدْعُوا إلى السَّلْمِ وأنْتُمُ الأعْلَوْنَ ٤٧: ٣٥، ويُقْرَأُ: «إلى السِّلم»، وهُوَ ذَلِكَ المَعْنى. قالَ زُهَيْرُ بْنُ أبِي سُلْمى: وقَدْ قُلْتُما إنْ نُدْرِكْ السِّلْمَ واسِعًا … بِمالٍ ومَعْرُوفٍ مِن القَوْلِ نَسْلَمْ وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. قالَ ابْنُ هِشامٍ: وبَلَغَنِي عَنْ الحَسَنِ بْنِ أبِي الحَسَنِ البَصْرِيِّ، أنَّهُ كانَ يَقُولُ: وإنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ ٨: ٦١ لِلْإسْلامِ. وفِي كِتابِ اللَّهِ تَعالى: يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً ٢: ٢٠٨، ويُقْرَأُ «فِي السَّلْم»، وهُوَ الإسْلامُ. قالَ أُمَيَّةُ ابْن أبِي الصَّلْتِ: فَما أنابُوا لِسَلْمٍ حِينَ تُنْذِرُهُمْ … رُسْلَ الإلَهِ وما كانُوا لَهُ عَضُدا [١] وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. وتَقُولُ العَرَبُ لِدَلْوٍ تُعْمَلُ مُسْتَطِيلَةً: السَّلْمُ. قالَ طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ، أحَدُ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، يَصِفُ ناقَةً لَهُ: لَها مِرْفَقانِ أفْتَلانِ كَأنَّما … تَمُرُّ بِسَلْمى دالِحٍ مُتَشَدِّدٍ [٢] (ويُرْوى: دالِجٍ) [٣]. وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. وإنْ يُرِيدُوا أنْ يَخْدَعُوكَ فَإنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ٨: ٦٢ هُوَ مِن وراءِ ذَلِكَ. هُوَ الَّذِي أيَّدَكَ بِنَصْرِهِ ٨: ٦٢ بَعْدَ الضَّعْفِ وبِالمُؤْمِنِينَ وألَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ٨: ٦٢- ٦٣ عَلى الهُدى الَّذِي بَعَثَكَ اللَّهُ بِهِ إلَيْهِمْ لَوْ أنْفَقْتَ ما فِي الأرْضِ جَمِيعًا ما ألَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، ولكِنَّ اللَّهَ ألَّفَ بَيْنَهُمْ ٨: ٦٣ بِدِينِهِ الَّذِي جَمَعَهُمْ عَلَيْهِ إنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٨: ٦٣. ثُمَّ قالَ تَعالى: يا أيُّها النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ ومن اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ. يا أيُّها النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلى القِتالِ، إنْ يَكُنْ مِنكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ، وإنْ يَكُنْ مِنكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا ألْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ٨: ٦٤- ٦٥: أيْ لا يُقاتِلُونَ عَلى نِيَّةٍ ولا حَقٍّ ولا مَعْرِفَةٍ بِخَيْرٍ ولا شَرٍّ. قالَ ابْنُ إسْحاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبِي نَجِيحٍ عَنْ عَطاءِ بْنِ أبِي رَباحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبّاسٍ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ اشْتَدَّ عَلى المُسْلِمِينَ، وأعْظَمُوا أنْ يُقاتل عشرُون مِائَتَيْنِ، ومِائَة ألْفًا، فَخَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَنَسَخَتْها الآيَةُ الأُخْرى، فَقالَ: الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وعَلِمَ أنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا، فَإنْ يَكُنْ مِنكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ، وإنْ يَكُنْ مِنكُمْ ألْفٌ يَغْلِبُوا ألْفَيْنِ بِإذْنِ اللَّهِ، والله مَعَ الصّابِرِينَ ٨: ٦٦. قالَ: فَكانُوا إذا كانُوا عَلى الشَّطْرِ مِن عَدُوِّهِمْ لَمْ يَنْبَغِ لَهُمْ أنْ يَفِرُّوا مِنهُمْ، وإذا كانُوا دُونَ ذَلِكَ لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِمْ قِتالُهُمْ وجازَ لَهُمْ أنْ يَتَحَوَّزُوا عَنْهُمْ. (ما نَزَلَ فِي الأُسارى والمَغانِمِ): قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ثُمَّ عاتَبَهُ اللَّهُ تَعالى فِي الأُسارى، وأخْذِ المَغانِمِ [١]، ولَمْ يَكُنْ أحَدٌ قَبْلَهُ مِن الأنْبِياءِ يَأْكُلُ مَغْنَمًا مِن عَدُوٍّ لَهُ. قالَ ابْنُ إسْحاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ أبُو جَعْفَرِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وجُعِلَتْ لِي الأرْضُ مَسْجِدًا [٢] وطَهُورًا، وأُعْطِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، وأُحِلَّتْ لِي المَغانِمُ ولَمْ تُحْلَلْ لِنَبِيٍّ كانَ قَبْلِي، وأُعْطِيتُ الشَّفاعَةَ، خَمْسٌ لَمْ يُؤْتَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي. قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فَقالَ: ما كانَ لِنَبِيٍّ ٨: ٦٧: أيْ قَبْلَكَ أنْ يَكُونَ لَهُ أسْرى ٨: ٦٧ مِن عَدُوِّهِ حَتّى يُثْخِنَ فِي الأرْضِ ٨: ٦٧، أيْ يُثْخِنَ [٣] عَدُوَّهُ، حَتّى يَنْفِيَهُ مِن الأرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا ٨: ٦٧: أيْ المَتاعَ، الفِداءَ بِأخْذِ الرِّجالِ والله يُرِيدُ الآخِرَةَ ٨: ٦٧: أيْ قَتْلَهُمْ لِظُهُورِ الدِّينِ الَّذِي يُرِيدُ إظْهارَهُ، واَلَّذِي تُدْرَكُ بِهِ الآخِرَةُ لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أخَذْتُمْ ٨: ٦٨: أيْ مِن الأُسارى والمَغانِمِ عَذابٌ عَظِيمٌ ٨: ٦٨: أيْ لَوْلا أنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أنِّي لا أُعَذِّبُ إلّا بَعْدَ النَّهْيِ ولَمْ يَكُ نَهاهُمْ، لَعَذَّبْتُكُمْ فِيما صَنَعْتُمْ، ثُمَّ أحَلَّها لَهُ ولَهُمْ رَحْمَةً مِنهُ، وعائِدَةٌ مِن الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقالَ فَكُلُوا مِمّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّبًا واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٨: ٦٩. ثُمَّ قالَ يا أيُّها النَّبِيُّ قُلْ لِمَن فِي أيْدِيكُمْ مِنَ الأسْرى إنْ يَعْلَمِ اللَّهِ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمّا أُخِذَ مِنكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ، والله غَفُورٌ رَحِيمٌ ٨: ٧٠. (ما نَزَلَ فِي التَّواصُلِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ): وحَضَّ المُسْلِمِينَ عَلى التَّواصُلِ، وجَعَلَ المُهاجِرِينَ والأنْصارَ أهْلَ وِلايَةٍ فِي الدِّينِ دُونَ مَن سِواهُمْ، وجَعَلَ الكُفّارَ بَعْضَهُمْ أوْلِياءُ بَعْضٍ، ثُمَّ قالَ إلّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وفَسادٌ كَبِيرٌ ٨: ٧٣ أيْ إلّا يُوالِ المُؤْمِنُ المُؤْمِنَ مِن دُونِ الكافِرِ، وإنْ كانَ ذا رَحِمٍ بِهِ: تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ ٨: ٧٣ أيْ شُبْهَةٌ فِي الحَقِّ والباطِلِ، وظُهُورِ الفَسادِ فِي الأرْضِ بِتَوَلِّي المُؤْمِنِ الكافِرَ دُونَ المُؤْمِنِ.
ثُمَّ رَدَّ المَوارِيثَ إلى الأرْحامِ مِمَّنْ أسْلَمَ بَعْدَ الوَلايَةِ مِن المُهاجِرِينَ والأنْصارِ دُونَهُمْ إلى الأرْحامِ الَّتِي بَيْنَهُمْ، فَقالَ: والَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وهاجَرُوا وجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنكُمْ، وأُولُوا الأرْحامِ بَعْضُهُمْ أوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ ٨: ٧٥ أيْ بِالمِيراثِ إنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٨: ٧٥.قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وقالَ شَدّادُ بْنُ عارِضٍ الجُشَمِيُّ فِي مَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الطّائِفِ: لا تَنْصُرُوا اللّاتَ إنّ اللَّهَ مُهْلِكُها … وكَيْفَ يُنْصَرُ مَن هُوَ لَيْسَ يَنْتَصِرُ إنّ الَّتِي حُرِّقَتْ بِالسُّدِّ فاشْتَعَلَتْ … ولَمْ يُقاتَلْ لَدى أحْجارِها هَدَرُ [١]
إنّ الرَّسُولَ مَتى يَنْزِلْ بِلادَكُمْ … يَظْعَنْ ولَيْسَ بِها مِن أهْلِها بَشَرُ [٢]