القرآن والحديث والعلماء: التعايش السلمي
بحسب الرواية التاريخية الإسلامية، تمثّل التيار الحامل للنبي فن مرحلتين مختلفتين، الأولى في مكّة حيث تميّز وعظه برسالة من التعايش المسالم مع غير المؤمنين ممزوجاً مع وعظ عن طبيعة آثامهم، أي الشرك، وتحذيراً من نار جهنّم. وفي المرحلة الثانية في المدينة، فقد كان شخصية عسكرية تقود حملة غزو بقدر ما كان واعظًا دينيًا. بذلك، فقد صنّف العلماء آيات القرآن إلى آيات "مكّية" وأخرى "مدنية". فتظهر الآيات المكية دافعًا قويًا للسلام والتعايش السلمي. وهذا يتناقض بشكل ملحوظ مع آيات "المدينة" اللاحقة مثل آية السيف التي تمجّد المؤمنين على الجهاد ضد الكفار. وبحسب عقيدة النسخ، فبما أنّ الآيات المكية هي التي نزلت على محمد أولاً، فتُلغى بفعل الآيات المدنية اللاحقة لدى تعارضها مع بعضها. بذلك، فـ"لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ" (القرآن 109:6) تُلغى بفعل آية السيف "فَٱقْتُلُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَٱحْصُرُوهُمْ وَٱقْعُدُوا۟ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ" (القرآن 9:5).