إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم

مصادر النظريات الإسلاميّة للتكاثر

من ویکی اسلام
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تأثر كتاب القرآن والحديث بجالينوس، الطبيب اليوناني ذو التأثير الكبير في القرن الثاني.

يحتوي الحديث على الكثير من العبارات حول السوائل من كل من الرجل والمرأة التي يعتقد أنها تشكل الجنين البشري. ويقول القرآن أيضًا إن الجنين يتكون من سائل منبعث، وربما يشير في إحدى الآيات إلى اختلاط السوائل الذكورية والأنثوية. وستتتبع هذه المقالة أصول كل من هذه الأفكار على الأقل حتى التلمود اليهودي والأطباء اليونانيين القدماء.

النبي محمد، الذي كان تاجرًا كثير السفر، كانت له تفاعلات واسعة مع اليهود في الجزيرة العربية، ويكاد يكون من المؤكد مع المسيحيين النسطوريين، الذين كان لديهم مجتمعات كبيرة في نجران في الجنوب وحيرة في شمال شبه الجزيرة العربية.[١][٢] ويقول غيوم (Guillaume) عن النسطوريين، «كان من العادي جداً مشاهدة هؤلاء الرجال على جميع طرق القوافل العربية».[٣] وكان مقر النسطوريين في سوريا، حيث كانوا يمتلكون بالفعل أعمال جالينوس ويدرسونها، وهو طبيب يوناني كان لديه نفوذ كبير في القرن الثاني[٤]. في حين أن هذا لا يعني أن مبدعي القرآن والحديث نسخوا من تلك الأعمال مباشرة، إلا أنه يبدو من المرجح أنهم تأثروا، على أقل تقدير، بشكل غير مباشر بهذه الأفكار الواسعة الانتشار.

تاريخ علم الأجنّة

قبل البدء في الموضوع المحدد لهذه المقالة، يلخص الجدول الزمني التالي النظريات الموجودة لعلم الأجنة، والتي يمكن مقارنتها بالمحتوى الأوسع لعلم الأجنة الإسلامي. يجادل البعض بأن التصريحات الغامضة لعلم الأجنة القرآني لها أوجه تشابه مع هذه النظريات، وأبرزها الأفكار غير الصحيحة لجالينوس.

التاريخ المصدر النص
1426 ق.م (نص هندي) Garbha Upinandas "من اقتران الدم والسائل المنوي يأتي الجنين إلى الوجود. خلال الفترة المواتية للحمل، بعد الجماع، يصبح كالادا (جنين عمره يوم واحد). بعد بقاء سبع ليالٍ تصبح حويصلة. بعد أسبوعين تصبح كتلة منوية. بعد شهر تصبح كتلة ثابتة. "[٥]
1000 ق.م سفر أيوب (نص يهودي-مسيحي) يداك كونتاني وصنعتاني كلي جميعا، أفتبتلعني

اذكر أنك جبلتني كالطين، أفتعيدني إلى التراب ألم تصبني كاللبن، وخثرتني كالجبن كسوتني جلدا ولحما، فنسجتني بعظام وعصب[٦]

500 ق.م سفر المزامير (نص يهودي-مسيحي) لأنك أنت اقتنيت كليتي. نسجتني في بطن أمي أحمدك من أجل أني قد امتزت عجبا. عجيبة هي أعمالك، ونفسي تعرف ذلك يقينا لم تختف عنك عظامي حينما صنعت في الخفاء، ورقمت في أعماق الأرض رأت عيناك أعضائي، وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت، إذ لم يكن واحد منها[٧]
460-370 ق.م أبقراط المرحلة الأولى: «الحيوانات المنوية منتج يأتي من الجسم الكامل لكل والد، والحيوانات المنوية الضعيفة القادمة من الأجزاء الضعيفة، والحيوانات المنوية القوية من الأجزاء القوية». [٨]

المرحلة الثانية: "البذرة (الجنين)، إذن، موجودة في غشاء... علاوة على ذلك، هو ينمو بسبب دم أمه الذي ينزل إلى الرحم. ذلك لأن، وبمجرد أن تحمل المرأة، تتوقف عن الحيض "[٩]

المرحلة الثالثة:" في هذه المرحلة، مع نزول وتخثر دم الأم، يبدأ اللحم في التكون، مع السرة. "[١٠]

المرحلة الرابعة: "عندما ينمو اللحم يتشكل إلى أعضاء متميزة عن طريق التنفس... تقسو العظام ... علاوة على ذلك، تنمو كأغصان مثل أغصان الشجرة... "

384-322 ق.م أرسطو «عندما يتم تثبيت المادة التي تفرزها الأنثى في الرحم بواسطة السائل المنوي للذكر... يجتمع الجزء الأكثر صلابة معًا، ويتم فصل السائل عنه، وعندما تتصلب الأجزاء الترابية تتشكل الأغشية من حوله... بعض هذه تسمى الأغشية وغيرها "كوريا"»...[١١] "لذلك صممت الطبيعة أولاً الوعائين الدمويين من القلب، ومنها تتفرع لأوعية صغيرة إلى الرحم، وتشكل ما يسمى سرة... وحول هذه الأوعية الدموية يوجد غشاء يشبه الجلد، لأن ضعف الأوعية يحتاج إلى الحماية والمأوى. وتنضم الأوعية إلى الرحم مثل جذور النباتات، ومن خلالها يتلقى الجنين غذائه ". [١٢]
240-180 ق.م ديوقليس من كاريستوس "في اليوم التاسع بعض قطرات الدم، وفي اليوم الثامن عشر خفقة قلب، وفي اليوم السابع والعشرين آثار للحبل الشوكي والرأس"[١٣]
129-210 ب.م جالينوس "دعونا نقسم تكوين الجنين بشكل عام إلى أربع فترات زمنية.

الأولى هي تلك التي. وكما يتضح في كل من عمليات الإجهاض والتشريح، يسود فيها شكل السائل المنوي [قارن بمرحلة النطفة الإسلامية]. في هذا الوقت، حتي أبقراط الرائع، لا يطلق بعد على تشكيلة الحيوان اسم الجنين؛ كما سمعنا الآن وفي حالة السائل المنوي الذي تم إلغاؤه في اليوم السادس، فلا يزال يسميها السائل المنوي. ولكن عندما تمتلئ بالدم [قارن بمرحلة العلقة]، ولا يزال القلب والدماغ والكبد غير مفصلين وغير متشكلين، ومع ذلك فإن لديها الآن تضامنًا معينًا وحجمًا ملحوظاً، وهذه هي الفترة الثانية ؛ مادة الجنين لها شكل اللحم ولم تعد لها شكل السائل المنوي. وفقًا لذلك، ستجد أن أبقراط أيضًا لم يعد يسمي مثل هذا الشكل "السائل المنوي"، ولكن، كما قيل، الجنين.

تأتي الفترة الثالثة بعد ذلك، حيث، كما قيل، من الممكن رؤية الأجزاء الأساسية الثلاثة بوضوح ونوع من الخطوط العريضة، صورة ظلية، كما كانت، لجميع الأجزاء الأخرى [قارن مع المضغة، في مرحلتيها المشكلة وغير المشكلة]. سترى تطابق الأجزاء الأساسية الثلاثة بشكل أكثر وضوحًا، وأجزاء المعدة بشكل خافت، وأجزاء الأطراف بشكلٍ خافت أكثر بكثير. وفي وقت لاحق تشكّل «فروعاً»، كما عبر عنها أبقراط، مشيرًا من خلال المصطلح إلى تشابههم مع الأغصان.

وتكون الفترة الرابعة والأخيرة في المرحلة التي تكون فيها جميع أجزاء الأطراف متباينة ؛ وفي هذا الجزء، لم يعد أبقراط الرائع يطلق على الجنين اسم الجنين فقط، بل إنه طفل بالفعل، أيضًا عندما يقول إنه يهتز ويتحرك كحيوان مكتمل التكوين الآن."[١٤]

"... لقد آن الأوان لكي تعبر الطبيعة عن الأجهزة بدقة وأن تنجز جميع الأجزاء. وهكذا تسبب في نمو اللحم على جميع العظام وحولها [قارن مع "كسونا العظام لحماً]، وفي الوقت نفسه... وقد صنعت في أواخر العظام الأربطة التي تربطها ببعضها البعض، وعلى طول طولها بالكامل وضعت حولها على جميع الجوانب أغشية رقيقة، تسمى السمحاق، والتي تسببت في نمو اللحم عليها "[١٥]

571-632 ب.م محمد ابن عبدالله حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ ‏

"‏ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا، فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ‏.‏ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ‏"

‏‏.‏[١٦]

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رضى الله عنه ـ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏

"‏ وَكَّلَ اللَّهُ بِالرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ أَىْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أَىْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَىْ رَبِّ مُضْغَةٌ‏.‏ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهَا قَالَ أَىْ رَبِّ ذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ فَمَا الرِّزْقُ فَمَا الأَجَلُ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ‏"

‏‏.‏[١٧]

وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ مِن سُلَٰلَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَٰهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ

ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَٰمًا فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَٰمَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَٰهُ خَلْقًا ءَاخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَٰلِقِينَ[١٨]

بضعة تعاريف

تستخدم الكلمات الثلاث التالية في القرآن والحديث في ما يتعلق بالسائل المنوي:

نطفة

تُستخدم كلمة نطفة 12 مرة في القرآن في الآيات التالية، وفي كل حالة تقول الفكرة نفسها، أنّ الإنسان يخلق من نطفة:

القرآن ‏سورة النَّحۡلِ:4 ، القرآن ‏سورة الكَهۡفِ:37 ، القرآن ‏سورة الحَجِّ:5 ، القرآن ‏سورة المُؤۡمِنُونَ:13 ، القرآن ‏سورة المُؤۡمِنُونَ:14 ، القرآن ‏سورة فَاطِرٍ:11 ، القرآن ‏سورة يسٓ:77 ، القرآن ‏سورة غَافِرٍ:67 ، القرآن ‏سورة النَّجۡمِ:46 ، القرآن ‏سورة القِيَامَةِ:37 ، القرآن ‏سورة الإِنسَانِ:2 ، القرآن ‏سورة عَبَسَ:19

النطفة هي كمية صغيرة من سائل. تم استخدامها أيضًا في إشارة إلى السائل المنوي الذي كان يُعتقد أنه يشكل الجنين.

من الإنسان: منيه الذي يخرج بشهوة ومنه يكون الولد
معجم المعاني الجامع
1- نطفة : قليل من الماء يبقى في الإناء، جمع : نطاف. 2- نطفة : و جمع : نطاف ونطف البحر. 3- نطفة : كمية من الماء. 4- نطفة : «مني»، وهو سائل مبيض تفرزه خصيتا الذكر.
قاموس الكل

يمكن العثور على مثال جميل على استخدام النطفة في قصيدة ما قبل الإسلام حيث تُستخدم لتعني «الكمية الصغيرة من النبيذ التي بقيت في جلد النبيذ».[١٩]

ماء

استُخدمت كلمة "ماء" بضع مرات. وقد استخدمت كذلك في الآيات: القرآن ‏سورة السَّجۡدَةِ:8، والقرآن ‏سورة المُرۡسَلَاتِ:20، والقرآن ‏سورة الطَّارِقِ:6

مني

كثيرا ما يستخدم هذا المصطلح في الحديث عن طقوس النقاء، وخاصة الروايات التي تقول أن عائشة كانت تنظف المني من ملابس محمد. ويستخدم مرّة واحدة في القرآن، في القرآن ‏سورة القِيَامَةِ:37

أدلّة على التأثّر

يوثق هذا القسم تأثير الأفكار من الثقافات الأخرى على القرآن والحديث في ما يتعلق بالإنجاب. وغني عن القول أن هذه الأفكار غير دقيقة مقارنة بالمعرفة العلمية الحالية للتكاثر وعلم الأجنة.

نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ

إِنَّا خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَٰهُ سَمِيعًۢا بَصِيرًا

ويعطي تعليق ابن كثير على هذه الآية تعريفاً نافعاً جداً للنطفة من قبل صحابة محمد.

يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنِ الْإِنْسَانِ أَنَّهُ أَوْجَدَهُ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا يُذْكَرُ(٤) لِحَقَارَتِهِ وَضَعْفِهِ، فَقَالَ: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا﴾ ؟

ثُمَّ بَيْنَ ذَلِكَ فَقَالَ: ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ﴾ أَيْ: أَخْلَاطٍ. وَالْمَشْجُ وَالْمَشِيجُ: الشَّيْءُ الخَليط(٥) ، بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ﴾ يَعْنِي: مَاءَ الرَّجُلِ وَمَاءَ الْمَرْأَةِ إِذَا اجْتَمَعَا وَاخْتَلَطَا، ثُمَّ يَنْتَقِلُ بَعْدُ مِنْ طَوْرٍ إِلَى طَوْرٍ، وَحَالٍ إِلَى حَالٍ، وَلَوْنٍ إِلَى لَوْنٍ. وَهَكَذَا قَالَ عِكْرِمَةُ، وَمُجَاهِدٌ، وَالْحَسَنُ، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ: الْأَمْشَاجُ: هُوَ اخْتِلَاطُ ماء الرجل بماء المرأة.

تظهر تعليقات مماثلة من صحابة محمد في تفسير الطبري في 76 :2. فيبدو أن الصحابة اعتقدوا أن النطفة الأمشاج كانت مزيجًا من السائل المنوي للذكور والإناث.

وقد تم تعليم هذه الفكرة نفسها من قبل جالينوس، الطبيب اليوناني المؤثر بشكل كبير في القرن الثاني. وكانت أطروحة جالينوس الرئيسية عن علم الأجنة تسمى «عن السائل المنوي»، وقد درس معاصرو محمد القريبون أعماله في الإسكندرية، مصر وفي جوندشابور، جنوب غرب سوريا.[٢٠]

فقال جالينوس إن الجنين يتكون في البداية من السائل المنوي الذكوري المختلط (μίγνυται) مع ما أسماه السائل المنوي الأنثوي، والذي يشكل أيضًا غشاءًا إضافيًا متشابكًا (ἐπιπλεκονταί) مع غشاء السائل المنوي الذكوري. وكان يعتقد أن الدم من المرأة يتم سحبه لاحقًا عبر الرحم والغشاء، وتستمر هذه المادة المركبة حرفيًا في تكوين الجنين.[٢١] سيتم شرح ذلك بعد قليل. على عكس جالينوس (وقبله أبقراط) بنظرية السائلين المنويين، اعتقد أرسطو أنه لا يوجد سوى سائل منوي ذكوري، والذي لا يوفر في حد ذاته مادة للجنين، ولكنه يؤدي إلى تكوينه من دم الحيض.[٢٢] التعليقات المقتبسة من صحابة محمد هي دليل جيد على التأثير الغاليني في القرن السابع في الجزيرة العربية.

والآيات القرآنية الأكثر وضوحًا في القول بأن الجنين يتكون في البداية من السائل المنوي، كما هو الحال في جالينوس وأبقراط، هي الآيات 80: 18-19.

مِنْ أَىِّ شَىْءٍ خَلَقَهُۥ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُۥ فَقَدَّرَهُۥ

مثلما علم جالينوس عن السائلين المنويين المختلطين، يتم تخزين هذه النطفة في الرحم حيث تمر لاحقًا بمراحل مختلفة من التطور.

ثُمَّ جَعَلْنَٰهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ

ويؤكد القرآن نفسه أن السائل المنوي هو الذي يتطور في الرحم في آية متطابقة تقريبًا. هنا الماء، التعبير الملطف عن السائل المنوي، يستخدم بدلاً من النطفة. في هذه الحالة ربما يعني السائل المنوي الذكوري فقط.

أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ فَجَعَلْنَٰهُ فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ

وفي كلتي الحالتين، يشير "قرارٍ مكينٍ" إلى الرحم بشكلٍ واضح، بينما تضيف الآية 77: 22 إنّ ذلك يحدث "إلى قدرٍ معلوم" (وبالتأكيد لا يعني البويضة الأنثوية، التي تخترقها فقط خلية حيوانات منوية واحدة وليس "ماءٍ مهين")

مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ

يُقال إنّ الإنسان يخلق من تراب ثمّ من نطفة (أي سائل منوي ذُكر مصدره أعلاه.

يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِى ٱلْأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوٓا۟ أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنۢ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْـًٔا ۚ وَتَرَى ٱلْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنۢبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍۭ بَهِيجٍ
قَالَ لَهُۥ صَاحِبُهُۥ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِى خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّىٰكَ رَجُلًا

وفي كلتا الحالتين، تُستخدم كلمة «نطفة» بمعنى ؛ والقليل من الماء ؛ القليل من الماء المتبقي في جلد الماء ؛ القليل من الماء في إناء ؛ والماء النقي، كمية من الماء؛ ويسمى المني نطفة لكميته الصغيرة من السائل المنوي.


تم العثور على هذا الفكرة في كتابات ما قبل الإسلام، وفي الأعمال الأكثر معاصرة، [١]مع أوجه تشابه مسجلة باستخدام كلمة سريانية مماثلة (nuṭptā). على سبيل المثال، تم توثيق هذه الصورة في أفرام السرياني (د. 373):

"إنه شديد الحماقة وأعمى ؛ لأنه أيضا محصور مع الجميع - في يد الخالق الجوفاء. وحبة تراب واحدة - قطرة ماء واحدة (nuṭptā)، تشكلتا معا - صارتا الشكل البشري من خلال رحمة الخالق ".
Eich & Doroftei, 2023. Adam and Embryo. pp. 95. A contribution to the study of the story of Adam in Jewish, Christian and Islamic texts up to the end of the first millennium.

وباباي الكبير (c.551-628CE)، وهو من أوائل آباء كنيسة المشرق السريانية، والمعروفة أيضًا باسم الكنيسة الآشورية.[٢]

وهم لا يفهمون أعمال صانعهم، التي تتشكل مثل قطرة ماء (nuṭptā) وحبة غبار في جوف يده غير المادية.
Eich & Doroftei, 2023. Adam and Embryo. pp. 97. A contribution to the study of the story of Adam in Jewish, Christian and Islamic texts up to the end of the first millennium.

المراحل الأربع لتطور الجنين

يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِى ٱلْأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوٓا۟ أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنۢ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْـًٔا ۚ وَتَرَى ٱلْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنۢبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍۭ بَهِيجٍ
وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ مِن سُلَٰلَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَٰهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَٰمًا فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَٰمَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَٰهُ خَلْقًا ءَاخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَٰلِقِينَ

كما هو مذكور في مشروع كوربوس كورانيكوم، فإن مراحل نمو الأجنة الموصوفة في القرآن تعكس المعرفة الطبية للعالم القديم في وقت لاحق، المتوافقة مع فهم القرن السابع الميلادي.[٣] يبدو أن نمو البشر في الرحم الموضح في القرآن يتوافق في مراحله الأربع مع الرأي السائد الذي لخصه جالينوس للطب القديم (المتأخر) [٤] ؛

يتحدث كلا المقطعين عن تطور الجنين الذي يبدأ ب1) قطرة من السائل المنوي (نطفة)، ثم تليها مرحلة 2) بنية الدم (علقة)، الذي يتطور بعد ذلك إلى 3) هيكل لحم (مضغة) الذي يتطور منه الجنين «المكون جسديًا ولم يتم تكوينه بالكامل بعد» (القرآن 22 :5 مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ). وفي سورة 23، يصبح هيكل اللحم عظامًا مغطاة باللحم (فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَٰمًا فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَٰمَ لَحْمًا). ثم يأخذ هذا الشكل من الحياة أخيرًا صفة جديدة: 4) الرضيع الكامل التكوين في القرآن 23 :14 يقول: "ثُمَّ أَنشَأْنَٰهُ خَلْقًا ءَاخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَٰلِقِينَ." في القرآن 22 :5، يصبح المخلوق المشكَّل والذي لم يكتمل بعد علامة على القدرة الالهية، لأن الله «لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ» قوته. [٥]

ويشير باسم مسلّم إلى أن المراحل كانت متشابهة بما فيه الكفاية بالنسبة للمؤلفين الإسلاميين في العصور الوسطى لاستخدام المصطلحات القرآنية عند وصف (غير صحيح، انظر: علم الأجنة في القرآن) مراحل جالينوس الأربعة للتطور.

إن مراحل التطور التي أنشأها القرآن والحديث للمؤمنين اتفقت تمامًا مع رواية جالينوس العلمية. ففي دي سيمين، على سبيل المثال، تحدث جالينوس عن أربع فترات في تكوين الجنين: (1) كمادة منوية ؛

(2) كشكل دموي (لا يزال بدون لحم، حيث القلب والكبد والدماغ البدائية غير محددة) ؛ (3) يكتسب الجنين اللحم والصلابة (القلب والكبد والدماغ محددة جيدًا، وتبدأ الأطراف في التكوين) ؛ وأخيرا

(4) جميع الأعضاء تصل إلى الكمال المطلق ويتم تسريع الجنين. ليس هناك شك في أن فكر العصور الوسطى قد قدر هذا الاتفاق بين القرآن وجالينوس، لأن العلم العربي استخدم نفس المصطلحات القرآنية لوصف المراحل الغالينية (كما في رواية ابن سينا عن جالينوس): نطفة للأول، 'علقة للثاني، مضغة «غير مشكلة» للثالث، و «مضغة» متكونة للرابع.

ظلمات ثلاث

نرى فكرة الظلمات الثلاث.

خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلْأَنْعَٰمِ ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمْ خَلْقًا مِّنۢ بَعْدِ خَلْقٍ فِى ظُلُمَٰتٍ ثَلَٰثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ ۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ

ابن قيم (ت. 1350)، وهو فقيه حنبلي بارز، يربط هذه الأغشية بأغشية مختلفة ذكرها أبقراط، نقلاً عن آراء العلماء السابقين حول هذه المسألة.

(أ) قال أبقراط في الفصل الثالث من كتاب الأجنّة :. السائل المنوي موجود في غشاء، وينمو بسبب دم أمه الذي ينزل إلى الرحم، والسائل المنوي في هذه الأغشية يسحب في الهواء ويتنفسه للأسباب التي ذكرناها... عندما يصبح السائل المنوي جنينًا، تتشكل العديد من الأغشية الأخرى، وتنمو داخل الغشاء الأصلي، وكلها تتشكل بالطريقة نفسها التي تتشكل بها الأولى. تتشكل بعض الأغشية في البداية، والبعض الآخر بعد الشهر الثاني، والبعض الآخر في الشهر الثالث. (ب) لهذا يقول الله: « يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمْ خَلْقًا مِّنۢ بَعْدِ خَلْقٍ فِى ظُلُمَٰتٍ ثَلَٰثٍ (القرآن 39 :6)». (ج) بما أن لكل من هذه الأغشية ظلامها الخاص، عندما ذكر الله مراحل الخلق والتحول من حالة إلى أخرى، ذكر أيضًا ظلام الأغشية. (د) يوضح معظم المعلقين: إنه ظلام البطن، وظلام الرحم، وظلام المشيمة...

السائل المنوي والعمود الفقري

العلاقة بين السائل المنوي والعمود الفقري لها الكثير من الجذور العلمية القديمة قبل العصر الحديث.

خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِنۢ بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ

وكما أشار نوبل وآخرون (2014):

كان الرأي القائل بأن السائل المنوي مشتق من الحبل الشوكي قديمًا بما يكفي لينكره الكمايون في القرن السادس قبل الميلاد، لكن أفلاطون وأبقراط اشتركا فيه. ويعتبر أفلاطون في طيماوس أن الدماغ والنخاع الشوكي مجرد شكل خاص من نخاع العظام (طيماوس، 73) حيث «زرع الله بذرته الإلهية». يمر هذا النخاع الشوكي أسفل الظهر ويوصل «أشياء البذور العالمية» إلى الأعضاء التناسلية لغرض الإنجاب. يتتبع أفلاطون في طيمايوس وليوناردو في هذه الصفحة النخاع الشوكي (RL 19097v):
Noble Denis, DiFrancesco Dario and Zancani Diego. 2014. Leonardo da Vinci and the origin of semen. Notes Rec.68391–402 DOI https://doi.org/10.1098/rsnr.2014.0021

كان هذا معتقدًا مصريًا قديمًا أيضًا، مثلما أشار شواب وكالفن و. وآخرون. (1982)، «اعتقد المصريون أن الحيوانات المنوية تم إنتاجها في العمود الفقري الصدري، وهي قناعة تستند على ما يبدو إلى فهمهم للثور».[٢٣]

استمرار مرحلة السائل المنوي 40 يومًا

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ حَدَّثَهُ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي سَرِيحَةَ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأُذُنَىَّ هَاتَيْنِ يَقُولُ ‏"‏ إِنَّ النُّطْفَةَ تَقَعُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ يَتَصَوَّرُ عَلَيْهَا الْمَلَكُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ زُهَيْرٌ حَسِبْتُهُ قَالَ الَّذِي يَخْلُقُهَا ‏"‏ فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى فَيَجْعَلُهُ اللَّهُ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ أَسَوِيٌّ أَوْ غَيْرُ سَوِيٍّ فَيَجْعَلُهُ اللَّهُ سَوِيًّا أَوْ غَيْرَ سَوِيٍّ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ مَا رِزْقُهُ مَا أَجَلُهُ مَا خُلُقُهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ اللَّهُ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا ‏"‏ ‏.‏
حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ـ رضى الله عنه ـ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ‏

"‏ إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَهُ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَهُ، ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ فَيُؤْذَنُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيَكْتُبُ رِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَعَمَلَهُ وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى لاَ يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُ النَّارَ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا ‏"

‏‏.‏

راجع كذلك الآيات القرآنية ‏سورة المُؤۡمِنُونَ 12 إلى 14 لترى كيف تكمّل مرحلة النطفة والمراحل اللاحقة بعضها. والآن، فلنقارن ذلك مع التلمود.

لأنه إذا لم يتم العثور عليها حاملاً فهي لم تكن حاملاً قط ؛ وإذا وجدت أنها حامل، فإن السائل المنوي، حتى اليوم الأربعين، هو مجرد سائل.
التلمود البابلي، Yebamoth 69b

لاحظ أيضًا أنه كما هو الحال في القرآن، يتشكل الجنين من السائل المنوي.[٢٤]

تحديد النوع الجنسي بعد 40 يوماً

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، - وَاللَّفْظُ لاِبْنِ نُمَيْرٍ - قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏

"‏ يَدْخُلُ الْمَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَ مَا تَسْتَقِرُّ فِي الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ فَيُكْتَبَانِ فَيَقُولُ أَىْ رَبِّ أَذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى فَيُكْتَبَانِ وَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَثَرُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ ثُمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ فَلاَ يُزَادُ فِيهَا وَلاَ يُنْقَصُ ‏"

‏ ‏.‏

راجع أيضاً صحيح مسلم 33:6393 الذي اقتبس أعلاه. ومرة أخرى، نرى أنّ هذه فكرة من التلمود:

في غضون الأيام الثلاثة الأولى، يجب على الرجل أن يصلي حتى لا تتعفن البذرة ؛ وينبغي أن يصلي من اليوم الثالث إلى اليوم الأربعين ليكون الطفل ذكراً ؛
التلمود البابلي، Berakoth 60a

[٢٥]

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه في الحديث التالي، رقم 6393، فإن الملاك الذي يأتي بعد 40 يومًا يخلق لحم الطفل وعظامه ثم يتم تحديد الجنس. ,في الرقم 6397 (يظهر أيضًا في صحيح البخاري)، يتم تحديد الجنس بمجرد أن يصبح الجنين «كتلة من اللحم».

تشابه الطفل مع والديه

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ، أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ بَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلاَمٍ مَقْدَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلاَثٍ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ نَبِيٌّ، ‏{‏قَالَ مَا‏}‏ أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَمِنْ أَىِّ شَىْءٍ يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ وَمِنْ أَىِّ شَىْءٍ يَنْزِعُ إِلَى أَخْوَالِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ خَبَّرَنِي بِهِنَّ آنِفًا جِبْرِيلُ ‏"‏‏.‏ قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ‏.‏ وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ‏.‏ وَأَمَّا الشَّبَهُ فِي الْوَلَدِ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَشِيَ الْمَرْأَةَ فَسَبَقَهَا مَاؤُهُ كَانَ الشَّبَهُ لَهُ، وَإِذَا سَبَقَ مَاؤُهَا كَانَ الشَّبَهُ لَهَا ‏"‏‏.‏ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ‏.‏ ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ، إِنْ عَلِمُوا بِإِسْلاَمِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ بَهَتُونِي عِنْدَكَ، فَجَاءَتِ الْيَهُودُ وَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ الْبَيْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَىُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ ‏"‏‏.‏ قَالُوا أَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا وَأَخْبَرُنَا وَابْنُ أَخْيَرِنَا‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ ‏"‏‏.‏ قَالُوا أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ‏.‏ فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَيْهِمْ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ‏.‏ فَقَالُوا شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا‏.‏ وَوَقَعُوا فِيهِ‏.‏

وتوجد فكرة مماثلة في التلمود:

إسحاق نقلاً عن ر. أمّي: إذا انبعث السائل المنوي للمرأة أولاً فإنها تحمل طفلاً ذكراً ؛ وإذا كان الرجل ينبعث منه السائل المنوي أولًا فإنها تحمل طفلة أنثى ؛
التلمود البابلي، Nidda 31a

[٢٦]

تم الإبلاغ عن نفس الشيء في Berakoth 60a (رسالة البركات)[٢٥]. فلاحظ أيضًا نظرية ثنائية السائل المنوي مرة أخرى. في معظم إصدارات هذا الحديث، العامل المحدد في التشابه هو الذي "سبق" ماءه (ماء، أي السائل المنوي) ماء الشخص الآخر. وفي نسخ أخرى يكمن الأمر في من مائه "على" الآخر، وهو أقرب إلى النظريات اليونانية المختلفة التي يكون فيها التشابه أو الجنس ناتجًا عن السائل المنوي السائد بين الاثنين. [٢٧][٢٨] في إحدى الحالات (صحيح مسلم، الكتاب 3، رقم 614)، إن الجنس وليس التشابه هو الذي يتم تحديده بهذه الطريقة ويتم استخدام "المني" بدلاً من "ماء".

تي 22. يقول ديمقريطس الأبديري إنه [الجنس] يتحدد في الرحم ما إذا كان النسل ذكرًا أم أنثى. إلا أنه ينكر النظرية [التابعة لأمبادوقليس] القائلة بأن الحرارة والبرد هما اللذان يصنعان الفارق ؛ ويعتقد أن ذلك يعتمد على أي من السوائل التوليدية للوالدين - أي ذلك الجزء من السائل الذي جاء من الأجزاء الذكورية أو الأنثوية المميزة [بدلاً من الجزء الذي جاء من الجسم ككل]. ومن بين النظريتين إنّ نظرية ديمقريطس هي الأفضل ؛ لأنه يحاول اكتشاف وتحديد الطريقة الدقيقة التي يتميز بها الجنسين ؛ ولكن ما إذا كان على حق أم لا هي مسألة أخرى. (كتاب تكون الحيوانات de Generatione Animalium 764a 6)
Aristotle (d. 322 BC) in De Generatione Animalium, 764a 6 as quoted in Philip Wheelwright, ed, (1966), The Presocratics, Macmillan, p. 191, 1966

"مَا مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ..."

بحثًا عن نوع من الإشارة إلى الحيوانات المنوية (بدلاً من مجرد السائل المنوي)، والذي لم يتم اكتشافه حتى القرن السابع عشر، يشير بعض المدافعين الإسلاميين إلى الحديث التالي:

بحثًا عن نوع من الإشارة إلى الحيوانات المنوية (بدلاً من مجرد السائل المنوي)، والذي لم يتم اكتشافه حتى القرن السابع عشر، يشير بعض المدافعين الإسلاميين إلى الحديث التالي:
صحيح مسلم، كتاب النكاح، باب العزل، رقم 1438

أول شيء يجب الإشارة إليه هو أن كلمة «الحيوانات المنوية»(sperm) المترجمة في ترجمة المدافعين هي في الواقع "ماء" باللغة العربية، والتي كما ذكرنا أعلاه، هي تعبير ملطف عن السائل المنوي. ويأتي الحديث التالي على ذكرها كذلك:

حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ، - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، سَمِعَهُ يَقُولُ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَزْلِ فَقَالَ ‏

"‏ مَا مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ خَلْقَ شَىْءٍ لَمْ يَمْنَعْهُ شَىْءٌ ‏"

‏ ‏.‏

توجد فكرة مشابهة إلى حد ما في التلمود:

إنه يعلم أن الإنسان ليس مصنوعًا من كل القطرة ولكن فقط من أنقى جزء منها.
التلمود البابلي، Nidda 31a

[٢٦]

التأثير التلمودي المحتمل أقل وضوحًا في هذا المثال لأن الحديث يتعلق بممارسة العزل. على أي حال، كان من المعروف جيدًا أنه ليست هناك حاجة إلى كل انبعاثات السائل المنوي لبدء الحمل، بحيث لم يمكن الاعتماد على طريقة تحديد النسل هذه.

العزل والغيلة

في موضوع العزل، وممارسة أخرى، الغيلة، وهي رجل يمارس الجماع مع زوجته وهي ترضع طفلها، نرى أن محمد يعترف علانية بمعرفته واهتمامه بالممارسات الإنجابية للبيزنطيين (" الرومان ") والساسانيين (" الفرس "):

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، - وَاللَّفْظُ لاِبْنِ نُمَيْرٍ - قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمَقْبُرِيُّ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا النَّضْرِ، حَدَّثَهُ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، أَخْبَرَ وَالِدَهُ، سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ رَجُلاً، جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنِّي أَعْزِلُ عَنِ امْرَأَتِي ‏.‏ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ الرَّجُلُ أُشْفِقُ عَلَى وَلَدِهَا أَوْ عَلَى أَوْلاَدِهَا ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لَوْ كَانَ ذَلِكَ ضَارًّا ضَرَّ فَارِسَ وَالرُّومَ ‏"‏ ‏.‏ وَقَالَ زُهَيْرٌ فِي رِوَايَتِهِ ‏"‏ إِنْ كَانَ لِذَلِكَ فَلاَ مَا ضَارَ ذَلِكَ فَارِسَ وَلاَ الرُّومَ ‏"‏.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالاَ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ، بْنُ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، أُخْتِ عُكَّاشَةَ قَالَتْ حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أُنَاسٍ وَهُوَ يَقُولُ ‏"‏ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ فَنَظَرْتُ فِي الرُّومِ وَفَارِسَ فَإِذَا هُمْ يُغِيلُونَ أَوْلاَدَهُمْ فَلاَ يَضُرُّ أَوْلاَدَهُمْ ذَلِكَ شَيْئًا ‏"‏ ‏.‏ ثُمَّ سَأَلُوهُ عَنِ الْعَزْلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ ذَلِكَ الْوَأْدُ الْخَفِيُّ ‏"‏ ‏.‏ زَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الْمُقْرِئِ وَهْىَ ‏{‏ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ‏}‏

من بين مركزي الدراسة الجالينية المذكورين أعلاه، كانت سوريا تحت الإمبراطورية الساسانية وكانت مصر تحت كل من الساسانيين والبيزنطيين في مراحل مختلفة في خلال مسيرة محمد. فمحمد لم يكن يعيش في فقاعة. وتشير هذه الأحاديث إلى أن محمد كان ليتمكن من الوصول إلى الممارسات والأفكار المتعلقة بالمسائل الجنسية والإنجاب التي تنقلها هذه الثقافات الأخرى وكان مهتمًا بها.

مِنْ نُطْفَةِ الرَّجُلِ، وَمِنْ نُطْفَةِ الْمَرْأَةِ

وردا على سؤال من رجل يهودي عن كيفية خلق الإنسان، ورد أن محمد أجاب:

" يَا يَهُودِيُّ، مِنْ كُلٍّ يُخْلَقُ: مِنْ نُطْفَةِ الرَّجُلِ، وَمِنْ نُطْفَةِ الْمَرْأَةِ

ويشير بعض المدافعين الإسلاميين إلى أن هذا الحديث في مجموعة حديث مسند أحمد هو إشارة إلى الحيوانات المنوية والبويضة. ومع ذلك، كما هو موضح في اقتباس ابن كثير أعلاه، لم يتم فهم هذه السوائل على أنها من الذكور والإناث فحسب، بل كانت هذه مرة أخرى النظرية الجالينية عن ثنائية السائل المنوي. في الواقع، فإن ما تبقى من الحديث نفسه (الذي لا يتم تضمينه مطلقًا عند إدراج المراجع) يؤكد صراحة نظرية ثنائية السائل المنوي، ويشرع في وصف الأغراض المختلفة لكل من السائلين بطريقة، وغني عن القول، غير علمية وغير دقيقة بشكل واضح.

مِنْ كُلٍّ يُخْلَقُ: مِنْ نُطْفَةِ الرَّجُلِ، وَمِنْ نُطْفَةِ الْمَرْأَةِ، فَأَمَّا نُطْفَةُ الرَّجُلِ فَنُطْفَةٌ غَلِيظَةٌ، مِنْهَا الْعَظْمُ وَالْعَصَبُ، وَأَمَّا نُطْفَةُ الْمَرْأَةِ فَنُطْفَةٌ رَقِيقَةٌ، مِنْهَا اللَّحْمُ وَالدَّمُ

يمكن تتبع أصول هذه الأفكار إلى التلمود:

علمنا حاخاماتنا: هناك ثلاثة شركاء في الإنسان، القدوس، تبارك هو ووالده وأمه. يقوم والده بتزويد السائل المنوي من المادة البيضاء التي تتكون منها عظام الطفل، والخيوط، والأظافر، والمخ في رأسه، والأبيض في عينه ؛ تزود والدته السائل المنوي للمادة الحمراء التي يتكون منها جلده ولحمه وشعره ودمه وأسود عينه ؛
التلمود البابلي، Nidda 31a

[٢٦]

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن هذا الحديث والتلمود لهما أوجه تشابه مذهلة مع ما علمه جالينوس في عمله، «عن المني»، فيقول جالينوس:

لكن (الجنين) لديه أولاً القوة الخضرية، والتي لا تخلق من الدم ولكن من السائل المنوي نفسه الشريان والوريد والأعصاب والعظام والغشاء
عن المني، ص99

[٢٩]

استنادًا إلى الصفحات 91-93 و p.101، يبدو أنه يعني هنا السائل المنوي الذكر الأكثر سمكًا، والذي يقول إنه يوفر بعض المواد للجنين بالإضافة إلى «القوة» أو «الحركة» للمادة. ويقول إن السائل المنوي للأنثى يوفر التغذية للسائل المنوي الذكوري، ولديه أيضًا «قوة» أضعف، تكملها قوة دمها، لإحداث أي تشابه بين الطفل والأم.[٣٠] في الصفحة 87 يقول جالينوس عن السائل المنوي الأنثوي «لأنها أرق من السائل المنوي الذكوري»[٣١]، مطابقة للحديث.

يقول جالينوس بعد بضع صفحات:

فجميع الأجزاء السمينة [σαρκώδη] في الشكل انولدت من الدم [αίματος] ؛ لكن كل ما كان غشائيًا كان مأخوذًا من السائل المنوي.
عن المني، ص103

[٣٢]

هنا، الدم يشير إلى دم الأم، وبعضه رقيق جيد وبعضه سميك،[٣٣] والذي اعتقد جالينوس أنه يُستمدّ عبر الرحم والغشاء إلى السائلين المنويين للذكور والإناث بعد أن يختلطا في بطن الأم. ومجرّد أن يقول جالينوس والتلمود ان الاجزاء اللحمية تتشكل من دم المرأة بدلا من السائل المنوي، فذلك بالكاد ينتقص من أوجه التشابه المذهلة الاخرى مع الحديث.

على أي حال، تم تصنيف هذا الحديث على أنه ضعيف الأصالة. صحيح مسلم 3:614 هو حديث مشابه، وبدلاً من ذكر النطفة وقول ما يتكون من كل سائل منوي، فهو يعطي نظرية التشابه المذكورة أعلاه بعد القول إن ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر. وصحيح مسلم 3:608 هو نسخة من الحديث الذي ننظر إليه بعد ذلك، لكنه يضيف أن ماء الرجل سميك وأبيض وماء المرأة رقيق وأصفر.

بما يشبه الولد أمه؟

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ الْغُسْلُ إِذَا احْتَلَمَتْ قَالَ ‏"‏ نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ ‏"‏‏.‏ فَضَحِكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ تَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ فَبِمَا يُشْبِهُ الْوَلَدُ ‏"‏‏.‏

هذه، مرة أخرى، هي فكرة جالينوس عن «السائل المنوي الأنثوي». فحتى منطق محمد في الحديث هو بوضوح نفس منطق جالينوس، الذي تتمثل أطروحته الرئيسية في الجزء الثاني من «عن المني» في وجود "سائل منوي أنثوي" مُولد ويسبب التشابه مع الأم. ومثلما يفعل محمد في هذا الحديث، يستخدم جالينوس صراحة السوائل المنبعثة أثناء النشوة الجنسية الليلية كدليل على وجود السائل المنوي الأنثوي الذي يسبب التشابه:

في الواقع، كان من الأفضل بكثير الوثوق بالأدلة المرئية على وجود السائل المنوي للإناث والاستفسار عن قوته من خلال التفكير في قوته. تم تقديم الأدلة المرئية من قبل وسيتم تقديمها مرة أخرى. فتفرز القنوات المنوية، المليئة بالسائل المنوي، هذا السائل المنوي بصرف النظر عن اتحاد الإناث مع الذكور، والإناث تعاني من الانصباب في النوم كما يفعل الذكور.
عن المني، ص153

[٣٤]

وفي الصفحة نفسها، يمضي جالينوس في انتقاد الأطباء الآخرين الذين يقولون إن القنوات المنوية الأنثوية «تفرغ السائل المنوي من الخارج أسفل الرحم» فحسب (إشارة محتملة إلى «القذف الأنثوي» من الغدد الدِّهْليزيَّة الصَّغيرة)، ويجادل بأن السائل المنوي الأنثوي يتم تفريغه أيضًا في الرحم. من الواضح أيضًا من صفحات أخرى أنه يعتقد أن هذا يحدث في لحظة معينة، أي النشوة الجنسية، وعندما يحدث أثناء النوم، يُلغى مفعول السائل المنوي لاحقًا خارجيًا.[٣٥]

نظرًا لأن الحديث يتحدث عن سائل يمكن للمرأة رؤيته، فلا علاقة له بالإفرازات البيضاوية أو الغلاف الشبيه بالهلام للبويضة التي تنتجها حويصلة المبيض أثناء الإباضة الشهرية (على أي حال، فإن البويضة هي مصدر المساهمة الجينية الأنثوية، وليس هذا الغلاف). علاوة على ذلك، يقول الحديث أن التشابه ناتج عن إطلاق السائل المنوي أثناء النشوة الجنسية الأنثوية. والنشوة الجنسية لا علاقة لها بالمساهمة الجينية للمرأة في الجنين. توجد الكثير من روايات هذا الحديث حيث يتم إطلاق السائل المنوي الأنثوي المتخيل أثناء النشوة الجنسية، كما اعتقد أبقراط وجالينوس.[٣٦]

ادعاءات دفاعية أخرى

ومن ثم لجأ بعض المدافعين الإسلاميين إلى حجج أخرى لإيجاد إشارة إلى الحيوانات المنوية (وليس السائل المنوي فقط) أو البويضة الأنثوية في القرآن. وينظر فيها أدناه.

كيان واحد هو جزء من مجموعة أكبر من نوعه

قدم أحد المدافعين الإسلاميين الادعاء التالي حول كلمة نطفة في محاولة لجعلها تبدو وكأنها حيوان منوي واحد:

النطفة هي كيان واحد، وهي جزءٌ من مجموعة أكبر من نوعها: النُطَف. والنطفة هي القرطة والواحدة من كل ذلك.

[٣٧]

تم نسخ ادعائه على مواقع إسلامية أخرى، حتى أن أحدها حاول تطوير الادعاء بشكل أكبر من خلال الإشارة إلى أن هذا التعميم «الخاطئ» يظهر بالفعل في تعريف لسان العرب. تعريف لسان العرب الفعلي للنطفة هو "قليل صغيرة من الماء" (راجع بداية هذه المقالة). ولاحظ أنه حتى لو افترضنا أن النطفة تعني قطرة واحدة، فإن الحيوانات المنوية هي كائن منفصل عن العديد من الأشياء المنفصلة نفسها، على عكس قطرة الماء، وهي كمية من كمية أكبر.

الحيوانات المنوية من السائل المنوي المنبعث

أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِىٍّ يُمْنَىٰ

يزعم بعض المدافعين أن هذه الآية تظهر أن النطفة لا تشير إلى المادة نفسها مثل المني. كما يزعمون أنه إذا أشارت النطفة إلى السائل المنوي، لكانت هذه الكلمة قد استخدمت بدلاً من مني في الأحاديث الكثيرة عن تنظيف السائل المنوي من أجل النقاء في خلال ممارسة الطقوس.

ومع ذلك، كما هو موضح أعلاه، فإن النطفة تعني كمية قليلة من السائل، في هذا السياق في إشارة إلى السائل المنوي الذي يشكل الجنين، في حين أن المني هو ببساطة السائل المنوي. وعندما يذكر القرآن النطفة، مما يشير إلى قلة كمية السائل، فإنه يؤكد على البدايات المتواضعة للإنسان. وفي الأحاديث التي تستخدم المني، يكون سياقًا مختلفًا حيث الكمية لا أهمية لها. كما رأينا في قاموس لسان العرب أعلاه فالمني يسمى نطفة لأنه كمية صغيرة من السائل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الآية 53 :46 لها نفس العبارة تقريبًا مع الفعل نفسه الوارد في 75 :37، ولكن هذه المرة تذكر فقط النطفة، من دون ذكر المني.

مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ

تمنى في 53 :46 ويمنى في 75 :37 هو الفعل نفسه الذي يعني «ينبعث»، ومن الجذر نفسه "مني". يستخدم الفعل نفسه بشكل مفهوم إذا كان يتحدث عن انبعاث الشيء نفسه، أي السائل المنوي، ولكن من دون أن يذكر صراحة نوع السائل في 53 :46. وعلى أي حال، فإن الأدلة مجمعة على أن النطفة تستخدم دائمًا لسائل.

سُلَٰلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ

ٱلَّذِىٓ أَحْسَنَ كُلَّ شَىْءٍ خَلَقَهُۥ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلْإِنسَٰنِ مِن طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُۥ مِن سُلَٰلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ

إنه افتراض معقول أن ماء مهين يعني السائل المنوي الذكوري هنا (راجع 86: 6-7، والذي يستخدم أيضًا كلمة ماء). ويحب بعض المدافعين قراءة السلالة كإشارة إلى الحيوانات المنوية. هناك مشكلتان في هذا. أولاً، فهو يتجاهل دور البويضة الأنثوية (هذه مشكلة في أي تفسير للآية إلى حد كبير). ثانيًا، يمكننا مقارنة 32 :8 بـ 77 :20، التي تحتوي على الكلمات 3 الأخيرة نفسها بالضبط، وبدون كلمة سلالة.

أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ

يشير هذا إلى أن المستخلص هو من مادة الماء المهين أو أنه حتى الماء المهين نفسه. كما رأينا أعلاه، تشير الآيتان التاليتان، 77: 21-22، إلى أن هذا السائل يحمل في الرحم. وهناك الكثير من المعاني الممكنة لهذه الآية، ولكن حتى لو تم تفسيرها على أنها تقول إن جزءًا خاصًا فقط من السائل المنوي يشكل الجنين، لكان هذا الاعتقاد شائعًا بين اليهود الذين تعرف عليهم محمد، كما رأينا من التلمود المقتبس سابقًا:

إنه يعلم أن الإنسان ليس مصنوعًا من كل القطرة ولكن فقط من أنقى جزء منها.
التلمود البابلي، Nidda 31a
  1. ١٫٠ ١٫١ J. Stewart, "Nestorian Missionary Enterprise", p.70-74, Edinburgh: T. & T. Clark, 1928
  2. ٢٫٠ ٢٫١ Cyril Glasse, “The New Encyclopedia of Islam”, p.342-343, CA, USA: Altamira, 2001.
  3. ٣٫٠ ٣٫١ Alfred Guillaume, “Islam”, p.15, Middlesex: Penguin Books, 1990 (Reprinted)
  4. ٤٫٠ ٤٫١ Allen O. Whipple, “Role of the Nestorians as the connecting link between Greek and Arab medicine”, Annals of Medical History 8 (1936) 313-323
  5. ٥٫٠ ٥٫١ Journal of Mammalian Ova Research - History of the Egg in Embryology - 26(1):2-9. 2009 doi: 10.1274/jmor.26.2
  6. سفر أيوب 10: 8-11
  7. سفر المزامير 139: 13-16
  8. Section 8, p 321
  9. Section 14, p. 326
  10. Section 14, p. 326
  11. Aristotle, De Generatione Animalium, Book II, 739b20-739b30, as per Jonathan Barnes (ed.), The Complete Works of Aristotle, (Princeton, 1985), Vol 1, p. 1148.
  12. Aristotle, De Generatione Animalium, Book II, 740a28-740a35, as per Barnes, opere citato, p. 1149
  13. Joseph Needham M. A., Ph.D. - Chemical embryology - New York: The Macmillan Company, Cambridge England, at the University Press, 1931
  14. Corpus Medicorum Graecorum: Galeni de Semine (Galen: On Semen) (Greek text with English trans. Phillip de Lacy, Akademic Verlag, 1992) section I:9:1-10 pp. 92-95, 101 Available on The Berlin-Brandenburg Academy of Sciences website (archive)
  15. Corpus Medicorum Graecorum: Galeni de Semine (Galen: On Semen) (Greek text with English trans. Phillip de Lacy, Akademic Verlag, 1992) section I:9:1-10 pp. 92-95, 101 Available on The Berlin-Brandenburg Academy of Sciences website (archive)
  16. صحيح البخاري 4:54:430
  17. صحيح البخاري 8:77:594
  18. الآيات القرآنية ‏سورة المُؤۡمِنُونَ 12 إلى 14
  19. Irfan Shahid, “Byzantium and the Arabs in the sixth century. Volume 2, Part 2”, p.145, Washington, D.C.: Dumbarton Oaks, 2009
  20. Marshall Clagett, “Greek Science in Antiquity”, pp.180-181, New York: Abelard-Schuman, 1955; Dover, 2001
  21. Philip De Lacy (editor and translator). “Galen: On Semen (Corpus Medicorum Graecorum 5.3.1.)”, pp.85-89, Berlin: Akademie. Verlag, 1992
  22. Philip De Lacy (editor and translator). “Galen: On Semen (Corpus Medicorum Graecorum 5.3.1.)”, p.65, Berlin: Akademie. Verlag, 1992 Available on The Berlin-Brandenburg Academy of Sciences website (archive)
  23. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة :5
  24. Babylonian Talmud: Tractate Yebamoth (Yebamoth 69b) - Halakhah.com, accessed July 23, 2012
  25. ٢٥٫٠ ٢٥٫١ Babylonian Talmud: Tractate Berakoth (Berakoth 60a) - Halakhah.com, accessed July 23, 2012
  26. ٢٦٫٠ ٢٦٫١ ٢٦٫٢ Babylonian Talmud: Tractate Niddah (Nidda 31a) - Halakhah.com, accessed July 23, 2012
  27. Iain M. Lonie, “The Hippocratic Treatises ‘On generation’, ‘On the nature of the child’, ‘Diseases IV’”, pp.125-126, Berlin; New York: de Gruyter, 1981
  28. See Galen’s description of Strato’s theory of sex determination in “On Semen”, p.183, and De Lacy’s notes on p.242. Galen postulates a semen prevailance theory of resemblance on p.179-181. Available on The Berlin-Brandenburg Academy of Sciences website (archive)
  29. Philip De Lacy (editor and translator). “Galen: On Semen (Corpus Medicorum Graecorum 5.3.1.)”, p.99, Berlin: Akademie. Verlag, 1992 Available on The Berlin-Brandenburg Academy of Sciences website (archive)
  30. Philip De Lacy (editor and translator). “Galen: On Semen (Corpus Medicorum Graecorum 5.3.1.)”, pp.165-167, Berlin: Akademie. Verlag, 1992 Available on The Berlin-Brandenburg Academy of Sciences website (archive)
  31. Philip De Lacy (editor and translator). “Galen: On Semen (Corpus Medicorum Graecorum 5.3.1.)”, p.87, Berlin: Akademie. Verlag, 1992
  32. Philip De Lacy (editor and translator). “Galen: On Semen (Corpus Medicorum Graecorum 5.3.1.)”, p.103, Berlin: Akademie. Verlag, 1992
  33. Philip De Lacy (editor and translator). “Galen: On Semen (Corpus Medicorum Graecorum 5.3.1.)”, pp.87-91, Berlin: Akademie. Verlag, 1992
  34. Philip De Lacy (editor and translator). “Galen: On Semen (Corpus Medicorum Graecorum 5.3.1.)”, p.153, Berlin: Akademie. Verlag, 1992
  35. On p.151 he says that the female semen “in effusions in sleep first descends into the uterus, and after that is voided to the outside” and describes the case of a widow who “convulsed, and at these tensions the semen was discharged, and she said the pleasure it gave her was like that of sexual intercourse”. On p.87 he says, “When, therefore, the female produces semen at the same time as the male, the semen dicharged through each of the two horns and carried to the middle of the hollow of the uterus coats the passages and at the same time reaches the male semen.”
  36. Jean Claude Guillebaud, “The Tyranny of Pleasure”, p.171, New York: Algora Publishing, 1999
  37. Osama Abdallah - Detailed meanings of the Scientific Words in the Scientific Verses in the Holy Quran using Lisan Al-Arab (The Arabs' (of old) Tongue) Dictionary and other similar dictionaries: - Answering Christianity, accessed July 23, 2012