إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم

مركزية الأرض والقرآن

من ویکی اسلام
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يصف القرآن في عدد من الآيات حركة الشمس والقمر، مشيراً بضع مرات إلى أنّهما يتحرّكان في مدار أو في فلكٍ، إلّا أنّه لا يشير ولا حتى مرّة واحدة إلى أنّ الأرض تتحرّك أيضاً. كانت وجهة نظر المركزية الأرضية مفهوم شائع للكون قبل القرن السادس عشر حين ساعد كوبرنيكوس على شرح ونشر فكرة كونٍ فيه مركزية الشمس. ففي القرآن، يُذكر مدار الشمس بشكل شبه دائم في سياق الحديث عن الليل والنهار (والقرآن ‏سورة الرَّعۡدِ:12 هو الاستثناء الوحيد من ذلك) مرافقاً ذكر مدار القمر الذي يدور فعلياً حول الأرض كلّ شهر، والذي يبدو للعين المجرّدة أنّه يعبر السماء كلّ ليلة حين يكون مرئياً. يفترض القرآن أن حركة الشمس مألوفة لمن يراها ويجب فهمها كعلامة. وفي آيات أخرى يقال إن القمر يتبع الشمس، والذي لا يُسمح له بالوصول إليها، على الرغم من أنهما سيتم جمعهما في اليوم الأخير.


الخلفية

في علم الفلك الإسلامي

يقول القرآن أن كلا الشمس والقمر يسبحان أو يطفوان في مسار دائري أو كرة سماوية أو على الأرجح نصف كرة أو فلك. ويبدو أنّ الله يأتي بالشمس من الشرق، وتعبر تلك فوق الأرض لتذهب بعد المغيب إلى مكان راحتها. يجري ذلك كلّه حول أرض مسطّحة التي لها سبع سماوات مبنية فوقها بدون أوتاد مرئية.

الخلفية التاريخية

المركزية الأرضية هي فكرة أنّ الأرض هي المركز (الثابت) لكوننا، وبذلك فإنّ جميع الأجرام السماوية تدور حولها. ظنّ الإغريق القدماء والأوروبيون في العصور الوسطى إنّ الأجرام السماوية (الشمس والقمر والكواكب الخمسة المعروفة آنذاك) كلّها تحرّكت في مجالات سماوية حول أرض كروية. كانت هذه نظرية بطليموس (سنة 170 م) التي تبعها علماء الفلك المسلمون في القرن التاسع ميلادي، بالرغم من أنّ النصوص الإسلامية التي تشكك في أفكاره بدأت تظهر بشكل منتظم في خلال القرن العاشر.[١] وبغضّ النظر عن بعض الاستثناءات الملحوظة كأرسطرخس الساموسي، تم الدفاع عن مركزية الشمس فقط من قبل شخصيات قليلة ذوات أتباع قليلين ورُفضت على نطاق واسع قبل عمل كوبرنيكوس.

تختلف مركزية الأرض عن فكرة أن الأرض مسطحة. ومع ذلك، ففي حين أن أولئك الذين يؤمنون بمركزية الأرض لا يؤمنون دائمًا بأن الأرض مسطحة، إلّا أنّ أولئك الذين يبقون على أنّ الأرض مسطحة يؤمنون دائمًا تقريبًا بمركزية الأرض.

التأثيرات التاريخية على علم الفلك الإسلامي

تظهر مركزية الأرض وعلم الكون بشكل عام في القرآن تأثراً ضئيلًا أو معدومًا من المفاهيم البطلمية للأجسام السماوية، كل منها يحتوي على جرم سماوي، وفقًا للنموذج الذي جاء منه تفسير القرآن وكلمة فلك[٢]. وفي بحث عن علم الكونيات القرآني، يلاحظ داميان جانوس إنّ "علم الكونيات القرآني ينبع من خلفية دينية أخرى ولا يتضمّن أي علامات واضحة من التوليف أو الاستيعاب مع الاتجاهات الكونية الراجعة لعلم الفلك البطلمي"[٣]، ويلاحظ كذلك إنّ النموذجين غير متوافقين، لا سيما أن الأجرام السماوية تتحرك في الجزء السفلي من السماوات السبع في النموذج القرآني[٤]. بدلاً من ذلك، يعكس القرآن بشكل أكبر أسلافه من الكتاب المقدس ويلاد ما بين النهرين. ومع ذلك، في البحث نفسه، وضع يانوس النظرية القائلة بأن الفلك القرآني قد يحتوي على التأثير اليوناني بالنظر إلى عدد المرات التي فسره فيها العلماء المسلمين من حيث دائريته أو كرويته. وهو يقترح أيضًا فرضية محتملة مفادها أن الفلك والسماوات السبع "يمكن تفسيرها على أنه ليس لها شكل كروي كامل، بل لها شكل نصف كروي أو شكل قبة" ، وأن الشمس ستعود إلى أصلها في الشرق "عبر ممر تحت الأرض" ما "يجد بعض السند في التقارير العربية التقليدية" [...] "ويبدو أنه يحتوي على أصول من بلاد ما بين النهرين".[٥]

مركزية الأرض في القرآن

يقدم القرآن في عدة أماكن وسياقات أوصاف الأجرام السماوية أو يلمح إليها، وهي تعبّر صراحة أو ضمناً عن نموذج مركزية الأرض في الكون.

القرآن 36: 37-40 – مسار الشمس اليومي ومستقرّها

الآيات القرآنية ‏سورة يسٓ 37 إلى 40 هي آية عن الليل والنهار ودورتي الشمس والقمر في هذا السياق.

وَءَايَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَٱلشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلْعُرْجُونِ ٱلْقَدِيمِ لَا ٱلشَّمْسُ يَنۢبَغِى لَهَآ أَن تُدْرِكَ ٱلْقَمَرَ وَلَا ٱلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ

وفوراً بعد وصفه التغير من النهار إلى الليل، يقول إنّ الشمس تذهب إلى مكان راحة (تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا). يوجد أيضاً حديث صحيح يستخدم الكلمة نفسها كما في القرآن ‏سورة يسٓ:38 للإشارة إلى "مستقر" على انه جزء من دورة الشمس اليومية.[٦] ومن وجهة نظر أخرى، إنّ هذه الآية تشير إلى مستقرّ الشمس الأخير في آخر يوم بدلاً من أن يكون ذلك مكاناً مؤقتاً. ويبدو أنّ هناك حديث صحيح آخر يدعم وجهة النظر هذه[٧]. ومهما كان المعنى المقصود أصلاً، فقد تم ذكر حركة الشمس مباشرة بعد وصف الليل والنهار، تمامًا كما تذكر الآية التالية القصور المختلفة المخصصة للقمر كل ليلة. المقطع كله يدور حول النهار والليل وحركة الشمس والقمر في هذا السياق.

أمّا جملة " لَا ٱلشَّمْسُ يَنۢبَغِى لَهَآ أَن تُدْرِكَ ٱلْقَمَرَ" في القرآن ‏سورة يسٓ:40، فهي وبحسب النقّاد لا تتناسب بسهولة مع وجهة نظر مركزية الشمس، إلّا أنها وجهة نظر طبيعية نوعاً ما في سياق القرن السابع، حيث كان الاعتقاد السائد أنّ الشمس والقمر دارا حول العالم نفسه، وأنهما بالفعل سيُجمعان يوماً ما (هذا مناقش في قسم آخر أدناه).

حركة الشمس تُذكر بشكلٍ شبه دائمٍ في سياقي النهار والليل

ومن الملاحظات المهمّة هي أنّ حركة الشمس تُذكر بشكلٍ شبه دائم في سياقي الليل والنهار، ما عدا في القرآن ‏سورة الرَّعۡدِ:2. فنرى "يسبحون" عن الشمس والقمر في القرآن ‏سورة الأَنبِيَاءِ:33 والقرآن ‏سورة يسٓ:40 (التي سنناقشها في القسم اللاحق)، و"يجري" عنهما أيضاً في القرآن ‏سورة لُقۡمَانَ:29، والقرآن ‏سورة فَاطِرٍ:13، والآيات القرآنية ‏سورة يسٓ 37 إلى 40، والقرآن ‏سورة الزُّمَرِ:5. وكذلك في القرآن ‏سورة إِبۡرَاهِيمَ:33.

القرآن 21: 33 و 36: 40 – الشمس والقمر والنهار والليل كلّها تسبح في فلك

وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
وَءَايَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَٱلشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلْعُرْجُونِ ٱلْقَدِيمِ لَا ٱلشَّمْسُ يَنۢبَغِى لَهَآ أَن تُدْرِكَ ٱلْقَمَرَ وَلَا ٱلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ

الجملة الأخيرة هي نفسها في الآيتين. فتذكران أن الشمس والقمر (والليل والنهار) "يطفوان" أو "يسبحان" في مدار، أو بتعبير أدق، كل منهما في فلك. وقد سُجّل في تفسيرات للطبري وابن كثير ابنُ عباس وهو يشرح إنّ الشمس والقمر يسبحان في فلك أي في "مغزل" (فِي فَلْكَة كَفَلْكَةِ الْمِغْزَل). وقد يكون مستندا أيضا إلى تعليق آخر لابن عباس، كما أشار ابن كثير، أن الشمس تجري في فلكها في السماء أو في الجنة نهارا، وعندما تغرب تجري ليلا في فلكها تحت الأرض حتى ترتفع في الشرق. يذكر الطبري كذلك آراء أخرى، مثل أنها تعني قطب السماوات، وأيضاً شكل حجر الرحى الحديدي (أو ربما محوره الحديدي).


لا ذكر لمدار الأرض

غالباً ما يشير النقاد إلى الأمر التالي: في حين أنّ للنجوم "مواقع" (القرآن ‏سورة الوَاقِعَةِ:75، وفي حين أنّ النهار والليل والشمس والقمر كلّها تّذكر على أنها تسبح في فلك، وفي حين أنّ الشمس والقمر غالباً ما يُذكران على أنّهما يجريان في مساريهما، إلّا أنّه ما من إشارة إلى أنّ الأرض تجري في أي نوع من المسار او المدار.

تفسير المدار على أنّه في المجرّة

غالبًا ما يجادل العلماء الإسلاميون المعاصرون بأن الإشارات الواردة في القرآن عن حركة الشمس تشير إلى مدارها حول مجرّة درب التبانة بدلاً من مدار حول الأرض.

ويشير النقاد إلى أن مدار المجرة البالغ 225 مليون سنة ليس له صلة بالمقاييس الزمنية للإنسان، بينما يذكر القرآن بشكلٍ شبه دائم حركة الشمس في سياق الليل والنهار. وإجابة أخرى هي أن النظام الشمسي بأكمله، وليس الشمس فحسب، يدور حول بئر جاذبية مجرتنا. وتُعدّ هذه مشكلة لأنه يمكن القول بذلك أيضًا أن القمر يدور حول المجرة، ولكن في آيات مثل الآيات القرآنية ‏سورة يسٓ 37 إلى 40 يبدو أن سباحة القمر في الفلك مرتبط بمراحل الدورة القمرية. وتوجد مشكلة أخرى نوقشت في القسم التالي أدناه، وربما تكون أكثر أهمية.

القرآن 31: 29 و13: 2 – حركة الشمس مرئية وهي إشارة

ورد نقاد تفسير المدار على أنّه في المجرّة بأن مؤلف القرآن يصف حركة الشمس (وكذلك القمر) التي يتوقع أن يراها المستمعين، ولهذا السبب، لا يمكن أن تكون الإشارة إلى مدار الشمس في المجرة.

أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلَّيْلَ فِى ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِى ٱلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ

تشير عبارة "وأنّ" في آخر الآية إلى أن "ألم تر" تنطبق على الآية بأكملها، مما يشير إلى أنها ليست فقط عن الليل والنهار، بل هي أيضًا عن مداري الشمس والقمر اللذين كان من المتوقع أن يعرفهما مستمعو القرآن في القرن السابع. يؤكد النقاد أن المعنى الضمني هنا هو أن الجمهور يمكن أن "يرى" الليل يتحول إلى نهار والعكس صحيح، وأنهم يستطيعون رؤية الشمس والقمر يتممان مجرييهما في السماء .

كلمة "ألم ترَ" قد تُفسّر على أنها تعني "ألا تعلم" أو "ألم تعِ"، لكنها تدعو بكلّ الأحوال إلى معرفة عامّة. بالنسبة للنقاد، فإن هذه المعرفة العربية الشائعة عن مركزية الأرض في القرن السابع خاطئة، وفي تأكيد هذا التصور الخاطئ، فيمكن إذاً القول إن القرآن نفسه مخطئ.

يقول القرآن ‏سورة الرَّعۡدِ:2 إنّ دورتي الشمس والقمر هما علامات (آيات) للبشرية، مما يعني أنها حقائق معروفة ومقدَّرة من قبل الجمهور العربي في القرن السابع. تنص الآيات على أن هذه العلامات مفسرة بالتفصيل في القرآن من أجل تقوية إيمان مستمعيه. يجادل النقاد بأن هذا يقوض بشكل مباشر فكرة أن القرآن كان يمكن أن يلمح إلى المدار المجري للشمس، لأن مثل هذا المدار لم يكن معروفًا لجمهور القرآن، وبالتالي لم يكن ليستطيع تقوية إيمانهم، إلا بعد أربعة عشر قرنًا من كتابة القرآن.

ٱللَّهُ ٱلَّذِى رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِى لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ ٱلْأَمْرَ يُفَصِّلُ ٱلْءَايَٰتِ لَعَلَّكُم بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
وَءَايَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَٱلشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلْعُرْجُونِ ٱلْقَدِيمِ لَا ٱلشَّمْسُ يَنۢبَغِى لَهَآ أَن تُدْرِكَ ٱلْقَمَرَ وَلَا ٱلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ

تم استخدام كلمة "يجري" في هذه الآية وبعض الآيات التالية المقتبسة أدناه في اللغة العربية الفصحى لوصف السفر الجسدي للأجسام السماوية على طول مساراتها، وبشكل عام تعني الجري، أو التدفق مثل الماء (أو حتى "السباحة"). وقد تم استخدامها لاحقًا في آيتين في القرآن ‏سورة لُقۡمَانَ:31 لوصف إبحار السفن بعد الآية الأولى المقتبسة أعلاه.

يروي القرآن ‏سورة الفُرۡقَانِ:45 نظرة غير مباشرة من حركة الشمس.

أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُۥ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا

بصرف النظر عن مصادر الضوء الأخرى، يتم إنتاج الظلال على الأرض عندما تتم إعاقة ضوء الشمس. يتسبب دوران الأرض في تغيير حجم هذه الظلال وإطالة حجمها. تنص الآيات السابقة على أن السبب في تذبذب الظلال في الحجم بدلاً من ثباتها هو أن الله جعل الشمس مرشدها. يلاحظ النقاد أن هذا يبدو أنه يؤكد النظرة المتمركزة حول الأرض والتي تم إثباتها على نطاق واسع في أماكن أخرى من القرآن، لأنه فقط من وجهة نظر مركزية الأرض ستكون الظلال ذات طول ثابت إذا لم يتم صنع الشمس (بدلاً من الأرض) للقيام بشيء (تحرّك) ما.

كما يستخدم طول الظل الذي تلقيه الشمس لتحديد بداية صلاة العصر. لا تزال الحركة الظاهرة للشمس مستخدمة لجدولة مختلف الطقوس الإسلامية، كما سنناقش بمزيد من التفصيل أدناه.

القرآن 91: 1-2 – القمر يتلو الشمس

وَٱلشَّمْسِ وَضُحَىٰهَا وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلَىٰهَا

من وجهة نظر النقاد، يشير هذا إلى أن الشمس تأخذ مسارًا أو مداراً مشابهًا أو على الأقل تمكن مقارنته مع مسار القمر (الذي يدور حول الأرض مرة واحدة في الشهر، ويبدو أنه بالنسبة إلى شخص من القدماء يفعل ذلك كل ليلة). غالباً ما تستخدم كلمة "تلا" للحيوانات كالجمال التي تمشي وراء بعضها البعض.

يلاحظ النقاد أنه في حين أن القمر لا يتبع حركة الشمس ولا يوفر ضوءه الخاص مثل الشمس، فإن مراقب ما قبل الحداثة قد يكون لديه انطباع بأن القمر والشمس بشكل ما "يطاردان" بعضهما البعض في مدار حول الأرض (انطباع يبدو أن القرآن يوافق عليه).

القرآن 75: 8-9 -الحجم والمسافة المتشابهين للشمس والقمر (وجمعهما يوماً ما)

في مقطع عن أحداث يوم القيامة، يؤكد القرآن، كما يقول النقاد، أن الشمس والقمر لهما نفس الحجم ويقعان على مسافة مماثلة من الأرض. كما سبق وذكرنا، يقول القرآن إنّ القمر "يلحق" الشمس (الآيات القرآنية ‏سورة الشَّمۡسِ 1 إلى 2) وإنّه " لَا ٱلشَّمْسُ يَنۢبَغِى لَهَآ أَن تُدْرِكَ ٱلْقَمَرَ وَلَا ٱلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ" (القرآن ‏سورة يسٓ:40). وتضيف الآيات القرآنية ‏سورة القِيَامَةِ 8 إلى 9 إنّ الشمس والقمر سيجمعان في اليوم الأخير.

وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ

وفعل "جُمع" يعني حَشَدَ. يلاحظ النقاد أن هذا سيتطلب من القمر السفر على بعد 98 مليون ميل من الأرض إلى الشمس التي عرضها أكبر بـ 600 مرة، وهو أقل ملاءمة كحدث مروع مما لو كان الفهم القديم للكون صحيحًا. بالنسبة للنقاد، من وجهة النظر القديمة، فإن اصطدام القمر والشمس يستلزم تصادمًا أكثر دراماتيكية ومناسبًا لنهاية العالم بين جرمين سماويين متكافئين تقريبًا في السماء فوق الأرض.

دائماً ما تقترن الشمس وحركتها بالقمر

يُشار دائماً إلى حركة الشمس مع حركة القمر، إن كانت توصف على أنها "تجري/يجري"، أو "يسبحون" أو دائبين". إضافةً إلى ذلك، يُشار في هذه الآيات بشكلٍ شبه دائمٍ إلى سياقي الليل والنهار (ما عدا في 13: 2) كما ناقشنا في القسم السابق أعلاه.

وهناك الكثير من الآيات الأخرى حيث يتم إقران الشمس والقمر (يمكن إيجاد أمثلة أخرى عن ذلك في هذا المقال).

وَءَايَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَٱلشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلْعُرْجُونِ ٱلْقَدِيمِ لَا ٱلشَّمْسُ يَنۢبَغِى لَهَآ أَن تُدْرِكَ ٱلْقَمَرَ وَلَا ٱلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلَّيْلَ فِى ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِى ٱلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتٌۢ بِأَمْرِهِۦٓ ۗ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ دَآئِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ
وَمِنْ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيْلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا۟ لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَٱسْجُدُوا۟ لِلَّهِ ٱلَّذِى خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ بِٱلْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ ٱلَّيْلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِى لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّٰرُ

توضح  الآيات القرآنية ‏سورة فَاطِرٍ 11 إلى 13 أنه ليس البشر فحسب هم الذين خلقوا في أزواج (ذكر وأنثى)، ولكن أيضًا مثلا المياه المتدفقة (الأول مالح والآخر حلو)، الليل والنهار، والشمس و القمر.

وَٱللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَٰجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِۦ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِۦٓ إِلَّا فِى كِتَٰبٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ وَمَا يَسْتَوِى ٱلْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُۥ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى ٱلْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا۟ مِن فَضْلِهِۦ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ يُولِجُ ٱلَّيْلَ فِى ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِى ٱلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِى لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ ۚ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِۦ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ

القرآن 2: 258 – تحدّي إبراهيم: ٱللَّهَ يَأْتِى بِٱلشَّمْسِ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ٱلْمَغْرِبِ!

تصف آيات مختلفة شكل مسار الشمس. ويتضمن النظام العام أن الله يجلب الشمس من الشرق، وهي ترتفع عالياً وتنزل في النهاية. ويتفق النقاد وعلماء الإسلام المعاصرون، مع ذلك، على أن معظم هذه الآيات يمكن مقارنتها بنوع من التعبيرات العامية الملائمة التي ما زلنا نستخدمها اليوم (راجع القرآن ‏سورة طه:059، والقرآن ‏سورة طه:130، والقرآن ‏سورة الإِسۡرَاءِ:078، والآيات القرآنية ‏سورة الأَنۡعَامِ 77 إلى 78، والقرآن ‏سورة الكَهۡفِ:17). إلّا أنّ بعض هذه الآيات شكّلت موضع اختلافاتٍ كبيرة ما بين الطرفين.

يقتبس القرآن ‏سورة البَقَرَةِ:258 باستحسان بضعة أسطر من مناظرة بين إبراهيم وملك كافر، حيث أجاب إبراهيم أن الله يَأْتِى بِٱلشَّمْسِ من الشرق.

أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِى حَآجَّ إِبْرَٰهِۦمَ فِى رَبِّهِۦٓ أَنْ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَٰهِۦمُ رَبِّىَ ٱلَّذِى يُحْىِۦ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا۠ أُحْىِۦ وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَٰهِۦمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأْتِى بِٱلشَّمْسِ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ٱلْمَغْرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِى كَفَرَ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ


القرآن 18: 83-90 – الشمس تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ وتَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا

ويصف الآيات القرآنية ‏سورة الكَهۡفِ 83 إلى 90 كذلك المواقع المادية والبرية حيث من المفترض أن تشرق الشمس وتغرب ردًا على سؤال حول أسطورة موجودة. فهنا، في الرواية القرآنية لحياة ذو القرنين أو الإسكندر الأكبر، يمكن رؤية مكان الغروب المادي للشمس، الواقع في عينٍ حمئة، بالعين البشرية. في الواقع، في هذه الرواية، يُقال إن قبيلة بشرية تعيش بجوار هذا المكان السماوي.

وَيَسْـَٔلُونَكَ عَن ذِى ٱلْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُوا۟ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُۥ فِى ٱلْأَرْضِ وَءَاتَيْنَٰهُ مِن كُلِّ شَىْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُۥ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِۦ فَيُعَذِّبُهُۥ عَذَابًا نُّكْرًا وَأَمَّا مَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحًا فَلَهُۥ جَزَآءً ٱلْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُۥ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا

توجد أدلة تاريخية من التعليقات القرآنية المبكرة ومصادر أخرى، بما في ذلك القصائد العربية والسريانية المعاصرة للأسطورة نفسها، تشير إلى أن المسلمين الأوائل أخذوا هذه الرواية بشكل حرفي.

القرآن 79: 27-29 – للسماء كلّها ليل ونهار

يتوافق التصور القرآني للكون مع تصور مؤلفه البصري للسماء، حتى لدرجة أن الليل والنهار في الآيات القرآنية ‏سورة النَّازِعَاتِ 27 إلى 30 يُعتبر بشكلٍ خاطئ سمة من سمات السماء كلها. يقال في هذه الآيات أن سطوع الليل والصباح من صفات السماء التي بناها الله ورفعها كسقف (سمكها) وسواها عندما خلق السماء والأرض.

ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُ ۚ بَنَىٰهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّىٰهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَىٰهَا وَٱلْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَىٰهَآ

مدار الشمس العادي

بحسب بضع آيات في القرآن، تتكرر دورة الشمس بشكل منتظم ويمكن مقارنتها في هذا الصدد بمدار القمر وكذلك بدورتي الليل والنهار.

ٱللَّهُ ٱلَّذِى رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِى لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ ٱلْأَمْرَ يُفَصِّلُ ٱلْءَايَٰتِ لَعَلَّكُم بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلَّيْلَ فِى ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِى ٱلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ

ويتم تنظيم هذه الآية والآيات المماثلة من قبل النقاد كدليل إضافي على أن القرآن يتبنى فكرة مركزية الأرض في علم الكونيات، حيث تخدم الدورة اليومية للشمس والدورة الشهرية للقمر أغراض ضبط الوقت مثل تحديد أوقات الصلاة والصيام في الإسلام (راجع القسم التالي).

الشمس وضبط الوقت

في حياة محمد، كان من الشائع استخدام الشمس والقمر لضبط الوقت، مما يساعد على تفسير التركيز في القرآن على الطبيعة المنظمة والجدولية التي تتمتع بها دورتي الشمس والقمر كعلامة من الله وكتقويم شهري مصدق عليه من الله (راجع القسم السابق).

فَالِقُ ٱلْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيْلَ سَكَنًا وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ
إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا۟ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَٰتِلُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمْ كَآفَّةً ۚ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ
هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا۟ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِٱلْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ ٱلْءَايَٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
وَجَعَلْنَا ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَآ ءَايَةَ ٱلَّيْلِ وَجَعَلْنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا۟ فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا۟ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَىْءٍ فَصَّلْنَٰهُ تَفْصِيلًا

يستخدم القمر (آية الليل) لإحصاء السنوات، والتي تتكون من اثني عشر شهرٍ قمري تشكل السنة الإسلامية، وتستخدم الشمس لتتبع الوقت. والحركة الشمسية الوحيدة التي تستخدم لضبط الوقت هي المسار اليومي الواضح للشمس (من الشرق إلى الأعلى ثم إلى الغرب). وحتى يومنا هذا، تستخدم جميع السلطات الإسلامية السائدة تقريبًا التقويم القمري (الأقل دقة والذي لا يمكن التنبؤ به بانتظام) لتحديد تاريخ وموقع الشمس الظاهر من أي موقع معين لتحديد الوقت للصلوات اليومية. وفي بعض الحالات، كما هو الحال مع برج خليفة، وهو أحد أطول المباني في العالم ويقع في الإمارات العربية المتحدة، يعني هذا الأمر أن أوقات الصلاة تختلف في الطابق العلوي من المبنى عن أوقات الصلاة في الطابق السفلي من المبنى، مع اختلاف لحظة غروب الشمس وشروقها كلما صعد المرء في الارتفاع.

الشمس والصلوات اليومية

الأمثلة الوحيدة على استخدام الشمس لضبط الوقت في القرآن تستخدم حركة الشمس اليومية الظاهرة في السماء. فكل صلاة من الصلوات الخمس وصفت بشكل مباشر أو غير مباشر أو تمّ التلميح إليها بطريقة ما في القرآن. وتتضمن جميع هذه المراجع ذكر الموقع الفيزيائي المداري للشمس. والصلاة الأولى، صلاة الفجر، تقام قبل شروق الشمس مباشرة وتذكر في القرآن ‏سورة الإِسۡرَاءِ:78 والقرآن ‏سورة طه:130 والقرآن ‏سورة النُّورِ:58. والصلاة الثانية، صلاة الظهر، تتم مباشرة بعد وصول الشمس إلى أوجها، ولكن قبل أن يصبح ظل الشمس ضعف طوله من منتصف النهار. على الأرجح أنّ هذه الصلاة ذُكرت في القرآن ‏سورة الإِسۡرَاءِ:78 كصلاة "دلوك الشمس". الصلاة الثالثة، صلاة العصر، تتم عندما تكون الشمس بين ذروتها وغروبها، عندما يكون طول ظل العصا إما يساوي طولها أو ضعف ذلك. يتمّ ذكر هذه الصلاة في القرآن ‏سورة البَقَرَةِ:238 على أنها "الصلوات الوسطى" وفي القرآن ‏سورة طه:130 والقرآن ‏سورة قٓ:39 بـ" سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا". الصلاة الرابعة، صلاة المغرب، تتمّ بعد غروب الشمس مباشرةً. لا يتمّ ذكر هذه الصلاة بشكل واضح لكنّ القرآن ‏سورة طه:130 والقرآن ‏سورة قٓ:39 تأتي على ذكر سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا" ليس "بعد غروبها". الآية الأخيرة تذكر أيضا " فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ". الصلاة الخامسة، صلاة العشى، تتمّ بين غروب الشمس وشروقها. يتمّ ذكر هذه الصلاة القرآن ‏سورة هُودٍ:114 والقرآن ‏سورة الإِسۡرَاءِ:79 والقرآن ‏سورة طه:130.

إعادة قراءة حديثة عن مركزية الشمس

في ضوء الكثير من الآيات التي تصف نظام مركزية الأرض والصعوبات التي يطرحها هذا النظام في التوفيق ما بين القرآن ونتائج العلوم الحديثة، حاول العديد من علماء الإسلام المعاصرين إعادة قراءة القرآن على أنه يصف نظام مركزية شمسية. كان أحد العوامل الرئيسية في إعادة القراءة هذه، كما هو مذكور أعلاه، هو تحديد فلك الشمس الموصوف في القرآن كإشارة إلى مدار الشمس في مجرة درب التبانة. وكما نوقش أعلاه، تمّت إعادة قراءة القرآن ‏سورة يسٓ:40 "لَا ٱلشَّمْسُ يَنۢبَغِى لَهَآ أَن تُدْرِكَ ٱلْقَمَرَ" كي تتناسب مع نظام مركزية الشمس.

القرآن 91: 1-4

بالإضافة إلى إعادة القراءة المذكورة أعلاه، تم تقديم آيتين أخريين للإشارة إلى أن مؤلف القرآن كان على دراية بدوران الأرض حول محورها.

وَٱلشَّمْسِ وَضُحَىٰهَا وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلَىٰهَا وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّىٰهَا وَٱلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰهَا

بمعناه الواضح، يبدو أن «النهار» و «الليل» هنا قد يشيران إلى عملية دوران الأرض التي تكشف وتعرقل رؤية الشمس (على الرغم من أن الآية يمكن أن تتناسب أيضًا مع وجهة نظر مركزية الأرض حيث «النهار» و «الليل» هي عمليات عندما تكون الشمس فوق الأفق أو تحته). ففي حين أن علماء الإسلام المعاصرين كثيرًا ما يستخدمون هذه الآية للدفاع عن قراءة "مركزية الشمس" للقرآن، يجادل النقاد بأن اتفاق الآية مع مركزية الشمس يتم تقويضه عندما يتم النظر في بعض الآيات الأخرى في القرآن والتي يبدو أنها توضح معناه.

بالإضافة إلى ذلك، يجادل النقاد، نظرًا لأن الأرض هي في الواقع كرة أرضية، فلا توجد أوقات محددة «يكشف فيها» (إذا) اليوم الشمس أو يخفيها الليل. بدلاً من ذلك، في جميع الأوقات يكون نصف الأرض في النهار ونصفها الآخر في الليل، لذلك يتم الكشف عن الشمس وإخفاؤها في جميع الأوقات. ولاحظ النقاد أن هذه المشكلة لن تنشأ إذا تمت إزالة كلمة «إذا» ببساطة من هذه الآيات (استبعاد كان من المحتمل أن يقوم به مؤلف القرآن، إذا كان يميل إلى نظرية مركزية الشمس).

والآيات الأخرى التي تم النظر فيها في هذا السياق من قبل النقاد الذين يستخدمون نفس الفعل العربي كما هو موجود في الآيات القرآنية ‏سورة الشَّمۡسِ 1 إلى 4، يُقال إنها تظهر أن الفعل هنا لا يعني ببساطة أن جسد الأرض يسد خط البصر لشيء ما. فيستخدم الآيات القرآنية ‏سورة اللَّيۡلِ 1 إلى 2 الكلمات نفسها الموجودة في الآيات القرآنية ‏سورة الشَّمۡسِ 3 إلى 4، ولكن بدون الضمير المتّصل في النهاية. وهكذا، يخلص النقاد إلى أن «الليل» هو عندما تكون الأشياء «مغطاة» بشكل عام، وليس عندما تكون الشمس على الجانب الآخر من الأرض فحسب. وبالمثل، فإن «النهار» هو عندما «يتم الكشف» عن الأشياء بشكل عام. في هذه القراءة، يتم استخدام الأفعال المستخدمة بطريقة شعرية فحسب.

وَٱلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ

في القرآن ‏سورة يُونُسَ:27 يستخدم «غشاء» الليل (الفعل نفسه كما في القرآن ‏سورة الشَّمۡسِ:4) ليُطبّق على كل الأشياء وليس على الشمس فحسب. ونتيجة لذلك، يجادل النقاد بأنه من الصعب تفسير الليل الذي يغطي الشمس في القرآن ‏سورة الشَّمۡسِ:4 على أنه يعني حرفياً أن جسم الأرض يغطي الشمس من جانبها الآخر.

وَٱلَّذِينَ كَسَبُوا۟ ٱلسَّيِّـَٔاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةٍۭ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَآ أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ ٱلَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ

تظهر الكلمة العربية نفسها للغشاء مرة أخرى في القرآن ‏سورة الأَعۡرَافِ:54، حيث النهار هو الذي يقوم فيه بـ «التغشية»، أو ربما العكس.

إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُغْشِى ٱلَّيْلَ ٱلنَّهَارَ يَطْلُبُهُۥ حَثِيثًا وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتٍۭ بِأَمْرِهِۦٓ ۗ أَلَا لَهُ ٱلْخَلْقُ وَٱلْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَٰلَمِينَ

القرآن 39: 5

الآية الأخرى التي قدمها علماء الإسلام المعاصرون على أنها تفضل إعادة قراءة القرآن على أنه يتضمّن المركزية الشمسية هي القرآن ‏سورة الزُّمَرِ:5.

خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ بِٱلْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ ٱلَّيْلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِى لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّٰرُ

كما هو الحال في القرآن ‏سورة الأَعۡرَافِ:54 والقرآن ‏سورة يسٓ:37 والآيات التي يقال فيها أن الليل والنهار (وكذلك الشمس والقمر) يسبحان في فلك (راجع أعلاه)، يشار إلى الليل والنهار في هذه الآية على أنهما نوع من الكيانات. هنا، يجادل النقاد بأنه سيكون من المنطقي وصف الأرض بأنها تمر بالليل والنهار أو ربما أن نقول إن الليل والنهار يلتفان حول الأرض، حيث قد يدوّر المرء شيئاً ما من أجل لفه بشيء آخر. لكن النقاد لاحظوا أن القرآن يقول بدلاً من ذلك إن الله يلف كل يوم وليلة على الآخر بدلاً من الأرض، مما يشير إلى أن الليل والنهار يمتلكان نوعًا من الشكل الجسدي.

لهذا، أجاب بعض العلماء الإسلاميين المعاصرين أن «النهار» هنا يشير إلى أن نصف الأرض في الشمس حاليًا وأن «الليل» يشير إلى ظل الأرض الذي تلقيه الشمس. ومع ذلك، فإن النقاد غير راضين عن هذا الطعن. وأشاروا إلى أنه إذا تم قبول هذه الحجة، فمن أجل جعل العبارة التالية مفهومة، فسيتعين على «الليل» بدلاً من ذلك الإشارة إلى نصف الأرض المقابل للشمس حاليًا، وعلاوة على ذلك، يجب أن يشير «النهار» إلى ضوء الشمس.

آيتان متطابقتان تقريبًا مع القرآن ‏سورة الزُّمَرِ:5 هما القرآن ‏سورة لُقۡمَانَ:29 والقرآن ‏سورة فَاطِرٍ:13 (تحتوي أيضًا على عبارات مماثلة: قالب:القرآنن والقرآن ‏سورة الحَجِّ:61 والقرآن ‏سورة الحَدِيدِ:6) حيث بدلاً من «يلفّ»، يستخدم الفعل «يولج». ويجادل النقاد بأنه إلى جانب القرآن ‏سورة الأَعۡرَافِ:54 حيث يقال إن النهار «يغطي» و «يطارد» الليل (أو ربما العكس) والقرآن ‏سورة يسٓ:37 حيث يجرد الله النهار من الليل، تقدم هذه الآيات صورة للنهار والليل على التوالي ملفوفان بين بعضهما البعض وبذلك يغطي الآخر ويدخل فيه. وأشاروا إلى أنه في هذه الصورة، تلك الليلة لا «تسبق» النهار (القرآن ‏سورة يسٓ:40).

حجّة الفهم غير المرتبط بالوقت

يقول العلماء الإسلاميون المعاصرون أيضًا إنه على الرغم من كونه غير مباشر، فإن القرآن ‏سورة الزُّمَرِ:5 هو إشارة مباشرة إلى دوران الأرض بالقدر الذي كان سيسمح به ذكر النقطة هذه مع منع عرب القرن السابع من رفض رسالة محمد على الفور على أساس الشك في ما قبل العصر الحديث. للتأكيد على هذه النقطة، يستحضر العلماء الإسلاميون المعاصرون عقيدة الكمال الأقصى الممكن لكل آية في القرآن ويقترحون أن الله حقق التوازن الكامل في التلميح إلى العلم الحديث في الوقت نفسه الذي يتحدث فيه بعبارات مفهومة لسكان الصحراء العربية في القرن السابع. وردّ النقاد على هذا العرض مشيرين إلى أن رسالة محمد تم رفضها على الفور والسخرية منها من قبل معظم معاصريه على أي حال، وأن اعتناق الإسلام على نطاق واسع كان نتيجة لنجاح محمد العسكري في وقت لاحق أكثر من وعظه وعقيدته. وفقًا لتقاليد الحديث، لم يتردد محمد في إخبار معاصريه أنه التقى بملاك، وركب وحشًا مجنحًا إلى الله، و مآثر رائعة أخرى. وبعد أن كان هذا هو الحال، يسأل النقاد لماذا لم يكن على الله أن يمضي قدمًا ببساطة وأن يذكر بوضوح ما يريد قوله، مع العلم أن رسالته ستثير صدًى متزايدًا للأجيال لاحقًا. بالنسبة للنقاد، لم ير مؤلف القرآن وصفه للسماء على أنها رواية علمية أو مصاغة بلغة مخترقة من أجل الفهم، لكنه كان يصف ببساطة الكون الذي كان يعرفه ليكون مشتركًا مع جمهوره من أجل إثارة الرهبة، كل ذلك مع عدم وجود اعتبار حقيقي لسخريتهم منه.

السلطات الإسلامية عن مركزية الأرض

مركزية الأرض في الأحاديث

تقول الأحاديث التي صُنّفت على أنها صحيحة من قبل علماء الإسلام ووجدت في مجموعات مثل صحيح مسلم إن الشمس تتحرك حول الأرض وتذهب إلى مثواها ليلاً، حتى يُطلب منها العودة إلى «مطلعها»[٨]، وهي كلمة تظهر أيضًا في القرآن ‏سورة الكَهۡفِ:90 عندما يصل ذو القرنين إلى مطلع الشمس. وفي يوم من الأيام سيُطلب من الشمس أن تخرج «من مغربك». وبذلك، سوف تخرج «من مغربها».

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، - قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، - حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ التَّيْمِيِّ، - سَمِعَهُ فِيمَا، أَعْلَمُ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمًا ‏"‏ أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ ‏"‏ ‏.‏ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً وَلاَ تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً وَلاَ تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا ثُمَّ تَجْرِي لاَ يَسْتَنْكِرُ النَّاسُ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ لَهَا ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ ذَاكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ‏"‏ ‏.‏

توجد نسخ مماثلة من هذا الحديث في صحيح بخاري وأماكن أخرى في صحيح مسلم. وفي حديث آخر سجل محمد رواية قصة نبي سابق طلب من الشمس التوقف عن الحركة، ثم امتثلت الشمس لطلبه. يستند هذا الحديث إلى قصة يشوع الموجودة في الكتاب المقدس وهي موجودة أيضًا في صحيح مسلم:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ لاَ يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهْوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا، وَلاَ أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، وَلاَ أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهْوَ يَنْتَظِرُ وِلاَدَهَا‏.‏ فَغَزَا فَدَنَا مِنَ الْقَرْيَةِ صَلاَةَ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِلشَّمْسِ إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا‏.‏ فَحُبِسَتْ، حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَجَمَعَ الْغَنَائِمَ، فَجَاءَتْ ـ يَعْنِي النَّارَ ـ لِتَأْكُلَهَا، فَلَمْ تَطْعَمْهَا، فَقَالَ إِنَّ فِيكُمْ غُلُولاً، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ‏.‏ فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ فَقَالَ فِيكُمُ الْغُلُولُ‏.‏ فَلْتُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ بِيَدِهِ فَقَالَ فِيكُمُ الْغُلُولُ، فَجَاءُوا بِرَأْسٍ مِثْلِ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنَ الذَّهَبِ فَوَضَعُوهَا، فَجَاءَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا، ثُمَّ أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا الْغَنَائِمَ، رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا فَأَحَلَّهَا لَنَا ‏"

تعتبر هذه الأحاديث جميعها «صحيحة» وفقًا لعلماء الإسلام. ومع ذلك، وفقًا للمؤرخين، حتى لو لم تكن هذه الأحاديث موثوقة تاريخيًا، فإنها تشير مع ذلك إلى ما اعتقدته السلطات الإسلامية المبكرة جدًا عن الشمس، وبالتالي فهي مفيدة في تفسير المعنى المقصود في القرآن.

علماء الفلك المسلمين القدامى والحديثين

قبل جميع معاصري محمد المسلمين علم الكونيات الذي يتسم بمركزية الأرض للقرآن. ولا توجد إشارات في حديث الأنصاري أو غيره في بيئة محمد عن تجادل حول هذه النقطة مع النبي أو في ما بين الناس. واستخدم علماء الفلك المسلمون المشهورون (الأشخاص الذين قرأوا القرآن وعرفوه بالتأكيد) مثل عالم الفلك العربي ابن الشاطر والفارسي ناصر الدين الطوسي علم الفلك اليوناني (مركزية الأرض) لإنشاء نماذج معقدة من «الكون» التي كانت تتسم بمركزية الأرض(إلى من عاشوا في زمن ما قبل الحداثة، شكّل «الكون» المنظومة الشمسية).


في مناظرة تلفزيونية بثت على قناة الفيحاء العراقية (31 أكتوبر 2007)، أكد عالم الفلك الإسلامي فاضل السعد ما يلي:

تدور الشمس حول الأرض لأنها أصغر من الأرض، كما هو واضح في الآيات القرآنية. هل رأيت من قبل كيف تتحرك الشمس؟ لقد رأيت الشمس تتحرك. الشمس تقوم بحركة واحدة كل 24 ساعة. ما أقوله مبني على علم القرآن. يبني حججه على نوع العلم الذي أرفضه بشكل قاطع - العلم الحديث الذي يدرسونه في المدارس. هذا العلم هو ابتكار زنديق ليس له تأكيد في القرآن. لا توجد آية في القرآن تشير إلى أن الأرض مستديرة أو أنها تدور. أي شيء ليس له أي مؤشر في القرآن هو خطأ.
باحث عراقي يتحدى البديهيات العلمية: الأرض مسطحة وأكبر بكثير من الشمس (وهي أيضًا مسطحة) تلفزيون MEMRI ، فيديو رقم 1684

من وجهة نظر فاضل الساعد، يبلغ قطر القمر 1.200.000 كم، بينما يبلغ قطر الشمس 2.400.000 كم فقط.

  1. Hoskin, Michael, The Cambridge Concise History of Astronomy, Cambridge University Press, p. 60, ISBN 978-0-521-57600-0, 25 April 2021
  2. van Bladel, Kevin, "Heavenly cords and prophetic authority in the Qur’an and its Late Antique context", Bulletin of the School of Oriental and African Studies 70 (2): 223-246, 2007
  3. Janos, Damien, "Qurʾānic cosmography in its historical perspective: some notes on the formation of a religious wordview", Religion 42 (2): 215-231, 2012 See p. 224
  4. Ibid. p. 221
  5. Ibid. p. 228
  6. راجع صحيح مسلم 1:297صحيح البخاري 6:60:326 وصحيح البخاري 6:60:327
  7. راجع صحيح البخاري 4:54:421 وصحيح البخاري 9:93:520
  8. في المقابل ، يُشار دائمًا إلى الشرق العام بكلمة المشرق أو مشتقاته في كل مكان آخر في القرآن.