إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم

حجاب

من ویکی اسلام
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Hijabs.jpg

تفرض جميع مذاهب الشريعة الإسلاميّة على النساء المسلمات ارتداء الحجاب.

وإنّ الحجاب كمفهوم هو مجموعة من المتطلّبات تفرض على الرجال والنساء على حدّ سواء تغطية أجزاء معينة من جسدهم (فكلمة حجاب تأتي في اللغة العربية من الفعل "حجب"). وفي حين أنّ المتطلّبات للرجال تشبه التوقعات الشائعة للآداب العامة في عالمنا العصري، تفرض هذه المتطلّبات على المرأة أن تغطّي جسدها بأكمله ما عدا وجهها ويديها، مع اختلاف في ما بين مذاهب الشريعة في ما يتعلّق بتغطية القدمين والوجه والمعصمين. وأمّا كلمة الحجاب في العاميّة فهي تشير إلى المنديل الذي تضعه النساء المسلمات كي يغطين شعرهنّ ورقبتهنّ. ونشهد الكثير من المتغيرات الثقافية في ثوب الحجاب، من بينها أثواب كثيرة توفّر درجات مختلفة من التغطية، وتتضمّن البرقع، والنقاب، والدوباتا

وفي حين أنّ القرآن يتضمّن القواعد الأساسية التي تشير إلى سبب وكيفية ارتداء الحجاب، يتعمّق أدب الحديث في تغطيته لنقاش الظروف التي أحاطت بالوحي للحجاب وما يستلزمه الأمر بالضبط. يختلف منطق القرآن ومتطلّباته عن الحديث. ففي الحديث، يُشار إلى أنّ الغرض من الحجاب هو حماية وإخفاء هويّة النساء، وزوجات محمد بشكل خاصّ لأنّهنّ استُهدفن وتعرّضن للمضايقة من قبل أحد صحابة الرسول "عمر" (ثاني الخلفاء الراشدين). أمّا في القرآن، فيُشار إلى أنّ الحجاب هدفه تغطية محاسن المرأة كي لا تتعرّض لأيّ تحرّش.

في الأساس، تم تبني كلا الروايتين وبُذلت محاولات للتوفيق في ما بينهما. لكن في الآونة الأخيرة، أثبت أنّ كلا الحسابين يسبب إشكالية. تم الاعتراض على الرواية القرآنية لأنها تشير إلى أن النساء، بطريقة ما، لهنّ مسؤولية في التحرش بهنّ على أساس لباسهن، وقد ثبت أن الحديث النبوي صعب على حد سواء لأنه يرسم عمر، وهو شخصية دينية محترمة وصديق لمحمد، على أنّه شخصية بغيضة، ولأنها توحي بأن محمد لم يكن وحده المسؤول عن صياغة الشريعة، التي من المفترض أن تكون موحى بها من الله ولا تتغير.

في القرآن

يقدّم القرآن بشكل عامّ وجهة نظر أنّ امرأة لا ترتدي الحجاب تتعمّد كشف نفسها إلى حدّ ما لاحتمال أكبر في التعرّض إلى المضايقة أو التحرّش. نتيجة لذلك، إنّ التخفيف من ذنب المجرم بسبب هذا "التحفيز" شائع في المجتمعات الإسلامية وفي ما بين علماء الإسلام.

يختلف هذا التفكير بشكل كبير عن الرواية الموجودة في الحديث والمتعلّقة بسبب وحي متطلّبات الحجاب، حيث تغيب أفكار الحشمة والحماية ضدّ التحرّش. يقترح النقّاد أنّه إن كانت القصّة المتعلّقة بوحي الحجاب الواردة في الحديث جديرة بالثقة، فإنّ التفسير المتعلّق بالحشمة الوارد في الآيات هو على الأرجح تبرير لاحق لهذه الممارسة من قبل محمد وليس الدافع الأساسي.

القرآن 24:31

يقول القرآن ‏سورة النُّورِ:31 إنّ هدف الحجاب هو تخبئة محاسن المرأة من الرجال.

وَقُل لِّلْمُؤْمِنَٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَٰنِهِنَّ أَوْ بَنِىٓ إِخْوَٰنِهِنَّ أَوْ بَنِىٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيْرِ أُو۟لِى ٱلْإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا۟ عَلَىٰ عَوْرَٰتِ ٱلنِّسَآءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

القرآن 33:59

يقول القرآن ‏سورة الأَحۡزَابِ:59 إنّ هدف الحجاب هو تمييز النساء المسلمات الأحرار (على الأرجح عن غير المسلمات أو الجاريات اللواتي ليس عليهنّ ارتداء الحجاب) بهدف حمايتهنّ من التحرّش/المضايقة.

يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا

وحي آيات الحجاب

عمر بن الخطّاب يتجسس على سودة

بحسب الأحاديث الموجودة في صحيح البخاري، وهي مجموعة الأحاديث الأكثر موثوقية، إنّ تتالي الأحداث الذي أدّى إلى وحي متطلّبات الحجاب حصل كالتالي:

أوّلاً، طلب عمر مراراً وتكراراً من محمد أنّ الله عليه أن يُنزل آيات من القرآن متعلّقة بحجاب النساء. بعد ذلك، وعندما لم ينزل وحي كهذا على محمد، خرج عمر في ليلة وطارد إحدى زوجات محمد عندما خرجت لتقضي حاجتها. وحالما عرف الزوجة على أنّها سودة بنت زمعة، ناداها باسمها، مشيراً إلى أنّه نجح في التعرّف إليها في هذه الوضعية المحرجة. ثمّ عادت سودة إلى منزلها محرجة على الأرجح بسبب الحادثة وأخبرت محمداً ما جرى، ما أدّى في النهاية إلى نزول الآيات التي توصي بالحجاب.

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلَى الْمَنَاصِعِ ـ وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ ـ فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم احْجُبْ نِسَاءَكَ‏.‏ فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي عِشَاءً، وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَنَادَاهَا عُمَرُ أَلاَ قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ‏.‏ حِرْصًا عَلَى أَنْ يَنْزِلَ الْحِجَابُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ‏.‏
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْجُبْ نِسَاءَكَ‏.‏ قَالَتْ فَلَمْ يَفْعَلْ، وَكَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجْنَ لَيْلاً إِلَى لَيْلٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، خَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهْوَ فِي الْمَجْلِسِ فَقَالَ عَرَفْتُكِ يَا سَوْدَةُ‏.‏ حِرْصًا عَلَى أَنْ يُنْزَلَ الْحِجَابُ‏.‏ قَالَتْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةَ الْحِجَابِ‏.‏
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ، خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَزْوَاجَ، رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلَى الْمَنَاصِعِ وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْجُبْ نِسَاءَكَ ‏.‏ فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي عِشَاءً وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً فَنَادَاهَا عُمَرُ أَلاَ قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ ‏.‏ حِرْصًا عَلَى أَنْ يُنْزِلَ الْحِجَابَ ‏.‏ قَالَتْ عَائِشَةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْحِجَابَ ‏.‏

يتّفق الله مع عمر

بعد الحادثة مع سودة وعدد من الحوادث الأخرى التي سبق عمر الوحي فيها بنصيحته لمحمد، أعلن محمد أنّ الله اتّفق في أكثر من مناسبة مع عمر.

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ اللَّهَ فِي ثَلاَثٍ ـ أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلاَثٍ ـ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ قَالَ وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْضَ نِسَائِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ قُلْتُ إِنِ انْتَهَيْتُنَّ أَوْ لَيُبَدِّلَنَّ اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم خَيْرًا مِنْكُنَّ‏.‏ حَتَّى أَتَيْتُ إِحْدَى نِسَائِهِ، قَالَتْ يَا عُمَرُ، أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ‏{‏عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ‏}‏ الآيَةَ‏.‏ وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ سَمِعْتُ أَنَسًا عَنْ عُمَرَ.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ قَالَ عُمَرُ ـ رضى الله عنه ـ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ‏.‏
حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ أَخْبَرَنَا عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاَثٍ فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ وَفِي الْحِجَابِ وَفِي أُسَارَى بَدْرٍ ‏.‏

مزايدة عمر

بعد أن تحققت أمنية عمر في إلزام النساء المسلمات على ارتداء الحجاب، هدف إلى زيادة متطلّبات ملابس النساء حتى يجعل التعرّف إليهنّ مستحيلاً تماماً. ولذلك الغرض، تجسس على سودة مرّة أخرى حين خرجت لتقضي حاجتها، وأنذرها هذه المرّة أنّ الحجاب المطلوب حديثاً لم يكفِ ليخبئ هويتها لأنّها كانت سيدة "جسيمة وسمينة" بشكلٍ يميّزها عن الأخريات. وعادت سودة إلى بيتها لتخبر محمداً، محرجة للمرّة الثانية. ففي حين كان محمد يتعشى قطعة من اللحمة، بدا منزعجاً من المقاطعة، ونزل عليه وحي من الله في الحال ينصّ أنّ طلبات عمر لن تُحقق هذه المرّة. بذلك، أُعلمت سودة أنّه بإمكانها قضاء حاجتها في الخارج بالرغم من مضايقات عمر.

حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ قَالَتْ خَرَجَتْ سَوْدَةُ بَعْدَ مَا ضُرِبَ الْحِجَابُ لِحَاجَتِهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَسِيمَةً لاَ تَخْفَى عَلَى مَنْ يَعْرِفُهَا، فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ يَا سَوْدَةُ أَمَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا، فَانْظُرِي كَيْفَ تَخْرُجِينَ، قَالَتْ فَانْكَفَأَتْ رَاجِعَةً، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى‏.‏ وَفِي يَدِهِ عَرْقٌ فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي فَقَالَ لِي عُمَرُ كَذَا وَكَذَا‏.‏ قَالَتْ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ وَإِنَّ الْعَرْقَ فِي يَدِهِ مَا وَضَعَهُ فَقَالَ ‏ "‏ إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ ‏".
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ خَرَجَتْ سَوْدَةُ بَعْدَ مَا ضُرِبَ عَلَيْهَا الْحِجَابُ لِتَقْضِيَ حَاجَتَهَا وَكَانَتِ امْرَأَةً جَسِيمَةً تَفْرَعُ النِّسَاءَ جِسْمًا لاَ تَخْفَى عَلَى مَنْ يَعْرِفُهَا فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ يَا سَوْدَةُ وَاللَّهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا فَانْظُرِي كَيْفَ تَخْرُجِينَ ‏.‏ قَالَتْ فَانْكَفَأَتْ رَاجِعَةً وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى وَفِي يَدِهِ عَرْقٌ فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي خَرَجْتُ فَقَالَ لِي عُمَرُ كَذَا وَكَذَا ‏.‏ قَالَتْ فَأُوحِيَ إِلَيْهِ ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ وَإِنَّ الْعَرْقَ فِي يَدِهِ مَا وَضَعَهُ فَقَالَ ‏ "‏ إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ ‏"‏.‏ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ يَفْرَعُ النِّسَاءَ جِسْمُهَا.‏ زَادَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِهِ فَقَالَ هِشَامٌ يَعْنِي الْبَرَازَ‏.‏


تبرير الحجاب

حماية العفّة والحماية ضدّ الاعتداءات

في حين أنّ علماء الشريعة الإسلامية يحرصون على الإشارة إلى أنّ الشريعة الإسلاميّة، كونها أوامر مباشرة من الله، لا تحتاج إلى توفير تبريرات عمليّة كي تستحقّ التنفيذ، يبقي معظمهم اليوم على أنّ التبرير العملي لفرض الحجاب هو أنّه يحمي النساء من الاعتداء الجنسي عبر إخفاء محاسنهنّ وأنّه يساعدهنّ على الحفاظ على عفّتهنّ. غالبًا ما يُشار إلى رواية الحديث التالية في هذا السياق من التفكير.

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُخَنَّثٌ فَكَانُوا يَعُدُّونَهُ مِنْ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ - قَالَ - فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَهُوَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ وَهُوَ يَنْعَتُ امْرَأَةً قَالَ إِذَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَتْ بِأَرْبَعٍ وَإِذَا أَدْبَرَتْ أَدْبَرَتْ بِثَمَانٍ ‏.‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ أَلاَ أَرَى هَذَا يَعْرِفُ مَا هَا هُنَا لاَ يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُنَّ ‏"‏.‏ قَالَتْ فَحَجَبُوهُ‏.‏
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رضى الله عنها قَالَتْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُخَنَّثٌ فَكَانُوا يَعُدُّونَهُ مِنْ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَهُوَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ وَهُوَ يَنْعَتُ امْرَأَةً فَقَالَ إِنَّهَا إِذَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَتْ بِأَرْبَعٍ وَإِذَا أَدْبَرَتْ أَدْبَرَتْ بِثَمَانٍ ‏.‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ أَلاَ أَرَى هَذَا يَعْلَمُ مَا هَا هُنَا لاَ يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُنَّ هَذَا ‏"‏.‏ فَحَجَبُوهُ.‏

وجهات النظر التقليدية المضادة والنقد الحديث

في حين أنّ العلماء الحديثين يميلون بشكلٍ كبير نحو منطق العفّة والحماية من الاعتداء، وذلك على الأرجح بسبب قرب الأمر من نوعٍ من التفكير العمليّ، إنّ المفهوم التقليدي والمفهوم الذي نجده بشكلٍ واضح في المخطوطات الإسلامية مفاده أنّ الحجاب يهدف إلى إخفاء هوية النساء العلنية إلى حدٍّ ما ومنع الرجال من رؤية أجسادهنّ. أحد الانتقادات التي قُدّمت ضدّ التفسير السابق متعلّق برواية الخصي الموجودة في الحديث، ويقول أنّه إن كان محمد قلقاً فعلاً بشأن عفّة النساء وحمايتهنّ من الاعتداء، فلن يهمّ إن ارتدين الحجاب أم لا في حضرة خصيّ. فالخصيّ لا يشكّل أيّ تهديد لعفّة النساء أو سلامتهنّ. فالفكرة التي وفّرها محمد في الحديث هي أنّه لا يريد للخصي أن يرى النساء. فيبدو أنّ ذلك يناسب بشكلٍ أكبر من حجّة "حماية النساء" المتطلّبات الشرعية للحجاب والروايات الموجودة في المخطوطات الإسلاميّة.

وانتقاد آخر أكثر حدة يقدّمه النقاد يشير إلى أنّه إن كان هدف الحجاب حماية النساء من الاعتداء الجنسي، فهو يفشل في تحقيق هذا الهدف. ففي الدول الإسلامية حيث ترتدي الأغلبية الساحقة من النساء الحجاب، توجد أعلى نسب من جميع أشكال الاعتداء الجنسي ضدّ النساء. ففي مصر مثلاً، تتعرّض النساء والشابات للتحرّش 7 مرّات كلّ 200 متر[١][٢]، وفي المملكة العربية السعودية حيث يُفرض الحجاب بصرامة في جميع أنحاء البلاد، تتعرّض النساء لأعلى معدّلات الاغتصاب في العالم[٣].

أنواع الحجاب

الحواجز الجسدية (الحجاب) 

أحد الأنواع الأخرى من الحجاب هو ذاك الذي يتمّ من خلال حواجز جسدية. بينما تختلف مدارس الشريعة الإسلامية حول متطلبات واستخدام الحواجز الجسدية بالإضافة إلى الحجاب كمسألة لباس شخصي، فإن استخدام الحواجز الجسدية هو القاعدة وليس الاستثناء في كثير من العالم الإسلامي، بل إنه يظهر بشكل متكرر في بيئات الشتات الغربي.

في البيت

بالإضافة إلى الاستخدام العام للحواجز المادية (أو الحجاب) حيثما يوجد كل من الرجال والنساء، هناك ممارسة أكثر تحديدًا "للحجاب المنزلي". فكرة فصل الزائرين عن الزائرات في المنزل مستوحاة من روايات الحديث التي تصف هذه الممارسة في بيت محمد بالإضافة إلى إشارة قرآنية إليها. وفقًا للأحاديث، فإن الوحي المنفصل المتعلق بالحجاب المنزلي كان أيضًا مستوحى من الموقف. هنا، القصة هي أن محمد كان لديه زوار وتضايق ليجدهم باقين في الدردشة مع زوجاته بعد تناول العشاء.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ، حَدَّثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ ابْنَةَ جَحْشٍ دَعَا الْقَوْمَ، فَطَعِمُوا ثُمَّ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ وَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ فَلَمْ يَقُومُوا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ، فَلَمَّا قَامَ قَامَ مَنْ قَامَ، وَقَعَدَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِيَدْخُلَ فَإِذَا الْقَوْمُ جُلُوسٌ ثُمَّ إِنَّهُمْ قَامُوا، فَانْطَلَقْتُ فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَدِ انْطَلَقُوا، فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ، فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ فَأَلْقَى الْحِجَابَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ‏}‏ الآيَةَ
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ بُنِيَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ فَأُرْسِلْتُ عَلَى الطَّعَامِ دَاعِيًا فَيَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، فَدَعَوْتُ حَتَّى مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُو فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُوهُ قَالَ ارْفَعُوا طَعَامَكُمْ، وَبَقِيَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ يَتَحَدَّثُونَ فِي الْبَيْتِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقَ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَقَالَ ‏

"‏ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ‏"

‏‏.‏ فَقَالَتْ وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فَتَقَرَّى حُجَرَ نِسَائِهِ كُلِّهِنَّ، يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا يَقُولُ لِعَائِشَةَ، وَيَقُلْنَ لَهُ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ، ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا ثَلاَثَةُ رَهْطٍ فِي الْبَيْتِ يَتَحَدَّثُونَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَدِيدَ الْحَيَاءِ، فَخَرَجَ مُنْطَلِقًا نَحْوَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَمَا أَدْرِي آخْبَرْتُهُ أَوْ أُخْبِرَ أَنَّ الْقَوْمَ خَرَجُوا، فَرَجَعَ حَتَّى إِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي أُسْكُفَّةِ الْبَابِ دَاخِلَةً وَأُخْرَى خَارِجَةً أَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ‏.‏
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ كَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ مَقْدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَخَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرًا حَيَاتَهُ، وَكُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِشَأْنِ الْحِجَابِ حِينَ أُنْزِلَ، وَقَدْ كَانَ أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عَنْهُ، وَكَانَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ فِي مُبْتَنَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ، أَصْبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهَا عَرُوسًا فَدَعَا الْقَوْمَ، فَأَصَابُوا مِنَ الطَّعَامِ ثُمَّ خَرَجُوا، وَبَقِيَ مِنْهُمْ رَهْطٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَطَالُوا الْمُكْثَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ كَىْ يَخْرُجُوا، فَمَشَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى جَاءَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، ثُمَّ ظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ لَمْ يَتَفَرَّقُوا، فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجَعْتُ مَعَهُ، حَتَّى بَلَغَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَظَنَّ أَنْ قَدْ خَرَجُوا، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَإِذَا هُمْ قَدْ خَرَجُوا، فَأُنْزِلَ آيَةُ الْحِجَابِ، فَضَرَبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سِتْرًا‏.‏

المراجع

  1. Egypt’s NCW chief says women harassed 7 times every 200 meters - GhanaMed, September 6, 2012
  2. Manar Ammar - Sexual harassment awaits Egyptian girls outside schools - Bikya Masr, September 10, 2012
  3. "The High Rape-Scale in Saudi Arabia", WomanStats Project (blog), January 16, 2013 (archived).