إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم
الحجر الأسود
الحجر الأسود هو حجر موجود في الركن الشرقي للكعبة الموجودة في مكّة، وهي تعتبر "بيت الله" ويصلّي المسلمون باتجاهها خمس مرّات في اليوم. وبحسب المؤرخين، شكل الحجر الأسود واحد من بين عدة أنصاب موضوعة لأغراض عبادة الأصنام من قِبل الوثنيين العرب ما قبل الإسلام الذين استخدموا الكعبة كمزار وثني حمل بداخله حوالى 360 صنم. يوافق أدب الحديث على أنّ الحجر كان جزءاً من الكعبة قبل ولادة محمد في زمن الوثنيين العرب. لكنّ أدب الحديث يؤكد إنّ الحجر نزل من السماوات برفقة آدم وحوّاء وأُدخل إلى هيكل الكعبة عندما بناها النبي إبراهيم وابنه إسماعيل[١]. ويُقال إنّ محمد أعاد الحجر إلى الكعبة بعد أن دُمّرَت وأعاد المكّيون إعمارها قبل إعلان محمد عن نبوّته.
وفي خلال الحجّ، يطلب من المسلمين بتعليمات من الكتاب المقدس بينما يطوفون حول الكعبة أن يقبّلوا الحجر الأسود أو على الأقلّ أن يشيروا إليه إن أمكن من أجل الحصول على النِعم. وبالإضافة إلى اهتراء الحجر الأسود بعد أن مارس مئات الملايين من الحجاج الممارسات المذكورة، فقد كان الحجر الأسود ضحية للمصير البنيوي للكعبة، التي هُدمت وقصفت وأعيد بناؤها عبر التاريخ عدة مرات. في وقت من الأوقات، ضرب الحجر الأسود بحجر أطلق من المنجنيق وتحطم إلى أشلاء[٢]. في مناسبات أخرى، ورد أن الحجر الأسود قد تم تدنيسه بالفضلات، ونهب من قبل القرامطة، غير أنّ تمّت الإساءة إليه عمداً[٣][٤][٥][٦].
إلى جانب تأكيدات الحكومة السعودية، لم يتم التحقق بشكل مستقل من استمرار وجود الحجر الأسود الأصلي، وأصوله، والتاريخية لما هو موجود حاليًا في البروز الفضي على جانب الكعبة[٧]. ومع ذلك، اقترح متحف التاريخ الطبيعي في المملكة المتحدة أن الحجر من المحتمل أن يكون نيزكًا كاذبًا، أو صخرة أرضية أُزعم بأنها نيزك، تم تقديسها لأول مرة من قبل العرب الوثنيين[٨]. لا يوجد كذلك أي دليل تاريخي يشير إلى أن إبراهيم وإسماعيل كانا مسؤولين عن بناء الكعبة، أو بالتالي، عن الموضع الأصلي للحجر الأسود.
نصب للوثنيين العرب
يعتبر معظم العلماء الحجر الأسود نصباً من زمن ما قبل الإسلام. ويعرّف قاموس الكلّ "النَّصْبُ" على أنّه "ما كان يُنصَب ليُعبدَ من دون الله."
الديانة العربية ، Encyclopædia Britannica ، 2009
وبحسب ابن إسحاق، وهو أوّل من كتبوا سيرة الرسول محمد، كان الحجر الأسود مهماً للعرب المشركين قبل نبوّة محمد. في قصة شهيرة من السيرة، طلبت قبيلة قريش محمداً لكي يسوي الخلاف حول كيفية إعادة الحجر الأسود إلى الكعبة بينما كانوا يعيدون إعمارها.
فَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ الرِّوَايَةِ: أَنَّ أَبَا أُمِّيَّةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بْنِ مَخْزُومٍ -وكان عامئذ أسن قُرَيْشٍ كُلِّهِمْ -قَالَ(١١٠) : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ فِيمَا تَخْتَلِفُونَ فِيهِ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ، يَقْضِي بَيْنَكُمْ، فِيهِ. فَفَعَلُوا، فَكَانَ أَوَّلُ دَاخِلٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: هَذَا الْأَمِينُ رَضِينَا، هَذَا مُحَمَّدٌ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِمْ وَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، قَالَ [رَسُولُ اللَّهِ](١١١) صلى الله عليه وسلم: "هَلُمَّ إليَّ ثَوْبًا" فَأُتِي بِهِ، فَأَخَذَ الرُّكْنَ -يَعْنِي الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ-فَوَضَعَهُ فِيهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: "لِتَأْخُذْ كُلُّ قَبِيلَةٍ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ"، ثُمَّ [قَالَ](١١٢) : "ارْفَعُوهُ جَمِيعًا". فَفَعَلُوا، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا بِهِ مَوْضِعَهُ، وَضَعَهُ هُوَ بِيَدِهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ بَنَى عَلَيْهِ.
وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُسَمِّي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ: الْأَمِينُ.
أنصاب أخرى للوثنيين العرب
لم يكن الحجر الأسود الحجر الوحيد المهمّ في شبه الجزيرة العربية. فقد ذكر المؤرخون إنّ مراكز عربية أخرى كانت تتضمّن "كعباتها" الخاصّة، وغالباً ما تضمّنت تلك أحجارها المقدّسة الخاصّة بألوان مختلفة.
حجر إلوهيم الأسود
يذكر الكاتبان القديمان هيروديان وكاسيوس ديو معبداً في المدينة السورية "إيميسا" (المعروفة اليوم باسم حمص). وكان يُعبد إله ساميّ اسمه إلوهيم (ما يعني الله) في تلك المنطقة. وعرفه الرومان والإغريق باسم "إيل جبل" (إله الجبل، وهو أحد ألقاب إلوهيم). وارتبط إلوهيم بالشمس فشبّه للإله الروماني "سول" والإله الإغريقي "هيليوس".
وفي هذا المعبد، تمّ الاحتفاظ بإحدى أقدس الآثار من العصور القديمة: الحجر الأسود. قيل إنّه جاء من خارج الأرض (على الأغلب نيزك) وإنّه تجسّد لإلوهيم نفسه. وحجّ المؤمنون من جميع أنحاء المشرق الروماني إلى الحجر الأسود، وجلبوا معهم هدايا وهبات قيمة. أطاع أتباع إلوهيم بعض القواعد الشعائرية، فعلى سبيل المثال، طلب منهم الختان ولم يُسمح لهم بأكل لحم الخنزير.
كانت هذه الطائفة واحدة من عدة آلاف في منطقة البحر الأبيض المتوسط القديمة وكان من المحتمل أن يتم نسيانها لولا حادثة درامية ومناسبة. في عام 218 بعد الميلاد، دفعت عائلة فاريوس أفيتوس باسوس - كاهنًا شابًا من ذلك المعبد ومواطن روماني - المتعطشة للسلطة إلى اغتصاب عرش روما من خلال الادعاء بأنه ابن غير شرعي للإمبراطور المقتول كركلا (الذي حكم في 211-217). نجح فاريوس أفيتوس باسوس في اغتصابه العرش، وحكم لمدة أربع سنوات وتذكر بعد ذلك بلقبه - أيضًا اسم إلهه - إيل جبل.
اعتبر ايل جبل عامّةً حاكماً منحرفاً بشكل استثنائي. فيقال إنّه كان يمارس الدعارة في القصر الإمبراطوري وكان لديه الكثير من الأزواج والزوجات في الوقت آنه. غُرف على نطاق واسع بأنّه مازوشي مندفع، وسمح للجميع بضربه. ربط العديد ممن عرفوا إيل جبل فجوره وعدم لياقته بما اعتبروه "تأثيراً مفسداً جراء عبادة الإله إلوهيم".
جلب الإمبراطور الشاب حجره الأسود الشهير إلى روما. أراد أن يجعل عبادة إلوهيم العبادة الأسمى أو الدين الوحيد للإمبراطورية الرومانية. تسبب هذا في ضجة بين الرومان. كل عام في الصيف كان يتم تنظيم موكب أجنبي وغير معروف للسكان المحليين. فيتم وضع الحجر الأسود على عربة مع مقابض ملحقة بها (مما يشير إلى أن الإله نفسه كان يقوم بالقيادة). كان الإمبراطور يسير على قدميه بالقرب من العربة. تبع ذلك أعضاء مجلس الشيوخ والمواطنون البارزون واستعراض الجنود والموسيقيين والحيوانات الغريبة.
بعد أربع سنوات من الحكم الذي أزعج العديد من الرومان، قتل الجنود إيل جبل وتم إلقاء جثته في نهر التيبر[٩].
حديث
" نَزَلَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ " جامع الترمذي 877:7:2
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ . فَقُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّكَ تُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُزَاحِمُ عَلَيْهِ . فَقَالَ إِنْ أَفْعَلْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ " إِنَّ مَسْحَهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا " . وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ " مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أُسْبُوعًا فَأَحْصَاهُ كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ " . وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ " لاَ يَضَعُ قَدَمًا وَلاَ يَرْفَعُ أُخْرَى إِلاَّ حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً " . قَالَ أَبُو عِيسَى وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوَهُ . وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ .
جامع الترمذي 959:7:2يقول القرطبي في كتابه الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى: "هذا يعني أنّ الحجر الأسود في منزلة يد يمين الله، مجازياً".
المراجع
- ↑ الشيخ أحمد قوتي - الحجر الأسود: التاريخ والأهمية - إسلام أون لاين ، 8 يناير 2003
- ↑ Hırka-i Saadet Dairesi; Hilmi Aydın(2004) - The sacred trusts: Pavilion of the Sacred Relics, Topkapı Palace Museum, Istanbul - Tughra Books, ISBN 9781932099720 ↑
- ↑ بورتون ، ريتشارد فرانسيس (1856) - سرد شخصي للحج إلى المدينة المنورة ومكة - ج. ب. بوتنام وشركاه ، ص. 394
- ↑ فرانسيس إي بيترز (1994) - مكة: التاريخ الأدبي للأراضي الإسلامية المقدسة - مطبعة جامعة برينستون ، ص 125 - 126 ، ISBN 9780691032672
- ↑ سيريل جلاس - موسوعة جديدة للإسلام: طبعة منقحة من موسوعة الإسلام المختصرة (ص .245) - رومان ألتاميرا ، 2001 ، ISBN 0759101906
- ↑ الحجر الأسود في مكة المكرمة - Encyclopædia Britannica ، 2007
- ↑ ماريا غوليا ، نيزك: الطبيعة والثقافة ، كتب Reaktion ، ISBN 978-1780235479 ، 2015
- ↑ مونيكا م. AL Graham ، كتالوج النيازك: مع إشارة خاصة إلى تلك الممثلة في مجموعة متحف التاريخ الطبيعي ، لندن ، Cambridge University Press ، p. 263، ISBN 978-0-521-66303-8، 2000
- ↑ Poczet Cesarzy Rzymskich (بالإنجليزية: Roman Emperors) ، بقلم ألكسندر كراوتشوك