إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم
التطابق في ما بين القرآن والكتابات اليهودية والمسيحية
تمت ملاحظة التشابه في ما بين القرآن والكتابات السابقة منذ ظهور الإسلام. إلّا أنه نادراً ما تتطابق القصص اليهودية-المسيحية مع أشباهها القرآنية بشكلٍ تامّ. ويوجد ادّعاء في القرآن وغيره من الأدب الإسلامي يزعم أنّ اليهود والمسيحيين تعمّدوا تغيير كتاباتهم لإخفاء حقيقة القرآن. لا يوجد دليل موثق في التقاليد النصية لتلك الأديان يدعم هذا الادعاء، وبما أنه سيتطلب مؤامرة من الناس عبر القرون والإمبراطوريات، يتحدثون لغات مختلفة ولديهم معتقدات مختلفة جذريًا، فإن الادعاء نفسه بشكل عام لا يؤخذ على محمل الجد من قبل العلماء الحديثين.
إنّ النظرية المقبولة بشكل أكبر هي أنّ القرآن يستعير قصصاً من المحيط القديم حيث نشأت – المسيحية واليهودية في العصور القديمة المتأخرة في الشرق الأدنى. وعلى عكس ما يدّعيه التقليد الإسلامي، يتّفق معظم العلماء اليوم على أنّ القرآن يجب أن يكون قد كُتب في بيئة عُرفت فيها القصص المسيحية واليهودية بشكل شائع، وذلك بالنسبة إلى الشخص (أو الأشخاص) الذي كتب القرآن وللجمهور كذلك. وبذلك، إنّ تلك الاستعارات أمر متوقَع، وفي ثقافة شبه متعلمة قبل ظهور المطبعة، من المتوقع أيضًا حدوث إصدارات مختلفة من نفس القصة بالإضافة إلى أخطاء في النقل من وسيط إلى آخر.
وفي مثل هذه البيئة، من غير المفاجئ أيضًا أن العديد من القصص التي يجدها المرء في القرآن ليست من الأناجيل المسيحية أو اليهودية، ولكن غالبًا من الأدب الثانوي الملفق الذي لعب دورًا كبيرًا في الحياة الروحية للمؤمنين في ذاك الوقت.
تهمة الاستعارة من داخل التقليد
يسجل القرآن شكوكاً في ادعاء آياته بأنها "حكايات القدماء". فبحسب التقليد الإسلامي نفسه، كلّ هذه الآيات وجدت في قرآن مكة، بالرغم من أن بعض هذه الآيات وُضعت في سور المدينة، كسورة الأنفال 8. يشير التقليد إلى أنّ غير المؤمنين الّذين تحدّثوا عن حكايات القدماء في القرآن هم من أهل مكة. لم يتبنّ أحد هذا الرأي في المدينة بعد الهجرة[١].
التحقق من تعليق المودودي يؤكد ذلك. المودودي: سورة 6 - آخر سنة من حياة الرسول الكريم بمكة المكرمة. سورة 8 في 2 هـ بعد غزوة بدر. السورتان 23 و27: المرحلة الوسطى من النبوة في مكة المكرمة. سورة 25 - في المرحلة الثالثة من النبوة في مكة المكرمة. سورة 46 - قرب نهاية السنة العاشرة أو في الجزء الأول من السنة الحادية عشرة من النبوة؛ سورة 68 - من أقدم السور التي نزلت في مكة المكرمة. 83- سورة في أولى مراحلها بمكة المكرمة.
وفي آية من القرآن، يتّهم غير المؤمنين القرآن بـ "اكتتاب أساطير تملى عليه" في القرآن سورة الفُرۡقَانِ:5. وهكذا، فإن القرآن نفسه يلمح إلى تهمة "استعارة" حكايات الكتاب المقدس ضد محمد حتى في الأيام الأولى للإسلام.
الدليل على أن بعض حكايات القدماء هذه على الأقل كانت حكايات يهودية مسيحية وليست حكايات خيالية قرآنية "عربية / معرّبة" للجن والحوريات وما شابه ذلك هي سياق هذه الآيات، لا سيما تلك المتعلقة بالقيامة، واتهام أمة أخرى بتزويد هذه الحكايات (بمعنى اليهود وربما أيضًا الصابئة والمسيحيين - ارتبطت أمم مثل الإمبراطورية البيزنطية في ذلك الوقت بأديان معينة مثل المسيحية الخلقيدونية).
يوجد حديث صحيح يشير إلى أنّ العرب سمعوا الأساطير اليهودية-المسيحية من اليهود. ومضمون الحديث أن هذه الروايات كانت شائعة من جملة "وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لأَهْلِ الإِسْلاَمِ..."، لدرجة تبرر تحذير محمد للمسلمين بعدم تصديق اليهود وتصديقهم في آن واحد.
يشير الحديث الصحيح التالي بقوة إلى أن محمد كان عرضة لـ "استيعاب" الحكايات اليهودية:
" صَدَقَتَا، إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ كُلُّهَا "
. فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ فِي صَلاَةٍ إِلاَّ تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.لاحظ كيف أنّ عائشة لاحظت تبنّي محمد للإيمان اليهودي "لعذاب القبر" بشكل قوي "بعد" أن أخبرته بالقصة. فقبل أن تخبره بها لم تلاحظ أبداً هذا الإيمان لديه.
طرق ممكنة أدّت إلى التناصّ
توجد دلائل قوية في الأحاديث الصحيحة على أنّ محمد تعلّم بعض القصص على الأقلّ من زيد بن عمر بن نفيل. فتبّن هذه الأحاديث أنّ زيد أخبر محمد حين كان لا يزال وثنياً عن الله والديانة الابراهيمية. تجدر الإشارة كذلك إلى كيفية تصريح زيد أمام الكعبة بأنه كان الوحيد في قريش الذي تبع ديانة إبراهيم وقد تعلّمها من يهودي ومسيحي:
حتى أنّ منع وأد الأطفال الإناث كان مستوحىً من زيد بحسب التقليد. كم مرّة سمع محمد هذه القصص من زيد؟ لا يجيب الحديث على هذا السؤال. لكن هناك حديث يشير إلى أنّ السيرة تخبر انسحاب زيد من المجتمع المكيّ (حيث يزعم أنه تعرّض للاضطهاد) إلى مغارة في جبل الحراء. يبدو أن محمد قد زار هذا الكهف نفسه في خلال رمضان كلّ سنة، وهو أمر قالت زوجته خديجة إنه من عادة قبيلته كفعل تكفير عن الذنب[٢].
وبالتالي، يمكن ملاحظة أن هناك فرصة كبيرة لمحمد كي يكون قد يتعلم من زيد قبل وقت طويل من الوحي الأول في 610 م. تشير بعض الروايات إلى أن محمد ذهب لأول مرة إلى جبل حراء عندما كان عمره حوالى 35 عامًا، أي في حوالى العام 605 م. من المحتمل أن يكون محمد قد زار جبل حراء لأول مرة عندما كان في الثالثة والثلاثين من عمره، عندما كشفت له "الأسرار غير المرئية الأولى". توفي زيد حوالي 607 م. الكهف في جبل حراء صغير جدًا، يبلغ طوله 4 ياردات وعرضه 1.75 ياردة - يبدو أنه لا توجد طريقة يمكن أن يتجنب بها زيد ومحمد بعضهما البعض إذا كان هذا الكهف هو المكان الذي ذهبا إليه حقًا. من الواضح أنهما يعرفان بعضهما البعض. توضح الأحاديث الصحيحة ذلك، ونعلم أيضًا أن محمدًا أمضى أسابيع وشهورًا في ذلك الكهف الذي اشتهر زيد بالعيش فيه.
أسس زيد الدينية التي تبنّاها محمد
1. منع وأد الأطفال الإناث عبر دفنهنّ وهنّ طيبات، بحسب عادة العرب الوحشية في ذاك الوقت.
2. الاعتراف بوحدة الله.
3. رفض الوثنية وعبادة اللات والعزة وغيرهما من آلهة الناس.
4. الوعد بالسعادة المستقبلية في الجنّة.
5. التحذير من العقاب في جهنّم للأشرار.
6. إنكار غضب الله على الكفار.
7. وأخيراً وليس آخراً، إضافة ألقاب الرحمن والرب والغفور لله.
بالإضافة إلى ذلك، ادّعى زيد وكلّ الحنفاء الآخرين أنّهم يبحثون عن "دين إبراهيم". غير ذلك، يتكلّم القرآن مراراً وتكراراً، ولو بطريقة غير مباشرة، عن إبراهيم على أنه حنيف، وهو اللقب الذي اختاره زيد لنفسه ولأصحابه[٣].
يشير موقع Answering-islam أعلاه إلى كتاب "سيرة الرسول" لابن إسحاق. يتوافق الاتجاه الرئيسي لقصة زيد في السيرة مع ما ورد عن لقائه مع محمد، وموقف زيد المناهض لقتل الصغيرات يتوافق مع الأحاديث الصحيحة للبخاري.
حتى طريقة الصلاة الإسلامية ربما تكون قد نشأت من زيد، كما كتب ابن إسحاق (ص 99-100) أنه صلى بالسجود على راحة يديه[٤].
ومصدر آخر محتمل للقصص اليهودية-المسيحية هي أم حبيبة بنت أبي سفيان، زوجة محمد الثامنة. زوجها السابق عبيد الله بن جحش كان مسيحياً اعتنق الإسلام وهاجر مع مسلمين آخرين إلى الحبشة ليعودوا إلى المسيحية هناك. ومع ذلك، فمن المسلَّم به أن هذا مجرد تخمين. قد تكون مارية القبطية من العوامل الدافعة الأخرى لتأثير الروايات المسيحية على محمد، لكن الدليل ضد كونها مصدر استعارة محمد للقصص اليهودية-المسيحية لأنها قُدمت إلى محمد عندما كان يقيم في المدينة المنورة، بعد فترة طويلة من إدراجه الحكايات اليهودية والمسيحية في وحيه بحسب السيرة والحديث.
القرآن نفسه يشير إلى التأثّر بـ "لسان" أجنبي.
لا يُذكر اسم غير-العربي هذا الذي أثّر على القرآن، لكن يوجد أكثر من إمكانية في السيرة بما فيهم سلمان الفارسي (الذي كان مسيحياً) أو بحيرى النسطوري الموصوم.
وتوجد دلائل أخرى على تأثير مسيحي على محمد في التقليد الإسلامي نفسه:
تشير المصادر الإسلامية إلى أنّ محمد، وفي عمر ما بين التاسعة والثانية عشرة، خاض رحلته الأولى مع قافلة تجارية إلى سوريا حيث اختلط بالمسيحيين. وبحسب المصادر تلك نفسها، فقد أبدى اهتماماً كبيراً باليهودية والمسيحية هناك في رحلة ثانية إلى البلاد. وقد أمضى بعض الوقت هناك مع راهب نسطوري مسيحي اسمه بحيرى[٦].
ومع ذلك، فإن الأدلة ليست مقنعة أن بحيرى هو الذي أخبر محمد القصص اليهودية والمسيحية.
ربما يأتي أقوى دليل على هوية "الأجنبي" من السيرة:
هذا المصدر يسمّي الأجنبي على أنه جبر، عبد بني الحضرمي.
ثمّ يوجد هذا الحديث الصحيح الذي يعلمنا بشكلٍ دقيق بأنّ محمد تعلّم من مسيحي:
لا يُذكر اسم المسيحي الذي علّم محمد في الأحاديث الصحيحة. لكنّ ابن وراق مقتبساً الواقدي يسمّيه ابن قمطة.
إنّ الواقدي [توفي 207 هـ / 823 م] الذي يقول إن عبدًا مسيحيًا يُدعى ابن قمطة كان أمينًا للنبي، إلى جانب عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي أفاد بأن "عبداً مسيحياً فحسب كان يعلمه [محمد]؛ كنت أكتب إليه وأغير ما أريد"[٨].
بغضّ النظر عمّن كان هذا الأجنبي الذي علّم محمد، من الواضح أن هذه التهمة الدقيقة قد وُجّهت للقرآن، وأن الآية المذكورة أعلاه تهدف إلى الإجابة على هذا الاعتراض بذاته. وإنّ هذا الأجنبي موجود في الحقيقة: فالقرآن نفسه أشار إليه بقوله: "لسان من يلمحون إليه غير عربي". ومرة أخرى، يشير هذا بقوة إلى وجود مثل هذا الأجنبي الذي أثر في "اللسان العربي الواضح" للقرآن.
ويُلمّح إلى فكرة أنّ الأجنبي علّم محمداً الأساطير اليهودية-المسيحية عندما يتابع المرء الدفاع ضدّ هذه التهمة في السورة 16. فما يتبع القرآن سورة النَّحۡلِ:103 هو نقاش عن كيفية وحي الله بديانة إبراهيم والقيامة والحياة الأبدية ويوم القيامة وتحريم لحوم الخنازير والذبح غير الحلال وغيرها من الممارسات التي أُعطيت لليهود.
باختصار، إنّ الآيات القرآنية سورة النَّحۡلِ 103 إلى 104 ليست إلّا محاولة القرآن الإجابة على تهمة أن محمداً تعلّم الديانتين اليهودية والمسيحية من أجنبي (وعلى الأغلب هو جبر). فقد كان المسلم الأول الذي جاء بحجة أن التشابه بين الدين اليهودي والمسيحي والقرآن يعود إلى أن الكتب الثلاثة تشترك في نفس المصدر وهو الله.
وهكذا يتضح أن محمداً سمع حكايات يهودية-مسيحية من مصادر مختلفة، بدءاً من زيد بن عمرو بن نفيل، ومن ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزيز، إلى جبر والمسيحي غير المسمى في صحيح البخاري 4:56:814
آراء المسلمين
عادةً ما يتبع العلماء المسلمون القرآن في الأدب الدفاعي واللاهوتي في ما يتعلّق برفض فكرة أنّ محمد تأثّر بـ "أساطير القدماء"، وهم يقتبسون بعض النقاط التالية:
1. لم يكن هناك نسخ عربية عن الكتابات اليهودية-المسيحية في متناول محمد.
هذ الحجة تتجاهل القرآن نفسه الذي يدّعي إنّ الاتهامات كان مفادها أنّ محمد سمع ما أملي عليه الآيات القرآنية سورة الفُرۡقَانِ 4 إلى 6 أو أنه تعلمه من أجنبي الآيات القرآنية سورة النَّحۡلِ 103 إلى 104. بذلك، إنّ وجود الترجمات إلى العربية أو عدمه في وقت محمد لا أهمية له. بالإضافة إلى ذلك، تشير الأدلّة الكتابية والتاريخية من ذاك الوقت إلى أن شبه الجزيرة العربية كانت مليئة بالأدب الإغريقي والسرياني وأن معرفة الأبجدية السريانية والإغريقية كانت منتشرة على نطاق واسع واستُخدمتا لكتابة اللغة العربية إلى جانب الكتابتين الحسمائية والصفائية.[٩]
2. لم يكن هناك مركز لليهودية و/أو المسيحية في مكة أو الحجاز في زمن محمد.
كما يتبيّن من الأدب الإسلامي نفسه، فإنّ محمد تعلّم "أساطير القدماء" من أفراد يهود ومسيحيين يُعرف بعضهم بالاسم، ولم يكن محمد بحاجة إلى التعلّم من مراكز يهودية أو مسيحية. ما إن كانت هناك حركة تبشير للمسيحية في مكة أم لا لا أهمية له، فلا يتطلّب الأمر أكثر من فرد مسيحي واحد (كما هو الحال في صحيح البخاري 4:58:814) لكي يتعلّم منه محمد. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات الحديثة من خلال النقوش، من بين أمور أخرى، أن شبه الجزيرة العربية في زمن النبي كانت مسيحية تمامًا.
3. ما من دليل على أنّ محمد استعار تلك الأساطير بالرغم من وجود يهود ومسيحيين في المنطقة.
إنّ الدلائل معروضة على هذه الصفحة وعلى كثيرات غيرها. إنّ تهم الاستعارة موجودة في القرآن ويسهل إثباتها. ودلائل الاستعارة موجودة في الحديث والسيرة بالإضافة إلى القرآن نفسه. وحتى بحسب التقليد الإسلامي نفسه، فإنّ الأفراد الذين علّموا محمداً الأساطير اليهودية-المسيحية يُعرفون بأسمائهم.
4. اليهود كانوا في المدينة والمسيحيون كانوا في نجران واليمن.
لا يبدو أن هذا صحيح. فبالتأكيد، كان اليهود والمسيحيون موجودون في مكة، كجبر، العبد المسيحي مثلاً. وورقة ابن عمّ خديجة عاش في مكة كذلك، بالإضافة إلى حنيف زيد بن عمرو. ونعلم بواسطة لبن سعد أنّ الاحتكاك بالمسيحيين لم يكن بالأمر غير المعتاد:
ومن الممكن حتى أنّ الكعبة تضمّنت اقتباساً إنجيلياً:
يبدو أنه فعلياً كان هناك يهود خارج يثرب وحول مناطق الحجاز الشمالية. من الممكن أن الكعبة تضمنت صوراً لإبراهيم ومريم. وفي حين أنّ ذلك لا يُعدّ دليلاُ على وجود اليهود، إلّا أنه يلمّح بقوة إلى ذلك.
تزود سيرة ابن إسحاق دلائل تشير إلى أنه في حين لم يكن هناك أي مجتمع يهودي مهمّ في مكة، إلّا أنّ اليهود حتماً وُجدوا في المنطقة. ويُقال إنّه حين أعادت قريش إعمار الكعبة، وجدوا كتابة سريانية لم يتمكنوا من قراءتها، وقرأها يهودي لهم.[١١][١٢]
5. يتضمّن القرآن قصصاً ليست موجودة في الكتابات اليهودية-المسيحية، إذاً فتهمة الاستعارة خاطئة.
إنّ وجود تلك القصص الغائبة عن الإنجيل لا يعني أي شيء في ما يخصّ الأمور التي لها مماثل في التاريخ اليهودي-المسيحي الأقدم.
فساد الكتابات السابقة
تمّت ملاحظة التشابه في ما بين القرآن والكتابات الإبراهيمية السابقة منذ بداية الإسلام. لكنّ هذه القصص القرآنية غالباً ما تختلف شيئاً ما عن سوابقها اليهودية-المسيحية. وعادةً ما تُعطى ثلاثة شروحات ممكنة لتلك الظاهرة:
1. فسدت الكتابات اليهودية-المسيحية (وهذا ادّعاء شائع للمدافعين المسلمين).
2. استعار القرآن بشكلٍ غير دقيق من الكتابات اليهودية-المسيحية.
3. القرآن فاسد.
لا تدعم أي من النصوص المسيحية المبكرة الحجة الإسلامية حول فساد الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية، حيث تفشل الحجج في التمييز بين الأعمال الملفقة والأعمال الكنسية. وفشلت في رؤية الفرق بين النصوص السائدة والنصوص الدينية/الغنوصية. لا توجد أي نصوص مسيحية سابقة تتوافق مع وجهة نظر المسلمين السنة عن المسيح والمسيحية المبكرة. الاحتمال التالي هو فحص الكتابات خارج الكتاب المقدس للحاخامات الأوائل وآباء الكنيسة الأوائل. الاختلافات الموجودة في القرآن تظهر هنا أيضًا.
إن تهمة مخطط لإفساد الكتب المقدسة المسيحية واليهودية بطريقة تجعل القرآن يبدو غير دقيق يتطلب مؤامرة من مئات الأفراد المختلفين الذين يعملون عبر مسافات شاسعة من الزمان والمكان في مختلف التقاليد اللغوية والدينية؛ يمكن رفضها على أنها نظرية مؤامرة لا أساس لها من الصحة.
إلّا أنّ التناصّ في ما بين القرآن والكتابات اليهودية-المسيحية لا يمكن إنكاره. وقد ذكرت الكثير من الأمثلة عن هذا التناصّ في المقال هذا. وتوجد أمثلة أخرى كأصحاب الكهف في الآيات القرآنية سورة الكَهۡفِ 8 إلى 26 وقصة الملاكين هاروت وماروت في القرآن سورة البَقَرَةِ:102 (حسب مدراش يلكوت الفصل 44 مع الملائكة شمحزاي وعزازيل) ونتق الله جبل موسى فوق الإسرائيليين في القرآن سورة الأَعۡرَافِ:171 (حسب اليهودي من القرن الثاني ابوكريفا ابوداه سارة) لم تتم تغطيتها بعد.
وأشار روبرت موري إلى تناص آخر مثير للاهتمام (للمزيد من المعلومات، اضغط هنا).
هذه التوازيات إما ملفقة، أو هرطقة، أو تعليقات من قبل شخصيات دينية، أو مجرد حكايات شعبية. أو، في حالة الثالوث، سوء فهم واضح للعقيدة المسيحية.
تجدر الإشارة إلى أنّ التهمة ليست أنّ القرآن نسخ قصصاً من الكتابات القديمة، بل أنّه ضمّن قصصاً قد سمعت من أناسٍ آخرين. فإنّ التقليد الإسلامي نفسه قام على ذكر عبد مسيحي في صحيح البخاري 4:56:814 سمّاه ابن إسحاق بـ "جبر" وهو قد يكون مصدر الآيات القرآنية سورة النَّحۡلِ 101 إلى 104. والواقدي يسمّي هذا المسيحي بابن قمطة. كما يروي ابن إسحاق قصة كيف تحدث ثلاثة مسيحيين، وهم أبو حارثة بن علقمه والعقيب عبد المسيح والأيهام السعيد إلى محمد بخصوص مواضيع مسيحية مثل الثالوث، وعيسى يتحدث في طفولته ويسوع يُحيي الطيور الطينية. وزعم ابن إسحاق أيضًا أنه نتيجة لهذه المناقشات، نزل القرآن مخاطبًا كل هذه الحجج – ما ربما يشير إلى أن محمدًا أدرج الحكايات اليهودية والمسيحية التي سمعها من أشخاص آخرين.
على هذا النحو، وعلى أساس الأدلة في التقليد الإسلامي نفسه فحسب، يبدو أن أوجه التشابه بين القرآن واليهودية المسيحية لا تنبع من الوحي الإلهي، بل من الاتصال الديني الدنيوي.
الطفل يسوع يتكلّم
إنّ قصة الطفل يسوع يتكلّم الموجودة في السور 19:29:31 و3:46 توازي تلك الموجودة في الأعمال الملفّقة:
فيما يلي المقتطفات ذات الصلة المأخوذة من إنجيل الطفولة العربي:
إنّ التناصّ في ما بين نصّ إنجيل الطفولة العربي و الآيات 19:29:31 و3:46 من القرآن واضح. وتوجد ثلاثة أسباب منطقية ممكنة لذلك:
1. القرآن قد "صحح الإغفال" عن قصة الطفل يسوع يتكلّم من العهد الجديد.
2. القرآن قد "صحح نقل الحكاية الملفقة، وأن إنجيل الطفولة العربي يجب أن يُدرج في العهد الجديد القانوني.
3. سمع محمد القصة وأدرجها بالخطأ في القرآن، ظنًا أنها قانونية وليست ملفقة.
يُنظر إلى إنجيل الطفولة العربي على نطاق واسع على أنه ملفق. يُعتقد أنه اختراع يعود إلى القرن السابع الميلادي وكان ذا شعبية كبيرة بين النساطرة السوريين. سُجِّلت معجزة الطفل يسوع الناطق في السيرة كواحد من المواضيع التي ناقشها ثلاثة مسيحيين مع محمد قبل أن ينزل الآيات ذات الصلة. وبالتالي، لا يبدو غريباً على الإطلاق أن القرآن يحتوي على قصة من الواضح أنها ملفقة.
السنهدرين 37 أ
يوازي القرآن مقطعًا في التلمود، وبالتحديد التعليق الحاخامي في كتاب السنهدرين.
المشناه التلمودي
الآية القرآنية
النقاط البارزة هي:
1. القرآن نفسه يعترف بأصل القصة اليهودي-المسيحي عبر عبارة "كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ..."
إنّ كلمة "كتبنا" من جذر كلمة "كتاب" مثل "أهل الكتاب". وهذه الكلمة مستخدمة بعد بضع آيات (وكتبنا) في القرآن سورة المَائـِدَةِ:45 في ما يتعلّق ببعض الأمور المكتوبة في التوراة، وفي مثلٍ آخر في القرآن سورة الأَعۡرَافِ:145 تُستخدم الكلمة لكتابة الله على ألواح من الحجر.[١٣]
2. شبه السنهدرين ليس في التوراة لأنه مجرد تعليق حاخامي على مقتل قايين لهابيل، مشتق من استخدام الجمع، "دماء" ، في تكوين 4:10. إنه المشناه - تعليم حكيم يهودي، وليس من التقليد التوراتي في حد ذاته بل بالأحرى امتداد له.
3. الآية القرآنية تخبر قصّة قتل قايين لهابيل الآيات القرآنية سورة المَائـِدَةِ 27 إلى 31، وهي القصة نفسها الذي يرويها السنهدرين الموازي للقرآن.
اعتراضات المسلمين
يدعي بعض المسلمين (مثل الدكتور سيف الله) أن التوازي غير دقيق، حيث يجب أن يقتصر السنهدرين 37 أ على "كل من يدمر روحًا واحدة من إسرائيل". يزعمون أنه بما أن القرآن يفتقر إلى هذه الإشارة إلى "روح واحدة من إسرائيل" ولكن بدلاً من ذلك، يعمم الأمر على أي روح، فإن تهمة التوازي قد فشلت.
مشاكل الحجة هذه
1. حجة الدكتور سيف الله بأن القصتين ليستا نسختين متطابقتين لا تصمد، لأن القصص عادة ما تتغير في الإرسال.
2. "من إسرائيل" غائبة في بعض مخطوطات هذا المقطع في التلمود البابلي، ولا نعرف أي نسخة قد سمعها محمد.
3. يظهر هذا الشرح أيضًا في تلمود القدس، السنهدرين 4/5، الذي يحذف عبارة "إسرائيل". لا يوجد دليل على أن محمدًا كان عليه الاعتماد على التلمود البابلي وليس تلمود القدس، على الرغم من أن الأول يعتبر أكثر موثوقية.
الوهلة الأولى - هذه حالة واضحة للقرآن الذي أخذ قصة من الأدب الملفق واعتبره ككتاب مقدس، لأن سنهدرين 37 أ مأخوذ من التوراة "الشفوية" وبالتالي ليس جزءًا من الشريعة التوراتية الأصلية. لا يوجد تفسير آخر لهذه العبارة " كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ..." في الآية -- يبدو أن القرآن يعتبر هذا التقليد الملفق على نفس مستوى الشريعة التوراتية. إن الادعاء بأنها ضائعة لأن التوراة فاسد يدلّ على سذاجة لأن التوازي موجود في التلمود، ومن غير المرجح أن يجد شيئاً مفقوداً من التوراة طريقه دون تغيير تقريبًا إلى التلمود كتعليق على سرد (أي مشنايوت). إذا كان الحاخام يفكر في آية في التوراة ضاعت منذ ذلك الحين، فلن يقتبس حرفيا من تكوين 4:10 ("كتبنا...")، ولكن عند توضيحه لوجهة نظره الرئيسية لم يستشهد بهذه الآية الافتراضية المفقودة مباشرة. إنه ليس قانونًا، على الرغم من وجوده في التلمود (القانون الشفوي) ولكنه تعليق من قبل حكيم يهودي يشرح منطقه.
وهكذا فإن كلمة "كتبنا" شيئًا ما تم استخدامها للتعليق الذي كتبه حاخام يهودي. يبدو أن الاستنتاج هو أن القرآن يرى أن هذا التقليد على نفس مستوى الكتاب المقدس، أو أنه لا يدرك أنه في الواقع لا ينبع من الكتاب المقدس.
الغراب ودفن هابيل
القصة القرآنية
يروي القرآن قصة الله حينما أرسل غراباً كي يُري قايين كيف يدفن هابيل.
التراث الشعبي اليهودي
أدت قصة الغراب ودفن هابيل إلى استنتاج مفاده أن القرآن استعار من الفولكلور اليهودي لأن هذه الرواية ليست في العهد القديم أو التوراة. في الفلكلور اليهودي كان آدم هو الذي لاحظ الغراب وهو يدفن طائرًا ميتًا، وهو ما أعطاه فكرة دفن هابيل. وبالتالي، فإن التوازي ليس مع الشخص الذي قام بالدفن ولكن مع الغراب الذي قدم فكرة الدفن في الأرض.
عادة ما يتم الاستشهاد بأربعة مصادر لهذا الفولكلور اليهودي:
· ترجوم جوناثان بن عزييل (Targum of Jonathan ben Uzziel)
· ترجوم ييروشلمي 1 (Targum Yerushalmi I)
· بيركي دي ربي اليعازر (Pirke De-Rabbi Eli'ezer)
· مدراش تنهوما (Midrash Tanhuma)
اثنان فقط صحيحان. فلا يحمل أي ترجوم هذه القصة والادعاء بأنها تفعل ذلك هو قراءة خاطئة لـتسدال (Tisdall).
سيكون من الأصح القول أن قصة دفن الغراب في القرآن تجد سابقتها في الفولكلور اليهودي، والذي تم حفظه أيضًا في بيركي دي ربي اليعازر، و مدراش تنهوما، وذلك لعدم وجود دليل على نسخ القرآن من هذه النصوص، بل يأخذ الخطوط العريضة للقصة.
يقتبس تسدال من نفس المصدر بترجمة مختلفة قليلاً:
اعتراض المسلمين
- بيركي دي ربي اليعازر
يزعم سيف الله وأحمد وكريم من التوعية الإسلامية أن العلماء اليهود قد عرفوا منذ فترة طويلة أن بيركي دي ربي اليعازر كان في فترة ما بعد الإسلام وأنه لا يمكن أن يُنسب إلى الحاخام اليعازر، نقلاً عن ذلك كدليل:
وهم يزعمون أنه منذ حدوث التنقيح النهائي بعد ظهور الإسلام، لا يمكن أن يكون مصدر قصة الدفن هي قصة الغراب. هناك نوعان من الصعوبات في هذا الادعاء:
· التنقيح النهائي لا يعني أن القصص الواردة في Pirke قد تم تأليفها بعد ظهور الإسلام. التنقيح يعني "عمل شيء مناسب للنشر - بما في ذلك التحرير والتجميع وما إلى ذلك" أو فعل كتابة شيء ما (أي أنه كان موجودًا بالفعل قبل الكتابة)؛
· تشير أدلة جديدة إلى أن التأريخ الأصلي لبيركي دي ربي اليعازر خاطئ.
وفقًا لأندرو فارجو من answering-islam:
مدراش تنهوما
الرأي الأكاديمي العام هو أن مدراش تانهوما يُعرف أيضًا باسم تانهوما يلامدينو، على الرغم من أن بعض العلماء يعتقدون أنها مخطوطات مختلفة.
في محاولة لتشويه سمعة Pirke De-Rabbi Eli'ezer، يستشهد فريق التوعية الإسلامية بعمل نورمان أ.ستيلمان، الذي نُشر في مجلة الدراسات السامية، في العام 1974 ، المجلد 19. ومع ذلك، لا يزال ستيلمان يدعم فرضية الأصل المتوسطي:
ثم طعن سيف الله وزملاؤه في تأريخ نسخة من مدراش تنهوما المعروفة باسم تنقيح بوبر:
هل نصدق أن نصًا إشكاليًا من القرن التاسع هو مصدر القصة القرآنية؟ مثل هذه النظرية لا يمكن الدفاع عنها. قد تكون القصة القرآنية هي مصدر قصة قايين وهابيل في مدراش تنهوما. ربما وضع ستيلمان نفسه أفضل ما يكون:
إن التسلسل الزمني للأدب الحاخامي لدينا أفضل اليوم مما هو عليه في كتاب جيجر، وتم نشر العديد من النصوص - المسلمة واليهودية والمسيحية - منذ ذلك الحين. في ضوء هذا، نعلم الآن أنه في بعض الحالات ما كان يُعتقد أنه تأثير يهودي هاجادي في نص إسلامي قد يكون عكس ذلك تمامًا ".
تاريخ الاسترداد ليس هو نفسه تاريخ التكوين. يبدو أن محتويات مدراش تنهوما تعود إلى ما قبل الإسلام:
قدم فارجو حقيقة أن هناك إصدارات من مدراش تانهوما أقدم من نسخة بوبر.
من ماير واكسمان في "تاريخ الأدب اليهودي":
من المحتمل أن قصة دفن الغراب في مدراش تانهوما (أو تانهوما يلامدينو) تسبق ظهور الإسلام. نسخة بوبر من مدراش تانهوما، على الرغم من أنها جمعت في منتصف القرن الثامن، يُعتقد عمومًا أنها حصلت على مواد من القرن الرابع أو قبل ذلك، بينما يعود تاريخ تانهوما ييلامدينو إلى بداية القرن السادس. وهكذا فإن التراث الشعبي اليهودي قبل الإسلام لقصة دفن الغراب موازٍ في القرآن ومن المحتمل أن يكون مصدره.
الثالوث القرآني
الله ويسوع ومريم: هل هم الثالوث؟
للقرآن نسخته الخاصة من الثالوث المسيحي:
هذا الخطأ الظاهر حول الثالوث المسيحي، والذي ثبت جيدًا لقرون في هذه المرحلة، هو أحد الألغاز العظيمة في القرآن. لاحظ كيف أن هذه الآية الغريبة لا تذكر الثالوث، بل تذكر طلب الله أن يسأل يسوع هل قال للناس أن يتخذوه ومريم آلهة من دون الله. أجاب يسوع "لا، أنا لم أفعل. لو كنت قد عرفت ذلك على أي حال".
لماذا طلب الله من يسوع شيئًا كان يعلم أن يسوع لم يفعله؟ وهل طلب الله ذلك ببساطة بدون سبب؟ أم أنه كان يختبره؟ إذا كان هذا اختبارًا، فلماذا يتم إجراؤه على الإطلاق، في حين أن الله يعرف النتيجة بالفعل؟ حتى من وجهة نظر المسلمين الملتزمين، فإن هذه الآية تطرح أسئلة كثيرة.
تحليل المدافعين المسلمين
لعلماء المسلمين تفسيرات كثيرة للآية 5: 116، على غرار ما يلي:
1- ربما كانت طائفة القوليريديانية المسيحية المهرطقة موجودة في زمن محمد وكان القرآن يتناول على وجه التحديد فهمهم للثالوث.
يُعرف الكوليريديون بشكل رئيسي من خلال عمل صياد البدع المسيحي في القرن الرابع والمدافع عن الأرثوذكسية المسيحية إبيفانيوس سالاميس (قديس في كل من الكنائس الأرثوذكسية النيكاوية والكنيسة الكاثوليكية). وهذا ما يقوله عنهم:
وفقًا لإبيفانيوس، يبدو أن القوليريديانيين يدمجون عبادة الآلهة الوثنية مع عبادة مريم في المسيحية. كان لديهم كهنة نساء، ومن المثير للاهتمام لأغراض هذه الدراسة، أنه تم العثور عليهن في شبه الجزيرة العربية. من المهم أن نتذكر أن هذه واحدة من عشرات البدع التي ذكرها أبيفانيوس، وهذه هي الإشارة الوحيدة الباقية منها. لا يعطي أبيفانيوس أي إشارة إلى عدد الأشخاص الذين اتبعوا هذه البدعة بالفعل، ولا يمكن معرفة المدة التي بقوا لها بعد وقته بالضبط. كما أنه من غير الممكن بالنسبة لنا أن نعرف مدى دقة وصف هذا القسم لمعتقداتهم، حيث لا توجد كتابات عنهم؛ من المحتمل أن أبيفانيوس كان يبالغ هنا وأنهم لم يعبدوا مريم في الواقع كإله.
ذكر إدوارد جيبون في "تراجع الإمبراطورية الرومانية وسقوطها" [الفصل 50] أنها كانت لا تزال موجودة في القرن السابع (دون تقديم أي دليل مؤيد). أحد التفسيرات هو أن جيبون أخذ ببساطة التوازي الواضح للآية 5: 116 مع القوليريديانية ليعني أنهم كانوا حاضرين خلال أيام محمد.
وبالتالي، هناك توازٍ واضح بين نسخة القرآن من الثالوث والإيمان القوليريدياني.
كما ذكرنا سابقًا، غالبًا ما يزعم المدافعون عن المسلمين أن هذه الآية كانت تشير إلى إيمان بعض المسيحيين في زمن محمد. لكن ليست هذه هي الطريقة التي يقدم بها القرآن المادة. يبدو أن القرآن هنا يشير إلى أن الإيمان كان موجودًا في زمن المسيح وقد دحضه شخصيًا. نظرًا لأن القوليريديانيون وجدوا ما بعد يسوع (ربما نشأت حركتهم في أواخر القرن الرابع، كما أفاد إبيفانيوس)، فإن التوازي مع القوليريديانيين عفا عليه الزمن، كما هو الحال مع العديد من الجدل الذي وضعه القرآن في أفواه أنبياء الكتاب المقدس.
فيما يتعلق بالغرض من الآية 5: 116، فإن التفسير الأكثر منطقية هو بوضوح أنه كان جدالًا ضد الإيمان المسيحي الحقيقي أو المتخيل بالثالوث. لا يمكن معرفة ما إذا كان القوليريديانيون ما زالوا موجودين في زمن محمد أو قبله من الأدلة الموجودة، ولكن إما عن طريق الخطأ أو التعميم المفرط، يبدو أن القرآن يطبق هذا الجدل على جميع المسيحيين ككل، في حين أن هذا الاعتقاد على الأكثر كان هامشياً في داخل المسيحية.
2 - يدعي بعض المسلمين مثل الدكتور سيف الله من الوعي الإسلامي أنه من غير المعقول الإشارة إلى التشابه الواضح مع القوليريديانية باعتباره شيئًا خاطئًا، حيث لم يؤمن المسيحيون الأوائل بالثالوث.
بينما كان الدكتور سيف الله على أسس جيدة عندما أشار إلى أن تحديد المسيحية "الحقيقية" الثالوثية من المسيحية "المنحولة" الثالوثية ليس من حق الباحث، يجب ملاحظة أنه عند تقديم هذه النسخة من الثالوث، فإن القرآن يقدم وجهة نظر غير دقيقة للغاية لمعتقدات المسيحيين وعلى الأقل يجب وصفها بأنها "غير دقيقة" لهذا الادعاء. علاوة على ذلك، فإن النقطة المثيرة للاهتمام بالنسبة للباحث هي إمكانية أن (أ) مؤلف هذه الآية كان لسبب ما على دراية كبيرة ببدعة قوليريديان التي أفلتت من الملاحظة لمدة 3 قرون، لدرجة افتراض أن كل المسيحيين يتبعونها، أو (ب) أن المؤلف لديه وجهة نظر منحرفة وغير دقيقة عن اللاهوت المسيحي، وهو أمر جدير بالملاحظة بحد ذاته.
3 - يؤمن المسيحيون المعاصرون أيضًا بأن مريم والدة الله ويصلّون لها.
لا في العهد الجديد ولا في القرآن يقول السيد المسيح أن مريم هي أحد الألوهية مع الله. وفي الوقت نفسه، فإن القرآن دقيق في إنكار المسيح لهذه التهمة. المسيحيون الأرثوذكس مثل الكاثوليك يبجلون مريم كقديسة وأم ليسوع، لكنهم واضحون جدًا في عدم إسناد الألوهية على نفس مستوى يسوع والروح القدس والله الأب.
الصلاة للقديسين هي ممارسة أرثوذكسية/كاثوليكية. هذا لا يعني أن الغرض من الصلاة إلهي. لا يصلّي الكاثوليك لمريم فقط، بل يصلّون لكل أنواع القديسين الذين ماتوا دون أن ينسبوا إلى أي منهم مكانة إلهيّة. وبالتالي، ومن منظور تحليل مزايا ادعاءات القرآن مقابل الواقع، فإن الإيحاء بأن الصلاة المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية لمريم تعفي القرآن من خطأه في ألوهيتها لا يكفي. في الواقع، يجب تحليل القرآن على أنه مخادع للغاية في أحسن الأحوال ومخطئ في أسوأ الأحوال في هذه النقطة.
إن التوازي بين الآية 5: 116 وإيمان القوليريديانين بألوهية مريم قد ألقى بفتح الاتهام بأن محمدًا كان مخطئًا في فهمه للثالوث. القرآن عفا عليه الزمن حيث أن عقيدة الثالوث جاءت بعد المسيح. بينما وضع مجمع نيقية عام 325 ب.م الأساس بالتأكيد على أن المسيح هو نفس جوهر الله، كان مجمع القسطنطينية عام 381 ب.م هو الذي أرسى عقيدة الثالوث الأقدس. وهكذا، لم يكن باستطاعة يسوع أن ينشر فكرة الثالوث للناس كما تم تصوره بعد أربعة قرون تقريبًا من وفاته.
ثانيًا، إن فهم القرآن للثالوث على أنه ثلاثة آلهة خاطئ (راجع قالب:القرآن5). ثالثًا، التفسير الإسلامي القائل بأن الآية 5: 116 كانت تلمح إلى القوليريديانين خاطئ لأن يسوع لم يكن على اتصال بأي من القوليريديانين. رابعًا، لم يزعم يسوع أبدًا أن والدته كانت مشتركة الألوهية مع الله، ويتساءل المرء لماذا يجب أن يسأل الله يسوع شيئًا كان يعرف بالفعل أن يسوع لم يفعله.
بالنظر إلى كل ما تمت مناقشته، فمن المنطقي أن نقترح أن محمدًا سمع عن النسخة القوليريديانية للثالوث، وافترض أنها كانت المعتقد المسيحي القياسي الذي علمه يسوع نفسه. ربما لم يخطر بباله أن الثالوث كان تطورًا عقائديًا للكنيسة الأولى أو أن عبادة مريم كإله كانت في زمن بعيد عن يسوع نفسه.
يسوع المسيح والطيور الطينية
الرواية القرآنية
وفقا للقرآن، خلق السيد المسيح (بإذن من الله) طائرا من الطين نفخ فيه وأحياه.
الرواية الملفقة
هذه القصة لها توازي واضح مع الروايتين الملفقتين وهما كالتالي:
الإنجيل الأول لطفولة يسوع المسيح
يُعرف أيضًا باسم الإنجيل العربي لطفولة المخلص، وقد كتب حوالي 400 م.[٢٠]
الإنجيل الثاني لطفولة يسوع المسيح
يُعرف هذا أيضًا باسم إنجيل طفولة توما - على الأرجح جزء من إنجيل توما، وقد كُتب حوالي عام 140 م.[٢١]
(2) كان يجمع الماء في برك صغيرة، وفي الحال أصبح الماء نضيفا، وقد أمر بهذه الأشياء بكلمة واحدة. (3) وبعد ان عمل طينا شكل منها 12 على هيئة طيور (عصفور الدوري) وكان يوم السبت حين عمل هذه الأمور. لكن كان هناك العديد من الأطفال يلعبون معه. (4) ثم، رأى أحد اليهود الذي كان يفعله يسوع حين كان يلعب يوم السبت. وفي الحال ذهب وأخبر أبو يسوع يوسف، (قائلا له) " انظر، ابنك عند النهر واخذ طينا وشكل منه اثنا عشر طيرا وانتهك يوم السبت؟" (5) فذهب يوسف الى المكان ورآه، فصرخ فيه " لماذا تفعل هذه الأشياء الغير مسموح بها في السبت؟" (6) لكن يسوع على أية حال، صفق بيديه وصاح في طيور (الطين) قائلا " اذهبي، طيري، وتذكريني الآن أنك اصبحت حية " فطارت الطيور وهي تغرد.
(7) حين رأى اليهود هذا، ذهلوا. وبعد ان غادروا وصفوا لقوادهم ما شاهدوا من اعمال عيسى.المدافعون المسلمون
لم يشرح المدافعون المسلمون هذا التوازي أبدًا باستثناء استخدامه للادعاء بشكل سيئ بأن الكتاب المقدس محرف. وهم يجادلون بأن الكتاب المقدس الأصلي احتوى على قصة ملفقة عن صنع يسوع لطيور طينية وتحريكها، وأن القرآن كان يصحح استبعادًا خاطئًا لهذه القصة الملفقة من الشريعة.[٢٢]
هذا خطأ لأن السيرة نفسها تخبرنا كيف أن محمد، بعيدًا عن تلقي هذه القصص من الله (عن طريق الملاك جبريل/ جبريل)، سمعه من ثلاثة مسيحيين.
فَهُمْ يَحْتَجُّونَ فِي قَوْلِهِمْ: «هُوَ اللَّهُ» بِأَنَّهُ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى، وَيُبْرِئُ الْأَسْقَامَ، وَيُخْبِرُ بِالْغُيُوبِ، وَيَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَائِرًا، وَذَلِكَ كُلُّهُ بِأَمْرِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ 19: 21. وَيَحْتَجُّونَ فِي قَوْلِهِمْ «إنَّهُ وَلَدُ (اللَّهِ) [3] » بِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: لَمْ يَكُنْ لَهُ أَبٌ يُعْلَمُ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِي الْمَهْدِ، وَهَذَا لَمْ يَصْنَعْهُ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِ آدَمَ قَبْلَهُ.
وَيَحْتَجُّونَ فِي قَوْلِهِمْ: «إنَّهُ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ» بِقَوْلِ اللَّهِ: فَعَلْنَا، وَأَمَرْنَا، وَخَلَقْنَا، وَقَضَيْنَا، فَيَقُولُونَ: لَوْ كَانَ وَاحِدًا مَا قَالَ إلَّا فَعَلْتُ، وَقَضَيْتُ، وَأَمَرْتُ، وَخَلَقْتُ، وَلَكِنَّهُ هُوَ وَعِيسَى وَمَرْيَمُ. فَفِي كُلِّ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ قَدْ نَزَلَ الْقُرْآنُإن التوازي بين آيات القرآن الكريم التي تقول "يسوع يحرك طيورًا من الطين" وإنجيل الطفولة الملفق قوي، مما يشير إلى مصدر دنيوي لوحي القرآن هنا. فيما يتعلق بمصداقية هذه الوثائق نفسها، هناك عدة أسباب لعدم تضمين هذه الأناجيل الملفقة في الشريعة؛ الإنجيل الأول للطفولة عمل متأخر نسبيًا بينما الإنجيل الثاني للطفولة (في الواقع جزء من إنجيل توما) هو تزييف مشهور. يحتوي كل من هذين الأبوكريفا على آيات تتعارض مع الأناجيل الكنسية وتاريخها المتأخر يكشف عن نفسه في الأسلوب والمضمون.
وفقا للسيرة، فإن المصادر المزعومة للقصة هم ثلاثة مسيحيين تحدثوا إلى محمد. كان هؤلاء المسيحيون إما زنادقة أو لم يكونوا متأكدين من العقيدة حيث تكررت أخطاؤهم في القرآن. تشمل هذه الخلافات يسوع وهو يحرك طيورًا من الطين، والطفل الناطق يسوع، والثالوث الذي يضم الله ويسوع ومريم (الأب والابن والأم).
مريم وزكريا
الرواية القرآنية
الكتاب المقدس، على عكس القرآن، لا يذكر ولادة مريم وتربيتها وعلاقتها بزكريا. وهذا ما وجده الإنسان في القرآن:
النقاط البارزة هي:
· الطفلة مريم أعطتها أمها ليرعاها زكريا، ووضعت في ملجأ (ربما تكريسًا لله).
· اندهش زكريا أنها لا تحتاج إلى مساعدة بشرية في إطعام نفسها. فسرت بعض الأحداث الخارقة للطبيعة قوتها اليومي.
· زكريا يكلم الله الذي أخبره عن يوحنا. زكريا مشكوك فيه بسبب الحالة الجسدية له ولزوجته.
· تم تحديد زوج مريم عن طريق القرعة.
الروايات الملفقة
تتوازى الآيات القرآنية مع إنجيل يعقوب الأولي وإنجيل ولادة مريم. ربما كتبت كلا القصتين الملفقتين في منتصف القرن الثاني[٢٣].
من المصادر الملفقة الأخرى التي تتضمّن القصة نفسها:
1 - التاريخ القبطي للعذراء الذي قد يكون إنجيل ولادة مريم[٢٤].
2 - الكتاب العربي الملفق، تاريخ أبينا القدوس، النجار (يوسف)، يقدم أيضًا سرداً لتربية مريم في الهيكل واختيار يوسف بالقرعة[٢٥][٢٦]. يعود تاريخ هذا الأبوكريفا، المعروف أيضًا باسم تاريخ يوسف النجار، إلى القرن الرابع أو الخامس.[٢٧]
3 - إنجيل طفولة يسوع ومريم[٢٨].
يُعرف هذا الأبوكريفا أيضًا باسم متى المنحول أو "الكتاب عن أصل مريم المباركة وطفولة المخلص". التأريخ غير مؤكد. يؤرخه معظم العلماء إلى القرن الرابع أو الخامس، على الرغم من أن البعض يؤرخ لاحقًا إلى القرن الثامن أو القرن التاسع. ومع ذلك، ربما تم تضمينه في قائمة الأعمال الملفقة في القرن الخامس "Decretum Gelasianum De Libris Recipiendis Et Non Recipiendis" أي "كتاب ميلاد المنقذ ومريم أو القابلة".[٢٩]
يقال إن المرسوم صدر عن البابا جيلاسيوس الأول (492-496 م) في عام 494 م، على الرغم من أن بعض العلماء يدعون أنه نُسب خطأً إلى جيلاسيوس الأول ويعتقدون أنه كتب في القرن السادس.[٣٠]
مقتطفات من إنجيل يعقوب الأولي
الثانية من عمرها، قال يواقيم لحنة، زوجته: ” لنقُدْها إلى هيكل الله، ولنتمَّم النذر الذي نذرناه، لئلا يغضب الله ولا يقبل تقدماتنا “. فقالت حنة: ” لننتظر العام الثالث، خوفاً من أن تعاود إلى أبيها وأمها “. فقال يواقيم: ” لننتظر “. وبلغت الطفلة عامها الثالث، فقال يواقيم: ” نادوا عذارى العبرانيين اللواتي بلا عيب، وليحملن مصابيح ويُشعلْنها، وعلى الطفلة ألا تلتفت إلى الوراء وألا يبتعد ذهنها عن بيت الله “. وصنعت العذارى كما أمر به، ودخلن الهيكل. واستقبل الكاهن الطفلة وقبَّلها وقال: ” يا مريم، أن الرب
عظّم اسمك في جميع الأجيال، وفي آخر الأيام، سيُظهر الله فيك خلاص أبناء إسرائيلشاكرَين الله ومسبَّحينن لأن الطفلة لم تلتفت إليهما. وكانت مريم في هيكل الربّ
مثل اليمامة وكانت تتلقّى طعامها من يد الملائكة.شاكرَين الله ومسبَّحينن لأن الطفلة لم تلتفت إليهما. وكانت مريم في هيكل الربّ مثل اليمامة وكانت تتلقّى طعامها من يد الملائكة.
وعندما بلغت الثانية عشرة من عمرها، اجتمع الكهنة في هيكل الربّ وقالوا: ” هوذا مريم قد بلغت عمر
الأثنى عشر عاما في الهيكل؛ فماذا سنفعل في شأنها، لئلا تمس قداسة هيكل الربّ إلهنا دنس ما؟ “. وقال الكهنة لرئيس الكهنة: ” أذْهَبْ وقف أمام هيكل الربّ وصلَّ من أجلها، وما يُظهرُه الله لك، نمتثل له “. فدخل رئيس الكهنة إلى قدس الأقداس، وقد لبس رداءه الكهنوتي المزيَّن باثنى عشر جُرساً، وصلى من أجل مريم. وإّذا بملاك الربّ يظهر له قائلاً: ” يا زكريا، يا زكريا، أُخْرُجْ واستدع مَنْ هم أرامل وسط الشعب، وليأت كلّ واحد بعصى، ومَنْ يختاره الله بعلامة يكون الزوج الُمعطى لمريم ليحفظها “.وخرج المنادون في كل بلاد اليهودية، وبوق
بوق الربّ وهرع الجميع.وقد تخلَّى عن فأسه، وإذ اجتمعوا، مضَوا نحو رئيس الكهنة، ومعهم عصيهم. فأخذ الكاهن عصا كلّ واحد، ودخل الهيكل وصلى وخرج بعد ذلك وأعاد إلى كلّ واحد عصاه التي جاء بها، فلم تظهر أي علامة؛ لكنه عندما أعاد إلى يوسف عصاه، خرجت منها حمامة، حطّت على رأس يوسف. فقال رئيس الكهنة ليوسف: ” لقد اختيارك الله لتقبُّل
عذراء الربّ هذه وتحفظها قربك “.قصة تربية مريم في الهيكل تحت إشراف رئيس الكهنة زكريا، واختيار يوسف زوجًا لمريم بسحب القرعة، لا يُروى في الكتاب المقدس بل في أبوكريفا مختلفة. إن موازاة القرآن مع هذه القصة تثير الشكوك حول مصدرها. من الواضح أن هذه الأبوكريفا هي كتابات مسيحية لاحقة تسبق الإسلام، ويعود أقدمها، وهو إنجيل يعقوب التمهيدي، إلى حوالي 130 م. على أسس الأسلوبية واللاهوتية، منذ فترة طويلة يعتبر إنجيل يعقوب التمهيدي من الأبوكريفا. وبالتالي، لا ينبغي أن تؤخذ تفاصيل القصة القرآنية على أنها تفاصيل تاريخية، بل على أنها أسطورة مسيحية دخلت القرآن، بحكم انتشارها الواسع، وكأنها نصوص مسيحية مقدسة فعلية.
يسوع ومريم وشجرة النخيل
الرواية القرآنية
لا يحتوي قانون الكتاب المقدس على رواية مريم ويسوع والنخلة، بل إنها مدرجة في الأبوكريفا. ومع ذلك، فإن القرآن يحتوي على هذه القصة.
إنجيل متى المنحول
الآية القرآنية 19: 22-26 هي مقارنة واضحة للرواية الموجودة في إنجيل متى المنحول. في هذه الرواية، وُلد يسوع بالفعل، لكنه كان لا يزال طفلاً أثناء الرحلة إلى مصر. الأسرة جائعة وعطشى تستريح تحت نخلة. كما في القرآن، يصنع المسيح المعجزات في جعل النخلة تقطر الفاكهة ويظهر جدول تحتها.
من المسير، تعبت مريم في الصحراء بسبب حرارة الشمس الشديدة جداً. فقالت ليوسف، وقد رأت نخلة: ” دعني أرتاح قليلاً في ظل هذه النخلة “. فسارع يوسف إلى اقتيادها إلى جوار النخلة، وأنزلها عن دابَّتها، وألقت مريم نظرها على رأس النخلة، وقد جلست وإذ رأته ممتلئاً ثمراً، قالت ليوسف: ” أريد، إن كان ذلك ممكناً، في الحصول على بعض ثمار تلك النخلة “. فقال لها يوسف: ” استغرب كيف يمكنك الكلام هكذا، فأنت ترين كم سعف هذه النخلة عالياً. أما أنا، فقلق جداً بسبب الماء، لأن جلودنا جفت الآن وليس لدينا شيء لنسرب منه نحن وأبقارنا “. عندها قال الطفل يسوع الذي كان في ذراعَي العذراء مريم، أُمه، للنخلة: ” أيتها النخلة، إحني أغصانك، وأطعمي أُمي من ثمارك “. فأحنت النخلة على الفور، لصوته، رأسها حتى قدمَي مريم، وجمعوا منها الثمار التي كانت تحملها، وأكلوا منها كلّهم. وظلّت النخلة منحنيةً، منتظرةً أمر الذي لصوته انخفضت، لتنهض. عندها قال لها يسوع: ” أنهضي، أيتها النخلة، وكوني رفيقة أشجاري التي في فردوس أبي. وليتفجَّرْ من جذورك نبع مخبؤ في الأرض وليزودَّنا بالماء الضروري لإرواء عطشنا “. وعلى الفور نهضت الشجرة، وبدأت تتفجَّر من بين جذورها ينابيع ماء صاف جداً ومنعش جداً وذي لطافة شديدة. وكلّهم، إذ رأَوا تلك الينابيع، امتلأوا فرحاً، وارتووَا مسبَّحين
الله، وأسكنت الحيوانات أيضاً عطشها.مشاكل التأريخ
إن تأريخ هذا الأبوكريفا اللاتيني غير مؤكد، حيث يرجع تاريخ أقدم مخطوطة إلى حوالي 820 م. في عام 2011، حدد مايكل برتولد أن أحد مصادره هو قصة حياة القديسة أغنيس المنحولة، والتي استخدمها عمل آخر في حوالى العام 690 م، لذا فإن هذا المصدر أقدم من ذلك. ويُعتقد أن القديسة أغنيس قد عاشت بعض الوقت من القرن الخامس إلى السابع. تشير الحجج الأخرى الأكثر تأملًا إلى تاريخ أقرب لمنتصف القرن السادس لمتى الزائف. بالنظر إلى كل هذه الأفكار من علماء آخرين، يعطيها براندون هوك نطاقًا زمنيًا من 550 إلى 800 م.[٣٢]
لحسن الحظ، حدد ستيفن شوميكر مقدمة لقصة شجرة نخيل مريم في مجموعة من نصوص أوائل القرن الخامس الميلادي (على أقصى تقدير) تُعرف باسم رقاد العذراء، والتي لدينا لها فيما بعد أجزاء المخطوطة السريانية في القرن الخامس باعتبارها أقدم نصوص الشاهدة على القصة[٣٣]. في هذا الإصدار، يأمر الطفل يسوع شجرة النخيل أن تنحني وتقدم الفاكهة، كما هو الحال في إنجيل متى المنحول، لكنها موجودة بالفعل بواسطة مجرى بدلاً من كونها معجزة ثانية كما في إنجيل متى المنحول والقرآن[٣٤]. ومع ذلك، فإن هذا دليل كاف على أن القصة كانت تتطور في المنطقة قبل القرن السابع الميلادي.
ليتو في الأساطير الإغريقية
يتبع سليمان مراد تطور هذه القصة في القرآن وإنجيل متى المنحول من خلال الأدب اليوناني واللاتيني. هو يكتب:
يشير التشابه بين القرآن وإنجيل متى المنحول إلى مصدر غير إلهي للقرآن. من الواضح أن هذه القصة، التي كان المسيح في خلالها لا يزال في رحم مريم أثناء هروبها إلى مصر، تتعارض مع الأناجيل الكنسية التي تشير إلى أن يسوع ولد في بيت لحم (متى 2: 1،5-6،8،16 ؛ لوقا 2: 4 ، 15 ؛ يوحنا 7:42) وحدثت الرحلة إلى مصر فقط بعد ولادته في بيت لحم.
يؤمن المسيحيون أن يسوع قد تم التنبؤ عن ولادته في بيت لحم. يشير وجود هذه الرواية في القرآن إلى أن المؤلف (والجمهور) كانوا على دراية عميقة بالتقليد الملفق للأدب المريمي، والذي يستبعد إلى حد ما مكة الوثنية كبيئة لهذه الآيات.
إبليس ورفضه لأن يسجد
الرواية القرآنية
يبدو أن القصة القرآنية عن طرد الشيطان من السماء لتحديه أمر الله بالسجود لآدم لها سوابق في حكايات اليهود قبل الإسلام. الكتاب المقدس لا يحتوي على هذه الحكاية.
تتكرر هذه القصة عدة مرات في القرآن. على سبيل المثال:
الرواية الملفقة
على ما يبدو، تم العثور على قصة رفض الشيطان للسجود (العبادة) آدم في الكتاب المنحول "حياة آدم وحواء"، وهو عمل هلنستي يهودي من القرن الأول إلى الرابع. تؤرخه بعض المراجع إلى القرن الأول الميلادي بناءً على غياب المفهوم المسيحي للخطيئة الأصلية وتأثير القصة على الإبيونيين[٣٦].
ظهرت نسخة أخرى من الكتاب باللغة السريانية تحت اسم "مغارة الكنوز" في القرن السادس. كانت هناك أيضًا نسخ أخرى سابقة باللغات العربية والإثيوبية والأرمنية، مما يشير إلى الانتشار المبكر للقصة المتعلقة بعبادة الملائكة لآدم.[٣٧]
“The devil replied, ‘Adam, what dost thou tell me? It is for thy sake that I have been hurled from that place. When thou wast formed, I was hurled out of the presence of God and banished from the company of angels. When God blew into thee the breath of life and thy face and likeness was made in the image of God, Michael also brought thee and made (us) worship thee in the sight of God; and God the Lord spake: “Here is Adam. I have made him in our image and likeness.” “‘And Michael went out and called all the angels saying: “Worship the image of God as the Lord hath commanded.” “‘And Michael himself worshipped first; then he called me and said: “Worship the image of God the Lord.” And I answered, “I have no (need) to worship Adam.” And since Michael kept urging me to worship, I said to him, “Why dost thou urge me? I will not worship an inferior and younger being (than I). I am his senior in the Creation, before he was made was I already made. It is his duty to worship me.” “‘When the angels, who were under me, heard this, they refused to worship him. And Michael saith, “Worship the image of God, but if thou wilt not worship him, the Lord God will be wroth with thee.” And I said, “If He be wroth with me, I will set my seat above the stars of heaven and will be like the Highest.” “‘And God the Lord was wroth with me and banished me and my angels from our glory; and on thy account were we expelled from our abodes into this world and hurled n the earth. And straightway we were overcome with grief, since we had been spoiled of so great glory. And we were grieved when we saw thee in such joy and luxury. And with guile I cheated thy wife and caused thee to be expelled through her (doing) from thy joy and luxury, as I have been driven out of my glory.’
“When Adam heard the devil say this, he cried out and wept and spake: ‘O Lord my God, my life is in thy hands. Banish this Adversary far from me, who seeketh to destroy my soul, and give me his glory which he himself hath lost.’ And at that moment, the devil vanished before him. But Adam endured in his penance, standing for forty days (on end) in the water of Jordan.”تم العثور على القصة أيضًا في التلمود، وبالتحديد سفر التكوين رابا (أو بريشيث رابا - جمعت في القرن الرابع أو الخامس الميلادي، والبعض يقول القرن السادس الميلادي) و بيركي دي ربي اليعازر. كهف الكنوز، وهو عمل مجهول يعود تاريخه إلى القرن الساد ، يضع لمسة مسيحية على الحكاية:
يبدو أن القصة القرآنية للشيطان الذي رفض العبادة أو السجود قبل آدم لها سوابق مميزة في المصادر اليهودية والمسيحية قبل الإسلام. يبدو أنه تم استعارة أسطورة ما بعد الكتاب المقدس بالجملة في المخطوطات الإسلامية المقدسة، من دون فهم واضح لأصلها.
ملكة سبأ
الرواية القرآنية
قصة ملكة سبأ هي قصة قديمة، تعود إلى العهد القديم. يشير جوزيفوس أيضًا إلى ملكة سبأ، وكذلك القرآن، الذي يزين بشكل مثير رواية العهد القديم بحلقات الهدهد وكشف ملكة سبأ لساقيها.
ترغوم شني
هذه القصة توازي ما هو موجود في Targum الثاني لإستر، أو ترغوم شني Targum Sheni، ويتم أخذها كدليل على مصدر القرآن غير الإلهي:
اعتراضات المسلمين
توجد حجة مضادة للفكرة (التي أثارتها المصادر المشار إليها أعلاه) أن محمدًا اشتق القصة من مصادر يهودية، أنتجها الدكتور سيف الله وفريق التوعية الإسلامية.
يكمن جوهر الجدل في تأريخ ترغوم شني. من الشائع أن هذا الترغوم يعود إلى فترة ما بين القرن السابع والقرن التاسع، مما يجعل الأوان قد فات في ما يتعلق بالتوازي مع القرآن.
بحسب سيف الله، مقتبساً الموسوعة اليهودية:
يضيف سيف الله في التقرير، نقلاً عن Encyclopaedia Judaica:
تحليل اعتراضات المسلمين
إنّ تاريخي النشر النهائي والكتابة الأساسية مختلفان بحسب ما يشير إليه فريق Answering-Islam.
في مكان آخر في مقدمته، يذكر البروفيسور غروسفيلد فيما يتعلق بأصل الترغوم أنه: يجب أن يكون قد بدأ قبل العصر المسيحي.
حول نفس الموضوع، تنص الموسوعة اليهودية، طبعة 1925 من قبل شركة Funk & Wagnalls، المجلد 12، ص 63:
لذا فإن الترغوم، التي تم الاستشهاد به في تلمود القدس، يجب أن يكون له وجود على الأقل قبل الوقت الذي تم فيه الانتهاء من التلمود في القدس.
وحول موضوع تواريخ تلمود القدس، تنص الموسوعة اليهودية لعام 1996، المجلد 15، ص 772، على ما يلي:
هذا يدعم مرة أخرى الادعاء بأن الترغوم كان موجوداً في عصور ما قبل الإسلام وعلى الأقل في وقت مبكر بما يكفي لأن أسطورة ملكة سبأ قد سافرت إلى أي مكان انتشر فيه المجتمع اليهودي في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية ".
هناك أيضًا أدلة على أن قصة ساقي ملكة سبأ المشعرة كانت حكاية عربية قديمة:
لا يمكن للمرء أن يكون دوغماتيًا للغاية بشأن هذا التوازي، حيث أن تأريخ ترغوم شني ليس بلا شك. ومع ذلك، فمن المحتمل أن قصة ملكة سبأ تعود إلى ما قبل القرآن كما ورد في التلمود في القدس. من الواضح أيضًا أن تواريخ ما بعد القرآن التي تُنسب غالبًا إلى ترغوم شني هي تاريخ التنقيح النهائي وليس تاريخ أساطير ملكة سبأ.
إبراهيم والأصنام
يبيّن التوازي في ما بين القرآن والمدراش في مل يلي:
الرواية القرآنية
رواية المدراش
التدقيق في كلتا الروايتين
الادعاء هو أن هذا التوازي نشأ من المدراش كاختراع حاخام:
من وجهة نظر المسلم المؤمن، يبدو من المثير للصدمة أن أسطورة يهودية عن إبراهيم، خلقت بعد آلاف السنين من الحدث الذي تزعم أنها تتحدث عنه، شقت طريقها إلى القرآن الذي لا يخطئ. بالنسبة للباحث العلماني الذي يدرس القرآن كوثيقة تاريخية لزمانه ومكانه أي في الشرق الأدنى القديم، فإن هذا ليس مفاجئًا على الإطلاق نظرًا لتنوع الأدب الديني الذي تمت قراءته وانتشاره في الشرق الأدنى القديم. هذه القصة هي رسم إيضاحي معروف اخترعه الحاخام هيا في القرن الثاني الميلادي. تم تسجيله في سفر التكوين المدراش رباح وتتفق جميع السلطات على أنه لم يكن من المفترض أبدًا اعتباره تاريخيًا، حتى من قبل الجمهور الذي تم تأليفه من أجله.
تبدأ الرواية القرآنية لإبراهيم والأصنام في القرآن سورة الأَنۡعَامِ:74 حيث نُقل عن إبراهيم قوله أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا ءَالِهَةً ۖ " ثم يتم توسيع هذا الموضوع في الآيات القرآنية سورة الأَنبِيَاءِ 51 إلى 71. إنه بالضبط نفس موضوع أسطورة المدراش حيث يتعامل إبراهيم مع أصنام والده.
الموضوعات المشتركة مع رواية المدراش
يرد هنا الحساب المدراشي ويمكن العثور على النقطة المتوازية القرآنية في الآيات بين قوسين:
· اتّهام أبا إبراهيم بأنه وثنياً "إن تارح كان يصنع الأصنام" (52)
· "فخرج مرة إلى محل ما وأناب عنه إبراهيم في بيعها" (57)
· إبراهيم يكسر الأصنام كلّها ما عدا أكبرها: " فقام وأخذ عصا في يده وكسرها كلها جذاذاً ووضع العصا في يد كبيرهم" (58)
· " فلما أتى أبوه قال له: من فعل بهم كذلك؟" (59) (في الرواية القرآنية، يقول له أبوه والشعب ذلك)
· ادّعى ابراهيم: " فقام كبيرهم وأخذ العصا وكسرهم." (63)
· " فألقى والده القبض عليه وسلَّمه إلى نمرود" (64) (لا يذكر القرآن اسم من كان ليعاقب إبراهيم)
· " ونزل إبراهيم في أتون النار ونجا" (69)
جميع النقاط المذكورة أعلاه فريدة من نوعها لكل من الروايات القرآنية والمدراشية الأسطورية. وهي لا تظهر في الاسفار المقدسة لليهود والمسيحيين[٤٢].
اعتراضات المسلمين
سعى الدكتور سيف الله وفريق التوعية الإسلامية إلى الاستخفاف بالأدلة المذكورة أعلاه، وقد تمت معالجة هذه الاعتراضات من قبل فريق freethoughtmecca.[٤٣][٤٤]
الاعتراض الأول: قد تكون الإضافات والتعديلات قد أجريت على نص بريشيت رباح بعد تنقيحه في القرن السادس الميلادي.
لا يعني التنقيح تاريخ منشأ النص. قصة إبراهيم والأصنام ليست في بريشيت بل في نوح. هذه القصة ليست في قائمة النصوص المضافة أو المحررة.
الاعتراض الثاني: مخطوطات بريشيت رباح الموجودة بعد تاريخ أصل القرآن.
الأدلة التاريخية من مصادر مختلفة تشير إلى تاريخ ما قبل الإسلام لبيرشيت رباح. على سبيل المثال، يذكر القديس جيروم التفسير اليهودي لتكوين 11:28 في ما يتعلق برفض إبراهيم عبادة النار واستهلاكه بالنار. كما يذكر سفر اليوبيلات كراهية إبراهيم لعبادة الأوثان، ويذكر التلمود البابلي أن نمرود ألقى إبراهيم في النار.
الاعتراض الثالث: النص غير مستقر بسبب مرونة النسخ وبالتالي لا يمكن التأكد من أن النصوص المقارنة متشابهة.
لم يتم التأكيد على أن القرآن منسوخ من بريشيت رباح، بل أنه سمع هذه القصة اليهودية المسيحية من آخرين، ربما من اليهود والمسيحيين. يعتبر بريشيت رباح مجرد دليل لتاريخ هذه القصة اليهودية المسيحية الخاصة. هناك مصادر يهودية-مسيحية أخرى كما هو مذكور أعلاه، لذلك قد يكون نصاً مختلفاً هو مصدر القصة الموازية أم لا يكون.
الاعتراض الرابع: المصادر اليهودية المسيحية للقصة مختلفة، وبالتالي لا يمكن التأكد من القصة الأصلية الموازية.
مرة أخرى ، التهمة ليست أن محمدًا أشار إلى أي نص معين ، على الرغم من أن نسخة بريشيت رباح هي الأقرب إلى النسخة القرآنية.
من الواضح أن قصة ازدراء إبراهيم لعبادة الأوثان، وتدمير الأصنام، وإلقائه في النار كلّها موجودة قبل الإسلام في مصادر يهودية-مسيحية مختلفة. وليس من الضروري أن نستنتج أن القرآن قد نسخ من هذه النصوص، بل أنه مستمد من مصادر لها نفس الروايات. المصادر اليهودية المسيحية المذكورة هي مجرد دليل على الأصول القديمة لهذه القصة.
يضطر المرء إلى التساؤل كيف تمكنت قصة اخترعها الحاخام هيا في القرن الثاني الميلادي من شق طريقها إلى مصدر يُزعم أنه من أصل إلهي. بدلاً من الوحي الإلهي، تشير هذه المتوازيات إلى الأصل البشري للقرآن.
ثروة قارون
الآية القرآنية
يخبر التوراة والمشناه قصة قارون وتمرّده في وجه موسى. تُعاد هذه القصة كذلك في القرآن.
إن التوازي بين القرآن والجمرة لم يفلت من ملاحظة هذا الموقع على سبيل المثال:
فعامر ربيع ليفي: "ماسوي شلش ميوت باردو لفانوت هايو مافتشوت شيل بيت جنازيف شيل قوراش، فخلهو أقليدي ف'قيلفي دغيلدا". وقال الحاخام ليفي: "كانت مفاتيح بيت كنز قارون حمولة 300 بغل أبيض والمفاتيح والأقفال من الجلد".
من الواضح أن الأدب الإسلامي، سواء كان القرآن أو من التقاليد والشروح الخارجة عن القانون، يظهر قدرًا كبيرًا من التأثر اليهودي والمسيحي ".
الآية التلمودية
لاحظ العلماء اليهود أن قصة ثروة قارون لا تُروى في التوراة أو المشناه ولكن من قبل الحكماء. يقول البروفيسور أفيغدور شينان إن الحكماء يقدمون كوراتش، من بين أشياء أخرى، على أنه رجل ثري للغاية، وتستخدم عبارة "غني مثل كوراتش" حتى يومنا هذا.
وأشار البروفيسور شينان أيضًا إلى أن الحكماء اليهود لديهم نظريتان حول كيفية حصول قارون على ثروته.
ثروة يوسف العظيمة، منذ أن جمع "كل الفضة التي في أرض مصر وأرض كنعان" (بريشيت 47:14) "
"في الرأي الآخر، وصلت ثروة فرعون إلى كوراتش منذ أن كان وزيراً لمالية فرعون، وكان في يديه مفاتيح كنوزه" (باميدبار ربا 18:15).إليكم استنتاج البروفيسور شينان عن قصة قارون الغنية:
وهكذا، يمكن ملاحظة أنه لا يوجد أي أساس في الكتاب المقدس أو لا يوجد أي أساس على الإطلاق لكون قارون رجلاً ثريًا، خاصة أنه هرب مع موسى أثناء الخروج. من غير المحتمل، على الرغم من التقليد اليهودي، أن العبرانيين كانوا سيهربون على عجل من فرعون منتقم وجيشه يحملون حمولة من الكنوز.
إذن من أين أتى محمد بفكرته عن كون قارون ثريًا جدًا لدرجة أن مفاتيح بيت كنزه كانت ثقيلة جدًا لدرجة أنها تطلبت قوة مجموعة من الرجال الأقوياء؟
على ما يبدو، الحاخام ليفي وهو هاجادي عاش في فلسطين من القرن الثالث، والذي اختلق أيضًا قصة مفاتيح قارون، لم يكن في الواقع سوى الله في جسد حيّ.
المراجع
- ↑ Ignorance and illiteracy - A Struggle that Led to Conversion
- ↑ Siratu' Rasul, vol. i, p. 79.
- ↑ https://web.archive.org/web/20030517085412/http://answering-islam.org.uk/Books/Tisdall/Sources/chapt6.htm
- ↑ islam.org.uk/Books/Tisdall/Sources/chapt6.htm ↑ Abul Kasem - Who Authored the Qur’an?—an Enquiry mukto-mona
- ↑ Hughes' Dictionary of Islam, p. 30, quoting Tafsir-i-Husaini, Sale p. 223 and Muir's Life of Mahomet, p. 72
- ↑ The Holy Qur`ân, Ali, p.7, note
- ↑ Muhammad the borrower – Debate 2 with Saifullah
- ↑ Summary by Sharon Morad, Leeds - The Origins of The Koran: Classic Essays on Islam's Holy Book, edited by Ibn Warraq (Prometheus Books: Amherst, New York. 1998)
- ↑ Al-Jallad. 2020. The Linguistic Landscape of pre-Islamic Arabia pages 117-124
- ↑ Muhammad the borrower – Debate 2 with Saifullah
- ↑ Sirat Rasoul Allah - Introduction - faithfreedom.org
- ↑ http://facweb.furman.edu/~ateipen/almusharaka/IbnIshaq-Excerpt2.htm
- ↑ katabā Lane's Lexicon book 1 page 2590
- ↑ CAIN AND ABEL - Answering Islam
- ↑ M S M Saifullah, Mansur Ahmed & Elias Karim - On The Sources Of The Story Of Cain & Abel In The Qur'an - Islamic Awareness
- ↑ Andrew Vargo - Responses to Islamic Awareness - Answering Islam
- ↑ Andrew Vargo - Responses to Islamic Awareness - Answering Islam
- ↑ Culbertson, Philip - Midrash Tanhuma
- ↑ Mustafa Ahmed & M S M Saifullah - Mary(P) & Tri-unity Islamic Awareness
- ↑ The Canon of Scripture blueletterbible.org
- ↑ The Canon of Scripture blueletterbible.org
- ↑ M S M Saifullah & Hesham Azmy - Is The Bible In Our Hands The Same As During The Time Of Muhammad(P)? Islamic Awareness
- ↑ The Canon of Scripture blueletterbible.org
- ↑ John Gilchrist - The Quran: The Scripture of Islam Chapter 4: The Origins and Sources of the Quranic truthnet.org
- ↑ W. St. Clair-Tisdall - Sources of the Quran: Heretical Christian Sects Chapter 4 truthnet
- ↑ the history of joseph the carpenter interfaith.org
- ↑ http://www.catholicculture.org/docs/doc_view.cfm?recnum=4464
- ↑ Swami Nirmalananda Giri – The Unknown Lives of Jesus and Mary atmajyoti.org
- ↑ THE 'DECRETUM GELASIANUM DE LIBRIS RECIPIENDIS ET NON RECIPIENDIS' tertullian.org
- ↑ Catholic Encyclopedia – Collections of Ancient Canons newadvent.org
- ↑ Translated by M.R. James - 1924 The Protevangelium of James mb-soft.com
- ↑ Brandon Hawk, 2020 The Gospel of Pseudo-Matthew and the Nativity of Mary Cambridge, UK: James Clark & Co, pp.25-26
- ↑ Ibid. p. 16
- ↑ Stephen Shoemaker, Christmas in the Qur’an: the Qur’anic Account of Jesus’ Nativity and Palestinian Local Tradition Jerusalem Studies in Arabic and Islam 28, 11-39 (2003)
- ↑ Suleiman Mourad, “Mary in the Qur'an″, in The Qur’ān in Its Historical Context, Ed. Gabriel Said Reynolds, p.169, New York: Routledge, 2007
- ↑ Encyclopædia Britannica - biblical literature britannica.com
- ↑ Samuel M. Zwemer - Studies in Popular Islam: The Worship of Adam by Angels answering-islam.org
- ↑ Sam Shamoun - Response to Zakir Naik's Claims for the Quran 2 answering-islam.org
- ↑ Jameel - Is The Qur'an's Story Of Solomon & Sheba From The Jewish Targum? answering-islam.org
- ↑ Jameel - King Solomon & the Queen of Sheba: A comparison between Targum and Qur'an answering-islam.org
- ↑ Sam Shamoun - Response to Zakir Naik's Claims for the Quran 2 answering-islam.org
- ↑ Abraham and the Idols answering-islam.org.
- ↑ M S M Saifullah - The Story Of Abraham And Idols In The Qur'an And Midrash Genesis Rabbah islamic-awareness.org
- ↑ sayfallaah freethoughtmecca
- ↑ The Jewish Agency for Israel - Nehar Deah: The Sages’ Korach jafi.org