إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم

مركزية الأرض والقرآن

من ویکی اسلام
مراجعة ١٩:٣٩، ٨ مارس ٢٠٢٣ بواسطة Vixen (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'يصف القرآن في عدد من الآيات حركة الشمس والقمر، مشيراً بضع مرات إلى أنّهما يتحرّكان في مدار أو...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يصف القرآن في عدد من الآيات حركة الشمس والقمر، مشيراً بضع مرات إلى أنّهما يتحرّكان في مدار أو في فلكٍ، إلّا أنّه لا يشير ولا حتى مرّة واحدة إلى أنّ الأرض تتحرّك أيضاً. كانت وجهة نظر المركزية الأرضية مفهوم شائع للكون قبل القرن السادس عشر حين ساعد كوبرنيكوس على شرح ونشر فكرة كونٍ فيه مركزية الشمس. ففي القرآن، يُذكر مدار الشمس بشكل شبه دائم في سياق الحديث عن الليل والنهار (والقرآن ‏سورة الرَّعۡدِ:12 هو الاستثناء الوحيد من ذلك) مرافقاً ذكر مدار القمر الذي يدور فعلياً حول الأرض كلّ شهر، والذي يبدو للعين المجرّدة أنّه يعبر السماء كلّ ليلة حين يكون مرئياً. يفترض القرآن أن حركة الشمس مألوفة لمن يراها ويجب فهمها كعلامة. وفي آيات أخرى يقال إن القمر يتبع الشمس، والذي لا يُسمح له بالوصول إليها، على الرغم من أنهما سيتم جمعهما في اليوم الأخير.


الخلفية

في علم الفلك الإسلامي

يقول القرآن أن كلا الشمس والقمر يسبحان أو يطفوان في مسار دائري أو كرة سماوية أو على الأرجح نصف كرة أو فلك. ويبدو أنّ الله يأتي بالشمس من الشرق، وتعبر تلك فوق الأرض لتذهب بعد المغيب إلى مكان راحتها. يجري ذلك كلّه حول أرض مسطّحة التي لها سبع سماوات مبنية فوقها بدون أوتاد مرئية.

الخلفية التاريخية

المركزية الأرضية هي فكرة أنّ الأرض هي المركز (الثابت) لكوننا، وبذلك فإنّ جميع الأجرام السماوية تدور حولها. ظنّ الإغريق القدماء والأوروبيون في العصور الوسطى إنّ الأجرام السماوية (الشمس والقمر والكواكب الخمسة المعروفة آنذاك) كلّها تحرّكت في مجالات سماوية حول أرض كروية. كانت هذه نظرية بطليموس (سنة 170 م) التي تبعها علماء الفلك المسلمون في القرن التاسع ميلادي، بالرغم من أنّ النصوص الإسلامية التي تشكك في أفكاره بدأت تظهر بشكل منتظم في خلال القرن العاشر.[١] وبغضّ النظر عن بعض الاستثناءات الملحوظة كأرسطرخس الساموسي، تم الدفاع عن مركزية الشمس فقط من قبل شخصيات قليلة ذوات أتباع قليلين ورُفضت على نطاق واسع قبل عمل كوبرنيكوس.

تختلف مركزية الأرض عن فكرة أن الأرض مسطحة. ومع ذلك، ففي حين أن أولئك الذين يؤمنون بمركزية الأرض لا يؤمنون دائمًا بأن الأرض مسطحة، إلّا أنّ أولئك الذين يبقون على أنّ الأرض مسطحة يؤمنون دائمًا تقريبًا بمركزية الأرض.

التأثيرات التاريخية على علم الفلك الإسلامي

تظهر مركزية الأرض وعلم الكون بشكل عام في القرآن تأثراً ضئيلًا أو معدومًا من المفاهيم البطلمية للأجسام السماوية، كل منها يحتوي على جرم سماوي، وفقًا للنموذج الذي جاء منه تفسير القرآن وكلمة فلك[٢]. وفي بحث عن علم الكونيات القرآني، يلاحظ داميان جانوس إنّ "علم الكونيات القرآني ينبع من خلفية دينية أخرى ولا يتضمّن أي علامات واضحة من التوليف أو الاستيعاب مع الاتجاهات الكونية الراجعة لعلم الفلك البطلمي"[٣]، ويلاحظ كذلك إنّ النموذجين غير متوافقين، لا سيما أن الأجرام السماوية تتحرك في الجزء السفلي من السماوات السبع في النموذج القرآني[٤]. بدلاً من ذلك، يعكس القرآن بشكل أكبر أسلافه من الكتاب المقدس ويلاد ما بين النهرين. ومع ذلك، في البحث نفسه، وضع يانوس النظرية القائلة بأن الفلك القرآني قد يحتوي على التأثير اليوناني بالنظر إلى عدد المرات التي فسره فيها العلماء المسلمين من حيث دائريته أو كرويته. وهو يقترح أيضًا فرضية محتملة مفادها أن الفلك والسماوات السبع "يمكن تفسيرها على أنه ليس لها شكل كروي كامل، بل لها شكل نصف كروي أو شكل قبة" ، وأن الشمس ستعود إلى أصلها في الشرق "عبر ممر تحت الأرض" ما "يجد بعض السند في التقارير العربية التقليدية" [...] "ويبدو أنه يحتوي على أصول من بلاد ما بين النهرين".[٥]

مركزية الأرض في القرآن

يقدم القرآن في عدة أماكن وسياقات أوصاف الأجرام السماوية أو يلمح إليها، وهي تعبّر صراحة أو ضمناً عن نموذج مركزية الأرض في الكون.

القرآن 36: 37-40 – مسار الشمس اليومي ومستقرّها

الآيات القرآنية ‏سورة يسٓ 37 إلى 40 هي آية عن الليل والنهار ودورتي الشمس والقمر في هذا السياق.

وَءَايَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَٱلشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلْعُرْجُونِ ٱلْقَدِيمِ لَا ٱلشَّمْسُ يَنۢبَغِى لَهَآ أَن تُدْرِكَ ٱلْقَمَرَ وَلَا ٱلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ

وفوراً بعد وصفه التغير من النهار إلى الليل، يقول إنّ الشمس تذهب إلى مكان راحة (تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا). يوجد أيضاً حديث صحيح يستخدم الكلمة نفسها كما في القرآن ‏سورة يسٓ:38 للإشارة إلى "مستقر" على انه جزء من دورة الشمس اليومية.[٦] ومن وجهة نظر أخرى، إنّ هذه الآية تشير إلى مستقرّ الشمس الأخير في آخر يوم بدلاً من أن يكون ذلك مكاناً مؤقتاً. ويبدو أنّ هناك حديث صحيح آخر يدعم وجهة النظر هذه[٧]. ومهما كان المعنى المقصود أصلاً، فقد تم ذكر حركة الشمس مباشرة بعد وصف الليل والنهار، تمامًا كما تذكر الآية التالية القصور المختلفة المخصصة للقمر كل ليلة. المقطع كله يدور حول النهار والليل وحركة الشمس والقمر في هذا السياق.

أمّا جملة " لَا ٱلشَّمْسُ يَنۢبَغِى لَهَآ أَن تُدْرِكَ ٱلْقَمَرَ" في القرآن ‏سورة يسٓ:40، فهي وبحسب النقّاد لا تتناسب بسهولة مع وجهة نظر مركزية الشمس، إلّا أنها وجهة نظر طبيعية نوعاً ما في سياق القرن السابع، حيث كان الاعتقاد السائد أنّ الشمس والقمر دارا حول العالم نفسه، وأنهما بالفعل سيُجمعان يوماً ما (هذا مناقش في قسم آخر أدناه).

حركة الشمس تُذكر بشكلٍ شبه دائمٍ في سياقي النهار والليل

ومن الملاحظات المهمّة هي أنّ حركة الشمس تُذكر بشكلٍ شبه دائم في سياقي الليل والنهار، ما عدا في القرآن ‏سورة الرَّعۡدِ:2. فنرى "يسبحون" عن الشمس والقمر في القرآن ‏سورة الأَنبِيَاءِ:33 والقرآن ‏سورة يسٓ:40 (التي سنناقشها في القسم اللاحق)، و"يجري" عنهما أيضاً في القرآن ‏سورة لُقۡمَانَ:29، والقرآن ‏سورة فَاطِرٍ:13، والآيات القرآنية ‏سورة يسٓ 37 إلى 40، والقرآن ‏سورة الزُّمَرِ:5. وكذلك في القرآن ‏سورة إِبۡرَاهِيمَ:33.

القرآن 21: 33 و 36: 40 – الشمس والقمر والنهار والليل كلّها تسبح في فلك

وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
وَءَايَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَٱلشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلْعُرْجُونِ ٱلْقَدِيمِ لَا ٱلشَّمْسُ يَنۢبَغِى لَهَآ أَن تُدْرِكَ ٱلْقَمَرَ وَلَا ٱلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ

الجملة الأخيرة هي نفسها في الآيتين. فتذكران أن الشمس والقمر (والليل والنهار) "يطفوان" أو "يسبحان" في مدار، أو بتعبير أدق، كل منهما في فلك. وقد سُجّل في تفسيرات للطبري وابن كثير ابنُ عباس وهو يشرح إنّ الشمس والقمر يسبحان في فلك أي في "مغزل" (فِي فَلْكَة كَفَلْكَةِ الْمِغْزَل). وقد يكون مستندا أيضا إلى تعليق آخر لابن عباس، كما أشار ابن كثير، أن الشمس تجري في فلكها في السماء أو في الجنة نهارا، وعندما تغرب تجري ليلا في فلكها تحت الأرض حتى ترتفع في الشرق. يذكر الطبري كذلك آراء أخرى، مثل أنها تعني قطب السماوات، وأيضاً شكل حجر الرحى الحديدي (أو ربما محوره الحديدي).

  1. Hoskin, Michael, The Cambridge Concise History of Astronomy, Cambridge University Press, p. 60, ISBN 978-0-521-57600-0, 25 April 2021
  2. van Bladel, Kevin, "Heavenly cords and prophetic authority in the Qur’an and its Late Antique context", Bulletin of the School of Oriental and African Studies 70 (2): 223-246, 2007
  3. Janos, Damien, "Qurʾānic cosmography in its historical perspective: some notes on the formation of a religious wordview", Religion 42 (2): 215-231, 2012 See p. 224
  4. Ibid. p. 221
  5. Ibid. p. 228
  6. راجع صحيح مسلم 1:297صحيح البخاري 6:60:326 وصحيح البخاري 6:60:327
  7. راجع صحيح البخاري 4:54:421 وصحيح البخاري 9:93:520