الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مجزرة بني قريظة»

[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
سطر ٨: سطر ٨:
<br />
<br />


== الرواية من السيرة ==
==الرواية من السيرة==
بدأت سلسلة الأحداث التي أدت إلى تدمير بني قريظة خلال معركة الخندق. فلعدم قدرة المكيين على كسر دفاعات المسلمين المدينيين، أرسل المكّيون مبعوثًا من حلفائهم اليهود، "عَدُوُّ اللَّهِ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ النَّضْرِيُّ"<ref>[https://shamela.ws/book/23833/957 كتاب سيرة ابن هشام ت السقا، عبد الملك بن هشام، ج 2، ص 220]</ref>، إلى بني قريظة في محاولة لجلب مساعديهم وإنهاء الجمود من خلال مهاجمة محمد والمسلمين. وفقاً لابن إسحاق، في البداية لم يسمح زعيم بنو قريظة كعب بن أسعد القريظي حتّى لحيي بن أخطب بدخول المجمع، ولكن تم إجباره على القيام بذلك حين اتّهمه حيي بأنه لم يرغب في مشاركة طعامه. ولا يوضح ابن إسحاق كيف يعرف ذلك، لكنه يدعي أن المفاوضات لم تسفر عن أيّ شيء بسبب إصرار قريظة على أن يقدّم المكيون رهائن من أجل التأكد من أنهم لن يغادروا ميدان المعركة حتى يُهزم محمد (على الرغم من أنهم فعلوا ذلك، لكن في الواقع انتهى بهم الأمر بالمغادرة من دون هزيمة محمد). وبحسب ابن إسحاق، فإن بنا قريظة بعد الكثير من «التملّق» وافقوا على عدم مساعدة المسلمين أو عرقلة أو محاربة الحلفاء فحسب. ويقدّم ابن إسحاق كدليل على غدر بني قريظة سلسلة إسناد من يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بقصة أن امرأة مسلمة، صفية بنت "عبد المطلب، شاهدت كشاف يهودي من بني قريظة يستكشف حصناً للمسلمين تحضيراً لهجوم. وأخبرت قائد الحصن حسن بذلك وطلبت منه قتل الكشاف، وعندما رفض أخذت هراوةً وخرجت وضربت الرجل حتى الموت<ref>ibid, 458</ref>. بخلاف هذا، لا يقدم ابن إسحاق أي دليل على أن يهود بني قريظة كانوا متحالفين مع الحلفاء. لكنه يروي أن الله «زرع الفتنة» بين الحلفاء وبني قريظة، مما أدى إلى انسحاب المكيين دون هزيمة محمد أو الانخراط في هجوم منسق على المسلمين مع بني قريظة.
بدأت سلسلة الأحداث التي أدت إلى تدمير بني قريظة خلال معركة الخندق. فلعدم قدرة المكيين على كسر دفاعات المسلمين المدينيين، أرسل المكّيون مبعوثًا من حلفائهم اليهود، "عَدُوُّ اللَّهِ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ النَّضْرِيُّ"<ref>[https://shamela.ws/book/23833/957 كتاب سيرة ابن هشام ت السقا، عبد الملك بن هشام، ج 2، ص 220]</ref>، إلى بني قريظة في محاولة لجلب مساعديهم وإنهاء الجمود من خلال مهاجمة محمد والمسلمين. وفقاً لابن إسحاق، في البداية لم يسمح زعيم بنو قريظة كعب بن أسعد القريظي حتّى لحيي بن أخطب بدخول المجمع، ولكن تم إجباره على القيام بذلك حين اتّهمه حيي بأنه لم يرغب في مشاركة طعامه. ولا يوضح ابن إسحاق كيف يعرف ذلك، لكنه يدعي أن المفاوضات لم تسفر عن أيّ شيء بسبب إصرار قريظة على أن يقدّم المكيون رهائن من أجل التأكد من أنهم لن يغادروا ميدان المعركة حتى يُهزم محمد (على الرغم من أنهم فعلوا ذلك، لكن في الواقع انتهى بهم الأمر بالمغادرة من دون هزيمة محمد). وبحسب ابن إسحاق، فإن بنا قريظة بعد الكثير من «التملّق» وافقوا على عدم مساعدة المسلمين أو عرقلة أو محاربة الحلفاء فحسب. ويقدّم ابن إسحاق كدليل على غدر بني قريظة سلسلة إسناد من يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بقصة أن امرأة مسلمة، صفية بنت "عبد المطلب، شاهدت كشاف يهودي من بني قريظة يستكشف حصناً للمسلمين تحضيراً لهجوم. وأخبرت قائد الحصن حسن بذلك وطلبت منه قتل الكشاف، وعندما رفض أخذت هراوةً وخرجت وضربت الرجل حتى الموت<ref>ibid, 458</ref>. بخلاف هذا، لا يقدم ابن إسحاق أي دليل على أن يهود بني قريظة كانوا متحالفين مع الحلفاء. لكنه يروي أن الله «زرع الفتنة» بين الحلفاء وبني قريظة، مما أدى إلى انسحاب المكيين دون هزيمة محمد أو الانخراط في هجوم منسق على المسلمين مع بني قريظة.
أنزل محمد ورجاله بعد كسبهم معركة الخندق أدوات الحفر وأسلحتهم كي يعودوا  إلى منازلهم. لكن حسب السيرة، كان لدى الله خطط أخرى. فظهر الملاك جبريل لمحمد تمامًا عندما أنزل سلاحه، وأبلغه أن المعركة لم تنته بعد بالنسبة ليهود بني قريظة الذين ما زالوا بحاجة إلى التعامل معهم بسبب خيانتهم المذكورة أعلاه. فأبلغ محمد رجاله أنهم لن يصلّوا صلاة العصر حتى يصلوا إلى مجمع بني قريظة، مما يعني أنه يريدهم أن يذهبوا إلى هناك بسرعة. وحاصر المسلمون المجمع لفترة زمنية مختلفة حسب المصدر (يدعي ابن إسحاق أنّها دامت 25 يومًا حتّى «ألقى الله الرعب في قلوبهم»). وطُلب من بني قريظة الاستسلام وقبول الإسلام، وهو أمر أقسموا أنهم لن يفعلوه أبدًا. ويأساً من موقفهم، وفقًا لابن إسحاق، تمّت مناقشة ثلاثة خيارات: قبول الإسلام، أو قتل زوجاتهم وأطفالهم و الانخراط في هجوم على غرار هجمة بانزاي ضد القوى الإسلامية المتفوّقة عليهم في العدد (ربما أضاف المعلقون المعاصرون، في محاكاة للصامدين من ديانتهم في مسعدة في فلسطين)، أو الانخراط في هجوم تسلل في السبت اليهودي. لم يجد يهود بني قريظة أيًا من هذه الخيارات مقبولة.
لم يتمكن بنو قريظة من التوصل إلى قرار وبقوا تحت الحصار لأسابيع، وطلبوا التحدث مع أبو لبابة، وهو رجل من قبيلة الأوس، حلفائهم. وعندما سئل أبو لبابة عما ينبغي أن بفعله بنو قريظة، نصحهم بالاستسلام للنبي، لكنه رفع يده في الوقت نفسه إلى رقبته، مشيرا إلى أنهم سيذبحون على يد المسلمين. وبعد مغادرته، شعر أن فعله في إخبار بنا قريظة بمصيرهم كان خيانة للنبي، وربط نفسه بعمود لطلب مغفرة الله، وهو عمل وافق عليه محمد. ورغم هذا التحذير، استسلمت قبيلة بني قريظة للمسلمين في اليوم التالي.
طلبت قبيلة أوس، وهي حليفة بني قريظة من زمن الجاهلية، رحمة النبي لهم. والنبي الذي لم يرد أن يتسبب في انشقاق في صفوفه (كانت القسم وتحالفات الولاء مهمة جدًا في المجتمع العربي القبلي، حيث أنه في غياب المحاكم والحكومات الراسخة، كان الضمان الوحيد للأمن والعدالة الذي يمكن الحصول عليه هو الوعد بالحماية من الحلفاء في حالة القتل أو الخلافات الأسرية أو الحرب)، عهد بمصير بني قريظة إلى شيخ كبير يثق به الأوس، وهو سعد بن معاذ، الذي أصيب بجروح بالغة خلال المعركة وكان ليموت في الواقع بعد وقت قصير من مجزرة بني قريظة. وبمجرد أن تأكد سعد بن معاذ من أن بني قريظة والنبي سيلتزمون بحكمه مهما كان، أعطاه دون تردد: كان من المقرر إعدام رجال بني قريظة حتى آخر واحد بينهم، بينما يجب بيع النساء والأطفال في العبودية. وبرر سعد بن معاذ هذا القرار بأنه من توراة اليهود أنفسهم. لا يستشهد ابن إسحاق بالآية والفصل من الكتاب المقدس ولكن عادة ما يؤخذ هذا كإشارة إلى سفر التثنية 20: 12-14:
{{اقتباس|1=[https://st-takla.org/Bibles/BibleSearch/showChapter.php?book=5&chapter=20 سفر التثنية 20: 12-14]|2=وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.}}<references />
Editor، recentchangescleanup، مراجعون
٤٨٣

تعديل