الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والجهاد في سبيل الله»

لا يوجد ملخص تحرير
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٨٠٤: سطر ٨٠٤:
قالَ: فَوَثَبَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ مَعَ أبِي جَنْدلٍ يَمْشِي إلى جَنْبِهِ، ويَقُولُ:
قالَ: فَوَثَبَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ مَعَ أبِي جَنْدلٍ يَمْشِي إلى جَنْبِهِ، ويَقُولُ:
اصْبِرْ يا أبا جَنْدَلٍ، فَإنَّما هُمُ المُشْرِكُونَ، وإنَّما دَمُ أحَدِهِمْ دَمُ كَلْبٍ! قالَ: ويُدْنِي قائِمَ السَّيْفِ مِنهُ، قالَ: يَقُولُ عُمَرُ: رَجَوْتُ أنْ يَأْخُذَ السَّيْفَ فَيَضْرِبَ بِهِ أباهُ، قالَ: فَضَنَّ الرَّجُلُ بِأبِيهِ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.639.|قالَ: فانْطَلَقَ مَعَهُما حَتّى إذا كانَ بِذِي الحُلَيْفَةِ، جَلَسَ إلى جِدارٍ وجَلَسَ مَعَهُ صاحِباهُ، فَقالَ أبُو بَصِيرٍ: أصارِمٌ سَيْفُكَ هَذا يا أخا بَنِي عامِرٍ؟
اصْبِرْ يا أبا جَنْدَلٍ، فَإنَّما هُمُ المُشْرِكُونَ، وإنَّما دَمُ أحَدِهِمْ دَمُ كَلْبٍ! قالَ: ويُدْنِي قائِمَ السَّيْفِ مِنهُ، قالَ: يَقُولُ عُمَرُ: رَجَوْتُ أنْ يَأْخُذَ السَّيْفَ فَيَضْرِبَ بِهِ أباهُ، قالَ: فَضَنَّ الرَّجُلُ بِأبِيهِ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.639.|قالَ: فانْطَلَقَ مَعَهُما حَتّى إذا كانَ بِذِي الحُلَيْفَةِ، جَلَسَ إلى جِدارٍ وجَلَسَ مَعَهُ صاحِباهُ، فَقالَ أبُو بَصِيرٍ: أصارِمٌ سَيْفُكَ هَذا يا أخا بَنِي عامِرٍ؟
قالَ: نَعَمْ، قالَ: أنْظُرُ إلَيْهِ؟ قالَ: إنْ شِئْتَ! فاسْتَلَّهُ أبُو بَصِيرٍ، ثُمَّ علاه بِهِ حَتّى قَتَلَهُ، وخَرَجَ المَوْلى سَرِيعًا حَتّى اتى رسول الله ص وهُوَ جالِسٌ فِي المَسْجِدِ، فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ طالِعًا، قالَ: إنَّ هَذا رَجُلٌ قَدْ رَأى فَزَعًا، فَلَمّا انْتَهى إلى رَسُولِ اللَّهِ قالَ: ويْلَكَ! ما لَكَ! قالَ: قَتَلَ صاحِبُكُمْ صاحبي، فو الله ما بَرِحَ حَتّى طَلَعَ أبُو بَصِيرٍ مُتَوَشِّحًا السيف، حتى وقف على رسول الله ص، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وفَتْ ذِمَّتُكَ، وأُدِّيَ عَنْكَ، أسْلَمْتَنِي ورَدَدْتَنِي إلَيْهِمْ ثُمَّ أنْجانِي اللَّهُ منهم [فقال النبي ص: ويْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ! - وقالَ ابْنُ إسْحاقَ فِي حَدِيثِهِ: مِحَشَّ حَرْبٍ- لَوْ كانَ مَعَهُ رِجالٌ!] فَلَمّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أنَّهُ سَيَرُدُّهُ إلَيْهِمْ قالَ: فَخَرَجَ أبُو بَصِيرٍ حَتّى نَزَلَ بِالعَيْصِ مِن ناحِيَةِ ذِي المَرْوَةِ عَلى ساحِلِ البَحْرِ بِطَرِيقِ قُرَيْشٍ الَّذِي كانُوا يَأْخُذُونَ إلى الشّامِ وبَلَغَ المُسْلِمِينَ الَّذِينَ كانُوا احْتَبَسُوا بِمَكَّةَ قول رسول الله ص لأبِي بَصِيرٍ: [ويْلَ أُمِّهِ مِحَشَّ حَرْبٍ لَوْ كانَ مَعَهُ رِجالٌ،] فَخَرَجُوا إلى أبِي بَصِيرٍ بِالعَيْصِ، ويَنْفَلِتُ أبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، فَلَحِقَ بِأبِي بَصِيرٍ، فاجْتَمَعَ إلَيْهِ قَرِيبٌ مِن سَبْعِينَ رَجُلا مِنهُمْ، فَكانُوا قَدْ ضَيَّقُوا على قريش، فو الله ما يَسْمَعُونَ بَعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إلى الشّامِ إلا اعْتَرَضُوا لَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ، وأخَذُوا أمْوالَهُمْ، فَأرْسَلَتْ قريش الى النبي ص يُناشِدُونَهُ بِاللَّهِ وبِالرَّحِمِ لَما أرْسَلَ إلَيْهِمْ! فَمَن أتاه فهو آمن، فاواهم رسول الله ص، فَقَدِمُوا عَلَيْهِ المَدِينَةَ.}}
قالَ: نَعَمْ، قالَ: أنْظُرُ إلَيْهِ؟ قالَ: إنْ شِئْتَ! فاسْتَلَّهُ أبُو بَصِيرٍ، ثُمَّ علاه بِهِ حَتّى قَتَلَهُ، وخَرَجَ المَوْلى سَرِيعًا حَتّى اتى رسول الله ص وهُوَ جالِسٌ فِي المَسْجِدِ، فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ طالِعًا، قالَ: إنَّ هَذا رَجُلٌ قَدْ رَأى فَزَعًا، فَلَمّا انْتَهى إلى رَسُولِ اللَّهِ قالَ: ويْلَكَ! ما لَكَ! قالَ: قَتَلَ صاحِبُكُمْ صاحبي، فو الله ما بَرِحَ حَتّى طَلَعَ أبُو بَصِيرٍ مُتَوَشِّحًا السيف، حتى وقف على رسول الله ص، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وفَتْ ذِمَّتُكَ، وأُدِّيَ عَنْكَ، أسْلَمْتَنِي ورَدَدْتَنِي إلَيْهِمْ ثُمَّ أنْجانِي اللَّهُ منهم [فقال النبي ص: ويْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ! - وقالَ ابْنُ إسْحاقَ فِي حَدِيثِهِ: مِحَشَّ حَرْبٍ- لَوْ كانَ مَعَهُ رِجالٌ!] فَلَمّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أنَّهُ سَيَرُدُّهُ إلَيْهِمْ قالَ: فَخَرَجَ أبُو بَصِيرٍ حَتّى نَزَلَ بِالعَيْصِ مِن ناحِيَةِ ذِي المَرْوَةِ عَلى ساحِلِ البَحْرِ بِطَرِيقِ قُرَيْشٍ الَّذِي كانُوا يَأْخُذُونَ إلى الشّامِ وبَلَغَ المُسْلِمِينَ الَّذِينَ كانُوا احْتَبَسُوا بِمَكَّةَ قول رسول الله ص لأبِي بَصِيرٍ: [ويْلَ أُمِّهِ مِحَشَّ حَرْبٍ لَوْ كانَ مَعَهُ رِجالٌ،] فَخَرَجُوا إلى أبِي بَصِيرٍ بِالعَيْصِ، ويَنْفَلِتُ أبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، فَلَحِقَ بِأبِي بَصِيرٍ، فاجْتَمَعَ إلَيْهِ قَرِيبٌ مِن سَبْعِينَ رَجُلا مِنهُمْ، فَكانُوا قَدْ ضَيَّقُوا على قريش، فو الله ما يَسْمَعُونَ بَعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إلى الشّامِ إلا اعْتَرَضُوا لَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ، وأخَذُوا أمْوالَهُمْ، فَأرْسَلَتْ قريش الى النبي ص يُناشِدُونَهُ بِاللَّهِ وبِالرَّحِمِ لَما أرْسَلَ إلَيْهِمْ! فَمَن أتاه فهو آمن، فاواهم رسول الله ص، فَقَدِمُوا عَلَيْهِ المَدِينَةَ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.642-641.|قالَ الواقدي: وفِيها أسْرى رَسُولُ اللَّهِ ص سَرِيَّةَ أبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرّاحِ إلى ذِي القَصَّةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ فِي أرْبَعِينَ رَجُلا، فَسارُوا لَيْلَتَهُمْ مُشاةً، ووافَوْا ذا القَصَّةِ مَعَ عِمايَةِ الصُّبْحِ، فَأغارُوا عَلَيْهِمْ، فَأعْجَزُوهُمْ هَرَبًا فِي الجِبالِ، وأصابُوا نَعْمًا ورَثَةً ورَجُلا واحِدًا، فاسلم، فتركه رسول الله ص قالَ: وفِيها كانَتْ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حارِثَةَ بِالجَمُومِ، فَأصابَ امْرَأةً مِن مُزَيْنَةَ، يُقالُ لَها حَلِيمَةُ، فَدَلَّتْهُمْ عَلى مَحِلَّةِ من محال بَنِي سُلَيْمٍ، فَأصابُوا بِها نَعَمًا وشاءً وأسْراءَ، وكانَ فِي أُولَئِكَ الأُسَراءِ زَوْجُ حَلِيمَةَ، فَلَمّا قَفَلَ بما أصاب وهب رسول الله ص لِلْمُزَنِيَّةِ زَوْجَها ونَفْسَها.
قالَ وفِيها كانَتْ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حارِثَةَ إلى العِيصِ فِي جُمادى الأُولى مِنها.
وفِيها أُخِذَتِ الأمْوالُ الَّتِي كانَتْ مَعَ أبِي العاصِ بْنِ الرَّبِيعِ، فاسْتَجارَ بِزَيْنَبَ بنت النبي ص فَأجارَتْهُ.
قالَ: وفِيها كانَتْ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حارِثَةَ إلى الطَّرَفِ، فِي جُمادى الآخِرَةِ، إلى بَنِي ثَعْلَبَةَ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلا، فَهَرَبَتِ الأعْرابُ وخافُوا أنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ سارَ إلَيْهِمْ، فَأصابَ مِن نَعَمِهِمْ عِشْرِينَ بَعِيرًا قالَ: وغابَ أرْبَعَ لَيالٍ.
قالَ: وفِيها سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حارِثَةَ إلى حِسْمى فِي جُمادى الآخِرَةِ قالَ: وكانَ أوَّل ذَلِكَ- فِيما حَدَّثَنِي مُوسى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبِيهِ، قالَ: أقْبَلَ دِحْيَةُ الكَلْبِيُّ مِن عِنْدِ قَيْصَرَ، وقَدْ أجازَ دِحْيَةَ بِمالٍ، وكَساهُ كِسًى، فَأقْبَلَ حَتّى كانَ بِحِسْمى، فَلَقِيَهُ ناسٌ مِن جِذامٍ، فَقَطَعُوا عَلَيْهِ الطَّرِيقَ، فَلَمْ يُتْرَكْ مَعَهُ شَيْءٌ، فَجاءَ إلى رَسُولِ الله قَبْلَ أنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ فَأخْبَرَهُ، فَبَعَثَ رَسُولُ الله ص زَيْدَ بْنَ حارِثَةَ إلى حِسْمى.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.644-642.|قالَ: وفِيها تَزَوَّجَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ جَمِيلَةَ بِنْتَ ثابِتِ بْنِ أبِي الأقْلَحِ، أُخْتَ عاصِمِ بْنِ ثابِتٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عاصِمَ بْنَ عُمَرَ، فَطَلَّقَها عُمَرُ فَتَزَوَّجَها بَعْدَهُ يَزِيدُ بْنُ جارِيَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، فَهُوَ أخُو عاصِمٍ لأُمِّهِ.
قالَ: وفِيها سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حارِثَةَ إلى وادِي القُرى فِي رَجَبٍ.
قالَ: وفِيها سَرِيَّةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ إلى دُومَةِ الجَنْدَلِ فِي شَعْبانَ، [وقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص: إنْ أطاعُوكَ فَتَزَوَّجِ ابْنَةَ مَلِكِهِمْ،] فَأسْلَمَ القَوْمُ، فَتَزَوَّجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ تُماضِرَ بِنْتَ الأصْبَغِ، وهِيَ أُمُّ أبِي سَلَمَةَ، وكانَ أبُوها رَأْسَهُمْ ومَلِكَهُمْ.
قالَ: وفِيها أجْدَبَ النّاسُ جَدبًا شَدِيدًا، فاسْتَسْقى رسول الله ص فِي شَهْرِ رَمَضانَ بِالنّاسِ.
قالَ: وفِيها سَرِيَّةُ على بن ابى طالب ع إلى فَدَكٍ فِي شَعْبانَ.
قالَ: وحدثني عَبْدُ الله بن جعفر، عن يعقوب بن عقبه، قالَ: خَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ فِي مِائَةِ رَجُلٍ إلى فَدَكٍ، إلى حَيٍّ مِن بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، وذَلِكَ أنَّهُ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ أنَّ لَهُمْ جَمْعًا يُرِيدُونَ أنْ يَمُدُّوا يَهُودَ خَيْبَرَ، فَسارَ إلَيْهِمُ اللَّيْلَ وكَمَنَ النَّهارَ، وأصابَ عَيْنًا، فَأقَرَّ لَهُمْ أنَّهُ بَعَثَ إلى خَيْبَرَ يَعْرِضُ عَلَيْهِمْ نَصْرَهُمْ عَلى أنْ يَجْعَلُوا لَهُمْ ثَمَرَ خَيْبَرَ.
قالَ: وفِيها سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حارِثَةَ إلى أُمِّ قِرْفَةَ فِي شَهْرِ رَمَضانَ.
وفِيها قُتِلَتْ أُمُّ قِرْفَةَ، وهِيَ فاطِمَةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ بَدْرٍ، قَتَلَها قَتْلا عَنِيفًا، رَبَطَ بِرِجْلَيْها حَبْلا ثُمَّ رَبَطَها بَيْنَ بَعِيرَيْنِ حَتّى شَقّاها شَقًّا، وكانَتْ عَجُوزًا كَبِيرَةً.
وكانَ مِن قِصَّتِها ما حَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قال: حدثنا سلمة، قال:
حدثني ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، قال بعث رسول الله ص زَيْدَ بْنَ حارِثَةَ إلى وادِي القُرى، فَلَقِيَ بِهِ بَنِي فَزارَةَ، فَأُصِيبَ بِهِ أُناسٌ مِن أصْحابِهِ، وارْتَثَّ زَيْدٌ مِنَ بَيْنِ القَتْلى، وأُصِيبَ فيها ورد ابن عَمْرٍو أحَدُ بَنِي سَعْدٍ بَنِي هُذَيْمٍ، أصابَهُ أحَدُ بَنِي بَدْرٍ، فَلَمّا قَدِمَ زَيْدٌ نَذَرَ الا يَمَسَّ رَأْسَهُ غُسْلٌ مِن جَنابَةٍ حَتّى يَغْزُوَ فَزارَةَ، فَلَمّا اسْتَبَلَّ مِن جِراحِهِ بَعَثَهُ رَسُولُ الله ص فِي جَيْشٍ إلى بَنِي فَزارَةَ، فَلَقِيَهُمْ بِوادِي القُرى، فَأصابَ فِيهِمْ، وقَتَلَ قَيْسُ بْنُ المُسَحِّرِ اليَعْمُرِيُّ مَسْعدَةَ بْنَ حِكْمَةَ بْنِ مالِكِ بْنِ بَدْرٍ، وأسَرَ أُمَّ قِرْفَةَ- وهِيَ فاطِمَةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ بَدْرٍ، وكانَتْ عِنْدَ مالِكِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، عَجُوزًا كَبِيرَةً- وبِنْتًا لَها، وعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعَدَةَ فَأمَرَ زَيْدَ بْنَ حارِثَةَ أنْ يَقْتُلَ أُمَّ قِرْفَةَ، فَقَتَلَها قَتْلا عَنِيفًا، رَبَطَ بِرِجْلَيْها حَبْلَيْنِ ثُمَّ رَبَطَهُما إلى بَعِيرَيْنِ حَتّى شَقّاها.
ثُمَّ قَدِمُوا عَلى رَسُولِ الله ص بِابْنَةِ أُمِّ قِرْفَةَ وبِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعَدَةَ، وكانَتِ ابْنَةُ أُمِّ قِرْفَةَ لِسَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأكْوَعِ، كانَ هُوَ الَّذِي أصابَها، وكانَتْ فِي بَيْتِ شَرَفٍ مِن قَوْمِها، كانَتِ العَرَبُ تَقُولُ:
لَوْ كُنْتُ أعَزَّ مِن أُمِّ قِرْفَةَ ما زدت فسألها رسول الله ص سلمه، فَوَهَبَها لَهُ، فَأهْداها لِخالِهِ حَزْنِ بْنِ أبِي وهْبٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَزْنٍ.
وأمّا الرِّوايَةُ الأُخْرى عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأكْوَعِ فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ، أنَّ أمِيرَها كانَ أبا بَكْرِ بْنَ أبِي قُحافَةَ، حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ يَحْيى، قالَ: أخْبَرَنا أبُو عامِرٍ، قالَ: حَدَّثَنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمّارٍ، عَنْ إياسِ بْنِ سَلَمَةَ، عن أبيه، قال: امر رسول الله ص عَلَيْنا أبا بَكْرٍ فَغَزَوْنا ناسًا مِن بَنِي فَزارَةَ، فَلَمّا دَنَوْنا مِنَ الماءِ أمَرَنا أبُو بَكْرٍ فَعَرَّسْنا، فَلَمّا صَلَّيْنا الصُّبْحَ، أمَرَنا أبُو بَكْرٍ فَشَنَنّا الغارَةَ عَلَيْهِمِ.
قالَ: فَوَرَدْنا الماءَ فَقَتَلْنا بِهِ مَن قَتَلْنا قالَ: فَأبْصَرْتُ عُنُقًا مِنَ النّاسِ، وفِيهِمُ النِّساءُ والذَّرارِيُّ قَدْ كادُوا يَسْبِقُونَ إلى الجَبَلِ، فَطَرَحْتُ سَهْمًا بَيْنَهُمْ وبَيْنَ الجَبَلِ، فَلَمّا رَأوُا السَّهْمَ وقَفُوا، فَجِئْتُ بِهِمْ أسُوقُهُمْ إلى أبِي بَكْرٍ، وفِيهِمُ امْرَأةٌ مِن بَنِي فَزارَةَ عَلَيْها قَشْعُ أدَمٍ، مَعَها ابْنَةٌ لَها مِن أحْسَنِ العَرَبِ قالَ:
فَنَفَّلَنِي أبُو بَكْرٍ ابْنَتَها، قالَ: فَقَدِمْتُ المَدِينَةَ، فَلَقِيَنِي رسول الله ص بِالسُّوقِ، فَقالَ: يا سَلَمَةُ، لِلَّهِ أبُوكَ! هَبْ لِي المَرْأةَ! فَقُلْتُ:
يا رَسُولَ اللَّهِ، واللَّهِ لَقَدْ أعْجَبَتْنِي وما كَشَفْتُ لَها ثَوْبًا قالَ: فَسَكَتَ عَنِّي حَتّى إذا كانَ مِنَ الغَدِ لَقِيَنِي فِي السُّوقِ، فَقالَ: يا سَلَمَةُ، لِلَّهِ أبُوكَ! هَبْ لِي المَرْأةَ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، واللَّهِ ما كَشَفْتُ لَها ثَوْبًا، وهِيَ لَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ قالَ: فَبَعَثَ بِها رَسُولُ اللَّهِ إلى مَكَّةَ، فَفادى بِها أُسارى مِنَ المُسْلِمِينَ كانُوا فِي أيْدِي المُشْرِكِينَ فَهَذِهِ الرِّوايَةُ عَنْ سَلَمَةَ.
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وفِيها سَرِيَّةُ كُرْزِ بْنِ جابِرٍ الفِهْرِيِّ إلى العرنيين الذين قتلوا راعى رسول الله ص، واسْتاقُوا الإبِلَ فِي شَوّالٍ مِن سَنَةِ سِتٍّ، وبعثه رسول الله في عشرين فارسا}}
Editor، محررون، recentchangescleanup
٢٨٨

تعديل