الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والجهاد في سبيل الله»

لا يوجد ملخص تحرير
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٧٨٦: سطر ٧٨٦:
ما لِي بِسَلَبِهِ مِن حاجَةٍ يا بِنْتَ عَبْدِ المُطَّلِبِ قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وأقامَ رَسُولُ اللَّهِ ص واصحابه، فِيما وصَفَ اللَّهُ ﷿ مِنَ الخَوْفِ والشِّدَّةِ، لِتَظاهُرِ عَدُوِّهِمْ عَلَيْهِمْ، وإتْيانِهِمْ مِن فَوْقِهِمْ ومِن أسْفَلَ مِنهُمْ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.591.|فَحَدَّثَنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ، عَنْ أيُّوبَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي صَعْصَعَةَ، أخِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجّارِ، أنَّ سَلْمى بِنْتَ قَيْسٍ أُمَّ المُنْذِرِ أُخْتَ سُلَيْطِ بْنِ قيس- وكانت احدى خالات رسول الله ص، قَدْ صَلَّتْ مَعَهُ القِبْلَتَيْنِ، وبايَعَتْهُ بَيْعَةَ النِّساءِ- سَألَتْهُ رِفاعَةَ بْنَ شمويلَ القُرَظِيَّ- وكانَ رَجُلا قَدْ بَلَغَ ولاذَ بِها، وكانَ يَعْرِفُهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ- فَقالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، بِأبِي أنْتَ وأُمِّي! هَبْ لِي رِفاعَةَ بْنَ شمويلَ، فَإنَّهُ قَدْ زَعَمَ أنَّهُ سَيُصَلِّي، ويَأْكُلُ لَحْمَ الجَمَلِ، فَوَهَبَهُ لَها، فاسْتَحَيْتُهُ.
ما لِي بِسَلَبِهِ مِن حاجَةٍ يا بِنْتَ عَبْدِ المُطَّلِبِ قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وأقامَ رَسُولُ اللَّهِ ص واصحابه، فِيما وصَفَ اللَّهُ ﷿ مِنَ الخَوْفِ والشِّدَّةِ، لِتَظاهُرِ عَدُوِّهِمْ عَلَيْهِمْ، وإتْيانِهِمْ مِن فَوْقِهِمْ ومِن أسْفَلَ مِنهُمْ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.591.|فَحَدَّثَنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ، عَنْ أيُّوبَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي صَعْصَعَةَ، أخِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجّارِ، أنَّ سَلْمى بِنْتَ قَيْسٍ أُمَّ المُنْذِرِ أُخْتَ سُلَيْطِ بْنِ قيس- وكانت احدى خالات رسول الله ص، قَدْ صَلَّتْ مَعَهُ القِبْلَتَيْنِ، وبايَعَتْهُ بَيْعَةَ النِّساءِ- سَألَتْهُ رِفاعَةَ بْنَ شمويلَ القُرَظِيَّ- وكانَ رَجُلا قَدْ بَلَغَ ولاذَ بِها، وكانَ يَعْرِفُهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ- فَقالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، بِأبِي أنْتَ وأُمِّي! هَبْ لِي رِفاعَةَ بْنَ شمويلَ، فَإنَّهُ قَدْ زَعَمَ أنَّهُ سَيُصَلِّي، ويَأْكُلُ لَحْمَ الجَمَلِ، فَوَهَبَهُ لَها، فاسْتَحَيْتُهُ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ثُمَّ ان رسول الله ص قَسَمَ أمْوالَ بَنِي قُرَيْظَةَ ونِساءَهُمْ وأبْناءَهُمْ عَلى المُسْلِمِينَ، وأعْلَمَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سَهْمانِ الخَيْلِ وسَهْمانِ الرِّجالِ، وأخْرَجَ مِنها الخُمُسَ، فَكانَ لِلْفارِسِ ثَلاثَةُ أسْهُمٍ، لِلْفَرَسِ سَهْمانِ ولِفارِسِهِ سَهْمٌ، ولِلرّاجِلِ مِمَّنْ لَيْسَ لَهُ فَرَسٌ سَهْمٌ، وكانَتِ الخَيْلُ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ سِتَّةً وثَلاثِينَ فَرَسًا، وكانَ أول فيء وقع فيه السهمان واخرج منه الخُمُسِ، فَعَلى سُنَّتِها وما مَضى مِن رَسُولِ الله ص فِيها وقَعَتِ المَقاسِمُ، ومَضَتِ السُّنَّةُ فِي المَغازِي، ولَمْ يَكُنْ يُسْهَمُ لِلْخَيْلِ إذا كانَتْ مَعَ الرَّجُلِ إلا لِفَرَسَيْنِ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ثُمَّ ان رسول الله ص قَسَمَ أمْوالَ بَنِي قُرَيْظَةَ ونِساءَهُمْ وأبْناءَهُمْ عَلى المُسْلِمِينَ، وأعْلَمَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سَهْمانِ الخَيْلِ وسَهْمانِ الرِّجالِ، وأخْرَجَ مِنها الخُمُسَ، فَكانَ لِلْفارِسِ ثَلاثَةُ أسْهُمٍ، لِلْفَرَسِ سَهْمانِ ولِفارِسِهِ سَهْمٌ، ولِلرّاجِلِ مِمَّنْ لَيْسَ لَهُ فَرَسٌ سَهْمٌ، وكانَتِ الخَيْلُ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ سِتَّةً وثَلاثِينَ فَرَسًا، وكانَ أول فيء وقع فيه السهمان واخرج منه الخُمُسِ، فَعَلى سُنَّتِها وما مَضى مِن رَسُولِ الله ص فِيها وقَعَتِ المَقاسِمُ، ومَضَتِ السُّنَّةُ فِي المَغازِي، ولَمْ يَكُنْ يُسْهَمُ لِلْخَيْلِ إذا كانَتْ مَعَ الرَّجُلِ إلا لِفَرَسَيْنِ.
ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ص سَعْدَ بْنَ زَيْدٍ الأنْصارِيَّ، أخا بَنِي عَبْدِ الأشْهَلِ بِسَبايا مِن سَبايا بَنِي قُرَيْظَةَ إلى نَجْدٍ، فابْتاعَ لَهُ بِهِمْ خيلا وسلاحا، وكان رسول الله ص قَدِ اصْطَفى لِنَفْسِهِ مِن نِسائِهِمْ رَيْحانَةَ بِنْتَ عمرو بن خنافه إحْدى نِساءِ بَنِي عَمْرِو بْنِ قُرَيْظَةَ، فَكانَتْ عند رسول الله ص حَتّى تُوُفِّيَ عَنْها وهِيَ فِي مِلْكِهِ، وقَدْ كان رسول الله ص عَرَضَ عَلَيْها أنْ يَتَزَوَّجَها، ويَضْرِبَ عَلَيْها الحِجابَ، فَقالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، بَلْ تَتْرُكَنِي فِي مِلْكِكَ فَهُوَ أخَفُّ عَلَيَّ وعَلَيْكَ فَتَرَكَها، وقَدْ كانت حين سباها رسول الله ص قَدْ تَعَصَّتْ بِالإسْلامِ، وأبَتْ إلا اليَهُودِيَّةَ، فَعَزَلَها رسول الله ص ووَجَدَ فِي نَفْسِهِ لِذَلِكَ مِن أمْرِها، فَبَيْنا هُوَ مَعَ أصْحابِهِ إذْ سَمِعَ وقْعَ نَعْلَيْنِ خَلْفَهُ، فَقالَ: إنَّ هَذا لَثَعْلَبَةُ بْنُ سَعْيَةَ يُبَشِّرُنِي بِإسْلامِ رَيْحانَةَ، فَجاءَهُ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أسْلَمَتْ رَيْحانَةُ، فَسَرَّهُ ذَلِكَ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.593.|وكانَ فَتْحُ بَنِي قُرَيْظَةَ فِي ذِي القَعْدَةِ أوْ فِي صَدْرِ ذِي الحَجَّةِ، فِي قَوْلِ ابْنِ إسْحاقَ وأمّا الواقِدِيُّ فَإنَّهُ قالَ: غزاهم رسول الله ص فِي ذِي القَعْدَةِ، لِلَيالٍ بَقِينَ مِنه، وزَعَمَ ان رسول الله ص أمَرَ أنْ يُشَقَّ لِبَنِي قُرَيْظَةَ فِي الأرْضِ أخادِيدَ ثُمَّ جَلَسَ، فَجَعَلَ عَلِيٌّ والزُّبَيْرُ يَضْرِبانِ أعْناقَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ، وزَعَمَ أنَّ المَرْأةَ الَّتِي قتلها النبي ص يَوْمَئِذٍ كانَتْ تُسَمّى بُنانَةَ، امْرَأةُ الحَكَمِ القُرَظِيِّ، كانَتْ قَتَلَتْ خَلادَ بْنَ سُوَيْدٍ، رَمَتْ عَلَيْهِ رحى، فدعا له رسول الله ص، فَضُرِبَ عُنُقُها بِخَلادِ بْنِ سُوَيْدٍ.}}
ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ص سَعْدَ بْنَ زَيْدٍ الأنْصارِيَّ، أخا بَنِي عَبْدِ الأشْهَلِ بِسَبايا مِن سَبايا بَنِي قُرَيْظَةَ إلى نَجْدٍ، فابْتاعَ لَهُ بِهِمْ خيلا وسلاحا، وكان رسول الله ص قَدِ اصْطَفى لِنَفْسِهِ مِن نِسائِهِمْ رَيْحانَةَ بِنْتَ عمرو بن خنافه إحْدى نِساءِ بَنِي عَمْرِو بْنِ قُرَيْظَةَ، فَكانَتْ عند رسول الله ص حَتّى تُوُفِّيَ عَنْها وهِيَ فِي مِلْكِهِ، وقَدْ كان رسول الله ص عَرَضَ عَلَيْها أنْ يَتَزَوَّجَها، ويَضْرِبَ عَلَيْها الحِجابَ، فَقالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، بَلْ تَتْرُكَنِي فِي مِلْكِكَ فَهُوَ أخَفُّ عَلَيَّ وعَلَيْكَ فَتَرَكَها، وقَدْ كانت حين سباها رسول الله ص قَدْ تَعَصَّتْ بِالإسْلامِ، وأبَتْ إلا اليَهُودِيَّةَ، فَعَزَلَها رسول الله ص ووَجَدَ فِي نَفْسِهِ لِذَلِكَ مِن أمْرِها، فَبَيْنا هُوَ مَعَ أصْحابِهِ إذْ سَمِعَ وقْعَ نَعْلَيْنِ خَلْفَهُ، فَقالَ: إنَّ هَذا لَثَعْلَبَةُ بْنُ سَعْيَةَ يُبَشِّرُنِي بِإسْلامِ رَيْحانَةَ، فَجاءَهُ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أسْلَمَتْ رَيْحانَةُ، فَسَرَّهُ ذَلِكَ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.593.|وكانَ فَتْحُ بَنِي قُرَيْظَةَ فِي ذِي القَعْدَةِ أوْ فِي صَدْرِ ذِي الحَجَّةِ، فِي قَوْلِ ابْنِ إسْحاقَ وأمّا الواقِدِيُّ فَإنَّهُ قالَ: غزاهم رسول الله ص فِي ذِي القَعْدَةِ، لِلَيالٍ بَقِينَ مِنه، وزَعَمَ ان رسول الله ص أمَرَ أنْ يُشَقَّ لِبَنِي قُرَيْظَةَ فِي الأرْضِ أخادِيدَ ثُمَّ جَلَسَ، فَجَعَلَ عَلِيٌّ والزُّبَيْرُ يَضْرِبانِ أعْناقَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ، وزَعَمَ أنَّ المَرْأةَ الَّتِي قتلها النبي ص يَوْمَئِذٍ كانَتْ تُسَمّى بُنانَةَ، امْرَأةُ الحَكَمِ القُرَظِيِّ، كانَتْ قَتَلَتْ خَلادَ بْنَ سُوَيْدٍ، رَمَتْ عَلَيْهِ رحى، فدعا له رسول الله ص، فَضُرِبَ عُنُقُها بِخَلادِ بْنِ سُوَيْدٍ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.599-598.|قالَ: فَلْيَقُمْ إلَيْهِ مِنكُمْ أرْبَعَةٌ فَعَمَدَ إلَيَّ أرْبَعَةٌ مِنهُمْ فَلَمّا أمْكَنُونِي مِنَ الكَلامِ، قُلْتُ: أتَعْرِفُونِّي؟ قالُوا: مَن أنْتَ؟ قُلْتُ: سَلَمَةُ بْنُ الأكْوَعِ، والَّذِي كَرَّمَ وجْهَ مُحَمَّدٍ لا أطْلُبُ أحَدًا مِنكُمْ إلا أدْرَكْتُهُ، ولا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنكُمْ فَيُدْرِكُنِي قالَ أحَدُهُمْ: أنا أظُنُّ، قالَ: فَرَجَعُوا فَما بَرِحْتُ مَكانِي ذاكَ حَتّى نَظَرْتُ إلى فَوارِسِ رَسُولِ اللَّهِ ص يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ، أوَّلُهُمُ الأخْرَمُ الأسَدِيُّ، وعَلى إثْرِهِ أبُو قَتادَةَ الأنْصارِيُّ، وعَلى إثْرِهِ المِقْدادُ بْنُ الأسْوَدِ الكِنْدِيُّ، فَأخَذْتُ بِعِنانِ فَرَسِ الأخْرَمِ، فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ، فَقُلْتُ: يا أخْرَمُ، إنَّ القَوْمَ قَلِيلٌ، فاحْذَرْهُمْ لا يَقْتَطِعُوكَ حَتّى يَلْحَقَ بِنا رَسُولُ الله وأصْحابُهُ فَقالَ: يا سَلَمَةُ، إنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ، وتَعْلَمُ أنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ والنّارَ حَقٌّ، فَلا تَحُلْ بَيْنِي وبَيْنَ الشَّهادَةِ قال: فحليته، فالتَقى هُوَ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ، فَعَقَرَ الأخْرَمُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرَسَهُ، فَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ، وتَحَوَّلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلى فَرَسِهِ، ولَحِقَ أبُو قَتادَةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَطَعَنَهُ وقَتَلَهُ، وعَقَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِأبِي قَتادَةَ فَرَسَهُ، وتَحَوَّلَ أبُو قَتادَةَ عَلى فَرَسِ الأخْرَمِ، فانْطَلَقُوا هارِبِينَ.
قالَ سلمه: فو الذى كَرَّمَ وجْهَ مُحَمَّدٍ، لَتَبِعْتُهُمْ أعْدُو عَلى رِجْلَيَّ، حَتّى ما أرى ورائِي مِن أصْحابِ مُحَمَّدٍ ص ولا غُبارِهِمْ شَيْئًا.
قالَ: ويَعْدِلُونَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إلى شِعْبٍ فِيهِ ماءٌ يُقالُ لَهُ ذو قرد يَشْرَبُونَ مِنهُ وهُمْ عِطاشٌ، فَنَظَرُوا إلَيَّ أعْدُو في آثارهم، فحليتهم فَما ذاقُوا مِنهُ قَطْرَةً.
قالَ: ويُسْنِدُونَ فِي ثنية ذي اثير، ويَعْطِفُ عَلَيَّ واحِدٌ فَأرْشُقُهُ بِسَهْمٍ فَيَقَعُ فِي نغض كَتِفِهِ، فَقُلْتُ:
خُذْها وأنا ابْنُ الأكْوَعِ واليَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ فَقالَ: أكْوَعِيٌّ غُدْوَةٌ! قُلْتُ: نَعَمْ يا عَدُوَّ نَفْسِهِ، وإذا فَرَسانِ عَلى الثَّنِيَّةِ، فجئت بهما اقودهما الى رسول الله ولَحِقَنِي عامِرٌ عَمِّي بَعْدَ ما أظْلَمْتُ بِسَطِيحَةٍ فِيها مَذْقَةٌ مِن لَبَنٍ، وسَطِيحَةٌ فِيها ماءٌ، فَتَوَضَّأْتُ وصَلَّيْتُ وشَرِبْتُ، ثُمَّ جِئْتُ إلى رَسُولِ الله ص وهو على الماء الذى حليتهم عَنْهُ، عِنْدَ ذِي قَرَدٍ، وإذا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ أخَذَ تِلْكَ الإبِلَ الَّتِي اسْتَنْقَذْتُ مِنَ العَدُوِّ، وكُلَّ رُمْحٍ، وكُلَّ بُرْدَةٍ، وإذا بِلالٌ قَدْ نَحَرَ ناقَةً مِنَ الإبِلِ الَّتِي اسْتَنْقَذْتُ من العدو، فهو يشوى لرسول الله ص مِن كَبِدِها وسَنامِها، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، خَلِّنِي فَلأنْتَخِبُ مِائَةَ رَجُلٍ مِنَ القَوْمِ، فَأتَّبِعُ القَوْمَ فَلا يَبْقى مِنهُمْ عَيْنٌ.
فَضَحِكَ رَسُولُ الله ص حتى بدا- وقد بانَتْ- نَواجِذُهُ.
فِي ضَوْءِ النّارِ ثُمَّ قالَ: أكُنْتَ فاعِلا! فَقُلْتُ: إي والَّذِي أكْرَمَكَ!}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.601.|فَقالَ ذاكَ مِرارًا، فَلَمّا سَمِعْتُهُ قُلْتُ:
أما تُكْرِمُ كَرِيمًا ولا تَهابُ شَرِيفًا! فَقالَ: لا، إلا أنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، بِأبِي أنْتَ وأُمِّي! ائْذَنْ لِي فَلأُسابِقَ الرَّجُلَ! قالَ:
إنْ شِئْتَ، قالَ: فَطَفَرْتُ فَعَدَوْتُ، فَرَبَطْتُ شَرَفًا أوْ شَرَفَيْنِ فَألْحَقُهُ وأصُكُّهُ بين كتفيه، فقلت: سبقتك والله! فقال: انى أظُنُّ، فَسَبَقْتُهُ إلى المَدِينَةِ، فَلَمْ نَمْكُثْ بِها إلا ثَلاثًا حَتّى خَرَجْنا إلى خَيْبَرَ رَجَعَ الحَدِيثُ إلى حَدِيثِ ابْنِ إسْحاقَ ومَعَهُ غُلامٌ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ- يَعْنِي مَعَ سَلَمَةَ بْنِ الأكْوَعِ- مَعَهُ فَرَسٌ لَهُ يَقُودُهُ، حَتّى إذا عَلا عَلى ثَنِيَّةِ الوَداعِ نَظَرَ إلى بَعْضِ خُيُولِهِمْ، فَأشْرَفَ فِي ناحِيَةِ سَلْعٍ، ثم صرخ:
وا صباحاه! ثُمَّ خَرَجَ يَشْتَدُّ فِي آثارِ القَوْمِ- وكانَ مِثْلَ السَّبُعِ- حَتّى لَحِقَ بِالقَوْمِ، فَجَعَلَ يَرُدُّهُمْ بِالنَّبْلِ، ويَقُولُ إذا رَمى: خُذْها مِنِّي وأنا ابْنُ الأكْوَعِ، واليَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ.
فَإذا وُجِّهَتِ الخَيْلُ نَحْوَهُ، انْطَلَقَ هارِبًا، ثُمَّ عارَضَهُمْ، فَإذا أمْكَنَهُ الرَّمْيَ رَمى، ثُمَّ قالَ:
خُذْها وأنا ابْنُ الأكْوَعِ واليَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ قالَ: فَيَقُولُ قائلهم: اويكعنا هُوَ أوَّلُ النَّهارِ.
قالَ: وبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ ص صِياحُ ابْنِ الأكْوَعِ، فَصَرَخَ بِالمَدِينَةِ: الفَزَعَ الفَزَعَ!، فتتامت الخيول الى رسول الله ص، فَكانَ أوَّلَ مَنِ انْتَهى إلَيْهِ مِنَ الفُرْسانِ المِقْدادُ بْنُ عَمْرٍو.}}
Editor، محررون، recentchangescleanup
٢٨٨

تعديل