الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والجهاد في سبيل الله»

لا يوجد ملخص تحرير
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٧٣٠: سطر ٧٣٠:
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.334.|فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة، فإني والله لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا وتم حمزة على إسلامه، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله ص قد عز، وأن حمزة سيمنعه، فكفوا عن رسول الله ص بعض ما كانوا ينالون مِنهُ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.335.|أسلم- وكان رجلا جلدا جليدا منيعا، وكان قد اسلم قبل ذلك حمزه ابن عبد المطلب، ووجد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنفسهم قوة}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.369-368.|قالَ أبُو جَعْفَرٍ: فَلَمّا أذِنَ اللَّهُ ﷿ لرسوله ص في القِتالِ، ونَزَلَ قَوْلُهُ: «وقاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ ويَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ»، وبايَعَهُ الأنْصارُ عَلى ما وصَفْتُ مِن بَيْعَتِهِمْ، امر رسول الله ص أصْحابَهُ مِمَّنْ هُوَ مَعَهُ بِمَكَّةَ مِنَ المُسْلِمِينَ بِالهِجْرَةِ والخُرُوجِ إلى المَدِينَةِ، واللُّحُوقِ بِإخْوانِهِمْ مِنَ الأنْصارِ}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.412.|فَقالَ القَوْمُ: واللَّهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُ القَوْمَ هَذِهِ الليلة ليدخلن الحرم، فليمتنعن بِهِ مِنكُمْ، ولَئِنْ قَتَلْتُمُوهُمْ لَتَقْتُلَنَّهُمْ فِي الشَّهْرِ الحَرامِ فَتَرَدَّدَ القَوْمُ، وهابُوا الإقْدامَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ تَشَجَّعُوا عَلَيْهِمْ، وأجْمَعُوا عَلى قَتْلِ مَن قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنهُمْ، وأخْذِ ما مَعَهُمْ، فَرَمى واقِدُ بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، واسْتَأْسَرَ عُثْمانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ والحَكَمَ بْنَ كَيْسانَ، وأفْلَتَ نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأعْجَزَهُمْ، وأقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وأصْحابُهُ بِالعِيرِ والأسِيرَيْنِ، حَتّى قَدِمُوا عَلى رَسُولِ الله ص بِالمَدِينَةِ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص479.|قالَ: وفِيها غَنِمَ جَمَلَ أبِي جَهْلٍ، وكانَ مَهْرِيًّا يَغْزُو عَلَيْهِ ويَضْرِبُ فِي لِقاحِهِ.
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.334.|فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة، فإني والله لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا وتم حمزة على إسلامه، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله ص قد عز، وأن حمزة سيمنعه، فكفوا عن رسول الله ص بعض ما كانوا ينالون مِنهُ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.335.|أسلم- وكان رجلا جلدا جليدا منيعا، وكان قد اسلم قبل ذلك حمزه ابن عبد المطلب، ووجد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنفسهم قوة}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.369-368.|قالَ أبُو جَعْفَرٍ: فَلَمّا أذِنَ اللَّهُ ﷿ لرسوله ص في القِتالِ، ونَزَلَ قَوْلُهُ: «وقاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ ويَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ»، وبايَعَهُ الأنْصارُ عَلى ما وصَفْتُ مِن بَيْعَتِهِمْ، امر رسول الله ص أصْحابَهُ مِمَّنْ هُوَ مَعَهُ بِمَكَّةَ مِنَ المُسْلِمِينَ بِالهِجْرَةِ والخُرُوجِ إلى المَدِينَةِ، واللُّحُوقِ بِإخْوانِهِمْ مِنَ الأنْصارِ}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.412.|فَقالَ القَوْمُ: واللَّهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُ القَوْمَ هَذِهِ الليلة ليدخلن الحرم، فليمتنعن بِهِ مِنكُمْ، ولَئِنْ قَتَلْتُمُوهُمْ لَتَقْتُلَنَّهُمْ فِي الشَّهْرِ الحَرامِ فَتَرَدَّدَ القَوْمُ، وهابُوا الإقْدامَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ تَشَجَّعُوا عَلَيْهِمْ، وأجْمَعُوا عَلى قَتْلِ مَن قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنهُمْ، وأخْذِ ما مَعَهُمْ، فَرَمى واقِدُ بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، واسْتَأْسَرَ عُثْمانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ والحَكَمَ بْنَ كَيْسانَ، وأفْلَتَ نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأعْجَزَهُمْ، وأقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وأصْحابُهُ بِالعِيرِ والأسِيرَيْنِ، حَتّى قَدِمُوا عَلى رَسُولِ الله ص بِالمَدِينَةِ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص479.|قالَ: وفِيها غَنِمَ جَمَلَ أبِي جَهْلٍ، وكانَ مَهْرِيًّا يَغْزُو عَلَيْهِ ويَضْرِبُ فِي لِقاحِهِ.
قالَ أبُو جَعْفَرٍ: ثُمَّ أقامَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِالمَدِينَةِ، مُنْصَرفَهُ مِن بَدْرٍ، وكانَ قَدْ وادَعَ حِينَ قَدِمَ المَدِينَةَ يَهُودَها، عَلى أنْ لا يُعِينُوا عَلَيْهِ أحَدًا، وإنَّهُ إنْ دَهَمَهُ بِها عدو نصروه فلما قتل رسول الله ص مَن قَتَلَ بِبَدْرٍ مِن مُشْرِكِي قُرَيْشٍ، أظْهَرُوا لَهُ الحَسَدَ والبَغْيَ، وقالُوا: لَمْ يَلْقَ مُحَمَّدُ مَن يُحْسِنُ القِتالَ، ولَوْ لَقِيَنا لاقى عِنْدَنا قِتالا لا يُشْبِهُهُ قِتالُ أحَدٍ، وأظْهَرُوا نَقْضَ العَهْدِ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.480.|قالَ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ: نزل جبريل على رسول الله ص بِهَذِهِ الآيَةِ: «وإمّا تَخافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيانَةً فانْبِذْ إلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ»، فلما فرغ جبريل ع من هذه الآية، قال رسول الله ص، إنِّي أخافُ مِن بَنِي قَيْنُقاعٍ، قالَ عُرْوَةُ: فسار اليهم رسول الله ص بِهَذِهِ الآيَةِ.
قالَ أبُو جَعْفَرٍ: ثُمَّ أقامَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِالمَدِينَةِ، مُنْصَرفَهُ مِن بَدْرٍ، وكانَ قَدْ وادَعَ حِينَ قَدِمَ المَدِينَةَ يَهُودَها، عَلى أنْ لا يُعِينُوا عَلَيْهِ أحَدًا، وإنَّهُ إنْ دَهَمَهُ بِها عدو نصروه فلما قتل رسول الله ص مَن قَتَلَ بِبَدْرٍ مِن مُشْرِكِي قُرَيْشٍ، أظْهَرُوا لَهُ الحَسَدَ والبَغْيَ، وقالُوا: لَمْ يَلْقَ مُحَمَّدُ مَن يُحْسِنُ القِتالَ، ولَوْ لَقِيَنا لاقى عِنْدَنا قِتالا لا يُشْبِهُهُ قِتالُ أحَدٍ، وأظْهَرُوا نَقْضَ العَهْدِ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.480.|قالَ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ: نزل جبريل على رسول الله ص بِهَذِهِ الآيَةِ: «وإمّا تَخافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيانَةً فانْبِذْ إلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ»، فلما فرغ جبريل ع من هذه الآية، قال رسول الله ص، إنِّي أخافُ مِن بَنِي قَيْنُقاعٍ، قالَ عُرْوَةُ: فسار اليهم رسول الله ص بِهَذِهِ الآيَةِ.
قالَ الواقدي: وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صالِحٍ، عَنْ عاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ، قالَ: حاصرهم رسول الله ص خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً لا يَطْلُعُ مِنهُمْ أحَدٌ ثم نزلوا على حكم رسول الله ص، فَكُتِّفُوا وهُوَ يُرِيدُ قَتْلَهُمْ، فَكَلَّمَهُ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ.}}
قالَ الواقدي: وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صالِحٍ، عَنْ عاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ، قالَ: حاصرهم رسول الله ص خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً لا يَطْلُعُ مِنهُمْ أحَدٌ ثم نزلوا على حكم رسول الله ص، فَكُتِّفُوا وهُوَ يُرِيدُ قَتْلَهُمْ، فَكَلَّمَهُ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.491.|فاحْتَمَلْناهُ فَجِئْنا بِهِ رَسُولَ الله ص آخِرَ اللَّيْلِ وهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي، فَسَلَّمْنا عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إلَيْنا، فَأخْبَرْناهُ بِقَتْلِ عَدُوِّ اللَّهِ، وتَفِلَ عَلى جُرْحِ صاحِبِنا، ورَجَعْنا إلى أهْلِنا، فَأصْبَحْنا وقَدْ خافَتْ يَهُودُ بِوَقْعَتِنا بِعَدُوِّ اللَّهِ، فَلَيْسَ بِها يَهُودِيٌّ إلّا وهُوَ يَخافُ عَلى نَفْسِهِ قال: فقال رسول الله ص: مَن ظَفِرْتُمْ بِهِ مِن رِجالِ يَهُودَ فاقْتُلُوهُ، فَوَثَبَ مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ عَلى ابْنِ سُنَيْنَةَ- رَجُلٍ مِن تُجّارِ يَهُودَ كانَ يُلابِسُهُمْ ويُبايِعُهُمْ فَقَتَلَهُ- وكانَ حُوَيْصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ إذْ ذاكَ لَمْ يُسْلِمْ، وكانَ أسَنَّ مِن مُحَيِّصَةَ- فَلَمّا قَتَلَهُ جَعَلَ حُوَيْصَةُ يَضْرِبُهُ ويَقُولُ: أيْ عَدُوَّ اللَّهِ! قَتَلْتَهُ! أما واللَّهِ لَرُبَّ شَحْمٍ فِي بَطْنِكَ مِن مالِهِ! قالَ مُحَيِّصَةُ: فَقُلْتُ لَهُ: واللَّهِ لَوْ أمَرَنِي بِقَتْلِكَ مَن أمَرَنِي بِقَتْلِهِ لضربت عنقك قال: فو الله إنْ كانَ لأوَّلَ إسْلامِ حُوَيْصَةَ، وقالَ:
لَوْ أمَرَكَ مُحَمَّدٌ بِقَتْلِي لَقَتَلْتَنِي! قالَ: نَعَمْ واللَّهِ، لَوْ أمَرَنِي بِقَتْلِكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ قالَ: واللَّهِ إنَّ دِينًا بَلَغَ بِكَ هَذا لَعَجَبٌ! فَأسْلَمَ حُوَيْصَةُ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.495-493.|مقتل أبي رافع اليهودي
قال أبو جعفر: وفي هذه السنة كان مقتل أبي رافع اليهودي- فيما قيل- وكان سبب قتله، أنه كان- فيما ذكر عنه- يظاهر كعب بن الأشرف على رسول الله ص، فوجه اليه- فيما ذكر- رسول الله ص في النصف من جمادى الآخرة من هذه السنه عبد الله بن عتيك، فحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حَدَّثَنا مُصْعَبُ بْنُ المِقْدامِ، قالَ: حَدَّثَنِي إسْرائِيلُ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو إسْحاقَ، عَنِ البَراءِ، قالَ: بعث رسول الله ص إلى أبِي رافِعٍ اليَهُودِيِّ- وكانَ بِأرْضِ الحِجازِ- رِجالًا مِنَ الأنْصارِ، وأمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بن عقبة- أو عبد الله بن عتيك- وكان أبو رافع يؤذى رسول الله ص ويَبْغِي عَلَيْهِ، وكانَ فِي حِصْنٍ لَهُ بِأرْضِ الحِجازِ، فَلَمّا دَنَوْا مِنهُ وقَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وراحَ النّاسُ بِسَرْحِهِمْ، قالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بن عقبة- أو عبد الله بن عَتِيكٍ: اجْلِسُوا مَكانَكُمْ، فَإنِّي أنْطَلِقُ وأتَلَطَّفُ لِلْبَوّابِ، لَعَلِّي أدْخُلُ! قالَ:
فَأقْبَلَ حَتّى إذا دَنا مِنَ البابِ، تَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ، كَأنَّهُ يَقْضِي حاجَةً، وقَدْ دَخَلَ النّاسُ، فَهَتَفَ بِهِ البَوّابُ يا عَبْدَ اللَّهِ، إنْ كُنْتَ تُرِيدُ أنْ تَدْخُلَ فادْخُلْ، فَإنِّي أُرِيدُ أنْ أُغْلِقَ البابَ قالَ: فَدَخَلْتُ فَكَمَنتُ تَحْتَ آرِيِّ حِمارٍ، فَلَمّا دَخَلَ النّاسُ أغْلَقَ البابَ ثُمَّ عَلَّقَ الأقالِيدَ عَلى ودٍّ قالَ:
فَقُمْتُ إلى الأقالِيدِ فَأخَذْتُها، فَفَتَحْتُ البابَ، وكانَ أبُو رافِعٍ يَسْمُرُ عِنْدَهُ فِي عَلالِيٍّ، فَلَمّا ذَهَبَ عَنْهُ أهْلُ سَمَرِهِ، فَصَعِدْتُ إلَيْهِ فَجَعَلْتُ كُلَّما فَتَحْتُ بابًا أغْلَقْتُهُ عَلَيَّ مِن داخِلٍ قُلْتُ: إنَّ القَوْمَ نَذَرُوا بِي لَمْ يَخْلُصُوا إلَيَّ حَتّى أقْتُلَهُ قالَ: فانْتَهَيْتُ إلَيْهِ، فَإذا هُوَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ وسَطَ عِيالِهِ، لا أدْرِي أيْنَ هُوَ مِنَ البَيْتِ! قُلْتُ: أبا رافِعٍ! قالَ: مَن هَذا؟ قالَ:
فَأهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ، فَأضْرِبُهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ، وأنا دهش فما اغنى شَيْئًا وصاحَ، فَخَرَجْتُ مِنَ البَيْتِ ومَكَثْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ دَخَلْتُ إلَيْهِ، فَقُلْتُ: ما هَذا الصَّوْتُ يا أبا رافِعٍ؟ قالَ: لأُمِّكَ الوَيْلُ! إنَّ رَجُلًا فِي البَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بِالسَّيْفِ، قالَ: فاضْرِبْهُ فَأثْخِنْهُ ولَمْ أقْتُلْهُ قالَ: ثُمَّ وضَعْتُ ضَبِيبَ السَّيْفِ فِي بَطْنِهِ، حَتّى أخْرَجْتُهُ مِن ظَهْرِهِ، فَعَرَفْتُ أنِّي قَدْ قَتَلْتُهُ، فَجَعَلْتُ أفْتَحَ الأبْوابَ بابًا فَبابًا، حَتّى انْتَهَيْتُ إلى دَرَجَةٍ، فَوَضَعْتُ رِجْلِي، وأنا أرى أنِّي انْتَهَيْتُ إلى الأرْضِ، فَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، فانْكَسَرَتْ ساقِي، قالَ: فَعَصَبْتُها بِعِمامَتِي، ثُمَّ إنِّي انْطَلَقْتُ حَتّى جَلَسْتُ عِنْدَ البابِ، فَقُلْتُ.
واللَّهِ لا أبْرَحُ اللَّيْلَةَ حَتّى أعْلَمَ: أقَتَلْتُهُ أمْ لا؟ قالَ: فَلَمّا صاحَ الدِّيكُ، قامَ النّاعِي عَلَيْهِ عَلى السُّورِ، فَقالَ: أنْعى أبا رافِعٍ رَبّاحَ أهْلِ الحِجازِ! قالَ:
فانْطَلَقْتُ إلى أصْحابِي، فَقُلْتُ: النَّجاءَ! قَدْ قَتَلَ اللَّهُ أبا رافِعٍ، فانْتَهَيْتُ الى النبي ص، فَحَدَّثْتُهُ فَقالَ: ابْسُطْ رِجْلَكَ، فَبَسَطْتُها فَمَسَحَها فَكَأنَّما لَمْ أشْتَكِها قَطُّ}}
Editor، محررون، recentchangescleanup
٢٨٨

تعديل