الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والجهاد في سبيل الله»

لا يوجد ملخص تحرير
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٦١٨: سطر ٦١٨:
وكُنّا لَهُ دُونَ الجُنُودِ بِطانَةً … يُشاوِرُنا فِي أمْرِهِ ونُشاوِرُهْ
وكُنّا لَهُ دُونَ الجُنُودِ بِطانَةً … يُشاوِرُنا فِي أمْرِهِ ونُشاوِرُهْ
دَعانا فَسَمّانا الشِّعارَ مُقَدَّمًا … وكُنّا لَهُ عَوْنًا عَلى مَن يُناكِرُهْ [٣]
دَعانا فَسَمّانا الشِّعارَ مُقَدَّمًا … وكُنّا لَهُ عَوْنًا عَلى مَن يُناكِرُهْ [٣]
جَزى اللَّهُ خَيْرًا مِن نَبِيٍّ مُحَمَّدًا … وأيَّدَهُ بِالنَّصْرِ واَللَّهُ ناصِرُهْ}}
جَزى اللَّهُ خَيْرًا مِن نَبِيٍّ مُحَمَّدًا … وأيَّدَهُ بِالنَّصْرِ واَللَّهُ ناصِرُهْ}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.470.|قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وقالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْداسٍ أيْضًا:
مَن مُبْلِغُ الأقْوامِ أنَّ مُحَمَّدًا … رَسُولَ الإلَهِ راشِدٌ حَيْثُ يَمَّما [٤]
دَعا رَبَّهُ واسْتَنْصَرَ اللَّهَ وحْدَهُ … فَأصْبَحَ قَدْ وفّى إلَيْهِ وأنْعَما
سَرَيْنا وواعَدْنا قُدَيْدًا مُحَمَّدًا … يَؤُمُّ بِنا أمْرًا مِن اللَّهِ مُحْكَما
تَمارَوْا بِنا فِي الفَجْرِ حَتّى تَبَيَّنُوا … مَعَ الفَجْرِ فِتْيانًا وغابًا مُقَوَّمًا [٥]
عَلى الخَيْلِ مَشْدُودًا عَلَيْنا دُرُوعُنا … ورَجْلًا كَدُفّاعِ الأتِيِّ عَرَمْرَما [٦]
فَإنَّ سَراةَ الحَيِّ إنْ كُنْتَ سائِلًا … سُلَيْمٌ وفِيهِمْ مِنهُمْ مَن تَسَلَّما [٧]
وجُنْدٌ مِن الأنْصارِ لا يَخْذُلُونَهُ … أطاعُوا فَما يَعْصُونَهُ ما تَكَلَّما
فَإنْ تَكُ قَدْ أمَّرْتَ فِي القَوْمِ خالِدًا … وقَدَّمْتَهُ فَإنَّهُ قَدْ تَقَدَّما
بِجُنْدٍ هَداهُ اللَّهُ أنْتَ أمِيرُهُ … تُصِيبُ بِهِ فِي الحَقِّ مَن كانَ أظْلَما
حَلَفْتُ يَمِينًا بَرَّةً لِمُحَمَّدٍ … فَأكْمَلْتُها ألْفًا مِن الخَيْلِ مُلْجَما
وقالَ نَبِيُّ المُؤْمِنِينَ تَقَدَّمُوا … وحُبَّ إلَيْنا أنْ نَكُونَ المُقَدَّما
وبِتْنا بِنَهْيِ المُسْتَدِيرِ ولَمْ يَكُنْ … بِنا الخَوْفُ إلّا رَغْبَةً وتحزّما
أطَعْناكَ حَتّى أسْلَمَ النّاسُ كُلُّهُمْ … وحَتّى صَبَحْنا الجَمْعَ أهْلَ يَلَمْلَما [١]
يَضِلُّ الحِصانُ الأبْلَقُ الوَرْدُ وسْطَهُ … ولا يَطْمَئِنُّ الشَّيْخُ حَتّى يُسَوَّما [٢]
سَمَوْنا لَهُمْ وِرْدَ القَطا زَفَّهُ ضُحى … وكُلٌّ تَراهُ عَنْ أخِيهِ قَدَ احْجَما [٣]
لَدُنْ غُدْوَةً حَتّى تَرَكْنا عَشِيَّةً … حُنَيْنًا وقَدْ سالَتْ دَوافِعُهُ دَما [٤]
إذا شِئْتَ مِن كُلٍّ رَأيْتَ طِمِرَّةً … وفارِسَها يَهْوِى ورُمْحًا مُحَطَّما [٥]
وقَدْ أحْرَزَتْ مِنّا هَوازِنُ سَرْبَها … وحُبَّ إلَيْها أنْ نَخِيبَ ونُحْرَما [٦]}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.476.|(شِعْرُ أبِي ثَوابٍ فِي هِجاءِ قُرَيْشٍ):
وقالَ أبُو ثَوابٍ زَيْدُ بْنُ صُحارٍ، أحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ:
ألا هَلْ أتاكَ أنْ غَلَبَتْ قُرَيْشٌ … هَوازِنَ والخُطُوبُ لَها شُرُوطُ
وكُنّا يا قُرَيْشُ إذا غَضِبْنا … يَجِيءُ مِن الغِضابِ دَمٌ عَبِيطُ [٣]
وكُنّا يا قُرَيْشُ إذا غَضِبْنا … كَأنَّ أُنُوفَنا فِيها سَعُوطُ [٤]
فَأصْبَحْنا تَسَوَّقُنا قُرَيْشٌ … سِياقَ العِيرِ يَحْدُوها النَّبِيطُ [٥]
فَلا أنا إنْ سُئِلْتُ الخَسْفَ آبٍ … ولا أنا أنْ ألِينَ لَهُمْ نَشِيطُ [٦]
سَيُنْقَلُ لَحْمُها فِي كُلِّ فَجٍّ … وتُكْتَبُ فِي مَسامِعِها القُطُوطُ [٧]
ويُرْوى «الخُطُوطُ»، وهَذا البَيْتُ فِي رِوايَةِ أبِي سَعْدٍ [٨].
قالَ ابْنُ هِشامٍ: ويُقالُ: أبُو ثَوابٍ زِيادُ بْنُ ثَوابٍ. وأنْشَدَنِي خَلَفٌ الأحْمَرُ قَوْلُهُ: «
يَجِيءُ مِن الغِضابِ دَمٌ عَبِيطُ
»، وآخِرَها بَيْتًا عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحاقَ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.480-478.|(مَسِيرُ الرَّسُولِ إلى الطّائِفِ وشِعْرُ كَعْبٍ):
ثُمَّ سارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الطّائِفِ حِينَ فَرَغَ مِن حُنَيْنٍ، فَقالَ كَعْبُ بْنُ مالِكٍ، حِينَ أجْمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم السَّيْرَ إلى الطّائِفِ:
قَضَيْنا مِن تِهامَةَ كُلَّ رَيْبٍ … وخيبر ثمَّ أجممنا السُّيُوفا [١]
نُخَيِّرُها ولَوْ نَطَقَتْ لَقالَتْ … قَواطِعُهُنَّ: دَوْسًا أوْ ثَقِيفًا [٢]
فَلَسْتُ لِحاضِنٍ إنْ لَمْ تَرَوْها … بِساحَة داركم منّا أُلُوفا [٣]
ونَنْتَزِعُ العُرُوشَ بِبَطْنِ وجٍّ … وتُصْبِحُ دُورُكُمْ مِنكُمْ خُلُوفا [٤]
ويَأْتِيكُمْ لَنا سَرَعانُ خَيْلٍ … يُغادِرُ خَلْفَهُ جَمْعًا كَثِيفا [٥]
إذا نَزَلُوا بِساحَتِكُمْ سَمِعْتُمْ … لَها مِمّا أناخَ بِها رَجِيفا [٦]
بِأيْدِيهِمْ قَواضِبُ مُرْهَفاتٌ … يُزِرْنَ المُصْطَلِينَ بِها الحُتُوفا [٧]
كَأمْثالِ العَقائِقِ أخْلَصَتْها … قُيُونُ الهِنْدِ لَمْ تُضْرَبْ كَتِيفا [٨]
تَخالُ جَدِيَّةَ الأبْطالِ فِيها … غَداةَ الزَّحْفِ جادِيًّا مَدُوفا [٩]
أجِدَّهُمْ ألَيْسَ لَهُمْ نَصِيحٌ … مِن الأقْوامِ كانَ بِنا عَرِيفا [١٠]
يُخَبِّرُهُمْ بِأنّا قَدْ جَمَعْنا … عِتاقَ الخَيْلِ والنُّجُبَ الطُّرُوفا [١١]
وأنّا قد أتيناهم يزحف … يُحِيطُ بِسُورِ حِصْنِهِمْ صُفُوفا [١]
رَئِيسُهُمْ النَّبِيُّ وكانَ صُلْبًا … نَقِيَّ القَلْبِ مُصْطَبِرًا عَزُوفا [٢]
رَشِيدُ الأمْرِ ذُو حُكْمٍ وعِلْمٍ … وحِلْمٍ لَمْ يَكُنْ نَزِقًا خَفِيفا [٣]
نُطِيعُ نَبِيَّنا ونُطِيعُ رَبًّا … هُوَ الرَّحْمَنُ كانَ بِنا رَءُوفا
فَإنْ تُلْقُوا إلَيْنا السِّلْمَ نَقْبَلْ … ونَجْعَلْكُمْ لَنا عَضُدًا ورِيفا [٤]
وإنْ تَأْبَوْا نُجاهِدْكُمْ ونَصْبِرْ … ولا يَكُ أمْرُنا رَعِشًا ضَعِيفا [٥]
نُجالِدُ ما بَقِينا أوْ تُنِيبُوا … إلى الإسْلامِ إذْعانًا مُضِيفا [٦]
نُجاهِدُ لا نُبالِي مَن لَقِينا … أأهْلَكْنا التِّلادَ أمْ الطَّرِيفا [٧]
وكَمْ مِن مَعْشَرٍ ألَبُوا عَلَيْنا … صَمِيمَ الجِذْمِ مِنهُمْ والحَلِيفا [٨]
أتَوْنا لا يَرَوْنَ لَهُمْ كِفاء … فَجَدَّعْنا المَسامِعَ والأُنُوفا [٩]
بِكُلِّ مُهَنَّدٍ لَيْنٍ صَقِيلٍ … يَسُوقُهُمْ بِها سَوْقًا عَنِيفا [١٠]
لِأمْرِ اللَّهِ والإسْلامِ حَتّى … يَقُومَ الدِّينُ مُعْتَدِلًا حَنِيفا
وتُنْسى اللّاتُ والعُزّى ووَدٌّ … ونَسْلُبُها القَلائِدَ والشُّنُوفا [١١]
فَأمْسَوْا قَدْ أقَرُّوا واطْمَأنُّوا … ومَن لا يَمْتَنِعْ يَقْبَلْ [١٢] خُسُوفا [١٣]}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.501.|(تَخَوُّفُ بَجِيرٍ عَلى أخِيهِ كَعْبٍ ونَصِيحَتُهُ لَهُ):
ولَمّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن مُنْصَرَفِهِ عَنْ الطّائِفِ كَتَبَ بُجَيْرُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أبِي سُلْمى إلى أخِيهِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ يُخْبِرُهُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَتَلَ رِجالًا بِمَكَّةَ، مِمَّنْ كانَ يَهْجُوهُ ويُؤْذِيهِ، وأنَّ مَن بَقِيَ مِن شُعَراءِ قُرَيْشٍ، ابْنَ الزِّبَعْرى وهُبَيْرَةَ بْنَ أبِي وهْبٍ، قَدْ هَرَبُوا فِي كُلِّ وجْهٍ، فَإنْ كانَتْ لَكَ فِي نَفْسِكَ حاجَةٌ، فَطِرْ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإنَّهُ لا يَقْتُلُ أحَدًا جاءَهُ تائِبًا، وإنْ أنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فانْجُ إلى نَجائِكَ [١] مِن الأرْضِ}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.515-514.|(اسْتِرْضاءُ كَعْبٍ الأنْصارَ بِمَدْحِهِ إيّاهُمْ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وقالَ عاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ: فَلَمّا قالَ كَعْبٌ: «إذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابِيلُ»، وإنَّما يُرِيدُنا مَعْشَرَ الأنْصارِ، لِما كانَ صاحِبُنا صَنَعَ بَهْ ما صَنَعَ [١]، وخَصَّ المُهاجِرِينَ مِن قُرَيْشٍ مِن أصْحابِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ.
وسلم بِمِدْحَتِهِ، غَضِبَتْ عَلَيْهِ الأنْصارُ، فَقالَ بَعْدَ أنْ أسْلَمَ يَمْدَحُ الأنْصارَ، ويَذْكُرُ بَلاءَهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ومَوْضِعَهُمْ مِن اليَمَنِ:
مَن سَرَّهُ كَرْمُ الحَياةِ فَلا يَزَلْ … فِي مِقْنَبٍ مِن صالِحِي الأنْصارِ [٢]
ورِثُوا المَكارِمَ كابِرًا عَنْ كابِرٍ … إنّ الخِيارَ هُمْ بَنُو الأخْيارِ
المُكْرِهِينَ السَّمْهَرِيَّ بِأذْرُعٍ … كَسَوالِفِ الهِنْدِيِّ غَيْرَ قِصارِ [٣]
والنّاظِرِينَ بِأعْيُنٍ مُحْمَرَّةٍ … كالجَمْرِ غَيْرَ كَلَيْلَةِ الأبْصارِ
والبائِعِينَ نُفُوسَهُمْ لِنَبِيِّهِمْ … لِلْمَوْتِ يَوْمَ تَعانُقٍ وكِرارِ
والقائِدِينَ [٤] النّاسَ عَنْ أدْيانِهِمْ … بِالمَشْرَفِيِّ وبِالقَنا الخَطّارِ [٥]
يَتَطَهَّرُونَ يَرَوْنَهُ نُسْكًا لَهُمْ … بِدِماءِ مَن عَلِقُوا مِن الكُفّارِ
دَرِبُوا كَما دَرِبَتْ بِبَطْنٍ خَفِيَّةٍ … غُلْبُ الرِّقابِ مِن الأسْوَدِ ضَوارِي [٦]
وإذا حَلَلْتَ لِيَمْنَعُوكَ إلَيْهِمْ … أصْبَحْتَ عِنْدَ مَعاقِلِ الأعْفارِ [١]
ضَرَبُوا عَلِيًّا يَوْمَ بَدْرٍ ضَرْبَةً … دانَتْ لِوَقْعَتِها جَمِيعُ نِزارِ [٢]
لَوْ يَعْلَمُ الأقْوامُ عِلْمِي كُلَّهُ … فِيهِمْ لَصَدَّقَنِي الَّذِينَ أُمارِي [٣]
قَوْمٌ إذا خَوَتْ النُّجُومُ فَإنَّهُمْ … لِلطّارِقِينَ النّازِلِينَ مَقارِي [٤]
فِي الغُرِّ مِن غَسّانَ مِن جُرْثُومَةٍ … أعْيَتْ مَحافِرُها عَلى المِنقارِ [٥]
قالَ ابْنُ هِشامٍ: ويُقالُ إنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لَهُ حَيْنَ أنْشَدَهُ:
«بانَتْ سُعادُ فَقَلْبِي اليَوْمَ مَتْبُولُ
»: لَوْلا ذَكَرْتُ الأنْصارَ بِخَيْرِ، فَإنَّهُمْ لِذَلِكَ أهْلٌ، فَقالَ كَعْبٌ هَذِهِ الأبْياتَ، وهِيَ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. قالَ ابْنُ هِشامٍ: وذَكَرَ لِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعانَ أنَّهُ قالَ: أنْشَدَ كَعْبُ ابْن زُهَيْرٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي المَسْجِدِ:
«بانَتْ سُعادٌ فَقَلْبِي اليَوْمَ مَتْبُولُ [٦]
»}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.516-515.|غَزْوَةُ تَبُوكَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ
(أمْرُ الرَّسُولِ النّاسَ بِالتَّهَيُّؤِ لِتَبُوكَ):
قالَ: حَدَّثَنا أبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ المَلِكِ بْنِ هِشامٍ، قالَ زِيادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ البَكّائِيَّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحاقَ المُطَّلِبِيِّ، قالَ: ثُمَّ أقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ ما بَيْنَ ذِي الحَجَّةِ إلى رَجَبٍ، ثُمَّ أمَرَ النّاسَ بِالتَّهَيُّؤِ لِغَزْوِ الرُّومِ. وقَدْ ذَكَرَ لَنا الزُّهْرِيُّ ويَزِيدُ بْنُ رُومانَ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبِي بَكْرٍ وعاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ، وغَيْرُهُمْ مِن عُلَمائِنا، كُلٌّ حَدَّثَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ما بَلَغَهُ عَنْها، وبَعْضُ القَوْمِ يُحَدِّثُ ما لا يُحَدِّثُ بَعْضٌ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أمَرَ أصْحابَهُ بِالتَّهَيُّؤِ لِغَزْوِ الرُّومِ، وذَلِكَ فِي زَمانٍ مِن عُسْرَةِ النّاسِ، وشِدَّةٍ مِن الحَرِّ، وجَدْبٍ مِن البِلادِ: وحِينَ طابَتْ الثِّمارُ، والنّاسُ يُحِبُّونَ المُقامَ فِي ثِمارِهِمْ وظِلالِهِمْ، ويَكْرَهُونَ الشُّخُوصَ عَلى الحالِ مِن الزَّمانِ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ، وكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَلَّما يَخْرُجُ فِي غَزْوَةٍ إلّا كَنّى عَنْها، وأخْبَرَ أنَّهُ يُرِيدُ غَيْرَ الوَجْهِ الَّذِي يَصْمُدُ لَهُ [١]، إلّا ما كانَ مِن غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَإنَّهُ بَيَّنَها لِلنّاسِ، لِبُعْدِ الشُّقَّةِ [٢]، وشِدَّةِ الزَّمانِ، وكَثْرَةِ العَدُوِّ الَّذِي يَصْمُدُ لَهُ، لِيَتَأهَّبَ النّاسُ لِذَلِكَ أُهْبَتَهُ، فَأمَرَ النّاسَ بِالجِهازِ، وأخْبَرَهُمْ أنَّهُ يُرِيدُ الرُّومَ.}}
Editor، محررون، recentchangescleanup
٢٨٨

تعديل