الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والجهاد في سبيل الله»

لا يوجد ملخص تحرير
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٤٢٢: سطر ٤٢٢:
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ثُمَّ جِئْتُ عَلِيًّا فَوَجَدْتُهُ ألْيَنَ القَوْمِ، وقَدْ أشارَ عَلَيَّ بِشَيْء صَنعته، فو الله ما أدْرِي هَلْ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئًا أمْ لا؟ قالُوا: وبِمَ أمَرَكَ؟ قالَ: أمَرَنِي أنْ أُجِيرَ بَيْنَ النّاسِ، فَفَعَلْتُ، قالُوا: فَهَلْ أجازَ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ؟ قالَ: لا، قالُوا:
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ثُمَّ جِئْتُ عَلِيًّا فَوَجَدْتُهُ ألْيَنَ القَوْمِ، وقَدْ أشارَ عَلَيَّ بِشَيْء صَنعته، فو الله ما أدْرِي هَلْ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئًا أمْ لا؟ قالُوا: وبِمَ أمَرَكَ؟ قالَ: أمَرَنِي أنْ أُجِيرَ بَيْنَ النّاسِ، فَفَعَلْتُ، قالُوا: فَهَلْ أجازَ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ؟ قالَ: لا، قالُوا:
ويْلَكَ! واَللَّهِ إنْ زادَ الرَّجُلُ عَلى أنْ لَعِبَ بِكَ، فَما يُغْنِي عَنْكَ ما قُلْتُ. قالَ:
ويْلَكَ! واَللَّهِ إنْ زادَ الرَّجُلُ عَلى أنْ لَعِبَ بِكَ، فَما يُغْنِي عَنْكَ ما قُلْتُ. قالَ:
لا واَللَّهِ، ما وجَدْتُ غَيْرَ ذَلِكَ.}}
لا واَللَّهِ، ما وجَدْتُ غَيْرَ ذَلِكَ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.398-397.|(تَجْهِيزُ الرَّسُولِ لِفَتْحِ مَكَّةَ):
وأمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالجَهازِ، وأمَرَ أهْلَهُ أنْ يُجَهِّزُوهُ، فَدَخَلَ أبُو بَكْرٍ عَلى ابْنَتِهِ عائِشَةَ ﵂، وهِيَ تُحَرِّكُ بَعْضَ جَهازِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: أيْ بُنَيَّةُ: أأمَرَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنْ تُجَهِّزُوهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، فَتَجَهَّزْ، قالَ: فَأيْنَ تَرَيْنَهُ يُرِيدُ؟ قالَتْ: (لا) واَللَّهِ ما أدْرِي. ثُمَّ إنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أعْلَمَ النّاسَ أنَّهُ سائِرٌ إلى مَكَّةَ، وأمَرَهُمْ بِالجِدِّ والتَّهَيُّؤِ، وقالَ: اللَّهمّ خُذْ العُيُونَ والأخْبارَ عَنْ قُرَيْشٍ حَتّى نَبْغَتَها [١] فِي بِلادِها. فَتَجَهَّزَ النّاسُ.
(شِعْرُ حَسّانَ فِي تَحْرِيضِ النّاسِ):
فَقالَ حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ يُحَرِّضُ النّاسَ، ويَذْكُرُ مُصابَ رِجالِ خُزاعَةَ:
عَنانِي ولَمْ أشْهَدْ بِبَطْحاءِ مَكَّةٍ … رِجالُ بَنِي كَعْبٍ تُحَزُّ رِقابُها [١]
بِأيْدِي رِجالٍ لَمْ يَسُلُّوا سُيُوفَهُمْ … وقَتْلى كَثِيرٌ لَمْ تُجَنَّ ثِيابُها [٢]
ألا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَنالَنَّ نُصْرَتِي … سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وخْزُها وعُقابُها [٣]
وصَفْوانُ عَوْدٌ [٤] حَنَّ مِن شُفْرِ اسْتِهِ [٥] … فَهَذا أوانُ الحَرْبِ شُدَّ عِصابُها
فَلا تَأْمَنَنّا يا بن أُمِّ مُجالِدٍ … إذا اُحْتُلِبَتْ صَرْفًا وأعْصَلَ نابُها [٦]
ولاَ تَجْزَعُوا مِنّا فَإنَّ سُيُوفَنا … لَها وقْعَةٌ بِالمَوْتِ يُفْتَحُ بابُها
قالَ ابْنُ هِشامٍ: قَوْلُ حَسّانَ: «
بأيدي رِجالٍ لَمْ يَسُلُّوا سُيُوفَهُمْ
» يَعْنِي قُرَيْشًا، «وابْنُ أُمِّ مُجالِدٍ» يَعْنِي عِكْرِمَةَ بْنَ أبِي جَهْلٍ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.404.|(عَرْضُ جُيُوشِ الرَّسُولِ أمامَ أبِي سُفْيانَ):
قالَ: ومَرَّتْ القَبائِلُ عَلى راياتِها، كُلَّما مَرَّتْ قَبِيلَةٌ قالَ: يا عَبّاسُ، مَن هَذِهِ؟ فَأقُولُ: سليم، فَيَقُول: ما لي ولِسُلَيْمٍ، ثُمَّ تَمُرُّ القَبِيلَةُ فَيَقُولُ: يا عَبّاسُ، مَن هَؤُلاءِ؟ فَأقُولُ: مُزَيْنَةُ، فَيَقُول: ما لي ولِمُزَيْنَةَ، حَتّى نَفِدَتْ القَبائِلُ، ما تَمُرُّ بِهِ قَبِيلَةٌ إلّا يَسْألُنِي عَنْها، فَإذا أخْبَرْتُهُ بهم، قالَ: ما لي ولِبَنِي فُلانٍ، حَتّى مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي كَتِيبَتِهِ الخَضْراءِ.
قالَ ابْنُ هِشامٍ: وإنَّما قِيلَ لَها الخَضْراءُ لِكَثْرَةِ الحَدِيدِ وظُهُورِهِ فِيها.
قالَ الحارِثُ بْنُ حِلِّزَةَ اليَشْكُرِيُّ:
ثُمَّ حُجْرًا أعْنِي ابْنَ أُمِّ قَطامٍ … ولَهُ فارِسِيَّةٌ خَضْراءُ
يَعْنِي الكَتِيبَةَ، وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ، وقالَ حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الأنْصارِيُّ:
لَمّا رَأى بَدْرًا تَسِيلُ جِلاهُهُ … بِكَتِيبَةِ خَضْراءَ مِن بَلْخَزْرَجِ
وهَذا البَيْتُ فِي أبْياتٍ لَهُ قَدْ كَتَبْناها فِي أشْعارِ يَوْمِ بَدْرٍ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فِيها المُهاجِرُونَ والأنْصارُ، ﵃، لا يُرى مِنهُمْ إلّا الحَدَقُ مِن الحَدِيدِ، فَقالَ: سُبْحانَ اللَّهِ: يا عَبّاسُ، مَن هَؤُلاءِ؟ قالَ: قُلْتُ:
هَذا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي المُهاجِرِينَ والأنْصارِ، قالَ: ما لِأحَدِ بِهَؤُلاءِ قِبَلٌ ولا طاقَةٌ، واَللَّهِ يا أبا الفَضْلِ، لَقَدْ أصْبَحَ مُلْكُ ابْنِ أخِيكَ الغَداةَ عَظِيمًا، قالَ:
قُلْتُ: يا أبا سُفْيانَ، إنّها النُّبُوَّةُ. قالَ: فَنَعَمْ إذَنْ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.409-408.|قالَ ابْنُ إسْحاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبِي نَجِيحٍ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، قالا: وأُصِيبَ مِن جُهَيْنَةَ سَلَمَةُ بْنُ المَيْلاءِ، مِن خَيْلِ خالِدِ بْنِ الوَلِيدِ، وأُصِيبَ مِن المُشْرِكِينَ ناسٌ قَرِيبٌ مِن اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، أوْ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، ثُمَّ انْهَزَمُوا، فَخَرَجَ حِماسٌ مُنْهَزِمًا حَتّى دَخَلَ بَيْتَهُ، ثُمَّ قالَ لِامْرَأتِهِ: أغَلِقِي عَلَيَّ بابِي، قالَتْ: فَأيْنَ ما كُنْتُ تَقُولُ؟ فَقالَ:
إنّكِ لَوْ شَهِدْتُ يَوْمَ الخَنْدَمَهْ … إذْ فَرَّ صَفْوانُ وفَرَّ عِكْرِمَهْ
وأبُو يَزِيدَ قائِمٌ كالمُوتَمَهْ … واسْتَقْبَلَتْهُمْ بِالسُّيُوفِ المُسْلِمَهْ [٢]
يَقْطَعْنَ كُلَّ ساعِدٍ وجُمْجُمَهْ … ضَرْبًا فَلا يُسْمَعُ إلّا غَمْغَمَهْ [٣]
لَهُمْ نَهِيتٌ خَلْفَنا وهَمْهَمَهْ … لَمْ تَنْطِقِي فِي اللَّوْمِ أدْنى كَلِمَهْ [٤]
قالَ ابْنُ هِشامٍ: أنْشَدَنِي بَعْضُ أهْلِ العِلْمِ بِالشِّعْرِ قَوْلَهُ «كالمُوتَمَهْ»، وتُرْوى لِلرَّعّاشِ [١] الهُذَلِيِّ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.411-409.|(عَهْدُ الرَّسُولِ إلى أُمَرائِهِ وأمْرُهُ بِقَتْلِ نَفَرٍ سَمّاهُمْ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ عَهِدَ إلى أُمَرائِهِ مِن المُسْلِمِينَ، حِينَ أمَرَهُمْ أنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ، أنْ لا يُقاتِلُوا إلّا مَن قاتَلَهُمْ، إلّا أنَّهُ قَدْ عَهِدَ فِي نَفَرٍ سَمّاهُمْ أمَرَ بِقَتْلِهِمْ وإنْ وُجِدُوا تَحْتَ أسْتارِ الكَعْبَةِ، مِنهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، أخُو بَنِي عامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.
(سَبَبُ أمْرِ الرَّسُولِ بِقَتْلِ سَعْدٍ وشَفاعَةُ عُثْمانَ فِيهِ):
وإنَّما أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ لِأنَّهُ قَدْ كانَ أسْلَمَ، وكانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الوَحْيَ، فارْتَدَّ مُشْرِكًا راجِعًا إلى قُرَيْشٍ، فَفَرَّ إلى عُثْمانَ بْنِ عَفّانَ، وكانَ أخاهُ لِلرَّضاعَةِ، فَغَيَّبَهُ حَتّى أتى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أنْ اطْمَأنَّ النّاسُ وأهْلُ مَكَّةَ، فاسْتَأْمَنَ لَهُ: فَزَعَمُوا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَمَتَ طَوِيلًا، ثُمَّ قالَ: نَعَمْ، فَلَمّا انْصَرَفَ عَنْهُ عُثْمانُ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَن حَوْلَهُ مِن أصْحابِهِ: لَقَدْ صَمَتُّ لِيَقُومَ إلَيْهِ بَعْضُكُمْ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقالَ رَجُلٌ مِن الأنْصارِ: فَهَلّا أوْمَأْتُ إلَيَّ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: إنّ النَّبِيَّ لا يَقْتُلُ بِالإشارَةِ. قالَ ابْنُ هِشامٍ: ثُمَّ أسْلَمَ بَعْدُ، فَوَلّاهُ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ بَعْضَ أعْمالِهِ، ثُمَّ ولّاهُ عُثْمانُ بْنُ عَفّانَ بَعْدَ عُمَرَ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، رَجُلٌ مِن بَنِي تَيْمِ بْنِ غالِبٍ: إنّما أمَرَ بِقَتْلِهِ أنَّهُ كانَ مُسْلِمًا، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُصَدِّقًا [١]، وبَعَثَ مَعَهُ رَجُلًا مِن الأنْصارِ، وكانَ مَعَهُ مَوْلى لَهُ يَخْدُمُهُ، وكانَ مُسْلِمًا، فَنَزَلَ مَنزِلًا، وأمَرَ المَوْلى أنْ يَذْبَحَ لَهُ تَيْسًا، فَيَصْنَعَ لَهُ طَعامًا، فَنامَ، فاسْتَيْقَظَ ولَمْ يَصْنَعْ لَهُ شَيْئًا، فَعَدا عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ ارْتَدَّ مُشْرِكًا.
(أسَماءُ مَن أمَرَ الرَّسُولُ بِقَتْلِهِمْ وسَبَبُ ذَلِكَ):
وكانَتْ لَهُ قَيْنَتانِ: فَرْتَنى وصاحِبَتُها، وكانَتا تُغَنِّيانِ بِهِجاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِما مَعَهُ.
والحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذِ بْنِ وهْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، وكانَ مِمَّنْ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ.
قالَ ابْنُ هِشامٍ: وكانَ العَبّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ حَمَلَ فاطِمَةَ وأُمَّ كُلْثُومٍ، ابْنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن مَكَّةَ يُرِيدُ بِهِما المَدِينَةَ، فَنَخَسَ بِهِما الحُوَيْرِثُ ابْن نُقَيْذٍ، فَرَمى بِهِما إلى الأرْضِ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ ومِقْيَسُ بْنُ حُبابَةَ [٢]: وإنَّما أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ، لِقَتْلِ الأنْصارِيِّ الَّذِي كانَ قَتَلَ أخاهُ خَطَأً، ورُجُوعُهُ إلى قُرَيْشٍ مُشْرِكًا.
وسارَةُ، مَوْلاةٌ لِبَعْضِ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ. وعِكْرِمَةُ بْنُ أبِي جَهْلٍ. وكانَتْ سارَةُ مِمَّنْ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ، فَأمّا عِكْرِمَةُ فَهَرَبَ إلى اليَمَنِ، وأسْلَمْتُ امْرَأتُهُ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ الحارِثِ بْنِ هِشامٍ، فاسْتَأْمَنَتْ لَهُ مِن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأمَّنَهُ، فَخَرَجَتْ فِي طَلَبِهِ إلى اليَمَنِ [٣]، حَتّى أتَتْ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأسْلَمَ.
وأمّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، فَقَتَلَهُ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ المَخْزُومِيُّ وأبُو بَرْزَةَ الأسْلَمِيُّ، اشْتَرَكا فِي دَمِهِ، وأمّا مِقْيَسُ بْنُ حُبابَةَ [٤] فَقَتَلَهُ نُمَيْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، رَجُلٌ مِن قَوْمِهِ، فَقالَتْ أُخْتُ مِقْيَسٍ فِي قَتْلِهِ:
لَعَمْرِي لَقَدْ أخْزى نُمَيْلَةُ رَهْطَهُ … وفَجَّعَ أضْيافَ الشِّتاءِ بِمِقْيَسِ
فَلِلَّهِ عَيْنا مَن رَأى مِثْلَ مِقْيَسٍ … إذا النُّفَساءُ أصْبَحَتْ لَمْ تُخَرَّسْ [١]
وأمّا قَيْنَتا ابْنِ خَطَلٍ فَقُتِلَتْ إحْداهُما، وهَرَبَتْ الأُخْرى، حَتّى اُسْتُؤْمِنَ لَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ، فَأمَّنَها. وأمّا سارَةُ فاسْتُؤْمِنَ لَها فَأمَّنَها، ثُمَّ بَقِيَتْ حَتّى أوْطَأها رَجُلٌ مِن النّاسِ فَرَسًا فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ بِالأبْطَحِ فَقَتَلَها.
وأمّا الحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذٍ فَقَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ.
(حَدِيثُ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ أمَّنَتْهُما أُمُّ هانِئٍ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أبِي هِنْدَ، عَنْ أبِي مُرَّةَ، مَوْلى عَقِيلِ ابْن أبِي طالِبٍ، أنَّ أمّ هانِئ بنت أبِي طالِبٍ قالَتْ: لَمّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأعْلى مَكَّةَ، فَرَّ إلَيَّ رَجُلانِ مِن أحْمائِي، مِن بَنِي مَخْزُومٍ، وكانَتْ عِنْدَ هُبَيْرَةَ بْنِ أبِي وهْبٍ المَخْزُومِيِّ، قالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ أخِي، فَقالَ: واَللَّهِ لَأقْتُلَنَّهُما، فَأغْلَقْتُ عَلَيْهِما بابَ بَيْتِي، ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهُوَ بِأعْلى مَكَّةَ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ مِن جَفْنَةٍ إنّ فِيها لَأثَرَ العَجِينِ، وفاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبِهِ، فَلَمّا اغْتَسَلَ أخَذَ ثَوْبَهُ فَتَوَشَّحَ بِهِ، ثُمَّ صَلّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ مِن الضُّحى ثُمَّ انْصَرَفَ إلَيَّ، فَقالَ: مَرْحَبًا وأهْلًا يا أُمَّ هانِئٍ، ما جاءَ بِكَ؟ فَأخْبَرْتُهُ خَبَرَ الرَّجُلَيْنِ وخَبَرَ عَلِيٍّ، فَقالَ: قَدْ أجَرْنا مَن أجَرْتِ، وأمَّنّا مَن أمَّنْتُ، فَلا يَقْتُلْهُما. قالَ ابْنُ هِشامٍ: هُما الحارِثُ بْنُ هِشامٍ، وزُهَيْرُ بن أبى أمّة بْنُ المُغِيرَةِ.}}
Editor، محررون، recentchangescleanup
٢٨٨

تعديل