الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والجهاد في سبيل الله»

لا يوجد ملخص تحرير
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٢٧٠: سطر ٢٧٠:
مُجالَدُنا عَنْ دِينِنا.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.223.|(هَمَّ الرَّسُولُ بِعَقْدِ الصُّلْحِ بَيْنَهُ وبَيْنَ غَطَفانَ ثُمَّ عَدَلَ):
مُجالَدُنا عَنْ دِينِنا.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.223.|(هَمَّ الرَّسُولُ بِعَقْدِ الصُّلْحِ بَيْنَهُ وبَيْنَ غَطَفانَ ثُمَّ عَدَلَ):
فَلَمّا اشْتَدَّ عَلى النّاسِ البَلاءُ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَما حَدَّثَنِي عاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ ومَن لا أتَّهِمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ [٢] اللَّهِ بْنِ شِهابٍ الزُّهْرِيِّ، إلى عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، وإلى الحارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أبِي حارِثَةَ المُرِّيِّ، وهُما قائِدا غَطَفانَ، فَأعْطاهُما ثُلُثَ ثِمارِ المَدِينَةِ عَلى أنْ يَرْجِعا بِمَن مَعَهُما عَنْهُ وعَنْ أصْحابِهِ، فَجَرى بَيْنَهُ وبَيْنَهُما الصُّلْحُ، حَتّى كَتَبُوا الكِتابَ ولَمْ تَقَعْ الشَّهادَةُ ولا عَزِيمَةُ الصُّلْحِ، إلّا المُراوَضَةُ فِي ذَلِكَ. فَلَمّا أرادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يَفْعَلَ، بَعَثَ إلى سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ وسَعْدِ بْنِ عُبادَةَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُما، واسْتَشارَهُما فِيهِ، فَقالا لَهُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أمْرًا نُحِبُّهُ فَنَصْنَعُهُ، أمْ شَيْئًا أمَرَكَ اللَّهُ بِهِ، لا بُدَّ لَنا مِن العَمَلِ بِهِ، أمْ شَيْئًا تَصْنَعُهُ لَنا؟ قالَ: بَلْ شَيْءٌ أصْنَعُهُ لَكُمْ، واَللَّهِ ما أصْنَعُ ذَلِكَ إلّا لِأنَّنِي رَأيْتُ العَرَبَ قَدْ رَمَتْكُمْ عَنْ قَوْسٍ واحِدَةٍ، وكالَبُوكُمْ [٣] مِن كُلِّ جانِبٍ، فَأرَدْتُ أنْ أكْسِرَ عَنْكُمْ مِن شَوْكَتِهِمْ إلى أمْرٍ ما، فَقالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ مُعاذٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ كُنّا نَحْنُ وهَؤُلاءِ القَوْمُ عَلى الشِّرْكِ باللَّه وعِبادَةِ الأوْثانِ، لا نَعْبُدُ اللَّهَ ولا نَعْرِفُهُ، وهُمْ لا يَطْمَعُونَ أنْ يَأْكُلُوا مِنها تَمْرَةً إلّا قِرًى [٤] أوْ بَيْعًا، أفَحِينَ أكْرَمْنا اللَّهُ بِالإسْلامِ وهَدانا لَهُ وأعَزَّنا بِكَ وبِهِ، نُعْطِيهِمْ أمْوالَنا! (واَللَّهِ) [٥] ما لَنا بِهَذا مِن حاجَةٍ، واَللَّهِ لا نُعْطِيهِمْ إلّا السَّيْفَ حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنا وبَيْنَهُمْ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَأنْتَ وذاكَ. فَتَناوَلَ سَعْدُ بْنُ مُعاذٍ الصَّحِيفَةَ، فَمَحا ما فِيها مِن الكِتابِ، ثُمَّ قالَ: لِيَجْهَدُوا عَلَيْنا.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.225.|وأقْبَلَتْ الفُرْسانُ تُعْنِقُ نَحْوَهُمْ، وكانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ قَدْ قاتَلَ يَوْمَ بَدْرٍ حَتّى أثْبَتَتْهُ الجِراحَةُ، فَلَمْ يَشْهَدْ يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمّا كانَ يَوْمُ الخَنْدَقِ خَرَجَ مُعْلِمًا [١] لِيُرِيَ مَكانَهُ. فَلَمّا وقَفَ هُوَ وخَيْلُهُ، قالَ: مَن يُبارِزُ؟ فَبَرَزَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ فَقالَ لَهُ: يا عَمْرُو، إنّكَ قَدْ كُنْتُ عاهَدْتُ اللَّهَ ألّا يَدْعُوكَ رَجُلٌ مِن قُرَيْشٍ إلى إحْدى خَلَّتَيْنِ إلّا أخَذْتَها مِنهُ، قالَ لَهُ: أجَلْ، قالَ لَهُ عَلِيٌّ: فَإنِّي أدْعُوكَ إلى اللَّهِ وإلى رَسُولِهِ، وإلى الإسْلامِ، قالَ: لا حاجَةَ لِي بِذَلِكَ، قالَ: فَإنِّي أدْعُوكَ إلى النِّزالِ، فَقالَ لَهُ: لِمَ يا بن أخى؟ فو الله ما أُحِبُّ أنْ أقْتُلَكَ، قالَ لَهُ عَلِيٌّ: لَكِنِّي واَللَّهِ أُحِبُّ أنْ أقْتُلَكَ، فَحَمى [٢] عَمْرٌو عِنْدَ ذَلِكَ، فاقْتَحَمَ عَنْ فَرَسِهِ، فَعَقَرَهُ، وضَرَبَ وجْهَهُ، ثُمَّ أقْبَلَ عَلى عَلِيٍّ، فَتَنازَلا وتَجاوَلا، فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ ﵁ [٣].
فَلَمّا اشْتَدَّ عَلى النّاسِ البَلاءُ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَما حَدَّثَنِي عاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ ومَن لا أتَّهِمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ [٢] اللَّهِ بْنِ شِهابٍ الزُّهْرِيِّ، إلى عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، وإلى الحارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أبِي حارِثَةَ المُرِّيِّ، وهُما قائِدا غَطَفانَ، فَأعْطاهُما ثُلُثَ ثِمارِ المَدِينَةِ عَلى أنْ يَرْجِعا بِمَن مَعَهُما عَنْهُ وعَنْ أصْحابِهِ، فَجَرى بَيْنَهُ وبَيْنَهُما الصُّلْحُ، حَتّى كَتَبُوا الكِتابَ ولَمْ تَقَعْ الشَّهادَةُ ولا عَزِيمَةُ الصُّلْحِ، إلّا المُراوَضَةُ فِي ذَلِكَ. فَلَمّا أرادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يَفْعَلَ، بَعَثَ إلى سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ وسَعْدِ بْنِ عُبادَةَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُما، واسْتَشارَهُما فِيهِ، فَقالا لَهُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أمْرًا نُحِبُّهُ فَنَصْنَعُهُ، أمْ شَيْئًا أمَرَكَ اللَّهُ بِهِ، لا بُدَّ لَنا مِن العَمَلِ بِهِ، أمْ شَيْئًا تَصْنَعُهُ لَنا؟ قالَ: بَلْ شَيْءٌ أصْنَعُهُ لَكُمْ، واَللَّهِ ما أصْنَعُ ذَلِكَ إلّا لِأنَّنِي رَأيْتُ العَرَبَ قَدْ رَمَتْكُمْ عَنْ قَوْسٍ واحِدَةٍ، وكالَبُوكُمْ [٣] مِن كُلِّ جانِبٍ، فَأرَدْتُ أنْ أكْسِرَ عَنْكُمْ مِن شَوْكَتِهِمْ إلى أمْرٍ ما، فَقالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ مُعاذٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ كُنّا نَحْنُ وهَؤُلاءِ القَوْمُ عَلى الشِّرْكِ باللَّه وعِبادَةِ الأوْثانِ، لا نَعْبُدُ اللَّهَ ولا نَعْرِفُهُ، وهُمْ لا يَطْمَعُونَ أنْ يَأْكُلُوا مِنها تَمْرَةً إلّا قِرًى [٤] أوْ بَيْعًا، أفَحِينَ أكْرَمْنا اللَّهُ بِالإسْلامِ وهَدانا لَهُ وأعَزَّنا بِكَ وبِهِ، نُعْطِيهِمْ أمْوالَنا! (واَللَّهِ) [٥] ما لَنا بِهَذا مِن حاجَةٍ، واَللَّهِ لا نُعْطِيهِمْ إلّا السَّيْفَ حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنا وبَيْنَهُمْ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَأنْتَ وذاكَ. فَتَناوَلَ سَعْدُ بْنُ مُعاذٍ الصَّحِيفَةَ، فَمَحا ما فِيها مِن الكِتابِ، ثُمَّ قالَ: لِيَجْهَدُوا عَلَيْنا.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.225.|وأقْبَلَتْ الفُرْسانُ تُعْنِقُ نَحْوَهُمْ، وكانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ قَدْ قاتَلَ يَوْمَ بَدْرٍ حَتّى أثْبَتَتْهُ الجِراحَةُ، فَلَمْ يَشْهَدْ يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمّا كانَ يَوْمُ الخَنْدَقِ خَرَجَ مُعْلِمًا [١] لِيُرِيَ مَكانَهُ. فَلَمّا وقَفَ هُوَ وخَيْلُهُ، قالَ: مَن يُبارِزُ؟ فَبَرَزَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ فَقالَ لَهُ: يا عَمْرُو، إنّكَ قَدْ كُنْتُ عاهَدْتُ اللَّهَ ألّا يَدْعُوكَ رَجُلٌ مِن قُرَيْشٍ إلى إحْدى خَلَّتَيْنِ إلّا أخَذْتَها مِنهُ، قالَ لَهُ: أجَلْ، قالَ لَهُ عَلِيٌّ: فَإنِّي أدْعُوكَ إلى اللَّهِ وإلى رَسُولِهِ، وإلى الإسْلامِ، قالَ: لا حاجَةَ لِي بِذَلِكَ، قالَ: فَإنِّي أدْعُوكَ إلى النِّزالِ، فَقالَ لَهُ: لِمَ يا بن أخى؟ فو الله ما أُحِبُّ أنْ أقْتُلَكَ، قالَ لَهُ عَلِيٌّ: لَكِنِّي واَللَّهِ أُحِبُّ أنْ أقْتُلَكَ، فَحَمى [٢] عَمْرٌو عِنْدَ ذَلِكَ، فاقْتَحَمَ عَنْ فَرَسِهِ، فَعَقَرَهُ، وضَرَبَ وجْهَهُ، ثُمَّ أقْبَلَ عَلى عَلِيٍّ، فَتَنازَلا وتَجاوَلا، فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ ﵁ [٣].
وخَرَجَتْ خَيْلُهُمْ مُنْهَزِمَةً، حَتّى اقْتَحَمَتْ مِن الخَنْدَقِ هارِبَةً.}}
وخَرَجَتْ خَيْلُهُمْ مُنْهَزِمَةً، حَتّى اقْتَحَمَتْ مِن الخَنْدَقِ هارِبَةً.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.241-240.|(مَقْتَلُ بَنِي قُرَيْظَةَ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ثُمَّ اسْتَنْزَلُوا، فَحَبَسَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ فِي دارِ بِنْتِ الحارِثِ [٢]، امْرَأةٍ مِن بَنِي النَّجّارِ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى سُوقِ المَدِينَةِ، الَّتِي هِيَ سُوقُها اليَوْمَ، فَخَنْدَقَ بِها خَنادِقَ، ثُمَّ بَعَثَ إلَيْهِمْ، فَضَرَبَ أعْناقَهُمْ فِي تِلْكَ الخَنادِقِ، يُخْرَجُ بِهِمْ إلَيْهِ أرْسالًا [١]، وفِيهِمْ عَدُوُّ اللَّهِ حُيَيُّ بْنُ أخْطَبَ، وكَعْبُ بْنُ أسَدٍ، رَأْسُ القَوْمِ، وهم ستّ مائَة أو سبع مائَة، والمُكْثِرُ لَهُمْ يَقُولُ: كانُوا بَين الثمان مائَة والتسع مائَة. وقَدْ قالُوا لِكَعْبِ بْنِ أسَدٍ، وهُمْ يُذْهَبُ بِهِمْ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أرْسالًا: يا كَعْبُ، ما تَراهُ يُصْنَعُ بِنا؟ قالَ: أفِي كُلِّ مَوْطِنٍ لا تَعْقِلُونَ؟ ألا تَرَوْنَ الدّاعِيَ لا يَنْزِعُ، وأنَّهُ مَن ذُهِبَ بِهِ مِنكُمْ لا يَرْجِعُ؟ هُوَ واَللَّهِ القَتْلُ! فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ الدَّأْبُ حَتّى فَرَغَ مِنهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.250-248.|ثُمَّ قالَ: «مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنهُمْ مَن قَضى نَحْبَهُ»: أيْ فَرَغَ مِن عَمَلِهِ، ورَجَعَ إلى رَبِّهِ، كَمَن [١] اُسْتُشْهِدَ يَوْمَ بَدْرٍ ويَوْمَ أُحُدٍ.
(تَفْسِيرُ ابْنِ هِشامٍ لِبَعْضِ الغَرِيبِ):
قالَ ابْنُ هِشامٍ: قَضى نَحْبَهُ: ماتَ، والنَّحْبُ: النَّفْسُ، فِيما أخْبَرَنِي أبُو عُبَيْدَةَ وجَمْعُهُ: نُحُوبٌ. قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
عَشِيَّةَ فرّ الحارثيّون بعد ما … قضى نحبه فِي [٢] ملتقى الخَيل هوبر
وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. وهَوْبَرُ: مِن بَنِي الحارِثِ بْنِ كَعْبٍ، أرادَ: يَزِيدَ ابْن هَوْبَرٍ. والنَّحْبُ (أيْضًا): النَّذْرُ. قالَ جَرِيرُ بْنُ الخَطْفِيِّ:
بِطِخْفَةَ جالَدْنا [٣] المُلُوكَ وخَيْلُنا … عَشِيَّةَ بِسْطامٍ جَرَيْنَ عَلى نَحْبِ
يَقُولُ: عَلى نَذْرٍ كانَتْ نَذَرَتْ أنْ تَقْتُلَهُ فَقَتَلَتْهُ، وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ وبِسْطامٌ: بِسْطامُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَسْعُودٍ الشَّيْبانِيِّ، وهُوَ ابْنُ ذِي الجَدَّيْنِ. حَدَّثَنِي أبُو عُبَيْدَةَ: أنَّهُ كانَ فارِسَ رَبِيعَةَ بْنِ نِزارٍ. وطِخْفَةُ: مَوْضِعٌ بِطَرِيقِ البَصْرَةِ [٤] والنَّحْبُ (أيْضًا): الخِطارُ، وهُوَ: الرِّهانُ. قالَ الفَرَزْدَقُ:
وإذْ نَحَبَتْ كَلْبٌ عَلى النّاسِ أيُّنا … عَلى النَّحْبِ أعْطى لِلْجَزِيلِ وأفْضَلُ
والنَّحْبُ (أيْضًا): البُكاءُ. ومِنهُ قَوْلُهُمْ يُنْتَحَبُ. والنَّحْبُ (أيْضًا): الحاجَةُ والهِمَّةُ، تَقُولُ: ما لِي عِنْدَهُمْ نَحْبٌ. قالَ مالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ اليَرْبُوعِي:
وما لِي نَحْبٌ عِنْدَهُمْ غَيْرَ أنَّنِي … تَلَمَّسْتُ ما تَبْغِي من الشّدن الشّجر [٥]
وقالَ نَهارُ بْنُ تَوْسِعَةَ، أحَدُ بَنِي تَيْمِ اللّاتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ.
قالَ ابْنُ هِشام: هَؤُلاءِ موالٍ بَنِي حَنِيفَةَ [١]:
ونَجّى يُوسُفَ الثَّقَفِيَّ رَكْضٌ … دِراكٌ بَعْدَ ما وقَعَ اللِّواءُ [٢]
ولَوْ أدْرَكْنَهُ لَقَضَيْنَ نَحْبًا [٣] … بِهِ ولِكُلِّ مُخْطَأةٍ وِقاءُ
والنَّحْبُ (أيْضًا): السَّيْرُ الخَفِيفُ المُرُّ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ [٤]: «ومِنهُمْ مَن يَنْتَظِرُ ٣٣: ٢٣»: أيْ ما وعَدَ اللَّهُ بِهِ مِن نَصْرِهِ، والشَّهادَةُ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ أصْحابُهُ. يَقُولُ اللَّهُ تَعالى: وما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ٣٣: ٢٣: أيْ ما شَكُّوا وما تَرَدَّدُوا فِي دِينِهِمْ، وما اسْتَبْدَلُوا بِهِ غَيْرَهُ. لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ، ويُعَذِّبَ المُنافِقِينَ إنْ شاءَ، أوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ، إنَّ اللَّهَ كانَ غَفُورًا رَحِيمًا. ورَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ ٣٣: ٢٤- ٢٥: أيْ قُرَيْشًا وغَطَفانَ لَمْ يَنالُوا خَيْرًا، وكَفى اللَّهُ المُؤْمِنِينَ القِتالَ وكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا. وأنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِن أهْلِ الكِتابِ ٣٣: ٢٥- ٢٦: أيْ بَنِي قُرَيْظَةَ «مِن صَياصِيهِمْ ٣٣: ٢٦»، والصَّياصِي: الحُصُونُ والآطامُ الَّتِي كانُوا فِيها.
قالَ ابْنُ هِشامٍ: قالَ سُحَيْمٌ عَبْدُ بَنِي الحِسْحاسِ، وبَنُو الحِسْحاسِ مِن بَنِي أسَدِ ابْن خُزَيْمَةَ:
وأصْبَحَتْ الثِّيرانُ صَرْعى وأصْبَحَتْ … نِساءُ تَمِيمٍ يَبْتَدِرْنَ الصَّياصِيا [٥]
وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. والصَّياصِيُّ (أيْضًا): القُرُونُ. قالَ النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ:
وِسادَةَ رَهْطِي حَتّى بَقِيتُ … فَرْدًا كَصَيْصِيَةِ الأعْضَبِ [٦]
يَقُولُ: أصابَ المَوْتُ سادَةَ رَهْطِي [٧]. وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. وقالَ أبُو دَواُدَ الإيادِيُّ [٨]:
فَذَعَرْنا سُحْمَ الصَّياصِي بِأيْدِيهِنَّ … نَضْحٌ مِن الكُحَيْلِ وقارُ [١]
وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ [٢]. والصَّياصِي (أيْضًا): الشَّوْكُ الَّذِي لِلنَّسّاجِينَ، فِيما أخْبَرَنِي أبُو عُبَيْدَةَ. وأنْشَدَنِي لِدُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ الجُشَمِىِّ، جُشَمُ بْنُ مُعاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوازِنَ:
نَظَرْتُ إلَيْهِ والرِّماحُ [٣] تَنُوشُهُ [٤] … كَوَقْعِ الصَّياصِي فِي النَّسِيجِ المُمَدَّدِ
وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. والصَّياصِيُّ (أيْضًا): الَّتِي تَكُونُ فِي أرْجُلِ الدِّيَكَةِ ناتِئَةً كَأنَّها القُرُونُ الصِّغارُ، والصَّياصِي (أيْضًا): الأُصُولُ. أخْبَرَنِي أبُو عُبَيْدَةَ أنَّ العَرَبَ تَقُولُ: جَذَّ اللَّهُ صِيصِيَتَهُ: أيْ أصْلَهُ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: «وقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وتَأْسِرُونَ فَرِيقًا ٣٣: ٢٦»: أيْ قَتَلَ الرِّجالَ، وسَبى الذَّرارِيَّ والنِّساءَ، «وأوْرَثَكُمْ أرْضَهُمْ ودِيارَهُمْ وأمْوالَهُمْ وأرْضًا لَمْ تَطَؤُها ٣٣: ٢٧»: يَعْنِي خَيْبَرَ «وكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ٣٣: ٢٧».
(وفاةُ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ وما ظَهَرَ مَعَ ذَلِكَ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فَلَمّا انْقَضى شَأْنُ بَنِي قُرَيْظَةَ انْفَجَرَ بِسَعْدِ بْنِ مُعاذٍ جُرْحُهُ، فَماتَ مِنهُ شَهِيدًا.}}
Editor، محررون، recentchangescleanup
٢٨٨

تعديل