الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والجهاد في سبيل الله»

لا يوجد ملخص تحرير
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١٤٩: سطر ١٤٩:
قالَ ابْنُ هِشامٍ: مُسْجِحًا: سَلِسُ السِّياسَةِ مُحْسِنٌ (إلى الغَنَمِ) [٢]. وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. «وما جَعَلَهُ اللَّهُ إلّا بُشْرى لَكُمْ، ولِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ، وما النَّصْرُ إلّا مِن عِنْدِ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ» ٣: ١٢٦: أيْ ما سَمَّيْتُ لَكُمْ مَن سَمَّيْتُ مِن جُنُودِ مَلائِكَتِي إلّا بُشْرى لَكُمْ، ولِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ، لِما أعْرِفُ مِن ضَعْفِكُمْ، وما النَّصْرُ إلّا مِن عِنْدِي، لِسُلْطانِي وقُدْرَتِي، وذَلِكَ أنَّ العِزَّ والحُكْمَ إلَيَّ، لا إلى أحَدٍ مِن خَلْقِي. ثُمَّ قالَ: «لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ» ٣: ١٢٧: أيْ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِن المُشْرِكِينَ بِقَتْلٍ يَنْتَقِمُ بِهِ مِنهُمْ، أوْ يَرُدَّهُمْ خائِبِينَ: أيْ ويَرْجِعُ مَن بَقِيَ مِنهُمْ فَلًّا خائِبِينَ، لَمْ يَنالُوا شَيْئًا مِمّا كانُوا يَأْمُلُونَ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.112.|(ذِكْرُ شَجاعَةِ المُجاهِدِينَ مِن قَبْلُ مَعَ الأنْبِياءِ):
قالَ ابْنُ هِشامٍ: مُسْجِحًا: سَلِسُ السِّياسَةِ مُحْسِنٌ (إلى الغَنَمِ) [٢]. وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. «وما جَعَلَهُ اللَّهُ إلّا بُشْرى لَكُمْ، ولِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ، وما النَّصْرُ إلّا مِن عِنْدِ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ» ٣: ١٢٦: أيْ ما سَمَّيْتُ لَكُمْ مَن سَمَّيْتُ مِن جُنُودِ مَلائِكَتِي إلّا بُشْرى لَكُمْ، ولِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ، لِما أعْرِفُ مِن ضَعْفِكُمْ، وما النَّصْرُ إلّا مِن عِنْدِي، لِسُلْطانِي وقُدْرَتِي، وذَلِكَ أنَّ العِزَّ والحُكْمَ إلَيَّ، لا إلى أحَدٍ مِن خَلْقِي. ثُمَّ قالَ: «لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ» ٣: ١٢٧: أيْ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِن المُشْرِكِينَ بِقَتْلٍ يَنْتَقِمُ بِهِ مِنهُمْ، أوْ يَرُدَّهُمْ خائِبِينَ: أيْ ويَرْجِعُ مَن بَقِيَ مِنهُمْ فَلًّا خائِبِينَ، لَمْ يَنالُوا شَيْئًا مِمّا كانُوا يَأْمُلُونَ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.112.|(ذِكْرُ شَجاعَةِ المُجاهِدِينَ مِن قَبْلُ مَعَ الأنْبِياءِ):
ثُمَّ قالَ: «وكَأيِّنْ مِن نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ، فَما وهَنُوا لِما أصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وما ضَعُفُوا وما اسْتَكانُوا، والله يُحِبُّ الصّابِرِينَ» ٣: ١٤٦:
ثُمَّ قالَ: «وكَأيِّنْ مِن نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ، فَما وهَنُوا لِما أصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وما ضَعُفُوا وما اسْتَكانُوا، والله يُحِبُّ الصّابِرِينَ» ٣: ١٤٦:
أيْ وكَأيِّنْ مِن نَبِيٍّ أصابَهُ القَتْلُ، ومَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ: أيْ جَماعَةٌ، فَما وهَنُوا لِفَقْدِ نَبِيِّهِمْ، وما ضَعُفُوا عَنْ عَدُوِّهِمْ، وما اسْتَكانُوا لِما أصابَهُمْ فِي الجِهادِ عَنْ اللَّهِ تَعالى وعَنْ دِينِهِمْ، وذَلِكَ الصَّبْرُ، واَللَّهُ يُحِبُّ الصّابِرِينَ «وما كانَ قَوْلَهُمْ إلّا أنْ قالُوا رَبَّنا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، وإسْرافَنا فِي أمْرِنا، وثَبِّتْ أقْدامَنا، وانْصُرْنا عَلى القَوْمِ الكافِرِينَ» ٣: ١٤٧.}}
أيْ وكَأيِّنْ مِن نَبِيٍّ أصابَهُ القَتْلُ، ومَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ: أيْ جَماعَةٌ، فَما وهَنُوا لِفَقْدِ نَبِيِّهِمْ، وما ضَعُفُوا عَنْ عَدُوِّهِمْ، وما اسْتَكانُوا لِما أصابَهُمْ فِي الجِهادِ عَنْ اللَّهِ تَعالى وعَنْ دِينِهِمْ، وذَلِكَ الصَّبْرُ، واَللَّهُ يُحِبُّ الصّابِرِينَ «وما كانَ قَوْلَهُمْ إلّا أنْ قالُوا رَبَّنا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، وإسْرافَنا فِي أمْرِنا، وثَبِّتْ أقْدامَنا، وانْصُرْنا عَلى القَوْمِ الكافِرِينَ» ٣: ١٤٧.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.110.|(ذِكْرُ ما أصابَهُمْ وتَعْزِيَتُهُمْ عَنْهُ):
ثُمَّ اسْتَقْبَلَ ذِكْرَ المُصِيبَةِ الَّتِي نَزَلَتْ بِهِمْ، والبَلاءَ الَّذِي أصابَهُمْ، والتَّمْحِيصَ لِما كانَ فِيهِمْ، واِتِّخاذَهُ الشُّهَداءَ مِنهُمْ، فَقالَ: تَعْزِيَةً لَهُمْ، وتَعْرِيفًا لَهُمْ فِيما صَنَعُوا، وفِيما هُوَ صانِعٌ بِهِمْ. «قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأرْضِ فانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ» ٣: ١٣٧: أيْ قَدْ مَضَتْ مِنِّي وقائِعُ نِقْمَةٍ فِي أهْلِ التَّكْذِيبِ لِرُسُلِي والشِّرْكِ بِي: عادٍ وثَمُودَ وقَوْمِ لُوطٍ وأصْحابِ مَدْيَنَ، فَرَأوْا مَثُلاتٍ قَدْ مَضَتْ مِنِّي فِيهِمْ، ولِمَن هُوَ عَلى مِثْلِ ما هُمْ عَلَيْهِ مِن ذَلِكَ مِنِّي، فَإنِّي أمْلَيْتُ لَهُمْ: أيْ لِئَلّا يَظُنُّوا أنَّ نِقْمَتِي انْقَطَعَتْ عَنْ عَدُوِّكُمْ وعَدُوِّي، لِلدَّوْلَةِ الَّتِي أدْلَتْهُمْ بِها عَلَيْكُمْ، لِيَبْتَلِيَكُمْ بِذَلِكَ، لِيُعَلِّمَكُمْ ما عِنْدَكُمْ.
ثُمَّ قالَ تَعالى: «هَذا بَيانٌ لِلنّاسِ وهُدىً ومَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ» ٣: ١٣٨: أيْ هَذا تَفْسِيرٌ لِلنّاسِ إنْ قَبِلُوا الهُدى «وهُدىً ومَوْعِظَةٌ» ٣: ١٣٨: أيْ نُورٌ وأدَبٌ «لِلْمُتَّقِينَ» ٣: ١٣٨ أيْ لِمَن أطاعَنِي وعَرَفَ أمْرِي. «ولا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا» ٣: ١٣٩: أيْ لا تَضْعُفُوا ولا تَبْتَئِسُوا عَلى ما أصابَكُمْ، «وأنْتُمُ الأعْلَوْنَ» ٣: ١٣٩: أيْ لَكُمْ تَكُونُ العاقِبَةُ والظُّهُورُ «إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» ٣: ١٣٩: أيْ إنْ كُنْتُم صدّقتم نَبِي بِما بِما جاءَكُمْ بِهِ عَنِّي. «إنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ» ٣: ١٤٠: أيْ جِراحُ [١] مِثْلُها، «وتِلْكَ الأيّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النّاسِ» ٣: ١٤٠: أيْ نُصَرِّفُها بَيْنَ النّاسِ لِلْبَلاءِ والتَّمْحِيصِ «ولِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا، ويَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَداءَ، والله لا يُحِبُّ الظّالِمِينَ» ٣: ١٤٠: أيْ لِيُمَيِّزَ بَيْنَ المُؤْمِنِينَ والمُنافِقِينَ، ولِيُكْرِمَ مَن أكْرَمَ مِن أهْلِ الإيمانِ بِالشَّهادَةِ «والله لا يُحِبُّ الظّالِمِينَ» ٣: ١٤٠: أيْ المُنافِقِينَ الَّذِينَ يُظْهِرُونَ بِألْسِنَتِهِمْ الطّاعَةَ وقُلُوبُهُمْ مُصِرَّةٌ عَلى المَعْصِيَةِ «ولِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا» ٣: ١٤١: أيْ يَخْتَبِرَ الَّذِينَ آمَنُوا حَتّى يُخَلِّصَهُمْ بِالبَلاءِ الَّذِي نَزَلَ بِهِمْ، وكَيْفَ صَبْرُهُمْ ويَقِينُهُمْ «ويَمْحَقَ الكافِرِينَ» ٣: ١٤١: أيْ يُبْطِلَ مِن المُنافِقِينَ قَوْلَهُمْ بِألْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ، حَتّى يَظْهَرَ مِنهُمْ كُفْرُهُمْ الَّذِي يَسْتَتِرُونَ بِهِ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.111-110.|(دَعْوَةُ الجَنَّةِ لِلْمُجاهِدِينَ):
ثُمَّ قالَ تَعالى: «أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ ولَمّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنكُمْ ويَعْلَمَ الصّابِرِينَ» ٣: ١٤٢: أيْ حَسِبْتُمْ أنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ، فَتُصِيبُوا مِن ثَوابِي الكَرامَةَ، ولَمْ أخْتَبِرْكُمْ بِالشِّدَّةِ، وأبْتَلِيَكُمْ بِالمَكارِهِ، حَتّى أعْلَمَ صِدْقَ ذَلِكَ مِنكُمْ بِالإيمانِ بِي، والصَّبْرَ عَلى ما أصابَكُمْ فِيَّ، ولَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الشَّهادَةَ عَلى الَّذِي أنْتُمْ عَلَيْهِ مِن الحَقِّ قَبْلَ أنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، يَعْنِي الَّذِينَ اسْتَنْهَضُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى خُرُوجِهِ بِهِمْ إلى عَدُوِّهِمْ، لِما فاتهم من حضورا اليَوْمِ الَّذِي كانَ قَبْلَهُ بِبَدْرٍ، ورَغْبَةً فِي الشَّهادَةِ الَّتِي فاتَتْهُمْ بِها، فَقالَ: «ولَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ المَوْتَ مِن قَبْلِ أنْ تَلْقَوْهُ» ٣: ١٤٣ يَقُولُ: «فَقَدْ رَأيْتُمُوهُ وأنْتُمْ تَنْظُرُونَ» ٣: ١٤٣: أيْ المَوْتُ بِالسُّيُوفِ فِي أيْدِي الرِّجالِ قَدْ خُلِّيَ بَيْنَكُمْ وبَيْنَهُمْ وأنْتُمْ تَنْظُرُونَ إلَيْهِمْ، ثُمَّ صَدَّهُمْ عَنْكُمْ. «وما مُحَمَّدٌ إلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أفَإنْ ماتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أعْقابِكُمْ، ومن يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا، وسَيَجْزِي اللَّهُ الشّاكِرِينَ» ٣: ١٤٤: أيْ لِقَوْلِ النّاسِ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وانْهِزامُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ، وانْصِرافُهُمْ عَنْ عَدُوِّهِمْ «أفَإنْ ماتَ أوْ قُتِلَ» ٣: ١٤٤ رَجَعْتُمْ عَنْ دِينِكُمْ كُفّارًا كَما كُنْتُمْ، وتَرَكْتُمْ جِهادَ عَدُوِّكُمْ، وكِتابَ اللَّهِ. وما خَلَّفَ نَبِيُّهُ صلى الله عليه وسلم مِن دِينِهِ مَعَكُمْ وعِنْدَكُمْ، وقَدْ بَيَّنَ لَكُمْ فِيما جاءَكُمْ بِهِ عَنِّي أنَّهُ مَيِّتٌ ومُفارِقُكُمْ، «ومن يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ» ٣: ١٤٤: أيْ يَرْجِعُ عَنْ دِينِهِ «فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا» ٣: ١٤٤: أيْ لَيْسَ يُنْقِصُ ذَلِكَ عِزَّ اللَّهِ تَعالى ولا مُلْكَهُ ولا سُلْطانَهُ ولا قُدْرَتَهُ، «وسَيَجْزِي اللَّهُ الشّاكِرِينَ» ٣: ١٤٤:
أيْ مَن أطاعَهُ وعَمِلَ بِأمْرِهِ [١].}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.114.|قالَ ابْنُ هِشامٍ: الحَسُّ: الِاسْتِئْصالُ: يُقالُ: حَسَسْتُ الشَّيْءَ: أيْ اسْتَأْصَلْتُهُ بِالسَّيْفِ وغَيْرِهِ. قالَ جَرِيرٌ:
تَحُسُّهُمْ السُّيُوفُ كَما تَسامى … حَرِيقُ النّارِ فِي الأجَمِ الحَصِيدِ [١]
وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. وقالَ رُؤْبَةُ بْنُ العَجّاجِ:
إذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسا … تَأْكُلُ بَعْدَ الأخْضَرِ اليَبِيسا
وهَذانِ البَيْتانِ فِي أُرْجُوزَةٍ لَهُ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: «حَتّى إذا فَشِلْتُمْ ٣: ١٥٢»: أيْ تَخاذَلْتُمْ «وتَنازَعْتُمْ فِي الأمْرِ ٣: ١٥٢» أيْ اخْتَلَفْتُمْ فِي أمْرِي، أيْ تَرَكْتُمْ أمْرَ نَبِيِّكُمْ وما عَهِدَ إلَيْكُمْ، يَعْنِي الرُّماةَ «وعَصَيْتُمْ مِن بَعْدِ ما أراكُمْ ما تُحِبُّونَ ٣: ١٥٢»: أيْ الفَتْحُ، لا شَكَّ فِيهِ، وهَزِيمَةُ القَوْمِ عَنْ نِسائِهِمْ وأمْوالِهِمْ، «مِنكُمْ مَن يُرِيدُ الدُّنْيا ٣: ١٥٢»: أيْ الَّذِينَ أرادُوا النَّهْبَ فِي الدُّنْيا وتَرْكَ ما أُمِرُوا بِهِ مِن الطّاعَةِ الَّتِي عَلَيْها ثَوابُ الآخِرَةِ «ومِنكُمْ مَن يُرِيدُ الآخِرَةَ ٣: ١٥٢»: أيْ الَّذِينَ جاهَدُوا فِي اللَّهِ، ولَمْ يُخالِفُوا إلى ما نُهُوا عَنْهُ، لِعَرَضٍ مِن الدُّنْيا، رَغْبَةً فِيها، رَجاءَ ما عِنْدِ اللَّهِ مِن حُسْنِ ثَوابِهِ فِي الآخِرَةِ، أيْ الَّذِينَ جاهَدُوا فِي الدِّينِ ولَمْ يُخالِفُوا إلى ما نُهُوا عَنْهُ، لِعَرَضِ مِن الدُّنْيا، لِيَخْتَبِرَكُمْ، وذَلِكَ بِبَعْضِ ذُنُوبِكُمْ، ولَقَدْ عَفا اللَّهُ عَنْ عَظِيمِ ذَلِكَ، أنْ لا يُهْلِكَكُمْ بِما أتَيْتُمْ مِن مَعْصِيَةِ نَبِيِّكُمْ، ولَكِنِّي عُدْتُ بِفَضْلِي عَلَيْكُمْ، وكَذَلِكَ «مَنَّ اللَّهُ عَلى المُؤْمِنِينَ ٣: ١٦٤» أنْ عاقَبَ بِبَعْضِ الذُّنُوبِ فِي عاجِلِ الدُّنْيا أدَبًا ومَوْعِظَةً، فَإنَّهُ غَيْرُ مُسْتَأْصِلٍ لِكُلِّ ما فِيهِمْ مِن الحَقِّ لَهُ عَلَيْهِمْ، بِما أصابُوا مِن مَعْصِيَتِهِ، رَحْمَةً لَهُمْ، وعائِدَةً عَلَيْهِمْ، لِما فِيهِمْ مِن الإيمانِ.
(تَأْنِيبُهُ إيّاهُمْ لِفِرارِهِمْ عَنْ نَبِيّهم):
ثمَّ أنبّههم بِالفِرارِ عَنْ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم، وهُمْ يُدْعَوْنَ لا يَعْطِفُونَ عَلَيْهِ لِدُعائِهِ إيّاهُمْ، فَقالَ: «إذْ تُصْعِدُونَ ولا تَلْوُونَ عَلى أحَدٍ، والرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ، فَأثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ، لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ ولا ما أصابَكُمْ ٣: ١٥٣»: أيْ كَرْبًا بَعْدَ كَرْبٍ، بِقَتْلِ مَن قُتِلَ مِن إخْوانِكُمْ، وعُلُوِّ عَدُوِّكُمْ عَلَيْكُمْ، وبِما وقَعَ فِي أنْفُسِكُمْ مِن قَوْلِ مَن قالَ: قُتِلَ نَبِيُّكُمْ، فَكانَ ذَلِكَ مِمّا تَتابَعَ عَلَيْكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ، لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ، مِن ظُهُورِكُمْ عَلى عَدُوِّكُمْ، بَعْدَ أنْ رَأيْتُمُوهُ بِأعْيُنِكُمْ، ولا ما أصابَكُمْ مِن قَتْلِ إخْوانِكُمْ، حَتّى فَرَّجْتُ ذَلِكَ الكَرْبَ عَنْكُمْ «والله خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ» ٣: ١٥٣.}}
Editor، محررون، recentchangescleanup
٢٨٨

تعديل