الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والجهاد في سبيل الله»

لا يوجد ملخص تحرير
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١٠٦: سطر ١٠٦:
لَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى أُحُدٍ، رَفَعَ حُسَيْلُ بْنُ جابِرٍ، وهُوَ اليَمانُ [٢] أبُو حُذَيْفَةَ [٣] بْنُ اليَمانِ، وثابِتُ بْنُ وقْشٍ فِي الآطامِ مَعَ النِّساءِ والصِّبْيانِ، فَقالَ أحَدُهُما لِصاحِبِهِ، وهُما شَيْخانِ كَبِيرانِ: ما أبا لَكَ، ما تنْتَظر؟ فو الله لا بَقِيَ لِواحِدِ مِنّا مِن عُمْرِهِ إلّا ظِمْءُ [٤] حِمارٍ، إنّما نَحْنُ هامَةُ [٥] اليَوْمِ أوْ غَدٍ، أفَلا نَأْخُذُ أسْيافَنا، ثُمَّ نَلْحَقُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَعَلَّ اللَّهَ يَرْزُقُنا شَهادَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَأخَذا أسْيافَهُما ثُمَّ خَرَجا، حَتّى دَخَلا فِي النّاسِ، ولَمْ يُعْلَمْ بِهِما، فَأمّا ثابِتُ بْنُ وقْشٍ فَقَتَلَهُ المُشْرِكُونَ، وأمّا حُسَيْلُ بْنُ جابِرٍ، فاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ أسْيافُ المُسْلِمِينَ، فَقَتَلُوهُ ولا يَعْرِفُونَهُ [٦]، فَقالَ حُذَيْفَةُ: أبِي [٧]، فَقالُوا: واَللَّهِ إنْ عَرَفْناهُ، وصَدَقُوا. قالَ حُذَيْفَةُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وهُوَ أرْحَمُ الرّاحِمِينَ، فَأرادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يَدِيَهُ، فَتَصَدَّقَ حُذَيْفَةُ بِدِيَتِهِ عَلى المُسْلِمِينَ، فَزادَهُ ذَلِكَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرًا.
لَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى أُحُدٍ، رَفَعَ حُسَيْلُ بْنُ جابِرٍ، وهُوَ اليَمانُ [٢] أبُو حُذَيْفَةَ [٣] بْنُ اليَمانِ، وثابِتُ بْنُ وقْشٍ فِي الآطامِ مَعَ النِّساءِ والصِّبْيانِ، فَقالَ أحَدُهُما لِصاحِبِهِ، وهُما شَيْخانِ كَبِيرانِ: ما أبا لَكَ، ما تنْتَظر؟ فو الله لا بَقِيَ لِواحِدِ مِنّا مِن عُمْرِهِ إلّا ظِمْءُ [٤] حِمارٍ، إنّما نَحْنُ هامَةُ [٥] اليَوْمِ أوْ غَدٍ، أفَلا نَأْخُذُ أسْيافَنا، ثُمَّ نَلْحَقُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَعَلَّ اللَّهَ يَرْزُقُنا شَهادَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَأخَذا أسْيافَهُما ثُمَّ خَرَجا، حَتّى دَخَلا فِي النّاسِ، ولَمْ يُعْلَمْ بِهِما، فَأمّا ثابِتُ بْنُ وقْشٍ فَقَتَلَهُ المُشْرِكُونَ، وأمّا حُسَيْلُ بْنُ جابِرٍ، فاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ أسْيافُ المُسْلِمِينَ، فَقَتَلُوهُ ولا يَعْرِفُونَهُ [٦]، فَقالَ حُذَيْفَةُ: أبِي [٧]، فَقالُوا: واَللَّهِ إنْ عَرَفْناهُ، وصَدَقُوا. قالَ حُذَيْفَةُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وهُوَ أرْحَمُ الرّاحِمِينَ، فَأرادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يَدِيَهُ، فَتَصَدَّقَ حُذَيْفَةُ بِدِيَتِهِ عَلى المُسْلِمِينَ، فَزادَهُ ذَلِكَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرًا.
(مَقْتَلُ حاطِبٍ ومَقالَةُ أبِيهِ):
(مَقْتَلُ حاطِبٍ ومَقالَةُ أبِيهِ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي عاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ: أنَّ رَجُلًا مِنهُمْ كانَ يُدْعى حاطِبَ بْنَ أُمِّيَّةَ بْنِ رافِعٍ، وكانَ لَهُ ابْنٌ يُقالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ حاطِبٍ، أصابَتْهُ جِراحَةٌ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأُتِيَ بِهِ إلى دارِ قَوْمِهِ وهُوَ بِالمَوْتِ، فاجْتَمَعَ إلَيْهِ أهْلُ الدّارِ، فَجَعَلَ المُسْلِمُونَ يَقُولُونَ لَهُ مِن الرِّجالِ والنِّساءِ: أبْشِرْ يا بن حاطِبٍ بِالجَنَّةِ، قالَ: وكانَ حاطِبٌ شَيْخًا قَدْ عَسا فِي الجاهِلِيَّةِ، فَنَجَمَ يَوْمئِذٍ نِفاقُهُ، فَقالَ: بِأيِّ شَيْءٍ تُبَشِّرُونَهُ؟ بِجَنَّةٍ مِن حَرْمَلٍ [١] ! غَرَرْتُمْ واَللَّهِ هَذا الغُلامَ مِن نَفْسِهِ.}}
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي عاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ: أنَّ رَجُلًا مِنهُمْ كانَ يُدْعى حاطِبَ بْنَ أُمِّيَّةَ بْنِ رافِعٍ، وكانَ لَهُ ابْنٌ يُقالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ حاطِبٍ، أصابَتْهُ جِراحَةٌ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأُتِيَ بِهِ إلى دارِ قَوْمِهِ وهُوَ بِالمَوْتِ، فاجْتَمَعَ إلَيْهِ أهْلُ الدّارِ، فَجَعَلَ المُسْلِمُونَ يَقُولُونَ لَهُ مِن الرِّجالِ والنِّساءِ: أبْشِرْ يا بن حاطِبٍ بِالجَنَّةِ، قالَ: وكانَ حاطِبٌ شَيْخًا قَدْ عَسا فِي الجاهِلِيَّةِ، فَنَجَمَ يَوْمئِذٍ نِفاقُهُ، فَقالَ: بِأيِّ شَيْءٍ تُبَشِّرُونَهُ؟ بِجَنَّةٍ مِن حَرْمَلٍ [١] ! غَرَرْتُمْ واَللَّهِ هَذا الغُلامَ مِن نَفْسِهِ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.93-91.|(مَقْتَلُ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي أبِي إسْحاقُ بْنُ يَسارٍ، عَنْ أشْياخٍ مِن بَنِي سَلِمَةَ: أنَّ عَمْرَو بْنَ الجَمُوحِ كانَ رَجُلًا أعْرَجَ شَدِيدَ العَرَجِ، وكانَ لَهُ بَنُونَ أرْبَعَةٌ مِثْلَ الأُسْدِ، يَشْهَدُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَشاهِدَ، فَلَمّا كانَ يَوْمُ أُحُدٍ أرادُوا حَبْسَهُ، وقالُوا لَهُ: إنّ اللَّهَ ﷿: قَدْ عَذَرَكَ، فَأتى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: إنّ بَنِيَّ يُرِيدُونَ أنْ يَحْبِسُونِي عَنْ هَذا الوَجْهِ، والخُرُوجِ مَعَك فِيهِ، فو الله إنِّي لَأرْجُو أنْ أطَأ بِعَرْجَتِي هَذِهِ فِي الجَنَّةِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أمّا أنْتَ فَقَدْ عَذَرَكَ اللَّهُ فَلا جِهادَ عَلَيْكَ، وقالَ لِبَنِيهِ: ما عَلَيْكُمْ أنْ لا تَمْنَعُوهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أنْ يَرْزُقَهُ الشَّهادَةَ فَخَرَجَ مَعَهُ فَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ [١].
(هِنْدُ وتَمْثِيلُها بِحَمْزَةِ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ووَقَعَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ، كَما حَدَّثَنِي صالِحُ بْنُ كَيْسانَ، والنِّسْوَةُ اللّاتِي مَعَها، يُمَثِّلْنَ بِالقَتْلى مِن أصْحابِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، يجدّ عَن [٢] الآذانَ والأُنُفَ، حَتّى اتَّخَذَتْ هِنْدُ مِن آذانِ الرِّجالِ وآنُفِهِمْ خَدَمًا [٣] وقَلائِدَ، وأعْطَتْ خَدَمَها وقَلائِدَها وقِرَطَتَها وحْشِيًّا، غُلامَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وبَقَرَتْ [٤] عَنْ كَبِدِ حَمْزَةَ، فَلاكَتْها [٥]، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أنْ تُسِيغَها [٦]، فَلَفَظَتْها [٧]، ثُمَّ عَلَتْ عَلى صَخْرَةٍ مُشْرِفَةٍ، فَصَرَخَتْ بِأعْلى صَوْتِها فَقالَتْ:
نَحْنُ جَزَيْناكُمْ بِيَوْمِ بَدْرٍ … والحَرْبُ بَعْدَ الحَرْبِ ذاتِ سُعْرِ [٨]
ما كانَ عَنْ عُتْبَةَ لِي مِن صَبْرِ … ولا أخِي وعَمِّهِ وبَكْرِي
شَفَيْتُ نَفْسِي وقَضَيْتُ نَذْرِي … شَفَيْتَ وحْشِيُّ غَلِيلَ صَدْرِي [٩]
فَشُكْرُ وحْشِيٍّ عَلَيَّ عُمْرِي … حَتّى تَرُمَّ أعْظُمِي فِي قَبْرِي [١٠]
(شِعْرُ هِنْدَ بِنْتِ أُثاثَةَ فِي الرَّدِّ عَلى هِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ):
فَأجابَتْها هِنْدُ بِنْتُ أُثاثَةَ بْنِ عَبّادِ بْنِ المُطَّلِبِ، فَقالَتْ:
خَزِيتُ فِي بَدْرٍ وبَعْدَ بدر … يا بت وقّاعٍ عَظِيمِ الكُفْرِ [١١] صَبَّحَكَ اللَّهُ غَداةَ الفَجْرِ … مَلْهاشِمَيَّيْنِ الطِّوالِ الزُّهْرِ [١]
بِكُلِّ قَطّاعٍ حُسامٍ يَفْرِي … حَمْزَةُ لَيْثِي وعَلِيٌّ صَقْرِي [٢]
إذْ رامَ شَيْبٌ وأبُوكَ غَدْرِي … فَخَضَّبا مِنهُ ضَواحِي النَّحْرِ [٣]
ونَذْرُكَ السُّوءَ فَشَرُّ نَذْرِ
قالَ ابْنُ هِشامٍ: تَرَكْنا مِنها ثَلاثَةَ أبْياتٍ أقْذَعَتْ فِيها.
(شِعْرُ لِهِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ أيْضًا):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وقالَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ أيْضًا:
شَفَيْتُ مِن حَمْزَةَ نَفْسِي بِأُحُدْ … حَتّى بَقَرْتُ بَطْنَهُ عَنِ الكَبِدْ
أذْهَبَ عَنِّي ذاكَ ما كُنْتُ أجِدْ … مِن لَذْعَةِ الحُزْنِ الشَّدِيدِ المُعْتَمِدْ [٤]
والحَرْبُ تَعْلُوكُمْ بِشَؤْبُوبِ بَرِدْ … تُقْدِمُ إقْدامًا عَلَيْكُمْ كالأسَدْ [٥]
(تَحْرِيضُ عُمَرَ لِحَسّانَ عَلى هَجْوِ هِنْدَ بِنْتِ عُتْبَةَ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فَحَدَّثَنِي صالِحُ بْنُ كَيْسانَ أنَّهُ حُدِّثَ: أنَّ عُمْرَ بْنَ الخَطّابِ قالَ لِحَسّانَ بْنِ ثابِتٍ: يا بن الفُرَيْعَةِ- قالَ ابْنُ هِشامٍ: الفُرَيْعَةُ بِنْتُ خالِدِ بْنِ خُنَيْسٍ، ويُقالُ: خُنَيْسٌ: ابْنُ حارِثَةَ بْنِ لَوْذانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الخَزْرَجِ بْنِ ساعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الخَزْرَجِ- لَوْ سَمِعْتَ ما تَقُولُ هِنْدُ، ورَأيْتُ أشْرَها [٦] قائِمَةً عَلى صَخْرَةٍ تَرْتَجِزُ بِنا، وتَذْكُرُ ما صَنَعَتْ بِحَمْزَةِ؟ قالَ لَهُ حَسّانُ: واَللَّهِ إنِّي لَأنْظُرُ إلى الحَرْبَةِ تَهْوِي وأنا عَلى رَأْسِ فارِعٍ- يَعْنِي أُطُمَهُ- فَقُلْتُ: واَللَّهِ إنّ هَذِهِ لَسِلاحٌ ما هِيَ بِسِلاحِ العَرَبِ، وكَأنَّها إنّما تهوى إلى جمزة ولا أدْرِي، لَكِنْ أسْمِعْنِي بَعْضَ قَوْلِها أكْفِكُمُوها، قالَ: فَأنْشَدَهُ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ بَعْضَ ما قالَتْ، فَقالَ حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ:
أشْرَتْ لَكاعُ وكانَ عادَتُها … لُؤْمًا إذا أشْرَتْ مَعَ الكُفْرِ [١]
قالَ ابْنُ هِشامٍ: وهَذا البَيْتُ فِي أبْياتٍ لَهُ تَرَكْناها، وأبْياتًا أيْضًا لَهُ عَلى الدّالِ.
وأبْياتًا أُخَرَ عَلى الذّالِ، لِأنَّهُ أقْذَعَ فِيها. (اسْتِنْكارُ الحُلَيْسِ عَلى أبِي سُفْيانَ تَمْثِيلَهُ بِحَمْزَةِ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وقَدْ كانَ الحُلَيْسُ بْنُ زَبّانٍ، أخُو بَنُو الحارِثِ بْنِ عَبْدِ مَناةَ، وهُوَ يَوْمئِذٍ سَيِّدُ الأُبَيْشِ، قَدْ مَرَّ بِأبِي سُفْيانَ، وهُوَ يَضْرِبُ فِي شَدْقِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بِزُجِّ الرُّمْحِ ويَقُولُ: ذُقْ [٢] عُقَقُ، فَقالَ الحُلَيْسُ: يا بَنِي كِنانَةَ، هَذا سَيِّدُ قُرَيْشٍ يَصْنَعُ بِابْنِ عَمِّهِ ما تَرَوْنَ لَحْمًا [٣] ؟ فَقالَ: ويْحَكَ! اُكْتُمْها عَنِّي، فَإنَّها كانَتْ زَلَّةً.}}
Editor، محررون، recentchangescleanup
٢٨٨

تعديل