الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والجهاد في سبيل الله»

لا يوجد ملخص تحرير
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٤٠: سطر ٤٠:
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فَقالَ عُقْبَةُ حِينَ أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ:
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فَقالَ عُقْبَةُ حِينَ أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ:
فَمَن لِلصِّبْيَةِ يا مُحَمَّدُ؟ قالَ: النّارُ. فَقَتَلَهُ عاصِمُ بْنُ ثابِتِ بْنِ أبِي الأقْلَحِ الأنْصارِيُّ، أخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، كَما حَدَّثَنِي أبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمّارِ بْنِ ياسِرٍ.
فَمَن لِلصِّبْيَةِ يا مُحَمَّدُ؟ قالَ: النّارُ. فَقَتَلَهُ عاصِمُ بْنُ ثابِتِ بْنِ أبِي الأقْلَحِ الأنْصارِيُّ، أخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، كَما حَدَّثَنِي أبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمّارِ بْنِ ياسِرٍ.
قالَ ابْنُ هِشامَ: ويُقالُ قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ فِيما ذَكَرَ لِي ابْنُ شِهابٍ الزُّهْرِيُّ وغَيْرُهُ مِن أهْلِ العِلْمِ.}}
قالَ ابْنُ هِشامَ: ويُقالُ قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ فِيما ذَكَرَ لِي ابْنُ شِهابٍ الزُّهْرِيُّ وغَيْرُهُ مِن أهْلِ العِلْمِ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.657-656.|(شِعْرُ هِنْدٍ وكِنانَةُ فِي خُرُوجِ زَيْنَبَ):
ولَمّا انْصَرَفَ الَّذِينَ خَرَجُوا إلى زَيْنَبَ لَقِيَتْهُمْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ، فَقالَتْ لَهُمْ:
أفِي السِّلْمِ أعْيارٌ جَفاءً وغِلْظَةً … وفِي الحَرْبِ أشْباهُ النِّساءِ العَوارِكِ [٧]
وقالَ كِنانَةُ بْنُ الرَّبِيعِ فِي أمْرِ زَيْنَبَ، حِينَ دَفَعَها إلى الرَّجُلَيْنِ [٨]:
عَجِبْتُ لِهَبّارٍ وأوْباشِ قَوْمِهِ … يُرِيدُونَ إخْفارِي بِبِنْتِ مُحَمَّدِ [١]
ولَسْتُ أُبالِي ما حَيِيتُ عَدِيدَهُمْ … وما اسْتَجْمَعْتُ قَبْضًا يَدِي بِالمُهَنَّدِ [٢]}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.669.|(ما نَزَلَ فِي حَضِّ المُسْلِمِينَ عَلى طاعَةِ الرَّسُولِ):
ثُمَّ قالَ تَعالى: يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أطِيعُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ، ولا تَوَلَّوْا عَنْهُ وأنْتُمْ تَسْمَعُونَ ٨: ٢٠: أيْ لا تُخالِفُوا أمْرَهُ وأنْتُمْ تَسْمَعُونَ لِقَوْلِهِ، وتَزْعُمُونَ أنَّكُمْ مِنهُ، ولا تَكُونُوا كالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وهُمْ لا يَسْمَعُونَ ٨: ٢١: أيْ كالمُنافِقِينَ الَّذِينَ يُظْهِرُونَ لَهُ الطّاعَةَ، ويُسِرُّونَ لَهُ المَعْصِيَةَ إنَّ شَرَّ الدَّوابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ البُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ٨: ٢٢: أيْ المُنافِقُونَ الَّذِينَ نَهَيْتُكُمْ أنْ تَكُونُوا مِثْلَهُمْ، بُكْمٌ عَنْ الخَيْرِ، صُمٌّ عَنْ الحَقِّ، لا يَعْقِلُونَ: لا يَعْرِفُونَ ما عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ مِن النِّقْمَةِ والتَّباعَةِ [١] ولَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأسْمَعَهُمْ ٨: ٢٣، أيْ لَأنْفَذَ لَهُمْ قَوْلَهُمْ الَّذِي قالُوا بِألْسِنَتِهِمْ، ولَكِنَّ القُلُوبَ خالَفَتْ ذَلِكَ مِنهُمْ، ولَو خَرجُوا مَعكُمْ لَتَوَلَّوْا وهُمْ مُعْرِضُونَ ٨: ٢٣، ما وفَوْا لَكُمْ بِشَيْءٍ مِمّا خَرَجُوا عَلَيْهِ. يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ ٨: ٢٤: أيْ لِلْحَرْبِ الَّتِي أعَزَّكُمْ اللَّهُ بِها بَعْدَ الذُّلِّ، وقَوّاكُمْ بِها بَعْدَ الضَّعْفِ، ومَنَعَكُمْ بِها مِن عَدُوِّكُمْ بَعْدَ القَهْرِ مِنهُمْ لَكُمْ، واذْكُرُوا إذْ أنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأرْضِ تَخافُونَ أنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ، فَآواكُمْ وأيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ، ورَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.668-667.|(ما نَزَلَ فِي تَبْشِيرِ المُسْلِمِينَ بِالمُساعَدَةِ والنَّصْرِ، وتَحْرِيضِهِمْ):
ثُمَّ قالَ تَعالى: إذْ يُوحِي رَبُّكَ إلى المَلائِكَةِ أنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ٨: ١٢: أيْ آزِرُوا [١] الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ، فاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْناقِ، واضْرِبُوا مِنهُمْ كُلَّ بَنانٍ. ذلِكَ بِأنَّهُمْ شاقُّوا اللَّهَ ورَسُولَهُ، ومن يُشاقِقِ اللَّهِ ورَسُولَهُ فَإنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقابِ ٨: ١٢- ١٣، ثُمَّ قالَ: يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأدْبارَ. ومن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إلّا مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أوْ مُتَحَيِّزًا إلى فِئَةٍ، فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ، ومَأْواهُ جَهَنَّمُ وبِئْسَ المَصِيرُ ٨: ١٥- ١٦: أيْ تَحْرِيضًا لَهُمْ عَلى عَدُوِّهِمْ لِئَلّا يَنْكُلُوا عَنْهُمْ إذا لَقُوهُمْ، وقَدْ وعَدَهُمْ اللَّهُ فِيهِمْ ما وعَدَهُمْ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.675-673.|(ما نَزَلَ فِي وعْظِ المُسْلِمِينَ وتَعْلِيمِهِمْ خُطَطَ الحَرْبِ):
ثُمَّ وعَظَهُمْ وفَهَّمَهُمْ وأعْلَمَهُمْ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ أنْ يَسِيرُوا بِهِ فِي حَرْبِهِمْ، فَقالَ تَعالى: يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمْ فِئَةً ٨: ٤٥ تُقاتِلُونَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﷿ فاثْبُتُوا واذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ٨: ٤٥ الَّذِي لَهُ بَذَلْتُمْ أنْفُسَكُمْ، والوَفاءَ لَهُ بِما أعْطَيْتُمُوهُ مِن بَيْعَتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. وأطِيعُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ ولا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا ٨: ٤٥- ٤٦: أيْ لا تَخْتَلِفُوا فَيَتَفَرَّقَ أمْرُكُمْ وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ٨: ٤٦ أيْ وتَذْهَبَ حِدَّتُكُمْ [٤] واصْبِرُوا إنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرِينَ ٨: ٤٦ أيْ إنِّي مَعَكُمْ إذا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ ولا تَكُونُوا كالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ بَطَرًا ورِئاءَ النّاسِ ٨: ٤٧:
أيْ لا تَكُونُوا كَأبِي جَهْلٍ وأصْحابِهِ، الَّذِينَ قالُوا: لا نَرْجِعُ حَتّى نَأْتِيَ بَدْرًا فَنَنْحَرَ بِها الجُزُرَ وتُسْقى بِها الخَمْرَ، وتَعْزِفُ عَلَيْنا فِيها القِيانُ، وتَسْمَعُ العَرَبُ: أيْ لا يَكُونُ أمْرُكُمْ رِياءً، ولا سُمْعَةً، ولا التِماسَ ما عِنْدَ النّاسِ وأخْلِصُوا للَّه النِّيَّةَ والحِسْبَةَ فِي نَصْرِ دِينِكُمْ، ومُوازَرَةِ نَبِيِّكُمْ، لا تَعْمَلُوا إلّا لِذَلِكَ ولا تَطْلُبُوا غَيْرَهُ.
ثُمَّ قالَ تَعالى: وإذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أعْمالَهُمْ وقال لا غالِبَ لَكُمُ اليَوْمَ مِنَ النّاسِ، وإنِّي جارٌ لَكُمْ ٨: ٤٨.
قالَ ابْنُ هِشامٍ: وقَدْ مَضى تَفْسِيرُ هَذِهِ الآيَةِ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهُ تَعالى أهْلَ الكُفْرِ، وما يَلْقَوْنَ عِنْدَ مَوْتِهِمْ، ووَصَفَهُمْ بِصِفَتِهِمْ، وأخْبَرَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمْ، حَتّى انْتَهى إلى أنْ قالَ فَإمّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَن خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ٨: ٥٧ أيْ فَنَكِّلْ بِهِمْ مِن ورائِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْقِلُونَ وأعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِن قُوَّةٍ ومن رِباطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وعَدُوَّكُمْ ٨: ٦٠.. إلى قَوْلِهِ تَعالى: وما تُنْفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إلَيْكُمْ، وأنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ٨: ٦٠: أيْ لا يَضِيعُ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أجْرُهُ فِي الآخِرَةِ، وعاجِلٌ خِلَفَهُ فِي الدُّنْيا ثُمَّ قالَ تَعالى: وإنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فاجْنَحْ لَها ٨: ٦١: أيْ إنْ دَعَوْكَ إلى السَّلْمِ عَلى الإسْلامِ فَصالِحْهُمْ عَلَيْهِ وتَوَكَّلْ عَلى اللَّهِ ٨: ٦١ إنّ اللَّهَ كافِيكَ إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ٨: ٦١.
(تَفْسِيرُ ابْنِ هِشامٍ لِبَعْضِ الغَرِيبِ):
قالَ ابْنُ هِشامٍ: جَنَحُوا لِلسَّلْمِ: مالُوا إلَيْكَ لِلسَّلْمِ. الجُنُوحُ: المَيْلُ. قالَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ:
جُنُوحُ الهالِكِيَّ عَلى يَدَيْهِ … مُكِبًّا يَجْتَلِي نُقَبَ النِّصالِ [١]
وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ (يُرِيدُ: الصَّيْقَلَ المُكِبَّ عَلى عَمَلِهِ. النَّقْبُ صَدَأُ السَّيْفِ.
يَجْتَلِي: يَجْلُو السَّيْفَ) [٢]. والسَّلْمُ (أيْضًا): الصُّلْحُ، وفِي كِتابِ اللَّهِ ﷿:
فَلا تَهِنُوا وتَدْعُوا إلى السَّلْمِ وأنْتُمُ الأعْلَوْنَ ٤٧: ٣٥، ويُقْرَأُ: «إلى السِّلم»، وهُوَ ذَلِكَ المَعْنى. قالَ زُهَيْرُ بْنُ أبِي سُلْمى: وقَدْ قُلْتُما إنْ نُدْرِكْ السِّلْمَ واسِعًا … بِمالٍ ومَعْرُوفٍ مِن القَوْلِ نَسْلَمْ
وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ.
قالَ ابْنُ هِشامٍ: وبَلَغَنِي عَنْ الحَسَنِ بْنِ أبِي الحَسَنِ البَصْرِيِّ، أنَّهُ كانَ يَقُولُ:
وإنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ ٨: ٦١ لِلْإسْلامِ. وفِي كِتابِ اللَّهِ تَعالى: يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً ٢: ٢٠٨، ويُقْرَأُ «فِي السَّلْم»، وهُوَ الإسْلامُ. قالَ أُمَيَّةُ ابْن أبِي الصَّلْتِ:
فَما أنابُوا لِسَلْمٍ حِينَ تُنْذِرُهُمْ … رُسْلَ الإلَهِ وما كانُوا لَهُ عَضُدا [١]
وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. وتَقُولُ العَرَبُ لِدَلْوٍ تُعْمَلُ مُسْتَطِيلَةً: السَّلْمُ. قالَ طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ، أحَدُ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، يَصِفُ ناقَةً لَهُ:
لَها مِرْفَقانِ أفْتَلانِ كَأنَّما … تَمُرُّ بِسَلْمى دالِحٍ مُتَشَدِّدٍ [٢]
(ويُرْوى: دالِجٍ) [٣]. وهَذا البَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ.
وإنْ يُرِيدُوا أنْ يَخْدَعُوكَ فَإنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ٨: ٦٢ هُوَ مِن وراءِ ذَلِكَ.
هُوَ الَّذِي أيَّدَكَ بِنَصْرِهِ ٨: ٦٢ بَعْدَ الضَّعْفِ وبِالمُؤْمِنِينَ وألَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ٨: ٦٢- ٦٣ عَلى الهُدى الَّذِي بَعَثَكَ اللَّهُ بِهِ إلَيْهِمْ لَوْ أنْفَقْتَ ما فِي الأرْضِ جَمِيعًا ما ألَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، ولكِنَّ اللَّهَ ألَّفَ بَيْنَهُمْ ٨: ٦٣ بِدِينِهِ الَّذِي جَمَعَهُمْ عَلَيْهِ إنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٨: ٦٣.
ثُمَّ قالَ تَعالى: يا أيُّها النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ ومن اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ.
يا أيُّها النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلى القِتالِ، إنْ يَكُنْ مِنكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ، وإنْ يَكُنْ مِنكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا ألْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ٨: ٦٤- ٦٥: أيْ لا يُقاتِلُونَ عَلى نِيَّةٍ ولا حَقٍّ ولا مَعْرِفَةٍ بِخَيْرٍ ولا شَرٍّ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبِي نَجِيحٍ عَنْ عَطاءِ بْنِ أبِي رَباحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبّاسٍ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ اشْتَدَّ عَلى المُسْلِمِينَ، وأعْظَمُوا أنْ يُقاتل عشرُون مِائَتَيْنِ، ومِائَة ألْفًا، فَخَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَنَسَخَتْها الآيَةُ الأُخْرى، فَقالَ: الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وعَلِمَ أنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا، فَإنْ يَكُنْ مِنكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ، وإنْ يَكُنْ مِنكُمْ ألْفٌ يَغْلِبُوا ألْفَيْنِ بِإذْنِ اللَّهِ، والله مَعَ الصّابِرِينَ ٨: ٦٦. قالَ: فَكانُوا إذا كانُوا عَلى الشَّطْرِ مِن عَدُوِّهِمْ لَمْ يَنْبَغِ لَهُمْ أنْ يَفِرُّوا مِنهُمْ، وإذا كانُوا دُونَ ذَلِكَ لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِمْ قِتالُهُمْ وجازَ لَهُمْ أنْ يَتَحَوَّزُوا عَنْهُمْ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.56.|مَشى مَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى بَقِيعِ الغَرْقَدِ، ثُمَّ وجَّهَهُمْ، فَقالَ: انْطَلِقُوا عَلى اسْمِ اللَّهِ، اللَّهمّ أعِنْهُمْ، ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى بَيْتِهِ، وهُوَ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، وأقْبَلُوا حَتّى انْتَهَوْا إلى حِصْنِهِ، فَهَتَفَ بِهِ أبُو نائِلَةَ، وكانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، فَوَثَبَ فِي [١] مِلْحَفَتِهِ، فَأخَذَتْ امْرَأتُهُ [٢] بِناحِيَتِها، وقالَتْ: إنّكَ امْرُؤٌ مُحارِبٌ، وإنَّ أصْحابَ الحَرْبِ لا يَنْزِلُونَ فِي هَذِهِ السّاعَةِ، قالَ: إنّهُ أبُو نائِلَةَ، لَوْ وجَدَنِي نائِمًا لَما أيْقَظَنِي، فَقالَتْ: واَللَّهِ إنِّي لَأعْرِفُ فِي صَوْتِهِ الشَّرَّ، قالَ: يَقُولُ لَها كَعْبٌ: لَوْ يُدْعى الفَتى لِطَعْنَةٍ لَأجابَ.
فَنَزَلَ فَتَحَدَّثَ مَعَهُمْ ساعَةً، وتَحَدَّثُوا مَعَهُ، ثُمَّ قالَ: هَلْ لَكَ يا بن الأشْرَفِ أنْ تَتَماشى إلى شِعْبِ العَجُوزِ [٣]، فَنَتَحَدَّثَ بِهِ بَقِيَّةَ لَيْلَتِنا هَذِهِ؟ قالَ: إنْ شِئْتُمْ.
فَخَرَجُوا يَتَماشَوْنَ، فَمَشَوْا ساعَةً، ثُمَّ إنّ أبا نائِلَةَ شامَ [٤] يَدَهُ فِي فَوْدِ رَأْسِهِ، ثُمَّ شَمَّ يَدَهُ فَقالَ: ما رَأيْتُ كاللَّيْلَةِ طِيبًا أعْطَرَ قَطُّ، ثُمَّ مَشى ساعَةً، ثُمَّ عادَ لِمِثْلِها حَتّى اطْمَأنَّ، ثُمَّ مَشى ساعَةً، ثُمَّ عادَ لِمِثْلِها، فَأخَذَ بِفَوْدِ رَأْسِهِ، ثُمَّ قالَ: اضْرِبُوا عَدُوَّ اللَّهِ، فَضَرَبُوهُ، فاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ [٥] أسْيافُهُمْ، فَلَمْ تُغْنِ شَيْئًا.
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَذَكَرْتُ مِغْوَلًا [٦] فِي سَيْفِي، حِينَ رَأيْتُ أسْيافَنا لا تُغْنِي شَيْئًا، فَأخَذْتُهُ، وقَدْ صاحَ عَدُوُّ اللَّهِ صَيْحَةً لَمْ يَبْقَ حَوْلَنا حِصْنٌ إلّا وقَدْ أُوقِدَتْ عَلَيْهِ نارٌ قالَ: فَوَضَعْتُهُ فِي ثُنَّتِهِ [٧] ثُمَّ تَحامَلْتُ عَلَيْهِ حَتّى بَلَغْتُ عانَتَهُ فَوَقَعَ عَدُوُّ اللَّهِ، وقَدْ أُصِيبَ الحارِثُ بْنُ أوْسِ بْنِ مُعاذٍ، فَجُرِحَ فِي رَأْسِهِ أوْ فِي رِجْلِهِ، أصابَهُ بَعْضُ أسْيافِنا. قالَ: فَخَرَجْنا حَتّى سَلَكْنا عَلى بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، ثُمَّ عَلى بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ عَلى بُعاثٍ حَتّى أسْنَدْنا [١] فِي حَرَّةِ [٢] العَرِيضِ [٣]، وقَدْ أبْطَأ عَلَيْنا صاحِبُنا الحارِثُ بْنُ أوْسٍ، ونَزَفَهُ [٤] الدَّمُ، فَوَقَفْنا لَهُ ساعَةً، ثُمَّ أتانا يَتْبَعُ آثارَنا. قالَ: فاحْتَمَلْناهُ فَجِئْنا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخِرَ اللَّيْلِ، وهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي، فَسَلَّمْنا عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إلَيْنا، فَأخْبَرْناهُ بِقَتْلِ عَدُوِّ اللَّهِ، وتَفَلَ عَلى جُرْحِ صاحِبِنا، فَرَجَعَ ورَجَعْنا إلى أهْلِنا فَأصْبَحْنا وقَدْ خافَتْ يَهُودُ لِوَقْعَتِنا بِعَدُوِّ اللَّهِ، فَلَيْسَ بِها يَهُودِيٌّ إلّا وهُوَ يَخافُ عَلى نَفْسِهِ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.58.|أمْرُ مُحَيِّصَةَ وحُوَيِّصَةَ
(لَوْمُ حُوَيِّصَةَ لِأخِيهِ مُحَيِّصَةَ لِقَتْلِهِ يَهُودِيًّا ثُمَّ إسْلامُهُ)،
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَن ظَفَرْتُمْ بِهِ مِن رِجالِ يَهُودَ فاقْتُلُوهُ، فَوَثَبَ مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ- قالَ ابْنُ هِشامٍ: (مُحَيِّصَةُ) [١]، ويُقالُ: مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حارِثَةَ بْنِ الحارِثِ بْنِ الخَزْرَجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مالِكِ بْنِ الأوْسِ- عَلى ابْنِ سُنَيْنَةَ- قالَ ابْنُ هِشامٍ: ويُقالُ سُبَيْنَةُ [٢]- رَجُلٌ مِن تُجّارِ يَهُودَ، كانَ يُلابِسُهُمْ ويُبايِعُهُمْ فَقَتَلَهُ وكانَ حُوَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ إذْ ذاكَ لَمْ يُسْلِمْ، وكانَ أسَنَّ مِن مُحَيِّصَةَ، فَلَمّا قَتَلَهُ جَعَلَ حُوَيِّصَةَ يَضْرِبُهُ، ويَقُولُ: أيْ عَدُوَّ اللَّهِ، أقَتَلْتَهُ، أما واَللَّهِ لَرُبَّ شَحْمٍ فِي بَطْنِكَ مِن مالِهِ. قالَ مُحَيِّصَةُ، فَقُلْتُ: واَللَّهِ لَقَدْ أمَرَنِي بِقَتْلِهِ مَن لَو أمرنى يقتلك لَضَرَبْتُ عُنُقك، قالَ: فو الله إنْ كانَ لِأوَّلِ إسْلامِ حويّصة قالَ: آو للَّه لَوْ أمَرَكَ مُحَمَّدٌ بِقَتْلِي لَقَتَلْتَنِي؟ قالَ: نَعَمْ، واَللَّهِ لَوْ أمَرَنِي بِضَرْبِ عُنُقِكَ لَضَرَبْتُها! قالَ: واَللَّهِ إنّ دِينًا بَلَغَ بِكَ هَذا لَعَجَبٌ، فَأسْلَمَ حُوَيِّصَةُ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: حَدَّثَنِي هَذا الحَدِيثَ مَوْلًى لِبَنِي حارِثَةَ، عَنْ ابْنِهِ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أبِيها مُحَيِّصَةَ.}}
Editor، محررون، recentchangescleanup
٢٨٨

تعديل