إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: علم الكونيات»
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
[مراجعة منقحة] | [مراجعة منقحة] |
لا ملخص تعديل |
(←الطبري) |
||
سطر ١٥٢: | سطر ١٥٢: | ||
===الطبري=== | ===الطبري=== | ||
{{Quote| | {{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.63-70. | ||
| | |على أن النهار هو الهاجم على الليل لأن الشمس متى غابت فذهب ضوءها ليلا او نهارا أظلم الجو، فكان معلوما بذلك أن النهار هو الهاجم على الليل بضوئه ونوره والله أعلم. | ||
فأما القول في بدء خلقهما فإن الخبر عن رسول الله ص بوقت خلق الله الشمس والقمر مختلف. | |||
فأما ابْنِ عَبّاسٍ فروي عنه أنه قال: خلق الله يوم الجمعة الشمس والقمر والنجوم والملائكة إلى ثلاث ساعات بقيت منه، حَدَّثَنا بذلك هناد بن السري، قالَ: حَدَّثَنا أبُو بَكْرِ بْنُ عَيّاشٍ، عَنِ أبي سعد البقال، عن عكرمه، عن ابن عباس، عن النبي ص. | |||
[وروى أبو هريرة عن النبي ص أنه قال: خلق الله النور يوم الأربعاء،] حَدَّثَنِي بِذَلِكَ القاسِمُ بْنُ بِشْرٍ والحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قالا: حَدَّثَنا حَجّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إسْماعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن ابى هريرة، عن النبي ص. | |||
وأي ذلك كان، فقد خلق الله قبل خلقه إياهما خلقا كثيرا غيرهما، ثم خلقهما ﷿ لما هو أعلم به من مصلحة خلقه، فجعلهما دائبي الجري، ثم فصل بينهما، فجعل إحداهما آية الليل، والأخرى أية النهار، فمحا آية الليل، وجعل آية النهار مبصره وقد روى عن رسول الله ص في سبب اختلاف حالتي آية الليل وآية النهار أخبار أنا ذاكر منها بعض ما حضرني ذكره وعن جماعة من السلف أيضا نحو ذلك. | |||
فمما روى عن رسول الله ص في ذلك، ما حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أبِي مَنصُورٍ الآملي، حَدَّثَنا خَلَفُ بْنُ واصِلٍ، قالَ: حَدَّثَنا عُمَرُ بْنُ | |||
فصلينا المغرب فهذا الخبر عن رسول الله ينبئ أن سبب اختلاف حالة الشمس والقمر إنما هو أن ضوء الشمس من كسوة كسيتها من ضوء العرش، وأن نور القمر من كسوة كسيها من نور الكرسي فأما الخبر الآخر الذي يدل على غير هذا المعنى، فما حدثنى محمد ابن أبِي مَنصُورٍ، قالَ: حَدَّثَنا خَلَفُ بْنُ واصِلٍ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو نُعَيْمٍ، عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: بَيْنا ابْنِ عَبّاسٍ ذاتَ يَوْمٍ جالِسٌ إذْ جاءَهُ رَجُلٌ، فَقالَ: يا بن عَبّاسٍ، سَمِعْتُ العَجَبَ مِن كَعْبٍ الحَبْرِ يَذْكُرُ فِي الشَّمْسِ والقَمَرِ قالَ: وكانَ مُتَّكِئًا فاحْتَفَزَ ثُمَّ قالَ: وما ذاكَ؟ قالَ: زَعَمَ أنَّهُ يُجاءُ بِالشَّمْسِ والقَمَرِ يَوْمَ القِيامَةِ كَأنَّهُما ثَوْرانِ عَقِيرانِ، فَيُقْذَفانِ فِي جَهَنَّمَ قالَ عِكْرِمَةُ: فَطارَتْ مِنَ ابْنِ عَبّاسٍ شِقَّةٌ ووَقَعَتْ أُخْرى غَضَبًا، ثُمَّ قالَ: كَذَبَ كَعْبٌ! كَذَبَ كَعْبٌ! كَذَبَ كَعْبٌ! ثَلاثَ مَرّاتٍ، بَلْ هَذِهِ يَهُودِيَّةٌ يُرِيدُ إدْخالَها فِي الإسْلامِ، اللَّهُ أجَلُّ وأكْرَمُ مِن أنْ يُعَذِّبَ عَلى طاعَتِهِ، ألَمْ تَسْمَعْ لِقَوْلِ اللَّهِ تَبارَكَ وتعالى: «وسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ والقَمَرَ دائِبَيْنِ»، إنَّما يَعْنِي دءوبِهِما فِي الطّاعَةِ، فَكَيْفَ يُعَذِّبُ عَبْدَيْنِ يُثْنِي عَلَيْهِما، أنَّهُما دائِبانِ فِي طاعَتِهِ! قاتَلَ اللَّهُ هَذا الحَبْرَ وقَبَّحَ حَبْرِيَّتَهُ! ما أجْرَأهُ عَلى اللَّهِ وأعْظَمَ فِرْيَتِهِ عَلى هَذَيْنِ العَبْدَيْنِ المُطِيعَيْنِ لِلَّهِ! قالَ: ثُمَّ اسْتَرْجَعَ مِرارًا، وأخَذَ عُوَيْدًا مِنَ الأرْضِ، فَجَعَلَ يَنْكُتُهُ فِي الأرْضِ، فَظَلَّ كَذَلِكَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ انه رفع راسه، ورمى بالعويد [فقال: ألا أُحَدِّثُكُمْ بِما سَمِعْتُ مِن رَسُولِ اللَّهِ ص، يَقُولُ فِي الشَّمْسِ والقَمَرِ وبَدْءِ خَلْقِهِما ومَصِيرُ أمْرِهِما؟ فَقُلْنا: بَلى رَحِمَكَ اللَّهُ! فَقالَ: إنَّ رسول الله ص سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى لَمّا أبْرَمَ خَلْقَهُ إحْكامًا فَلَمْ يَبْقَ مِن خَلْقِهِ غَيْرُ آدَمَ خَلَقَ شَمْسَيْنِ مِن نُورِ عَرْشِهِ، فَأمّا ما كانَ فِي سابِقِ عِلْمِهِ أنَّهُ يَدَعُها شَمْسًا، فَإنَّهُ خَلَقَها مِثْلَ الدُّنْيا ما بَيْنَ مَشارِقِها ومَغارِبِها، | |||
فهذه الكواكب الخمسة الطالعات الجاريات، مثل الشمس والقمر، العاديات معهما، فأما سائر الكواكب فمعلقات من السماء كتعليق القناديل من المساجد، وهي تحوم مع السماء دورانا بالتسبيح والتقديس والصلاة لله، ثم قال النبي ص: فإن أحببتم أن تستبينوا ذلك، فانظروا إلى دوران الفلك مره هاهنا ومره هاهنا، فذلك دوران السماء، ودوران الكواكب معها كلها سوى هذه الخمسة، ودورانها اليوم كما ترون، وتلك صلاتها، ودورانها إلى يوم القيامة في سرعة دوران الرحا من أهوال يوم القيامة وزلازله، فذلك قوله ﷿: «مَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْرًا وتَسِيرُ الجِبالُ سَيْرًا. | |||
فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ». | |||
قال: فإذا طلعت الشمس فإنها تطلع من بعض تلك العيون على عجلتها ومعها ثلاثمائة وستون ملكا ناشري أجنحتهم، يجرونها في الفلك بالتسبيح والتقديس والصلاة لله على قدر ساعات الليل وساعات النهار ليلا كان أو نهارا، فإذا أحب الله أن يبتلي الشمس والقمر فيري العباد آية من الآيات فيستعتبهم رجوعا عن معصيته وإقبالا على طاعته، خرت الشمس من العجلة فتقع في غمر ذلك البحر وهو الفلك، فإذا أحب الله أن يعظم الآية ويشدد تخويف العباد وقعت الشمس كلها فلا يبقى منها على العجلة شيء، فذلك حين يظلم النهار وتبدو النجوم، وهو المنتهى من كسوفها فإذا أراد أن يجعل آية دون آية وقع منها النصف أو الثلث أو الثلثان في الماء، ويبقى سائر ذلك على العجلة، فهو كسوف دون كسوف، وبلاء للشمس أو للقمر، وتخويف للعباد، واستعتاب من الرب ﷿، فأي ذلك كان صارت الملائكة الموكلون بعجلتها فرقتين: فرقة منها يقبلون على الشمس فيجرونها نحو العجلة، والفرقة الأخرى | |||
كل بابين فرسخ، ينوب كل يوم على كل باب من أبواب هاتين المدينتين عشرة آلاف رجل من الحراسة، عليهم السلاح، لا تنوبهم الحراسة بعد ذلك إلى يوم ينفخ في الصور، فو الذى نفس محمد بيده، لولا كثرة هؤلاء القوم وضجيج أصواتهم لسمع الناس من جميع أهل الدنيا هدة وقعة الشمس حين تطلع وحين تغرب، ومن ورائهم ثلاث أمم: منسك، وتافيل، وتاريس، ومن دونهم يأجوج وماجوج. | |||
وان جبرئيل ع انطلق بي اليهم ليله اسرى بي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فدعوت يأجوج ومأجوج إلى عبادة الله ﷿ فأبوا أن يجيبوني، ثم انطلق بي إلى أهل المدينتين، فدعوتهم إلى دين الله ﷿ والى عبادته فأجابوا وأنابوا، فهم في الدين إخواننا، من أحسن منهم فهو مع محسنكم، ومن أساء منهم فأولئك مع المسيئين منكم ثم انطلق بي إلى الأمم الثلاث، فدعوتهم إلى دين الله وإلى عبادته فأنكروا ما دعوتهم إليه، فكفروا بالله ﷿ وكذبوا رسله، فهم مع يأجوج ومأجوج وسائر من عصى الله في النار، فإذا ما غربت الشمس رفع بها من سماء إلى سماء في سرعة طيران الملائكة، حتى يبلغ بها إلى السماء السابعة العليا، حتى تكون تحت العرش فتخر ساجده، وتسجد معها الملائكة الموكلون بها، فيحدر بها من سماء إلى سماء، فإذا وصلت إلى هذه السماء فذلك حين ينفجر الفجر، فإذا انحدرت من بعض تلك العيون، فذاك حين يضيء الصبح، فإذا وصلت إلى هذا الوجه من السماء فذاك حين يضيء النهار. | |||
قال: وجعل الله عند المشرق حجابا من الظلمة على البحر السابع، مقدار | |||
}} | |||
{{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.73. | |||
|فقال عمر بن الخطاب ﵁: أنا وأهلي فداؤك يا رسول الله! فما باب التوبة؟ قال: يا عمر، خلق الله ﷿ بابا للتوبة خلف المغرب، مصراعين من ذهب، مكللا بالدر والجوهر، ما بين المصراع إلى المصراع الآخر مسيرة أربعين عاما للراكب المسرع، فذلك الباب مفتوح منذ خلق الله خلقه إلى صبيحة تلك الليلة عند طلوع الشمس والقمر من مغاربهما، ولم يتب عبد من عباد الله توبة نصوحا من لدن آدم إلى صبيحة تلك الليلة إلا ولجت تلك التوبة في ذلك الباب، ثم ترفع إلى الله ﷿ قال معاذ بن جبل: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! وما التوبة النصوح؟}} | |||
{{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.49-52. | |||
|وإذا كانَ الأمْرُ كَذَلِكَ كانَ خَلْقُ الأرْضِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَواتِ، ودَحْوِ | |||
الأرْضِ وهُوَ بَسْطُها بِأقْواتِها ومَراعِيها ونَباتِها، بَعْدَ خَلْقِ السَّمَواتِ، كَما ذَكَرْنا عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ. | |||
وقَدْ حَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنِي مِهْرانُ، عن ابن سِنانٍ، عَنْ أبِي بَكْرٍ، [قالَ: جاءَ اليَهُودُ الى النبي ص فَقالُوا: | |||
يا مُحَمَّدُ، أخْبِرْنا: ما خَلَقَ اللَّهُ مِنَ الخَلْقِ فِي هَذِهِ الأيّامِ السِّتَّةِ؟ فَقالَ: خَلَقَ الأرْضَ يَوْمَ الأحَدِ والاثْنَيْنِ، وخَلَقَ الجِبالَ يَوْمَ الثُّلاثاءِ، وخَلَقَ المَدائِنَ والأقْواتَ والأنْهارَ وعُمْرانَها وخَرابَها يَوْمَ الأرْبِعاءِ، وخَلَقَ السَّمَواتِ والمَلائِكَةَ يَوْمَ الخَمِيسِ، إلى ثَلاثِ ساعاتٍ بَقِينَ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ، وخَلَقَ فِي أوَّلِ الثَّلاثِ ساعاتٍ الآجالَ، وفِي الثّانِيَةِ الآفَةَ، وفِي الثّالِثَةِ آدَمَ قالُوا: صدقت ان اتممت، فعرف النبي ص ما يُرِيدُونَ، فَغَضِبَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: «وما مَسَّنا مِن لُغُوبٍ فاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ]». | |||
{{Quote| | فإن قال قائل: فإن كان الأمر كما وصفت من أن الله تعالى خلق الأرض قبل السماء، فما معنى قول ابن عباس الذى حدثكموه واصل ابن عَبْدِ الأعْلى الأسَدِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأعْمَشِ، عَنْ أبِي ظَبْيانَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: أوَّلُ ما خَلَقَ اللَّهُ تَعالى مِن شَيْءٍ القَلَمُ، فَقالَ لَهُ: اكْتُبْ، فَقالَ: وما أكْتُبُ يا رَبِّ؟ قالَ: اكْتُبِ القَدَرَ، قالَ: | ||
فَجَرى القَلَمُ بِما هُوَ كائِنٌ مِن ذَلِكَ إلى قِيامِ السّاعَةِ، ثُمَّ رَفَعَ بُخارَ الماءِ فَفَتَقَ مِنهُ السَّمَواتِ، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ، فَدُحِيَتِ الأرْضُ عَلى ظَهْرِهِ، فاضْطَرَبَ النُّونُ، فَمادَتِ الأرْضُ فَأُثْبِتَتْ بِالجِبالِ، فَإنَّها لَتَفْخَرُ عَلى الارض | |||
حَدَّثَنِي واصِلٌ، قالَ: حَدَّثَنا وكِيعٌ، عَنِ الأعْمَشِ، عَنْ أبِي ظَبْيانَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ نَحْوَهُ. | |||
حَدَّثَنا ابْنُ المُثَنّى، قالَ: حَدَّثَنا ابْنُ أبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمانَ، عَنْ أبِي ظَبْيانَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، قالَ: أوَّلُ ما خَلَقَ اللَّهُ تَعالى القَلَمَ فَجَرى بِما هُوَ كائِنٌ، ثُمَّ رَفَعَ بُخارَ الماءِ، فَخُلِقَتْ مِنهُ السَّمَواتُ، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ، فَبُسِطَتِ الأرْضُ عَلى ظهر النون، فتحرك النون، فمادت الارض فاثبت بالجبال، فان الجِبالَ لَتَفْخَرُ عَلى الأرْضِ قالَ: وقَرَأ: «ن والقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ». | |||
حدثني تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الأعْمَشِ، عَنْ أبِي ظَبْيانَ- او مُجاهِدٍ- عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ بِنَحْوِهِ، إلا أنَّهُ قالَ: فَفُتِقَتْ مِنهُ السَّمَواتُ. | |||
حَدَّثَنا ابْنُ بَشّارٍ، قالَ: حَدَّثَنا يَحْيى، قالَ: حَدَّثَنا سُفْيانُ، قالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمانُ، عَنْ أبِي ظَبْيانَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: أوَّلُ ما خَلَقَ اللَّهُ تَعالى القَلَمُ فَقالَ: اكْتُبْ، فَقالَ: ما أكْتُبُ؟ قالَ: اكْتُبِ القَدَرَ، قالَ: فَجَرى بِما هُوَ كائِنٌ مِن ذَلِكَ اليَوْمِ إلى قِيامِ السّاعَةِ ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ، ورَفَعَ بُخارَ الماءِ فَفُتِقَتْ مِنهُ السَّماءُ، وبُسِطَتِ الأرْضُ عَلى ظَهْرِ النُّونِ، فاضْطَرَبَ النُّونُ، فَمادَتِ الأرْضُ فَأُثْبِتَتْ بِالجِبالِ، قالَ: فَإنَّها لَتَفْخَرُ عَلى الأرْضِ. | |||
حَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ، حَدَّثَنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطاءِ بْنِ السّائِبِ، عَنْ أبِي الضُّحى مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: أوَّلُ شَيْءٍ خَلَقَ | |||
اللَّهُ تَعالى القَلَمُ، فَقالَ لَهُ: اكْتُبْ، فَكَتَبَ ما هُوَ كائِنٌ إلى أنْ تَقُومَ السّاعَةُ، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ فَوْقَ الماءِ، ثُمَّ كَبَسَ الأرْضَ عَلَيْهِ. | |||
قيل: ذلك صحيح على ما روي عنه وعن غيره من معنى ذلك مشروحا مفسرا غير مخالف شيئا مما رويناه عنه في ذلك. | |||
فإن قال: وما الذي روي عنه وعن غيره من شرح ذلك الدال على صحة كل ما رويت لنا في هذا المعنى عنه؟ | |||
قيل له: حَدَّثَنِي مُوسى بْنُ هارُونَ الهَمْدانِيُّ وغَيْرُهُ، قالُوا: حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ حَمّادٍ، حَدَّثَنا أسْباطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أبِي مالِكٍ، وعَنْ أبِي صالح، عن ابن عباس- وعن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود- وعن ناس من اصحاب رسول الله ص «هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ» قالَ: إنَّ اللَّهَ تَعالى كانَ عَرْشُهُ عَلى الماءِ ولَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا غَيْرَ ما خَلَقَ قَبْلَ الماءِ، فَلَمّا أرادَ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ أخْرَجَ مِنَ الماءِ دُخانًا فارْتَفَعَ فَوْقَ الماءِ، فَسَما عَلَيْهِ، فَسَمّاهُ سَماءً، ثُمَّ أيْبَسَ الماءَ، فَجَعَلَهُ أرْضًا واحِدَةً، ثُمَّ فَتَقَها فَجَعَلَها سَبْعَ أرَضِينَ فِي يَوْمَيْنِ، فِي الأحَدِ والاثْنَيْنِ، فَخَلَقَ الأرْضَ عَلى حُوتٍ- والحُوتُ هُوَ النُّونُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ ﷿ فِي القُرْآنِ: «ن والقَلَمِ» - والحُوتُ فِي الماءِ، والماءُ عَلى ظَهْرِ صَفاةٍ، والصَّفاةُ عَلى ظَهْرِ مَلَكٍ، والمَلَكُ عَلى صَخْرَةٍ، والصخرة على الرِّيحِ- وهِيَ الصَّخْرَةُ الَّتِي ذَكَرَ لُقْمانُ- لَيْسَتْ فِي السَّماءِ ولا فِي الأرْضِ، فَتَحَرَّكَ الحُوتُ فاضْطَرَبَ، فَتَزَلْزَلَتِ الأرْضُ، فَأرْسى عَلَيْها الجِبالُ فَقَرَّتْ، فالجبال | |||
تَفْخَرُ عَلى الأرْضِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى: «وألْقى فِي الأرْضِ رَواسِيَ أنْ تَمِيدَ بِكُمْ*».}} | |||
===ابن عباس=== | ===ابن عباس=== |