إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحجر الأسود»

من ویکی اسلام
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
الحجر الأسود هو صخرة تم تثبيتها في الزاوية المواجهة للشرق من الكعبة، والتي تقع في مكة المكرمة وهي "بيت الله" الذي يصلي المسلمون باتجاهه خمس مرات في اليوم. وفقًا للمؤرخين، كان الحجر الأسود واحدًا من العديد من الحجارة المقدسة المستخدمة في نهايات الوثنية من قبل الوثنيين العرب قبل الإسلام، الذين استخدموا الكعبة كمزار وثني يضم حوالي 360 صنمًا. يتفق الحديث النبوي على أن الحجر كان بالفعل جزءًا من الكعبة قبل ولادة محمد في زمن العرب الوثنيين. ومع ذلك، يؤكد الحديث أن الحجر نزل من السماء مع آدم وحواء وتم دمجه في هيكل الكعبة عندما يُفترض أن النبي إبراهيم وابنه إسماعيل بناها. قيل إن محمد قد أعاد الحجر إلى الكعبة عندما دمرت الكعبة وأعيد بناؤها من قبل المكيين قبل إعلان محمد بالنبوة.
الحجر الأسود هو حجر موجود في الركن الشرقي للكعبة الموجودة في مكّة، وهي تعتبر "بيت الله" ويصلّي المسلمون باتجاهها خمس مرّات في اليوم. وبحسب المؤرخين، شكل الحجر الأسود واحد من بين عدة أنصاب موضوعة لأغراض عبادة الأصنام من قِبل الوثنيين العرب ما قبل الإسلام الذين استخدموا الكعبة كمزار وثني حمل بداخله حوالى 360 صنم. يوافق أدب الحديث على أنّ الحجر كان جزءاً من الكعبة قبل ولادة محمد في زمن الوثنيين العرب. لكنّ أدب الحديث يؤكد إنّ الحجر نزل من السماوات برفقة آدم وحوّاء وأُدخل إلى هيكل الكعبة عندما بناها النبي إبراهيم وابنه إسماعيل. ويُقال إنّ محمد أعاد الحجر إلى الكعبة بعد أن دُمّرَت وأعاد المكّيون إعمارها قبل إعلان محمد عن نبوّته.  


أثناء الحج، أثناء الطواف حول الكعبة، يُطلب من المسلمين حسب الكتاب المقدس تقبيل الحجر الأسود أو لمسه أو الإشارة إليه على الأقل إن أمكن من أجل الحصول على البركات. بالإضافة إلى البلى من هذه الممارسة من قبل مئات الملايين، كان الحجر الأسود ضحية للمصير البنيوي للكعبة، التي هُدمت وقصفت وأعيد بناؤها عبر التاريخ عدة مرات. في وقت من الأوقات، ضرب الحجر الأسود بحجر أطلق من المنجنيق وتحطم إلى أشلاء. في مناسبات أخرى، ورد أن الحجر الأسود قد تم تدنيسه بالفضلات، ونهب من قبل القرامطة، وبخلاف ذلك تم الإساءة إليه عمداً.
وفي خلال الحجّ، يطلب من المسلمين بتعليمات من الكتاب المقدس بينما يطوفون حول الكعبة أن يقبّلوا الحجر الأسود أو على الأقلّ أن يشيروا إليه إن أمكن من أجل الحصول على النِعم. وبالإضافة إلى اهتراء الحجر الأسود بعد أن مارس مئات الملايين من الحجاج الممارسات المذكورة، فقد كان الحجر الأسود ضحية للمصير البنيوي للكعبة، التي هُدمت وقصفت وأعيد بناؤها عبر التاريخ عدة مرات. في وقت من الأوقات، ضرب الحجر الأسود بحجر أطلق من المنجنيق وتحطم إلى أشلاء. في مناسبات أخرى، ورد أن الحجر الأسود قد تم تدنيسه بالفضلات، ونهب من قبل القرامطة، غير أنّ تمّت الإساءة إليه عمداً.  


إلى جانب تأكيدات الحكومة السعودية، لم يتم التحقق بشكل مستقل من استمرار وجود الحجر الأسود الأصلي، وأصوله، وتاريخية كل ما هو موجود حاليًا في النتوء الفضي على جانب الكعبة. ومع ذلك، اقترح متحف التاريخ الطبيعي في المملكة المتحدة أن الحجر من المحتمل أن يكون نيزكاً كاذبًا، أو صخرة أرضية مخطئة بسبب نيزك، تم تقديسها لأول مرة من قبل العرب الوثنيين. لا يوجد بالمثل أي دليل تاريخي يشير إلى أن إبراهيم وإسماعيل كانا مسؤولين عن بناء الكعبة، أو بالتالي، الموضع الأصلي للحجر الأسود.
إلى جانب تأكيدات الحكومة السعودية، لم يتم التحقق بشكل مستقل من استمرار وجود الحجر الأسود الأصلي، وأصوله، والتاريخية لما هو موجود حاليًا في البروز الفضي على جانب الكعبة. ومع ذلك، اقترح متحف التاريخ الطبيعي في المملكة المتحدة أن الحجر من المحتمل أن يكون نيزكًا كاذبًا، أو صخرة أرضية أُزعم بأنها نيزك، تم تقديسها لأول مرة من قبل العرب الوثنيين. لا يوجد كذلك أي دليل تاريخي يشير إلى أن إبراهيم وإسماعيل كانا مسؤولين عن بناء الكعبة، أو بالتالي، عن الموضع الأصلي للحجر الأسود. <br />


<br />
== نصب للوثنيين العرب ==
 
يعتبر معظم العلماء الحجر الأسود نصباً من زمن ما قبل الإسلام. ويعرّف قاموس الكلّ "النَّصْبُ" على أنّه "ما كان يُنصَب ليُعبدَ من دون الله."
=='''كحجرٍ مقدّس للعرب الوثنيين'''==
يعتبر معظم المؤرخين أن الحجر الأسود هو حجر مقدس عربي من عصور ما قبل الإسلام. تعرف موسوعة بريطانيا "baetyl" على أنها "في الديانة اليونانية، حجر أو عمود مقدس. كلمة baetylus هي من أصل سامي (-bethel). العديد من الأحجار المقدسة، أو الوثنية، التي كانت موجودة في العصور القديمة، مرتبطة بشكل عام بعبادة شخص معين. وكان ينظر إليه على أنه مكان إقامته أو رمزه. وتتابع الموسوعة:
{{اقتباس|[https://www.britannica.com/topic/Arabian-religion المقدسات والأشياء الدينية والممارسات والمؤسسات الدينية]<br>
{{اقتباس|[https://www.britannica.com/topic/Arabian-religion المقدسات والأشياء الدينية والممارسات والمؤسسات الدينية]<br>
الديانة العربية ، Encyclopædia Britannica ، 2009|كانت المقدسات، المنحوتة أحيانًا في الصخر على المرتفعات، تتكون من الحرم، وهو مكان مقدس في الهواء الطلق، يمكن الوصول إليه فقط من قبل الأشخاص غير المسلحين الذين يرتدون ملابس طقسية. هناك يعبد الحجر المقدس، "حجر مرتفع"، أو تمثال للإله. كان الأنباط يصورون آلهتهم في الأصل على أنهم حجارة مقدسة على المنصة، لكنهم أعطوهم لاحقًا مظهرًا بشريًا.}}
الديانة العربية ، Encyclopædia Britannica ، 2009|كانت المقدسات، المنحوتة أحيانًا في الصخر على المرتفعات، تتكون من الحرم، وهو مكان مقدس في الهواء الطلق، يمكن الوصول إليه فقط من قبل الأشخاص غير المسلحين الذين يرتدون ملابس طقسية. هناك يعبد الحجر المقدس، "حجر مرتفع"، أو تمثال للإله. كان الأنباط يصورون آلهتهم في الأصل على أنهم حجارة مقدسة على المنصة، لكنهم أعطوهم لاحقًا مظهرًا بشريًا.}}




وفقًا لابن إسحاق، أحد أوائل كتاب السيرة الذاتية لمحمد، كان الحجر الأسود مهمًا للمشركين العرب قبل نبوءة محمد. في قصة شهيرة من السيرة، طلبت قريش من محمد المساعدة في التوسط في كيفية إعادة الحجر الأسود إلى الكعبة أثناء إعادة بنائها.
وبحسب ابن إسحاق، وهو أوّل من كتبوا سيرة الرسول محمد، كان الحجر الأسود مهماً للعرب المشركين قبل نبوّة محمد. في قصة شهيرة من السيرة، طلبت قبيلة قريش محمداً لكي يسوي الخلاف حول كيفية إعادة الحجر الأسود إلى الكعبة بينما كانوا يعيدون إعمارها.
{{اقتباس|1=[http://www.tafsir.com/default.asp?sid=2&tid=3608 الخلاف على من يضع الحجر الأسود في مكانه]<br>تفسير ابن كثير|2=قال ابن إسحاق: جمعت قبائل قريش الحجارة لإعادة بناء البيت، فكانت كل قبيلة تجمعها من تلقاء نفسها، فقاموا بإعادة بنائه حتى وصل إعادة بناء الكعبة إلى موضع وضع الحجر الأسود في عينها. نشب خلاف بين قبائل قريش المختلفة، طلب كل منهم شرف وضع الحجر الأسود لقبيلته، وكاد الخلاف أن يؤدي إلى اندلاع أعمال عنف بين زعماء قريش في منطقة البيت الحرام. قطع بنو عبد الدار وبنو عدي بن كعب بن لؤي عهدا على القتال حتى الموت، ولكن بعد خمسة أو أربعة أيام، تدخّل أبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، أكبرهم سنا من قريش في اللحظة المناسبة، فاقترح أبو أمية أن تعين قريش أول من يدخل البيت من مدخله ليكون وسيطاً بينهما، فاتفقا، وكان الرسول - محمد - أول من دخل البيت. مختلف قادة قريش الحقيقي زيد الذي كان أول واحد، أعلنوا جميعًا، `` هذا هو (الأمين). كلنا نقبله. هذا هو محمد. وعندما وصل الرسول إلى المنطقة التي كان يتجمع فيها القادة وأبلغوه بنزاعهم، طلب منهم إحضار ثوب ووضعه على الأرض. وضع الحجر الأسود عليها. ثم طلب من كل من زعماء قريش أن يمسكوا الثوب من جهة وأن يشاركوا جميعاً في رفع الحجر الأسود ونقله إلى المنطقة المخصصة له. ثم حمل الرسول الحجر الأسود بنفسه ووضعه في مكانه المخصص وبنى حوله. كانت قريش تدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمين حتى قبل أن يأتيه الوحي ".}}<br />
{{اقتباس|1=[https://tafsir.app/ibn-katheer/2/126 تفسير ابن كثير]|2=قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ثُمَّ إِنَّ الْقَبَائِلَ مِنْ قُرَيْشٍ جَمَعت الْحِجَارَةَ لِبِنَائِهَا، كُلُّ قَبِيلَةٍ تَجْمَعُ عَلَى حِدَةٍ، ثُمَّ بَنَوْهَا، حَتَّى بَلَغَ الْبُنْيَانُ مَوْضِعَ الرُّكْنِ -يَعْنِي الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ -فَاخْتَصَمُوا فِيهِ، كُلُّ قَبِيلَةٍ تُرِيدُ أَنْ تَرْفَعَهُ إِلَى مَوْضِعِهِ دُونَ الْأُخْرَى، حَتَّى تَحَاوَرُوا وَتَخَالَفُوا، وَأَعَدُّوا لِلْقِتَالِ. فَقَرَّبَتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ جَفْنَةً مَمْلُوءَةً دَمًا، ثُمَّ تَعَاقَدُوا هُمْ وَبَنُو عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ عَلَى الْمَوْتِ، وَأَدْخَلُوا أَيْدِيَهُمْ فِي ذَلِكَ الدَّمِ فِي تِلْكَ الْجَفْنَةِ، فَسُمُّوا: لعَقَة الدَّمِ. فَمَكَثَتْ قُرَيْشٌ عَلَى ذَلِكَ أَرْبَعَ لَيَالٍ أَوْ خَمْسًا. ثُمَّ إِنَّهُمُ اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ فَتَشَاوَرُوا وَتَنَاصَفُوا.
 
فَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ الرِّوَايَةِ: أَنَّ أَبَا أُمِّيَّةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بْنِ مَخْزُومٍ -وكان عامئذ أسن قُرَيْشٍ كُلِّهِمْ -قَالَ(١١٠) : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ فِيمَا تَخْتَلِفُونَ فِيهِ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ، يَقْضِي بَيْنَكُمْ، فِيهِ. فَفَعَلُوا، فَكَانَ أَوَّلُ دَاخِلٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: هَذَا الْأَمِينُ رَضِينَا، هَذَا مُحَمَّدٌ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِمْ وَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، قَالَ [رَسُولُ اللَّهِ](١١١) صلى الله عليه وسلم: "هَلُمَّ إليَّ ثَوْبًا" فَأُتِي بِهِ، فَأَخَذَ الرُّكْنَ -يَعْنِي الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ-فَوَضَعَهُ فِيهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: "لِتَأْخُذْ كُلُّ قَبِيلَةٍ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ"، ثُمَّ [قَالَ](١١٢) : "ارْفَعُوهُ جَمِيعًا". فَفَعَلُوا، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا بِهِ مَوْضِعَهُ، وَضَعَهُ هُوَ بِيَدِهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ بَنَى عَلَيْهِ.
==='''أحجار مقدسة أخرى من العرب الوثنيين'''===
وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُسَمِّي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ: الْأَمِينُ.}}<br />'''أنصاب أخرى للوثنيين العرب'''
لم يكن الحجر الأسود هو الحجر الوحيد المهم في شبه الجزيرة العربية. أشار المؤرخون إلى أن المراكز العربية الأخرى كانت تستضيف الكعبة الخاصة بهم، والتي غالبًا ما كانت لها أحجارها الإلهية ذات الألوان المختلفة.
{{اقتباس|الإسلام الكلاسيكي لغوستاف إدموند فون غرونيباوم: تاريخ ، 600 م إلى 1258 م (ص 24)|كان لغيمان حجر أحمر وكعبة العبلات (بالقرب من طبالة) كانت بها حجر أبيض.}}<br />
 
=='''حجر إلوه الأسود'''==
يذكر الكتاب القدامى هيروديان وكاسيوس ديو معبدًا في مدينة إميسا السورية (المعروفة اليوم باسم حمص). كان هناك إله سامي محلي يُدعى إلوه (يعني الرب) كان يُعبد هناك. كان معروفًا عند الرومان واليونانيين باسم هيليوغابالوس، وهو تحريف فاسد لإله جبل (رب الجبل، أحد ألقاب إلوه). ارتبط إلوه بالشمس وبالتالي تم تحديده مع الإله الروماني سول واليونانية هيليوس.
 
 
في المعبد، تم الاحتفاظ بأحد أقدس بقايا العصور القديمة، الحجر الأسود. كان يعتقد أنه يأتي من خارج الأرض (ربما نيزك) وأنه مظهر من مظاهر إلوه نفسه. المؤمنون من كامل المشرق الروماني قاموا بالحج إلى الحجر. جلبوا الهدايا والعروض القيمة. أطاع أتباع إلوه القواعد الشعائرية. على سبيل المثال، طُلب منهم الختان ولم يُسمح لهم بأكل لحم الخنزير.
 
كانت هذه العبادة واحدة من عدة آلاف في البحر الأبيض المتوسط ​​القديم وكان من المحتمل أن يتم نسيانها لولا حدوث درامي ومناسب معين. في عام 218 بعد الميلاد، دفعت عائلته المتعطشة للسلطة كاهنًا شابًا من ذلك المعبد والمواطن الروماني - فاريوس أفيتوس باسوس - إلى اغتصاب عرش روما من خلال الادعاء بأنه ابن غير شرعي للإمبراطور المقتول كركلا (الذي حكم) (211-217). نجح فاريوس أفيتوس باسوس في اغتصابه، وحكم لمدة أربع سنوات وتذكر بعد ذلك بلقبه - أيضًا اسم إلهه - إيل جبل.
 
 
كان يعتبر إيل جبل عمومًا حاكمًا منحرفًا بشكل استثنائي. وبحسب ما ورد كان يمارس الدعارة في القصر الإمبراطوري وكان له العديد من الزوجات والأزواج في نفس الوقت. كان معروفًا على نطاق واسع بأنه مازوشي غير معتذر، مما سمح للجميع بضربه. عزا العديد من إيل جبل فجوره وعدم اللياقة إلى ما اعتبروه التأثير المفسد لعبادة الإله إلوه.
 
أحضر الإمبراطور الشاب حجره الأسود الشهير إلى روما. أراد أن يجعل عبادة إلوه أسمى أو الدين الوحيد للإمبراطورية الرومانية. أثار هذا ضجة بين الرومان. كل عام في الصيف كان يتم تنظيم موكب أجنبي وغير معروف للسكان المحليين. تم وضع الحجر الأسود على عربة مع مقابض ملحقة بها (مما يشير إلى أن الإله نفسه كان يقوم بالتدريب). كان الإمبراطور يسير على قدميه بالقرب من العربة. تبع ذلك أعضاء مجلس الشيوخ والمواطنون البارزون واستعراض الجنود والموسيقيين والحيوانات الغريبة.
 


بعد أربع سنوات من الحكم الذي أزعج العديد من الرومان، قتل الجنود إيل جبل. تم إلقاء جثته في نهر التيبر.  
لم يكن الحجر الأسود الحجر الوحيد المهمّ في شبه الجزيرة العربية. فقد ذكر المؤرخون إنّ مراكز عربية أخرى كانت تتضمّن "كعباتها" الخاصّة، وغالباً ما تضمّنت تلك أحجارها المقدّسة الخاصّة بألوان مختلفة.  
{{اقتباس|الإسلام الكلاسيكي لغوستاف إدموند فون غرونيباوم: تاريخ ، 600 م إلى 1258 م (ص 24)|كان في غيمان حجر أحمر وكعبة العبلات (بالقرب من طبالة) كان بها حجر أبيض.}}<br />


=='''حديث'''==
== حجر إلوهيم الأسود ==
{{اقتباس|1=[https://islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-English-Ask_Scholar/FatwaE/FatwaE&cid=1119503543250 الحجر الأسود: تاريخه وأهميته]<br>
يذكر الكاتبان القديمان هيروديان وكاسيوس ديو معبداً في المدينة السورية "إيميسا" (المعروفة اليوم باسم حمص). وكان يُعبد إله ساميّ اسمه إلوهيم (ما يعني الله) في تلك المنطقة. وعرفه الرومان والإغريق باسم "إيل جبل" (إله الجبل، وهو أحد ألقاب إلوهيم). وارتبط إلوهيم بالشمس فشبّه للإله الروماني "سول" والإله الإغريقي "هيليوس".  
إسلام أون لاين ، بنك الفتوى ، 8 يناير 2003|2=1.   عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نزل الحجر الأسود من الجنة). (الترمذي، سنن، حديث رقم 877، وصححه الشيخ الألباني في كتابه صحيح الترمذي، حديث رقم 695).


2.   2- وروى ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لما نزل الحجر الأسود من الجنة كان بياضا من اللبن، ولكن ذنوب أبناء آدم جعلتها سوداء ". (الترمذي، سنن)
وفي هذا المعبد، تمّ الاحتفاظ بإحدى أقدس الآثار من العصور القديمة: الحجر الأسود. قيل إنّه جاء من خارج الأرض (على الأغلب نيزك) وإنّه تجسّد لإلوهيم نفسه. وحجّ المؤمنون من جميع أنحاء المشرق الروماني إلى الحجر الأسود، وجلبوا معهم هدايا وهبات قيمة. أطاع أتباع إلوهيم بعض القواعد الشعائرية، فعلى سبيل المثال، طلب منهم الختان ولم يُسمح لهم بأكل لحم الخنزير.  


3.   - وروى ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والله يخرجها يوم القيامة، ولها عينان ترى بهما ولسان تتكلم به، ويشهد لصالح من لمسه بصدق ". (الترمذي، سنن)
كانت هذه الطائفة واحدة من عدة آلاف في منطقة البحر الأبيض المتوسط القديمة وكان من المحتمل أن يتم نسيانها لولا حادثة درامية ومناسبة. في عام 218 بعد الميلاد، دفعت عائلة فاريوس أفيتوس باسوس - كاهنًا شابًا من ذلك المعبد ومواطن روماني - المتعطشة للسلطة إلى اغتصاب عرش روما من خلال الادعاء بأنه ابن غير شرعي للإمبراطور المقتول كركلا (الذي حكم في 211-217). نجح فاريوس أفيتوس باسوس في اغتصابه العرش، وحكم لمدة أربع سنوات وتذكر بعد ذلك بلقبه - أيضًا اسم إلهه - إيل جبل.


4.   وقد نقل ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (مسهما كلاهما (الحجر الأسود والركن اليماني) كفارة عن الذنوب. (الترمذي، سنن، حديث رقم 959. هذا الحديث حسنه الترمذي، وصححه الحاكم (1/664)، ووافقه الذهبي على ذلك).
اعتبر ايل جبل عامّةً حاكماً منحرفاً بشكل استثنائي. فيقال إنّه كان يمارس الدعارة في القصر الإمبراطوري وكان لديه الكثير من الأزواج والزوجات في الوقت آنه. غُرف على نطاق واسع بأنّه مازوشي مندفع، وسمح للجميع بضربه. ربط العديد ممن عرفوا إيل جبل فجوره وعدم لياقته بما اعتبروه "تأثيراً مفسداً جراء عبادة الإله إلوهيم".  


(الأحاديث السالفة الذكر مقتبسة من فتوى للباحث السعودي البارز الشيخ محمد صالح المنجد www.islam-qa.com)}}{{اقتباس|[https://www.livingislam.org/fiqhi/fiqha_e54.html أحاديث إشكالية وأسئلة مختلفة الشيخ جبريل فؤاد حداد]<br>
جلب الإمبراطور الشاب حجره الأسود الشهير إلى روما. أراد أن يجعل عبادة إلوهيم العبادة الأسمى أو الدين الوحيد للإمبراطورية الرومانية. تسبب هذا في ضجة بين الرومان. كل عام في الصيف كان يتم تنظيم موكب أجنبي وغير معروف للسكان المحليين. فيتم وضع الحجر الأسود على عربة مع مقابض ملحقة بها (مما يشير إلى أن الإله نفسه كان يقوم بالقيادة). كان الإمبراطور يسير على قدميه بالقرب من العربة. تبع ذلك أعضاء مجلس الشيوخ والمواطنون البارزون واستعراض الجنود والموسيقيين والحيوانات الغريبة.
الشيخ جبريل فؤاد حداد، 11 أبريل 2000|1.   عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نزل الحجر الأسود من الجنة). (الترمذي، سنن، حديث رقم 877، وصححه الشيخ الألباني في كتابه صحيح الترمذي، حديث رقم 695).


2.   2- وروى ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لما نزل الحجر الأسود من الجنة كان بياضا من اللبن، ولكن ذنوب أبناء آدم جعلتها سوداء ". (الترمذي، سنن)


3.   - وروى ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والله يخرجها يوم القيامة، ولها عينان ترى بهما ولسان تتكلم به، ويشهد لصالح من لمسه بصدق ". (الترمذي، سنن)
بعد أربع سنوات من الحكم الذي أزعج العديد من الرومان، قتل الجنود إيل جبل وتم إلقاء جثته في نهر التيبر.


4.   وقد نقل ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (مسهما كلاهما (الحجر الأسود والركن اليماني) كفارة عن الذنوب. (الترمذي، سنن، حديث رقم 959. هذا الحديث حسنه الترمذي، وصححه الحاكم (1/664)، ووافقه الذهبي على ذلك).
==حديث==
{{اقتباس|1=|2=حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"‏ نَزَلَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ ‏"
{{الترمذي||2|7|877}}


(الأحاديث السالفة الذكر مقتبسة من فتوى للباحث السعودي البارز الشيخ محمد صالح المنجد www.islam-qa.com)}}<br />{{اقتباس|{{البخاري|2|26|667}} و {{البخاري|2|26|657}}, {{مسلم|7|2912-2915}}|حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُمَرَ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فَقَالَ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ‏.‏}}{{اقتباس|{{مسلم|7|2916}}|وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، جَمِيعًا عَنْ وَكِيعٍ، - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، - عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ رَأَيْتُ عُمَرَ قَبَّلَ الْحَجَرَ وَالْتَزَمَهُ وَقَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِكَ حَفِيًّا ‏.‏}}
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ ‏.‏ فَقُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّكَ تُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُزَاحِمُ عَلَيْهِ ‏.‏ فَقَالَ إِنْ أَفْعَلْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏"‏ إِنَّ مَسْحَهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا ‏"‏ ‏.‏ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ‏"‏ مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أُسْبُوعًا فَأَحْصَاهُ كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ ‏"‏ ‏.‏ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ‏"‏ لاَ يَضَعُ قَدَمًا وَلاَ يَرْفَعُ أُخْرَى إِلاَّ حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً ‏"‏ ‏.‏ قَالَ أَبُو عِيسَى وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوَهُ ‏.‏ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ ‏.‏
{{الترمذي||2|7|959}}}}{{اقتباس||"الحجر الأسود يمين الله في الأرض" – ابن كتيبه في تأويل مختلف الحديث.
يقول القرطبي في كتابه الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى: "هذا يعني أنّ الحجر الأسود في منزلة يد يمين الله، مجازياً".
}}<br />{{اقتباس|{{البخاري|2|26|667}} و {{البخاري|2|26|657}}, {{مسلم|7|2912-2915}}|حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُمَرَ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فَقَالَ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ‏.‏}}{{اقتباس|{{مسلم|7|2916}}|وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، جَمِيعًا عَنْ وَكِيعٍ، - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، - عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ رَأَيْتُ عُمَرَ قَبَّلَ الْحَجَرَ وَالْتَزَمَهُ وَقَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِكَ حَفِيًّا.‏ وَحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ وَلَكِنِّي رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم بِكَ حَفِيًّا ‏.‏ وَلَمْ يَقُلْ وَالْتَزَمَهُ ‏.‏}}

مراجعة ١٢:١٣، ٦ مارس ٢٠٢٢

الحجر الأسود هو حجر موجود في الركن الشرقي للكعبة الموجودة في مكّة، وهي تعتبر "بيت الله" ويصلّي المسلمون باتجاهها خمس مرّات في اليوم. وبحسب المؤرخين، شكل الحجر الأسود واحد من بين عدة أنصاب موضوعة لأغراض عبادة الأصنام من قِبل الوثنيين العرب ما قبل الإسلام الذين استخدموا الكعبة كمزار وثني حمل بداخله حوالى 360 صنم. يوافق أدب الحديث على أنّ الحجر كان جزءاً من الكعبة قبل ولادة محمد في زمن الوثنيين العرب. لكنّ أدب الحديث يؤكد إنّ الحجر نزل من السماوات برفقة آدم وحوّاء وأُدخل إلى هيكل الكعبة عندما بناها النبي إبراهيم وابنه إسماعيل. ويُقال إنّ محمد أعاد الحجر إلى الكعبة بعد أن دُمّرَت وأعاد المكّيون إعمارها قبل إعلان محمد عن نبوّته.

وفي خلال الحجّ، يطلب من المسلمين بتعليمات من الكتاب المقدس بينما يطوفون حول الكعبة أن يقبّلوا الحجر الأسود أو على الأقلّ أن يشيروا إليه إن أمكن من أجل الحصول على النِعم. وبالإضافة إلى اهتراء الحجر الأسود بعد أن مارس مئات الملايين من الحجاج الممارسات المذكورة، فقد كان الحجر الأسود ضحية للمصير البنيوي للكعبة، التي هُدمت وقصفت وأعيد بناؤها عبر التاريخ عدة مرات. في وقت من الأوقات، ضرب الحجر الأسود بحجر أطلق من المنجنيق وتحطم إلى أشلاء. في مناسبات أخرى، ورد أن الحجر الأسود قد تم تدنيسه بالفضلات، ونهب من قبل القرامطة، غير أنّ تمّت الإساءة إليه عمداً.  

إلى جانب تأكيدات الحكومة السعودية، لم يتم التحقق بشكل مستقل من استمرار وجود الحجر الأسود الأصلي، وأصوله، والتاريخية لما هو موجود حاليًا في البروز الفضي على جانب الكعبة. ومع ذلك، اقترح متحف التاريخ الطبيعي في المملكة المتحدة أن الحجر من المحتمل أن يكون نيزكًا كاذبًا، أو صخرة أرضية أُزعم بأنها نيزك، تم تقديسها لأول مرة من قبل العرب الوثنيين. لا يوجد كذلك أي دليل تاريخي يشير إلى أن إبراهيم وإسماعيل كانا مسؤولين عن بناء الكعبة، أو بالتالي، عن الموضع الأصلي للحجر الأسود.

نصب للوثنيين العرب

يعتبر معظم العلماء الحجر الأسود نصباً من زمن ما قبل الإسلام. ويعرّف قاموس الكلّ "النَّصْبُ" على أنّه "ما كان يُنصَب ليُعبدَ من دون الله."

كانت المقدسات، المنحوتة أحيانًا في الصخر على المرتفعات، تتكون من الحرم، وهو مكان مقدس في الهواء الطلق، يمكن الوصول إليه فقط من قبل الأشخاص غير المسلحين الذين يرتدون ملابس طقسية. هناك يعبد الحجر المقدس، "حجر مرتفع"، أو تمثال للإله. كان الأنباط يصورون آلهتهم في الأصل على أنهم حجارة مقدسة على المنصة، لكنهم أعطوهم لاحقًا مظهرًا بشريًا.


وبحسب ابن إسحاق، وهو أوّل من كتبوا سيرة الرسول محمد، كان الحجر الأسود مهماً للعرب المشركين قبل نبوّة محمد. في قصة شهيرة من السيرة، طلبت قبيلة قريش محمداً لكي يسوي الخلاف حول كيفية إعادة الحجر الأسود إلى الكعبة بينما كانوا يعيدون إعمارها.

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ثُمَّ إِنَّ الْقَبَائِلَ مِنْ قُرَيْشٍ جَمَعت الْحِجَارَةَ لِبِنَائِهَا، كُلُّ قَبِيلَةٍ تَجْمَعُ عَلَى حِدَةٍ، ثُمَّ بَنَوْهَا، حَتَّى بَلَغَ الْبُنْيَانُ مَوْضِعَ الرُّكْنِ -يَعْنِي الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ -فَاخْتَصَمُوا فِيهِ، كُلُّ قَبِيلَةٍ تُرِيدُ أَنْ تَرْفَعَهُ إِلَى مَوْضِعِهِ دُونَ الْأُخْرَى، حَتَّى تَحَاوَرُوا وَتَخَالَفُوا، وَأَعَدُّوا لِلْقِتَالِ. فَقَرَّبَتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ جَفْنَةً مَمْلُوءَةً دَمًا، ثُمَّ تَعَاقَدُوا هُمْ وَبَنُو عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ عَلَى الْمَوْتِ، وَأَدْخَلُوا أَيْدِيَهُمْ فِي ذَلِكَ الدَّمِ فِي تِلْكَ الْجَفْنَةِ، فَسُمُّوا: لعَقَة الدَّمِ. فَمَكَثَتْ قُرَيْشٌ عَلَى ذَلِكَ أَرْبَعَ لَيَالٍ أَوْ خَمْسًا. ثُمَّ إِنَّهُمُ اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ فَتَشَاوَرُوا وَتَنَاصَفُوا.

فَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ الرِّوَايَةِ: أَنَّ أَبَا أُمِّيَّةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بْنِ مَخْزُومٍ -وكان عامئذ أسن قُرَيْشٍ كُلِّهِمْ -قَالَ(١١٠) : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ فِيمَا تَخْتَلِفُونَ فِيهِ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ، يَقْضِي بَيْنَكُمْ، فِيهِ. فَفَعَلُوا، فَكَانَ أَوَّلُ دَاخِلٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: هَذَا الْأَمِينُ رَضِينَا، هَذَا مُحَمَّدٌ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِمْ وَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، قَالَ [رَسُولُ اللَّهِ](١١١) صلى الله عليه وسلم: "هَلُمَّ إليَّ ثَوْبًا" فَأُتِي بِهِ، فَأَخَذَ الرُّكْنَ -يَعْنِي الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ-فَوَضَعَهُ فِيهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: "لِتَأْخُذْ كُلُّ قَبِيلَةٍ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ"، ثُمَّ [قَالَ](١١٢) : "ارْفَعُوهُ جَمِيعًا". فَفَعَلُوا، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا بِهِ مَوْضِعَهُ، وَضَعَهُ هُوَ بِيَدِهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ بَنَى عَلَيْهِ.

وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُسَمِّي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ: الْأَمِينُ.


أنصاب أخرى للوثنيين العرب

لم يكن الحجر الأسود الحجر الوحيد المهمّ في شبه الجزيرة العربية. فقد ذكر المؤرخون إنّ مراكز عربية أخرى كانت تتضمّن "كعباتها" الخاصّة، وغالباً ما تضمّنت تلك أحجارها المقدّسة الخاصّة بألوان مختلفة.

كان في غيمان حجر أحمر وكعبة العبلات (بالقرب من طبالة) كان بها حجر أبيض.
الإسلام الكلاسيكي لغوستاف إدموند فون غرونيباوم: تاريخ ، 600 م إلى 1258 م (ص 24)


حجر إلوهيم الأسود

يذكر الكاتبان القديمان هيروديان وكاسيوس ديو معبداً في المدينة السورية "إيميسا" (المعروفة اليوم باسم حمص). وكان يُعبد إله ساميّ اسمه إلوهيم (ما يعني الله) في تلك المنطقة. وعرفه الرومان والإغريق باسم "إيل جبل" (إله الجبل، وهو أحد ألقاب إلوهيم). وارتبط إلوهيم بالشمس فشبّه للإله الروماني "سول" والإله الإغريقي "هيليوس".

وفي هذا المعبد، تمّ الاحتفاظ بإحدى أقدس الآثار من العصور القديمة: الحجر الأسود. قيل إنّه جاء من خارج الأرض (على الأغلب نيزك) وإنّه تجسّد لإلوهيم نفسه. وحجّ المؤمنون من جميع أنحاء المشرق الروماني إلى الحجر الأسود، وجلبوا معهم هدايا وهبات قيمة. أطاع أتباع إلوهيم بعض القواعد الشعائرية، فعلى سبيل المثال، طلب منهم الختان ولم يُسمح لهم بأكل لحم الخنزير.

كانت هذه الطائفة واحدة من عدة آلاف في منطقة البحر الأبيض المتوسط القديمة وكان من المحتمل أن يتم نسيانها لولا حادثة درامية ومناسبة. في عام 218 بعد الميلاد، دفعت عائلة فاريوس أفيتوس باسوس - كاهنًا شابًا من ذلك المعبد ومواطن روماني - المتعطشة للسلطة إلى اغتصاب عرش روما من خلال الادعاء بأنه ابن غير شرعي للإمبراطور المقتول كركلا (الذي حكم في 211-217). نجح فاريوس أفيتوس باسوس في اغتصابه العرش، وحكم لمدة أربع سنوات وتذكر بعد ذلك بلقبه - أيضًا اسم إلهه - إيل جبل.

اعتبر ايل جبل عامّةً حاكماً منحرفاً بشكل استثنائي. فيقال إنّه كان يمارس الدعارة في القصر الإمبراطوري وكان لديه الكثير من الأزواج والزوجات في الوقت آنه. غُرف على نطاق واسع بأنّه مازوشي مندفع، وسمح للجميع بضربه. ربط العديد ممن عرفوا إيل جبل فجوره وعدم لياقته بما اعتبروه "تأثيراً مفسداً جراء عبادة الإله إلوهيم".

جلب الإمبراطور الشاب حجره الأسود الشهير إلى روما. أراد أن يجعل عبادة إلوهيم العبادة الأسمى أو الدين الوحيد للإمبراطورية الرومانية. تسبب هذا في ضجة بين الرومان. كل عام في الصيف كان يتم تنظيم موكب أجنبي وغير معروف للسكان المحليين. فيتم وضع الحجر الأسود على عربة مع مقابض ملحقة بها (مما يشير إلى أن الإله نفسه كان يقوم بالقيادة). كان الإمبراطور يسير على قدميه بالقرب من العربة. تبع ذلك أعضاء مجلس الشيوخ والمواطنون البارزون واستعراض الجنود والموسيقيين والحيوانات الغريبة.


بعد أربع سنوات من الحكم الذي أزعج العديد من الرومان، قتل الجنود إيل جبل وتم إلقاء جثته في نهر التيبر.

حديث

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏

"‏ نَزَلَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ ‏" جامع الترمذي 877:7:2

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ ‏.‏ فَقُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّكَ تُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُزَاحِمُ عَلَيْهِ ‏.‏ فَقَالَ إِنْ أَفْعَلْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏"‏ إِنَّ مَسْحَهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا ‏"‏ ‏.‏ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ‏"‏ مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أُسْبُوعًا فَأَحْصَاهُ كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ ‏"‏ ‏.‏ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ‏"‏ لاَ يَضَعُ قَدَمًا وَلاَ يَرْفَعُ أُخْرَى إِلاَّ حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً ‏"‏ ‏.‏ قَالَ أَبُو عِيسَى وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوَهُ ‏.‏ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ ‏.‏

جامع الترمذي 959:7:2
"الحجر الأسود يمين الله في الأرض" – ابن كتيبه في تأويل مختلف الحديث.

يقول القرطبي في كتابه الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى: "هذا يعني أنّ الحجر الأسود في منزلة يد يمين الله، مجازياً".



حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُمَرَ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فَقَالَ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ‏.‏
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، جَمِيعًا عَنْ وَكِيعٍ، - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، - عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ رَأَيْتُ عُمَرَ قَبَّلَ الْحَجَرَ وَالْتَزَمَهُ وَقَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِكَ حَفِيًّا.‏ وَحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ وَلَكِنِّي رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم بِكَ حَفِيًّا ‏.‏ وَلَمْ يَقُلْ وَالْتَزَمَهُ ‏.‏