إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم

علم الأجنّة في القرآن

من ویکی اسلام
مراجعة ١٨:٥٠، ١٨ ديسمبر ٢٠٢١ بواسطة Vixen (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'يدّعي مفهوم '''علم الأجنّة في القرآن''' وجود رواية صحيحة علمياً عن نموّ الجنين في القرآن. وينظر...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يدّعي مفهوم علم الأجنّة في القرآن وجود رواية صحيحة علمياً عن نموّ الجنين في القرآن. وينظر المدافعون والشيوخ والمجتمع المسلم الأكبر إلى ذكر مراحل الجنين في القرآن على أنّه إعجاز علميّ للإسلام ودليل على ادّعاءات أنّه منزل من الله. لكنّ النقّاد يدّعون إنّ الآيات ليست صحيحة علمياً وأنّها متأثّرة بالنظريات الإغريقيّة التي كانت موجودة آنذاك.

بدأ التفسير الدفاعيّ لهذه الآيات بشكل جدّي حين تمّ نشر كتب من قِبل خبراء طبّيين غير مسلمين كالدكتور موريس بوكاي[١] والدكتور كيث مور[٢][٣] في ما بعد (في نسخة مميزة من كتابه الذي حمل العنوان الفرعيّ "مع إضافات إسلاميّة"، إلى جانب المؤلّف المشارك عبد المجيد الزنداني، وهو رجل ديم وهابي). لكنّ بعض النقّاد يعتقدون أنّ مور لم يكن يحاول إلّا أن يبيّن إخلاصه لمستضيفيه والمستثمرين، فهو كان يعمل مع لجنة علم الأجنّة في جامعة الملك عبد العزيز في جدّة[٤]. إنّ مدح مور للادّعاءات الإسلاميّة قد تكرّر في محادثات للدكتور ذاكر نائك، وهارون يحيى وغيرهم من المدافعين. أمّا النقّاد ومنهم الدكتور بول زكاري مايرز يظنّون أنّ الآيات القرآنيّة التي تأتي على ذكر علم الأجنّة لا تقارن بالمعايير العلميّة وليست مقبولة منها[٥].

كتب الكثير من الناس عن التشابهات الملحوظة بين علم الأجنّة القرآني وذاك الذي علّمه جالينوس من بيرغامون. كان جالينوس طبيباً إغريقياً ذا تأثير واسع (وُلد سنة 130م.) عاصر محمد[٦]، وقد دُرست أعماله في سوريا ومصر في خلال حقبة محمّد. ومن بعض الروابط الأكثر وضوحاً مع جالينوس (والتلمود أيضاً) هي في التصاريح عن مرحلة النُطفة في علم الأجنّة في القرآن، وحتّى أكثر من ذلك في الحديث. ويناقش مقال "أفكار إغريقيّة ويهوديّة عن التكاثر في القرآن والحديث" بشكل أوسع. وتوجد تشابهات ملفته للنظر بين مراحل نموّ الجنين القرآنيّة الأخرى وجالينوس. وفي حين أنّ تلك التأثيرات مثيرة للاهتمام ومحتملة بشكلٍ كبير، إلّا أنّه لا يمكن إثباتها للقرآن، وهذا على أيّ حال غير ضروري عند تفحّص دقّة وصف القرآن. وسيركّز هذا المقال على ادّعاءات دفاعيّة من الدعاة الإسلاميين حول دقّة علم الأجنّة القرآنيّ في وجه علم الأجنّة الحديث، وعلى انتقادات متعلّقة بصحّة هذه الادّعاءات.


المصطلحات القرآنية

القرآن مكتوب اللغة العربيّة الفصحى. لذلك، ليست كلّ المصطلحات سهلة الترجمة كما هو حال اللغة العربيّة الفصحى الحديثة. فلغاية التوضيح:

1.     نُطْفَةً: قطرة من السائل المنوي

2.     عَلَقَةً: قطعة من دمٍ غليظ جامد

3.     مُضْغَةً: قطعة صغيرة من اللحم

4.     عِظَٰمًا: عظام، بشكل خاصّ عظام الأطراف

اقتباسات متعلّقة بالموضوع

وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ مِن سُلَٰلَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَٰهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَٰمًا فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَٰمَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَٰهُ خَلْقًا ءَاخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَٰلِقِينَ
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِى ٱلْأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوٓا۟ أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنۢ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْـًٔا ۚ وَتَرَى ٱلْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنۢبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍۭ بَهِيجٍ
هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوٓا۟ أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا۟ شُيُوخًا ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوٓا۟ أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

النقد العلمي لعلم الأجنّة القرآني

غالباً ما يُنتقد علم الأجنّة في القرآن من وجهة نظر العلم الحديث. تُعطى المزيد من التفاصيل مع مصادرها في هذا المقال، لكنّ الانتقادات الأساسيّة هي التالية:

1.      يوضّح عدد من الآيات بشكل جماعيّ إنّ مرحلة النّطفة الأوّليّة من النموّ مكوّنة من المني، وهو ربّما ممزوج بسائل نسائيّ، ويوضعان في الرحم لفترة معروفة حيث تخضع النطفة لعددٍ من مراحل النموّ (كما علّم جالينوس والتلمود اليهودي). بالإضافة إلى ذلك، ما من إشارة على أنّ كاتب القرآن كان مدركاً لوجود البويضة النسائيّة.

ففي الحقيقة، حيوان منويّ واحد يخترق ويندمج مع البويضة. وهذه البويضة المخصّبة، التي تسمّى كذلك باللاقحة، تُدفع إلى قناة الرحم لبضعة أيّام. في طريقها إلى القناة، يبدأ انقسام الخليّة، وتُزرع كتلة الخلايا هذه التي أصبحت تسمّى بالكيسة الأريمية في الرحم.


2.      يُقال من ثمّ إنّ الجنين يصبح علقة. وفهمت جميع التفسيرات التقليديّة معنى كلمة "علقة" على أنّها تعني " قطعة من دمٍ غليظ جامد"، وهذا هو تعريف الكلمة في القواميس العربيّة التقليديّة. وبغضّ النظر عن المعاني البديلة لهذه الكلمة، إلّا أنّه ليس من المنطقيّ محاولة تفسير كلمةٍ تفسيرها الأساسيّ يتضمّن معنىً بيولوجياً واضحاً (دم جامد) في وصفٍ لعمليّة بيولوجيّة (علم الأجنّة)؛ فمن المؤكّد أنّ معنى غير دقيق كهذا قد يثير الشكّ في ادّعاء القرآن ذي التأليف الإلهي بأنّه "واضح". وإنّ اختيار هذه الكلمة يسبّب الآن شكّاً مبرّرا في عدم الدّقّة، كما أنّه ضلّل الناس لقرون فكانوا يطنّون أنّ الجنين يكون دماً جامداً في أحد مراحل نموّه (فإنّ الجنين الفعليّ ليس دماً ولا كتلة دمٍ في أيّ مرحلة من مراحل نموّه). وبشكل مشابه، ومن وجهة نظر التأليف الإلهي والوضوح التامّ، ليس من المنطقيّ أن يتمّ استخدام هذه الكلمة وقصدها (كتلة دم جامد) كمجرّد تشبيه بصري.  


3.      يدّعي القرآن إنّ العظام تتكوّن ثمّ تُلَبّس باللحم. لكنّ الحقيقة هي أنّ نماذج غضروفية للعظام تبدأ بالتكوّن في الوقت آنه وبشكل موازي للعضلات المحيطة، وإنّ هذا الغضروف يُستبدل حرفياً بالعظم.

لقد وصف كاتب القرآن سلسلة من المراحل، وحين يتمّ تفحّصها من دون التعاريف الخاطئة والافتراضات التعسفيّة التي قدّمها المدافعون، فمن الواضح أنّ هذه المراحل لا تشبه عمليّة نموّ الطفل الفعليّة في الرحم بحسب النقّاد. فبدلاً من ذلك، يمكن لأيّ شخص يملك معرفة علميّة حديثة بعلم الأجنّة أن يتعجّب من التعقيد الرائع الناتج عن عمليّتي تمايز الخلايا وتأشيرها المنسّقتين الموضوعة في جيناتنا التي حددتها ملايين السنين من التطوّر، والخالية من أيّ تصميم إلهيّ ظاهر.

  1. Bucaille, M., La Bible, le Coran et la Science : Les Écritures Saintes examinées à la lumière des connaissances modernes, Paris:Seghers, 1976, (ISBN 978-2221501535)
  2. Keith L. Moore and Abdul-Majeed A. Zindani, The Developing Human With Islamic Additions, 3rd ed. Philadelphia: Saunders with Jeddah:Dar al-Qiblah for Islamic Literature, 1983
  3. Later, Dr. Moore wrote a similarly popularised article for an Islamic journal: Dr. Moore, K., A Scientist's Interpretation of References to Embryology in the Qur'an, Journal of the Islamic Medical Association, 1986, vol.18(Jan-June):15-17
  4. Keith L. Moore and Abdul-Majeed A. Zindani, The Developing Human With Islamic Additions, 3rd ed., Philadelphia: Saunders with Jeddah:Dar al-Qiblah for Islamic Literature, 1983, page viii insert c.
  5. Dr. P.Z. Myers Islamic embryology: overblown balderdash, Pharyngula blog - Scienceblogs.com, 2011, accessed 4 Jan 2019
  6. Marshall Clagett, “Greek Science in Antiquity”, pp.180-181, New York: Abelard-Schuman, 1955; Dover, 2001