الفرق بين المراجعتين لصفحة: «علم الأجنّة في القرآن»

\
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
(\)
سطر ١١٨: سطر ١١٨:
تقوم الآية 22:5<ref>{{القرآن|22|5}}</ref> على ذكر أنّ المضغة "مخلّقة وغير مخلّقة". وبما أنّ هذا التفسير يظهر قبل مرحلة العظام، فإنّ هذا "التوضيح" لا يعطي أيّ معلومات إضافيّة. هذا النوع من الغموض نموذجيّ في مفهومي علوم الحياة والأجنّة في ما قبل الحداثة.    
تقوم الآية 22:5<ref>{{القرآن|22|5}}</ref> على ذكر أنّ المضغة "مخلّقة وغير مخلّقة". وبما أنّ هذا التفسير يظهر قبل مرحلة العظام، فإنّ هذا "التوضيح" لا يعطي أيّ معلومات إضافيّة. هذا النوع من الغموض نموذجيّ في مفهومي علوم الحياة والأجنّة في ما قبل الحداثة.    


=== مرحلة العظام وكسوها باللحم ===
===مرحلة العظام وكسوها باللحم===


==== تشكيل العظام والعضلات بحسب علم الطبّ ====
====تشكيل العظام والعضلات بحسب علم الطبّ====
لكي تتمّ المقارنة بين العلم وتصريح القرآن عن أنّ الله خلق كتلة العظام ثمّ كسا العظام باللحم، علينا أن نرى أوّلاً ما اكتشفه العلم في مل يتعلّق بتشكيل العظام والعضلات. فهنا وصف مختصر لكليهما من دون التطرّق إلى أيّ تفصيل عن التوقيت النسبي للعمليّتين المتوازيتين. ويتضمّن المقطع الآتي عدداً من المصادر العلميّة المقتبسة التي تصرّح عن توقيت هاتين العمليّتين. وأخيراً، سوف يتمّ مقارنة ذلك مع القرآن.
لكي تتمّ المقارنة بين العلم وتصريح القرآن عن أنّ الله خلق كتلة العظام ثمّ كسا العظام باللحم، علينا أن نرى أوّلاً ما اكتشفه العلم في مل يتعلّق بتشكيل العظام والعضلات. فهنا وصف مختصر لكليهما من دون التطرّق إلى أيّ تفصيل عن التوقيت النسبي للعمليّتين المتوازيتين. ويتضمّن المقطع الآتي عدداً من المصادر العلميّة المقتبسة التي تصرّح عن توقيت هاتين العمليّتين. وأخيراً، سوف يتمّ مقارنة ذلك مع القرآن.


سطر ١٣٠: سطر ١٣٠:
<br />
<br />


==== توقيت هذه العمليات ====
====توقيت هذه العمليات====
تشير الدلائل العلميّة إلى أنّ تطوّر الغضروف/العظم والعضلات متزامنان.  
تشير الدلائل العلميّة إلى أنّ تطوّر الغضروف/العظم والعضلات متزامنان.  


سطر ١٤٨: سطر ١٤٨:
<br />
<br />


==== المشاكل في الوصف القرآني ====
====المشاكل في الوصف القرآني====
أوّلاً، من الواضح أنّ التعظّم يبدأ بعد فترة طويلة من بداية تطوّر العضل حول سلائفه. بذلك، ما من أساس علميّ للادّعاء القرآنيّ بأنّ هناك مرحلة تُغطّى فيها العظام باللحم بعد تكوّنها. إنّ أداة الربط "فَ" المستخدمة قبل كلمة "كسونا" تعني "ثمّ"، مشيرة إلى تسلسل متواصل في الأحداث.  
أوّلاً، من الواضح أنّ التعظّم يبدأ بعد فترة طويلة من بداية تطوّر العضل حول سلائفه. بذلك، ما من أساس علميّ للادّعاء القرآنيّ بأنّ هناك مرحلة تُغطّى فيها العظام باللحم بعد تكوّنها. إنّ أداة الربط "فَ" المستخدمة قبل كلمة "كسونا" تعني "ثمّ"، مشيرة إلى تسلسل متواصل في الأحداث.  


سطر ١٦٢: سطر ١٦٢:
<br />
<br />


=== مرحلة الخلق الجديد ===
===مرحلة الخلق الجديد===
بعد كسوة العظام باللحم، بقول القرآن أخيراً إنّ الله "أَنشَأْهُ خَلْقًا ءَاخَرَ"<ref>{{القرآن|23|14}}</ref>. ويطابق بعض المدافعين بين ذلك القول وفترة الجنين في الحمل التي تبدأ في الأسبوع التاسع.
بعد كسوة العظام باللحم، بقول القرآن أخيراً إنّ الله "أَنشَأْهُ خَلْقًا ءَاخَرَ"<ref>{{القرآن|23|14}}</ref>. ويطابق بعض المدافعين بين ذلك القول وفترة الجنين في الحمل التي تبدأ في الأسبوع التاسع.
<br />
<br />


=== تصريحات ذات صلة ===
===تصريحات ذات صلة===
بالإضافة إلى المراحل المتعدّدة التي تمّ وصفها في آيات علم الأجنّة الأساسيّة في القرآن، يدّعي بعض المدافعين أنّهم قد وجدوا أمثلة إضافيّة للمعرفة الإعجازيّة المتعلّقة بهذا الموضوع.
بالإضافة إلى المراحل المتعدّدة التي تمّ وصفها في آيات علم الأجنّة الأساسيّة في القرآن، يدّعي بعض المدافعين أنّهم قد وجدوا أمثلة إضافيّة للمعرفة الإعجازيّة المتعلّقة بهذا الموضوع.
<br />
<br />


==== تحديد الجنس ====
====تحديد الجنس====
يدّعي البعض إنّ الآيات 35:11 و53:45:46 تحدّد إنّ الجنس يقرّر في مرحلة النطفة، وبشكل خاصّ من قِبل خلايا الحيوانات المنويّة ((التي تحتوي إما على كروموسوم x أو y لتتماشى مع الكروموسوم x للبويضة الأنثوية).
يدّعي البعض إنّ الآيات 35:11 و53:45:46 تحدّد إنّ الجنس يقرّر في مرحلة النطفة، وبشكل خاصّ من قِبل خلايا الحيوانات المنويّة ((التي تحتوي إما على كروموسوم x أو y لتتماشى مع الكروموسوم x للبويضة الأنثوية).
{{اقتباس|{{القرآن|35|11}}|وَٱللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَٰجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِۦ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِۦٓ إِلَّا فِى كِتَٰبٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ}}{{اقتباس|{{الآيات القرآنية|53|45|46}}|وَأَنَّهُۥ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلْأُنثَىٰ مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ}}
{{اقتباس|{{القرآن|35|11}}|وَٱللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَٰجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِۦ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِۦٓ إِلَّا فِى كِتَٰبٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ}}{{اقتباس|{{الآيات القرآنية|53|45|46}}|وَأَنَّهُۥ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلْأُنثَىٰ مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ}}
سطر ١٨٤: سطر ١٨٤:
<br />
<br />


==== الأشخاص ثنائيي الجنس ====
====الأشخاص ثنائيي الجنس====
إضافةً إلى ما سبق، ليس كلّ الأشخاص ذكوراً مع كروموسومات جنسي XY، أو نساءً مع كروموسومات جنسيّة XX بكلّ بساطة. فهناك أقليّة صغيرة تُدعى ثنائية الجنس بسبب اختلافات معيّنة في الجينات أو في النمط الظاهري، وهي تتضمّن:
إضافةً إلى ما سبق، ليس كلّ الأشخاص ذكوراً مع كروموسومات جنسي XY، أو نساءً مع كروموسومات جنسيّة XX بكلّ بساطة. فهناك أقليّة صغيرة تُدعى ثنائية الجنس بسبب اختلافات معيّنة في الجينات أو في النمط الظاهري، وهي تتضمّن:


سطر ١٩٧: سطر ١٩٧:
وبحسب ليونارد ساكس، فحين يكون تعبير ثنائي الجنس "منحصراً بتلك الحالات حيث يتعارض الجنس الكروموسومي مع جنس النمط الظاهري، أو الذي لا يمكن تصنيفه كذكر أو كأنثى"، يصبح 0.018% من السكّان ثنائيي الجنس. هذا التعريف لا يشمل متلازمة كلاينفيلتر وتغيرات أخرى<ref>Sax, L., ''How common is intersex? a response to Anne Fausto-Sterling'' Journal of Sex Research, volume 39, issue 3, pp.174–178 (2002) doi 10.1080/00224490209552139 pmid 12476264</ref>. لا يوجد ذكر لهذه الحالات في أيّ تفسير يمكن تصوّره للقرآن.  
وبحسب ليونارد ساكس، فحين يكون تعبير ثنائي الجنس "منحصراً بتلك الحالات حيث يتعارض الجنس الكروموسومي مع جنس النمط الظاهري، أو الذي لا يمكن تصنيفه كذكر أو كأنثى"، يصبح 0.018% من السكّان ثنائيي الجنس. هذا التعريف لا يشمل متلازمة كلاينفيلتر وتغيرات أخرى<ref>Sax, L., ''How common is intersex? a response to Anne Fausto-Sterling'' Journal of Sex Research, volume 39, issue 3, pp.174–178 (2002) doi 10.1080/00224490209552139 pmid 12476264</ref>. لا يوجد ذكر لهذه الحالات في أيّ تفسير يمكن تصوّره للقرآن.  


==== الحيوانات المنويّة داخل السائل المنوي ====
ويقول آخرون إنّ الآيات 75:37<ref>{{القرآن|75|37}}</ref> و32:7:8<ref>{{الآيات القرآنية|32|7|8}}</ref> تلمّح لوجود الحيوانات المنويّة في داخل السائل المنوي. وقد نوقشت هذه الآيات في سياق آيات مشابهة في نهاية مقال الأفكار الإغريقيّة واليهوديّة عن التناسل في القرآن والأحاديث.
<br />
==== اختلاط السوائل الذكريّة والأنثويّة     ====
يرد في {{القرآن|76|2}} "إِنَّا خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَٰهُ سَمِيعًۢا بَصِيرًا". ويدّعي البعض إنّ هذه إشارة إلى السائل المنويّ والسائل الجريبي. وهناك مشكلتان في هذا الادّعاء:
1)     بحلول وقت وصول الحيوان المنويّ إلى قناة الرحم حيث يتمّ التلقيح، يكون لم يعد يسبح في السائل المنوي الذكريّ بل قد سبح في مخاط عنق الرحم، ثمّ رُبط بالنسيج الطلائي لقناة الرحم حيث يصبح له القدرة التلقيحيّة ويعيد الانفصال، ثمّ وبفضل مجموعة من التحرّكات العضليّة للقناة وبعض السباحة يصل الحيوان المنويّ إلى الأنبوب<ref>Clinicalgate.com - Transport of gametes and fertilization</ref>، و
2)     السائل الجريبي هو جزء من البيئة التنمويّة للبويضة الأنثويّة قبل انبعاثها من جريب المبيض. وفي حين أنّ بعض السائل يُبعث في قناة الرحم في الوقت آنه، تّدفع البويضة داخل القناة بواسطة أهداب الرحم (وهي شعيرات مجهريّة) وتغمس في نوع آخر من إفرازات القناة السائلة<ref>Britannica.com - Ovulation</ref>.
لهذين السببين، لا يمكن بأي شكلٍ كان وصف التلقيح على أنّه اختلاط للسائل المنوي والسائل الجريبي. بدلاً من ذلك، يتناسب التصريح القرآني مع نظرية جالينوس عن السائلين المنويين، الذكري والأنثوي، وهي نظرية كانت شائعة في المنطقة آنذاك. وإنّ تأثير جالينوس ظاهر في عدد من الأحاديث المتعلّقة بهذا الموضوع بالإضافة إلى مواضيع أخرى متعلّقة بالتناسل الإنسانيّ.
<br />
==== الجنين في ثلاث طبقات من الظلام ====
يدّعي بعض المدافعين إنّ القرآن (الآية 39:6) يصف بشكل دقيق ثلاث طبقات داكنة حول الجنين<ref>{{القرآن|39|6}}</ref>. وأحد التفسيرات الشائعة من قِبل المدافعين هي أنّ "الظلمات الثلاث" هي جدار البطن وجدار الرحم والكيس السلوي.
في التفسيرات يقال إنّ الظلامات الثلاث هي المشيمة والرحم والبطن. إلّا أنّ هناك الكثير من الطبقات في جسم الإنسان كبطانة الرحم وعضل الرحم والغلالة المصليّة للرحم والغشاء المصلي البطني، بالإضافة إلى عنق الرحم وجسم الرحم والبطن (مع جدرانه) والمشيمة (مع طبقاتها).
وقد علّم جالينوس (وهو طبيب إغريقي ذو تأثير كبير) أصلاً فكرة الطبقات الثلاث حول الجنين- (المشيماء، والسقاء، والسلى). فيقول لعض النقّاد إنّ كاتب القرآن بكلّ بساطة يعيد هذه الفكرة التي تنطبق على الأغشية الجنينية فحسب. فإنّ السقاء هو تركيب يشبه الكيس يصبح جزءاً من الحبل السري، ولا يمكن وصفه ك “ظلام" للجنين. أمّا الغشاءين الآخرين، وهما السقاء والسلى، فهما يشكّلان الكيس السلوي سوياً، وهو رقيق وشفاف.
==== الحدّ الأدنى من الوقت لقابليّة الجنين للحياة ====
ادّعاء آخر يقول إنّ القرآن يصرّح بشكل صحيح عن الحدّ الأدنى من وقت الحبل لكي يكون الجنين قابل للحياة وهو ستّة أشهر. هذا الادّعاء تسنده آيتان قرآنيتان، أوّلهما انصّ على أنّ الطفل يُفطم لسنتين (24 شهر قمري)، وأخرى تنصّ على أنّ حمل وفطام الطفل يدومان ل30 شهر قمريّ<ref>{{القرآن|31|14}}</ref><ref>{{القرآن|46|15}}</ref>.
ستّة أشهر قمريّة تعادل 22 أسبوعاً. وادّعاء أنّ هذا هو الحدّ الأدنى من الوقت لقابليّة الجنين للحياة ليس مدعوماً من قبل العلم الطبيّ الحديث. فهذا الحدّ قد تغيّر، على الأقلّ في التاريخ القريب، وهو لم يكن أبداً 22 أسبوعاً أو 6 أشهر قمريّة قبل عصر الطبّ الحديث، ومن المرجّح أنّه كان 30 أسبوعاً. أمّا الآن، فقد قلّ ليصبح 19 أسبوعاً فقط في الدول التي طبّ الأطفال متقدّم فيها<ref>"A fetus is defined as being viable if it has the ability to 'potentially able to live outside the mother's womb [that is, can survive], albeit with artificial help.' In the fifties viability was reached about 30 weeks after conception. Modern medical technology changed that to 25 weeks in the seventies. Now viability continues to be pushed further and further back in the pregnancy and is now as early as 19 weeks. 21 and 22 week premature babies are now supported routinely, and have a good chance of survival. By 24 weeks after conception, premature babies have a 40% chance of reaching adulthood without any major complications. By 28 weeks, the chance is 90%. By 29 weeks, survival is almost definite. (Note: These percentages are from reports written during the late 1980s. Current survival rates are most likely much higher.)"
Fetal Development/Viability - Abortioninfo</ref>. إنّ الحدّ الأدنى من الوقت لقابليّة الجنين للحياة لا يزال حوالى 30 أسبوعاً في الكثير من الدول الأقلّ تقدّماً.


==== نهاية تمايز الخلايا ====
يقول بعض مؤيّدي علم الأجنّة القرآني إنّ مرحلة المضغة، التي يشار إليها في آية على أنّها "مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ"، تشير إلى تمايز الخلايا غير المكتمل الذي نراه في هذه المرحلة.


   
إلّا أنّ تمايز الخلايا يحدث في خلال المرحلة الجنينية وحتّى فترة الجنين، ومثال على ذلك هو ما تمّت مناقشته أعلاه في ما يخصّ نموّ العظام والعضلات. <ref>{{القرآن|22|5}}</ref>


==مراجع==
==مراجع==
<references />
<references />
Editor، recentchangescleanup، مراجعون
٤٧٤

تعديل