الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ذو القرنين ورواية الإسكندر»

[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
سطر ١٢٢: سطر ١٢٢:
=== نبوءة عن يأجوج ومأجوج ===
=== نبوءة عن يأجوج ومأجوج ===
يشير تيسي إلى أن تشيغليدي جادل بشكل مقنع بأن نبوءة الحدث السابق في القرن السادس سجلها يوحنا الأفسسي (ت. 586 م) حول أنّ غزو صابر هون في 514-515 م تم دمجه في الأسطورة السريانية كأول نبوءة سابقة لها عن غزو يأجوج ومأجوج (تختلف عن نبوءة الحدث السابق الثانية حول الخزر حوالي عام 627 م، والتي تشكّل تكهناً فاشلاً من قبل المؤلف، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى تأريخه) من الممكن إذن أن يكون هذا عنصرًا آخر يمكن أن يكون قد شكل جزءًا من مصدر مشترك تشترك فيه الأسطورة السريانية والقصة القرآنية. ومع ذلك، يلاحظ تيسي أن الأدلة تفتقر إلى ربط النبوءة في ذلك الوقت السابق بحكايات يأجوج ومأجوج خلف جدار الإسكندر، والتي كانت متداولة أيضًا في القرن السادس، ولا حتى مع العناصر الأخرى التي تشكل التسلسل المشترك بين القصص السريانيّة والقرآنية.
يشير تيسي إلى أن تشيغليدي جادل بشكل مقنع بأن نبوءة الحدث السابق في القرن السادس سجلها يوحنا الأفسسي (ت. 586 م) حول أنّ غزو صابر هون في 514-515 م تم دمجه في الأسطورة السريانية كأول نبوءة سابقة لها عن غزو يأجوج ومأجوج (تختلف عن نبوءة الحدث السابق الثانية حول الخزر حوالي عام 627 م، والتي تشكّل تكهناً فاشلاً من قبل المؤلف، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى تأريخه) من الممكن إذن أن يكون هذا عنصرًا آخر يمكن أن يكون قد شكل جزءًا من مصدر مشترك تشترك فيه الأسطورة السريانية والقصة القرآنية. ومع ذلك، يلاحظ تيسي أن الأدلة تفتقر إلى ربط النبوءة في ذلك الوقت السابق بحكايات يأجوج ومأجوج خلف جدار الإسكندر، والتي كانت متداولة أيضًا في القرن السادس، ولا حتى مع العناصر الأخرى التي تشكل التسلسل المشترك بين القصص السريانيّة والقرآنية.
=== تأريخ الأسطورة السريانيّة ===
تم تأليف أسطورة الإسكندر في تنقيحها النهائي من قبل مسيحي من بلاد ما بين النهرين ربما في آمد أو الرها. وتمّت كتابته في 629-630 م بعد انتصار الإمبراطور البيزنطي هيراكليوس على الملك الساساني خسراو بارفيز. يسلط الدكتور رينينك، عالم  في الشرق الأدنى، الضوء على الأجندة السياسية للأسطورة التي كُتبت بوضوح كقطعة من الدعاية المؤيدة للبيزنطية. ربما كان هدفها هو استعادة المسيحيين السوريين المنفصلين إلى اتحاد مع الكنيسة في القسطنطينية.
ناقش ستيفن شوميكر حجج رينينك وفان بلادل وتيسي، لكنه يجادل بأنه «يبدو أن الأسطورة في شكلها الحالي تقوم بالتأكيد بتحديث نسخة قديمة من الأسطورة التي تم تأليفها في أوائل القرن السادس». كانت النسخة الافتراضية السابقة لتشمل العناصر الرئيسية للقصة حتى أول نبوءة سابقة عن غزو صابر هون 514-515 م المذكور أعلاه، والذي تم تداوله في القرن السادس. يذكر شوميكر أن «أغلبية واضحة» من العلماء يتبنون هذا الرأي، على الرغم من أن وجهة نظر رينينك بأن الأسطورة تمثل تكوينًا جديدًا للقرن السابع «تتمتع حاليًا بقبول نسبي». ويلاحظ شوميكر أنه على عكس راينينك، فيحاول فان بلادل على الأقل تفسير وجود النبوءة الأولى، التي لا تحمل أي أهمية للسرد (يقترح فان بلادل أنها كانت بمثابة تحقق لمستمعي القرن السابع لأجل ثقتهم في النبوءات اللاحقة)، على الرغم من أنه مثل تيسي، غير مقتنع في ضوء النتائج التي توصل إليها تشيغليدي المذكورة أعلاه. لهذا ولأسباب التوقيت، وجد أنه من المرجح أن القرآن يعتمد على نسخة القرن السادس بدلاً من تلك المكتوبة في القرن السابع من الأسطورة.
=== تأريخ الآيات القرآنيّة ===
وفقًا للرواية الإسلامية التقليدية، تم الكشف عن الكهف في مكة. ويرفض فان بلادل احتمال أن يكون القرآن مصدرًا للأسطورة السريانية. ونظرًا لأن مجتمع المسلمين في مكة لم يكن معروفًا جيدًا خارج الجزيرة العربية، فإن احتمال تأثير قصتهم على المسيحيين البعيدين في سوريا ضئيلة جداً. كما أن العمل السرياني الأكثر اتساعًا لا يحتوي على أي إشارات إلى العبارات العربية المستخدمة في الرواية القرآنية، والتي يمكن توقعها إذا كانت القصة السورية تستخدم ذلك كمصدر لها. يتفق تيسي مع حجج فان بلايدل هنا.
=== انتشار الأسطورة السريانيّة في شبه الجزيرة العربيّة ===
تتضح شعبية أسطورة الإسكندر السريانية من خلال إدراجها في أعمال أخرى بعد فترة وجيزة من تأليفها: «نشيد الإسكندر» السريانية (المعروفة أيضًا باسم العظة المترية أو القصيدة عن الإسكندر)، والتي تم تأليفها بعد بضع سنوات ولكن قبل الفتح العربي لسوريا في وقت ما بين عامي 630 م و 636 م ؛ تألفت نهاية العالم السريانية من إفرام المنحول بين عامي 640 م و 683 م و «نهاية العالم المنحول لميثوديوس» حوالي عام 692 م. نظرًا لأن العمل تم تأليفه كقطعة من الدعاية، فإن نشره المتعمد منطقي في اعتماده السريع. كان من الممكن أن يشمل هذا العرب المسيحيين من الغسانيين. حتى أنه من المحتمل أن يكون أتباع المسلمين الأوائل قد سمعوا قصة الأسطورة السورية خلال مداهماتهم على مؤتة على حدود سوريا في حوالى أيلول/سبتمبر 629 م.
=== وجهات نظر العلماء الحديثين ===
من الواضح أن العناصر الرئيسية لقصة الإسكندر سبقت الرواية القرآنية والسريانية بمئات السنين. واعتمادها على مصادر مشتركة لهذه العناصر واضح أيضا. في الواقع، فقصة ذي القرنين في القرآن هي ببساطة مثال آخر على الإدماج الواسع لفولكلور الإسكندر في قصص وتقاليد الجماعات الدينية في الشرق الأوسط. تقول ريبيكا إدواردز في خطاب ألقته أمام جمعية الفيلولولوجيا الأمريكية في العام 2002:
{{اقتباس|2=ارتباط الإسكندر بقرنين وببناء البوابة ضد يأجوج ومأجوج يحدث في وقت أبكر بكثير من القرآن ويستمر في معتقدات هذه الديانات الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام. وإنكار هوية الإسكندر بصفته ذو القرنين هو إنكار لتراث مشترك تشترك فيه الثقافات التي تشكل العالم الحديث - في الشرق والغرب.}}
== ذو القرنين على أنّه الإسكندر في المراجع الإسلاميّة ==
في حين أن القرآن والحديث لم يحددا صراحة ذي القرنين على أنه الإسكندر، فقد أيد عدد من العلماء والمعلقين الإسلاميين هذا الرأي. وكان هذا صحيحًا بشكل خاص في القرون الأولى بعد تأسيس الإسلام عندما كانت أساطير الإسكندر لا تزال معروفة وشعبية على نطاق واسع. وفي السنوات الأخيرة، أيد بعض العلماء البارزين أيضًا العلاقة بين الإسكندر وذو القرنين من القرآن.
=== العلماء المسلمون الأوائل ===
تذكر سيرة رسول الله ابن إسحاق، في حوالى عام 761م، أن ذي القرنين كان من أصول مصرية ويونانية، وهو وصف جيد إلى حد ما للإسكندر الذي جاء من مقدونيا في اليونان، وغزا مصر، وسمي مدينة على اسمه في مصر وأعلن نفسه إلهاً هناك.
{{اقتباس|[https://shamela.ws/book/23833/330 سيرة رسول الله لابن إسحاق]|قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي مِنْ يَسُوقُ الْأَحَادِيثَ عَنْ الْأَعَاجِمِ فِيمَا تَوَارَثُوا مِنْ عِلْمِهِ: أَنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ كَانَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مِصْرَ. اسْمُهُ مَرْزُبَانُ بْنُ مَرْذُبَةَ الْيُونَانِيُّ، مِنْ وَلَدِ يُونَانِ بْنِ يَافِثَ بْنِ نُوحٍ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَاسْمُهُ الْإِسْكَنْدَرُ، وَهُوَ الَّذِي بَنَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ فَنُسِبَتْ إلَيْهِ.}}
Editor، recentchangescleanup، مراجعون
٤٨٣

تعديل