ذكاء المرأة والتقليد الإسلامي
يعلن القرآن والأحاديث الصحيحة بشكلٍ مباشر وغير مباشر أن المرأة تافهة وغير ذكية وجاحدة، وعاجزة دينياً وقانونياً نتيجةً لذلك. ودعمت المواقف تجاه المرأة التي قد أدت إليها هذه الأفكار التفكير الإسلامي والشريعة الإسلامية منذ عهد محمد وتأسيس الإسلام وترسيخه في الثقافة الأبوية العميقة في الجزيرة العربية القبلية في القرن السابع، في مكان وزمان حيث وجدت هذه الأفكار سوابق واسعة.
ومن بين المعتقدات والأحكام الناتجة عن العقيدة الإسلامية المتمثلة في كون المرأة، كقاعدة عامة، أقل ذكاءً وديناً من الرجل، انخفاض قيمة شهادة الإناث في المحكمة الشرعية مقارنة بشهادة الرجل بالإضافة إلى المذهب القائل بأن غالبية سكان الجحيم هم من النساء.
وفي حين أنّ الكثير من الحداثيين الإسلاميين في العصر الحديث قد عارضوا هذه المذاهب التقليدية، فإن الطبيعة الصريحة والمباشرة للنصوص الدينيّة المعنيّة وكذلك إشارتها المباشرة إلى بعضها البعض زادت من صعوبة حصول هذه المنظورات الجديدة على الكثير من المؤيّدين خارج دوائر محدودة معينة. وفي غضون ذلك، لا يزال التفاهم السائد ثابتًا إلى جانب السلطات التقليدية والكلاسيكية.
في النّصوص الإسلاميّة
في الحديث
في القرآن
في التقليد
تاريخ الطبّري
اشتهر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت. 923) لكونه أحد أعظم علماء الإسلام. فلم يكتف بكتابة إحدى أكثر التفسيرات موثوقية للقرآن فحسب، بل كتب أيضًا تاريخًا للعالم من النظرة الإسلامية للعالم. ويقدم هذا العمل تاريخ العالم من رواية الإنشاء حتى وفاة الطبري. في هذا العمل، يقدم الطبري النظرة الإسلامية حول الأصول التاريخية وطبيعة الدورة الشهرية للإناث.
وفقًا للرواية الإسلامية للخلق الموجودة في عمل الطبري، عندما خلق الله آدم وحواء ووضعهما في الجنة، قيل لهما ألا يأكلا من شجرة معينة. فأغرى ابليس (الشيطان) حواء ان تأكل من الشجرة، ثم اعطت بعضًا منها لآدم ليأكلها ايضا. وبعد ذلك حاول آدم وحواء الفرار من الله بسبب العار بعد الكشف عن أعضائهما الخاصة. من عصيان حواء هذا، كما يقال، جاءت لعنة الله على النساء.
وفي محاضرة ألقاها العالم الإسلامي السعودي المعروف عبد العزيز الفوزان، تم الرد على انتقادات «أعداء» الإسلام لبيان محمد أنّ «النساء ناقصات» من خلال تأكيد الرواية الموجودة في الطبري:
هذه الأحاديث من أعظم الأدلّة على حماية الإسلام للمرأة وكفالته لحقوقها، وإحاطتها بسياج من الشفقة والرحمة، حيث بيّنت أنّ الاعوجاج في المرأة من أصل الخلقة. هكذا أرادها الله أن تكون. فلا بدّ للرجل إذاً أن يسايرها وأن يصبر عليها. فلا يكلّفها شططاً، ولا يقصرها على ما لا تطيق، ولا أن يحملها على شيء يخالف فطرتها وخلقتها الّتي خلقها الله عليها. كما يجب عليه أن يغضّ الطرف عن أخطائها، ويتحمّل زلّاتها وهفواتها، وأن يوطّر نفسه على ما قد يصدر منها من حمقٍ أو جهل، لأنّ ذلك جزء من طبيعتها وخلقتها. كما أنّ هذه العاطفة الجيّاشة لدى المرأة، الّتي ربّما تغلب على عقلها أحياناً، وهذا الضعف الذي جُبلت عليه، هو سرّ جاذبيّة المرأة وسحرها لزوجها، وهو مصدر إغرائها له، وهو من أسباب تقوية العلاقة بين الزوجين. هذه آية من آيات الله العجيبة: قوّة المرأة في ضعفها. إغراؤها وسحرها في عاطفتها الّتي ربّما أحياناً تغلب على عقلها.
يجب على كلٍّ من الزوجين أن يلبّي داعي الفطرة لدى صاحبه، وأن يجتهد في إشباع رغبته ما لم يكن هناك مانع يمنعه. ولهذا يقول النبيّ: "إذا دعا الرجل زوجته لحاجته، فلتأته وإن كانت على التنّور". تصوّر، التنور مشعل، ويراد أن تخبز عليه الخبز، إذا دعاها وهي مشغولة بهذا الشغل الذي لا يفوّت، يجب أن تترك التنّور وتجيب زوجها. وفي حديث آخر قال: "فلتجيب وإن كانت على ظهر [جمل]". عليها أن تجيب حتّى وهي راكبة.