إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ذكاء المرأة والتقليد الإسلامي»

من ویکی اسلام
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
 
سطر ٧٨: سطر ٧٨:
=== إعادة تفسير القرآن 43 :18 ===
=== إعادة تفسير القرآن 43 :18 ===
لجأ بعض علماء المسلمين المعاصرين إلى تفسير {{القرآن|43|18}} على أنه وصف بسيط للمواقف الوثنية تجاه المرأة بدلاً من التأكيد على تلك المواقف.<ref>Shaykh Sohail Hanif, ''Tafseer Quran 43:18: does this verse view women negatively?'', SunniPath (archived from the original)</ref> ومع ذلك، فإن الآية التالية ({{القرآن|43|19}}) تستخدم نفس أداة الاستجواب والتعجب التي تم العثور عليها في وقت سابق من المقطع - بيان لما اعتقده الوثنيون متبوعًا بألف - ثم دحض الله (« أَشَهِدُوا۟ خَلْقَهُمْ») مما يعبر عن الشك والغضب. وهكذا يبدو من المرجح في {{القرآن|43|18}} أن الله يقدم ما يعتقد أنه حجة مضادة واقعية (أي أن المرأة تافهة وغير ذكية) لمخالفة الإيمان الوثني ببنات الله.
لجأ بعض علماء المسلمين المعاصرين إلى تفسير {{القرآن|43|18}} على أنه وصف بسيط للمواقف الوثنية تجاه المرأة بدلاً من التأكيد على تلك المواقف.<ref>Shaykh Sohail Hanif, ''Tafseer Quran 43:18: does this verse view women negatively?'', SunniPath (archived from the original)</ref> ومع ذلك، فإن الآية التالية ({{القرآن|43|19}}) تستخدم نفس أداة الاستجواب والتعجب التي تم العثور عليها في وقت سابق من المقطع - بيان لما اعتقده الوثنيون متبوعًا بألف - ثم دحض الله (« أَشَهِدُوا۟ خَلْقَهُمْ») مما يعبر عن الشك والغضب. وهكذا يبدو من المرجح في {{القرآن|43|18}} أن الله يقدم ما يعتقد أنه حجة مضادة واقعية (أي أن المرأة تافهة وغير ذكية) لمخالفة الإيمان الوثني ببنات الله.
==المراجع==

المراجعة الحالية بتاريخ ٢٢:٣٨، ٢١ يناير ٢٠٢٤

يعلن القرآن والأحاديث الصحيحة بشكلٍ مباشر وغير مباشر أن المرأة تافهة وغير ذكية وجاحدة، وعاجزة دينياً وقانونياً نتيجةً لذلك. ودعمت المواقف تجاه المرأة التي قد أدت إليها هذه الأفكار التفكير الإسلامي والشريعة الإسلامية منذ عهد محمد وتأسيس الإسلام وترسيخه في الثقافة الأبوية العميقة في الجزيرة العربية القبلية في القرن السابع، في مكان وزمان حيث وجدت هذه الأفكار سوابق واسعة.

ومن بين المعتقدات والأحكام الناتجة عن العقيدة الإسلامية المتمثلة في كون المرأة، كقاعدة عامة، أقل ذكاءً وديناً من الرجل، انخفاض قيمة شهادة الإناث في المحكمة الشرعية مقارنة بشهادة الرجل بالإضافة إلى المذهب القائل بأن غالبية سكان الجحيم هم من النساء.

وفي حين أنّ الكثير من الحداثيين الإسلاميين في العصر الحديث قد عارضوا هذه المذاهب التقليدية، فإن الطبيعة الصريحة والمباشرة للنصوص الدينيّة المعنيّة وكذلك إشارتها المباشرة إلى بعضها البعض زادت من صعوبة حصول هذه المنظورات الجديدة على الكثير من المؤيّدين خارج دوائر محدودة معينة. وفي غضون ذلك، لا يزال التفاهم السائد ثابتًا إلى جانب السلطات التقليدية والكلاسيكية.

في النّصوص الإسلاميّة

في الحديث

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي زَيْدٌ ـ هُوَ ابْنُ أَسْلَمَ ـ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَضْحًى ـ أَوْ فِطْرٍ ـ إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ ‏"‏ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ‏"‏‏.‏ فَقُلْنَ وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ‏"‏ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ‏"‏‏.‏ قُلْنَ وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ‏"‏ أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ‏"‏‏.‏ قُلْنَ بَلَى‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ‏"‏‏.‏ قُلْنَ بَلَى‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا ‏"‏‏.‏
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي زَيْدٌ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رضى الله عنه ـ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَوَعَظَ النَّاسَ وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ فَقَالَ ‏"‏ أَيُّهَا النَّاسُ تَصَدَّقُوا ‏"‏‏.‏ فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ ‏"‏ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ‏"‏‏.‏ فَقُلْنَ وَبِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ‏"‏ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ‏"‏‏.‏ ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمَّا صَارَ إِلَى مَنْزِلِهِ جَاءَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ تَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ زَيْنَبُ فَقَالَ ‏"‏ أَىُّ الزَّيَانِبِ ‏"‏‏.‏ فَقِيلَ امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ‏.‏ قَالَ ‏"‏ نَعَمِ ائْذَنُوا لَهَا ‏"‏‏.‏ فَأُذِنَ لَهَا قَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّكَ أَمَرْتَ الْيَوْمَ بِالصَّدَقَةِ، وَكَانَ عِنْدِي حُلِيٌّ لِي، فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ، فَزَعَمَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ وَوَلَدَهُ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ‏.‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ صَدَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ ‏"‏‏.‏
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي زَيْدٌ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رضى الله عنه ـ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ‏"‏‏.‏ قُلْنَا بَلَى‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا ‏"‏‏.‏

في القرآن

يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَٱكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌۢ بِٱلْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ ٱلَّذِى عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْـًٔا ۚ فَإِن كَانَ ٱلَّذِى عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُۥ بِٱلْعَدْلِ ۚ وَٱسْتَشْهِدُوا۟ شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَٱمْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَىٰهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَىٰهُمَا ٱلْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُوا۟ ۚ وَلَا تَسْـَٔمُوٓا۟ أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰٓ أَجَلِهِۦ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَٰدَةِ وَأَدْنَىٰٓ أَلَّا تَرْتَابُوٓا۟ ۖ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوٓا۟ إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا۟ فَإِنَّهُۥ فُسُوقٌۢ بِكُمْ ۗ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُ ۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ

في التقليد

تاريخ الطبّري

اشتهر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت. 923) لكونه أحد أعظم علماء الإسلام. فلم يكتف بكتابة إحدى أكثر التفسيرات موثوقية للقرآن فحسب، بل كتب أيضًا تاريخًا للعالم من النظرة الإسلامية للعالم. ويقدم هذا العمل تاريخ العالم من رواية الإنشاء حتى وفاة الطبري. في هذا العمل، يقدم الطبري النظرة الإسلامية حول الأصول التاريخية وطبيعة الدورة الشهرية للإناث.

وفقًا للرواية الإسلامية للخلق الموجودة في عمل الطبري، عندما خلق الله آدم وحواء ووضعهما في الجنة، قيل لهما ألا يأكلا من شجرة معينة. فأغرى ابليس (الشيطان) حواء ان تأكل من الشجرة، ثم اعطت بعضًا منها لآدم ليأكلها ايضا. وبعد ذلك حاول آدم وحواء الفرار من الله بسبب العار بعد الكشف عن أعضائهما الخاصة. من عصيان حواء هذا، كما يقال، جاءت لعنة الله على النساء.

وذهب آدم هاربا في الجنة، فناداه ربه: يا آدم، أمني تفر؟ قال: لا يا رب، ولكن حياء منك، قال: يا آدم، انى اتيت؟ قال: من قبل حواء يا رب، فقال الله عز وجل: فإن لها علي أن أدميها في كل شهر مرة، كما أدمت هذه الشجرة، وأن أجعلها سفيهة، وقد كنت خلقتها حليمة، وأن أجعلها تحمل كرها وتضع كرها، وقد كنت جعلتها تحمل يسرا وتضع يسرا قال ابن زيد: ولولا البلية التي أصابت حواء لكان نساء أهل الدنيا لا يحضن، ولكن حليمات، ولكن يحملن يسرا،. ويضعن يسرا.

وفي محاضرة ألقاها العالم الإسلامي السعودي المعروف عبد العزيز الفوزان، تم الرد على انتقادات «أعداء» الإسلام لبيان محمد أنّ «النساء ناقصات» من خلال تأكيد الرواية الموجودة في الطبري:

يقول [محمد] صلى الله عليه وسلّم: "إنّ المرأة ما رأيت من ناقصات عقلٍ ودين أدهى من الرجل العازم بينكنّ إلخ". ولكنّ هذا الحديث وأمثاله قد فهمه الجهال على غير وجهه، وأوّله المغرضون المفسدون على غير المراد به. بل جعلوه مع الأسف بسبب جهلهم وسفاقتهم وحمقهم وعداوتهم للإسلام وأهله، جعلوه دليلاً على إهانة الإسلام للمرأة، وحطّه من قدرها، ووصفها بما لا يليق بها.

هذه الأحاديث من أعظم الأدلّة على حماية الإسلام للمرأة وكفالته لحقوقها، وإحاطتها بسياج من الشفقة والرحمة، حيث بيّنت أنّ الاعوجاج في المرأة من أصل الخلقة. هكذا أرادها الله أن تكون. فلا بدّ للرجل إذاً أن يسايرها وأن يصبر عليها. فلا يكلّفها شططاً، ولا يقصرها على ما لا تطيق، ولا أن يحملها على شيء يخالف فطرتها وخلقتها الّتي خلقها الله عليها. كما يجب عليه أن يغضّ الطرف عن أخطائها، ويتحمّل زلّاتها وهفواتها، وأن يوطّر نفسه على ما قد يصدر منها من حمقٍ أو جهل، لأنّ ذلك جزء من طبيعتها وخلقتها. كما أنّ هذه العاطفة الجيّاشة لدى المرأة، الّتي ربّما تغلب على عقلها أحياناً، وهذا الضعف الذي جُبلت عليه، هو سرّ جاذبيّة المرأة وسحرها لزوجها، وهو مصدر إغرائها له، وهو من أسباب تقوية العلاقة بين الزوجين. هذه آية من آيات الله العجيبة: قوّة المرأة في ضعفها. إغراؤها وسحرها في عاطفتها الّتي ربّما أحياناً تغلب على عقلها.

يجب على كلٍّ من الزوجين أن يلبّي داعي الفطرة لدى صاحبه، وأن يجتهد في إشباع رغبته ما لم يكن هناك مانع يمنعه. ولهذا يقول النبيّ: "إذا دعا الرجل زوجته لحاجته، فلتأته وإن كانت على التنّور". تصوّر، التنور مشعل، ويراد أن تخبز عليه الخبز، إذا دعاها وهي مشغولة بهذا الشغل الذي لا يفوّت، يجب أن تترك التنّور وتجيب زوجها. وفي حديث آخر قال: "فلتجيب وإن كانت على ظهر [جمل]". عليها أن تجيب حتّى وهي راكبة.

القرآن 43: 16-19

في الآيات القرآنية ‏سورة الزُّخۡرُفِ 16 إلى 19، تم تسجيل الله يستجيب لما يُنظر إليه على أنه الفكرة المهينة للغاية التي وُجدت مع معاصري محمد، وهي بأن الله يجب أن يكون له بنات وليس أبناء وأن الأنثى يجب أن يكون لها نصيب من الألوهية. وفي تحديد لماذا يجب أن يكون إنجاب الله لابنة أكثر إهانة من الفكرة الوثنية نفسها بأنه يجب أن يكون له ابن، يذكر القرآن أنه نظرًا لأن العرب أنفسهم يكرهون إنجاب البنات بدلاً من الأبناء، فمن غير اللائق أن ينسبوا البنات بدلاً من الأبناء إلى الله. وفي القرآن ‏سورة الزُّخۡرُفِ:18، يمضي الله في تحديد سبب شعور الناس بعدم الرغبة في البنات، ويقترح أن ذلك بسبب «تربيتهم في الحلي» أو «المجوهرات» أو «العرض الخارجي» وعدم كفاءتهنّ في حججهنّ. وبدلاً من معارضة هذا الوصف للمرأة، تستمر الآية التالية في الإيحاء بأن هذا الوصف يشكل سببًا آخر لعدم إنجاب الله لبنات على وجه الخصوص.

أَمِ ٱتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَىٰكُم بِٱلْبَنِينَ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَٰنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُۥ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ أَوَمَن يُنَشَّؤُا۟ فِى ٱلْحِلْيَةِ وَهُوَ فِى ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ وَجَعَلُوا۟ ٱلْمَلَٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَٰدُ ٱلرَّحْمَٰنِ إِنَٰثًا ۚ أَشَهِدُوا۟ خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَٰدَتُهُمْ وَيُسْـَٔلُونَ

وجهات نظر تنقيحيّة حديثة

كان محمد يشير إلى تلك المجموعة المحددة من النساء وحدهنّ (الدكتورة رشا الدسوقي)

الدكتورة رشا الدسوقي أستاذة في الفقه الإسلامي في جامعة الأزهر، ومحاضرة سابقة في جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية، وحائزة على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة ويلز[١]. كانت رشا الدسوقي من المؤيدين الرئيسيين في الآونة الأخيرة لفكرة أن محمد، في الأجزاء ذات الصلة من القرآن، كان يشير فقط إلى مجموعة النساء أمامه خلال وقت خطابه وليس جميع النساء بشكل عام. تعرضت حجة الدسوقي، التي تصطدم بالتفسيرات الكلاسيكية، لانتقادات من السلطات التقليدية والنقاد.

ليس بيانًا شاملاً للنساء جميعهنّ

قيل هذا الحديث في وقت محدد، في خلال حالة معينة، مخاطبًا مجموعة معينة ولم يكن من المفترض أن يكون بيانًا شاملاً.

يستند استنتاج الدسوقي جزئيًا إلى الحجة القائلة بأنه أثناء الإدلاء بالتصريحات ذات الصلة، كان محمد حاضرًا في وقت ومكان وموقف محدد، لا يمكن اعتبار أقواله قابلة للتطبيق بشكل عام. هذه الحجة عن الدسوقي تزعج الممارسة التأويلية الإسلامية التقليدية وما يمكن اعتباره قراءة واضحة للآيات المعنية.

في الممارسة التفسيرية التقليدية، يعتمد العلماء الإسلاميون على القول بأن «معنى [المخطوطات] يستند إلى عمومية الصياغة وليس على خصوصية الظرف» ( العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب).[٢] والفكرة اللاهوتية وراء هذه الممارسة هي أنه منذ أن كلف الله محمد بتقديم القوانين والمعتقدات للبشرية إلى الأبد بينما لا يزال، كإنسان، ملتزمًا بزمان ومكان محددين، سيتعين على أتباعه بالضرورة استقراء تعاليمه التي ظهرت في ظروف معينة في صيغ عالمية ومقاومة للمستقبل. وبناءً على ذلك، اتفق علماء الإسلام التقليديون على أنه إذا كان الأمر كذلك، فسيتعين على محمد أن يعلن صراحة أن تعليمه محدود زمنيًا أو غير قابل للتعميم حتى لا يتم استقراره في المستقبل - وإلا فلن تكون هناك طريقة للتمييز بين إعلاناته العامة وتصريحاته المحصورة زمنياً.

نظرًا لأن القرآن الذي يقلل من ذكاء المرأة لا يحتوي على مثل هذا التأهيل الصريح الذي يقصر تعليقات محمد على النساء في حضوره ولأن الكتب المقدسة تعطي أيضًا صراحة ذكاء المرأة الأقل كسبب للقانون القرآني الأبدي الذي يعيق المرأة كشهادة في المحكمة، كان الفهم الكلاسيكي لهذه التصريحات دائمًا هو أن النساء كقاعدة عامة كن أقل ذكاءً من الرجال. وأشار العلماء التقليديون أيضًا إلى أن القانون المبرر لتعليم ذكاء المرأة الأقل غير محصور بوقت محدد - فالقرآن ‏سورة البَقَرَةِ:282 لا يقول، على سبيل المثال، أن شهادة المرأة ستساوي نصف شهادة الرجل «لفترة محدودة». وهكذا، مع إعلان غير مشروط في الحديث إلى جانب حكم قانوني غير مشروط في القرآن، كان الفهم التقليدي دائمًا هو أن النساء، كقاعدة عامة، أقل ذكاءً من الرجال. الأدلة الأخرى التي تم الاستشهاد بها لهذا المعنى، على الرغم من عدم ارتباطها صراحة بذكاء المرأة في الحديث نفسه، هو تعليم محمد أن المرأة يجب «ألا تكون أبدًا» قائدة للأمم. [٣]

يُستخدم المنطق نفسه لاستدامة وعالمية قلة ذكاء المرأة تقليديًا للتوصل إلى دوام وشمولية النقص الديني للمرأة. كدين قائم على الأعمال حيث يتم تحديد مصير المرء فيما بعد عملًا مقابل عمل، وفقًا لأفعال المرء في هذه الحياة (باستثناء تلك الحالات التي يشعر فيها الله وكأنه يمنح فضله، أو معروفه غير المتكافئ لشخص ما)، يعلم الإسلام أن الشخص لا يتم الحكم عليه بشكل عام من خلال قدرته، ولكن من خلال إنتاجه. وفي حديث شهير، علم محمد أن بعض الناس، الذين يعطون الثروة أكثر من غيرهم، سيكونون قادرين من خلال التبرع على الصعود إلى جوائز أعلى في السماء مما يمكن أن يأمل الفقراء في تحقيقه، ليس لسبب آخر سوى أن الله قد فضلهم، بشكل تعسفي، بإعطاهم ثروة. وفي حين أنه من المسلّم به أنه غير عادل، خلص محمد إلى أن «هذه هي نعمة الله التي يعطيها لمن يشاء».[٤] وبالمثل، يُعتقد تقليديًا أن النساء محرومات بشكل دائم من قدرتهن على أداء الأعمال الصالحة لأنهن «ملعونات» بالحيض، بسبب تعدي حواء، وبالتالي غير قادرات على الصلاة بنفس القدر في حياتهن (في الإسلام، يُحظر على الحائضة الصلاة، وهي أهم الطقوس الإسلامية وأكثرها مكافأة على الفعل).[٥] هذه الفكرة الأخيرة، أن النساء ناقصات دينيا بسبب الحيض مذكورة صراحة في النصوص المقدّسة ذات الصلة ولا تشير إلى النساء الحاضرات في جمهور محمد في ذلك الوقت فحسب. وهذا يعزز الفهم التقليدي بأن محمد كان يشير إلى جميع النساء في جميع الأوقات والأماكن، حيث لم يكن من الممكن أن يقتصر هذا التعليق على جمهوره في ذاك الآن (ولا يُعتقد أنه كذلك، لأن الشريعة الإسلامية تحظر دائمًا على الحائضة الصلاة).

كما أشارت السلطات التقليدية والنقاد على حد سواء إلى أن الاقتباسات الكتابية نفسها تسجل أيضًا أن محمد يقول إن «غالبية سكان جهنّم هنّ من النساء». ولا يمكن أن يشير هذا إلى مجموعة محدودة من النساء، ما لم تكن تلك المجموعة من النساء أكبر من جميع النساء اللواتي كن موجودات خارجها على مر التاريخ. ونتيجة لذلك، تتفق جميع السلطات التقليدية تقريبا على أن هذا الإعلان الفقهي هو وصف عام لجميع النساء وليس لمجموعة محدودة جدا من النساء التاريخيات.

تثبت فحوصات أدمغة الذكور والإناث أنها كانت لتلك المجموعة فقط

انظر إلى الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي مثلاً، ستجد أن كلا من الأدمغة [الذكور والإناث] متماثلان ؛ لماذا يجب أن تكون ناقصة بأي شكل من الأشكال ؟ النساء هنّ الأكثر ذكاءً وأكثر فكرية في الكثير من المجالات. هذه الحجة [أن محمد كان يشير إلى جميع النساء] فاشلة.

كما تقدم الدسوقي حجة ثانية لدعم استنتاجها بأن محمد لم يكن ممكنًا أن يشير إلى جميع النساء. وهذه الحجة، بالرغم من أنها معقولة للكثير من السلطات الإسلامية، لم يتم تأييدها على الإطلاق خارج الإسلام. وتجادل الدسوقي بأنه نظرًا لأن العلم أثبت أن الكثير من النساء أكثر ذكاءً من الرجال، فلا يمكن لمحمد أن يقصد خلاف ذلك من خلال بيانه. وتفترض هذه الحجة أن محمد كان على حق في تصريحاته العلمية وبالتالي يجب تفسيرها بحيث تتزامن مع حقيقة علمية حديثة لا جدال فيها. وشكل هذه الحجة مشابه لشكل الكثير من حجج علماء الإسلام المعاصرين الذين قدموا فكرة أن البيانات العلمية للقرآن سليمة (انظر الإعجاز العلمي في القرآن). أمّ الاحتمال البديل، فهو أن العلم الحديث يتعارض مع القرآن وبالتالي يثبت أنه غير صحيح، لا يُنظر إليه هنا.

ويرى المشاركون من غير المسلمين في هذه المناقشة وجهة نظر تتمثل بشكل أفضل في تصريح الدسوقي اللاحق بأنه إذا كان محمد يقصد بتصريحه أن جميع النساء غير ذكيات، فلا بد أنه كان مخطئًا («هذه الحجة»، كما تعلن الدسوقي، «فاشلة».). وتخلص الدسوقي إلى أن محمد لم يكن ليفشل بهذه الطريقة وبالتالي لا بد أنه كان يقصد شيئًا آخر. ويستنتج المشاركون غير المسلمين في هذه المناقشة ببساطة، بدلاً من ذلك، أن محمد رجل يعيش في مجتمع أبوي عميق لرجال القبائل العربية في القرن السابع، كان من الممكن أن يخطئ بسهولة في مسألة الذكاء الأنثوي، ومن شبه المؤكد أنه كان كذلك.

كان محمد يستخدم المبالغة لإخافة النساء ودفعهنّ إلى التبرع بمجوهراتهن

جادلت أصوات إسلامية أخرى تحاول إعادة توجيه الفهم التقليدي للأجزاء ذات الصلة من النصوص المقدسة بأن محمد كان مبالغًا من أجل نقل حجم نصيحته العملية، والتي كانت ببساطة أن النساء، مثل الرجال، يجب أن يكنّ ببساطة متديّنات. وهنا، غالبًا ما يتم تقديم قصة رواها ابن عباس كدليل على أن محمد «كان مرحًا في استخدامه لمصطلحات قوية لإقناع السامعين بهذا التعليم».[٦] النصوص المقدّسة المقدمة في هذا السياق هي صحيح مسلم 4:1923 وصحيح مسلم 4:1924 وصحيح مسلم 4:1926.

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، - قَالَ ابْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، - أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ، عَبَّاسٍ قَالَ شَهِدْتُ صَلاَةَ الْفِطْرِ مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ فَكُلُّهُمْ يُصَلِّيهَا قَبْلَ الْخُطْبَةِ ثُمَّ يَخْطُبُ قَالَ فَنَزَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حِينَ يُجَلِّسُ الرِّجَالَ بِيَدِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ يَشُقُّهُمْ حَتَّى جَاءَ النِّسَاءَ وَمَعَهُ بِلاَلٌ فَقَالَ ‏{‏ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لاَ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا‏}‏ فَتَلاَ هَذِهِ الآيَةَ حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ حِينَ فَرَغَ مِنْهَا ‏"‏ أَنْتُنَّ عَلَى ذَلِكِ ‏"‏ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ لَمْ يُجِبْهُ غَيْرُهَا مِنْهُنَّ نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لاَ يُدْرَى حِينَئِذٍ مَنْ هِيَ قَالَ ‏"‏ فَتَصَدَّقْنَ ‏"‏ ‏.‏ فَبَسَطَ بِلاَلٌ ثَوْبَهُ ثُمَّ قَالَ هَلُمَّ فِدًى لَكُنَّ أَبِي وَأُمِّي ‏.‏ فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ الْفَتَخَ وَالْخَوَاتِمَ فِي ثَوْبِ بِلاَلٍ ‏.‏
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ، عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، قَالَ سَمِعْتُ عَطَاءً، قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ - قَالَ - ثُمَّ خَطَبَ فَرَأَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ فَأَتَاهُنَّ فَذَكَّرَهُنَّ وَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ وَبِلاَلٌ قَائِلٌ بِثَوْبِهِ فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْخَاتَمَ وَالْخُرْصَ وَالشَّىْءَ ‏.‏ وَحَدَّثَنِيهِ أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، ح وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، كِلاَهُمَا عَنْ أَيُّوبَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ ‏.‏
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ يَوْمَ الْعِيدِ فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلاَ إِقَامَةٍ ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بِلاَلٍ فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ فَقَالَ تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ فَقَامَتْ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ فَقَالَتْ لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ قَالَ فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ

تُقدم الاقتباسات الكتابية أعلاه أحيانًا على أنها تصف الحادثة نفسها التي وصف فيها محمد النساء بأنهن أقل ذكاءً ونقصًا في الدين. ومجتمعة، يقال إن هذه الأحاديث تظهر أن محمد كان ببساطة يدعو النساء الناقصات في الذكاء والدين من أجل تخويفهن للتبرع بمجوهراتهن وأنه لم يقصد تلك التصريحات بخلاف الخطاب التحفيزي المبالغ فيه. ومع ذلك، أشار النقاد والسلطات التقليدية إلى أنه لا يوجد سبب معين لافتراض أن مجموعتي الحديث تصفان نفس الحادث، لأنه كان بإمكان محمد أن يحث النساء على الكرم بعد الصلاة في مناسبتين منفصلتين، وأنه حتى لو تم قبول مجموعتي الحديث على أنهما تصفان الحادثة نفسها، فإن هذا لا يغير الكثير.

كما أشير إلى أنه إذا كان تصريح النساء اللواتي يشكلن غالبية جهنّم مجرد خطاب مبالغ فيه يهدف إلى تخويف النساء للتخلي عن مجوهراتهن، فإن هذا لا يفسر التعليقات التي أدلى بها محمد حول ذكاء المرأة. في حين قد يجادل المرء بأن النساء سوف يستجبن لفكرة نقصهم الديني من خلال أداء المزيد من الأعمال الدينية، وفي هذه الحالة الأعمال الخيرية، بشكلٍ فوريّ، ليس من الواضح على الإطلاق كيف يمكن أن يكون ذكائهن ذا صلة في هذا السياق.

أخيرًا، فإن فكرة إبداء محمد تعليقات بلاغية مبالغ فيها حول مسائل اللاهوت تعتبر إشكالية عميقة من قبل اللاهوتيين الإسلاميين التقليديين لعدد من الأسباب. ففي المقام الأول من بين هذه الأمور هو أنه في جميع الأمور اللاهوتية، يتم اعتبار كلمة محمد نهائية، حيث لا يوجد أي شخص آخر مؤهل للتعليق على هذه الموضوعات. وبالتالي، إذا تم اعتبار إعلان لاهوتي واحد من قبل محمد بلاغياً، فإن جميع إعلاناته من هذا النوع مشبوهة، ولا يمكن قبول ذلك من الطائفة السنية التي تعتمد على القراءات الحرفية لجميع الكتب المقدسة. وتظهر المشكلة هنا أنه إذا كان التعليق على سكان الجحيم وهميًا بشكل أساسي، فمن وجهة نظر لاهوتية، يمكن أن يكون الجحيم نفسه وهمياً أيضًا.

النقص يقتصر على الشهادات المالية

جادل البعض الآخر بأنه بينما قال محمد إن النساء أقل ذكاءً من الرجال، إلا أنه كان يعني ذلك فقط بالمعنى المحدود للغاية لكونهن أقل ذكاءً فيما يتعلق بالمعاملات المالية. وأضاف الحداثيون والنسويون الإسلاميون إلى هذا التخفيض في النطاق طبيعة البيان المحددة زمنيًا، بحجة أن الادعاء لم يقتصر فقط على ذكاء المرأة فيما يتعلق بالمعاملات المالية، ولكن هذا القيد في ذكائهم يقتصر في حد ذاته على الأوقات السابقة للحداثة حيث يمكن للمرء أن يتوقع أن النساء، كونهنّ متجهات إلى المنزل في الغالب، لديهنّ خبرة أقل في التعامل مع مبالغ المال. ومن المهم ملاحظة أن هذه الحجة الأخيرة التي قدمتها الأصوات الحداثية والنسوية في الإسلام قد رفضتها السلطات الإسلامية الرئيسية بشدة. ويرجع ذلك إلى أن الشريعة كلّها، بإعلانها أن النقص القانوني للمرأة محدد زمنيًا، تصبح عرضة للمراجعة في ظل الظروف المتغيرة. وتعارض الطائفة السنية بشدة مثل هذه المحاولات التنقيحية الحديثة الشاملة، لأنها تعتبر الشريعة أبدية وكاملة ولا تتغير، وبالتالي لا تعتبر هذا المنظور الحداثي والنسوي له أي شرعية لاهوتية.

وفي حين رحب المشاركون غير المسلمين في هذه المناقشة بهجهات النظر التنقيحية المذهلة هذه لأسباب إنسانية، فإن التفسير الذي يعتمد عليه المراجعون قد ليس معتمداً. وأكبر مشكلة تواجه هذه التفسيرات الجديدة هي أن القرآن ‏سورة البَقَرَةِ:282 نفسه يعطي سببًا لطلب امرأتين في الشهادة بدلاً من واحدة. وتنص الآية على أن سبب هذا الشرط هو أنه إذا نسيت امرأة شيئًا ما، فقد تذكرها الأخرى. وعلى النقيض من ذلك، فإن مثل هذا الشرط ليس مخصصًا لشهادات الذكور، والمعنى الضمني هو أن النساء أكثر عرضة للنسيان. ويبدو أن هذا ما يلمح إليه محمد عندما يربط نقص الذكاء لدى النساء بنقصهنّ القانوني بدلاً من الافتقار إلى الألفة. وما نتج عن ذلك، الذي لا يترك مجالًا كبيرًا للمناورات التفسيرية، هو أن الحديث عن نقص المرأة في الذكاء يستشهد مباشرة بالآية حول نقصها القانوني، والآية حول نقص المرأة القانوني تستشهد مباشرة بفكرة أن المرأة تعاني من نقص عقلي إلى حد ما.

ومن المهم أيضًا حقيقة أن السلطات التقليديّة لم تفسر عادة القرآن ‏سورة البَقَرَةِ:282 على أنه يحد من النقص القانوني للمرأة كشهادة على المعاملات المالية فحسب. ففي حين أن الآية تعطي مثالاً خاصًا على حالة يشترط فيها وجود امرأتين بدلاً من واحدة، فإن الحديث عن ذكاء المرأة يرى أن محمد يعمم هذه الإعاقة على جميع السياقات القانونية. وفي حين أن السلطات التقليدية عادة ما تستثني من قبول شهادة المرأة في القضايا المتعلقة مباشرة بالمرأة، مثل تلك التي تنطوي على وقائع الحيض والحمل وما شابه ذلك، والافتراض الشائع هو أنه على الرغم من هذه الاستثناءات، سيُطلب من امرأتين الإدلاء بشهادتهما مقابل رجل واحد. بما في ذلك معظم الشخصيات الحداثية والكثبر من الشخصيات التقليدية، لم تتحول إلا مؤخرًا بشكل كبير لصالح قصر الإعاقة القانونية للمرأة على القضايا المالية وحدها. ولئن كان هذا التطور موضع ترحيب بسبب صفاته الإنسانية، فإنه لا يمكن القول إنه يغير الحقائق التاريخية عن التقاليد الإسلامية. ما تبقى هو أن السلطات الإسلامية، لأطول فترة، فسرت تقييد محمد لشهادة الإناث على أنه عام مع استثناءات قليلة، وأنها رأت، دون اعتذار، أن سبب هذا التقييد، على حد تعبير محمد نفسه، «النقص في ذكائها».

محمد كان يمزح

ومع ذلك، اقترح آخرون، في الآونة الأخيرة، أن تُقرأ الأحاديث حول النقص العقلي للمرأة، والنقص الديني، وحصة الأغلبية في الجحيم بسخرية. الفكرة هنا، على ما يبدو، هي أن محمد، على دراية كبيرة بالنساء في مجتمعه، كان سيفهم أنه بقول ما فعله، لن يؤخذ على محمل الجد. وفي حين أن السخرية يمكن أن تكون صعبة للغاية لاكتشافها في النصوص التاريخية، لا سيما عندما تغيرت الأعراف والتوقعات الثقافية بشكل كبير بمرور الوقت، لا يوجد سوى القليل في الأجزاء ذات الصلة من القرآن للإشارة إلى أن محمد لم يكن جادًا في تصريحاته. ويغضب التقليديون من التلميح إلى أن محمد كان يمكن أن يسلط الضوء على مثل هذه المسألة المهمة لاهوتيًا مثل سكان الجحيم أو أنه كان بإمكانه الاستشهاد بالقرآن والشريعة لدعم ما كان يُقصد به مجرد مزحة. كما يشعر التقليديون الذين يواجهون هذا التفسير بالقلق من أنه من خلال رفض هذه الأحاديث وحتى الآيات باعتبارها ساخرة بطبيعتها، هناك خطر من أن يتم رفض الكثير من النصوص المقدسة بالمثل، مما يقوض بشدة السلطة التقليدية. ووجد المشاركون غير المسلمين في هذه المناقشة أن هذه الحجة لا تصدق بالمثل، وإن كان ذلك لأسباب غير لاهوتية فحسب.

إعادة تفسير القرآن 43 :18

لجأ بعض علماء المسلمين المعاصرين إلى تفسير القرآن ‏سورة الزُّخۡرُفِ:18 على أنه وصف بسيط للمواقف الوثنية تجاه المرأة بدلاً من التأكيد على تلك المواقف.[٧] ومع ذلك، فإن الآية التالية (القرآن ‏سورة الزُّخۡرُفِ:19) تستخدم نفس أداة الاستجواب والتعجب التي تم العثور عليها في وقت سابق من المقطع - بيان لما اعتقده الوثنيون متبوعًا بألف - ثم دحض الله (« أَشَهِدُوا۟ خَلْقَهُمْ») مما يعبر عن الشك والغضب. وهكذا يبدو من المرجح في القرآن ‏سورة الزُّخۡرُفِ:18 أن الله يقدم ما يعتقد أنه حجة مضادة واقعية (أي أن المرأة تافهة وغير ذكية) لمخالفة الإيمان الوثني ببنات الله.

المراجع

  1. Dr. Rasha Al Disuqi, Research Center for Islamic Legislation and Ethics (archived from the original)
  2. حول قاعدة : ( العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ), Islam Q&A (archived from the original)
  3. صحيح البخاري 9:88:219
  4. صحيح مسلم 4:1239
  5. https://wikiislam.net/wiki/Qur%27an,_Hadith_and_Scholars:Women#Women_and_Menstruation
  6. See, for instance, the work of Ruqaiyyah Waris Maqsood, an Islamic writer in the UK.
  7. Shaykh Sohail Hanif, Tafseer Quran 43:18: does this verse view women negatively?, SunniPath (archived from the original)