إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والغنيمة»
[مراجعة منقحة] | [مراجعة منقحة] |
سطر ٢٧: | سطر ٢٧: | ||
(ما أوْصى بِهِ الرَّسُولُ عِنْدَ مَوْتِهِ): | (ما أوْصى بِهِ الرَّسُولُ عِنْدَ مَوْتِهِ): | ||
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي صالِحُ بْنُ كَيْسانَ، عَنْ ابْنِ شِهابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، قالَ: لَمْ يُوصِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ إلّا بِثَلاثِ [٢]، أوْصى للرّهاويين [٣] بجادّ مائَة وسْقٍ مِن خَيْبَرَ، وللداريين [٤] بجادّ مائَة وسْقٍ [٥] مِن خَيْبَرَ، ولِلسَّبائِيِّينَ، وللأشعريين بجادّ مائَة وسْقٍ مِن خَيْبَرَ. | قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي صالِحُ بْنُ كَيْسانَ، عَنْ ابْنِ شِهابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، قالَ: لَمْ يُوصِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ إلّا بِثَلاثِ [٢]، أوْصى للرّهاويين [٣] بجادّ مائَة وسْقٍ مِن خَيْبَرَ، وللداريين [٤] بجادّ مائَة وسْقٍ [٥] مِن خَيْبَرَ، ولِلسَّبائِيِّينَ، وللأشعريين بجادّ مائَة وسْقٍ مِن خَيْبَرَ. | ||
وأوْصى بِتَنْفِيذِ [٦] بَعْثِ أُسامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حارِثَةَ، وألّا يُتْرَكَ بِجَزِيرَةِ العَرَبِ دِينانِ.}} | وأوْصى بِتَنْفِيذِ [٦] بَعْثِ أُسامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حارِثَةَ، وألّا يُتْرَكَ بِجَزِيرَةِ العَرَبِ دِينانِ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.449-448.|(شَأْنُ أبِي قَتادَةَ وسَلَبُهُ): | ||
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبِي بَكْرٍ، أنَّهُ حُدِّثَ عَنْ أبِي قَتادَةَ الأنْصارِيِّ قالَ: وحَدَّثَنِي مَن لا أتَّهِمُ مِن أصْحابِنا، عَنْ نافِعٍ مَوْلى بَنِي غِفارٍ أبِي مُحَمَّدٍ عَنْ أبِي قَتادَةَ، قالا [٣]: قالَ أبُو قَتادَةَ: رَأيْتُ يَوْمَ حُنَيْنٍ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ: مُسْلِمًا ومُشْرِكًا، قالَ: وإذا رَجُلٌ مِن المُشْرِكِينَ يُرِيدُ أنْ يُعِينَ صاحِبَهُ المُشْرِكَ عَلى المُسْلِمِ. | |||
قالَ: فَأتَيْتُهُ، فَضَرَبْتُ يَدَهُ، فَقَطَعْتُها، واعْتَنَقَنِي بِيَدِهِ الأُخْرى، فو الله ما أرْسَلَنِي حَتّى وجَدْتُ رِيحَ الدَّمِ- ويُرْوى: رِيحَ المَوْتِ، فِيما قالَ ابْنُ هِشامٍ [٤]- وكادَ يَقْتُلُنِي، فَلَوْلا أنَّ الدَّمَ نَزَفَهُ [٥] لَقَتَلَنِي، فَسَقَطَ، فَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ، وأجْهَضَنِي عَنْهُ القِتالُ [٦]، ومَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِن أهْلِ مَكَّةَ فَسَلَبَهُ، فَلَمّا وضَعَتْ الحَرْبُ أوْزارَها [٧] وفَرَغْنا مِن القَوْمِ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَن قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبَهُ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، واَللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتُ قَتِيلًا ذا سَلَبٍ، فَأجْهَضَنِي عَنْهُ القِتالُ، فَما أدْرِي مَن اسْتَلَبَهُ؟ فَقالَ رَجُلٌ مِن أهْلِ مَكَّةَ: صَدَقَ يا رَسُولَ اللَّهِ، وسَلَبُ ذَلِكَ القَتِيلِ عِنْدِي، فَأرْضِهِ عَنِّي مِن سَلَبِهِ، فَقالَ أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ﵁: | |||
لا واَللَّهِ، لا يُرْضِيهِ مِنهُ، تَعْمِدُ إلى أسَدٍ مِن أُسْدِ اللَّهِ، يُقاتِلُ عَنْ دِينِ اللَّهِ، تُقاسِمُهُ سَلَبَهُ! اُرْدُدْ عَلَيْهِ سَلَبَ قَتِيلِهِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ اُرْدُدْ عَلَيْهِ سَلَبَهُ. فَقالَ أبُو قَتادَةَ: فَأخَذْتُهُ مِنهُ، فَبِعْتُهُ، فاشْتَرَيْتُ بِثَمَنِهِ مَخْرَفًا [١]، فَإنَّهُ لَأوَّلُ مالٍ اعْتَقَدْتُهُ [٢]. قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي مَن لا أتَّهِمُ، عَنْ أبِي سَلَمَةَ، عَنْ إسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْن أبِي طَلْحَةَ، عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: لَقَدْ اسْتَلَبَ أبُو طَلْحَةَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وحْدَهُ عِشْرِينَ رَجُلًا. | |||
(نُصْرَةُ المَلائِكَةِ): | |||
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي أبِي إسْحاقُ بْنُ يَسارٍ، (أنَّهُ حُدِّثَ) [٣] عَنْ جُبَيْرِ ابْن مُطْعِمٍ، قالَ: لَقَدْ رَأيْتُ قَبْلَ هَزِيمَةِ القَوْمِ والنّاسُ يَقْتَتِلُونَ مِثْلَ البِجادِ [٤] الأسْوَدِ، أقْبَلَ مِن السَّماءِ حَتّى سَقَطَ بَيْنَنا وبَيْنَ القَوْمِ، فَنَظَرْتُ، فَإذا نَمَلٌ أسْوَدُ مَبْثُوثٌ [٥] قَدْ مَلَأ الوادِيَ، لَمْ أشُكَّ أنَّها المَلائِكَةُ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ [٦] إلّا هَزِيمَةُ القَوْمِ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.458-457.|ثُمَّ إنَّ رسول الله ص أمَرَ بِما فِي العَسْكَرِ مِمّا جَمَعَ النّاسُ فَجُمِعَ، فاخْتَلَفَ المُسْلِمُونَ فِيهِ، فَقالَ مَن جَمَعَهُ: هو لنا، قد كان رسول الله ص نَفَّلَ كُلَّ امْرِئٍ ما أصابَ، فَقالَ الَّذِينَ كانُوا يُقاتِلُونَ العَدُوَّ ويَطْلُبُونَهُمْ: لَوْلا نَحْنُ ما أصَبْتُمُوهُ، لَنَحْنُ شَغَلْنا القَوْمَ عَنْكُمْ حَتّى أصَبْتُمْ ما أصَبْتُمْ فَقالَ الَّذِينَ يَحْرُسُونَ رَسُولَ اللَّهِ ص مَخافَةَ أنْ يُخالِفَ إلَيْهِ العَدُوُّ: واللَّهِ ما أنْتُمْ بِأحَقَّ بِهِ مِنّا، لَقَدْ رَأيْنا أنْ نَقْتُلَ العَدُوَّ إذْ ولّانا اللَّهُ، ومَنَحَنا أكْتافَهُمْ، ولَقَدْ رَأيْنا أنْ نَأْخُذَ المَتاعَ حِينَ لَمْ يَكُنْ دُونَهُ مَن يَمْنَعُهُ، ولَكِنْ خفنا على رسول الله ص كَرَّةَ العَدُوِّ، فَقُمْنا دُونَهُ، فَما أنْتُمْ بِأحَقَّ بِهِ مِنّا. | |||
حَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: | |||
وحدثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الحارِثِ وغَيْرُهُ مِن أصْحابِنا، عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ موسى الأشْدَقِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أبِي أُمامَةَ الباهِلِيِّ، قالَ: سَألْتُ عُبادَةَ بْنَ الصّامِتِ عَنِ الأنْفالِ، فَقالَ: فِينا مَعْشَرَ أصْحابِ بَدْرٍ نَزَلَتْ، حِينَ اخْتَلَفْنا فِي النَّفْلِ، وساءَتْ فِيهِ أخْلاقُنا، فَنَزَعَهُ اللَّهُ مِن أيْدِينا، فجعله الى رسوله، فقسمه رسول الله ص بَيْنَ المُسْلِمِينَ عَنْ بُواءٍ- يَقُولُ عَلى السَّواءِ- فَكانَ فِي ذَلِكَ تَقْوى اللَّهِ، وطاعَةُ رَسُولِهِ، وصَلاحُ ذاتِ البَيْنِ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.591.|قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ثُمَّ ان رسول الله ص قَسَمَ أمْوالَ بَنِي قُرَيْظَةَ ونِساءَهُمْ وأبْناءَهُمْ عَلى المُسْلِمِينَ، وأعْلَمَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سَهْمانِ الخَيْلِ وسَهْمانِ الرِّجالِ، وأخْرَجَ مِنها الخُمُسَ، فَكانَ لِلْفارِسِ ثَلاثَةُ أسْهُمٍ، لِلْفَرَسِ سَهْمانِ ولِفارِسِهِ سَهْمٌ، ولِلرّاجِلِ مِمَّنْ لَيْسَ لَهُ فَرَسٌ سَهْمٌ، وكانَتِ الخَيْلُ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ سِتَّةً وثَلاثِينَ فَرَسًا، وكانَ أول فيء وقع فيه السهمان واخرج منه الخُمُسِ، فَعَلى سُنَّتِها وما مَضى مِن رَسُولِ الله ص فِيها وقَعَتِ المَقاسِمُ، ومَضَتِ السُّنَّةُ فِي المَغازِي، ولَمْ يَكُنْ يُسْهَمُ لِلْخَيْلِ إذا كانَتْ مَعَ الرَّجُلِ إلا لِفَرَسَيْنِ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.20-19.|ذكر مقاسم خيبر وأموالها | |||
حَدَّثَنا ابن حميد، قال: حَدَّثَنا سلمة، عن مُحَمَّدِ بْنِ إسْحاقَ، قالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبِي بَكْرٍ، قالَ: كانَتِ المَقاسِمُ عَلى أمْوالِ خَيْبَرَ عَلى الشِّقِّ ونَطاةَ والكَتِيبَةِ، فَكانَتِ الشِّقُّ ونَطاةُ فِي سُهْمانِ المُسْلِمِينَ، وكانَتِ الكَتِيبَةُ خمس الله ﷿ وخمس النبي ص، وسَهْمَ ذَوِي القُرْبى واليَتامى والمَساكِينِ وابْنِ السَّبِيلِ، وطُعْمَ أزْواجِ النَّبِيِّ، وطُعْمَ رِجالٍ مَشَوْا بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ وبَيْنَ أهْلِ فَدَكَ بِالصُّلْحِ، مِنهُمْ محيصه ابن مسعود، اعطاه رسول الله ص مِنها ثَلاثِينَ وسْقَ شَعِيرٍ، وثَلاثِينَ وسْقَ تَمْرٍ وقُسِّمَتْ خَيْبَرُ عَلى أهْلِ الحُدَيْبِيَةِ، مَن شَهِدَ مِنهُمْ خَيْبَرَ ومَن غابَ عَنْها، ولَمْ يَغِبْ عَنْها إلا جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حرام الأنصاري، فقسم له رسول الله ص كَسَهْمِ مَن حَضَرَها قال: ولما فرغ رسول الله ص مِن خَيْبَرَ قَذَفَ اللَّهُ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أهْلِ فَدَكَ حِينَ بَلَغَهُمْ ما أوْقَعَ اللَّهُ بِأهْلِ خَيْبَرَ، فَبَعَثُوا إلى رَسُولِ اللَّهِ يُصالِحُونَهُ عَلى النِّصْفِ مِن فَدَكَ، فَقَدِمَتْ عَلَيْهِ رُسُلُهُمْ بِخَيْبَرَ أوْ بِالطّائِفِ، وإمّا بَعْدَ ما قَدِمَ المَدِينَةَ فَقَبِلَ ذَلِكَ مِنهُمْ، فَكانَتْ فَدَكُ لِرَسُولِ الله ص خاصَّةً، لأنَّهُ لَمْ يُوجِفْ عَلَيْها بِخَيْلٍ ولا رِكابٍ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.21-20.|سَألْتُ ابْنَ شِهابٍ الزُّهْرِيَّ: كَيْفَ كانَ إعْطاءُ رَسُولِ اللَّهِ ص يَهُودَ خَيْبَرَ نَخِيلَهُمْ حِينَ أعْطاهُمُ النَّخْلَ عَلى خَرْجِها؟ أبَتَّ ذَلِكَ لَهُمْ حَتّى قُبِضَ، أمْ أعْطاهُمْ إيّاها لِضَرُورَةِ مِن غَيْرِ ذَلِكَ؟ | |||
فَأخْبَرَنِي ابن شهاب ان رسول الله ص افْتَتَحَ خَيْبَرَ عَنْوَةً بَعْدَ القِتالِ، وكانَتْ خَيْبَرُ مِمّا أفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ، خَمَسَها رَسُولُ الله وقسمها بَيْنَ المُسْلِمِينَ، ونَزَلَ مَن نَزَلَ مِن أهْلِها عَلى الإجْلاءِ بَعْدَ القِتالِ، فَدَعاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص فَقالَ: [إنْ شِئْتُمْ دَفَعْنا إلَيْكُمْ هَذِهِ الأمْوالَ عَلى أنْ تَعْمَلُوها، وتَكُونَ ثِمارُها بَيْنَنا وبَيْنَكُمْ، وأُقِرُّكُمْ ما أقَرَّكُمُ اللَّهُ] فَقَبِلُوا، فَكانُوا عَلى ذلك يعملونها وكان رسول الله ص يَبْعَثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَواحَةَ فَيَقْسِمُ ثَمَرَها، ويَعْدِلُ عَلَيْهِمْ فِي الخَرْصِ، فَلَمّا تَوَفّى اللَّهُ ﷿ نبيه ص أقَرَّها أبُو بَكْرٍ بَعْدَ النَّبِيِّ فِي أيْدِيهِمْ عَلى المُعامَلَةِ الَّتِي كانَ عامَلَهُمْ عَلَيْها رَسُولُ اللَّهِ حَتّى تُوُفِّيَ، ثُمَّ أقَرَّها عُمَرُ صَدْرًا مِن إمارَتِهِ، ثَمَّ بَلَغَ عُمَرَ أنَّ رَسُولَ الله ص قالَ فِي وجَعِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ: [لا يَجْتَمِعَنَّ بِجَزِيرَةِ العَرَبِ دِينانِ،] فَفَحَصَ عُمَرُ عَنْ ذَلِكَ حَتّى بَلَغَهُ الثَّبْتُ، فَأرْسَلَ إلى يَهُودَ أنَّ اللَّهَ قَدْ أذِنَ فِي إجْلائِكُمْ، فَقَدْ بلغنى ان رسول الله ص قالَ: [لا يَجْتَمِعَنَّ بِجَزِيرَةِ العَرَبِ دِينانِ،] فَمَن كانَ عِنْدَهُ عَهْدٌ مِن رَسُولِ اللَّهِ فَلْيَأْتِنِي بِهِ أُنْفِذْهُ لَهُ، ومَن لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عَهْدٌ مِن رَسُولِ اللَّهِ مِنَ اليَهُودِ فَلْيَتَجَهَّزْ لِلْجَلاءِ، فَأجْلى عُمَرُ مَن لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عهد من رسول الله ص مِنهُمْ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.77.|حَدَّثَنِي حَمّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي طَلْحَةَ، عَنْ أنَسِ ابن مالِكٍ، قالَ: لَقَدِ اسْتَلَبَ أبُو طَلْحَةَ يَوْمَ حُنَيْنٍ عِشْرِينَ رَجُلا وحْدَهُ هُوَ قَتَلَهُمْ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.90-89.|ثُمَّ رَجَعَ الحَدِيثُ إلى حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، قالَ: فَلَمّا فَرَغَ رسول الله ص مِن رَدِّ سَبايا حُنَيْنٍ إلى أهْلِها، رَكِبَ واتَّبَعَهُ النّاسُ [يَقُولُونَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، اقْسِمْ علينا فيئنا الإبِلِ والغَنَمِ، حَتّى ألْجَئُوهُ إلى شَجَرَةٍ، فاخْتَطَفَتِ الشَّجَرَةُ عَنْهُ رِداءَهُ، فَقالَ: رُدُّوا عَلَيَّ رِدائِي ايها الناس، فو الله لَوْ كانَ لِي عَدَدَ شَجَرِ تِهامَةَ نِعَمًا لَقَسَمْتُها عَلَيْكُمْ، ثُمَّ ما لَقِيتُمُونِي بَخِيلا ولا جَبانًا ولا كَذّابًا ثُمَّ قامَ إلى جَنْبِ بَعِيرٍ، فَأخَذَ وبْرَةً مِن سِنامِهِ فَجَعَلَها بَيْنَ أُصْبَعَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَها فَقالَ: أيُّها النّاسُ، إنَّهُ واللَّهِ لَيْسَ لِي مِن فَيْئِكُمْ ولا هَذِهِ الوَبَرَةُ إلا الخُمُسُ، والخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ، فَأدُّوا الخياط والمخيط، فَإنَّ الغُلُولَ يَكُونُ عَلى أهْلِهِ عارًا ونارًا وشَنارًا يَوْمَ القِيامَةِ فَجاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ بِكُبَّةٍ مِن خُيُوطِ شَعَرٍ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ أخَذْتُ هَذِهِ الكُبَّةَ أعْمَلُ بِها بَرْذَعَةَ بَعِيرٍ لِي دُبِرَ، قالَ: أمّا نَصِيبِي مِنها فَلَكَ،] فَقالَ: | |||
إنَّهُ إذا بَلَغْتَ هَذِهِ فَلا حاجَةَ لِي بِها، ثُمَّ طَرَحَها مِن يَدِهِ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.121-120.|الحارِثُ بْنُ عَبْدِ كَلالٍ ونُعَيْمُ بن عبد كلال، والنعمان قيل ذي رعين، وهَمْدانَ ومَعافِرَ، وبَعَثَ إلَيْهِ زُرْعَةُ ذُو يَزَنَ مالِكُ بْنُ مُرَّةَ الرَّهاوِيُّ بِإسْلامِهِ، ومُفارَقَتِهِمُ الشِّرْكَ واهله، فكتب اليهم رسول الله ص: | |||
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِن مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ إلى الحارِثِ بْنِ عَبْدِ كَلالٍ ونعيم بن عبد كلال والنعمان قيل ذي رُعَيْنٍ وهَمْدانَ ومَعافِرَ، أمّا بَعْدَ ذَلِكُمْ، فَإنِّي أحْمَدُ إلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لا إلَهَ إلا هُوَ أمّا بَعْدُ، فَإنَّهُ قَدْ وقَعَ بِنا رَسُولُكُمْ مَقْفَلَنا مِن أرْضِ الرُّومِ، فَلَقِينا بِالمَدِينَةِ، فَبَلَغَ ما أرْسَلْتُمْ، وخَبَرُ ما قَبْلَكُمْ، وأنْبَأنا بِإسْلامِكُمْ وقَتْلِكُمُ المُشْرِكِينَ، وإنَّ اللَّهَ قَدْ هَداكُمْ بِهِدايَتِهِ، إنْ أصْلَحْتُمْ وأطَعْتُمُ اللَّهَ ورَسُولَهُ، وأقَمْتُمُ الصَّلاةَ، وآتَيْتُمُ الزَّكاةَ، وأعْطَيْتُمْ مِنَ المَغانِمِ خُمُسَ اللَّهِ، وسَهْمَ نَبِيِّهِ وصَفِيِّهِ، وما كَتَبَ عَلى المُؤْمِنِينَ مِنَ الصَّدَقَةِ مِنَ العَقارِ عُشْرَ ما سَقَتِ العَيْنُ وما سَقَتِ السَّماءُ، وكُلُّ ما سُقِيَ بِالغَرْبِ نِصْفُ العُشْرِ، وفِي الإبِلِ فِي الأرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ، وفِي ثَلاثِينَ مِنَ الإبِلِ ابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ، وفِي كُلِّ خُمُسٍ مِنَ الإبِلِ شاةٌ، وفِي كل عشر من الإبل شاتان، وفي كل أرْبَعِينَ مِنَ البَقَرِ بَقَرَةٌ، وفِي كُلِّ ثَلاثِينَ من البقر تبيع، جذع أو جذعة، وفي كُلِّ أرْبَعِينَ مِنَ الغَنَمِ سائِمَةٌ وحْدَها، شاةٌ وإنَّها فَرِيضَةُ اللَّهِ الَّتِي فَرَضَ عَلى المُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَةِ، فَمَن زادَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ، ومَن أدّى ذَلِكَ وأشْهَدَ عَلى إسْلامِهِ وظاهَرَ المُؤْمِنِينَ عَلى المُشْرِكِينَ، فَإنَّهُ مِنَ المُؤْمِنِينَ، له ما لهم وعَلَيْهِ ما عَلَيْهِمْ، ولَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وذِمَّةُ رَسُولِهِ وإنَّهُ مَن أسْلَمَ مِن يَهُودِيٍّ أوْ نَصْرانِيٍّ فَإنَّ لَهُ مِثْلَ ما لَهُمْ وعَلَيْهِ مِثْلَ ما عَلَيْهِمْ، ومَن كانَ عَلى يَهُودِيَّتِهِ أوْ نَصْرانِيَّتِهِ فَإنَّهُ لا يُفْتَنُ عَنْها، وعَلَيْهِ الجِزْيَةُ، عَلى كُلِّ حالِمٍ ذَكَرٍ أوْ أُنْثى، حُرٍّ أوْ عَبْدٍ، دِينارٌ وافٍ أوْ قِيمَتُهُ مِنَ المَعافِرِ أوْ عَرْضُهُ ثِيابًا، فَمَن أدّى ذَلِكَ إلى رَسُولِ اللَّهِ، فَإنَّ لَهُ ذِمَّةَ اللَّهِ وذِمَّةَ رَسُولِهِ}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.87.|فِي أبْياتٍ قالَها، فقال رسول الله ص: أبْناؤُكُمْ ونِساؤُكُمْ أحَبُّ إلَيْكُمْ أمْ أمْوالُكُمْ؟ فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، خَيَّرْتَنا بَيْنَ أحْسابِنا وأمْوالِنا، بَلْ تَرُدُّ عَلَيْنا نِساءَنا وأبْناءَنا فَهُمْ أحَبُّ إلَيْنا، فَقالَ: أمّا ما كانَ لِي ولِبَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ، فَإذا أنا صَلَّيْتُ بِالنّاسِ، فَقُولُوا: إنّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللَّهِ إلى المُسْلِمِينَ، وبِالمُسْلِمِينَ إلى رَسُولِ اللَّهِ فِي أبْنائِنا ونِسائِنا، فَسَأُعْطِيكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ، وأسْألُ لَكُمْ، فَلَمّا صلى رسول الله ص بِالنّاسِ الظُّهْرَ، قامُوا فَتَكَلَّمُوا بِالَّذِي أمَرَهُمْ بِهِ، فقال رسول الله: أمّا ما كانَ لِي ولِبَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ، وقالَ المُهاجِرُونَ: وما كانَ لَنا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ، وقالَتِ الأنْصارُ: | |||
وما كانَ لَنا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ قالَ الأقْرَعُ بْنُ حابِسٍ: أمّا أنا وبَنُو تَمِيمٍ فَلا، وقالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ: أمّا أنا وبَنُو فَزارَةَ فلا، وقال عَبّاسُ بْنُ مِرْداسٍ: أمّا أنا وبَنُو سُلَيْمٍ فَلا، قالَتْ بَنُو سُلَيْمٍ: ما كانَ لَنا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ. | |||
قالَ: يَقُولُ العَبّاسُ لِبَنِي سليم: وهنتمونى! [فقال رسول الله ص: أمّا مَن تَمَسَّكَ بِحَقِّهِ مِن هَذا السَّبْيِ مِنكُمْ فَلَهُ بِكُلِّ إنْسانٍ سِتُّ فَرائِضَ مِن أوَّلِ شَيْءٍ نُصِيبُهُ، فَرُدُّوا إلى النّاسِ أبْناءَهُمْ ونِساءَهُمْ].}} | |||
===ضمان الغنيمة للمجاهدين المسلمين=== | ===ضمان الغنيمة للمجاهدين المسلمين=== |
مراجعة ٠٦:١٣، ٢٦ أبريل ٢٠٢١
وفقًا للتقاليد الإسلامية ، انخرط المسلمون الأوائل في صراعات شبه مستمرة مع القبائل العربية المجاورة واليهود المحليين ووثنيي مكة. أول وثيقة مؤرخة بشكل مستقل يجب أن نذكرها عن النبي هي اليونانية Διδασκαλία Ἰακώβου ديداسكاليا إياكوبو (تعاليم يعقوب) ، والتي تذكر أن النبي وعربه قد أتوا إلى فلسطين "مسلحين بالسيف". كانت هذه الحرب في هذه الفترة التاريخية مصحوبة دائمًا بالنهب والنهب من جانب الجيش الفائز ، ويظهر موضوع أخذ الغنائم مرارًا وتكرارًا في المصادر الإسلامية المبكرة ، حيث كان من الواضح أن هذا كان عاملاً مهمًا ، بل ومحركًا للحركة. الحركة الإسلامية المبكرة. يصور الحديث والسيرة محمد على أنه قائد معركة عربي نموذجي ، مهتم جدًا بالغنيمة ومدفوعًا بالحاجة إلى الحصول على المزيد منها.
أحل الله الغنيمة لمحمد
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ثُمَّ عاتَبَهُ اللَّهُ تَعالى فِي الأُسارى، وأخْذِ المَغانِمِ [١]، ولَمْ يَكُنْ أحَدٌ قَبْلَهُ مِن الأنْبِياءِ يَأْكُلُ مَغْنَمًا مِن عَدُوٍّ لَهُ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ أبُو جَعْفَرِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وجُعِلَتْ لِي الأرْضُ مَسْجِدًا [٢] وطَهُورًا، وأُعْطِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، وأُحِلَّتْ لِي المَغانِمُ ولَمْ تُحْلَلْ لِنَبِيٍّ كانَ قَبْلِي، وأُعْطِيتُ الشَّفاعَةَ، خَمْسٌ لَمْ يُؤْتَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي. قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فَقالَ: ما كانَ لِنَبِيٍّ ٨: ٦٧: أيْ قَبْلَكَ أنْ يَكُونَ لَهُ أسْرى ٨: ٦٧ مِن عَدُوِّهِ حَتّى يُثْخِنَ فِي الأرْضِ ٨: ٦٧، أيْ يُثْخِنَ [٣] عَدُوَّهُ، حَتّى يَنْفِيَهُ مِن الأرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا ٨: ٦٧: أيْ المَتاعَ، الفِداءَ بِأخْذِ الرِّجالِ والله يُرِيدُ الآخِرَةَ ٨: ٦٧: أيْ قَتْلَهُمْ لِظُهُورِ الدِّينِ الَّذِي يُرِيدُ إظْهارَهُ، واَلَّذِي تُدْرَكُ بِهِ الآخِرَةُ لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أخَذْتُمْ ٨: ٦٨: أيْ مِن الأُسارى والمَغانِمِ عَذابٌ عَظِيمٌ ٨: ٦٨: أيْ لَوْلا أنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أنِّي لا أُعَذِّبُ إلّا بَعْدَ النَّهْيِ ولَمْ يَكُ نَهاهُمْ، لَعَذَّبْتُكُمْ فِيما صَنَعْتُمْ، ثُمَّ أحَلَّها لَهُ ولَهُمْ رَحْمَةً مِنهُ، وعائِدَةٌ مِن الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقالَ فَكُلُوا مِمّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّبًا واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٨: ٦٩.(قالَ) [٣]: وحاصَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمْسًا وعِشْرِينَ [٤] لَيْلَةً، حَتّى جَهَدَهُمْ الحِصارُ، وقَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ.
وقَدْ كانَ حُيَيُّ بْنُ أخْطَبَ دَخَلَ مَعَ بَنِي قُرَيْظَةَ فِي حِصْنِهِمْ، حِينَ رَجَعَتْ عَنْهُمْ قُرَيْشٌ وغَطَفانُ، وفاءً لِكَعْبِ بْنِ أسَدٍ بِما كانَ عاهَدَهُ عَلَيْهِ. فَلَمّا أيْقَنُوا بِأنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ مُنْصَرِفٍ عَنْهُمْ حَتّى يُناجِزَهُمْ، قالَ كَعْبُ ابْن أسَدٍ لَهُمْ: يا مَعْشَرَ يَهُودَ، قَدْ نَزَلَ بِكُمْ مِن الأمْرِ ما تَرَوْنَ، وإنِّي عارِضٌ عَلَيْكُمْ خِلالًا ثَلاثًا، فَخُذُوا أيَّها شِئْتُمْ، قالُوا: وما هِيَ؟ قالَ: نُتابِعُ هَذا الرجل ونصدّقه فو الله لَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ أنَّهُ لَنَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وأنَّهُ لَلَّذِي تَجِدُونَهُ فِي كِتابِكُمْ، فَتَأْمَنُونَ عَلى دِمائِكُمْ وأمْوالِكُمْ وأبْنائِكُمْ ونِسائِكُمْ [٥]، قالُوا: لا نُفارِقُ حُكْمَ التَّوْراةِ أبَدًا، ولا نَسْتَبْدِلُ بِهِ غَيْرَهُ، قالَ: فَإذا أبَيْتُمْ عَلَيَّ هَذِهِ، فَهَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ أبْناءَنا ونِساءَنا، ثُمَّ نَخْرُجُ إلى مُحَمَّدٍ وأصْحابِهِ رِجالًا مُصْلِتِينَ السُّيُوفَ، لَمْ نَتْرُكْ وراءَنا ثَقَلًا، حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنا وبَيْنَ مُحَمَّدٍ، فَإنْ نَهْلِكْ نَهْلِكُ، ولَمْ نَتْرُكْ وراءَنا نَسْلًا نَخْشى عَلَيْهِ، وإنْ نَظْهَرْ فَلَعَمْرِي لِنَجِدَنَّ [١] النِّساءَ والأبْناءَ، قالُوا: نَقْتُلُ هَؤُلاءِ المَساكِينِ! فَما خَيْرُ العَيْشِ بَعْدَهُمْ؟ قالَ: فَإنْ أبَيْتُمْ عَلَيَّ هَذِهِ، فَإنَّ اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ السَّبْتِ، وإنَّهُ عَسى أنْ يَكُونَ مُحَمَّدٌ وأصْحابُهُ قَدْ أمَّنُونا [٢] فِيها، فانْزِلُوا لَعَلَّنا نُصِيبُ مِن مُحَمَّدٍ وأصْحابِهِ غِرَّةً، قالُوا: نُفْسِدُ سَبْتَنا عَلَيْنا، ونُحْدِثُ فِيهِ ما لَمْ يُحْدِثْ مَن كانَ قَبْلَنا إلّا مَن قَدْ عَلِمْتُ، فَأصابَهُ ما لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ مِن المَسْخِ! قالَ: ما باتَ رَجُلٌ مِنكُمْ مُنْذُ ولَدَتْهُ أُمُّهُ لَيْلَةً واحِدَةً مِن الدَّهْرِ حازِمًا.قسمة الغنيمة
كيفيىة تقسيم الغنيمة
(نَهى الرَّسُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أشْياءَ):
وأكَلَ المُسْلِمُونَ لُحُومَ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ مِن حُمُرِها، فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَهى النّاسَ عَنْ أُمُورٍ سَمّاها لَهُمْ.(الشِّقُّ ونَطاةُ والكَتِيبَةُ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وكانَتْ المَقاسِمُ عَلى أمْوالِ خَيْبَرَ، عَلى الشِّقِّ ونَطاةَ والكَتِيبَةِ فَكانَتْ الشِّقُّ ونَطاةُ فِي سُهْمانِ المُسْلِمِينَ، وكانَتْ الكَتِيبَةُ خُمُسَ اللَّهِ، وسَهْمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وسَهْمَ ذَوِي القُرْبى واليَتامى والمَساكِينِ، وطُعْمَ أزْواجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وطُعْمَ رِجالٍ مَشَوْا بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وبَيْنَ أهْلِ فَدَكَ بِالصُّلْحِ، مِنهُمْ مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، أعْطاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثِينَ وسْقًا [٥] مِن شَعِيرٍ، وثَلاثِينَ وسْقًا مِن تَمْرٍ، وقُسِمَتْ خَيْبَرُ عَلى أهْلِ الحُدَيْبِيَةِ، مَن شَهِدَ خَيْبَرَ، ومَن غابَ عَنْها، ولَمْ يَغِبْ عَنْها إلّا جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرامٍ، فَقَسَمَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَسَهْمِ مَن حَضَرَها، وكانَ وادِياها، وادِي السُّرَيْرَةِ، ووادِي خاصٍّ [٦]، وهُما اللَّذانِ قُسِمَتْ عَلَيْهِما خَيْبَرُ، وكانَتْ نَطاةُ والشِّقُّ ثَمانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا، نَطاةُ مِن ذَلِكَ خَمْسَةُ أسْهُمٍ، والشِّقُّ ثَلاثَةَ عَشَرَ سَهْمًا، وقُسِمَتْ الشِّقُّ ونَطاةُ عَلى ألْفِ سهم، وثمان مائَة سَهْمٍ.قالَ ابْنُ هِشامٍ [٥]: قَمْحٌ وشَعِيرٌ وتَمْرٌ ونَوًى وغَيْرُ ذَلِكَ، قَسَمَهُ عَلى قَدْرِ حاجَتِهِمْ وكانَتْ الحاجَةُ فِي بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ أكْثَرَ، ولِهَذا أعْطاهُمْ أكْثَرَ. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَن الرَّحِيم (عَهْدُ الرَّسُولِ إلى نِسائِهِ بِنَصِيبِهِنَّ فِي المَغانِمِ): ذِكْرُ ما أعْطى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نِساءَهُ مِن قَمْحِ خَيْبَرَ [٦]: قسم [٧] لهنّ مائَة وسْقٍ وثَمانِينَ وسْقًا، ولِفاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمْسَةً وثَمانِينَ وسْقًا، ولِأُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ أرْبَعِينَ وسْقًا، ولِلْمِقْدادِ بْنِ الأسْوَدِ خَمْسَةَ عَشَرَ وسْقًا، ولِأُمِّ رُمَيْثَةَ [١] خَمْسَةَ أوْسُقٍ. شَهِدَ عُثْمانُ بْنُ عَفّانَ وعَبّاسٌ وكَتَبَ. (ما أوْصى بِهِ الرَّسُولُ عِنْدَ مَوْتِهِ): قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي صالِحُ بْنُ كَيْسانَ، عَنْ ابْنِ شِهابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، قالَ: لَمْ يُوصِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ إلّا بِثَلاثِ [٢]، أوْصى للرّهاويين [٣] بجادّ مائَة وسْقٍ مِن خَيْبَرَ، وللداريين [٤] بجادّ مائَة وسْقٍ [٥] مِن خَيْبَرَ، ولِلسَّبائِيِّينَ، وللأشعريين بجادّ مائَة وسْقٍ مِن خَيْبَرَ.
وأوْصى بِتَنْفِيذِ [٦] بَعْثِ أُسامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حارِثَةَ، وألّا يُتْرَكَ بِجَزِيرَةِ العَرَبِ دِينانِ.قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبِي بَكْرٍ، أنَّهُ حُدِّثَ عَنْ أبِي قَتادَةَ الأنْصارِيِّ قالَ: وحَدَّثَنِي مَن لا أتَّهِمُ مِن أصْحابِنا، عَنْ نافِعٍ مَوْلى بَنِي غِفارٍ أبِي مُحَمَّدٍ عَنْ أبِي قَتادَةَ، قالا [٣]: قالَ أبُو قَتادَةَ: رَأيْتُ يَوْمَ حُنَيْنٍ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ: مُسْلِمًا ومُشْرِكًا، قالَ: وإذا رَجُلٌ مِن المُشْرِكِينَ يُرِيدُ أنْ يُعِينَ صاحِبَهُ المُشْرِكَ عَلى المُسْلِمِ. قالَ: فَأتَيْتُهُ، فَضَرَبْتُ يَدَهُ، فَقَطَعْتُها، واعْتَنَقَنِي بِيَدِهِ الأُخْرى، فو الله ما أرْسَلَنِي حَتّى وجَدْتُ رِيحَ الدَّمِ- ويُرْوى: رِيحَ المَوْتِ، فِيما قالَ ابْنُ هِشامٍ [٤]- وكادَ يَقْتُلُنِي، فَلَوْلا أنَّ الدَّمَ نَزَفَهُ [٥] لَقَتَلَنِي، فَسَقَطَ، فَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ، وأجْهَضَنِي عَنْهُ القِتالُ [٦]، ومَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِن أهْلِ مَكَّةَ فَسَلَبَهُ، فَلَمّا وضَعَتْ الحَرْبُ أوْزارَها [٧] وفَرَغْنا مِن القَوْمِ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَن قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبَهُ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، واَللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتُ قَتِيلًا ذا سَلَبٍ، فَأجْهَضَنِي عَنْهُ القِتالُ، فَما أدْرِي مَن اسْتَلَبَهُ؟ فَقالَ رَجُلٌ مِن أهْلِ مَكَّةَ: صَدَقَ يا رَسُولَ اللَّهِ، وسَلَبُ ذَلِكَ القَتِيلِ عِنْدِي، فَأرْضِهِ عَنِّي مِن سَلَبِهِ، فَقالَ أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ﵁: لا واَللَّهِ، لا يُرْضِيهِ مِنهُ، تَعْمِدُ إلى أسَدٍ مِن أُسْدِ اللَّهِ، يُقاتِلُ عَنْ دِينِ اللَّهِ، تُقاسِمُهُ سَلَبَهُ! اُرْدُدْ عَلَيْهِ سَلَبَ قَتِيلِهِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ اُرْدُدْ عَلَيْهِ سَلَبَهُ. فَقالَ أبُو قَتادَةَ: فَأخَذْتُهُ مِنهُ، فَبِعْتُهُ، فاشْتَرَيْتُ بِثَمَنِهِ مَخْرَفًا [١]، فَإنَّهُ لَأوَّلُ مالٍ اعْتَقَدْتُهُ [٢]. قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي مَن لا أتَّهِمُ، عَنْ أبِي سَلَمَةَ، عَنْ إسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْن أبِي طَلْحَةَ، عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: لَقَدْ اسْتَلَبَ أبُو طَلْحَةَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وحْدَهُ عِشْرِينَ رَجُلًا. (نُصْرَةُ المَلائِكَةِ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي أبِي إسْحاقُ بْنُ يَسارٍ، (أنَّهُ حُدِّثَ) [٣] عَنْ جُبَيْرِ ابْن مُطْعِمٍ، قالَ: لَقَدْ رَأيْتُ قَبْلَ هَزِيمَةِ القَوْمِ والنّاسُ يَقْتَتِلُونَ مِثْلَ البِجادِ [٤] الأسْوَدِ، أقْبَلَ مِن السَّماءِ حَتّى سَقَطَ بَيْنَنا وبَيْنَ القَوْمِ، فَنَظَرْتُ، فَإذا نَمَلٌ أسْوَدُ مَبْثُوثٌ [٥] قَدْ مَلَأ الوادِيَ، لَمْ أشُكَّ أنَّها المَلائِكَةُ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ [٦] إلّا هَزِيمَةُ القَوْمِ.حَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال:
وحدثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الحارِثِ وغَيْرُهُ مِن أصْحابِنا، عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ موسى الأشْدَقِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أبِي أُمامَةَ الباهِلِيِّ، قالَ: سَألْتُ عُبادَةَ بْنَ الصّامِتِ عَنِ الأنْفالِ، فَقالَ: فِينا مَعْشَرَ أصْحابِ بَدْرٍ نَزَلَتْ، حِينَ اخْتَلَفْنا فِي النَّفْلِ، وساءَتْ فِيهِ أخْلاقُنا، فَنَزَعَهُ اللَّهُ مِن أيْدِينا، فجعله الى رسوله، فقسمه رسول الله ص بَيْنَ المُسْلِمِينَ عَنْ بُواءٍ- يَقُولُ عَلى السَّواءِ- فَكانَ فِي ذَلِكَ تَقْوى اللَّهِ، وطاعَةُ رَسُولِهِ، وصَلاحُ ذاتِ البَيْنِ.وما كانَ لَنا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ قالَ الأقْرَعُ بْنُ حابِسٍ: أمّا أنا وبَنُو تَمِيمٍ فَلا، وقالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ: أمّا أنا وبَنُو فَزارَةَ فلا، وقال عَبّاسُ بْنُ مِرْداسٍ: أمّا أنا وبَنُو سُلَيْمٍ فَلا، قالَتْ بَنُو سُلَيْمٍ: ما كانَ لَنا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ.
قالَ: يَقُولُ العَبّاسُ لِبَنِي سليم: وهنتمونى! [فقال رسول الله ص: أمّا مَن تَمَسَّكَ بِحَقِّهِ مِن هَذا السَّبْيِ مِنكُمْ فَلَهُ بِكُلِّ إنْسانٍ سِتُّ فَرائِضَ مِن أوَّلِ شَيْءٍ نُصِيبُهُ، فَرُدُّوا إلى النّاسِ أبْناءَهُمْ ونِساءَهُمْ].