الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والحرب»

[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
سطر ٢٣٧: سطر ٢٣٧:
وقَدْ كانَ حُيَيُّ بْنُ أخْطَبَ دَخَلَ مَعَ بَنِي قُرَيْظَةَ فِي حِصْنِهِمْ، حِينَ رَجَعَتْ عَنْهُمْ قُرَيْشٌ وغَطَفانُ، وفاءً لِكَعْبِ بْنِ أسَدٍ بِما كانَ عاهَدَهُ عَلَيْهِ. فَلَمّا أيْقَنُوا بِأنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ مُنْصَرِفٍ عَنْهُمْ حَتّى يُناجِزَهُمْ، قالَ كَعْبُ ابْن أسَدٍ لَهُمْ: يا مَعْشَرَ يَهُودَ، قَدْ نَزَلَ بِكُمْ مِن الأمْرِ ما تَرَوْنَ، وإنِّي عارِضٌ عَلَيْكُمْ خِلالًا ثَلاثًا، فَخُذُوا أيَّها شِئْتُمْ، قالُوا: وما هِيَ؟ قالَ: نُتابِعُ هَذا الرجل ونصدّقه فو الله لَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ أنَّهُ لَنَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وأنَّهُ لَلَّذِي تَجِدُونَهُ فِي كِتابِكُمْ، فَتَأْمَنُونَ عَلى دِمائِكُمْ وأمْوالِكُمْ وأبْنائِكُمْ ونِسائِكُمْ [٥]، قالُوا: لا نُفارِقُ حُكْمَ التَّوْراةِ أبَدًا، ولا نَسْتَبْدِلُ بِهِ غَيْرَهُ، قالَ: فَإذا أبَيْتُمْ عَلَيَّ هَذِهِ، فَهَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ أبْناءَنا ونِساءَنا، ثُمَّ نَخْرُجُ إلى مُحَمَّدٍ وأصْحابِهِ رِجالًا مُصْلِتِينَ السُّيُوفَ، لَمْ نَتْرُكْ وراءَنا ثَقَلًا، حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنا وبَيْنَ مُحَمَّدٍ، فَإنْ نَهْلِكْ نَهْلِكُ، ولَمْ نَتْرُكْ وراءَنا نَسْلًا نَخْشى عَلَيْهِ، وإنْ نَظْهَرْ فَلَعَمْرِي لِنَجِدَنَّ [١] النِّساءَ والأبْناءَ، قالُوا: نَقْتُلُ هَؤُلاءِ المَساكِينِ! فَما خَيْرُ العَيْشِ بَعْدَهُمْ؟ قالَ: فَإنْ أبَيْتُمْ عَلَيَّ هَذِهِ، فَإنَّ اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ السَّبْتِ، وإنَّهُ عَسى أنْ يَكُونَ مُحَمَّدٌ وأصْحابُهُ قَدْ أمَّنُونا [٢] فِيها، فانْزِلُوا لَعَلَّنا نُصِيبُ مِن مُحَمَّدٍ وأصْحابِهِ غِرَّةً، قالُوا: نُفْسِدُ سَبْتَنا عَلَيْنا، ونُحْدِثُ فِيهِ ما لَمْ يُحْدِثْ مَن كانَ قَبْلَنا إلّا مَن قَدْ عَلِمْتُ، فَأصابَهُ ما لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ مِن المَسْخِ! قالَ: ما باتَ رَجُلٌ مِنكُمْ مُنْذُ ولَدَتْهُ أُمُّهُ لَيْلَةً واحِدَةً مِن الدَّهْرِ حازِمًا.}}{{اقتباس|{{القرآن|3|151}}|سَنُلْقِى فِى قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ٱلرُّعْبَ بِمَآ أَشْرَكُوا۟ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِۦ سُلْطَٰنًا ۖ وَمَأْوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى ٱلظَّٰلِمِينَ}}{{اقتباس|{{القرآن|33|9}}|يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱذْكُرُوا۟ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا}}
وقَدْ كانَ حُيَيُّ بْنُ أخْطَبَ دَخَلَ مَعَ بَنِي قُرَيْظَةَ فِي حِصْنِهِمْ، حِينَ رَجَعَتْ عَنْهُمْ قُرَيْشٌ وغَطَفانُ، وفاءً لِكَعْبِ بْنِ أسَدٍ بِما كانَ عاهَدَهُ عَلَيْهِ. فَلَمّا أيْقَنُوا بِأنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ مُنْصَرِفٍ عَنْهُمْ حَتّى يُناجِزَهُمْ، قالَ كَعْبُ ابْن أسَدٍ لَهُمْ: يا مَعْشَرَ يَهُودَ، قَدْ نَزَلَ بِكُمْ مِن الأمْرِ ما تَرَوْنَ، وإنِّي عارِضٌ عَلَيْكُمْ خِلالًا ثَلاثًا، فَخُذُوا أيَّها شِئْتُمْ، قالُوا: وما هِيَ؟ قالَ: نُتابِعُ هَذا الرجل ونصدّقه فو الله لَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ أنَّهُ لَنَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وأنَّهُ لَلَّذِي تَجِدُونَهُ فِي كِتابِكُمْ، فَتَأْمَنُونَ عَلى دِمائِكُمْ وأمْوالِكُمْ وأبْنائِكُمْ ونِسائِكُمْ [٥]، قالُوا: لا نُفارِقُ حُكْمَ التَّوْراةِ أبَدًا، ولا نَسْتَبْدِلُ بِهِ غَيْرَهُ، قالَ: فَإذا أبَيْتُمْ عَلَيَّ هَذِهِ، فَهَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ أبْناءَنا ونِساءَنا، ثُمَّ نَخْرُجُ إلى مُحَمَّدٍ وأصْحابِهِ رِجالًا مُصْلِتِينَ السُّيُوفَ، لَمْ نَتْرُكْ وراءَنا ثَقَلًا، حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنا وبَيْنَ مُحَمَّدٍ، فَإنْ نَهْلِكْ نَهْلِكُ، ولَمْ نَتْرُكْ وراءَنا نَسْلًا نَخْشى عَلَيْهِ، وإنْ نَظْهَرْ فَلَعَمْرِي لِنَجِدَنَّ [١] النِّساءَ والأبْناءَ، قالُوا: نَقْتُلُ هَؤُلاءِ المَساكِينِ! فَما خَيْرُ العَيْشِ بَعْدَهُمْ؟ قالَ: فَإنْ أبَيْتُمْ عَلَيَّ هَذِهِ، فَإنَّ اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ السَّبْتِ، وإنَّهُ عَسى أنْ يَكُونَ مُحَمَّدٌ وأصْحابُهُ قَدْ أمَّنُونا [٢] فِيها، فانْزِلُوا لَعَلَّنا نُصِيبُ مِن مُحَمَّدٍ وأصْحابِهِ غِرَّةً، قالُوا: نُفْسِدُ سَبْتَنا عَلَيْنا، ونُحْدِثُ فِيهِ ما لَمْ يُحْدِثْ مَن كانَ قَبْلَنا إلّا مَن قَدْ عَلِمْتُ، فَأصابَهُ ما لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ مِن المَسْخِ! قالَ: ما باتَ رَجُلٌ مِنكُمْ مُنْذُ ولَدَتْهُ أُمُّهُ لَيْلَةً واحِدَةً مِن الدَّهْرِ حازِمًا.}}{{اقتباس|{{القرآن|3|151}}|سَنُلْقِى فِى قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ٱلرُّعْبَ بِمَآ أَشْرَكُوا۟ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِۦ سُلْطَٰنًا ۖ وَمَأْوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى ٱلظَّٰلِمِينَ}}{{اقتباس|{{القرآن|33|9}}|يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱذْكُرُوا۟ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا}}


== أحد ==
==أحد==
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.129.|(عَدَدُ قَتْلى المُشْرِكِينَ):
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.129.|(عَدَدُ قَتْلى المُشْرِكِينَ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فَجَمِيعُ مَن قَتَلَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى يَوْمَ أُحُدٍ مِن المُشْرِكِينَ، اثْنانِ وعِشْرُونَ رَجُلًا.}}
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فَجَمِيعُ مَن قَتَلَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى يَوْمَ أُحُدٍ مِن المُشْرِكِينَ، اثْنانِ وعِشْرُونَ رَجُلًا.}}


==متنوع==
==متنوع==
{{اقتباس|{{البخاري|5|57|51}}|حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلاً يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ ‏"‏ قَالَ فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ، غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا فَقَالَ ‏"‏ أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ‏"‏‏.‏ فَقَالُوا يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأْتُونِي بِهِ ‏"‏‏.‏ فَلَمَّا جَاءَ بَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ‏.‏ فَقَالَ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا فَقَالَ ‏"‏ انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ‏"‏‏.‏}}{{اقتباس|{{البخاري|5|57|74}}|حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ سَمِعْتُ سَعْدًا ـ رضى الله عنه ـ يَقُولُ إِنِّي لأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ وَرَقُ الشَّجَرِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا يَضَعُ الْبَعِيرُ أَوِ الشَّاةُ، مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الإِسْلاَمِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي‏.‏ وَكَانُوا وَشَوْا بِهِ إِلَى عُمَرَ، قَالُوا لاَ يُحْسِنُ يُصَلِّي‏.‏}}{{اقتباس|{{البخاري|5|59|401}}|حَدَّثَنِي مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَبِيلِ اللَّهِ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏}}{{اقتباس|{{البخاري|5|59|440}}|حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ ‏"‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَغَلَبَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، فَلاَ شَىْءَ بَعْدَهُ ‏".‏}}{{اقتباس|{{البخاري|5|59|456}}|حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَالطَّائِفَةُ الأُخْرَى مُوَاجِهَةُ الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَقَامُوا فِي مَقَامِ أَصْحَابِهِمْ، فَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَامَ هَؤُلاَءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ، وَقَامَ هَؤُلاَءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ‏.‏}}{{اقتباس|{{الترمذي||3|19|1618}}|حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلاَّلُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لاَ يُغِيرُ إِلاَّ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ وَإِلاَّ أَغَارَ فَاسْتَمَعَ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ عَلَى الْفِطْرَةِ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ ‏"‏ ‏.‏}}
{{اقتباس|{{البخاري|5|57|51}}|حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلاً يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ ‏"‏ قَالَ فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ، غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا فَقَالَ ‏"‏ أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ‏"‏‏.‏ فَقَالُوا يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأْتُونِي بِهِ ‏"‏‏.‏ فَلَمَّا جَاءَ بَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ‏.‏ فَقَالَ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا فَقَالَ ‏"‏ انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ‏"‏‏.‏}}{{اقتباس|{{البخاري|5|57|74}}|حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ سَمِعْتُ سَعْدًا ـ رضى الله عنه ـ يَقُولُ إِنِّي لأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ وَرَقُ الشَّجَرِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا يَضَعُ الْبَعِيرُ أَوِ الشَّاةُ، مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الإِسْلاَمِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي‏.‏ وَكَانُوا وَشَوْا بِهِ إِلَى عُمَرَ، قَالُوا لاَ يُحْسِنُ يُصَلِّي‏.‏}}{{اقتباس|{{البخاري|5|59|401}}|حَدَّثَنِي مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَبِيلِ اللَّهِ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏}}{{اقتباس|{{البخاري|5|59|440}}|حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ ‏"‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَغَلَبَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، فَلاَ شَىْءَ بَعْدَهُ ‏".‏}}{{اقتباس|{{البخاري|5|59|456}}|حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَالطَّائِفَةُ الأُخْرَى مُوَاجِهَةُ الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَقَامُوا فِي مَقَامِ أَصْحَابِهِمْ، فَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَامَ هَؤُلاَءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ، وَقَامَ هَؤُلاَءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ‏.‏}}{{اقتباس|{{الترمذي||3|19|1618}}|حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلاَّلُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لاَ يُغِيرُ إِلاَّ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ وَإِلاَّ أَغَارَ فَاسْتَمَعَ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ عَلَى الْفِطْرَةِ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ ‏"‏ ‏.‏}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.158-157.|ثُمَّ رَجَعَ إلى حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي بَكْرٍ قالَ: وغَزْوَةُ غالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الكَلْبِيِّ- كَلْبُ لَيْثٍ- أرْض بَنِي مُرَّةَ، فأصاب بها مرداس بن نهيك، حليفا لهم مِنَ الحُرَقَةِ مِن جُهَيْنَةَ، قَتَلَهُ أُسامَةُ بْنُ زَيْدٍ ورَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ، وهُوَ الَّذِي [قالَ فيه النبي ص لأُسامَةَ:
مَن لَكَ بِلا إلَهَ إلا اللَّهِ!] وغَزْوَةُ عَمْرِو بْنِ العاصِ ذاتَ السَّلاسِلِ، وغَزْوَةُ ابْنِ أبِي حَدْرَدٍ وأصْحابِهِ إلى بَطْنِ إضَمٍ، وغَزْوَةُ ابْنِ أبِي حَدْرَدٍ الأسْلَمِيِّ إلى الغابة، وغزوه عبد الرحمن ابن عَوْفٍ.
وبَعَثَ سَرِيَّةً إلى سَيْفِ البَحْرِ، وعَلَيْهِمْ أبو عبيده بن الجراح، وهي غزوه الحبط.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.403.|قال: وفيها عقد رسول الله ص لسعد بن أبي وقاص إلى الخرار لواء أبيض يحمله المقداد بن عمرو في ذي القعدة وقال:
حَدَّثَنِي أبُو بَكْرِ بْنُ إسْماعِيلَ، عَنْ أبِيهِ، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: خرجت في عشرين رجلا على أقدامنا- أو قال: واحد وعشرين رجلا- فكنا نكمن النهار، ونسير الليل حتى صبحنا الخرار صبح خامسه، وكان رسول الله ص، قد عهد إلي ألا أجاوز الخرار، وكانت العير قد سبقتني قبل ذلك بيوم، وكانوا ستين، وكان من مع سعد كلهم من المهاجرين.
قال أبو جعفر: وقال ابن إسحاق في أمر كل هذه السرايا التي ذكرت عن الواقدي قوله فيها غير ما قاله الواقدي، وأن ذلك كله كان في السنة الثانية من وقت التاريخ حَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا سَلَمَةُ بْنُ الفضل، قال: حدثني مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ، قالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ص المَدِينَةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأوَّلِ لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنهُ، فَأقامَ بِها ما بَقِيَ مِن شَهْرِ رَبِيعٍ الأوَّلِ وشَهْرَ رَبِيعٍ الآخِرِ وجُمادَيَيْنِ ورَجَبَ وشَعْبانَ ورَمَضانَ وشَوّالًا وذا القِعْدَةِ وذا الحِجَّةِ- وولى تلك الحجة المشركون- والمحرم.}}{{اقتباس|{{البخاري|5|59|569}}|حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ، يَقُولُ غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَخَرَجْتُ فِيمَا يَبْعَثُ مِنَ الْبُعُوثِ تِسْعَ غَزَوَاتٍ، مَرَّةً عَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ، وَمَرَّةً عَلَيْنَا أُسَامَةُ‏.‏}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.601-600.|سَرِيَّةُ سَعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ
(ذَهابُهُ إلى الخَرّارِ ورُجُوعُهُ مِن غَيْرِ حَرْبٍ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وقَدْ كانَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيما بَيْنَ ذَلِكَ مِن غَزْوَةِ سَعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ، فِي ثَمانِيَةِ رَهْطٍ مِن المُهاجِرِينَ، فَخَرَجَ حَتّى بَلَغَ الخَرّارَ مِن أرْضِ الحِجازِ، ثُمَّ رَجَعَ ولَمْ يَلْقَ كَيْدًا.
قالَ ابْنُ هِشامٍ: ذَكَرَ بَعْضُ أهْلِ العِلْمِ أنَّ بَعْثَ سَعْدٍ هَذا كانَ بَعْدَ حَمْزَةَ. غَزْوَةُ صَفْوانَ وهِيَ غَزْوَةُ بَدْرٍ الأُولى
(إغارَةُ كُرْزٍ والخُرُوجُ فِي طَلَبِهِ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ولَمْ يُقِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ حِينَ قَدِمَ مِن غَزْوَةِ العُشَيْرَةِ إلّا لَيالِيَ قَلائِلَ لا تَبْلُغُ العَشْرَ، حَتّى أغارَ كُرْزُ بْنُ جابِرٍ الفِهْرِيُّ عَلى سَرْحِ [١] المَدِينَةِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي طَلَبِهِ، واسْتَعْمَلَ عَلى المَدِينَةِ زَيْدَ بْنَ حارِثَةَ، فِيما قالَ ابْنُ هِشامٍ.
(فَواتُ كُرْزٍ والرُّجُوعُ مِن غَيْرِ حَرْبٍ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: حَتّى بَلَغَ وادِيًا، يُقالُ لَهُ: سَفْوانُ، مِن ناحِيَةِ بَدْرٍ، وفاتَهُ كُرْزُ بْنُ جابِرٍ، فَلَمْ يُدْرِكْهُ، وهِيَ غَزْوَةُ بَدْرٍ الأُولى. ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى المَدِينَةِ، فَأقامَ بِها بَقِيَّةَ جُمادى الآخِرَةِ ورَجَبًا وشَعْبانَ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.603.|(ما جَرى بَيْنَ الفَرِيقَيْنِ وما خَلَصَ بِهِ ابْنُ جَحْشٍ):
فَلَمّا رَآهُمْ القَوْمُ هابُوهُمْ وقَدْ نَزَلُوا قَرِيبًا مِنهُمْ، فَأشْرَفَ لَهُمْ عُكّاشَةُ بْنُ مُحْصَنٍ، وكانَ قَدْ حَلَقَ رَأْسَهُ، فَلَمّا رَأوْهُ أمِنُوا، وقالُوا عَمّارٌ، لا بَأْسَ عَلَيْكُمْ مِنهُمْ.
وتَشاوَرَ القَوْمُ فِيهِمْ وذَلِكَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِن رَجَبٍ فَقالَ القَوْمُ واَللَّهِ لَئِنْ تَرَكْتُمْ القَوْمَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ لَيَدْخُلُنَّ الحَرَمَ، فَلَيَمْتَنِعُنَّ مِنكُمْ بِهِ ولَئِنْ قَتَلْتُمُوهُمْ لَتَقْتُلُنَّهُمْ فِي الشَّهْرِ الحَرامِ، فَتَرَدَّدَ القَوْمُ، وهابُوا الإقْدامَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ شَجَّعُوا أنْفُسَهُمْ عَلَيْهِمْ، وأجْمَعُوا عَلى قَتْلِ مَن قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنهُمْ، وأخْذِ ما مَعَهُمْ. فَرَمى واقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ عَمْرَو بْنَ الحَضْرَمِيِّ بِسَهْمِ فَقَتَلَهُ، واسْتَأْسَرَ عُثْمانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، والحَكَمَ ابْنَ كَيْسانَ، وأفْلَتَ القَوْمَ نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأعْجَزَهُمْ. وأقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وأصْحابُهُ بِالعِيرِ وبِالأسِيرَيْنِ، حَتّى قَدِمُوا عَلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ.
وقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ آلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ: أنَّ عَبْدَ اللَّهِ قالَ لِأصْحابِهِ: إنّ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مِمّا غنمتا الخُمُسَ وذَلِكَ قَبْلَ أنْ يَفْرِضَ اللَّهُ تَعالى الخُمُسَ مِن المَغانِمِ- فَعَزَلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُمُسَ العِيرِ، وقَسَّمَ سائِرَها بَيْنَ أصْحابِهِ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.606-605.|(شِعْرٌ فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ يُنْسَبُ إلى أبِي بَكْرٍ وإلى ابْنِ جَحْشٍ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فَقالَ أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ﵁ فِي غَزْوَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، ويُقالُ: بَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ قالَها، حِينَ قالَتْ قُرَيْشٌ: قَدْ أحَلَّ مُحَمَّدٌ وأصْحابُهُ الشَّهْرَ الحَرامَ، وسَفَكُوا فِيهِ الدَّمَ وأخَذُوا فِيهِ المالَ، وأسَرُوا فِيهِ الرِّجالَ- قالَ ابْنُ هِشامٍ: هِيَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ:
تَعُدُّونَ قَتْلًا فِي الحَرامِ عَظِيمَةً … وأعْظَمُ مِنهُ لَوْ يَرى الرُّشْدَ راشِدُ
صُدُودُكُمْ عَمّا يَقُولُ مُحَمَّدٌ … وكُفْرٌ بِهِ واَللَّهُ راءٍ وشاهِدُ
وإخْراجُكُمْ مِن مَسْجِدِ اللَّهِ أهْلَهُ … لِئَلّا يُرى للَّه فِي البَيْتِ ساجِدُ
فَإنّا وإنْ عَيَّرْتُمُونا بِقَتْلِهِ … وأرْجَفَ بِالإسْلامِ باغٍ وحاسِدُ
سَقَيْنا مِن ابْنِ الحَضْرَمِيِّ رِماحَنا … بِنَخْلَةَ لَمّا أوْقَدَ الحَرْبَ واقِدُ
دَمًا وابْنُ عَبْدِ اللَّهِ عُثْمانُ بَيْنَنا … يُنازِعُهُ غُلٌّ مِن القَدِّ عانِدُ [١]}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.609-608.|(ما جَرى بَيْنَ أبى جهل وللعباس بِسَبَبِ الرُّؤْيا):
قالَ العَبّاسُ: فَغَدَوْتُ لِأطُوفَ بِالبَيْتِ وأبُو جَهْلِ بْنُ هِشامٍ فِي رَهْطٍ مِن قُرَيْشٍ قُعُودٌ يَتَحَدَّثُونَ بِرُؤْيا عاتِكَةَ، فَلَمّا رَآنِي أبُو جَهْلٍ قالَ: يا أبا الفَضْلِ إذا فَرَغْتَ مِن طَوافِكَ فَأقْبِلْ إلَيْنا، فَلَمّا فَرَغْتُ أقْبَلْتُ حَتّى جَلَسْتُ مَعَهُمْ، فَقالَ لِي أبُو جَهْلٍ: يا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، مَتى حَدَثَتْ فِيكُمْ هَذِهِ النَّبِيَّةُ؟ قالَ: قُلْتُ: وما ذاكَ؟ قالَ: تِلْكَ الرُّؤْيا الَّتِي رَأتْ عاتِكَةُ، قالَ: فَقُلْتُ: وما رَأتْ؟ قالَ:
يا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، أما رَضِيتُمْ أنْ يَتَنَبَّأ رِجالُكُمْ حَتّى تَتَنَبَّأ نِساؤُكُمْ، قَدْ زَعَمَتْ عاتِكَةُ فِي رُؤْياها أنَّهُ قالَ: انْفِرُوا فِي ثَلاثٍ، فَسَنَتَرَبَّصُ بِكُمْ هَذِهِ الثَّلاثَ، فَإنْ يَكُ حَقًّا ما تَقُولُ فَسَيَكُونُ، وإنْ تَمْضِ الثَّلاثُ ولَمْ يَكُنْ مِن ذَلِكَ شَيْءٌ، نَكْتُبْ عَلَيْكُمْ كِتابًا أنَّكُمْ أكْذَبُ أهْلِ بَيْتٍ فِي العَرَبِ. قالَ العبّاس: فو الله ما كانَ مِنِّي إلَيْهِ كَبِيرٌ، إلّا أنِّي جَحَدْتُ ذَلِكَ، وأنْكَرْتُ أنْ تَكُونَ رَأتْ شَيْئًا. قالَ: ثُمَّ تَفَرَّقْنا.
(نِساءُ عَبْدِ المُطَّلِبِ يَلُمْنَ العَبّاسَ لِلِينِهِ مَعَ أبِي جَهْلٍ):
فَلَمّا أمْسَيْتُ، لَمْ تَبْقَ امْرَأةٌ مِن بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ إلّا أتَتْنِي، فَقالَتْ: أقْرَرْتُمْ لِهَذا الفاسِقِ الخَبِيثِ أنْ يَقَعَ فِي رِجالِكُمْ، ثُمَّ قَدْ تَناوَلَ النِّساءَ وأنْتَ تَسْمَعُ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ غِيَرٌ [١] لِشَيْءِ مِمّا سَمِعْتَ، قالَ: قُلْتُ: قَدْ واَللَّهِ فَعَلْتُ، ما كانَ مِنِّي إلَيْهِ مِن كَبِيرٍ. واَيْمُ اللَّهِ لَأتَعَرَّضَنَّ لَهُ، فَإن عاد لأكفينّكه.
(العَبّاسُ يَقْصِدُ أبا جَهْلٍ لِيَنالَ مِنهُ، فَيَصْرِفُهُ عَنْهُ تَحَقُّقُ الرُّؤْيا):
قالَ: فَغَدَوْتُ فِي اليَوْمِ الثّالِثِ مِن رُؤْيا عاتِكَةَ، وأنا حَدِيدٌ مُغْضَبٌ أُرى أنِّي قَدْ فاتَنِي مِنهُ أمْرٌ أُحِبُّ أنْ أُدْرِكَهُ مِنهُ. قالَ: فَدَخَلْتُ المَسْجِد فرأيته، فو الله إنِّي لَأمْشِي نَحْوَهُ أتَعَرَّضُهُ، لِيَعُودَ لِبَعْضِ ما قالَ فَأقَعَ بِهِ، وكانَ رَجُلًا خَفِيفًا، حَدِيدَ الوَجْهِ، حَدِيدَ اللِّسانِ، حَدِيدَ النَّظَرِ. قالَ: إذْ خَرَجَ نَحْوَ بابِ المَسْجِدِ يَشْتَدُّ. قالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ما لَهُ لَعَنَهُ اللَّهُ، أكُلُّ هَذا فَرَقٌ مِنِّي أنْ أُشاتِمَهُ! قالَ: وإذا هُوَ قَدْ سَمِعَ ما لَمْ أسْمَعْ: صَوْتَ ضَمْضَمِ بْنِ عَمْرٍو الغِفارِيِّ، وهُوَ يَصْرُخُ بِبَطْنِ الوادِي واقِفًا عَلى بَعِيرِهِ، قَدْ جَدَّعَ بَعِيرَهُ [٢]، وحَوَّلَ رَحْلَهُ، وشَقَّ قَمِيصَهُ، وهُوَ يَقُولُ: يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اللَّطِيمَةَ [٣] اللَّطِيمَةَ، أمْوالُكُمْ مَعَ أبِي سُفْيانَ قَدْ عَرَضَ لَها مُحَمَّدٌ فِي أصْحابِهِ، لا أرى أنْ تُدْرِكُوها، الغَوْثَ الغَوْثَ.
قالَ: فَشَغَلَنِي عَنْهُ وشَغَلَهُ عَنِّي ما جاءَ مِن الأمْرِ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.613-612.|(خُرُوجُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي لَيالٍ مَضَتْ مِن شَهْرِ رَمَضانَ [٤] فِي أصْحابِهِ- قالَ ابْنُ هِشامٍ: خَرَجَ (يَوْمَ الِاثْنَيْنِ) [٣] لِثَمانِ لَيالٍ خَلَوْنَ مِن شَهْرِ رَمَضانَ- واسْتَعْمَلَ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ- ويُقالُ اسْمُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ أخا بَنِي عامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عَلى الصَّلاةِ بِالنّاسِ، ثُمَّ رَدَّ أبا لُبابَةَ مِن الرَّوْحاءِ، واسْتَعْمَلَهُ عَلى المَدِينَةِ.
(صاحِبُ اللِّواءِ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ودَفَعَ اللِّواءَ إلى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ هاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنافِ بْنِ عَبْدِ الدّارِ. قالَ ابْنُ هِشامٍ: وكانَ أبْيَضَ. إحْداهُما مَعَ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ، يُقالُ لَها: العُقابُ، والأُخْرى مَعَ بَعْضِ الأنْصارِ.
(عَدَدُ إبِلِ المُسْلِمِينَ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وكانَتْ إبِلُ أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ بَعِيرًا، فاعْتَقَبُوها، فَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وعَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ، ومَرْثَدُ بْنُ أبِي مَرْثَدٍ الغَنَوِيُّ يَعْتَقِبُونَ بَعِيرًا، وكانَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وزَيْدُ بْنُ حارِثَةَ، وأبُو كَبْشَةَ، وأنَسَةُ، مَوْلَيا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْتَقِبُونَ بَعِيرًا، وكانَ أبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَعْتَقِبُونَ بَعِيرًا.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وجَعَلَ عَلى السّاقَةِ قَيْسَ بْنَ أبِي صَعْصَعَةَ أخا بَنِي مازِنِ بْنِ النَّجّارِ. وكانَتْ رايَةُ الأنْصارِ مَعَ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ، فِيما قالَ ابْنُ هِشامٍ.}}
Editor، محررون، recentchangescleanup
٢٨٨

تعديل