الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والأمر بالإعدام»

[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
سطر ٢٤١: سطر ٢٤١:
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ولَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ المَوْضِعِ أبُو هِنْدٍ، مَوْلى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو البَيّاضِي بِحَمِيتٍ مَمْلُوءٍ حَيْسًا [٢].}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.645.|قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي نُبِيُّهُ بْنُ وهْبٍ، أخُو بَنِي عَبْدِ الدّارِ. أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أقْبَلَ بِالأُسارى فَرَّقَهُمْ بَيْنَ أصْحابِهِ، وقالَ: اسْتَوْصُوا بِالأُسارى خَيْرًا. قالَ: وكانَ أبُو عَزِيزٍ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هاشِمٍ، أخُو مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ لِأبِيهِ وأُمِّهِ فِي الأُسارى. قالَ: فَقالَ أبُو عَزِيزٍ: مَرَّ بِي أخِي مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ ورَجُلٌ مِن الأنْصارِ يَأْسِرُنِي، فَقالَ: شُدَّ يَدَيْكَ بِهِ، فَإنَّ أُمَّهُ ذاتُ مَتاعٍ، لَعَلَّها تَفْدِيهِ مِنكَ، قالَ وكُنْتُ فِي رَهْطٍ مِن الأنْصارِ حِينَ أقْبَلُوا بِي مِن بَدْرٍ، فَكانُوا إذا قَدَّمُوا غَداءَهُمْ وعَشاءَهُمْ خَصُّونِي بِالخُبْزِ، وأكَلُوا التَّمْرَ، لِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إيّاهُمْ بِنا، ما تَقَعُ فِي يَدِ رَجُلٍ مِنهُمْ كِسْرَةُ خُبْزٍ إلّا نَفَحَنِي بِها. قالَ: فَأسْتَحْيِيَ فَأرُدُّها عَلى أحَدِهِمْ [٢]، فَيَرُدُّها عَلَيَّ ما يَمَسُّها.}}
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ولَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ المَوْضِعِ أبُو هِنْدٍ، مَوْلى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو البَيّاضِي بِحَمِيتٍ مَمْلُوءٍ حَيْسًا [٢].}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.645.|قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي نُبِيُّهُ بْنُ وهْبٍ، أخُو بَنِي عَبْدِ الدّارِ. أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أقْبَلَ بِالأُسارى فَرَّقَهُمْ بَيْنَ أصْحابِهِ، وقالَ: اسْتَوْصُوا بِالأُسارى خَيْرًا. قالَ: وكانَ أبُو عَزِيزٍ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هاشِمٍ، أخُو مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ لِأبِيهِ وأُمِّهِ فِي الأُسارى. قالَ: فَقالَ أبُو عَزِيزٍ: مَرَّ بِي أخِي مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ ورَجُلٌ مِن الأنْصارِ يَأْسِرُنِي، فَقالَ: شُدَّ يَدَيْكَ بِهِ، فَإنَّ أُمَّهُ ذاتُ مَتاعٍ، لَعَلَّها تَفْدِيهِ مِنكَ، قالَ وكُنْتُ فِي رَهْطٍ مِن الأنْصارِ حِينَ أقْبَلُوا بِي مِن بَدْرٍ، فَكانُوا إذا قَدَّمُوا غَداءَهُمْ وعَشاءَهُمْ خَصُّونِي بِالخُبْزِ، وأكَلُوا التَّمْرَ، لِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إيّاهُمْ بِنا، ما تَقَعُ فِي يَدِ رَجُلٍ مِنهُمْ كِسْرَةُ خُبْزٍ إلّا نَفَحَنِي بِها. قالَ: فَأسْتَحْيِيَ فَأرُدُّها عَلى أحَدِهِمْ [٢]، فَيَرُدُّها عَلَيَّ ما يَمَسُّها.}}


=== مقتل يوسف بن رزام ===
===مقتل يوسف بن رزام===
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.155.|وغَزْوَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَواحَةَ خَيْبَرَ مَرَّتَيْنِ: إحْداهُما الَّتِي أصابَ اللَّهُ فِيها يَسِيرَ بْنَ رِزامٍ- وكانَ مِن حَدِيثِ يَسِيرِ بْنِ رِزامٍ اليَهُودِيِّ أنَّهُ كانَ بِخَيْبَرَ يَجْمَعُ غَطَفانَ لِغَزْوِ رَسُولِ اللَّهِ ص، فبعث اليه رسول الله عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَواحَةَ فِي نَفَرٍ مِن أصْحابِهِ، مِنهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ حَلِيفُ بَنِي سَلِمَةَ، فَلَمّا قَدِمُوا عَلَيْهِ كَلَّمُوهُ وواعَدُوهُ وقَرَّبُوا لَهُ، وقالُوا لَهُ: إنَّكَ إنْ قَدِمْتَ عَلى رَسُولِ اللَّهِ اسْتَعْمَلَكَ وأكْرَمَكَ، فَلَمْ يَزالُوا بِهِ حَتّى خَرَجَ مَعَهُمْ فِي نَفَرٍ مِن يَهُودَ، فَحَمَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ عَلى بَعِيرِهِ ورَدَفَهُ حَتّى إذا كانَ بِالقَرْقَرَةِ مِن خَيْبَرَ عَلى سِتَّةِ أمْيالٍ نَدِمَ يَسِيرُ بْنُ رِزامٍ عَلى سَيْرِهِ إلى رَسُولِ اللَّهِ، فَفَطِنَ له عبد الله ابن أُنَيْسٍ وهُوَ يُرِيدُ السَّيْفَ، فاقْتَحَمَ بِهِ، ثُمَّ ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَ رِجْلَهُ وضَرَبَهُ يَسِيرٌ بِمِخْرَشٍ فِي يَدِهِ مِن شَوْحَطٍ، فَأمَّهُ فِي رَأْسِهِ، وقَتَلَ اللَّهُ يَسِيرًا، ومالَ كُلُّ رَجُلٍ مِن اصحاب رسول الله ص عَلى صاحِبِهِ مِن يَهُودَ فَقَتَلَهُ إلا رَجُلا واحِدًا أفْلَتَ عَلى راحِلَتِهِ، فَلَمّا قَدِمَ عَبْدُ الله ابن انيس على رسول الله ص تَفِلَ عَلى شُجَّتِهِ فَلَمْ تُقْحَ ولَمْ تُؤْذِهِ.}}
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.155.|وغَزْوَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَواحَةَ خَيْبَرَ مَرَّتَيْنِ: إحْداهُما الَّتِي أصابَ اللَّهُ فِيها يَسِيرَ بْنَ رِزامٍ- وكانَ مِن حَدِيثِ يَسِيرِ بْنِ رِزامٍ اليَهُودِيِّ أنَّهُ كانَ بِخَيْبَرَ يَجْمَعُ غَطَفانَ لِغَزْوِ رَسُولِ اللَّهِ ص، فبعث اليه رسول الله عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَواحَةَ فِي نَفَرٍ مِن أصْحابِهِ، مِنهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ حَلِيفُ بَنِي سَلِمَةَ، فَلَمّا قَدِمُوا عَلَيْهِ كَلَّمُوهُ وواعَدُوهُ وقَرَّبُوا لَهُ، وقالُوا لَهُ: إنَّكَ إنْ قَدِمْتَ عَلى رَسُولِ اللَّهِ اسْتَعْمَلَكَ وأكْرَمَكَ، فَلَمْ يَزالُوا بِهِ حَتّى خَرَجَ مَعَهُمْ فِي نَفَرٍ مِن يَهُودَ، فَحَمَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ عَلى بَعِيرِهِ ورَدَفَهُ حَتّى إذا كانَ بِالقَرْقَرَةِ مِن خَيْبَرَ عَلى سِتَّةِ أمْيالٍ نَدِمَ يَسِيرُ بْنُ رِزامٍ عَلى سَيْرِهِ إلى رَسُولِ اللَّهِ، فَفَطِنَ له عبد الله ابن أُنَيْسٍ وهُوَ يُرِيدُ السَّيْفَ، فاقْتَحَمَ بِهِ، ثُمَّ ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَ رِجْلَهُ وضَرَبَهُ يَسِيرٌ بِمِخْرَشٍ فِي يَدِهِ مِن شَوْحَطٍ، فَأمَّهُ فِي رَأْسِهِ، وقَتَلَ اللَّهُ يَسِيرًا، ومالَ كُلُّ رَجُلٍ مِن اصحاب رسول الله ص عَلى صاحِبِهِ مِن يَهُودَ فَقَتَلَهُ إلا رَجُلا واحِدًا أفْلَتَ عَلى راحِلَتِهِ، فَلَمّا قَدِمَ عَبْدُ الله ابن انيس على رسول الله ص تَفِلَ عَلى شُجَّتِهِ فَلَمْ تُقْحَ ولَمْ تُؤْذِهِ.}}


سطر ٢٤٨: سطر ٢٤٨:


===قتل العشرة المكيين===
===قتل العشرة المكيين===
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.60.|وقال الواقدى: امر رسول الله ص بِقَتْلِ سِتَّةِ نَفَرٍ وأرْبَعِ نِسْوَةٍ، فَذَكَرَ مِنَ الرِّجالِ مَن سَمّاهُ ابْنُ إسْحاقَ، ومِنَ النِّساءِ هند بنت عتبة ابن رَبِيعَةَ، فَأسْلَمَتْ وبايَعَتْ، وسارَةَ مَوْلاةَ عَمْرِو بْنِ هاشم بن عبد المطلب ابن عَبْدِ مَنافٍ، قُتِلَتْ يَوْمَئِذٍ، وقَرِيبَةَ، قُتِلَتْ يَوْمَئِذٍ، وفَرْتَنى عاشَتْ إلى خِلافَةِ عُثْمانَ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.59-58.|وكانَ رَسُولُ الله ص قَدْ عَهِدَ إلى أُمَرائِهِ مِنَ المُسْلِمِينَ حِينَ امرهم ان يدخلوا مكة، الا يَقْتُلُوا أحَدًا إلا مَن قاتَلَهُمْ إلا أنَّهُ قَدْ عَهِدَ فِي نَفَرٍ سَمّاهُمْ، أمَرَ بِقَتْلِهِمْ وان وجدوا تحت استار الكعبه منهم عبد الله بن سعد ابن أبِي سَرْحِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جُذَيْمَةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ مالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عامِرِ ابن لؤي- وانما امر رسول الله ص بِقَتْلِهِ، لأنَّهُ كانَ قَدْ أسْلَمَ فارْتَدَّ مُشْرِكًا، فَفَرَّ إلى عُثْمانَ، وكانَ أخاهُ مِنَ الرَّضاعَةِ، فغيبه حتى اتى به رسول الله ص بَعْدَ أنِ اطْمَأنَّ أهْلُ مَكَّةَ، فاسْتَأْمَنَ لَهُ رسول الله، فذكر ان رسول الله ص صَمَتَ طَوِيلا، ثُمَّ قالَ: نَعَمْ، فَلَمّا انْصَرَفَ بِهِ عُثْمانُ، [قالَ رَسُولُ اللَّهِ لِمَن حَوْلَهُ مِن أصْحابِهِ: أما واللَّهِ لَقَدْ صَمَتُّ لِيَقُومَ إلَيْهِ بَعْضُكُمْ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ! فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ: فَهَلا أوْمَأْتَ إلَيَّ يا رَسُولَ اللَّهِ! قالَ: إنَّ النَّبِيَّ لا يَقْتُلُ بِالإشارَةِ]- وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، رَجُلٌ مِن بَنِي تَيْمِ بن غالب- وانما امر بقتله لأنه كان مسلما، فبعثه رسول الله ص مُصَّدِّقًا، وبَعَثَ مَعَهُ رَجُلا مِنَ الأنْصارِ، وكانَ مَعَهُ مَوْلًى لَهُ يَخْدِمُهُ، وكانَ مُسْلِمًا، فَنَزَلَ مَنزِلا، وأمَرَ المَوْلى أنْ يَذْبَحَ لَهُ تَيْسًا، ويَصْنَعَ لَهُ طَعامًا، ونامَ فاسْتَيْقَظَ ولَمْ يَصْنَعْ لَهُ شَيْئًا، فَعَدا عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ ارْتَدَّ مُشْرِكًا، وكانَتْ لَهْ قَيْنَتانِ: فَرْتَنى وأُخْرى مَعَها، وكانتا تغنيان بهجاء رسول الله ص، فَأمَرَ بِقَتْلِهِما مَعَهُ}}
==== اغتيال حبار بن الأسود ====
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.187.|حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سعد، قال: أخبرنا عمي، قال: أخبرنا سيف، قالَ: أخْبَرَنا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أبِيهِ، قال: حاربهم رسول الله ص بِالرُّسُلِ، قالَ: فَأرْسَلَ إلى نَفَرٍ مِنَ الأبْناءِ رَسُولا، وكَتَبَ إلَيْهِمْ أنْ يُحاوِلُوهُ، وأمَرَهُمْ أنْ يَسْتَنْجِدُوا رِجالا- قَدْ سَمّاهُمْ- مِن بَنِي تَمِيمٍ وقَيْسٍ، وأرْسَلَ إلى أُولَئِكَ النَّفَرِ أنْ يُنْجِدُوهُمْ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ، وانْقَطَعَتْ سُبُلُ المُرْتَدَّةِ، وطُعِنُوا فِي نُقْصانٍ وأغْلَقَهُمْ، واشْتَغَلُوا فِي أنْفُسِهِمْ، فَأُصِيبَ الأسْوَدُ في حياه رسول الله ص وقَبْلَ وفاتِهِ بِيَوْمٍ أوْ بِلَيْلَةٍ، ولَظَّ طُلَيْحَةُ ومُسَيْلَمَةُ وأشْباهُهُمْ بِالرُّسُلِ، ولَمْ يَشْغَلْهُ ما كانَ فِيهِ مِنَ الوَجَعِ عَنْ أمْرِ اللَّهِ ﷿ والذَّبِّ عَنْ دِينِهِ، فَبَعَثَ وبَرَ بْنَ يُحَنِّسَ إلى فَيْرُوزَ وجُشَيْشٍ الدَّيْلَمِيِّ وداذُوَيْهِ الإصْطَخَرِيِّ، وبَعَثَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إلى ذِي الكِلاعِ وذِي ظُلَيْمٍ، وبَعَثَ الأقْرَعَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الحِمْيَرِيَّ إلى ذِي زَوْدٍ وذِي مُرّانَ، وبَعَثَ فُراتَ بْنَ حَيّانَ العِجْلِيَّ إلى ثُمامَةَ بْنِ أثالٍ، وبَعَثَ زِيادَ بْنَ حَنْظَلَةَ التَّمِيمِيَّ ثُمَّ العُمَرِيَّ إلى قَيْسِ بْنِ عاصِمٍ والزِّبْرِقانِ بْنِ بَدْرٍ، وبَعَثَ صُلْصُلَ بْنَ شَرَحْبِيلَ إلى سَبْرَةَ العَنْبَرِيِّ ووَكِيعِ الدّارِمِيِّ وإلى عَمْرِو بْنِ المَحْجُوبِ العامِرِيِّ، وإلى عَمْرِو بْنِ الخَفاجِيِّ مِن بَنِي عامِرٍ، وبَعَثَ ضِرارَ بْنَ الأزْوَرِ الأسَدِيَّ إلى عَوْفٍ الزُّرْقانِيِّ مِن بَنِي الصَّيْداءِ وسِنانِ الأسدي ثم الغنمي، وقضاعى الدؤلي، وبَعَثَ نُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودٍ الأشْجَعِيَّ إلى ابْنِ ذِي اللِّحْيَةِ وابْنِ مُشَيْمِصَةَ الجُبَيْرِيِّ.}}
==== اغتيال عبد الله بن سعد بن أبي سرح ====
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.409.|(عَهْدُ الرَّسُولِ إلى أُمَرائِهِ وأمْرُهُ بِقَتْلِ نَفَرٍ سَمّاهُمْ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ عَهِدَ إلى أُمَرائِهِ مِن المُسْلِمِينَ، حِينَ أمَرَهُمْ أنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ، أنْ لا يُقاتِلُوا إلّا مَن قاتَلَهُمْ، إلّا أنَّهُ قَدْ عَهِدَ فِي نَفَرٍ سَمّاهُمْ أمَرَ بِقَتْلِهِمْ وإنْ وُجِدُوا تَحْتَ أسْتارِ الكَعْبَةِ، مِنهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، أخُو بَنِي عامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.
(سَبَبُ أمْرِ الرَّسُولِ بِقَتْلِ سَعْدٍ وشَفاعَةُ عُثْمانَ فِيهِ):
وإنَّما أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ لِأنَّهُ قَدْ كانَ أسْلَمَ، وكانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الوَحْيَ، فارْتَدَّ مُشْرِكًا راجِعًا إلى قُرَيْشٍ، فَفَرَّ إلى عُثْمانَ بْنِ عَفّانَ، وكانَ أخاهُ لِلرَّضاعَةِ، فَغَيَّبَهُ حَتّى أتى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أنْ اطْمَأنَّ النّاسُ وأهْلُ مَكَّةَ، فاسْتَأْمَنَ لَهُ: فَزَعَمُوا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَمَتَ طَوِيلًا، ثُمَّ قالَ: نَعَمْ، فَلَمّا انْصَرَفَ عَنْهُ عُثْمانُ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَن حَوْلَهُ مِن أصْحابِهِ: لَقَدْ صَمَتُّ لِيَقُومَ إلَيْهِ بَعْضُكُمْ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقالَ رَجُلٌ مِن الأنْصارِ: فَهَلّا أوْمَأْتُ إلَيَّ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: إنّ النَّبِيَّ لا يَقْتُلُ بِالإشارَةِ. قالَ ابْنُ هِشامٍ: ثُمَّ أسْلَمَ بَعْدُ، فَوَلّاهُ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ بَعْضَ أعْمالِهِ، ثُمَّ ولّاهُ عُثْمانُ بْنُ عَفّانَ بَعْدَ عُمَرَ.}}
==== مقتل سارة وعكرمة أبو جهل ====
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.411-409.|قالَ ابْنُ إسْحاقَ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، رَجُلٌ مِن بَنِي تَيْمِ بْنِ غالِبٍ: إنّما أمَرَ بِقَتْلِهِ أنَّهُ كانَ مُسْلِمًا، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُصَدِّقًا [١]، وبَعَثَ مَعَهُ رَجُلًا مِن الأنْصارِ، وكانَ مَعَهُ مَوْلى لَهُ يَخْدُمُهُ، وكانَ مُسْلِمًا، فَنَزَلَ مَنزِلًا، وأمَرَ المَوْلى أنْ يَذْبَحَ لَهُ تَيْسًا، فَيَصْنَعَ لَهُ طَعامًا، فَنامَ، فاسْتَيْقَظَ ولَمْ يَصْنَعْ لَهُ شَيْئًا، فَعَدا عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ ارْتَدَّ مُشْرِكًا.
(أسَماءُ مَن أمَرَ الرَّسُولُ بِقَتْلِهِمْ وسَبَبُ ذَلِكَ):
وكانَتْ لَهُ قَيْنَتانِ: فَرْتَنى وصاحِبَتُها، وكانَتا تُغَنِّيانِ بِهِجاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِما مَعَهُ.
والحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذِ بْنِ وهْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، وكانَ مِمَّنْ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ.
قالَ ابْنُ هِشامٍ: وكانَ العَبّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ حَمَلَ فاطِمَةَ وأُمَّ كُلْثُومٍ، ابْنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن مَكَّةَ يُرِيدُ بِهِما المَدِينَةَ، فَنَخَسَ بِهِما الحُوَيْرِثُ ابْن نُقَيْذٍ، فَرَمى بِهِما إلى الأرْضِ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ ومِقْيَسُ بْنُ حُبابَةَ [٢]: وإنَّما أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ، لِقَتْلِ الأنْصارِيِّ الَّذِي كانَ قَتَلَ أخاهُ خَطَأً، ورُجُوعُهُ إلى قُرَيْشٍ مُشْرِكًا.
وسارَةُ، مَوْلاةٌ لِبَعْضِ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ. وعِكْرِمَةُ بْنُ أبِي جَهْلٍ. وكانَتْ سارَةُ مِمَّنْ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ، فَأمّا عِكْرِمَةُ فَهَرَبَ إلى اليَمَنِ، وأسْلَمْتُ امْرَأتُهُ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ الحارِثِ بْنِ هِشامٍ، فاسْتَأْمَنَتْ لَهُ مِن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأمَّنَهُ، فَخَرَجَتْ فِي طَلَبِهِ إلى اليَمَنِ [٣]، حَتّى أتَتْ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأسْلَمَ.
وأمّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، فَقَتَلَهُ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ المَخْزُومِيُّ وأبُو بَرْزَةَ الأسْلَمِيُّ، اشْتَرَكا فِي دَمِهِ، وأمّا مِقْيَسُ بْنُ حُبابَةَ [٤] فَقَتَلَهُ نُمَيْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، رَجُلٌ مِن قَوْمِهِ، فَقالَتْ أُخْتُ مِقْيَسٍ فِي قَتْلِهِ:
لَعَمْرِي لَقَدْ أخْزى نُمَيْلَةُ رَهْطَهُ … وفَجَّعَ أضْيافَ الشِّتاءِ بِمِقْيَسِ
فَلِلَّهِ عَيْنا مَن رَأى مِثْلَ مِقْيَسٍ … إذا النُّفَساءُ أصْبَحَتْ لَمْ تُخَرَّسْ [١]
وأمّا قَيْنَتا ابْنِ خَطَلٍ فَقُتِلَتْ إحْداهُما، وهَرَبَتْ الأُخْرى، حَتّى اُسْتُؤْمِنَ لَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ، فَأمَّنَها. وأمّا سارَةُ فاسْتُؤْمِنَ لَها فَأمَّنَها، ثُمَّ بَقِيَتْ حَتّى أوْطَأها رَجُلٌ مِن النّاسِ فَرَسًا فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ بِالأبْطَحِ فَقَتَلَها.
وأمّا الحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذٍ فَقَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.60-59.|وعِكْرِمَةُ بْنُ أبِي جَهْلٍ، وسارَةُ مَوْلاةٌ كانَتْ لِبَعْضِ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، وكانَتْ مِمَّنْ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ فَأمّا عِكْرِمَةُ بْنُ أبِي جَهْلٍ فَهَرَبَ إلى اليَمَنِ، وأسْلَمَتِ امْرَأتُهُ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ الحارِثِ بْنِ هشام، فاستامنت له رسول الله فَأمَّنَهُ، فَخَرَجَتْ فِي طَلَبِهِ حَتّى أتَتْ بِهِ رسول الله ص، فَكانَ عِكْرِمَةُ يُحَدِّثُ- فِيما يَذْكُرُونَ- أنَّ الَّذِي رَدَّهُ إلى الإسْلامِ بَعْدَ خُرُوجِهِ إلى اليَمَنِ أنَّهُ كانَ يَقُولُ: أرَدْتُ رُكُوبَ البَحْرِ لألْحَقَ بِالحَبَشَةِ، فَلَمّا أتَيْتُ السَّفِينَةَ لأرْكَبَها قالَ صاحِبُها: يا عَبْدَ اللَّهِ، لا تَرْكَبْ سَفِينَتِي حَتّى تُوَحِّدَ اللَّهَ، وتَخْلَعَ ما دُونَهُ مِنَ الأنْدادِ، فَإنِّي أخْشى إنْ لَمْ تَفْعَلْ أنْ نَهْلِكَ فِيها، فَقُلْتُ: وما يَرْكَبُهُ أحَدٌ حَتّى يُوَحِّدَ اللَّهَ ويَخْلَعَ ما دُونَهُ! قالَ: نَعَمْ، لا يَرْكَبُهُ أحَدٌ إلا أخْلَصَ.
قالَ: فَقُلْتُ: فَفِيمَ أُفارِقُ مُحَمَّدًا! فَهَذا الَّذِي جاءَنا به، فو الله إنَّ إلَهَنا فِي البَحْرِ لإلَهُنا فِي البَرِّ، فَعَرَفْتُ الإسْلامَ عِنْدَ ذَلِكَ، ودَخَلَ فِي قَلْبِي واما عبد الله ابن خَطَلٍ، فَقَتَلَهُ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ المَخْزُومِيُّ وأبُو بَرْزَةَ الأسْلَمِيُّ، اشْتَرَكا فِي دَمِهِ، وأمّا مِقْيَسُ بْنُ صُبابَةَ فَقَتَلَهُ نُمَيْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، رَجُلٌ مِن قَوْمِهِ، فَقالَتْ أُخْتُ مِقْيَسٍ:
لَعَمْرِي لَقَدْ أخَزى نُمَيْلَةُ رَهْطَهُ … وفَجَّعَ أضْيافَ الشِّتاءِ بِمِقْيَسِ
فَلِلَّهِ عَيْنا مَن رَأى مِثْلَ مِقْيَسٍ … إذا النُّفَساءُ أصْبَحَتْ لَمْ تُخَرَّسِ!
وأمّا قَيْنَتا ابْنِ خَطَلٍ فَقُتِلَتْ إحْداهُما، وهَرَبَتِ الأُخْرى حَتّى استؤمن لها رسول الله ص بَعْدُ، فَأمَّنَها وأمّا سارَةُ، فاسْتُؤْمِنَ لَها فَأمَّنَها، ثُمَّ بَقِيَتْ حَتّى أوْطَأها رَجُلٌ مِنَ النّاسِ فَرَسًا لَهُ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ بِالأبْطَحِ، فَقَتَلَها وأمّا الحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذٍ، فَقَتَلَهُ عَلِيّ بن أبي طالب ﵁.}}


====اغتيال الاسود العنسي‎ (عبهلة بن كعب‎)====
====اغتيال الاسود العنسي‎ (عبهلة بن كعب‎)====
Editor، محررون، recentchangescleanup
٢٨٨

تعديل