الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والأمر بالإعدام»

[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
سطر ١١٢: سطر ١١٢:
فَخَرَجُوا يَتَماشَوْنَ، فَمَشَوْا ساعَةً، ثُمَّ إنّ أبا نائِلَةَ شامَ [٤] يَدَهُ فِي فَوْدِ رَأْسِهِ، ثُمَّ شَمَّ يَدَهُ فَقالَ: ما رَأيْتُ كاللَّيْلَةِ طِيبًا أعْطَرَ قَطُّ، ثُمَّ مَشى ساعَةً، ثُمَّ عادَ لِمِثْلِها حَتّى اطْمَأنَّ، ثُمَّ مَشى ساعَةً، ثُمَّ عادَ لِمِثْلِها، فَأخَذَ بِفَوْدِ رَأْسِهِ، ثُمَّ قالَ: اضْرِبُوا عَدُوَّ اللَّهِ، فَضَرَبُوهُ، فاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ [٥] أسْيافُهُمْ، فَلَمْ تُغْنِ شَيْئًا.
فَخَرَجُوا يَتَماشَوْنَ، فَمَشَوْا ساعَةً، ثُمَّ إنّ أبا نائِلَةَ شامَ [٤] يَدَهُ فِي فَوْدِ رَأْسِهِ، ثُمَّ شَمَّ يَدَهُ فَقالَ: ما رَأيْتُ كاللَّيْلَةِ طِيبًا أعْطَرَ قَطُّ، ثُمَّ مَشى ساعَةً، ثُمَّ عادَ لِمِثْلِها حَتّى اطْمَأنَّ، ثُمَّ مَشى ساعَةً، ثُمَّ عادَ لِمِثْلِها، فَأخَذَ بِفَوْدِ رَأْسِهِ، ثُمَّ قالَ: اضْرِبُوا عَدُوَّ اللَّهِ، فَضَرَبُوهُ، فاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ [٥] أسْيافُهُمْ، فَلَمْ تُغْنِ شَيْئًا.
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَذَكَرْتُ مِغْوَلًا [٦] فِي سَيْفِي، حِينَ رَأيْتُ أسْيافَنا لا تُغْنِي شَيْئًا، فَأخَذْتُهُ، وقَدْ صاحَ عَدُوُّ اللَّهِ صَيْحَةً لَمْ يَبْقَ حَوْلَنا حِصْنٌ إلّا وقَدْ أُوقِدَتْ عَلَيْهِ نارٌ قالَ: فَوَضَعْتُهُ فِي ثُنَّتِهِ [٧] ثُمَّ تَحامَلْتُ عَلَيْهِ حَتّى بَلَغْتُ عانَتَهُ فَوَقَعَ عَدُوُّ اللَّهِ، وقَدْ أُصِيبَ الحارِثُ بْنُ أوْسِ بْنِ مُعاذٍ، فَجُرِحَ فِي رَأْسِهِ أوْ فِي رِجْلِهِ، أصابَهُ بَعْضُ أسْيافِنا. قالَ: فَخَرَجْنا حَتّى سَلَكْنا عَلى بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، ثُمَّ عَلى بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ عَلى بُعاثٍ حَتّى أسْنَدْنا [١] فِي حَرَّةِ [٢] العَرِيضِ [٣]، وقَدْ أبْطَأ عَلَيْنا صاحِبُنا الحارِثُ بْنُ أوْسٍ، ونَزَفَهُ [٤] الدَّمُ، فَوَقَفْنا لَهُ ساعَةً، ثُمَّ أتانا يَتْبَعُ آثارَنا. قالَ: فاحْتَمَلْناهُ فَجِئْنا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخِرَ اللَّيْلِ، وهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي، فَسَلَّمْنا عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إلَيْنا، فَأخْبَرْناهُ بِقَتْلِ عَدُوِّ اللَّهِ، وتَفَلَ عَلى جُرْحِ صاحِبِنا، فَرَجَعَ ورَجَعْنا إلى أهْلِنا فَأصْبَحْنا وقَدْ خافَتْ يَهُودُ لِوَقْعَتِنا بِعَدُوِّ اللَّهِ، فَلَيْسَ بِها يَهُودِيٌّ إلّا وهُوَ يَخافُ عَلى نَفْسِهِ.}}
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَذَكَرْتُ مِغْوَلًا [٦] فِي سَيْفِي، حِينَ رَأيْتُ أسْيافَنا لا تُغْنِي شَيْئًا، فَأخَذْتُهُ، وقَدْ صاحَ عَدُوُّ اللَّهِ صَيْحَةً لَمْ يَبْقَ حَوْلَنا حِصْنٌ إلّا وقَدْ أُوقِدَتْ عَلَيْهِ نارٌ قالَ: فَوَضَعْتُهُ فِي ثُنَّتِهِ [٧] ثُمَّ تَحامَلْتُ عَلَيْهِ حَتّى بَلَغْتُ عانَتَهُ فَوَقَعَ عَدُوُّ اللَّهِ، وقَدْ أُصِيبَ الحارِثُ بْنُ أوْسِ بْنِ مُعاذٍ، فَجُرِحَ فِي رَأْسِهِ أوْ فِي رِجْلِهِ، أصابَهُ بَعْضُ أسْيافِنا. قالَ: فَخَرَجْنا حَتّى سَلَكْنا عَلى بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، ثُمَّ عَلى بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ عَلى بُعاثٍ حَتّى أسْنَدْنا [١] فِي حَرَّةِ [٢] العَرِيضِ [٣]، وقَدْ أبْطَأ عَلَيْنا صاحِبُنا الحارِثُ بْنُ أوْسٍ، ونَزَفَهُ [٤] الدَّمُ، فَوَقَفْنا لَهُ ساعَةً، ثُمَّ أتانا يَتْبَعُ آثارَنا. قالَ: فاحْتَمَلْناهُ فَجِئْنا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخِرَ اللَّيْلِ، وهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي، فَسَلَّمْنا عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إلَيْنا، فَأخْبَرْناهُ بِقَتْلِ عَدُوِّ اللَّهِ، وتَفَلَ عَلى جُرْحِ صاحِبِنا، فَرَجَعَ ورَجَعْنا إلى أهْلِنا فَأصْبَحْنا وقَدْ خافَتْ يَهُودُ لِوَقْعَتِنا بِعَدُوِّ اللَّهِ، فَلَيْسَ بِها يَهُودِيٌّ إلّا وهُوَ يَخافُ عَلى نَفْسِهِ.}}
=== محاولة اغتيال أبو سفيان ===
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.545-542.|ذكر الخبر عن عمرو بْن أمية الضمري إذ وجهه رَسُول الله ص لقتل أبي سفيان بْن حرب
ولما قُتِلَ من وجهه النبي ص إلى عضل والقارة من أهل الرجيع، وبلغ خبرهم رسول الله ص بعث عمرو بْن أمية الضمري إلى مكة مَعَ رجل من الأنصار، وأمرهما بقتل أبي سفيان بْن حرب، فحَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا سَلَمَةُ بْنُ الفَضْلِ، قالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الفَضْلِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ- يَعْنِي عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ- قالَ: قالَ عَمْرُو بْنُ اميه: بعثني رسول الله ص بَعْدَ قَتْلِ خُبَيْبٍ وأصْحابِهِ، وبَعَثَ مَعِي رَجُلًا مِنَ الأنْصارِ، فَقالَ: ائْتِيا أبا سُفْيانَ بْنَ حَرْبٍ فاقْتُلاهُ، قالَ:
فَخَرَجْتُ أنا وصاحِبِي ومَعِي بَعِيرٌ لِي، ولَيْسَ مَعَ صاحِبِي بَعِيرٌ، وبِرِجْلِهِ عِلَّةٌ.
فَكُنْتُ أحْمِلُهُ عَلى بَعِيرِي، حَتّى جِئْنا بَطْنَ يَأْجَجَ، فَعَقَلْنا بَعِيرَنا فِي فِناءِ شِعْبٍ، فَأسْنَدْنا فِيهِ، فَقُلْتُ لِصاحِبِي: انْطَلِقْ بِنا إلى دارِ أبِي سُفْيانَ، فَإنِّي مُحاوِلٌ قَتْلَهُ فانْظُرْ، فَإنْ كانَتْ مُجاوَلَةً أوْ خَشِيتَ شَيْئًا فالحَقْ ببعيرك فاركبه، والحق بالمدينة فات رسول الله ص فَأخْبِرْهُ الخَبَرَ، وخَلِّ عَنِّي، فَإنِّي رَجُلٌ عالِمٌ بِالبَلَدِ، جَرِيءٌ عَلَيْهِ، نَجِيبُ السّاقِ فَلَمّا دَخَلْنا مَكَّةَ ومَعِي مِثْلُ خافِيةِ النِّسْرِ- يَعْنِي خِنْجَرَهُ- قَدْ أعْدَدْتُهُ، إنْ عانَقَنِي إنْسانٌ قَتَلْتُهُ بِهِ، فَقالَ لِي صاحِبِي: هَلْ لَكَ أنْ نَبْدَأ فَنَطُوفَ بِالبَيْتِ أُسْبُوعًا، ونُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ؟ فَقُلْتُ: أنا أعْلَمُ بِأهْلِ مَكَّةَ مِنكَ، إنَّهُمْ إذا أظْلَمُوا رَشُّوا أفْنِيَتَهُمْ، ثُمَّ جَلَسُوا بِها، وأنا أعْرَفُ بِها مِنَ الفَرَسِ الأبْلَقِ.
قالَ: فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتّى أتَيْنا البَيْتَ، فَطُفْنا بِهِ أُسْبُوعًا، وصَلَّيْنا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْنا فَمَرَرْنا بِمَجْلِسٍ مِن مَجالِسِهِمْ، فَعَرَفَنِي رَجُلٌ مِنهُمْ، فَصَرَخَ بِأعْلى صَوْتِهِ: هَذا عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ! قالَ: فَتَبادَرَتْنا أهْلُ مَكَّةَ وقالُوا: تاللَّهِ ما جاءَ بِعَمْرٍو خَيْرٌ! والَّذِي يُحْلَفُ بِهِ ما جاءَها قَطُّ إلا لِشَرٍّ- وكانَ عَمْرٌو رَجُلا فاتِكًا مُتَشَيْطِنًا فِي الجاهِلِيَّةِ- قالَ: فَقامُوا فِي طَلَبِي وطَلَبِ صاحِبِي، فَقُلْتُ لَهُ: النَّجاءَ! هَذا واللَّهِ الَّذِي كُنْتُ أحْذَرُ، أمّا الرَّجُلُ فَلَيْسَ إلَيْهِ سَبِيلٌ، فانْجُ بِنَفْسِكَ، فَخَرَجْنا نَشْتَدُّ حَتّى أُصْعِدَنا فِي الجَبَلِ، فَدَخَلْنا فِي غارٍ، فَبِتْنا فِيهِ لَيْلَتَنا، وأعْجَزْناهُمْ، فَرَجَعُوا وقَدِ اسْتَتَرْتُ دُونَهُمْ بِأحْجارٍ حِينَ دَخَلْتُ الغارَ، وقُلْتُ لِصاحِبِي: أمْهِلْنِي حَتّى يَسْكُنَ الطَّلَبُ عَنّا، فَإنَّهُمْ واللَّهِ لَيَطْلُبُنّا لَيْلَتَهُمْ هَذِهِ ويَوْمَهُمْ هذا حتى يمسوا قال: فو الله إنِّي لَفِيهِ إذْ أقْبَلَ عُثْمانُ بْنُ مالِكِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، يَتَخَيَّلُ بِفَرَسٍ لَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَدْنُو ويَتَخَيَّلُ بِفَرَسِهِ حَتّى قامَ عَلَيْنا بِبابِ الغارِ قالَ: فَقُلْتُ لِصاحِبِي: هَذا واللَّهِ ابْنُ مالِكٍ، واللَّهِ لِئَنْ رَآنا لَيُعْلِمَنَّ بِنا أهْلَ مَكَّةَ قالَ: فَخَرَجْتُ إلَيْهِ فَوَجَأْتُهُ بِالخِنْجَرِ تَحْتَ الثَّدْيِ، فَصاحَ صَيْحَةً أسْمَعَ أهْلَ مَكَّةَ، فَأقْبَلُوا إلَيْهِ، ورَجَعْتُ إلى مَكانِي، فَدَخَلْتُ فِيهِ، وقُلْتُ لِصاحِبِي: مَكانَكَ! قالَ: واتَّبَعَ أهْلُ مَكَّةَ الصَّوْتَ يَشْتَدُّونَ، فَوَجَدُوهُ وبِهِ رَمَقٌ، فَقالُوا: ويْلَكَ مَن ضَرَبَكَ! قالَ:
عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ: ثُمَّ ماتَ وما أدْرَكُوا ما يَسْتَطِيعُ أنْ يُخْبِرَهُمْ بِمَكانِنا، فَقالُوا:
واللَّهِ لَقَدْ عَلِمْنا أنَّهُ لَمْ يَأْتِ لِخَيْرٍ، وشَغَلَهُمْ صاحِبُهُمْ عَنْ طَلَبِنا، فاحْتَمَلُوهُ، ومَكَثْنا فِي الغارِ يَوْمَيْنِ حَتّى سَكَنَ عَنّا الطَّلَبُ ثُمَّ خَرَجْنا إلى التَّنْعِيمِ، فَإذا خَشَبَةُ خُبَيْبٍ، فَقالَ لِي صاحِبِي: هَلْ لَكَ فِي خُبَيْبٍ تُنْزِلُهُ عَنْ خَشَبَتِهِ؟
فَقُلْتُ: أيْنَ هُوَ؟ قالَ: هُوَ ذاكَ حَيْثُ تَرى فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَأمْهِلْنِي وتَنَحَّ عَنِّي قالَ: وحَوْلَهُ حَرَسٌ يَحْرُسُونَهُ قالَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ: فَقُلْتُ لِلأنْصارِيِّ:
إنْ خَشِيتَ شَيْئًا فَخُذِ الطَّرِيقَ إلى جَمَلِكَ فارْكَبْهُ والحَقْ بِرَسُولِ الله ص، فَأخْبِرْهُ الخَبَرَ، فاشْتَدَدْتُ إلى خَشَبَتِهِ فاحْتَلَلْتُهُ واحْتَمَلْتُهُ على ظهري، فو الله ما مَشِيتُ إلا نَحْوَ أرْبَعِينَ ذِراعًا حَتّى نَذِرُوا بِي، فَطَرَحْتُهُ، فَما أنْسى وجبتَهُ حِينَ سَقَطَ، فاشْتَدُّوا فِي أثَرِي، فَأخَذْتُ طَرِيقَ الصَّفْراءِ فَأُعْيُوا، فَرَجَعُوا، وانْطَلَقَ صاحِبِي إلى بَعِيرِهِ فَرَكِبَهُ، ثم اتى النبي ص فَأخْبَرَهُ أمْرَنا، وأقْبَلْتُ أمْشِي، حَتّى إذا أشْرَفْتُ عَلى الغَلِيلِ، غَلِيلِ ضَجْنانَ، دَخَلْتُ غارًا فِيهِ، ومَعِي قَوْسِي وأسْهُمِي، فَبَيْنا أنا فِيهِ إذْ دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ مِن بَنِي الدِّيلِ بْنِ بَكْرٍ، أعْوَرُ طَوِيلٌ يَسُوقُ غَنَمًا لَهُ، فَقالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِن بَنِي بَكْرٍ، قالَ: وأنا مِن بَنِي بَكْرٍ، ثُمَّ أحَدُ بَنِي الدِّيلِ ثُمَّ اضْطَجَعَ مَعِي فِيهِ، فَرَفَعَ عَقِيرَتَهُ يَتَغَنّى ويَقُولُ:
ولَسْتُ بِمُسْلِمٍ ما دُمْتُ حَيًّا … ولَسْتُ أدِينُ دِينَ المُسْلِمِينا
فَقُلْتُ: سَوْفَ تَعْلَمُ! فَلَمْ يَلْبَثِ الأعْرابِيُّ أنْ نامَ وغَطَّ، فَقُمْتُ إلَيْهِ فَقَتَلْتُهُ أسْوَأ قِتْلَةٍ قَتَلَها أحَدٌ أحَدًا، قُمْتُ إلَيْهِ فَجَعَلْتُ سِيَةَ قَوْسِي فِي عَيْنِهِ الصَّحِيحَةِ، ثُمَّ تَحامَلْتُ عَلَيْها حَتّى أخْرَجْتُها مِن قَفاهُ.
قالَ: ثُمَّ أخْرَجَ مِثْلَ السَّبُعِ، وأخَذْتُ المَحَجَّةَ كَأنِّي نَسْرٌ، وكانَ النَّجاءُ حَتّى أخْرُجَ عَلى بَلَدٍ قَدْ وصَفَهُ، ثُمَّ عَلى رَكُوبَةٍ، ثُمَّ عَلى النَّقِيعِ، فَإذا رَجُلانِ مِن أهْلِ مَكَّةَ بَعَثَتْهُما قُرَيْشٌ يَتَحَسَّسانِ مِن امر رسول الله ص، فَعَرَفْتُهُما فَقُلْتُ: اسْتَأْسِرا، فَقالا: أنَحْنُ نَسْتَأْسِرُ لَكَ! فَأرْمِي أحَدُهُما بِسَهْمٍ فَأقْتُلُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لِلآخَرِ: اسْتَأْسِرْ، فاسْتَأْسَرَ، فَأوْثَقْتُهُ، فَقَدِمْتُ بِهِ عَلى رَسُولِ الله ص حَدَّثَنا ابن حميد، قال: حَدَّثَنا سلمة، عن ابْنِ إسْحاقَ، عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ ورْدانَ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، قالَ: لَمّا قَدِمْتُ المَدِينَةَ، مَرَرْتُ بِمَشْيَخَةٍ مِنَ الأنْصارِ، فَقالُوا: هَذا واللَّهِ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ، فَسَمِعَ الصِّبْيانُ قولهم، فاشتدوا الى رسول الله ص يُخْبِرُونَهُ، وقَدْ شَدَدْتُ إبْهامَ أسِيرِي بِوَتَرِ قَوْسِي، فنظر النبي ص اليه فَضَحِكَ حَتّى بَدَتْ نَواجِذُهُ، ثُمَّ سَألَنِي فَأخْبَرْتُهُ الخَبَرَ، فَقالَ لِي خَيْرًا ودَعا لِي بِخَيْرٍ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.422-421.|ذكر وقعة بدر الكبرى
حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ، وعَبْدُ الوارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الوارِثِ- قالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوارِثِ، وقالَ عَبْدُ الوارث: حَدَّثَنِي أبِي- قالَ: حَدَّثَنا أبانٌ العَطّارُ، قالَ: حَدَّثَنا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أنَّهُ كَتَبَ إلى عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوانَ: أمّا بَعْدُ، فَإنَّكَ كَتَبْتَ إلَيَّ فِي أبِي سُفْيانَ ومخرجِهِ، تَسْألَنِي كَيْفَ كانَ شَأْنُهُ؟ كانَ مِن شَأْنِهِ أنَّ أبا سُفْيانَ بْنَ حَرْبٍ أقْبَلَ مِنَ الشّامِ فِي قَرِيبٍ مِن سَبْعِينَ راكِبًا مِن قَبائِلِ قُرَيْشٍ كُلِّها، كانُوا تُجّارًا بِالشّامِ، فَأقْبَلُوا جَمِيعًا مَعَهُمْ أمْوالُهُمْ وتِجارَتُهُمْ، فَذُكِرُوا لرسول الله ص وأصْحابِهِ، وقَدْ كانَتِ الحَرْبُ بَيْنَهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَقُتِلَتْ قَتْلى، وقُتِلَ ابْنُ الحَضْرَمِيِّ فِي ناسٍ بِنَخْلَةٍ، وأُسِرَتْ أُسارى مِن قُرَيْشٍ، فِيهِمْ بَعْضُ بَنِي المُغِيرَةِ، وفِيهِمُ ابْنُ كَيْسانَ مَوْلاهُمْ، أصابَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وواقِدٌ حَلِيفُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فِي ناسٍ مِن أصْحابِ رسول الله ص بَعَثَهُمْ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وكانَتْ تِلْكَ الوَقْعَةُ هاجَتِ الحَرْبَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ص وبَيْنَ قُرَيْشٍ، وأوَّلَ ما أصابَ بِهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنَ الحَرْبِ، وذَلِكَ قَبْلَ مَخْرَجِ أبِي سُفْيانَ وأصْحابِهِ إلى الشّامِ.
ثُمَّ إنَّ أبا سُفْيانَ أقْبَلَ بَعْدَ ذَلِكَ ومَن مَعَهُ مِن رُكْبانِ قُرَيْشٍ مُقْبِلِينَ مِنَ الشّامِ، فَسَلَكُوا طَرِيقَ الساحل، فلما سمع بهم رسول الله ص نَدَبَ أصْحابَهُ وحَدَّثَهُمْ بِما مَعَهُمْ مِنَ الأمْوالِ، وبِقِلَّةِ عَدَدِهِمْ، فَخَرَجُوا لا يُرِيدُونَ إلّا أبا سُفْيانَ والرَّكْبَ مَعَهُ، لا يَرَوْنَها إلّا غَنِيمَةً لَهُمْ، لا يَظُنُّونَ أنْ يَكُونَ كَبِيرُ قِتالٍ إذا لَقُوهُمْ، وهِيَ الَّتِي أنْزَلَ اللَّهُ ﷿ فِيها:
«وتَوَدُّونَ أنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ».
فَلَمّا سَمِعَ أبُو سُفْيانَ أنَّ أصْحابَ رَسُولِ الله ص معترضون له، بَعَثَ إلى قُرَيْشٍ: إنَّ مُحَمَّدًا وأصْحابَهُ مُعْتَرِضُونَ لَكُمْ، فَأجِيرُوا تِجارَتَكُمْ فَلَمّا أتى قُرَيْشًا الخَبَرُ- وفِي عِيرِ أبِي سُفْيانَ، مِن بُطُونِ كَعْبِ ابن لُؤَيٍّ كُلِّها- نَفَرَ لَها أهْلُ مَكَّةَ، وهِيَ نَفْرَةُ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، لَيْسَ فِيها من بنى عامر احد الا من كانَ مِن بَنِي مالِكِ بْنِ حِسْلٍ، ولَمْ يسمع بنفره قريش رسول الله ص ولا اصحابه، حتى قدم النبي ص بَدْرًا- وكان طَرِيقُ رُكْبانِ قُرَيْشٍ، مَن أخَذَ مِنهُمْ طَرِيقَ السّاحِلِ إلى الشّامِ- فَخَفَضَ أبُو سُفْيانَ عَنْ بَدْرٍ، ولَزِمَ طَرِيقَ السّاحِلِ، وخافَ الرصد على بدر}}
=== مقتل أسماء بنت مروان ===
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.638-636.|(نِفاقُها وشِعْرُها فِي ذَلِكَ):
وغَزْوَةُ عُمَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ الخِطْمِيِّ عَصْماءَ بِنْتَ مَرْوانَ، وهِيَ مِن بَنِي أُمَيَّةَ ابْن زَيْدٍ، فَلَمّا قُتِلَ أبُو عَفَكٍ نافَقَتْ، فَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحارِثِ بْنِ الفُضَيْلِ عَنْ أبِيهِ، قالَ: وكانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِن بَنِي خَطْمَةَ، ويُقالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقالَتْ، تَعِيبُ الإسْلامَ وأهْلَهُ:
بِاسْتِ بَنِي مالِكٍ والنَّبِيتِ … وعَوْفٍ وبِاسْتِ بَنِي الخَزْرَجِ
أطَعْتُمْ أتاوِيَّ مِن غَيْرِكُمْ … فَلا مِن مُرادٍ ولا مَذْحِجِ [١]
تَرْجُونَهُ بَعْدَ قَتْلِ الرُّءُوسِ … كَما يُرْتَجى مَرَقُ المُنْضَجِ [٢]
ألا أنِفٌ يَبْتَغِيَ غِرَّةُ … فَيَقْطَعُ مِن أمَلِ المُرْتَجِي [٣]
(شِعْرُ حَسّانَ فِي الرَّدِّ عَلَيْها):
قالَ: فَأجابَها حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ، فَقالَ:
بَنُو وائِلٍ وبَنُو واقِفٍ … وخَطْمَةُ دُونَ بَنِي الخَزْرَجِ
مَتى ما دَعَتْ سَفَهًا ويْحَها … بِعَوْلَتِها والمَنايا تَجِي [٤]
فَهَزَّتْ فَتًى ماجِدًا عِرْقُهُ … كَرِيمُ المَداخِلِ والمَخْرَجِ
فَضَرَّجَها من نجيع الدّماء … بَعْدَ الهُدُوِّ فَلَمْ يَحْرَجْ [٥]
(خُرُوجُ الخِطْمِيِّ لَقَتْلِها):
فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ، ألا آخِذٌ [٦] لِي مِن ابْنَةِ مَرْوانَ؟ فَسَمِعَ ذَلِكَ مِن قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ الخِطْمِيُّ، وهُوَ عِنْدَهُ، فَلَمّا أمْسى مِن تِلْكَ اللَّيْلَةِ سَرى عَلَيْها فِي بَيْتِها فَقَتَلَها، ثُمَّ أصْبَحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي قَدْ قَتَلْتها.
فَقالَ نَصَرْتُ اللَّهَ ورَسُولَهُ يا عُمَيْرُ، فَقالَ: هَلْ عَلَيَّ شَيْءٌ مِن شَأْنِها يا رَسُولَ اللَّهِ؟
فَقالَ: لا يَنْتَطِحُ فِيها عَنْزانِ [٧]. (شَأْنُ بَنِي خَطْمَةَ):
فَرَجَعَ عُمَيْرٌ إلى قَوْمِهِ، وبَنُو خَطْمَةَ يَوْمئِذٍ كَثِيرٌ مَوْجُهُمْ [١] فِي شَأْنِ بِنْتِ مَرْوانَ، ولَها يَوْمئِذٍ بَنُونَ خَمْسَةُ رِجالٍ، فَلَمّا جاءَهُمْ عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ مِن عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: يا بَنِي خَطْمَةَ، أنا قَتَلْتُ ابْنَةَ مَرْوانَ، فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونَ. فَذَلِكَ اليَوْمُ أوَّلُ ما عَزَّ الإسْلامُ فِي دارِ بَنِي خَطْمَةَ، وكانَ يَسْتَخْفِي بِإسْلامِهِمْ فِيهِمْ مَن أسْلَمَ، وكانَ أوَّلَ مَن أسْلَمَ مِن بَنِي خَطْمَةَ عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ، وهُوَ الَّذِي يُدْعى القارِئَ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أوْسٍ، وخُزَيْمَةُ بْنِ ثابِتٍ، وأسْلَمَ، يَوْمَ قُتِلَتْ ابْنَةُ مَرْوانَ، رِجالٌ مِن بَنِي خَطْمَةَ، لَمّا رَأوْا مِن عِزِّ الإسْلامِ.}}
=== مقتل شقيق ملك دوما ===
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.109-108.|لَمّا انْتَهى رسول الله ص إلى تَبُوكَ، أتاهُ يُحَنةُ بْنُ رُؤْبَةَ، صاحِبُ ايله، فصالح رسول الله ص واعطاه الجزية، واهل جرباء واذرح اعطوه الجزية، وكتب رسول الله ص لِكُلٍّ كِتابًا، فَهُوَ عِنْدَهُمْ.
ثُمَّ إنَّ رَسُولَ الله ص دَعا خالِدَ بْنَ الوَلِيدِ، فَبَعَثَهُ إلى أُكَيْدِرِ دُومَةَ- وهُوَ أُكَيْدِرُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ، رَجُلٌ مِن كِنْدَةَ، كانَ مَلِكًا عَلَيْها، وكانَ نَصْرانِيًّا- فقال رسول الله ص لِخالِدٍ: إنَّكَ سَتَجِدُهُ يَصِيدُ البَقَرَ، فَخَرَجَ خالِدُ بْنُ الوَلِيدِ حَتّى إذا كانَ مِن حِصْنِهِ بِمَنظَرِ العَيْنِ، وفِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ صائِفَةٍ، وهُوَ عَلى سَطْحٍ لَهُ، ومَعَهُ امْرَأتُهُ، فَباتَتِ البَقَرُ تَحُكُّ بِقُرُونِها بابَ القَصْرِ، فَقالَتِ امْرَأتُهُ: هَلْ رَأيْتَ مِثْلَ هَذا قَطُّ! قالَ: لا واللَّهِ، قالَتْ: فَمَن يَتْرُكُ هَذا؟ قالَ: لا أحَدٌ فَنَزَلَ فَأمَرَ بِفَرَسِهِ فَأُسْرِجَ لَهُ، ورَكِبَ مَعَهُ نَفَرٌ مِن أهْلِ بَيْتِهِ، فِيهِمْ أخٌ لَهُ يُقالُ لَهُ حَسّانٌ، فَرَكِبَ، وخَرَجُوا مَعَهُ بِمَطارِدِهِمْ، فَلَمّا خَرَجُوا تَلَقَّتْهُمْ خيل رسول الله ص فأخذته، وقتلوا أخاه حسان، وقَدْ كانَ عَلَيْهِ قِباءٌ لَهُ مِن دِيباجٍ مُخَوَّصٌ بِالذَّهَبِ، فاسْتَلَبَهُ خالِدٌ، فَبَعَثَ بِهِ إلى رسول الله ص قَبْلَ قُدُومِهِ عَلَيْهِ حَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا سَلَمَةُ، قالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ، عَنْ عاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ، عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: [رَأيْتُ قُباءَ أُكَيْدِرٍ حين قدم به الى رسول الله ص، فَجَعَلَ المُسْلِمُونَ يَلْمَسُونَهُ بِأيْدِيهِمْ، ويَتَعَجَّبُونَ مِنهُ، فَقالَ رسول الله: اتعجبون من هذا! فو الذى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَمَنادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ فِي الجَنَّةِ أحْسَنُ مِن هَذا!] حَدَّثَنا ابْنُ حميد، قال: حَدَّثَنا سلمة، عن ابن إسحاق، قالَ:
ثُمَّ إنَّ خالِدًا قَدِمَ بِأُكَيْدِرٍ عَلى رسول الله ص، فَحَقَنَ لَهُ دَمَهُ، وصالَحَهُ عَلى الجِزْيَةِ، ثُمَّ خَلّى سَبِيلَهُ، فَرَجَعَ إلى قَرْيَتِهِ.}}
=== اغتيال عمرو بن جهاش ===
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.192.|(تَحْرِيضُ يامِينَ عَلى قَتْلِ ابْنِ جِحاشٍ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ- وقَدْ حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ يامِينَ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِيامِينَ: ألَمْ تَرَ ما لَقِيتُ مِن ابْنِ عَمِّكَ، وما هُمْ بِهِ مِن شَأْنِي؟ فَجَعَلَ يامِينُ ابْن عُمَيْرٍ لِرَجُلِ جُعْلًا عَلى أنْ يَقْتُلَ لَهُ عَمْرَو بْنَ جِحاشٍ، فَقَتَلَهُ فِيما يَزْعُمُونَ.}}


===اغتيال خالد بن سفيان===
===اغتيال خالد بن سفيان===
Editor، محررون، recentchangescleanup
٢٨٨

تعديل