الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: محمد والأمر بالإعدام»

لا يوجد ملخص تحرير
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
 
(٩ مراجعات متوسطة بواسطة ٣ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
وفقًا للتقاليد الإسلامية ، واجه المسلمون الأوائل العديد من التهديدات وكانوا في حالة حرب شبه دائمة مع جيرانهم. على هذا النحو ، استخدم محمد العديد من الحيل الحربية ضد أعدائه ، بما في ذلك أوامر الاغتيال المستهدف بالإضافة إلى حالة واحدة على الأقل مسجلة من الإعدام الجماعي لقبيلة بني قريضة اليهودية . وهنالك شخصيات مثيرة للجدل امر محمد بإعدامها لما تشكل خطر على دعوته امثال عقبة بن ابي معيط وكعب بن الاشرف..الخ.
{{القرآن_والحديث_والعلماء}}
بحسب التقليد الإسلامي، واجه المجتم الإسلامي الأوّلي عدداً من التهديدات وكان بذلك بحالة شبه دائمة من الحرب مع المجاورين له. بذلك، استخدم محمد الكثير من حيل الحرب ضدّ أعدائه، بما فيها الأمر بالاغتيال المستهدف وحالة واحدة مسجّلة على الأقلّ من الإعدام الجماعي لقبيلة مقلقة من اليهود. تصوّر السيرة كذلك محمداً على أنه كان حساساً في وجه النقد، وبشكل خاص ذاك الذي وُجّه له من قِبل الشعراء، فأمر بإعدام عددٍ من الشعراء الذين كتبوا آيات تندد به أو تستهزئ به.  


==سمعة==
==سمعة==
سطر ١١٣: سطر ١١٤:
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَذَكَرْتُ مِغْوَلًا [٦] فِي سَيْفِي، حِينَ رَأيْتُ أسْيافَنا لا تُغْنِي شَيْئًا، فَأخَذْتُهُ، وقَدْ صاحَ عَدُوُّ اللَّهِ صَيْحَةً لَمْ يَبْقَ حَوْلَنا حِصْنٌ إلّا وقَدْ أُوقِدَتْ عَلَيْهِ نارٌ قالَ: فَوَضَعْتُهُ فِي ثُنَّتِهِ [٧] ثُمَّ تَحامَلْتُ عَلَيْهِ حَتّى بَلَغْتُ عانَتَهُ فَوَقَعَ عَدُوُّ اللَّهِ، وقَدْ أُصِيبَ الحارِثُ بْنُ أوْسِ بْنِ مُعاذٍ، فَجُرِحَ فِي رَأْسِهِ أوْ فِي رِجْلِهِ، أصابَهُ بَعْضُ أسْيافِنا. قالَ: فَخَرَجْنا حَتّى سَلَكْنا عَلى بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، ثُمَّ عَلى بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ عَلى بُعاثٍ حَتّى أسْنَدْنا [١] فِي حَرَّةِ [٢] العَرِيضِ [٣]، وقَدْ أبْطَأ عَلَيْنا صاحِبُنا الحارِثُ بْنُ أوْسٍ، ونَزَفَهُ [٤] الدَّمُ، فَوَقَفْنا لَهُ ساعَةً، ثُمَّ أتانا يَتْبَعُ آثارَنا. قالَ: فاحْتَمَلْناهُ فَجِئْنا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخِرَ اللَّيْلِ، وهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي، فَسَلَّمْنا عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إلَيْنا، فَأخْبَرْناهُ بِقَتْلِ عَدُوِّ اللَّهِ، وتَفَلَ عَلى جُرْحِ صاحِبِنا، فَرَجَعَ ورَجَعْنا إلى أهْلِنا فَأصْبَحْنا وقَدْ خافَتْ يَهُودُ لِوَقْعَتِنا بِعَدُوِّ اللَّهِ، فَلَيْسَ بِها يَهُودِيٌّ إلّا وهُوَ يَخافُ عَلى نَفْسِهِ.}}
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَذَكَرْتُ مِغْوَلًا [٦] فِي سَيْفِي، حِينَ رَأيْتُ أسْيافَنا لا تُغْنِي شَيْئًا، فَأخَذْتُهُ، وقَدْ صاحَ عَدُوُّ اللَّهِ صَيْحَةً لَمْ يَبْقَ حَوْلَنا حِصْنٌ إلّا وقَدْ أُوقِدَتْ عَلَيْهِ نارٌ قالَ: فَوَضَعْتُهُ فِي ثُنَّتِهِ [٧] ثُمَّ تَحامَلْتُ عَلَيْهِ حَتّى بَلَغْتُ عانَتَهُ فَوَقَعَ عَدُوُّ اللَّهِ، وقَدْ أُصِيبَ الحارِثُ بْنُ أوْسِ بْنِ مُعاذٍ، فَجُرِحَ فِي رَأْسِهِ أوْ فِي رِجْلِهِ، أصابَهُ بَعْضُ أسْيافِنا. قالَ: فَخَرَجْنا حَتّى سَلَكْنا عَلى بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، ثُمَّ عَلى بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ عَلى بُعاثٍ حَتّى أسْنَدْنا [١] فِي حَرَّةِ [٢] العَرِيضِ [٣]، وقَدْ أبْطَأ عَلَيْنا صاحِبُنا الحارِثُ بْنُ أوْسٍ، ونَزَفَهُ [٤] الدَّمُ، فَوَقَفْنا لَهُ ساعَةً، ثُمَّ أتانا يَتْبَعُ آثارَنا. قالَ: فاحْتَمَلْناهُ فَجِئْنا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخِرَ اللَّيْلِ، وهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي، فَسَلَّمْنا عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إلَيْنا، فَأخْبَرْناهُ بِقَتْلِ عَدُوِّ اللَّهِ، وتَفَلَ عَلى جُرْحِ صاحِبِنا، فَرَجَعَ ورَجَعْنا إلى أهْلِنا فَأصْبَحْنا وقَدْ خافَتْ يَهُودُ لِوَقْعَتِنا بِعَدُوِّ اللَّهِ، فَلَيْسَ بِها يَهُودِيٌّ إلّا وهُوَ يَخافُ عَلى نَفْسِهِ.}}


=== محاولة اغتيال أبو سفيان ===
===محاولة اغتيال أبو سفيان===
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.545-542.|ذكر الخبر عن عمرو بْن أمية الضمري إذ وجهه رَسُول الله ص لقتل أبي سفيان بْن حرب
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.545-542.|ذكر الخبر عن عمرو بْن أمية الضمري إذ وجهه رَسُول الله ص لقتل أبي سفيان بْن حرب
ولما قُتِلَ من وجهه النبي ص إلى عضل والقارة من أهل الرجيع، وبلغ خبرهم رسول الله ص بعث عمرو بْن أمية الضمري إلى مكة مَعَ رجل من الأنصار، وأمرهما بقتل أبي سفيان بْن حرب، فحَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا سَلَمَةُ بْنُ الفَضْلِ، قالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الفَضْلِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ- يَعْنِي عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ- قالَ: قالَ عَمْرُو بْنُ اميه: بعثني رسول الله ص بَعْدَ قَتْلِ خُبَيْبٍ وأصْحابِهِ، وبَعَثَ مَعِي رَجُلًا مِنَ الأنْصارِ، فَقالَ: ائْتِيا أبا سُفْيانَ بْنَ حَرْبٍ فاقْتُلاهُ، قالَ:
ولما قُتِلَ من وجهه النبي ص إلى عضل والقارة من أهل الرجيع، وبلغ خبرهم رسول الله ص بعث عمرو بْن أمية الضمري إلى مكة مَعَ رجل من الأنصار، وأمرهما بقتل أبي سفيان بْن حرب، فحَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا سَلَمَةُ بْنُ الفَضْلِ، قالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الفَضْلِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ- يَعْنِي عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ- قالَ: قالَ عَمْرُو بْنُ اميه: بعثني رسول الله ص بَعْدَ قَتْلِ خُبَيْبٍ وأصْحابِهِ، وبَعَثَ مَعِي رَجُلًا مِنَ الأنْصارِ، فَقالَ: ائْتِيا أبا سُفْيانَ بْنَ حَرْبٍ فاقْتُلاهُ، قالَ:
سطر ١٣١: سطر ١٣٢:
فَلَمّا سَمِعَ أبُو سُفْيانَ أنَّ أصْحابَ رَسُولِ الله ص معترضون له، بَعَثَ إلى قُرَيْشٍ: إنَّ مُحَمَّدًا وأصْحابَهُ مُعْتَرِضُونَ لَكُمْ، فَأجِيرُوا تِجارَتَكُمْ فَلَمّا أتى قُرَيْشًا الخَبَرُ- وفِي عِيرِ أبِي سُفْيانَ، مِن بُطُونِ كَعْبِ ابن لُؤَيٍّ كُلِّها- نَفَرَ لَها أهْلُ مَكَّةَ، وهِيَ نَفْرَةُ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، لَيْسَ فِيها من بنى عامر احد الا من كانَ مِن بَنِي مالِكِ بْنِ حِسْلٍ، ولَمْ يسمع بنفره قريش رسول الله ص ولا اصحابه، حتى قدم النبي ص بَدْرًا- وكان طَرِيقُ رُكْبانِ قُرَيْشٍ، مَن أخَذَ مِنهُمْ طَرِيقَ السّاحِلِ إلى الشّامِ- فَخَفَضَ أبُو سُفْيانَ عَنْ بَدْرٍ، ولَزِمَ طَرِيقَ السّاحِلِ، وخافَ الرصد على بدر}}
فَلَمّا سَمِعَ أبُو سُفْيانَ أنَّ أصْحابَ رَسُولِ الله ص معترضون له، بَعَثَ إلى قُرَيْشٍ: إنَّ مُحَمَّدًا وأصْحابَهُ مُعْتَرِضُونَ لَكُمْ، فَأجِيرُوا تِجارَتَكُمْ فَلَمّا أتى قُرَيْشًا الخَبَرُ- وفِي عِيرِ أبِي سُفْيانَ، مِن بُطُونِ كَعْبِ ابن لُؤَيٍّ كُلِّها- نَفَرَ لَها أهْلُ مَكَّةَ، وهِيَ نَفْرَةُ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، لَيْسَ فِيها من بنى عامر احد الا من كانَ مِن بَنِي مالِكِ بْنِ حِسْلٍ، ولَمْ يسمع بنفره قريش رسول الله ص ولا اصحابه، حتى قدم النبي ص بَدْرًا- وكان طَرِيقُ رُكْبانِ قُرَيْشٍ، مَن أخَذَ مِنهُمْ طَرِيقَ السّاحِلِ إلى الشّامِ- فَخَفَضَ أبُو سُفْيانَ عَنْ بَدْرٍ، ولَزِمَ طَرِيقَ السّاحِلِ، وخافَ الرصد على بدر}}


=== مقتل أسماء بنت مروان ===
===مقتل أسماء بنت مروان===
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.638-636.|(نِفاقُها وشِعْرُها فِي ذَلِكَ):
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.638-636.|(نِفاقُها وشِعْرُها فِي ذَلِكَ):
وغَزْوَةُ عُمَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ الخِطْمِيِّ عَصْماءَ بِنْتَ مَرْوانَ، وهِيَ مِن بَنِي أُمَيَّةَ ابْن زَيْدٍ، فَلَمّا قُتِلَ أبُو عَفَكٍ نافَقَتْ، فَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحارِثِ بْنِ الفُضَيْلِ عَنْ أبِيهِ، قالَ: وكانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِن بَنِي خَطْمَةَ، ويُقالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقالَتْ، تَعِيبُ الإسْلامَ وأهْلَهُ:
وغَزْوَةُ عُمَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ الخِطْمِيِّ عَصْماءَ بِنْتَ مَرْوانَ، وهِيَ مِن بَنِي أُمَيَّةَ ابْن زَيْدٍ، فَلَمّا قُتِلَ أبُو عَفَكٍ نافَقَتْ، فَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحارِثِ بْنِ الفُضَيْلِ عَنْ أبِيهِ، قالَ: وكانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِن بَنِي خَطْمَةَ، ويُقالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقالَتْ، تَعِيبُ الإسْلامَ وأهْلَهُ:
سطر ١٥٠: سطر ١٥١:
فَرَجَعَ عُمَيْرٌ إلى قَوْمِهِ، وبَنُو خَطْمَةَ يَوْمئِذٍ كَثِيرٌ مَوْجُهُمْ [١] فِي شَأْنِ بِنْتِ مَرْوانَ، ولَها يَوْمئِذٍ بَنُونَ خَمْسَةُ رِجالٍ، فَلَمّا جاءَهُمْ عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ مِن عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: يا بَنِي خَطْمَةَ، أنا قَتَلْتُ ابْنَةَ مَرْوانَ، فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونَ. فَذَلِكَ اليَوْمُ أوَّلُ ما عَزَّ الإسْلامُ فِي دارِ بَنِي خَطْمَةَ، وكانَ يَسْتَخْفِي بِإسْلامِهِمْ فِيهِمْ مَن أسْلَمَ، وكانَ أوَّلَ مَن أسْلَمَ مِن بَنِي خَطْمَةَ عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ، وهُوَ الَّذِي يُدْعى القارِئَ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أوْسٍ، وخُزَيْمَةُ بْنِ ثابِتٍ، وأسْلَمَ، يَوْمَ قُتِلَتْ ابْنَةُ مَرْوانَ، رِجالٌ مِن بَنِي خَطْمَةَ، لَمّا رَأوْا مِن عِزِّ الإسْلامِ.}}
فَرَجَعَ عُمَيْرٌ إلى قَوْمِهِ، وبَنُو خَطْمَةَ يَوْمئِذٍ كَثِيرٌ مَوْجُهُمْ [١] فِي شَأْنِ بِنْتِ مَرْوانَ، ولَها يَوْمئِذٍ بَنُونَ خَمْسَةُ رِجالٍ، فَلَمّا جاءَهُمْ عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ مِن عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: يا بَنِي خَطْمَةَ، أنا قَتَلْتُ ابْنَةَ مَرْوانَ، فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونَ. فَذَلِكَ اليَوْمُ أوَّلُ ما عَزَّ الإسْلامُ فِي دارِ بَنِي خَطْمَةَ، وكانَ يَسْتَخْفِي بِإسْلامِهِمْ فِيهِمْ مَن أسْلَمَ، وكانَ أوَّلَ مَن أسْلَمَ مِن بَنِي خَطْمَةَ عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ، وهُوَ الَّذِي يُدْعى القارِئَ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أوْسٍ، وخُزَيْمَةُ بْنِ ثابِتٍ، وأسْلَمَ، يَوْمَ قُتِلَتْ ابْنَةُ مَرْوانَ، رِجالٌ مِن بَنِي خَطْمَةَ، لَمّا رَأوْا مِن عِزِّ الإسْلامِ.}}


=== مقتل شقيق ملك دوما ===
===مقتل شقيق ملك دوما===
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.109-108.|لَمّا انْتَهى رسول الله ص إلى تَبُوكَ، أتاهُ يُحَنةُ بْنُ رُؤْبَةَ، صاحِبُ ايله، فصالح رسول الله ص واعطاه الجزية، واهل جرباء واذرح اعطوه الجزية، وكتب رسول الله ص لِكُلٍّ كِتابًا، فَهُوَ عِنْدَهُمْ.
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.109-108.|لَمّا انْتَهى رسول الله ص إلى تَبُوكَ، أتاهُ يُحَنةُ بْنُ رُؤْبَةَ، صاحِبُ ايله، فصالح رسول الله ص واعطاه الجزية، واهل جرباء واذرح اعطوه الجزية، وكتب رسول الله ص لِكُلٍّ كِتابًا، فَهُوَ عِنْدَهُمْ.
ثُمَّ إنَّ رَسُولَ الله ص دَعا خالِدَ بْنَ الوَلِيدِ، فَبَعَثَهُ إلى أُكَيْدِرِ دُومَةَ- وهُوَ أُكَيْدِرُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ، رَجُلٌ مِن كِنْدَةَ، كانَ مَلِكًا عَلَيْها، وكانَ نَصْرانِيًّا- فقال رسول الله ص لِخالِدٍ: إنَّكَ سَتَجِدُهُ يَصِيدُ البَقَرَ، فَخَرَجَ خالِدُ بْنُ الوَلِيدِ حَتّى إذا كانَ مِن حِصْنِهِ بِمَنظَرِ العَيْنِ، وفِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ صائِفَةٍ، وهُوَ عَلى سَطْحٍ لَهُ، ومَعَهُ امْرَأتُهُ، فَباتَتِ البَقَرُ تَحُكُّ بِقُرُونِها بابَ القَصْرِ، فَقالَتِ امْرَأتُهُ: هَلْ رَأيْتَ مِثْلَ هَذا قَطُّ! قالَ: لا واللَّهِ، قالَتْ: فَمَن يَتْرُكُ هَذا؟ قالَ: لا أحَدٌ فَنَزَلَ فَأمَرَ بِفَرَسِهِ فَأُسْرِجَ لَهُ، ورَكِبَ مَعَهُ نَفَرٌ مِن أهْلِ بَيْتِهِ، فِيهِمْ أخٌ لَهُ يُقالُ لَهُ حَسّانٌ، فَرَكِبَ، وخَرَجُوا مَعَهُ بِمَطارِدِهِمْ، فَلَمّا خَرَجُوا تَلَقَّتْهُمْ خيل رسول الله ص فأخذته، وقتلوا أخاه حسان، وقَدْ كانَ عَلَيْهِ قِباءٌ لَهُ مِن دِيباجٍ مُخَوَّصٌ بِالذَّهَبِ، فاسْتَلَبَهُ خالِدٌ، فَبَعَثَ بِهِ إلى رسول الله ص قَبْلَ قُدُومِهِ عَلَيْهِ حَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا سَلَمَةُ، قالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ، عَنْ عاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ، عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: [رَأيْتُ قُباءَ أُكَيْدِرٍ حين قدم به الى رسول الله ص، فَجَعَلَ المُسْلِمُونَ يَلْمَسُونَهُ بِأيْدِيهِمْ، ويَتَعَجَّبُونَ مِنهُ، فَقالَ رسول الله: اتعجبون من هذا! فو الذى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَمَنادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ فِي الجَنَّةِ أحْسَنُ مِن هَذا!] حَدَّثَنا ابْنُ حميد، قال: حَدَّثَنا سلمة، عن ابن إسحاق، قالَ:
ثُمَّ إنَّ رَسُولَ الله ص دَعا خالِدَ بْنَ الوَلِيدِ، فَبَعَثَهُ إلى أُكَيْدِرِ دُومَةَ- وهُوَ أُكَيْدِرُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ، رَجُلٌ مِن كِنْدَةَ، كانَ مَلِكًا عَلَيْها، وكانَ نَصْرانِيًّا- فقال رسول الله ص لِخالِدٍ: إنَّكَ سَتَجِدُهُ يَصِيدُ البَقَرَ، فَخَرَجَ خالِدُ بْنُ الوَلِيدِ حَتّى إذا كانَ مِن حِصْنِهِ بِمَنظَرِ العَيْنِ، وفِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ صائِفَةٍ، وهُوَ عَلى سَطْحٍ لَهُ، ومَعَهُ امْرَأتُهُ، فَباتَتِ البَقَرُ تَحُكُّ بِقُرُونِها بابَ القَصْرِ، فَقالَتِ امْرَأتُهُ: هَلْ رَأيْتَ مِثْلَ هَذا قَطُّ! قالَ: لا واللَّهِ، قالَتْ: فَمَن يَتْرُكُ هَذا؟ قالَ: لا أحَدٌ فَنَزَلَ فَأمَرَ بِفَرَسِهِ فَأُسْرِجَ لَهُ، ورَكِبَ مَعَهُ نَفَرٌ مِن أهْلِ بَيْتِهِ، فِيهِمْ أخٌ لَهُ يُقالُ لَهُ حَسّانٌ، فَرَكِبَ، وخَرَجُوا مَعَهُ بِمَطارِدِهِمْ، فَلَمّا خَرَجُوا تَلَقَّتْهُمْ خيل رسول الله ص فأخذته، وقتلوا أخاه حسان، وقَدْ كانَ عَلَيْهِ قِباءٌ لَهُ مِن دِيباجٍ مُخَوَّصٌ بِالذَّهَبِ، فاسْتَلَبَهُ خالِدٌ، فَبَعَثَ بِهِ إلى رسول الله ص قَبْلَ قُدُومِهِ عَلَيْهِ حَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا سَلَمَةُ، قالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ، عَنْ عاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ، عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: [رَأيْتُ قُباءَ أُكَيْدِرٍ حين قدم به الى رسول الله ص، فَجَعَلَ المُسْلِمُونَ يَلْمَسُونَهُ بِأيْدِيهِمْ، ويَتَعَجَّبُونَ مِنهُ، فَقالَ رسول الله: اتعجبون من هذا! فو الذى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَمَنادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ فِي الجَنَّةِ أحْسَنُ مِن هَذا!] حَدَّثَنا ابْنُ حميد، قال: حَدَّثَنا سلمة، عن ابن إسحاق، قالَ:
ثُمَّ إنَّ خالِدًا قَدِمَ بِأُكَيْدِرٍ عَلى رسول الله ص، فَحَقَنَ لَهُ دَمَهُ، وصالَحَهُ عَلى الجِزْيَةِ، ثُمَّ خَلّى سَبِيلَهُ، فَرَجَعَ إلى قَرْيَتِهِ.}}
ثُمَّ إنَّ خالِدًا قَدِمَ بِأُكَيْدِرٍ عَلى رسول الله ص، فَحَقَنَ لَهُ دَمَهُ، وصالَحَهُ عَلى الجِزْيَةِ، ثُمَّ خَلّى سَبِيلَهُ، فَرَجَعَ إلى قَرْيَتِهِ.}}


=== اغتيال عمرو بن جهاش ===
===اغتيال عمرو بن جهاش===
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.192.|(تَحْرِيضُ يامِينَ عَلى قَتْلِ ابْنِ جِحاشٍ):
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.192.|(تَحْرِيضُ يامِينَ عَلى قَتْلِ ابْنِ جِحاشٍ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ- وقَدْ حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ يامِينَ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِيامِينَ: ألَمْ تَرَ ما لَقِيتُ مِن ابْنِ عَمِّكَ، وما هُمْ بِهِ مِن شَأْنِي؟ فَجَعَلَ يامِينُ ابْن عُمَيْرٍ لِرَجُلِ جُعْلًا عَلى أنْ يَقْتُلَ لَهُ عَمْرَو بْنَ جِحاشٍ، فَقَتَلَهُ فِيما يَزْعُمُونَ.}}
قالَ ابْنُ إسْحاقَ- وقَدْ حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ يامِينَ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِيامِينَ: ألَمْ تَرَ ما لَقِيتُ مِن ابْنِ عَمِّكَ، وما هُمْ بِهِ مِن شَأْنِي؟ فَجَعَلَ يامِينُ ابْن عُمَيْرٍ لِرَجُلِ جُعْلًا عَلى أنْ يَقْتُلَ لَهُ عَمْرَو بْنَ جِحاشٍ، فَقَتَلَهُ فِيما يَزْعُمُونَ.}}


===اغتيال خالد بن سفيان===
===اغتيال خالد بن سفيان===
{{اقتباس|[https://quranx.com/Hadith/AbuDawud/Hasan/Hadith-1244 أبو داود 1249] |حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَالِدِ بْنِ سُفْيَانَ الْهُذَلِيِّ - وَكَانَ نَحْوَ عُرَنَةَ وَعَرَفَاتٍ - فَقَالَ ‏"‏ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَرَأَيْتُهُ وَحَضَرَتْ صَلاَةُ الْعَصْرِ فَقُلْتُ إِنِّي لأَخَافُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَا إِنْ أُؤَخِّرُ الصَّلاَةَ فَانْطَلَقْتُ أَمْشِي وَأَنَا أُصَلِّي أُومِئُ إِيمَاءً نَحْوَهُ فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ قَالَ لِي مَنْ أَنْتَ قُلْتُ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَجْمَعُ لِهَذَا الرَّجُلِ فَجِئْتُكَ فِي ذَاكَ ‏.‏ قَالَ إِنِّي لَفِي ذَاكَ فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي عَلَوْتُهُ بِسَيْفِي حَتَّى بَرَدَ ‏.‏}}
{{اقتباس|[https://quranx.com/Hadith/AbuDawud/Hasan/Hadith-1244 أبو داود 1249] |حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَالِدِ بْنِ سُفْيَانَ الْهُذَلِيِّ - وَكَانَ نَحْوَ عُرَنَةَ وَعَرَفَاتٍ - فَقَالَ ‏"‏ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَرَأَيْتُهُ وَحَضَرَتْ صَلاَةُ الْعَصْرِ فَقُلْتُ إِنِّي لأَخَافُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَا إِنْ أُؤَخِّرُ الصَّلاَةَ فَانْطَلَقْتُ أَمْشِي وَأَنَا أُصَلِّي أُومِئُ إِيمَاءً نَحْوَهُ فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ قَالَ لِي مَنْ أَنْتَ قُلْتُ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَجْمَعُ لِهَذَا الرَّجُلِ فَجِئْتُكَ فِي ذَاكَ ‏.‏ قَالَ إِنِّي لَفِي ذَاكَ فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي عَلَوْتُهُ بِسَيْفِي حَتَّى بَرَدَ ‏.‏}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.157-156.|حَدَّثَنا ابن حميد، قال: حَدَّثَنا سلمة، عن مُحَمَّدِ بْنِ إسْحاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، قالَ: دعانى رسول الله ص، فَقالَ: إنَّهُ بَلَغَنِي أنَّ خالِدَ بْنَ سُفْيانَ بْنِ نُبَيْحٍ الهُذَلِيَّ يَجْمَعُ لِيَ النّاسَ لِيَغْزُوَنِي- وهُوَ بِنَخْلَةٍ أوْ بَعُرْنَةَ- فَأْتِهِ فاقْتُلْهُ، قالَ:
قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، انْعَتْهُ لِي حَتّى أعْرِفَهُ، قالَ: إذا رَأيْتَهُ أذْكَرَكَ الشَّيْطانَ! إنَّهُ آيَةٌ ما بَيْنَكَ وبَيْنَهُ أنَّكَ إذا رَأيْتَهُ وجَدْتَ لَهُ قَشْعَرِيرَةً قالَ: فَخَرَجْتُ مُتَوَشِّحًا سَيْفِي حَتّى دَفَعْتُ إلَيْهِ وهُوَ فِي ظُعُنٍ يَرْتادُ لَهُنَّ مَنزِلا حَيْثُ كانَ وقْتُ العَصْرِ، فَلَمّا رَأيْتُهُ وجَدْتُ ما وصَفَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ص مِنَ القَشْعَرِيرَةِ، فَأقْبَلْتُ نَحْوَهُ، وخَشِيتُ أنْ تَكُونَ بَيْنِي وبَيْنَهُ مُجاوَلَةٌ تَشْغَلُنِي عَنِ الصَّلاةِ، فَصَلَّيْتُ وأنا أمْشِي نَحْوَهُ، أُومِئُ بِرَأْسِي إيماءً، فَلَمّا انْتَهَيْتُ إلَيْهِ قالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ سَمِعَ بِكَ وبِجَمْعِكَ لِهَذا الرَّجُلِ، فَجاءَكَ لِذَلِكَ، قالَ: أجَلْ، أنا فِي ذَلِكَ، فَمَشَيْتُ مَعَهُ شَيْئًا حَتّى إذا أمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ حَتّى قَتَلْتُهُ، ثُمَّ خَرَجْتُ وتَرَكْتُ ظَعائِنَهُ مُكِبّاتٍ عَلَيْهِ.
فَلَمّا قَدِمْتُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ وسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ورَآنِي، قالَ: أفْلَحَ الوَجْهُ! قالَ:
قُلْتُ: قَدْ قَتَلْتُهُ قالَ: صَدَقْتَ! ثُمَّ قامَ رَسُولُ اللَّهِ فَدَخَلَ بَيْتَهُ، فَأعْطانِي عَصًا، فَقالَ: أمْسِكْ هَذِهِ العَصا عِنْدَكَ يا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ قالَ:
فَخَرَجْتُ بِها عَلى النّاسِ، فَقالُوا: ما هَذِهِ العَصا؟ قُلْتُ: أعْطانِيها رَسُولُ اللَّهِ، وأمَرَنِي أنْ أمْسِكَها عِنْدِي، قالُوا: أفَلا تَرْجِعُ إلى رَسُولِ اللَّهِ فَتَسْألَهُ لِمَ ذَلِكَ؟ فَرَجَعْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ أعْطَيْتَنِي هَذِهِ العَصا؟ قالَ: آيَةُ ما بَيْنِي وبَيْنَكَ يَوْمَ القِيامَةِ، إنَّ أقَلَّ النّاسِ المُتَخَصِّرُونَ يَوْمَئِذٍ، فَقَرَنَها عَبْدُ اللَّهِ بِسَيْفِهِ}}


===قتل ابنِ النواحة===
===قتل ابنِ النواحة===
سطر ١٦٧: سطر ١٧٢:
===قتل الخبيب===
===قتل الخبيب===
{{اقتباس|{{البخاري|4|52|281}}|حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ ـ وَهْوَ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ رَهْطٍ سَرِيَّةً عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَأَةِ وَهْوَ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَىٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو لِحْيَانَ، فَنَفَرُوا لَهُمْ قَرِيبًا مِنْ مِائَتَىْ رَجُلٍ، كُلُّهُمْ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمْ تَمْرًا تَزَوَّدُوهُ مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالُوا هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ‏.‏ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ، وَأَحَاطَ بِهِمُ الْقَوْمُ فَقَالُوا لَهُمُ انْزِلُوا وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ، وَلَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ، وَلاَ نَقْتُلُ مِنْكُمْ أَحَدًا‏.‏ قَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أَمِيرُ السَّرِيَّةِ أَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ لاَ أَنْزِلُ الْيَوْمَ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ‏.‏ فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ، فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الأَنْصَارِيُّ وَابْنُ دَثِنَةَ وَرَجُلٌ آخَرُ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَأَوْثَقُوهُمْ فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ، وَاللَّهِ لاَ أَصْحَبُكُمْ، إِنَّ فِي هَؤُلاَءِ لأُسْوَةً‏.‏ يُرِيدُ الْقَتْلَى، فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَأَبَى فَقَتَلُوهُ، فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَابْنِ دَثِنَةَ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَابْتَاعَ خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا، فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ أَنَّ بِنْتَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا فَأَعَارَتْهُ، فَأَخَذَ ابْنًا لِي وَأَنَا غَافِلَةٌ حِينَ أَتَاهُ قَالَتْ فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ، فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ فِي وَجْهِي فَقَالَ تَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ ذَلِكَ‏.‏ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ فِي يَدِهِ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرٍ وَكَانَتْ تَقُولُ إِنَّهُ لَرِزْقٌ مِنَ اللَّهِ رَزَقَهُ خُبَيْبًا، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ، قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ ذَرُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ‏.‏ فَتَرَكُوهُ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ لَوْلاَ أَنْ تَظُنُّوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ لَطَوَّلْتُهَا اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا‏.‏ وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا عَلَى أَىِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ فَقَتَلَهُ ابْنُ الْحَارِثِ، فَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ أُصِيبَ، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ وَمَا أُصِيبُوا، وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمٍ حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ لِيُؤْتَوْا بِشَىْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ، وَكَانَ قَدْ قَتَلَ رَجُلاً مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبُعِثَ عَلَى عَاصِمٍ مِثْلُ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ، فَحَمَتْهُ مِنْ رَسُولِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَقْطَعَ مِنْ لَحْمِهِ شَيْئًا‏.‏}}
{{اقتباس|{{البخاري|4|52|281}}|حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ ـ وَهْوَ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ رَهْطٍ سَرِيَّةً عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَأَةِ وَهْوَ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَىٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو لِحْيَانَ، فَنَفَرُوا لَهُمْ قَرِيبًا مِنْ مِائَتَىْ رَجُلٍ، كُلُّهُمْ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمْ تَمْرًا تَزَوَّدُوهُ مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالُوا هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ‏.‏ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ، وَأَحَاطَ بِهِمُ الْقَوْمُ فَقَالُوا لَهُمُ انْزِلُوا وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ، وَلَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ، وَلاَ نَقْتُلُ مِنْكُمْ أَحَدًا‏.‏ قَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أَمِيرُ السَّرِيَّةِ أَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ لاَ أَنْزِلُ الْيَوْمَ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ‏.‏ فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ، فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الأَنْصَارِيُّ وَابْنُ دَثِنَةَ وَرَجُلٌ آخَرُ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَأَوْثَقُوهُمْ فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ، وَاللَّهِ لاَ أَصْحَبُكُمْ، إِنَّ فِي هَؤُلاَءِ لأُسْوَةً‏.‏ يُرِيدُ الْقَتْلَى، فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَأَبَى فَقَتَلُوهُ، فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَابْنِ دَثِنَةَ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَابْتَاعَ خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا، فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ أَنَّ بِنْتَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا فَأَعَارَتْهُ، فَأَخَذَ ابْنًا لِي وَأَنَا غَافِلَةٌ حِينَ أَتَاهُ قَالَتْ فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ، فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ فِي وَجْهِي فَقَالَ تَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ ذَلِكَ‏.‏ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ فِي يَدِهِ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرٍ وَكَانَتْ تَقُولُ إِنَّهُ لَرِزْقٌ مِنَ اللَّهِ رَزَقَهُ خُبَيْبًا، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ، قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ ذَرُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ‏.‏ فَتَرَكُوهُ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ لَوْلاَ أَنْ تَظُنُّوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ لَطَوَّلْتُهَا اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا‏.‏ وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا عَلَى أَىِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ فَقَتَلَهُ ابْنُ الْحَارِثِ، فَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ أُصِيبَ، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ وَمَا أُصِيبُوا، وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمٍ حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ لِيُؤْتَوْا بِشَىْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ، وَكَانَ قَدْ قَتَلَ رَجُلاً مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبُعِثَ عَلَى عَاصِمٍ مِثْلُ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ، فَحَمَتْهُ مِنْ رَسُولِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَقْطَعَ مِنْ لَحْمِهِ شَيْئًا‏.‏}}
===تعذيب وقتل كنانة بن الربيع بن الحقيق===
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.14.|قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وأُتِيَ رَسُولُ الله ص بِكِنانَةَ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ أبِي الحُقَيْقِ- وكانَ عِنْدَهُ كَنْزُ بَنِي النَّضِيرِ- فَسَألَهُ فَجَحَدَ أنْ يكون يعلم مكانه، فاتى رسول الله ص برجل من يهود، فقال لرسول الله ص: إنِّي قَدْ رَأيْتُ كِنانَةَ يُطِيفُ بِهَذِهِ الخَرِبَةِ كُلَّ غَداةٍ.
فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ لِكِنانَةَ: أرَأيْتَ ان وجدناه عندك، ااقتلك؟ قال: نعم، فامر رسول الله ص بِالخَرِبَةِ فَحُفِرَتْ، فَأُخْرِجَ مِنها بَعْضُ كَنْزِهِمْ، ثُمَّ سَألَهُ ما بَقِيَ، فَأبى أنْ يُؤَدِّيَهُ، [فَأمَرَ به رسول الله ص الزُّبَيْرَ بْنَ العَوّامِ، فَقالَ: عَذِّبْهُ حَتّى تَسْتَأْصِلَ ما عِنْدَهُ،] فَكانَ الزُّبَيْرُ يَقْدَحُ بِزَنْدِهِ فِي صَدْرِهِ حَتّى أشْرَفَ عَلى نَفْسِهِ، ثُمَّ دَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ إلى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ بِأخِيهِ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ وحاصَرَ رَسُولُ الله ص أهْلَ خَيْبَرَ فِي حِصْنَيْهِمُ، الوَطِيحَ والسَّلالِمَ، حَتّى إذا أيْقَنُوا بِالهَلَكَةِ سَألُوهُ أنْ يُسَيِّرَهُمْ ويَحْقِنَ لَهُمْ دِماءَهُمْ، فَفَعَلَ وكانَ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ حازَ الأمْوالَ كُلَّها:
الشِّقَّ ونَطاةَ والكَتِيبَةَ، وجَمِيعَ حُصُونِهِمْ إلا ما كانَ مِن ذَيْنِكَ الحِصْنَيْنِ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.337-336.|(عُقُوبَةُ كِنانَةَ بْنِ الرَّبِيعِ):
وأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِكِنانَةَ بْنِ الرَّبِيعِ، وكانَ عِنْدَهُ كَنْزُ بَنِي النَّضِيرِ، فَسَألَهُ عَنْهُ، فَجَحَدَ أنْ يَكُونَ يَعْرِفُ مَكانَهُ، فَأتى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِن يَهُودَ، فَقالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إنِّي رَأيْتُ كِنانَةَ يُطِيفُ بِهَذِهِ الخَرِبَةِ كُلَّ غَداةٍ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِكِنانَةَ: أرَأيْتُ إنْ وجَدْناهُ عِنْدَكَ، أأقْتُلُكَ؟ قالَ: نَعَمْ، فَأمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالخَرِبَةِ فَحُفِرَتْ، فَأخْرَجَ مِنها بَعْضَ كَنْزِهِمْ، ثُمَّ سَألَهُ عَمّا بَقِيَ، فَأبى أنْ يُؤَدِّيَهُ، فَأمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الزُّبَيْرَ بْنَ العَوّامِ، فَقالَ: عَذِّبْهُ حَتّى تَسْتَأْصِلَ ما عِنْدَهُ، فَكانَ الزُّبَيْرُ يَقْدَحُ بِزَنْدٍ فِي صَدْرِهِ، حَتّى أشْرَفَ عَلى نَفْسِهِ، ثُمَّ دَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ بِأخِيهِ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ.}}
===مقتل النضر بن الحارث===
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.297-295.|أوْ كَما قالُوا لَهُ- فَإنْ كُنْتَ إنّما جِئْتَ بِهَذا الحَدِيثِ تَطْلُبُ بِهِ مالًا جَمَعْنا لَكَ مِن أمْوالِنا حَتّى تَكُونَ أكْثَرَنا مالًا، وإنْ كُنْتَ إنّما تَطْلُبُ بِهِ الشَّرَفَ فِينا، فَنَحْنُ نُسَوِّدُكَ عَلَيْنا، وإنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهِ مُلْكًا مَلَّكْناكَ عَلَيْنا، وإنْ كانَ هَذا الَّذِي يَأْتِيكَ رِئْيًا تَراهُ قَدْ غَلَبَ عَلَيْكَ- وكانُوا يُسَمُّونَ التّابِعَ مِن الجِنِّ رِئْيًا- فَرُبَّما كانَ ذَلِكَ، بَذَلْنا لَكَ أمْوالَنا فِي طَلَبِ الطِّبِّ لَكَ حَتّى نُبْرِئَكَ مِنهُ، أوْ نُعْذِرَ فِيكَ، فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ما بِي ما تَقُولُونَ، ما جِئْتُ بِما جِئْتُكُمْ بِهِ أطْلُبُ أمْوالَكُمْ، ولا الشَّرَفَ فِيكُمْ، ولا المُلْكَ عَلَيْكُمْ، ولَكِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إلَيْكُمْ رَسُولًا، وأنْزَلَ عَلَيَّ كِتابًا، وأمَرَنِي أنْ أكُونَ لَكُمْ بَشِيرًا ونَذِيرًا، فَبَلَّغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي، ونَصَحْتُ لَكُمْ، فَإنْ تَقْبَلُوا مِنِّي ما جِئْتُكُمْ بِهِ، فَهُوَ حَظُّكُمْ فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ، وإنَّ تَرُدُّوهُ عَلَيَّ أصْبِرْ لِأمْرِ اللَّهِ حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنِي وبَيْنَكُمْ، أوْ كَما قالَ صلى الله عليه وسلم. قالُوا: يا مُحَمَّدُ، فَإنْ كُنْتَ غَيْرَ قابِلٍ مِنّا شَيْئًا مِمّا عَرَضْناهُ عَلَيْكَ فَإنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ أنَّهُ لَيْسَ مِن النّاسِ أحَدٌ أضْيَقَ بَلَدًا، ولا أقَلَّ ماءً، ولا أشَدَّ عَيْشًا مِنّا، فَسَلْ لَنا رَبَّكَ الَّذِي بَعَثَكَ بِما بَعَثَكَ بِهِ، فَلْيُسَيِّرْ عَنّا هَذِهِ الجِبالَ الَّتِي قَدْ ضَيَّقَتْ عَلَيْنا، ولْيَبْسُطْ لَنا بِلادَنا، ولْيُفَجِّرْ [١] لَنا فِيها أنَهارًا كَأنْهارِ الشّامِ والعِراقِ، ولْيَبْعَثْ لَنا مَن مَضى مِن آبائِنا، ولْيَكُنْ فِيمَن يُبْعَثُ لَنا مِنهُمْ قُصَيُّ بْنُ كِلابٍ، فَإنَّهُ كانَ شَيْخَ صِدْقٍ، فَنَسْألَهُمْ عَمّا تَقُولُ: أحَقُّ هُوَ أمْ باطِلٌ، فَإنْ صَدَّقُوكَ وصَنَعْتَ ما سَألْناكَ صَدَّقْناكَ، وعَرَفْنا بِهِ مَنزِلَتَكَ مِن اللَّهِ، وأنَّهُ بَعَثَكَ رَسُولًا كَما تَقُولُ. فَقالَ لَهُمْ صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُهُ عَلَيْهِ: ما بِهَذا بُعِثْتُ إلَيْكُمْ، إنّما جِئْتُكُمْ مِن اللَّهِ بِما بَعَثَنِي بِهِ، وقَدْ بَلَّغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتَ بِهِ إلَيْكُمْ، فَإنْ تَقْبَلُوهُ فَهُوَ حَظُّكُمْ فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ، وإنْ تَرُدُّوهُ عَلَيَّ أصْبِرُ لِأمْرِ اللَّهِ تَعالى، حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنِي [٢] وبَيْنَكُمْ، قالُوا: فَإذا لَمْ تَفْعَلْ هَذا لَنا، فَخُذْ لِنَفْسِكَ، سَلْ رَبَّكَ أنْ يَبْعَثَ مَعَكَ مَلَكًا يُصَدِّقُكَ بِما تَقُولُ، ويُراجِعُنا عَنْكَ وسَلْهُ فَلْيَجْعَلْ لَكَ جَنانًا وقُصُورًا وكُنُوزًا مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ يُغْنِيكَ بِها عَمّا نَراكَ تَبْتَغِي، فَإنَّكَ تَقُومُ بِالأسْواقِ كَما نَقُومُ، وتَلْتَمِسُ المَعاشَ كَما نَلْتَمِسُهُ، حَتّى نَعْرِفَ فَضْلَكَ ومَنزِلَتَكَ مِن رَبِّكَ إنْ كُنْتَ رَسُولًا كَما تَزْعُمُ، فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ما أنا بِفاعِلِ، وما أنا بِاَلَّذِي يَسْألُ رَبَّهُ هَذا، وما بُعِثْتُ إلَيْكُمْ بِهَذا، ولَكِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي بَشِيرًا ونَذِيرًا- أوْ كَما قالَ- فَإنْ تَقْبَلُوا ما جِئْتُكُمْ بِهِ فَهُوَ حَظُّكُمْ فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ، وإنْ تَرُدُّوهُ عَلَيَّ أصْبِرْ لِأمْرِ اللَّهِ حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنِي وبَيْنَكُمْ قالُوا: فَأسْقِطْ السَّماءَ عَلَيْنا كِسَفًا كَما زَعَمْتَ أنَّ رَبَّكَ إنْ شاءَ فَعَلَ، فَإنّا لا نُؤْمِنُ لَكَ إلّا أنْ تَفْعَلَ، قالَ: فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ذَلِكَ إلى اللَّهِ، إنْ شاءَ أنْ يَفْعَلَهُ بِكُمْ فَعَلَ، قالُوا: يا مُحَمَّدُ، أفَما عَلِمَ رَبُّكَ أنّا سَنَجْلِسُ مَعَكَ ونَسْألُكَ عَمّا سَألْناكَ عَنْهُ، ونَطْلُبُ مِنكَ ما نَطْلُبُ، فَيَتَقَدَّمَ إلَيْكَ فَيُعَلِّمَكَ ما تُراجِعُنا بِهِ، ويُخْبِرُكَ ما هُوَ صانِعٌ فِي ذَلِكَ بِنا، إذْ لَمْ نَقْبَلْ مِنكَ ما جِئْتنا بِهِ! إنّهُ قَدْ بَلَغْنا أنَّكَ إنّما يُعَلِّمُكَ هَذا رَجُلٌ بِاليَمامَةِ يُقالُ لَهُ: الرَّحْمَنُ، وإنّا واَللَّهِ لا نُؤْمِنُ بِالرَّحْمَنِ أبَدًا، فَقَدْ أعْذَرْنا إلَيْكَ يا مُحَمَّدُ، وإنّا واَللَّهِ لا نَتْرُكُكَ وما بَلَغْتَ منّا حَتّى نملكك، أوْ تُهْلِكَنا. وقالَ قائِلُهُمْ: نَحْنُ نَعْبُدُ المَلائِكَةَ، وهِيَ بَناتُ اللَّهِ. وقالَ قائِلُهُمْ: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى تَأْتِيَنا باللَّه والمَلائِكَةِ قَبِيلًا.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.302-299.|قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فَقالَ: يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إنّهُ واَللَّهِ قَدْ نَزَلَ بِكُمْ أمْرٌ ما أتَيْتُمْ لَهُ بِحِيلَةِ بَعْدُ، قَدْ كانَ مُحَمَّدٌ فِيكُمْ غُلامًا حَدَثًا أرْضاكُمْ فِيكُمْ، وأصْدَقَكُمْ حَدِيثًا، وأعْظَمَكُمْ أمانَةً، حَتّى إذا رَأيْتُمْ فِي صُدْغَيْهِ الشَّيْبَ، وجاءَكُمْ بِما جاءَكُمْ بِهِ، قُلْتُمْ ساحِرٌ، لا واَللَّهِ ما هُوَ بِساحِرٍ، لَقَدْ رَأيْنا السَّحَرَةَ ونَفْثَهُمْ وعَقْدَهُمْ [١]، وقُلْتُمْ كاهِنٌ، لا واَللَّهِ ما هُوَ بِكاهِنٍ، قَدْ رَأيْنا الكَهَنَةَ وتَخالُجَهُمْ وسَمِعْنا سَجْعَهُمْ، وقُلْتُمْ شاعِرٌ، لا واَللَّهِ ما هُوَ بِشاعِرٍ، قَدْ رَأيْنا الشِّعْرَ، وسَمِعْنا أصْنافَهُ كُلَّها:
هَزَجَهُ ورَجَزَهُ، وقُلْتُمْ مَجْنُونٌ، لا واَللَّهِ ما هُوَ بِمَجْنُونٍ، لَقَدْ رَأيْنا الجُنُونَ فَما هُوَ بِخَنْقِهِ، ولا وسْوَسَتِهِ، ولا تَخْلِيطِهِ، يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، فانْظُرُوا فِي شَأْنِكُمْ، فَإنَّهُ واَللَّهِ لَقَدْ نَزَلَ بِكُمْ أمْرٌ عَظِيمٌ.
(ما كانَ يُؤْذِي بِهِ النَّضْرُ بْنُ الحارِثِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم):
وكانَ النَّضْرُ بْنُ الحارِثِ مِن شَياطِينِ قُرَيْشٍ، ومِمَّنْ كانَ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ويَنْصِبُ لَهُ العَداوَةَ، وكانَ قَدْ قَدِمَ الحِيرَةَ، وتَعَلَّمَ بِها أحادِيثَ مُلُوكِ الفُرْسِ، وأحادِيثَ رُسْتُمَ واسْبِنْدِيارَ [٢]، فَكانَ إذا جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسًا فَذَكَّرَ فِيهِ باللَّه، وحَذَّرَ قَوْمَهُ ما أصابَ مَن قَبْلَهُمْ مِن الأُمَمِ مِن نِقْمَةِ اللَّهِ، خَلَفَهُ فِي مَجْلِسِهِ إذا قامَ، ثُمَّ قالَ: أنا واَللَّهِ يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أحْسَنُ حَدِيثًا مِنهُ، فَهَلُمَّ إلَيَّ، فَأنا أُحَدِّثُكُمْ أحْسَنَ مِن حَدِيثِهِ، ثُمَّ يُحَدِّثُهُمْ عَنْ مُلُوكِ فارِسَ ورُسْتُمَ واسْبِنْدِيارَ [٢]، ثمَّ يَقُول: بِماذا مُحَمَّدٌ أحْسَنُ حَدِيثًا مِنِّي؟
قالَ ابْنُ هِشامٍ: وهُوَ الَّذِي قالَ فِيما بَلَغَنِي: سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أنْزَلَ اللَّهُ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وكانَ ابْنُ عَبّاسٍ ﵄ يَقُولُ، فِيما بَلَغَنِي: نَزَلَ فِيهِ ثَمانِ آياتٍ مِن القُرْآنِ: قَوْلُ اللَّهِ ﷿: إذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أساطِيرُ الأوَّلِينَ ٦٨: ١٥. وكُلُّ ما ذُكِرَ فِيهِ مِن الأساطِيرِ مِن القُرْآنِ.
(أرْسَلَتْ قُرَيْشٌ النَّضْرَ وابْنَ أبِي مُعَيْطٍ إلى أحْبارِ يَهُودَ يَسْألانِهِمْ عَنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم):
فَلَمّا قالَ لَهُمْ ذَلِكَ النَّضْرُ بْنُ الحارِثِ بَعَثُوهُ، وبَعَثُوا مَعَهُ عُقْبَةَ بْنَ أبِي مُعَيْطٍ إلى أحْبارِ يَهُودَ بِالمَدِينَةِ، وقالُوا لَهُما: سَلاهُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ، وصِفا لَهُمْ صِفَتَهُ، وأخْبِراهُمْ بِقَوْلِهِ، فَإنَّهُمْ أهْلُ الكِتابِ الأُوَلِ، وعِنْدَهُمْ عِلْمٌ لَيْسَ عِنْدَنا مِن عِلْمِ الأنْبِياءِ، فَخَرَجا حَتّى قَدِما المَدِينَةَ، فَسَألا أحْبارَ يَهُودَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ووَصَفا لَهُمْ أمْرَهُ، وأخْبَراهُمْ بِبَعْضِ قَوْلِهِ، وقالا لَهُمْ: إنّكُمْ أهْلُ التَّوْراةِ، وقَدْ جِئْناكُمْ لِتُخْبِرُونا عَنْ صاحِبِنا هَذا، فَقالَتْ لَهُما أحْبارُ يَهُودَ: سَلُوهُ عَنْ ثَلاثٍ نَأْمُرُكُمْ بِهِنَّ، فَإنْ أخْبَرَكُمْ بِهِنَّ فَهُوَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وإنْ لَمْ يَفْعَلْ فالرَّجُلُ مُتَقَوِّلٌ، فَرَوْا فِيهِ رَأْيَكُمْ. سَلُوهُ عَنْ فِتْيَةٍ ذَهَبُوا فِي الدَّهْرِ الأوَّلِ ما كانَ أمْرُهُمْ، فَإنَّهُ قَدْ كانَ لَهُمْ حَدِيثٌ عَجَبٌ، وسَلُوهُ عَنْ رَجُلٍ طَوّافٍ قَدْ بَلَغَ مَشارِقَ الأرْضِ ومَغارِبَها ما كانَ نَبَؤُهُ، وسَلُوهُ عَنْ الرُّوحِ ما هِيَ؟ فَإذا أخْبَرَكُمْ بِذَلِكَ فاتَّبِعُوهُ، فَإنَّهُ نَبِيٌّ، وإنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَهُوَ رَجُلٌ مُتَقَوَّلٌ، فاصْنَعُوا فِي أمْرِهِ ما بَدا لَكُمْ. فَأقْبَلَ النَّضْرُ بْنُ الحارِثِ، وعُقْبَةُ بْنُ أبِي مُعَيْطِ بْنِ أبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنافِ بْنِ قُصَيٍّ حَتّى قَدِما مَكَّةَ عَلى قُرَيْشٍ، فَقالا: يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، قَدْ جِئْناكُمْ بِفَصْلِ ما بَيْنَكُمْ وبَيْنَ مُحَمَّدٍ، قَدْ أخْبَرَنا أحْبارُ يَهُودَ أنْ نَسْألَهُ عَنْ أشْياءَ أمَرُونا بِها، فَإنْ أخْبَرَكُمْ عَنْها فَهُوَ نَبِيٌّ، وإنْ لَمْ يَفْعَلْ فالرَّجُلُ مُتَقَوِّلٌ، فَرَوْا فِيهِ رَأْيَكُمْ.
(سُؤالُ قُرَيْشٍ لَهُ صلى الله عليه وسلم عَنْ أسْئِلَةٍ وإجابَتُهُ لَهُمْ):
فَجاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالُوا: يا مُحَمَّدُ، أخْبِرْنا عَنْ فِتْيَةٍ ذَهَبُوا فِي الدَّهْرِ الأوَّلِ قَدْ كانَتْ لَهُمْ قِصَّةٌ عَجَبٌ، وعَنْ رَجُلٍ كانَ طَوّافًا قَدْ بَلَغَ مَشارِقَ الأرْضِ ومَغارِبَها، وأخْبِرْنا عَنْ الرُّوحِ ما هِيَ؟ قالَ: فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أُخْبِرُكُمْ بِما سَألْتُمْ عَنْهُ غَدًا، ولَمْ يَسْتَثْنِ [١]، فانْصَرَفُوا عَنْهُ. فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم- فِيما يَذْكُرُونَ- خَمْسَ عَشْرَةَ [٢] لَيْلَةً لا يُحْدِثُ اللَّهُ إلَيْهِ فِي ذَلِكَ وحْيًا، ولا يَأْتِيهِ جِبْرِيل، حَتّى أرحف [٣] أهْلُ مَكَّةَ، وقالُوا: وعَدَنا مُحَمَّدٌ غَدًا، واليَوْمَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، قَدْ أصْبَحْنا مِنها لا يُخْبِرُنا بِشَيْءِ مِمّا سَألْناهُ عَنْهُ، وحَتّى أحْزَنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُكْثُ الوَحْيِ عَنْهُ، وشَقَّ عَلَيْهِ ما يَتَكَلَّمُ بِهِ أهْلُ مَكَّةَ: ثُمَّ جاءَهُ جِبْرِيلُ مِن اللَّهِ ﷿ بِسُورَةِ أصْحابِ الكَهْفِ، فِيها مُعاتَبَتُهُ إيّاهُ عَلى حُزْنِهِ عَلَيْهِمْ، وخَبَرُ ما سَألُوهُ عَنْهُ مِن أمْرِ اللَّهِ الفِتْيَةَ، والرَّجُلِ الطَّوّافِ، والرُّوحِ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.358.|(ما كانَ يُؤْذِي بِهِ النَّضْرُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وما نَزَلَ فِيهِ):
والنَّضْرُ بْنُ الحارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ [١] بْنِ كَلَدَةَ بْنِ عَبْدِ مَنافِ بْنِ عَبْدِ الدّارِ بْنِ قُصَيٍّ، كانَ إذا جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسًا، فَدَعا فِيهِ إلى اللَّهِ تَعالى وتلا فِيهِ القُرْآنَ، وحَذَّرَ (فِيهِ) [٢] قُرَيْشًا ما أصابَ الأُمَمَ الخالِيَةَ، خَلَفَهُ فِي مَجْلِسِهِ إذا قامَ، فَحَدَّثَهُمْ عَنْ رُسْتُمَ السِّنْدِيدِ [٣]، وعَنْ أسْفِنْدِيارَ، ومُلُوكِ فارِسَ، ثُمَّ يَقُولُ واَللَّهِ ما مُحَمَّدٌ بِأحْسَنَ حَدِيثًا مِنِّي، وما حَدِيثُهُ إلّا أساطِيرُ الأوَّلِينَ، اكْتَتَبَها كَما اكْتَتَبْتها. فَأنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ: وقالُوا أساطِيرُ الأوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وأصِيلًا، قُلْ أنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ والأرْضِ، إنَّهُ كانَ غَفُورًا رَحِيمًا ٢٥: ٥- ٦. ونَزَلَ فِيهِ إذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أساطِيرُ الأوَّلِينَ ٦٨: ١٥. ونَزَلَ فِيهِ: ويْلٌ لِكُلِّ أفّاكٍ أثِيمٍ يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأنْ لَمْ يَسْمَعْها ٤٥: ٧- ٨ كَأنَّ فِي أُذُنَيْهِ وقْرًا، فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ ألِيمٍ ٣١: ٧.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.644-643.|ثُمَّ أقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم- حَتّى إذا خَرَجَ مِن مَضِيقِ الصَّفْراءِ نَزَلَ عَلى كَثِيبٍ بَيْنَ المَضِيقِ وبَيْنَ النّازِيَةِ- يُقالُ لَهُ: سَيْرٌ- إلى سَرْحَةٍ بِهِ.
فَقَسَمَ هُنالِكَ النَّفَلَ الَّذِي أفاءَ اللَّهُ عَلى المُسْلِمِينَ مِن المُشْرِكِينَ عَلى السَّواءِ، ثُمَّ ارْتَحَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتّى إذا كانَ بِالرَّوْحاءِ لَقِيَهُ المُسْلِمُونَ يُهَنِّئُونَهُ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ ومَن مَعَهُ مِن المُسْلِمِينَ، فَقالَ لَهُمْ سَلَمَةُ بْنُ سَلامَةَ- كَما حَدَّثَنِي عاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ، ويَزِيدُ بْنُ رُومانَ-: ما الَّذِي تهنئوننا بِهِ؟ فو الله إنْ لَقِينا إلّا عَجائِزَ صُلْعًا كالبُدْنِ المُعَقَّلَةِ، فَنَحَرْناها، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قالَ: أيْ ابْنَ أخِي، أُولَئِكَ المَلَأُ. قالَ ابْنُ هِشامٍ: المَلَأُ: الأشْرافُ والرُّؤَساءُ.
(مَقْتَلُ النَّضْرِ وعُقْبَةَ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: حَتّى إذا كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّفْراءِ قُتِلَ النَّضْرُ بْنُ الحارِثِ، قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ، كَما أخْبَرَنِي بَعْضُ أهْلِ العِلْمِ مِن أهْلِ مَكَّةَ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ثُمَّ خَرَجَ حَتّى إذا كانَ بِعِرْقِ الظَّبْيَةِ قُتِلَ عُقْبَةُ بْنُ أبِي مُعَيْطٍ.
قالَ ابْنُ هِشامٍ: عِرْقُ الظَّبْيَةِ عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحاقَ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: واَلَّذِي أسَرَ عُقْبَةَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِمَةَ [١] أحَدُ بَنِي العَجْلانِ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فَقالَ عُقْبَةُ حِينَ أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ:
فَمَن لِلصِّبْيَةِ يا مُحَمَّدُ؟ قالَ: النّارُ. فَقَتَلَهُ عاصِمُ بْنُ ثابِتِ بْنِ أبِي الأقْلَحِ الأنْصارِيُّ، أخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، كَما حَدَّثَنِي أبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمّارِ بْنِ ياسِرٍ.
قالَ ابْنُ هِشامَ: ويُقالُ قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ فِيما ذَكَرَ لِي ابْنُ شِهابٍ الزُّهْرِيُّ وغَيْرُهُ مِن أهْلِ العِلْمِ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ولَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ المَوْضِعِ أبُو هِنْدٍ، مَوْلى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو البَيّاضِي بِحَمِيتٍ مَمْلُوءٍ حَيْسًا [٢].
قالَ ابْنُ هِشامٍ: الحَمِيتُ: الزِّقُّ، وكانَ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، ثُمَّ شَهِدَ المَشاهِدَ كُلَّها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وهُوَ كانَ حَجّامَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إنّما هُوَ أبُو هِنْد امْرُؤ مِن الأنْصارِ فَأنْكِحُوهُ، وأنْكِحُوا إلَيْهِ، فَفَعَلُوا. قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ثُمَّ مَضى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتّى قَدِمَ المَدِينَةَ قَبْلَ الأُسارى بِيَوْمِ}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.649.|(أمْرُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وفِداؤُهُ):
(قالَ) [١]: ثُمَّ بَعَثَتْ قُرَيْشٌ فِي فِداءِ الأُسارى، فَقَدِمَ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصِ ابْن الأخْيَفِ فِي فَداءِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وكانَ الَّذِي أسَرَهُ مالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ، أخُو بَنِي سالِمِ بْنِ عَوْفٍ}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.43-42.|(شِعْرُ قُتَيْلَةَ بِنْتِ الحارِثِ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ [٣]: وقالَتْ قُتَيْلَةُ [٤] بِنْتُ الحارِثِ، أُخْتُ [٥] النَّضْرِ بْنِ الحارِثِ، تَبْكِيهِ:
يا راكِبًا إنّ الأثِيلَ مَظِنَّةٌ … مِن صُبْحِ خامِسَةٍ وأنْتَ مُوَفَّقُ [٦]
أبْلِغْ بِها مَيْتًا بِأنَّ تَحِيَّةً … ما إنْ تَزالُ بِها النَّجائِبُ تَخْفِقُ [٧]
مِنِّي إلَيْكَ وعَبْرَةً مَسْفُوحَةً … جادَتْ بِواكِفِها وأُخْرى تَخْنُقُ [٨]
هَلْ يَسْمَعَنِّي النَّضْرُ إنْ نادَيْتُهُ … أمْ كَيْفَ يَسْمَعُ مَيِّتٌ لا يَنْطِقُ
أمُحَمَّدُ يا خَيْرَ ضَنْءِ كَرِيمَةٍ [٩] … فِي قَوْمِها والفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرَّقُ [١٠]
ما كانَ ضُرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ ورُبَّما … مَنَّ الفَتى وهُوَ المَغِيظُ المُحْنَقُ [١]
أوْ كُنْتَ قابِلَ فِدْيَةٍ فَلْيُنْفِقَنْ … بِأعَزَّ ما يَغْلُو بِهِ ما يُنْفِقُ [٢]
فالنَّضْرُ أقْرَبُ مَن أسَرَّتْ قَرابَةً … وأحَقُّهُمْ إنْ كانَ عِتْقٌ يُعْتَقُ
ظَلَّتْ سُيُوفُ بَنِي أبِيهِ تَنُوشُهُ … للَّه أرْحامٌ هُناكَ تُشَقَّقُ [٣]
صَبْرًا [٤] يُقادُ إلى المَنِيَّةِ مُتْعَبًا … رَسْفَ المُقَيَّدِ وهُوَ عانٍ مُوَثَّقُ
قالَ ابْنُ هِشامٍ: فَيُقالُ، واَللَّهُ أعْلَمُ: إنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمّا بَلَغَهُ هَذا الشِّعْرُ، قالَ: لَوْ بَلَغَنِي هَذا قَبْلَ قَتْلِهِ لَمَنَنْتُ عَلَيْهِ.
(تارِيخُ الفَراغِ مِن بَدْرٍ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وكانَ فَراغُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن بَدْرٍ فِي عَقِبِ شَهْرِ رَمَضانَ أوْ فِي شَوّالٍ.}}


===وفاة ابن سنينة===
===وفاة ابن سنينة===
{{اقتباس|{{أبو داود|19|2996}}|حَدَّثَنَا مُصَرِّفُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مَوْلًى، لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَتْنِي ابْنَةُ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهَا، مُحَيِّصَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَنْ ظَفِرْتُمْ بِهِ مِنْ رِجَالِ يَهُودَ فَاقْتُلُوهُ ‏"‏ ‏.‏ فَوَثَبَ مُحَيِّصَةُ عَلَى شَبِيبَةَ رَجُلٍ مِنْ تُجَّارِ يَهُودَ كَانَ يُلاَبِسُهُمْ فَقَتَلَهُ وَكَانَ حُوَيِّصَةُ إِذْ ذَاكَ لَمْ يُسْلِمْ وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ مُحَيِّصَةَ فَلَمَّا قَتَلَهُ جَعَلَ حُوَيِّصَةُ يَضْرِبُهُ وَيَقُولُ يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَمَا وَاللَّهِ لَرُبَّ شَحْمٍ فِي بَطْنِكَ مِنْ مَالِهِ ‏.‏}}
{{اقتباس|{{أبو داود|19|2996}}|حَدَّثَنَا مُصَرِّفُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مَوْلًى، لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَتْنِي ابْنَةُ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهَا، مُحَيِّصَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَنْ ظَفِرْتُمْ بِهِ مِنْ رِجَالِ يَهُودَ فَاقْتُلُوهُ ‏"‏ ‏.‏ فَوَثَبَ مُحَيِّصَةُ عَلَى شَبِيبَةَ رَجُلٍ مِنْ تُجَّارِ يَهُودَ كَانَ يُلاَبِسُهُمْ فَقَتَلَهُ وَكَانَ حُوَيِّصَةُ إِذْ ذَاكَ لَمْ يُسْلِمْ وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ مُحَيِّصَةَ فَلَمَّا قَتَلَهُ جَعَلَ حُوَيِّصَةُ يَضْرِبُهُ وَيَقُولُ يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَمَا وَاللَّهِ لَرُبَّ شَحْمٍ فِي بَطْنِكَ مِنْ مَالِهِ ‏.‏}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.59-58.|أمْرُ مُحَيِّصَةَ وحُوَيِّصَةَ
(لَوْمُ حُوَيِّصَةَ لِأخِيهِ مُحَيِّصَةَ لِقَتْلِهِ يَهُودِيًّا ثُمَّ إسْلامُهُ)،
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَن ظَفَرْتُمْ بِهِ مِن رِجالِ يَهُودَ فاقْتُلُوهُ، فَوَثَبَ مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ- قالَ ابْنُ هِشامٍ: (مُحَيِّصَةُ) [١]، ويُقالُ: مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حارِثَةَ بْنِ الحارِثِ بْنِ الخَزْرَجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مالِكِ بْنِ الأوْسِ- عَلى ابْنِ سُنَيْنَةَ- قالَ ابْنُ هِشامٍ: ويُقالُ سُبَيْنَةُ [٢]- رَجُلٌ مِن تُجّارِ يَهُودَ، كانَ يُلابِسُهُمْ ويُبايِعُهُمْ فَقَتَلَهُ وكانَ حُوَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ إذْ ذاكَ لَمْ يُسْلِمْ، وكانَ أسَنَّ مِن مُحَيِّصَةَ، فَلَمّا قَتَلَهُ جَعَلَ حُوَيِّصَةَ يَضْرِبُهُ، ويَقُولُ: أيْ عَدُوَّ اللَّهِ، أقَتَلْتَهُ، أما واَللَّهِ لَرُبَّ شَحْمٍ فِي بَطْنِكَ مِن مالِهِ. قالَ مُحَيِّصَةُ، فَقُلْتُ: واَللَّهِ لَقَدْ أمَرَنِي بِقَتْلِهِ مَن لَو أمرنى يقتلك لَضَرَبْتُ عُنُقك، قالَ: فو الله إنْ كانَ لِأوَّلِ إسْلامِ حويّصة قالَ: آو للَّه لَوْ أمَرَكَ مُحَمَّدٌ بِقَتْلِي لَقَتَلْتَنِي؟ قالَ: نَعَمْ، واَللَّهِ لَوْ أمَرَنِي بِضَرْبِ عُنُقِكَ لَضَرَبْتُها! قالَ: واَللَّهِ إنّ دِينًا بَلَغَ بِكَ هَذا لَعَجَبٌ، فَأسْلَمَ حُوَيِّصَةُ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: حَدَّثَنِي هَذا الحَدِيثَ مَوْلًى لِبَنِي حارِثَةَ، عَنْ ابْنِهِ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أبِيها مُحَيِّصَةَ.
(شِعْرُ مُحَيِّصَةَ فِي لَوْمِ أخِيهِ لَهُ).
فَقالَ مُحَيِّصَةُ فِي ذَلِكَ: يَلُومُ ابْنُ أُمِّي لَوْ أُمِرْتُ بِقَتْلِهِ … لَطَبَّقْتُ ذِفْراهُ بِأبْيَضَ قاضِبِ [١]
حُسامٍ كَلَوْنِ المِلْحِ أُخْلِصَ صَقْلُهُ … مَتى ما أُصَوِّبْهُ فَلَيْسَ بِكاذِبِ
وما سَرَّنِي أنِّي قَتَلْتُكَ طائِعًا … وأنَّ لَنا ما بَيْنَ بُصْرى ومَأْرِبِ}}


===اغتيال أمية بن خلف أبي صفوان===
===اغتيال أمية بن خلف أبي صفوان===
{{اقتباس|{{البخاري|4|56|826}}|حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ انْطَلَقَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ مُعْتَمِرًا ـ قَالَ ـ فَنَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ أَبِي صَفْوَانَ، وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا انْطَلَقَ إِلَى الشَّأْمِ فَمَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ انْتَظِرْ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ، وَغَفَلَ النَّاسُ انْطَلَقْتُ فَطُفْتُ، فَبَيْنَا سَعْدٌ يَطُوفُ إِذَا أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ مَنْ هَذَا الَّذِي يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَقَالَ سَعْدٌ أَنَا سَعْدٌ‏.‏ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ تَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ آمِنًا، وَقَدْ آوَيْتُمْ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ فَقَالَ نَعَمْ‏.‏ فَتَلاَحَيَا بَيْنَهُمَا‏.‏ فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ لاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ، فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي‏.‏ ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ وَاللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتَنِي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ لأَقْطَعَنَّ مَتْجَرَكَ بِالشَّأْمِ‏.‏ قَالَ فَجَعَلَ أُمَيَّةُ يَقُولُ لِسَعْدٍ لاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ‏.‏ وَجَعَلَ يُمْسِكُهُ، فَغَضِبَ سَعْدٌ فَقَالَ دَعْنَا عَنْكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُكَ‏.‏ قَالَ إِيَّاىَ قَالَ نَعَمْ‏.‏ قَالَ وَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ إِذَا حَدَّثَ‏.‏ فَرَجَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ أَمَا تَعْلَمِينَ مَا قَالَ لِي أَخِي الْيَثْرِبِيُّ قَالَتْ وَمَا قَالَ قَالَ زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدًا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلِي‏.‏ قَالَتْ فَوَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ‏.‏ قَالَ فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى بَدْرٍ، وَجَاءَ الصَّرِيخُ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ أَمَا ذَكَرْتَ مَا قَالَ لَكَ أَخُوكَ الْيَثْرِبِيُّ قَالَ فَأَرَادَ أَنْ لاَ يَخْرُجَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ إِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ الْوَادِي، فَسِرْ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، فَسَارَ مَعَهُمْ فَقَتَلَهُ اللَّهُ‏.‏}}
{{اقتباس|{{البخاري|4|56|826}}|حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ انْطَلَقَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ مُعْتَمِرًا ـ قَالَ ـ فَنَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ أَبِي صَفْوَانَ، وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا انْطَلَقَ إِلَى الشَّأْمِ فَمَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ انْتَظِرْ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ، وَغَفَلَ النَّاسُ انْطَلَقْتُ فَطُفْتُ، فَبَيْنَا سَعْدٌ يَطُوفُ إِذَا أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ مَنْ هَذَا الَّذِي يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَقَالَ سَعْدٌ أَنَا سَعْدٌ‏.‏ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ تَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ آمِنًا، وَقَدْ آوَيْتُمْ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ فَقَالَ نَعَمْ‏.‏ فَتَلاَحَيَا بَيْنَهُمَا‏.‏ فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ لاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ، فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي‏.‏ ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ وَاللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتَنِي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ لأَقْطَعَنَّ مَتْجَرَكَ بِالشَّأْمِ‏.‏ قَالَ فَجَعَلَ أُمَيَّةُ يَقُولُ لِسَعْدٍ لاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ‏.‏ وَجَعَلَ يُمْسِكُهُ، فَغَضِبَ سَعْدٌ فَقَالَ دَعْنَا عَنْكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُكَ‏.‏ قَالَ إِيَّاىَ قَالَ نَعَمْ‏.‏ قَالَ وَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ إِذَا حَدَّثَ‏.‏ فَرَجَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ أَمَا تَعْلَمِينَ مَا قَالَ لِي أَخِي الْيَثْرِبِيُّ قَالَتْ وَمَا قَالَ قَالَ زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدًا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلِي‏.‏ قَالَتْ فَوَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ‏.‏ قَالَ فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى بَدْرٍ، وَجَاءَ الصَّرِيخُ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ أَمَا ذَكَرْتَ مَا قَالَ لَكَ أَخُوكَ الْيَثْرِبِيُّ قَالَ فَأَرَادَ أَنْ لاَ يَخْرُجَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ إِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ الْوَادِي، فَسِرْ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، فَسَارَ مَعَهُمْ فَقَتَلَهُ اللَّهُ‏.‏}}
===إعدام عقبة بن أبي معيط===
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.644.|(مَقْتَلُ النَّضْرِ وعُقْبَةَ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: حَتّى إذا كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّفْراءِ قُتِلَ النَّضْرُ بْنُ الحارِثِ، قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ، كَما أخْبَرَنِي بَعْضُ أهْلِ العِلْمِ مِن أهْلِ مَكَّةَ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ثُمَّ خَرَجَ حَتّى إذا كانَ بِعِرْقِ الظَّبْيَةِ قُتِلَ عُقْبَةُ بْنُ أبِي مُعَيْطٍ.
قالَ ابْنُ هِشامٍ: عِرْقُ الظَّبْيَةِ عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحاقَ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: واَلَّذِي أسَرَ عُقْبَةَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِمَةَ [١] أحَدُ بَنِي العَجْلانِ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فَقالَ عُقْبَةُ حِينَ أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ:
فَمَن لِلصِّبْيَةِ يا مُحَمَّدُ؟ قالَ: النّارُ. فَقَتَلَهُ عاصِمُ بْنُ ثابِتِ بْنِ أبِي الأقْلَحِ الأنْصارِيُّ، أخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، كَما حَدَّثَنِي أبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمّارِ بْنِ ياسِرٍ.
قالَ ابْنُ هِشامَ: ويُقالُ قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ فِيما ذَكَرَ لِي ابْنُ شِهابٍ الزُّهْرِيُّ وغَيْرُهُ مِن أهْلِ العِلْمِ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ولَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ المَوْضِعِ أبُو هِنْدٍ، مَوْلى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو البَيّاضِي بِحَمِيتٍ مَمْلُوءٍ حَيْسًا [٢].}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.645.|قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي نُبِيُّهُ بْنُ وهْبٍ، أخُو بَنِي عَبْدِ الدّارِ. أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أقْبَلَ بِالأُسارى فَرَّقَهُمْ بَيْنَ أصْحابِهِ، وقالَ: اسْتَوْصُوا بِالأُسارى خَيْرًا. قالَ: وكانَ أبُو عَزِيزٍ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هاشِمٍ، أخُو مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ لِأبِيهِ وأُمِّهِ فِي الأُسارى. قالَ: فَقالَ أبُو عَزِيزٍ: مَرَّ بِي أخِي مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ ورَجُلٌ مِن الأنْصارِ يَأْسِرُنِي، فَقالَ: شُدَّ يَدَيْكَ بِهِ، فَإنَّ أُمَّهُ ذاتُ مَتاعٍ، لَعَلَّها تَفْدِيهِ مِنكَ، قالَ وكُنْتُ فِي رَهْطٍ مِن الأنْصارِ حِينَ أقْبَلُوا بِي مِن بَدْرٍ، فَكانُوا إذا قَدَّمُوا غَداءَهُمْ وعَشاءَهُمْ خَصُّونِي بِالخُبْزِ، وأكَلُوا التَّمْرَ، لِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إيّاهُمْ بِنا، ما تَقَعُ فِي يَدِ رَجُلٍ مِنهُمْ كِسْرَةُ خُبْزٍ إلّا نَفَحَنِي بِها. قالَ: فَأسْتَحْيِيَ فَأرُدُّها عَلى أحَدِهِمْ [٢]، فَيَرُدُّها عَلَيَّ ما يَمَسُّها.}}
===مقتل يوسف بن رزام===
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.155.|وغَزْوَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَواحَةَ خَيْبَرَ مَرَّتَيْنِ: إحْداهُما الَّتِي أصابَ اللَّهُ فِيها يَسِيرَ بْنَ رِزامٍ- وكانَ مِن حَدِيثِ يَسِيرِ بْنِ رِزامٍ اليَهُودِيِّ أنَّهُ كانَ بِخَيْبَرَ يَجْمَعُ غَطَفانَ لِغَزْوِ رَسُولِ اللَّهِ ص، فبعث اليه رسول الله عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَواحَةَ فِي نَفَرٍ مِن أصْحابِهِ، مِنهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ حَلِيفُ بَنِي سَلِمَةَ، فَلَمّا قَدِمُوا عَلَيْهِ كَلَّمُوهُ وواعَدُوهُ وقَرَّبُوا لَهُ، وقالُوا لَهُ: إنَّكَ إنْ قَدِمْتَ عَلى رَسُولِ اللَّهِ اسْتَعْمَلَكَ وأكْرَمَكَ، فَلَمْ يَزالُوا بِهِ حَتّى خَرَجَ مَعَهُمْ فِي نَفَرٍ مِن يَهُودَ، فَحَمَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ عَلى بَعِيرِهِ ورَدَفَهُ حَتّى إذا كانَ بِالقَرْقَرَةِ مِن خَيْبَرَ عَلى سِتَّةِ أمْيالٍ نَدِمَ يَسِيرُ بْنُ رِزامٍ عَلى سَيْرِهِ إلى رَسُولِ اللَّهِ، فَفَطِنَ له عبد الله ابن أُنَيْسٍ وهُوَ يُرِيدُ السَّيْفَ، فاقْتَحَمَ بِهِ، ثُمَّ ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَ رِجْلَهُ وضَرَبَهُ يَسِيرٌ بِمِخْرَشٍ فِي يَدِهِ مِن شَوْحَطٍ، فَأمَّهُ فِي رَأْسِهِ، وقَتَلَ اللَّهُ يَسِيرًا، ومالَ كُلُّ رَجُلٍ مِن اصحاب رسول الله ص عَلى صاحِبِهِ مِن يَهُودَ فَقَتَلَهُ إلا رَجُلا واحِدًا أفْلَتَ عَلى راحِلَتِهِ، فَلَمّا قَدِمَ عَبْدُ الله ابن انيس على رسول الله ص تَفِلَ عَلى شُجَّتِهِ فَلَمْ تُقْحَ ولَمْ تُؤْذِهِ.}}


===تعذيب وقتل ثمانية رجال من عكل===
===تعذيب وقتل ثمانية رجال من عكل===
سطر ١٧٨: سطر ٢٤٩:


===قتل العشرة المكيين===
===قتل العشرة المكيين===
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.60.|وقال الواقدى: امر رسول الله ص بِقَتْلِ سِتَّةِ نَفَرٍ وأرْبَعِ نِسْوَةٍ، فَذَكَرَ مِنَ الرِّجالِ مَن سَمّاهُ ابْنُ إسْحاقَ، ومِنَ النِّساءِ هند بنت عتبة ابن رَبِيعَةَ، فَأسْلَمَتْ وبايَعَتْ، وسارَةَ مَوْلاةَ عَمْرِو بْنِ هاشم بن عبد المطلب ابن عَبْدِ مَنافٍ، قُتِلَتْ يَوْمَئِذٍ، وقَرِيبَةَ، قُتِلَتْ يَوْمَئِذٍ، وفَرْتَنى عاشَتْ إلى خِلافَةِ عُثْمانَ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.59-58.|وكانَ رَسُولُ الله ص قَدْ عَهِدَ إلى أُمَرائِهِ مِنَ المُسْلِمِينَ حِينَ امرهم ان يدخلوا مكة، الا يَقْتُلُوا أحَدًا إلا مَن قاتَلَهُمْ إلا أنَّهُ قَدْ عَهِدَ فِي نَفَرٍ سَمّاهُمْ، أمَرَ بِقَتْلِهِمْ وان وجدوا تحت استار الكعبه منهم عبد الله بن سعد ابن أبِي سَرْحِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جُذَيْمَةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ مالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عامِرِ ابن لؤي- وانما امر رسول الله ص بِقَتْلِهِ، لأنَّهُ كانَ قَدْ أسْلَمَ فارْتَدَّ مُشْرِكًا، فَفَرَّ إلى عُثْمانَ، وكانَ أخاهُ مِنَ الرَّضاعَةِ، فغيبه حتى اتى به رسول الله ص بَعْدَ أنِ اطْمَأنَّ أهْلُ مَكَّةَ، فاسْتَأْمَنَ لَهُ رسول الله، فذكر ان رسول الله ص صَمَتَ طَوِيلا، ثُمَّ قالَ: نَعَمْ، فَلَمّا انْصَرَفَ بِهِ عُثْمانُ، [قالَ رَسُولُ اللَّهِ لِمَن حَوْلَهُ مِن أصْحابِهِ: أما واللَّهِ لَقَدْ صَمَتُّ لِيَقُومَ إلَيْهِ بَعْضُكُمْ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ! فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ: فَهَلا أوْمَأْتَ إلَيَّ يا رَسُولَ اللَّهِ! قالَ: إنَّ النَّبِيَّ لا يَقْتُلُ بِالإشارَةِ]- وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، رَجُلٌ مِن بَنِي تَيْمِ بن غالب- وانما امر بقتله لأنه كان مسلما، فبعثه رسول الله ص مُصَّدِّقًا، وبَعَثَ مَعَهُ رَجُلا مِنَ الأنْصارِ، وكانَ مَعَهُ مَوْلًى لَهُ يَخْدِمُهُ، وكانَ مُسْلِمًا، فَنَزَلَ مَنزِلا، وأمَرَ المَوْلى أنْ يَذْبَحَ لَهُ تَيْسًا، ويَصْنَعَ لَهُ طَعامًا، ونامَ فاسْتَيْقَظَ ولَمْ يَصْنَعْ لَهُ شَيْئًا، فَعَدا عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ ارْتَدَّ مُشْرِكًا، وكانَتْ لَهْ قَيْنَتانِ: فَرْتَنى وأُخْرى مَعَها، وكانتا تغنيان بهجاء رسول الله ص، فَأمَرَ بِقَتْلِهِما مَعَهُ}}
====اغتيال حبار بن الأسود====
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.187.|حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سعد، قال: أخبرنا عمي، قال: أخبرنا سيف، قالَ: أخْبَرَنا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أبِيهِ، قال: حاربهم رسول الله ص بِالرُّسُلِ، قالَ: فَأرْسَلَ إلى نَفَرٍ مِنَ الأبْناءِ رَسُولا، وكَتَبَ إلَيْهِمْ أنْ يُحاوِلُوهُ، وأمَرَهُمْ أنْ يَسْتَنْجِدُوا رِجالا- قَدْ سَمّاهُمْ- مِن بَنِي تَمِيمٍ وقَيْسٍ، وأرْسَلَ إلى أُولَئِكَ النَّفَرِ أنْ يُنْجِدُوهُمْ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ، وانْقَطَعَتْ سُبُلُ المُرْتَدَّةِ، وطُعِنُوا فِي نُقْصانٍ وأغْلَقَهُمْ، واشْتَغَلُوا فِي أنْفُسِهِمْ، فَأُصِيبَ الأسْوَدُ في حياه رسول الله ص وقَبْلَ وفاتِهِ بِيَوْمٍ أوْ بِلَيْلَةٍ، ولَظَّ طُلَيْحَةُ ومُسَيْلَمَةُ وأشْباهُهُمْ بِالرُّسُلِ، ولَمْ يَشْغَلْهُ ما كانَ فِيهِ مِنَ الوَجَعِ عَنْ أمْرِ اللَّهِ ﷿ والذَّبِّ عَنْ دِينِهِ، فَبَعَثَ وبَرَ بْنَ يُحَنِّسَ إلى فَيْرُوزَ وجُشَيْشٍ الدَّيْلَمِيِّ وداذُوَيْهِ الإصْطَخَرِيِّ، وبَعَثَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إلى ذِي الكِلاعِ وذِي ظُلَيْمٍ، وبَعَثَ الأقْرَعَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الحِمْيَرِيَّ إلى ذِي زَوْدٍ وذِي مُرّانَ، وبَعَثَ فُراتَ بْنَ حَيّانَ العِجْلِيَّ إلى ثُمامَةَ بْنِ أثالٍ، وبَعَثَ زِيادَ بْنَ حَنْظَلَةَ التَّمِيمِيَّ ثُمَّ العُمَرِيَّ إلى قَيْسِ بْنِ عاصِمٍ والزِّبْرِقانِ بْنِ بَدْرٍ، وبَعَثَ صُلْصُلَ بْنَ شَرَحْبِيلَ إلى سَبْرَةَ العَنْبَرِيِّ ووَكِيعِ الدّارِمِيِّ وإلى عَمْرِو بْنِ المَحْجُوبِ العامِرِيِّ، وإلى عَمْرِو بْنِ الخَفاجِيِّ مِن بَنِي عامِرٍ، وبَعَثَ ضِرارَ بْنَ الأزْوَرِ الأسَدِيَّ إلى عَوْفٍ الزُّرْقانِيِّ مِن بَنِي الصَّيْداءِ وسِنانِ الأسدي ثم الغنمي، وقضاعى الدؤلي، وبَعَثَ نُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودٍ الأشْجَعِيَّ إلى ابْنِ ذِي اللِّحْيَةِ وابْنِ مُشَيْمِصَةَ الجُبَيْرِيِّ.}}
====اغتيال عبد الله بن سعد بن أبي سرح====
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.409.|(عَهْدُ الرَّسُولِ إلى أُمَرائِهِ وأمْرُهُ بِقَتْلِ نَفَرٍ سَمّاهُمْ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ عَهِدَ إلى أُمَرائِهِ مِن المُسْلِمِينَ، حِينَ أمَرَهُمْ أنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ، أنْ لا يُقاتِلُوا إلّا مَن قاتَلَهُمْ، إلّا أنَّهُ قَدْ عَهِدَ فِي نَفَرٍ سَمّاهُمْ أمَرَ بِقَتْلِهِمْ وإنْ وُجِدُوا تَحْتَ أسْتارِ الكَعْبَةِ، مِنهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، أخُو بَنِي عامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.
(سَبَبُ أمْرِ الرَّسُولِ بِقَتْلِ سَعْدٍ وشَفاعَةُ عُثْمانَ فِيهِ):
وإنَّما أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ لِأنَّهُ قَدْ كانَ أسْلَمَ، وكانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الوَحْيَ، فارْتَدَّ مُشْرِكًا راجِعًا إلى قُرَيْشٍ، فَفَرَّ إلى عُثْمانَ بْنِ عَفّانَ، وكانَ أخاهُ لِلرَّضاعَةِ، فَغَيَّبَهُ حَتّى أتى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أنْ اطْمَأنَّ النّاسُ وأهْلُ مَكَّةَ، فاسْتَأْمَنَ لَهُ: فَزَعَمُوا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَمَتَ طَوِيلًا، ثُمَّ قالَ: نَعَمْ، فَلَمّا انْصَرَفَ عَنْهُ عُثْمانُ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَن حَوْلَهُ مِن أصْحابِهِ: لَقَدْ صَمَتُّ لِيَقُومَ إلَيْهِ بَعْضُكُمْ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقالَ رَجُلٌ مِن الأنْصارِ: فَهَلّا أوْمَأْتُ إلَيَّ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: إنّ النَّبِيَّ لا يَقْتُلُ بِالإشارَةِ. قالَ ابْنُ هِشامٍ: ثُمَّ أسْلَمَ بَعْدُ، فَوَلّاهُ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ بَعْضَ أعْمالِهِ، ثُمَّ ولّاهُ عُثْمانُ بْنُ عَفّانَ بَعْدَ عُمَرَ.}}
====مقتل سارة وعكرمة أبو جهل====
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.411-409.|قالَ ابْنُ إسْحاقَ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، رَجُلٌ مِن بَنِي تَيْمِ بْنِ غالِبٍ: إنّما أمَرَ بِقَتْلِهِ أنَّهُ كانَ مُسْلِمًا، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُصَدِّقًا [١]، وبَعَثَ مَعَهُ رَجُلًا مِن الأنْصارِ، وكانَ مَعَهُ مَوْلى لَهُ يَخْدُمُهُ، وكانَ مُسْلِمًا، فَنَزَلَ مَنزِلًا، وأمَرَ المَوْلى أنْ يَذْبَحَ لَهُ تَيْسًا، فَيَصْنَعَ لَهُ طَعامًا، فَنامَ، فاسْتَيْقَظَ ولَمْ يَصْنَعْ لَهُ شَيْئًا، فَعَدا عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ ارْتَدَّ مُشْرِكًا.
(أسَماءُ مَن أمَرَ الرَّسُولُ بِقَتْلِهِمْ وسَبَبُ ذَلِكَ):
وكانَتْ لَهُ قَيْنَتانِ: فَرْتَنى وصاحِبَتُها، وكانَتا تُغَنِّيانِ بِهِجاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِما مَعَهُ.
والحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذِ بْنِ وهْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، وكانَ مِمَّنْ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ.
قالَ ابْنُ هِشامٍ: وكانَ العَبّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ حَمَلَ فاطِمَةَ وأُمَّ كُلْثُومٍ، ابْنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن مَكَّةَ يُرِيدُ بِهِما المَدِينَةَ، فَنَخَسَ بِهِما الحُوَيْرِثُ ابْن نُقَيْذٍ، فَرَمى بِهِما إلى الأرْضِ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ ومِقْيَسُ بْنُ حُبابَةَ [٢]: وإنَّما أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ، لِقَتْلِ الأنْصارِيِّ الَّذِي كانَ قَتَلَ أخاهُ خَطَأً، ورُجُوعُهُ إلى قُرَيْشٍ مُشْرِكًا.
وسارَةُ، مَوْلاةٌ لِبَعْضِ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ. وعِكْرِمَةُ بْنُ أبِي جَهْلٍ. وكانَتْ سارَةُ مِمَّنْ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ، فَأمّا عِكْرِمَةُ فَهَرَبَ إلى اليَمَنِ، وأسْلَمْتُ امْرَأتُهُ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ الحارِثِ بْنِ هِشامٍ، فاسْتَأْمَنَتْ لَهُ مِن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأمَّنَهُ، فَخَرَجَتْ فِي طَلَبِهِ إلى اليَمَنِ [٣]، حَتّى أتَتْ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأسْلَمَ.
وأمّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، فَقَتَلَهُ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ المَخْزُومِيُّ وأبُو بَرْزَةَ الأسْلَمِيُّ، اشْتَرَكا فِي دَمِهِ، وأمّا مِقْيَسُ بْنُ حُبابَةَ [٤] فَقَتَلَهُ نُمَيْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، رَجُلٌ مِن قَوْمِهِ، فَقالَتْ أُخْتُ مِقْيَسٍ فِي قَتْلِهِ:
لَعَمْرِي لَقَدْ أخْزى نُمَيْلَةُ رَهْطَهُ … وفَجَّعَ أضْيافَ الشِّتاءِ بِمِقْيَسِ
فَلِلَّهِ عَيْنا مَن رَأى مِثْلَ مِقْيَسٍ … إذا النُّفَساءُ أصْبَحَتْ لَمْ تُخَرَّسْ [١]
وأمّا قَيْنَتا ابْنِ خَطَلٍ فَقُتِلَتْ إحْداهُما، وهَرَبَتْ الأُخْرى، حَتّى اُسْتُؤْمِنَ لَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ، فَأمَّنَها. وأمّا سارَةُ فاسْتُؤْمِنَ لَها فَأمَّنَها، ثُمَّ بَقِيَتْ حَتّى أوْطَأها رَجُلٌ مِن النّاسِ فَرَسًا فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ بِالأبْطَحِ فَقَتَلَها.
وأمّا الحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذٍ فَقَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.60-59.|وعِكْرِمَةُ بْنُ أبِي جَهْلٍ، وسارَةُ مَوْلاةٌ كانَتْ لِبَعْضِ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، وكانَتْ مِمَّنْ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ فَأمّا عِكْرِمَةُ بْنُ أبِي جَهْلٍ فَهَرَبَ إلى اليَمَنِ، وأسْلَمَتِ امْرَأتُهُ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ الحارِثِ بْنِ هشام، فاستامنت له رسول الله فَأمَّنَهُ، فَخَرَجَتْ فِي طَلَبِهِ حَتّى أتَتْ بِهِ رسول الله ص، فَكانَ عِكْرِمَةُ يُحَدِّثُ- فِيما يَذْكُرُونَ- أنَّ الَّذِي رَدَّهُ إلى الإسْلامِ بَعْدَ خُرُوجِهِ إلى اليَمَنِ أنَّهُ كانَ يَقُولُ: أرَدْتُ رُكُوبَ البَحْرِ لألْحَقَ بِالحَبَشَةِ، فَلَمّا أتَيْتُ السَّفِينَةَ لأرْكَبَها قالَ صاحِبُها: يا عَبْدَ اللَّهِ، لا تَرْكَبْ سَفِينَتِي حَتّى تُوَحِّدَ اللَّهَ، وتَخْلَعَ ما دُونَهُ مِنَ الأنْدادِ، فَإنِّي أخْشى إنْ لَمْ تَفْعَلْ أنْ نَهْلِكَ فِيها، فَقُلْتُ: وما يَرْكَبُهُ أحَدٌ حَتّى يُوَحِّدَ اللَّهَ ويَخْلَعَ ما دُونَهُ! قالَ: نَعَمْ، لا يَرْكَبُهُ أحَدٌ إلا أخْلَصَ.
قالَ: فَقُلْتُ: فَفِيمَ أُفارِقُ مُحَمَّدًا! فَهَذا الَّذِي جاءَنا به، فو الله إنَّ إلَهَنا فِي البَحْرِ لإلَهُنا فِي البَرِّ، فَعَرَفْتُ الإسْلامَ عِنْدَ ذَلِكَ، ودَخَلَ فِي قَلْبِي واما عبد الله ابن خَطَلٍ، فَقَتَلَهُ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ المَخْزُومِيُّ وأبُو بَرْزَةَ الأسْلَمِيُّ، اشْتَرَكا فِي دَمِهِ، وأمّا مِقْيَسُ بْنُ صُبابَةَ فَقَتَلَهُ نُمَيْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، رَجُلٌ مِن قَوْمِهِ، فَقالَتْ أُخْتُ مِقْيَسٍ:
لَعَمْرِي لَقَدْ أخَزى نُمَيْلَةُ رَهْطَهُ … وفَجَّعَ أضْيافَ الشِّتاءِ بِمِقْيَسِ
فَلِلَّهِ عَيْنا مَن رَأى مِثْلَ مِقْيَسٍ … إذا النُّفَساءُ أصْبَحَتْ لَمْ تُخَرَّسِ!
وأمّا قَيْنَتا ابْنِ خَطَلٍ فَقُتِلَتْ إحْداهُما، وهَرَبَتِ الأُخْرى حَتّى استؤمن لها رسول الله ص بَعْدُ، فَأمَّنَها وأمّا سارَةُ، فاسْتُؤْمِنَ لَها فَأمَّنَها، ثُمَّ بَقِيَتْ حَتّى أوْطَأها رَجُلٌ مِنَ النّاسِ فَرَسًا لَهُ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ بِالأبْطَحِ، فَقَتَلَها وأمّا الحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذٍ، فَقَتَلَهُ عَلِيّ بن أبي طالب ﵁.}}


====اغتيال الاسود العنسي‎ (عبهلة بن كعب‎)====
====اغتيال الاسود العنسي‎ (عبهلة بن كعب‎)====
سطر ١٨٣: سطر ٢٨٢:


====محاولة قتل هند بنت عتبة====
====محاولة قتل هند بنت عتبة====
{{اقتباس|{{أبو داود|33|4153}}|حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَتْنِي غِبْطَةُ بِنْتُ عَمْرٍو الْمُجَاشِعِيَّةُ، قَالَتْ حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي أُمُّ الْحَسَنِ، عَنْ جَدَّتِهَا، عَنْ عَائِشَةَ، رضى الله عنها أَنَّ هِنْدًا بِنْتَ عُتْبَةَ، قَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بَايِعْنِي ‏.‏ قَالَ ‏"‏ لاَ أُبَايِعُكِ حَتَّى تُغَيِّرِي كَفَّيْكِ كَأَنَّهُمَا كَفَّا سَبُعٍ ‏"‏ ‏.‏}}
{{اقتباس|{{أبو داود|33|4153}}|حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَتْنِي غِبْطَةُ بِنْتُ عَمْرٍو الْمُجَاشِعِيَّةُ، قَالَتْ حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي أُمُّ الْحَسَنِ، عَنْ جَدَّتِهَا، عَنْ عَائِشَةَ، رضى الله عنها أَنَّ هِنْدًا بِنْتَ عُتْبَةَ، قَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بَايِعْنِي ‏.‏ قَالَ ‏"‏ لاَ أُبَايِعُكِ حَتَّى تُغَيِّرِي كَفَّيْكِ كَأَنَّهُمَا كَفَّا سَبُعٍ ‏"‏ ‏.‏}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.60.|وقال الواقدى: امر رسول الله ص بِقَتْلِ سِتَّةِ نَفَرٍ وأرْبَعِ نِسْوَةٍ، فَذَكَرَ مِنَ الرِّجالِ مَن سَمّاهُ ابْنُ إسْحاقَ، ومِنَ النِّساءِ هند بنت عتبة ابن رَبِيعَةَ، فَأسْلَمَتْ وبايَعَتْ، وسارَةَ مَوْلاةَ عَمْرِو بْنِ هاشم بن عبد المطلب ابن عَبْدِ مَنافٍ، قُتِلَتْ يَوْمَئِذٍ، وقَرِيبَةَ، قُتِلَتْ يَوْمَئِذٍ، وفَرْتَنى عاشَتْ إلى خِلافَةِ عُثْمانَ.}}
 
====مقتل الحويريث نقيض وهب قصيي====
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.411-410.|قالَ ابْنُ إسْحاقَ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، رَجُلٌ مِن بَنِي تَيْمِ بْنِ غالِبٍ: إنّما أمَرَ بِقَتْلِهِ أنَّهُ كانَ مُسْلِمًا، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُصَدِّقًا [١]، وبَعَثَ مَعَهُ رَجُلًا مِن الأنْصارِ، وكانَ مَعَهُ مَوْلى لَهُ يَخْدُمُهُ، وكانَ مُسْلِمًا، فَنَزَلَ مَنزِلًا، وأمَرَ المَوْلى أنْ يَذْبَحَ لَهُ تَيْسًا، فَيَصْنَعَ لَهُ طَعامًا، فَنامَ، فاسْتَيْقَظَ ولَمْ يَصْنَعْ لَهُ شَيْئًا، فَعَدا عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ ارْتَدَّ مُشْرِكًا.
(أسَماءُ مَن أمَرَ الرَّسُولُ بِقَتْلِهِمْ وسَبَبُ ذَلِكَ):
وكانَتْ لَهُ قَيْنَتانِ: فَرْتَنى وصاحِبَتُها، وكانَتا تُغَنِّيانِ بِهِجاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِما مَعَهُ.
والحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذِ بْنِ وهْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، وكانَ مِمَّنْ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ.
قالَ ابْنُ هِشامٍ: وكانَ العَبّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ حَمَلَ فاطِمَةَ وأُمَّ كُلْثُومٍ، ابْنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن مَكَّةَ يُرِيدُ بِهِما المَدِينَةَ، فَنَخَسَ بِهِما الحُوَيْرِثُ ابْن نُقَيْذٍ، فَرَمى بِهِما إلى الأرْضِ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ ومِقْيَسُ بْنُ حُبابَةَ [٢]: وإنَّما أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ، لِقَتْلِ الأنْصارِيِّ الَّذِي كانَ قَتَلَ أخاهُ خَطَأً، ورُجُوعُهُ إلى قُرَيْشٍ مُشْرِكًا.
وسارَةُ، مَوْلاةٌ لِبَعْضِ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ. وعِكْرِمَةُ بْنُ أبِي جَهْلٍ. وكانَتْ سارَةُ مِمَّنْ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ، فَأمّا عِكْرِمَةُ فَهَرَبَ إلى اليَمَنِ، وأسْلَمْتُ امْرَأتُهُ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ الحارِثِ بْنِ هِشامٍ، فاسْتَأْمَنَتْ لَهُ مِن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأمَّنَهُ، فَخَرَجَتْ فِي طَلَبِهِ إلى اليَمَنِ [٣]، حَتّى أتَتْ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأسْلَمَ.
وأمّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، فَقَتَلَهُ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ المَخْزُومِيُّ وأبُو بَرْزَةَ الأسْلَمِيُّ، اشْتَرَكا فِي دَمِهِ، وأمّا مِقْيَسُ بْنُ حُبابَةَ [٤] فَقَتَلَهُ نُمَيْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، رَجُلٌ مِن قَوْمِهِ، فَقالَتْ أُخْتُ مِقْيَسٍ فِي قَتْلِهِ:
لَعَمْرِي لَقَدْ أخْزى نُمَيْلَةُ رَهْطَهُ … وفَجَّعَ أضْيافَ الشِّتاءِ بِمِقْيَسِ
فَلِلَّهِ عَيْنا مَن رَأى مِثْلَ مِقْيَسٍ … إذا النُّفَساءُ أصْبَحَتْ لَمْ تُخَرَّسْ [١]
وأمّا قَيْنَتا ابْنِ خَطَلٍ فَقُتِلَتْ إحْداهُما، وهَرَبَتْ الأُخْرى، حَتّى اُسْتُؤْمِنَ لَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ، فَأمَّنَها. وأمّا سارَةُ فاسْتُؤْمِنَ لَها فَأمَّنَها، ثُمَّ بَقِيَتْ حَتّى أوْطَأها رَجُلٌ مِن النّاسِ فَرَسًا فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ بِالأبْطَحِ فَقَتَلَها.
وأمّا الحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذٍ فَقَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ.}}


====قتل عبد الله خطال من بني تيم بن غالب وعباده====
====قتل عبد الله خطال من بني تيم بن غالب وعباده====
{{اقتباس|{{البخاري|3|29|72}}|حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ اقْتُلُوهُ ‏"‏‏.‏}}{{اقتباس|{{مسلم|7|3145}}|حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَمَّا الْقَعْنَبِيُّ فَقَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَأَمَّا قُتَيْبَةُ فَقَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَقَالَ يَحْيَى - وَاللَّفْظُ لَهُ - قُلْتُ لِمَالِكٍ أَحَدَّثَكَ ابْنُ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ مِغْفَرٌ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ اقْتُلُوهُ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ مَالِكٌ نَعَمْ ‏.‏}}{{اقتباس|{{الموطأ|20||256}}؛ انظر أيضا {{البخاري|3|29|72}}، {{البخاري|5|59|582}}|وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ اقْتُلُوهُ ‏"‏ ‏.‏}}
{{اقتباس|{{البخاري|3|29|72}}|حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ اقْتُلُوهُ ‏"‏‏.‏}}{{اقتباس|{{مسلم|7|3145}}|حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَمَّا الْقَعْنَبِيُّ فَقَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَأَمَّا قُتَيْبَةُ فَقَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَقَالَ يَحْيَى - وَاللَّفْظُ لَهُ - قُلْتُ لِمَالِكٍ أَحَدَّثَكَ ابْنُ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ مِغْفَرٌ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ اقْتُلُوهُ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ مَالِكٌ نَعَمْ ‏.‏}}{{اقتباس|{{الموطأ|20||256}}؛ انظر أيضا {{البخاري|3|29|72}}، {{البخاري|5|59|582}}|وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ اقْتُلُوهُ ‏"‏ ‏.‏}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.411-409.|قالَ ابْنُ إسْحاقَ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، رَجُلٌ مِن بَنِي تَيْمِ بْنِ غالِبٍ: إنّما أمَرَ بِقَتْلِهِ أنَّهُ كانَ مُسْلِمًا، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُصَدِّقًا [١]، وبَعَثَ مَعَهُ رَجُلًا مِن الأنْصارِ، وكانَ مَعَهُ مَوْلى لَهُ يَخْدُمُهُ، وكانَ مُسْلِمًا، فَنَزَلَ مَنزِلًا، وأمَرَ المَوْلى أنْ يَذْبَحَ لَهُ تَيْسًا، فَيَصْنَعَ لَهُ طَعامًا، فَنامَ، فاسْتَيْقَظَ ولَمْ يَصْنَعْ لَهُ شَيْئًا، فَعَدا عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ ارْتَدَّ مُشْرِكًا.
(أسَماءُ مَن أمَرَ الرَّسُولُ بِقَتْلِهِمْ وسَبَبُ ذَلِكَ):
وكانَتْ لَهُ قَيْنَتانِ: فَرْتَنى وصاحِبَتُها، وكانَتا تُغَنِّيانِ بِهِجاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِما مَعَهُ.
والحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذِ بْنِ وهْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، وكانَ مِمَّنْ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ.
قالَ ابْنُ هِشامٍ: وكانَ العَبّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ حَمَلَ فاطِمَةَ وأُمَّ كُلْثُومٍ، ابْنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن مَكَّةَ يُرِيدُ بِهِما المَدِينَةَ، فَنَخَسَ بِهِما الحُوَيْرِثُ ابْن نُقَيْذٍ، فَرَمى بِهِما إلى الأرْضِ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ ومِقْيَسُ بْنُ حُبابَةَ [٢]: وإنَّما أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ، لِقَتْلِ الأنْصارِيِّ الَّذِي كانَ قَتَلَ أخاهُ خَطَأً، ورُجُوعُهُ إلى قُرَيْشٍ مُشْرِكًا.
وسارَةُ، مَوْلاةٌ لِبَعْضِ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ. وعِكْرِمَةُ بْنُ أبِي جَهْلٍ. وكانَتْ سارَةُ مِمَّنْ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ، فَأمّا عِكْرِمَةُ فَهَرَبَ إلى اليَمَنِ، وأسْلَمْتُ امْرَأتُهُ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ الحارِثِ بْنِ هِشامٍ، فاسْتَأْمَنَتْ لَهُ مِن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأمَّنَهُ، فَخَرَجَتْ فِي طَلَبِهِ إلى اليَمَنِ [٣]، حَتّى أتَتْ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأسْلَمَ.
وأمّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، فَقَتَلَهُ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ المَخْزُومِيُّ وأبُو بَرْزَةَ الأسْلَمِيُّ، اشْتَرَكا فِي دَمِهِ، وأمّا مِقْيَسُ بْنُ حُبابَةَ [٤] فَقَتَلَهُ نُمَيْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، رَجُلٌ مِن قَوْمِهِ، فَقالَتْ أُخْتُ مِقْيَسٍ فِي قَتْلِهِ:
لَعَمْرِي لَقَدْ أخْزى نُمَيْلَةُ رَهْطَهُ … وفَجَّعَ أضْيافَ الشِّتاءِ بِمِقْيَسِ فَلِلَّهِ عَيْنا مَن رَأى مِثْلَ مِقْيَسٍ … إذا النُّفَساءُ أصْبَحَتْ لَمْ تُخَرَّسْ [١]
وأمّا قَيْنَتا ابْنِ خَطَلٍ فَقُتِلَتْ إحْداهُما، وهَرَبَتْ الأُخْرى، حَتّى اُسْتُؤْمِنَ لَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ، فَأمَّنَها. وأمّا سارَةُ فاسْتُؤْمِنَ لَها فَأمَّنَها، ثُمَّ بَقِيَتْ حَتّى أوْطَأها رَجُلٌ مِن النّاسِ فَرَسًا فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ بِالأبْطَحِ فَقَتَلَها.
وأمّا الحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذٍ فَقَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ.}}
 
====مقتل مقياس حبابة====
{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.411-409.|قالَ ابْنُ إسْحاقَ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، رَجُلٌ مِن بَنِي تَيْمِ بْنِ غالِبٍ: إنّما أمَرَ بِقَتْلِهِ أنَّهُ كانَ مُسْلِمًا، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُصَدِّقًا [١]، وبَعَثَ مَعَهُ رَجُلًا مِن الأنْصارِ، وكانَ مَعَهُ مَوْلى لَهُ يَخْدُمُهُ، وكانَ مُسْلِمًا، فَنَزَلَ مَنزِلًا، وأمَرَ المَوْلى أنْ يَذْبَحَ لَهُ تَيْسًا، فَيَصْنَعَ لَهُ طَعامًا، فَنامَ، فاسْتَيْقَظَ ولَمْ يَصْنَعْ لَهُ شَيْئًا، فَعَدا عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ ارْتَدَّ مُشْرِكًا.
(أسَماءُ مَن أمَرَ الرَّسُولُ بِقَتْلِهِمْ وسَبَبُ ذَلِكَ):
وكانَتْ لَهُ قَيْنَتانِ: فَرْتَنى وصاحِبَتُها، وكانَتا تُغَنِّيانِ بِهِجاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِما مَعَهُ.
والحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذِ بْنِ وهْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، وكانَ مِمَّنْ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ.
قالَ ابْنُ هِشامٍ: وكانَ العَبّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ حَمَلَ فاطِمَةَ وأُمَّ كُلْثُومٍ، ابْنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن مَكَّةَ يُرِيدُ بِهِما المَدِينَةَ، فَنَخَسَ بِهِما الحُوَيْرِثُ ابْن نُقَيْذٍ، فَرَمى بِهِما إلى الأرْضِ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ ومِقْيَسُ بْنُ حُبابَةَ [٢]: وإنَّما أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ، لِقَتْلِ الأنْصارِيِّ الَّذِي كانَ قَتَلَ أخاهُ خَطَأً، ورُجُوعُهُ إلى قُرَيْشٍ مُشْرِكًا.
وسارَةُ، مَوْلاةٌ لِبَعْضِ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ. وعِكْرِمَةُ بْنُ أبِي جَهْلٍ. وكانَتْ سارَةُ مِمَّنْ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ، فَأمّا عِكْرِمَةُ فَهَرَبَ إلى اليَمَنِ، وأسْلَمْتُ امْرَأتُهُ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ الحارِثِ بْنِ هِشامٍ، فاسْتَأْمَنَتْ لَهُ مِن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأمَّنَهُ، فَخَرَجَتْ فِي طَلَبِهِ إلى اليَمَنِ [٣]، حَتّى أتَتْ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأسْلَمَ.
وأمّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، فَقَتَلَهُ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ المَخْزُومِيُّ وأبُو بَرْزَةَ الأسْلَمِيُّ، اشْتَرَكا فِي دَمِهِ، وأمّا مِقْيَسُ بْنُ حُبابَةَ [٤] فَقَتَلَهُ نُمَيْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، رَجُلٌ مِن قَوْمِهِ، فَقالَتْ أُخْتُ مِقْيَسٍ فِي قَتْلِهِ:
لَعَمْرِي لَقَدْ أخْزى نُمَيْلَةُ رَهْطَهُ … وفَجَّعَ أضْيافَ الشِّتاءِ بِمِقْيَسِ فَلِلَّهِ عَيْنا مَن رَأى مِثْلَ مِقْيَسٍ … إذا النُّفَساءُ أصْبَحَتْ لَمْ تُخَرَّسْ [١]
وأمّا قَيْنَتا ابْنِ خَطَلٍ فَقُتِلَتْ إحْداهُما، وهَرَبَتْ الأُخْرى، حَتّى اُسْتُؤْمِنَ لَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ، فَأمَّنَها. وأمّا سارَةُ فاسْتُؤْمِنَ لَها فَأمَّنَها، ثُمَّ بَقِيَتْ حَتّى أوْطَأها رَجُلٌ مِن النّاسِ فَرَسًا فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ بِالأبْطَحِ فَقَتَلَها.
وأمّا الحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذٍ فَقَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.294-293.|(مِقْيَسُ بْنُ صُبابَةَ وحِيلَتُهُ فِي الأخْذِ بِثَأْرِ أخِيهِ وشَعْرِهِ فِي ذَلِكَ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وقَدِمَ مِقْيَسُ بْنُ صُبابَةَ مِن مَكَّةَ مُسْلِمًا، فِيما يَظْهَرُ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُكَ مُسْلِمًا، وجِئْتُكَ أطُلُبُ دِيَةَ أخِي، قُتِلَ خَطَأً.
فَأمَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِدِيَةِ أخِيهِ هِشامِ بْنِ صُبابَةَ، فَأقامَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ كَثِيرٍ، ثُمَّ عَدا عَلى قاتِلِ أخِيهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إلى مَكَّةَ مُرْتَدًّا، فَقالَ فِي شِعْرٍ يَقُولُهُ:
شَفى النَّفْسَ أنْ قَدْ ماتَ بِالقاعِ مُسْنَدًا … تُضَرَّجُ ثَوْبَيْهِ دِماءُ الأخادِعِ [٢]
وكانَتْ هُمُومُ النَّفْسِ مِن قَبْلِ قَتْلِهِ … تُلِمُّ فَتَحْمِينِي وِطاءَ المَضاجِعِ [٣]
حَلَلْتُ بِهِ وترى وأدْركت تؤرتى … وكُنْتُ إلى الأوْثانِ أوَّلَ راجِعٍ [٤] ثَأرْتُ بِهِ فِهْرًا وحَمَلْتُ عَقْلَهُ … سَراةَ بَنِي النَّجّارِ أرْبابَ فارِعِ [١]
وقالَ مِقْيَسُ بْنُ صُبابَةَ أيْضًا:
جَلَّلْتُهُ [٢] ضَرْبَةً باءَتْ [٣] لَها وشَلٌ … مِن ناقِعِ الجَوْفِ يَعْلُوهُ ويَنْصَرِمُ [٤]
فَقُلْتُ والمَوْتُ تَغْشاهُ أسِرَّتُهُ … لا تَأْمَنَنَّ بَنِي بَكْرٍ إذا ظُلِمُوا [٥]}}


===بدون اسم===
===بدون اسم===
{{اقتباس|{{البخاري|4|52|259}}|حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّهُ قَالَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْثٍ فَقَالَ ‏"‏ إِنْ وَجَدْتُمْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا فَأَحْرِقُوهُمَا بِالنَّارِ ‏"‏ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ ‏"‏ إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلاَنًا وَفُلاَنًا، وَإِنَّ النَّارَ لاَ يُعَذِّبُ بِهَا إِلاَّ اللَّهُ، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا ‏"‏‏.‏}}{{اقتباس|{{أبو داود|38|4349}}|حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ يَهُودِيَّةً، كَانَتْ تَشْتِمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَتَقَعُ فِيهِ فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَمَهَا ‏.‏}}
{{اقتباس|{{البخاري|4|52|259}}|حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّهُ قَالَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْثٍ فَقَالَ ‏"‏ إِنْ وَجَدْتُمْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا فَأَحْرِقُوهُمَا بِالنَّارِ ‏"‏ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ ‏"‏ إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلاَنًا وَفُلاَنًا، وَإِنَّ النَّارَ لاَ يُعَذِّبُ بِهَا إِلاَّ اللَّهُ، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا ‏"‏‏.‏}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.3، ص.157-156.|حَدَّثَنا ابن حميد، قال: حَدَّثَنا سلمة، عن مُحَمَّدِ بْنِ إسْحاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، قالَ: دعانى رسول الله ص، فَقالَ: إنَّهُ بَلَغَنِي أنَّ خالِدَ بْنَ سُفْيانَ بْنِ نُبَيْحٍ الهُذَلِيَّ يَجْمَعُ لِيَ النّاسَ لِيَغْزُوَنِي- وهُوَ بِنَخْلَةٍ أوْ بَعُرْنَةَ- فَأْتِهِ فاقْتُلْهُ، قالَ:
قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، انْعَتْهُ لِي حَتّى أعْرِفَهُ، قالَ: إذا رَأيْتَهُ أذْكَرَكَ الشَّيْطانَ! إنَّهُ آيَةٌ ما بَيْنَكَ وبَيْنَهُ أنَّكَ إذا رَأيْتَهُ وجَدْتَ لَهُ قَشْعَرِيرَةً قالَ: فَخَرَجْتُ مُتَوَشِّحًا سَيْفِي حَتّى دَفَعْتُ إلَيْهِ وهُوَ فِي ظُعُنٍ يَرْتادُ لَهُنَّ مَنزِلا حَيْثُ كانَ وقْتُ العَصْرِ، فَلَمّا رَأيْتُهُ وجَدْتُ ما وصَفَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ص مِنَ القَشْعَرِيرَةِ، فَأقْبَلْتُ نَحْوَهُ، وخَشِيتُ أنْ تَكُونَ بَيْنِي وبَيْنَهُ مُجاوَلَةٌ تَشْغَلُنِي عَنِ الصَّلاةِ، فَصَلَّيْتُ وأنا أمْشِي نَحْوَهُ، أُومِئُ بِرَأْسِي إيماءً، فَلَمّا انْتَهَيْتُ إلَيْهِ قالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ سَمِعَ بِكَ وبِجَمْعِكَ لِهَذا الرَّجُلِ، فَجاءَكَ لِذَلِكَ، قالَ: أجَلْ، أنا فِي ذَلِكَ، فَمَشَيْتُ مَعَهُ شَيْئًا حَتّى إذا أمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ حَتّى قَتَلْتُهُ، ثُمَّ خَرَجْتُ وتَرَكْتُ ظَعائِنَهُ مُكِبّاتٍ عَلَيْهِ.
فَلَمّا قَدِمْتُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ وسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ورَآنِي، قالَ: أفْلَحَ الوَجْهُ! قالَ:
قُلْتُ: قَدْ قَتَلْتُهُ قالَ: صَدَقْتَ! ثُمَّ قامَ رَسُولُ اللَّهِ فَدَخَلَ بَيْتَهُ، فَأعْطانِي عَصًا، فَقالَ: أمْسِكْ هَذِهِ العَصا عِنْدَكَ يا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ قالَ:
فَخَرَجْتُ بِها عَلى النّاسِ، فَقالُوا: ما هَذِهِ العَصا؟ قُلْتُ: أعْطانِيها رَسُولُ اللَّهِ، وأمَرَنِي أنْ أمْسِكَها عِنْدِي، قالُوا: أفَلا تَرْجِعُ إلى رَسُولِ اللَّهِ فَتَسْألَهُ لِمَ ذَلِكَ؟ فَرَجَعْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ أعْطَيْتَنِي هَذِهِ العَصا؟ قالَ: آيَةُ ما بَيْنِي وبَيْنَكَ يَوْمَ القِيامَةِ، إنَّ أقَلَّ النّاسِ المُتَخَصِّرُونَ يَوْمَئِذٍ، فَقَرَنَها عَبْدُ اللَّهِ بِسَيْفِهِ، فَلَمْ تَزَلْ مَعَهُ حَتّى إذا ماتَ أمَرَ بِها فَضُمَّت مَعَهُ فِي كَفَنِهِ}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.577.|وكانَ حَسّانٌ مَعَنا فِيهِ مَعَ النِّساءِ والصِّبْيانِ قالَتْ صَفِيَّةُ: فَمَرَّ بِنا رَجُلٌ مِن يَهُودَ، فَجَعَلَ يُطِيفُ بِالحِصْنِ، وقَدْ حارَبَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ وقَطَعَتْ ما بينها وبين رسول الله ص، لَيْسَ بَيْنَنا وبَيْنَهُمْ أحَدٌ يَدْفَعُ عَنّا، ورَسُولُ الله ص والمُسْلِمُونَ فِي نُحُورِ عَدُوِّهِمْ لا يَسْتَطِيعُونَ أنْ يَنْصَرِفُوا إلَيْنا عَنْهُمْ إنْ أتانا آتٍ قالَتْ: فَقُلْتُ: يا حَسّانُ، إنَّ هَذا اليَهُودِيَّ كَما تَرى، يُطِيفُ بِالحِصْنِ، وإنِّي واللَّهِ ما آمَنُهُ ان يدل على عوراتنا مَن وراءَنا مِن يَهُودَ، وقَدْ شُغِلَ عَنّا رسول الله ص وأصْحابُهُ، فانْزِلْ إلَيْهِ فاقْتُلْهُ فَقالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكِ يا بِنْتَ عَبْدِ المُطَّلِبِ!}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص. 639-638.|قالَ: فانْطَلَقَ مَعَهُما حَتّى إذا كانَ بِذِي الحُلَيْفَةِ، جَلَسَ إلى جِدارٍ وجَلَسَ مَعَهُ صاحِباهُ، فَقالَ أبُو بَصِيرٍ: أصارِمٌ سَيْفُكَ هَذا يا أخا بَنِي عامِرٍ؟
قالَ: نَعَمْ، قالَ: أنْظُرُ إلَيْهِ؟ قالَ: إنْ شِئْتَ! فاسْتَلَّهُ أبُو بَصِيرٍ، ثُمَّ علاه بِهِ حَتّى قَتَلَهُ، وخَرَجَ المَوْلى سَرِيعًا حَتّى اتى رسول الله ص وهُوَ جالِسٌ فِي المَسْجِدِ، فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ طالِعًا، قالَ: إنَّ هَذا رَجُلٌ قَدْ رَأى فَزَعًا، فَلَمّا انْتَهى إلى رَسُولِ اللَّهِ قالَ: ويْلَكَ! ما لَكَ! قالَ: قَتَلَ صاحِبُكُمْ صاحبي، فو الله ما بَرِحَ حَتّى طَلَعَ أبُو بَصِيرٍ مُتَوَشِّحًا السيف، حتى وقف على رسول الله ص، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وفَتْ ذِمَّتُكَ، وأُدِّيَ عَنْكَ، أسْلَمْتَنِي ورَدَدْتَنِي إلَيْهِمْ ثُمَّ أنْجانِي اللَّهُ منهم [فقال النبي ص: ويْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ! - وقالَ ابْنُ إسْحاقَ فِي حَدِيثِهِ: مِحَشَّ حَرْبٍ- لَوْ كانَ مَعَهُ رِجالٌ!]}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.186.|(قَتْلُ العامِرِيَّيْنِ):
فَخَرَجَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ، حَتّى إذا كانَ بِالقَرْقَرَةِ [١] مِن صَدْرِ قَناةٍ [٢]، أقْبَلَ رَجُلانِ مِن بَنِي عامِرٍ.
قالَ ابْنُ هِشامٍ: (ثُمَّ [٣]) مِن بَنِي كِلابٍ، وذَكَرَ أبُو عَمْرٍو المَدَنِيُّ أنَّهُما مِن بَنِي سُلَيْمٍ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: حَتّى نَزَلا مَعَهُ فِي ظِلٍّ هُوَ فِيهِ. وكانَ مَعَ العامِرِيَّيْنِ عَقْدٌ مِن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وجِوارٌ، لَمْ يَعْلَمْ بِهِ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ، وقَدْ سَألَهُما حِينَ نَزَلا، مِمَّنْ أنْتُما؟ فَقالا: مِن بَنِي عامِرٍ، فَأمْهَلَهُما، حَتّى إذا ناما، عَدا عَلَيْهِما فَقَتَلَهُما، وهُوَ يَرى أنَّهُ قَدْ أصابَ بِهِما ثُؤْرَةً [٤] مِن بَنِي عامِرٍ، فِيما أصابُوا مِن أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمّا قَدِمَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ عَلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأخْبَرَهُ الخَبَرَ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ قَتَلْتَ قَتِيلَيْنِ، لَأدِيَنَّهُما!}}{{اقتباس|{{أبو داود|38|4349}}|حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ يَهُودِيَّةً، كَانَتْ تَشْتِمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَتَقَعُ فِيهِ فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَمَهَا ‏.‏}}
 
====اليهودي الكفيف====
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.506.|رَجَعَ الحَدِيثُ إلى حَدِيثِ ابن إسحاق: قال: ومضى رسول الله ص حَتّى سَلَكَ فِي حَرَّةِ بَنِي حارِثَةَ، فَذَبَّ فَرَسٌ بِذَنَبِهِ، فَأصابَ كِلابَ سَيْفٍ، فاسْتَلَّهُ، فَقالَ رسول الله ص- وكانَ يُحِبُّ الفَأْلَ ولا يَعْتافَ- لِصاحِبِ السَّيْفِ: شِمْ سَيْفَكَ، فَإنِّي أرى السُّيُوفَ سَتُسَلُّ اليَوْمَ ثم قال رسول الله ص لأصْحابِهِ: مَن رَجُلٌ يَخْرُجُ بِنا عَلى القَوْمِ مِن كُثُبٍ، مِن طَرِيقٍ لا يَمُرُّ بِنا عَلَيْهِمْ؟
فَقالَ أبُو حَثْمَةَ أخُو بَنِي حارِثَةَ بْنِ الحارِثِ: أنا يا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَدَّمَهُ فَنَفَذَ بِهِ فِي حَرَّةِ بَنِي حارِثَةَ وبَيْنَ أمْوالِهِمْ حَتّى سَلَكَ بِهِ فِي مالِ المِرْبَعِ بْنِ قَيْظِيٍّ- وكانَ رَجُلًا مُنافِقًا ضَرِيرَ البَصَرِ- فلما سمع حس رسول الله ص ومَن مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ، قامَ يَحْثِي فِي وُجُوهِهِمُ التُّرابَ، ويَقُولُ: إنْ كُنْتَ رَسُولَ اللَّهِ، فَإنِّي لا أُحِلُّ لَكَ أنْ تَدْخُلَ حائِطِي، قالَ: وقَدْ ذُكِرَ لِي أنَّهُ أخَذَ حَفْنَةً مِن تُرابٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ قالَ: لَوْ أعْلَمُ أنِّي لا أُصِيبُ بِها غَيْرَكَ يا مُحَمَّدُ لَضَرَبْتُ بِها وجْهَكَ فابْتَدَرَهُ القَوْمُ لِيَقْتُلُوهُ، [فقال رسول الله ص:
لا تَفْعَلُوا، فَهَذا الأعْمى البَصَرِ، الأعْمى القَلْبِ] وقَدْ بَدَرَ إلَيْهِ سَعْدُ بْنُ زَيْدٍ أخُو بَنِي عَبْدِ الأشْهَلِ حِينَ نَهى رَسُولُ اللَّهِ ص عنه، فَضَرَبَهُ بِالقَوْسِ فِي رَأْسِهِ فَشَجَّهُ، ومَضى رَسُولُ الله ص عَلى وجْهِهِ، حَتّى نَزَلَ الشِّعْبَ مِن أُحُدٍ فِي عُدْوَةِ الوادِي إلى الجَبَلِ، فَجَعَلَ ظَهْرَهُ وعَسْكَرَهُ إلى أُحُدٍ، وقالَ: لا يُقاتِلَنَّ أحَدٌ حَتّى نَأْمُرَهُ بِالقِتالِ، وقَدْ سَرَحَتْ قُرَيْشٌ الظَّهْرَ والكُراعَ فِي زُرُوعٍ كانَتْ بِالصَّمْغَةِ مِن قَناةٍ لِلْمُسْلِمِينَ.}}


====الأم العبد رجل أعمى====
====الأم العبد رجل أعمى====
سطر ١٩٩: سطر ٣٥٦:
====الجاسوس الكافر====
====الجاسوس الكافر====
{{اقتباس|{{البخاري|4|52|286}}|حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَيْنٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَهْوَ فِي سَفَرٍ، فَجَلَسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ يَتَحَدَّثُ ثُمَّ انْفَتَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ اطْلُبُوهُ وَاقْتُلُوهُ ‏"‏‏.‏ فَقَتَلَهُ فَنَفَّلَهُ سَلَبَهُ‏.‏}}{{اقتباس|{{أبو داود|38|4414}}|حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الصَّامِتِ ابْنَ عَمِّ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ جَاءَ الأَسْلَمِيُّ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ فِي الْخَامِسَةِ فَقَالَ ‏"‏ أَنِكْتَهَا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ نَعَمْ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ حَتَّى غَابَ ذَلِكَ مِنْكَ فِي ذَلِكَ مِنْهَا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ نَعَمْ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ فِي الْمُكْحُلَةِ وَالرِّشَاءُ فِي الْبِئْرِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ نَعَمْ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَهَلْ تَدْرِي مَا الزِّنَا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ نَعَمْ أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَامًا مَا يَأْتِي الرَّجُلُ مِنِ امْرَأَتِهِ حَلاَلاً ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَمَا تُرِيدُ بِهَذَا الْقَوْلِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي ‏.‏ فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ انْظُرْ إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ ‏.‏ فَسَكَتَ عَنْهُمَا ثُمَّ سَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ فَقَالَ ‏"‏ أَيْنَ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالاَ نَحْنُ ذَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ انْزِلاَ فَكُلاَ مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالاَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا قَالَ ‏"‏ فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلٍ مِنْهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ الآنَ لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْقَمِسُ فِيهَا ‏"‏ ‏.‏}}
{{اقتباس|{{البخاري|4|52|286}}|حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَيْنٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَهْوَ فِي سَفَرٍ، فَجَلَسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ يَتَحَدَّثُ ثُمَّ انْفَتَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ اطْلُبُوهُ وَاقْتُلُوهُ ‏"‏‏.‏ فَقَتَلَهُ فَنَفَّلَهُ سَلَبَهُ‏.‏}}{{اقتباس|{{أبو داود|38|4414}}|حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الصَّامِتِ ابْنَ عَمِّ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ جَاءَ الأَسْلَمِيُّ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ فِي الْخَامِسَةِ فَقَالَ ‏"‏ أَنِكْتَهَا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ نَعَمْ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ حَتَّى غَابَ ذَلِكَ مِنْكَ فِي ذَلِكَ مِنْهَا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ نَعَمْ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ فِي الْمُكْحُلَةِ وَالرِّشَاءُ فِي الْبِئْرِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ نَعَمْ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَهَلْ تَدْرِي مَا الزِّنَا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ نَعَمْ أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَامًا مَا يَأْتِي الرَّجُلُ مِنِ امْرَأَتِهِ حَلاَلاً ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَمَا تُرِيدُ بِهَذَا الْقَوْلِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي ‏.‏ فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ انْظُرْ إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ ‏.‏ فَسَكَتَ عَنْهُمَا ثُمَّ سَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ فَقَالَ ‏"‏ أَيْنَ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالاَ نَحْنُ ذَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ انْزِلاَ فَكُلاَ مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالاَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا قَالَ ‏"‏ فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلٍ مِنْهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ الآنَ لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْقَمِسُ فِيهَا ‏"‏ ‏.‏}}
==الإعدام الجماعي==
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.492-491.|ص: مَن ظَفِرْتُمْ بِهِ مِن رِجالِ يَهُودَ فاقْتُلُوهُ، فَوَثَبَ مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ عَلى ابْنِ سُنَيْنَةَ- رَجُلٍ مِن تُجّارِ يَهُودَ كانَ يُلابِسُهُمْ ويُبايِعُهُمْ فَقَتَلَهُ- وكانَ حُوَيْصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ إذْ ذاكَ لَمْ يُسْلِمْ، وكانَ أسَنَّ مِن مُحَيِّصَةَ- فَلَمّا قَتَلَهُ جَعَلَ حُوَيْصَةُ يَضْرِبُهُ ويَقُولُ: أيْ عَدُوَّ اللَّهِ! قَتَلْتَهُ! أما واللَّهِ لَرُبَّ شَحْمٍ فِي بَطْنِكَ مِن مالِهِ! قالَ مُحَيِّصَةُ: فَقُلْتُ لَهُ: واللَّهِ لَوْ أمَرَنِي بِقَتْلِكَ مَن أمَرَنِي بِقَتْلِهِ لضربت عنقك قال: فو الله إنْ كانَ لأوَّلَ إسْلامِ حُوَيْصَةَ، وقالَ:
لَوْ أمَرَكَ مُحَمَّدٌ بِقَتْلِي لَقَتَلْتَنِي! قالَ: نَعَمْ واللَّهِ، لَوْ أمَرَنِي بِقَتْلِكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ قالَ: واللَّهِ إنَّ دِينًا بَلَغَ بِكَ هَذا لَعَجَبٌ! فَأسْلَمَ حُوَيْصَةُ.}}
===قريظة===
{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.593.|[ولما انصرف رسول الله ص عَنِ الخَنْدَقِ، قالَ: الآنَ نَغْزُوهُمْ- يَعْنِي قُرَيْشًا- ولا يَغْزُونَنا،] فَكانَ كَذَلِكَ حَتّى فَتَحَ اللَّهُ تعالى على رسوله ص مَكَّةَ.
وكانَ فَتْحُ بَنِي قُرَيْظَةَ فِي ذِي القَعْدَةِ أوْ فِي صَدْرِ ذِي الحَجَّةِ، فِي قَوْلِ ابْنِ إسْحاقَ وأمّا الواقِدِيُّ فَإنَّهُ قالَ: غزاهم رسول الله ص فِي ذِي القَعْدَةِ، لِلَيالٍ بَقِينَ مِنه، وزَعَمَ ان رسول الله ص أمَرَ أنْ يُشَقَّ لِبَنِي قُرَيْظَةَ فِي الأرْضِ أخادِيدَ ثُمَّ جَلَسَ، فَجَعَلَ عَلِيٌّ والزُّبَيْرُ يَضْرِبانِ أعْناقَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ، وزَعَمَ أنَّ المَرْأةَ الَّتِي قتلها النبي ص يَوْمَئِذٍ كانَتْ تُسَمّى بُنانَةَ، امْرَأةُ الحَكَمِ القُرَظِيِّ، كانَتْ قَتَلَتْ خَلادَ بْنَ سُوَيْدٍ، رَمَتْ عَلَيْهِ رحى، فدعا له رسول الله ص، فَضُرِبَ عُنُقُها بِخَلادِ بْنِ سُوَيْدٍ.}}{{اقتباس|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.592-591.|فَحَدَّثَنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ، عَنْ أيُّوبَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي صَعْصَعَةَ، أخِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجّارِ، أنَّ سَلْمى بِنْتَ قَيْسٍ أُمَّ المُنْذِرِ أُخْتَ سُلَيْطِ بْنِ قيس- وكانت احدى خالات رسول الله ص، قَدْ صَلَّتْ مَعَهُ القِبْلَتَيْنِ، وبايَعَتْهُ بَيْعَةَ النِّساءِ- سَألَتْهُ رِفاعَةَ بْنَ شمويلَ القُرَظِيَّ- وكانَ رَجُلا قَدْ بَلَغَ ولاذَ بِها، وكانَ يَعْرِفُهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ- فَقالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، بِأبِي أنْتَ وأُمِّي! هَبْ لِي رِفاعَةَ بْنَ شمويلَ، فَإنَّهُ قَدْ زَعَمَ أنَّهُ سَيُصَلِّي، ويَأْكُلُ لَحْمَ الجَمَلِ، فَوَهَبَهُ لَها، فاسْتَحَيْتُهُ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ثُمَّ ان رسول الله ص قَسَمَ أمْوالَ بَنِي قُرَيْظَةَ ونِساءَهُمْ وأبْناءَهُمْ عَلى المُسْلِمِينَ، وأعْلَمَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سَهْمانِ الخَيْلِ وسَهْمانِ الرِّجالِ، وأخْرَجَ مِنها الخُمُسَ، فَكانَ لِلْفارِسِ ثَلاثَةُ أسْهُمٍ، لِلْفَرَسِ سَهْمانِ ولِفارِسِهِ سَهْمٌ، ولِلرّاجِلِ مِمَّنْ لَيْسَ لَهُ فَرَسٌ سَهْمٌ، وكانَتِ الخَيْلُ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ سِتَّةً وثَلاثِينَ فَرَسًا، وكانَ أول فيء وقع فيه السهمان واخرج منه الخُمُسِ، فَعَلى سُنَّتِها وما مَضى مِن رَسُولِ الله ص فِيها وقَعَتِ المَقاسِمُ، ومَضَتِ السُّنَّةُ فِي المَغازِي، ولَمْ يَكُنْ يُسْهَمُ لِلْخَيْلِ إذا كانَتْ مَعَ الرَّجُلِ إلا لِفَرَسَيْنِ.
ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ص سَعْدَ بْنَ زَيْدٍ الأنْصارِيَّ، أخا بَنِي عَبْدِ الأشْهَلِ بِسَبايا مِن سَبايا بَنِي قُرَيْظَةَ إلى نَجْدٍ، فابْتاعَ لَهُ بِهِمْ خيلا وسلاحا، وكان رسول الله ص قَدِ اصْطَفى لِنَفْسِهِ مِن نِسائِهِمْ رَيْحانَةَ بِنْتَ عمرو بن خنافه إحْدى نِساءِ بَنِي عَمْرِو بْنِ قُرَيْظَةَ، فَكانَتْ عند رسول الله ص حَتّى تُوُفِّيَ عَنْها وهِيَ فِي مِلْكِهِ، وقَدْ كان رسول الله ص عَرَضَ عَلَيْها أنْ يَتَزَوَّجَها، ويَضْرِبَ عَلَيْها الحِجابَ، فَقالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، بَلْ تَتْرُكَنِي فِي مِلْكِكَ فَهُوَ أخَفُّ عَلَيَّ وعَلَيْكَ فَتَرَكَها، وقَدْ كانت حين سباها رسول الله ص قَدْ تَعَصَّتْ بِالإسْلامِ، وأبَتْ إلا اليَهُودِيَّةَ، فَعَزَلَها رسول الله ص ووَجَدَ فِي نَفْسِهِ لِذَلِكَ مِن أمْرِها، فَبَيْنا هُوَ مَعَ أصْحابِهِ إذْ سَمِعَ وقْعَ نَعْلَيْنِ خَلْفَهُ، فَقالَ: إنَّ هَذا لَثَعْلَبَةُ بْنُ سَعْيَةَ يُبَشِّرُنِي بِإسْلامِ رَيْحانَةَ، فَجاءَهُ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أسْلَمَتْ رَيْحانَةُ، فَسَرَّهُ ذَلِكَ.}}{{اقتباس|ابن هشام (ت 833). [https://app.turath.io/book/23833 ''سيرة ابن هشام ت السقا'']. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.241-240.|(رِضاءُ الرَّسُولِ بِحُكْمِ سَعْدٍ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فَحَدَّثَنِي عاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو ابْن سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وقّاصٍ اللَّيْثِيِّ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِسَعْدٍ: لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِن فَوْقِ سَبْعَةِ أرْقِعَةٍ [١].
(سَبَبُ نُزُولِ بَنِي قُرَيْظَةَ عَلى حُكْمِ سَعْدٍ فِي رَأْيِ ابْنِ هِشامٍ):
قالَ ابْنُ هِشامٍ: حَدَّثَنِي بَعْضُ مَن أثِقُ بِهِ مِن أهْلِ العِلْمِ: أنَّ عَلِيَّ بْنَ أبِي طالِبٍ صاحَ وهُمْ مُحاصِرُو بَنِي قُرَيْظَةَ: يا كَتِيبَةَ الإيمانِ، وتَقَدَّمَ هُوَ والزُّبَيْرُ بْنُ العَوّامِ، وقالَ: واَللَّهِ لَأذُوقَنَّ ما ذاقَ حَمْزَةُ أوْ لَأُفْتَحَنَّ حِصْنَهُمْ، فَقالُوا: يا مُحَمَّدُ، نَنْزِلُ عَلى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ.
(مَقْتَلُ بَنِي قُرَيْظَةَ):
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: ثُمَّ اسْتَنْزَلُوا، فَحَبَسَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ فِي دارِ بِنْتِ الحارِثِ [٢]، امْرَأةٍ مِن بَنِي النَّجّارِ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى سُوقِ المَدِينَةِ، الَّتِي هِيَ سُوقُها اليَوْمَ، فَخَنْدَقَ بِها خَنادِقَ، ثُمَّ بَعَثَ إلَيْهِمْ، فَضَرَبَ أعْناقَهُمْ فِي تِلْكَ الخَنادِقِ، يُخْرَجُ بِهِمْ إلَيْهِ أرْسالًا [١]، وفِيهِمْ عَدُوُّ اللَّهِ حُيَيُّ بْنُ أخْطَبَ، وكَعْبُ بْنُ أسَدٍ، رَأْسُ القَوْمِ، وهم ستّ مائَة أو سبع مائَة، والمُكْثِرُ لَهُمْ يَقُولُ: كانُوا بَين الثمان مائَة والتسع مائَة. وقَدْ قالُوا لِكَعْبِ بْنِ أسَدٍ، وهُمْ يُذْهَبُ بِهِمْ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أرْسالًا: يا كَعْبُ، ما تَراهُ يُصْنَعُ بِنا؟ قالَ: أفِي كُلِّ مَوْطِنٍ لا تَعْقِلُونَ؟ ألا تَرَوْنَ الدّاعِيَ لا يَنْزِعُ، وأنَّهُ مَن ذُهِبَ بِهِ مِنكُمْ لا يَرْجِعُ؟ هُوَ واَللَّهِ القَتْلُ! فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ الدَّأْبُ حَتّى فَرَغَ مِنهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.}}
[[en:Qur'an,_Hadith_and_Scholars:Muhammad_and_Ordering_Executions]]
Editor، محررون، recentchangescleanup
١٬٢٢٢

تعديل