إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم
الحوت الإسلامي
الحوت الإسلامي هو مخلوق أسطوري موصوف في النصوص الإسلامية يحمل الأرض على ظهره. ويسمى أيضا "نون"، وهو أيضا اسم الحرف العربي «ن». واسمان بديلان للحوت هما ليواش ولويهاء.[١] أمّا التفاصيل وراء ذكر هذا المخلوق فهي غير واضحة. واسم نون مشتق من أحد الحروف الغامضة التي تظهر قبل بدء بعض السور في القرآن. ومع ذلك، فإن الحوت يظهر في شروح الحديث والتفسير للآيات. يبدو أن المفهوم من أصل يهودي.[٢]
من أقدم المصادر السنية والشيعية المتاحة لنا اليوم، يبدو أن المسلمين الأوائل اعتقدوا أن حرف «نون» في سورة القرآن 68 :1 يشير إلى حوت عملاق تقع الأرض بأكملها على ظهره. ويُنسب هذا الاعتقاد من قبل العديد من علماء الإسلام ذوي السمعة العالية إلى «ترجمان القرآن» ابن عباس، وقد ذكره بعد ذلك الكثير من علماء الإسلام الموثوق بهم حتى القرن التاسع عشر - على الرغم من أنهم ذكروه جنبًا إلى جنب مع تفسيرات أخرى مختلفة. وفقًا لعلم الكون هذا، فإن الأرض (في الواقع الأراضي الـ7) متصلة بظهر الحوت عن طريق الجبال، وهي أوتاد لموازنة الأرض على ظهر نون. ويتناسب علم الكون هذا مع الاعتقاد القديم السائد بأن العالم كان متوازنًا على ظهر الحيوانات العملاقة، والاعتقاد الأكثر بدائية بأن العالم محاط بمسطح مائي عملاق لا ينتهي.
نون في القرآن
يظهر حرف النون في الآية 68 :1[٣] كواحدة من الحروف الغامضة (مُقَطَّعَات) التي تظهر قبل بداية 29 سورة في القرآن (على سبيل المثال الألف لام ميم قبل سورة البقرة). وتم اقتراح إحدى النظريات الشائعة لشرح هذه الأحرف من قبل تيودور نولديك، بأنها كانت مجرد إشارة إلى الكتبة أو أصحاب الأوراق لتلك السور عندما تم تجميع القرآن لأول مرة.
ذكر معظم علماء الإسلام المحترمين (ابن كثير والطبري والقرطبي وغيرهم بمن فيهم الجلالين) الاعتقاد بأن نون تشير إلى حوت يحمل الأرض على ظهره:[٤]
ولا توجد الكثير من المعلومات في القرآن بحكم الواقع، ولكن من الضروري فهم هذه الفكرة لفهم الكثير من التفسير التقليدي للقرآن وعلم الكونيات الإسلامي المبكر. فمثلا، تُدعى يونس في الآية ٢١ :٨٧ «ذا النون»، التي فُسِّرت على انها تعني ان حوتا أكله[٥][٦].
اقتباسات ذات صلة
تبدأ السورة 68 الشهيرة بحرف النون (نٓ)، وهي واحدة من 29 سورة تبدأ بأحرف غامضة (مقطّعات).
يُذكر حوت ابتلع يونس في السورة نفسها:
تذكر سورة أخرى النون. كان من المفهوم أن الآية هي إشارة إلى المخلوق الذي ابتلع يونس:
الأحاديث
في حديث مطول، يختبر يهودي معرفة محمد في عدد من الأسئلة. وأحد هذه الأمور يتعلق بطعام شعب الفردوس. ويجيب محمد أنهم سيأكلون زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ. بالإضافة إلى ذلك، سوف يأكلون ثورًا يرعى حول الجنة:
يذكر ابن حجر في تعليقه الشهير على صحيح البخاري (فتح الباري) هذا الحديث عن النون، مضيفًا أن "ذكر الطبري من خلال الضحاك عن ابن عباس، قال:" يعقب الثور الحوت بقرنه، فيأكل منه أهل الجنة، ثم يبعث ويذبح الثور بذنبه، ويأكلونه، ثم يبعث وتستمر هذه العملية ".
يذكر عدد من الروايات التي وردت من الصحابة (خاصة ابن عباس) "نون" على أنه حوت عملاق تحت الأرض. ويظهر الثور العملاق أيضًا في بعض هذه الروايات. ويمكن رؤية هذه المفاهيم أيضًا في النصوص اليهودية المبكرة، بما في ذلك على الأرجح نهاية العالم لإبراهيم (القرن الثاني الميلادي).
تفسير ابن كثير
يسرد ابن كثير ثلاثة تفسيرات مختلفة ويسترسل في جزء ليس بقليل من النص على التفسير الأول الذي يمكن تلخيصه على النحو التالي: في البداية، خلق الله القلم قبل كل شيء. فسأل القلم «ماذا أكتب» فقال له الله أن يكتب حرف "ن" وهو في الواقع حوت يحمل على ظهره العالم بأسره:
حديث من ابن عبّاس، ترجمان القرآن
هناك نسخة أخرى من هذا الحديث من الطبري:
يعتبر حديث ابن عباس (وقد جمعه الطبري) صحيح، مما يعني أنه يعتبر رواية صحيحة في التقدير التقليدي للحديث. ووفقًا للتقليد، يحتل ابن عباس مكانة خاصة في مخطط حافظي الحديث، فمحمد قام بدعوة لابن عباس، ليعلمه الله التفسير الصحيح للقرآن. وكان ابن عباس يُدعى أيضًا ترجمان القرآن ، لأن كان لديه معرفة عميقة بالتفسير والترجمة للوحي.
تشرح روايته كذلك سبب وصف الجبال بالأوتاد في القرآن. والسبب هو أنّ بحسب علم الفلك التقليدي الإسلاميّ، كانت الأرض لتقع عن ظهر الحوت لو لم توجد أوتاد تثبتها:
وتشرح الرواية تلك كذلك سبب وجود عرش الله على المياه (لأنّ الله صنع السموات بالمياه):
تفسير الطبري
يقوم الطبري على ذكر عددٍ من التفسيرات. إحداها كما يلي:
وفي علم الفلك الإسلاميّ، هناك سبع "أرضون" كما هنالك سبع سماوات:
يتم وضعها على الحوت مثل الفطائر على طبق، مكدسة كلّ واحدة فوق الأخرى.
تفسير القرطبي
يذكر القرطبي عدة تفسيرات. أحدها هو أن النون هو الحوت الذي يقع تحت الأرض السابعة (الأدنى):
يمكن فهم فكرة انّ القرطبي يري الأرض مسطّحة من خلال استخدامه لكلمة "تحت".
التفسير الكبير (الرازي)
يكرر الكبير هنا فكرة أنّ أكثر من أرضٍ مسطحة تقع على ظهر الحوت.
تفسير فتح القدير (الشوكاني)
هذا التفسير من القرن الثامن عشر ويذكر عدة تفسيرات. وواحدة منها هي فكرة أن العالم محمول على ظهر حوت:
حديث الكافي (شيعة)
كما يؤكد حديث الكافي، وهو من أعرق الأحاديث الشيعية، أن الحوت يحمل الأرض على ظهره:
تفسير الطوسي (شيعة)
أول تفسير شيعي شامل يقول ما يلي عن النون:
وهكذا هناك شهادة على الحوت "نون" في كل من التقليدين السني والشيعي.
علم الكونيات القرآني بوجه العلم الحديث
تتعارض وجهة النظر عن العالم التي تتجلى في التسفير بشكل أساسي مع الفهم العلمي الحديث لعلم الكونيات وعلوم الأرض والجيولوجيا. فيبدو أن واضعي تقليد التفسير والقرآن كانوا يعملون على افتراض أن الأرض التي يسكنها الجنس البشري مسطحة، علاوة على ذلك أنها ليست سوى واحدة من الكثير من "الأرضين" المختلفة. والاعتقاد بأن العالم متوازن على ظهر حيوان كوني عملاق ليس في الإسلام فحسب - فالتقاليد الهندوسية لأكوبارا (السنسكريتية: अकूपार)، المعروف أيضًا باسم كورما وتشوكوا، تشمل السلحفاة العملاقة التي تحمل 16 فيلًا يحمل العالم، أو الأسطورة الصينية للسلحفاة البحرية آو التي تدعم ساقيها العالم. ففكرة وجود حيوان عملاق يمسك بالعالم هي أسطورة موجودة في الكثير من الثقافات ما قبل العلمية.
تفسيرات أخرى لـ"نون"
على الرغم من أنّ الكثير من التفسيرات التقليدية تشرح أنّ "نون" هو الحوت الذي يحمل الأرض (الأرضين) على ظهره، إلّا أنّ هناك تفسيرات بعيدة عن الحوت لـ نون.
- ↑ https://shamela.ws/book/12877/5625
- ↑ See the section "The possible origins of the Whale" towards the end of the article The Nun whale and it’s origins in early Islam
- ↑ نٓ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ القرآن سورة القَلَمِ:1
- ↑ الجلالين حول 21: 87﴿و﴾ اُذْكُرْ ﴿ذا النُّون﴾ صاحِب الحُوت]
- ↑ وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِى ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ القرآن سورة الأَنبِيَاءِ:87
- ↑ http://biblehub.com/library/marshall/the_wonder_book_of_bible_stories/the_story_of_jonah_and.htm