إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم

الحوت الإسلامي

من ویکی اسلام
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سورة القلم

الحوت الإسلامي هو مخلوق أسطوري موصوف في النصوص الإسلامية يحمل الأرض على ظهره. ويسمى أيضا "نون"، وهو أيضا اسم الحرف العربي «ن». واسمان بديلان للحوت هما ليواش ولويهاء.[١] أمّا التفاصيل وراء ذكر هذا المخلوق فهي غير واضحة. واسم نون مشتق من أحد الحروف الغامضة التي تظهر قبل بدء بعض السور في القرآن. ومع ذلك، فإن الحوت يظهر في شروح الحديث والتفسير للآيات. يبدو أن المفهوم من أصل يهودي.[٢]

من أقدم المصادر السنية والشيعية المتاحة لنا اليوم، يبدو أن المسلمين الأوائل اعتقدوا أن حرف «نون» في سورة القرآن 68 :1 يشير إلى حوت عملاق تقع الأرض بأكملها على ظهره. ويُنسب هذا الاعتقاد من قبل العديد من علماء الإسلام ذوي السمعة العالية إلى «ترجمان القرآن» ابن عباس، وقد ذكره بعد ذلك الكثير من علماء الإسلام الموثوق بهم حتى القرن التاسع عشر - على الرغم من أنهم ذكروه جنبًا إلى جنب مع تفسيرات أخرى مختلفة. وفقًا لعلم الكون هذا، فإن الأرض (في الواقع الأراضي الـ7) متصلة بظهر الحوت عن طريق الجبال، وهي أوتاد لموازنة الأرض على ظهر نون. ويتناسب علم الكون هذا مع الاعتقاد القديم السائد بأن العالم كان متوازنًا على ظهر الحيوانات العملاقة، والاعتقاد الأكثر بدائية بأن العالم محاط بمسطح مائي عملاق لا ينتهي.

نون في القرآن

يظهر حرف النون في الآية 68 :1[٣] كواحدة من الحروف الغامضة (مُقَطَّعَات) التي تظهر قبل بداية 29 سورة في القرآن (على سبيل المثال الألف لام ميم قبل سورة البقرة). وتم اقتراح إحدى النظريات الشائعة لشرح هذه الأحرف من قبل تيودور نولديك، بأنها كانت مجرد إشارة إلى الكتبة أو أصحاب الأوراق لتلك السور عندما تم تجميع القرآن لأول مرة.

ذكر معظم علماء الإسلام المحترمين (ابن كثير والطبري والقرطبي وغيرهم بمن فيهم الجلالين) الاعتقاد بأن نون تشير إلى حوت يحمل الأرض على ظهره:[٤]

ولا توجد الكثير من المعلومات في القرآن بحكم الواقع، ولكن من الضروري فهم هذه الفكرة لفهم الكثير من التفسير التقليدي للقرآن وعلم الكونيات الإسلامي المبكر. فمثلا، تُدعى يونس في الآية ٢١ :٨٧ «ذا النون»، التي فُسِّرت على انها تعني ان حوتا أكله[٥][٦].


اقتباسات ذات صلة

تبدأ السورة 68 الشهيرة بحرف النون (نٓ)، وهي واحدة من 29 سورة تبدأ بأحرف غامضة (مقطّعات).

نٓ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ

يُذكر حوت ابتلع يونس في السورة نفسها:

فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ

تذكر سورة أخرى النون. كان من المفهوم أن الآية هي إشارة إلى المخلوق الذي ابتلع يونس:

وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِى ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ

الأحاديث

في حديث مطول، يختبر يهودي معرفة محمد في عدد من الأسئلة. وأحد هذه الأمور يتعلق بطعام شعب الفردوس. ويجيب محمد أنهم سيأكلون ‏زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ. بالإضافة إلى ذلك، سوف يأكلون ثورًا يرعى حول الجنة:

فَقَالَ الْيَهُودِيُّ أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً قَالَ ‏"‏ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ الْيَهُودِيُّ فَمَا تُحْفَتُهُمْ حِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَالَ ‏"‏ زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ ‏"‏ قَالَ فَمَا غِذَاؤُهُمْ عَلَى إِثْرِهَا قَالَ ‏"‏ يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الْجَنَّةِ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ قَالَ ‏"‏ مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً ‏"‏ ‏.‏ قَالَ صَدَقْتَ ‏.‏ قَالَ وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَىْءٍ لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ إِلاَّ نَبِيٌّ أَوْ رَجُلٌ أَوْ رَجُلاَنِ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ يَنْفَعُكَ إِنْ حَدَّثْتُكَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ أَسْمَعُ بِأُذُنَىَّ ‏.‏ قَالَ جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الْوَلَدِ قَالَ ‏"‏ مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلاَ مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللَّهِ وَإِذَا عَلاَ مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ آنَثَا بِإِذْنِ اللَّهِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ الْيَهُودِيُّ لَقَدْ صَدَقْتَ وَإِنَّكَ لَنَبِيٌّ ثُمَّ انْصَرَفَ فَذَهَبَ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لَقَدْ سَأَلَنِي هَذَا عَنِ الَّذِي سَأَلَنِي عَنْهُ وَمَا لِي عِلْمٌ بِشَىْءٍ مِنْهُ حَتَّى أَتَانِيَ اللَّهُ بِهِ ‏"‏ ‏.‏

يذكر ابن حجر في تعليقه الشهير على صحيح البخاري (فتح الباري) هذا الحديث عن النون، مضيفًا أن "ذكر الطبري من خلال الضحاك عن ابن عباس، قال:" يعقب الثور الحوت بقرنه، فيأكل منه أهل الجنة، ثم يبعث ويذبح الثور بذنبه، ويأكلونه، ثم يبعث وتستمر هذه العملية ".

يذكر عدد من الروايات التي وردت من الصحابة (خاصة ابن عباس) "نون" على أنه حوت عملاق تحت الأرض. ويظهر الثور العملاق أيضًا في بعض هذه الروايات. ويمكن رؤية هذه المفاهيم أيضًا في النصوص اليهودية المبكرة، بما في ذلك على الأرجح نهاية العالم لإبراهيم (القرن الثاني الميلادي).


تفسير ابن كثير

يسرد ابن كثير ثلاثة تفسيرات مختلفة ويسترسل في جزء ليس بقليل من النص على التفسير الأول الذي يمكن تلخيصه على النحو التالي: في البداية، خلق الله القلم قبل كل شيء. فسأل القلم «ماذا أكتب» فقال له الله أن يكتب حرف "ن" وهو في الواقع حوت يحمل على ظهره العالم بأسره:

كَمَا قَالَ الْإِمَام أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْرِيّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان هُوَ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَان عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : أَوَّل مَا خَلَقَ اللَّه الْقَلَم قَالَ اُكْتُبْ قَالَ وَمَاذَا أَكْتَب ؟ قَالَ اُكْتُبْ الْقَدَر فَجَرَى بِمَا يَكُون مِنْ ذَلِكَ الْيَوْم إِلَى قِيَام السَّاعَة ثُمَّ خَلَقَ النُّون وَرَفَعَ بُخَار الْمَاء فَفُتِقَتْ مِنْهُ السَّمَاء وَبُسِطَتْ الْأَرْض عَلَى ظَهْر النُّون فَاضْطَرَبَ النُّون فَمَادَتْ الْأَرْض فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ فَإِنَّهَا لَتَفْخَر عَلَى الْأَرْض
تفسير ابن كثير 68: 1

حديث من ابن عبّاس، ترجمان القرآن

هناك نسخة أخرى من هذا الحديث من الطبري:

عن ابنِ عباسٍ قال أولُ شيءٍ خلق اللهُ تعالى القلمُ فقال له اكتب فكتب ما هو كائنٌ إلى أن تقومَ الساعةُ ثم خلق النون فوق الماءِ ثم كبس الأرضَ عليه
تاريخ الطبري

يعتبر حديث ابن عباس (وقد جمعه الطبري) صحيح، مما يعني أنه يعتبر رواية صحيحة في التقدير التقليدي للحديث. ووفقًا للتقليد، يحتل ابن عباس مكانة خاصة في مخطط حافظي الحديث، فمحمد قام بدعوة لابن عباس، ليعلمه الله التفسير الصحيح للقرآن. وكان ابن عباس يُدعى أيضًا ترجمان القرآن ، لأن كان لديه معرفة عميقة بالتفسير والترجمة للوحي.

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ ضَمَّنِي إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ ‏ "‏ اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ ‏"

تشرح روايته كذلك سبب وصف الجبال بالأوتاد في القرآن. والسبب هو أنّ بحسب علم الفلك التقليدي الإسلاميّ، كانت الأرض لتقع عن ظهر الحوت لو لم توجد أوتاد تثبتها:

أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلْأَرْضَ مِهَٰدًا وَٱلْجِبَالَ أَوْتَادًا

وتشرح الرواية تلك كذلك سبب وجود عرش الله على المياه (لأنّ الله صنع السموات بالمياه):

وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُۥ عَلَى ٱلْمَآءِ

تفسير الطبري

يقوم الطبري على ذكر عددٍ من التفسيرات. إحداها كما يلي:

هو الحوت الذي عليه الأرَضُون
تفسير الطبري 68: 1

وفي علم الفلك الإسلاميّ، هناك سبع "أرضون" كما هنالك سبع سماوات:

ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْءٍ عِلْمًۢا

يتم وضعها على الحوت مثل الفطائر على طبق، مكدسة كلّ واحدة فوق الأخرى.

تفسير القرطبي

يذكر القرطبي عدة تفسيرات. أحدها هو أن النون هو الحوت الذي يقع تحت الأرض السابعة (الأدنى):

نۤ> الحوت الذي تحت الأرض السابعة>
تفسير القرطبي 68: 1

يمكن فهم فكرة انّ القرطبي يري الأرض مسطّحة من خلال استخدامه لكلمة "تحت".

التفسير الكبير (الرازي)

بالحوت الذي على ظهره الأرض وهو في بحر تحت الأرض السفلى
التفسير الكبير 68: 1

يكرر الكبير هنا فكرة أنّ أكثر من أرضٍ مسطحة تقع على ظهر الحوت.

تفسير فتح القدير (الشوكاني)

هذا التفسير من القرن الثامن عشر ويذكر عدة تفسيرات. وواحدة منها هي فكرة أن العالم محمول على ظهر حوت:

هو الحوت الذي يحمل الأرض
فتح القدير 68: 1

حديث الكافي (شيعة)

كما يؤكد حديث الكافي، وهو من أعرق الأحاديث الشيعية، أن الحوت يحمل الأرض على ظهره:

14813- عنه عن صالح عن بعض أصحابه عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إنّ الحوت الذي يحمل الأرض أسرّ في نفسه أنه أنما يحمل الأرض بقوته فأرسل الله تعالى إليه حوتاً أصغر من شبر وأكير من فثر فدخلت في خياشيمه فصعق فمكث بذلك أربعين يوماً ثمّ إن الله عز وجلّ رءوف به ورحمه وخرج فإذا أراد الله جلّ وعزّ بأرض زلزلة بعث لك الحوت إلى ذلك الحوت فإذا رآه اضطرب فتزلزلت الأرض.
الكافي، الكتاب 8، الجزء 6

تفسير الطوسي (شيعة)

أول تفسير شيعي شامل يقول ما يلي عن النون:

وقال ابن عباس - فى رواية عنه - إن النون الحوت الذى عليه الارضون
التبيان بقلم الطوسي 68: 1

وهكذا هناك شهادة على الحوت "نون" في كل من التقليدين السني والشيعي.

علم الكونيات القرآني بوجه العلم الحديث

تتعارض وجهة النظر عن العالم التي تتجلى في التسفير بشكل أساسي مع الفهم العلمي الحديث لعلم الكونيات وعلوم الأرض والجيولوجيا. فيبدو أن واضعي تقليد التفسير والقرآن كانوا يعملون على افتراض أن الأرض التي يسكنها الجنس البشري مسطحة، علاوة على ذلك أنها ليست سوى واحدة من الكثير من "الأرضين" المختلفة. والاعتقاد بأن العالم متوازن على ظهر حيوان كوني عملاق ليس في الإسلام فحسب - فالتقاليد الهندوسية لأكوبارا (السنسكريتية: अकूपार)، المعروف أيضًا باسم كورما وتشوكوا، تشمل السلحفاة العملاقة التي تحمل 16 فيلًا يحمل العالم، أو الأسطورة الصينية للسلحفاة البحرية آو التي تدعم ساقيها العالم. ففكرة وجود حيوان عملاق يمسك بالعالم هي أسطورة موجودة في الكثير من الثقافات ما قبل العلمية.

تفسيرات أخرى لـ"نون"

على الرغم من أنّ الكثير من التفسيرات التقليدية تشرح أنّ "نون" هو الحوت الذي يحمل الأرض (الأرضين) على ظهره، إلّا أنّ هناك تفسيرات بعيدة عن "الحوت" لـ نون.

"ن" حرف من حروف الأبجدية

"ن" (نون) هو حرف من حروف الأبجديّة العربية. وتبدأ أكثر من سورة في القرآن بحروف غامضة لا معنى واضح لها. وذلك يطرح سؤال ما تعنيه تلك الحروف من الأساس، ومن وجهة نظر مسلم مؤمن، سؤال لِمَ قد يبدأ الله وحيه بحروفٍ غامضة. ولكن بما أنّ تلك الظاهرة تقع ضمن نمط قرآنيّ مقبول، فيعطي ذلك على الأقلّ تفسيراً لوجودها. ونقطة أخرى هي الكلمة التي تتبع النون، "والقلم". إضافة الواو (و) هي التركيبة العربية للقسم واليمين (مثلاً والشمسِ، والله إلخ). وبما أنّ القلم مجرور في هذه الحالة، تُفهم الكلمة على أنّها قسم، وعلى الأرجح أن تكون كذلك. من الجدير بالذكر أنّ الرسم الأصليّ للقرآن لم يكن محرّكاً، أي لم يكن "القلم" مجروراً. وبالتالي، ربما لم يكن النص الأصلي يحتوي على هذه الكلمة في حالة الجرّ، وفي هذه الحالة سيكون المعنى ببساطة «والقلمُ». لذلك من الممكن أن تكون الواو في الأصل تعمل ببساطة كـحرف عطف والمعنى الأصلي كان ببساطة «(الحرف) ن، والقلمُ، وما يكتبون».

"ن" في "الرحمان"

كلمة الرحمان هي أحد ألقاب الله. وتبدأ السورة الثالثة عشرة بثلاثة أحرف "الر"، وتبدأ بعض السور بالحرفين "حم" (انظر التعليق على الحروف العشوائية في بداية السور أعلاه). وتجميعها معًا ينتج الر + حم + ن= الرحمن.

  • تكتب كلمة الرحمن في الوقت الحاضر "الرحمان"، ولكن في النص العثماني القديم تمت كتابتها بدون ا (الألف) قبل النون. تمت إضافته لاحقًا للإشارة إلى حرف العلة «ا».
  • ومع ذلك، تبدأ الكثير من الآيات بأحرف أخرى ولا يمكن تقديم حجة مقنعة لإنتاج كلمات ذات صلة من معظمها.

النون تعني "حبر"

الحل المقترح لهذا الأمر هو أن النون تعني هنا «الحبر» في الحالة الاسمية، وفي هذه الحالة تعني 68 :1 «الحبر والقلم وما يكتبون». يعاني هذا الحل من بعض المشاكل:

  • استخدم القرآن كلمة مِدَادًا لكلمة «حبر» في الآية 18 :109، بينما استخدم حرف نون ليعني «حوت» في الآية 21 :87. لذلك من المرجح أن معنى نون هنا هو «الحوت».
  • وبحسب هذا التفسير، فإن هذا يشير إلى الحبر الذي كتب به القرآن. وهو أمر غير مناسب للغاية، لأن الشكل الأساسي للقرآن هو التلاوة وفقًا للسرد التقليدي. وكلمة «القرآن» نفسها تعني «التلاوة» في الفهم التقليدي. ومع ذلك، تجدر الإشارة أيضًا إلى أن كلمة القرآن قد يكون لها سابقة سريانية في كلمة «Qeryaanaa»، والتي تعني "كتاب قراءات"، للجماهير المسيحية التقليدية. مع هذا الفهم، قد يكون معنى «الحبر» أكثر منطقية.

الله أعلم

«الله أعلم»، بعبارة أخرى «المؤلف يعرف ما قصده»، هو تفسير قدمه بعض المعلقين المسلمين، مشيرين إلى أنه حتى مع الفهم السردي التقليدي، فإن الحروف الغامضة في بداية هذه السورة وغيرها هي موضوع يصعب فهمه.

وجهات نظر علمية واعتذارية في الإسلام الحديث

اليوم، حاول العلماء المسلمون الذين يدركون كيف يتعارض علم أوصاف الكون هذا للحيوانات العملاقة والمحيطات مع العلم الحديث، دحض موثوقية التفسير التقليدي للحوت.

ليس في القرآن

يظهر حرف النون في بداية سورة 68 (القلم) واستخدم بشكل مكتوب في آية أخرى 21 :87 ليعني «حوت». ومع ذلك، لم يذكر بوضوح في القرآن أن النون هو الحوت الذي يحمل الأرض على ظهره. ويتحدث القرآن عن كون الجبال مثل الأوتاد، ما قد تدعم «علم كونيات الحوت» ويرتبط الاثنان في نسخة واحدة من الحديث. فإذا لم يكن هناك شيء تحت الأرض، فلا يوجد سبب لأن تعمل الجبال كأوتاد.

عندما لا يكون هناك شيء ما في القرآن، فهذا لا يعني أنه لم يكن أبدًا جزءًا من الإسلام. كما أن «أركان الإسلام الخمسة» غير موصوفة في القرآن وتعتبر جزءًا من الإسلام. الإسلام (أو على الأقل الإسلام السائد) مشتق من القرآن والحديث والسيرة. في وقت من الأوقات، كان الحوت جزءًا من علم الكون الإسلامي حتى تحسنت المعرفة وأصبح هذا المنظور غير مستدام.

صحّة الحديث الموقوف

هناك مشكلة غالبًا ما تُذكر فيما يتعلق بهذا التقليد وهي أنه يعتمد على الحديث المصنف على أنه «مواقف» أو مصدره أحد صحابة النبي. ومع ذلك، ففي المفوضين السنة التقليديين، لم يُنظر إلى هذا عادةً على أنه مشكلة:

إلى جانب ذلك، هناك فتوى تقول إنه يمكن استخدام حديث موقوف كدليل إذا لم يحتج عليه أحد:

أما بالنسبة لأخذه كدليل، فهذا يعني أنه يتعين علينا التصرف وفقًا له واعتباره مصدر دليل على الدين الإسلامي. والعلماء لديهم عشرة آراء مختلفة حول هذه القضية. أقرب ما يكون إلى الصواب هو أنه إذا انتشر رأي الصاحب على نطاق واسع ولم يعارضه أحد، فهو مصدر دليل وإجماع بالصمت. ومع ذلك، إذا لم ينتشر أو عارضه بعض الصحابة الآخرين، فهو ليس مصدرًا للأدلة، ولكن يمكن استخدامه كدليل ثانوي.

وهذا هو الحال إذا كان بالإمكان تطبيق العقل والاجتهاد (الحرص الشخصي) في رأي الصاحب؛ خلاف ذلك (أي إذا كان رأيه شيئًا لا علاقة له بالاجتهاد مثل أمور الغيب أو قصص الأنبياء السابقين)، ثم يعتبر مرفوع«(يمكن تتبعه) للنبي صلى الله عليه وسلّم، ما لم يكن معروفًا أن هذا الصاحب كان يأخذ معلوماته من كتب أهل الكتاب.

والله أعلم
الفتوى 217021

صدّقه العلماء الأوائل فحسب

يُزعم أحيانًا أن العلماء الأوائل هم من صدقوا ذلك فحسب، وهو ادعاء غريب بالنظر إلى أن العصور القديمة عادة ما تثبت صحة الآراء والمذاهب في اللاهوت والفقه الإسلامي بدلاً من إبطالها. هذا الرأي، بالمناسبة، ليس دقيقًا تمامًا، حيث تم ذكر فكرة الحوت الحامل للأرض حتى من قبل العالم الإسلامي السني اليمني البارز، الشوكاني الذي توفي في عام 1834م الذي كتب عنها في تعليقه على هذه الآية.

أصول يهوديّة

هناك بعض الادعاءات الحديثة بأن هذه القصة/العقيدة تأتي من اليهودية. لا يذكر الكتاب المقدس، ولا التلمود، ولا المشناه فكرة الحوت الحامل للأرض، على الرغم من أنه كما ذكرنا أعلاه، قد تكون نهاية العالم لإبراهيم سابقة للمفهوم، وكذلك الثور العملاق. هناك أيضًا أسطورة عن وحش بحر كبير يسمى «لوياثان» في الكتاب المقدس:

فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يُعَاقِبُ الرَّبُّ بِسَيْفِهِ الْقَاسِي الْعَظِيمِ الشَّدِيدِ لَوِيَاثَانَ، الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ. لَوِيَاثَانَ الْحَيَّةَ الْمُتَحَوِّيَةَ، وَيَقْتُلُ التِّنِّينَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ.
اشعياء 27 :1

ليس من الواضح ما إذا كان حوتًا أم دلفين أم تمساحًا (على الرغم من أن الكلمة مفسرة في العبرية الحديثة على أنها تعني «حوت»، لكن هذا ليس له أي تأثير ضروري للكلمة في زمن إشعياء). كما تم وصفه بأنه تنين وحية. هناك الكثير من التفسيرات المختلفة. في اليهودية يُفهم لوياثان أحيانًا مجازيًا على أنه عدو كبير لإسرائيل. وفي المسيحية يُفهم لوياثان أحيانًا على أنه الشيطان. لا الكتاب المقدس ولا أي نص يهودي خارج الكتاب المقدس يقول إن لوياثان يمسك الأرض على ظهره، ولكن هناك نص حاخامي يقول إن لوياثان ثعبان طائر لديه «شريط وسط من الأرض» بين زعانفه:

On the fifth day He brought forth from the water the Leviathan, the flying serpent, and its dwelling is in the the lowest waters; and between its fins rests the middle bar of the earth.
Pirke De-Rabbi Eliezer (Ch. 9)

بقدر ما يتم تفسير لوياثان على أنه حوت، فمن الممكن أن يكون هذا هو أصل الأسطورة. على الرغم من أن الأسطورة نفسها لا تبدو يهودية في الأصل، بل هي نتيجة تعاظم إسلامي واضح.

ابن عبّاس يحصل على القصّة من اليهود

يعزو بعض العلماء الإسلاميين المعاصرين هذه القصة إلى المصادر اليهودية، مستندين في ذلك إلى حقيقة أن ابن عباس غالبًا ما أخذ وأعاد سرد القصص اليهودية. ومن المثير للاهتمام أن هناك أحاديث صحيحة يبدو أنها تسمح بالضبط بهذا النوع من إعادة السرد:

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏

"‏ بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ‏"

‏‏.‏

ويقول فتح الباري في تعليقه:

وقيل المعنى حدثوا عنهم بمثل ما ورد في القرآن والحديث الصحيح
ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل

ومع ذلك، في الوقت نفسه، يجادل بعض العلماء الإسلاميين المتنافسين بأنه لا حرج في أخذ القصص اليهودية منها وإعادة سردها للمسلمين في حبكة إسلامية - مع ملاحظة المؤرخين المعاصرين، في الواقع، أنه في حالة وجود رواية يهودية أو مسيحية حول أي موضوع معين، فإن القرآن عادة ما يكرر ذلك مع بعض التغييرات التي تناسب اللاهوت الإسلامي.

وكثيرا ما يقرن العلماء الذين يعترضون على صحة المراجع التوراتية الحديث السابق بحديث آخر من صحيح البخاري، من الفصل المعنون «لا تسألوا أهل الكتاب المقدس عن أي شيء»:

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لأَهْلِ الإِسْلاَمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لاَ تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ، وَلاَ تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا ‏{‏آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ‏}‏ ‏"‏‏.‏ الآيَةَ‏.‏

ينقسم علماء الإسلام مرة أخرى حول تفسير هذا الحديث. يجادل البعض بأن المسلمين يجب أن يتجاهلوا اليهود، لأن بعض القصص اليهودية على حق، والبعض الآخر على خطأ.. يؤكد علماء آخرون على الجزء الأخير من الحديث بقولهم إن المسلمين يجب أن يؤمنوا بما تم الكشف عنه لليهود، وبالتالي يتوصلون إلى استنتاج مفاده أن السرد منهم مقبول.

فالإمام الشافعي، على سبيل المثال، يحظر صراحة إعادة سرد «أكاذيب» التقاليد اليهودية:

من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجيز التحدث بالكذب ، فالمعنى حدثوا عن بني إسرائيل بما لا تعلمون كذبه ، وأما ما تجوزونه فلا حرج عليكم في التحدث به عنهم [ ص: 576 ] وهو نظير قوله : إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ولم يرد الإذن ولا المنع من التحدث بما يقطع بصدقه
ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل

هناك اقتباس مهم آخر من ابن عباس نفسه موجود أيضًا في فصل «لا تسأل أهل الكتاب المقدس عن أي شيء». ويبدو أن هذه الرواية تلقي بظلال من الشك على فكرة أن ابن عباس كان معتادًا على أخذ قصص من اليهود:

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَىْءٍ، وَكِتَابُكُمُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْدَثُ، تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ وَقَدْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرُوهُ وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمُ الْكِتَابَ وَقَالُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏.‏ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً، أَلاَ يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ، لاَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلاً يَسْأَلُكُمْ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ‏.‏

كان ذلك من رأي ابن عبّاس الشخصيّ

يجادل بعض العلماء الإسلاميين المعاصرين بأن ابن عباس كان يشارك وجهات نظره الشخصية حول علم الكونيات. ففي الأحاديث نفسها، على النقيض من ذلك، ينسب ابن عباس القصة مباشرة إلى الله. وهذا من شأنه أن يخلق قضيتين أساسيتين مع مصداقية ابن عباس من وجهة نظر لاهوتية إسلامية، إذا كان هؤلاء العلماء الإسلاميون على حقّ، وهما:

1) أن الكذب عن الله حرام:

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ ٱلْأَشْهَٰدُ هَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُوا۟ عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ

2) وأن نسب القصص إلى الله بغير علم حرام وعمل من فعل الشيطان:

يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُوا۟ مِمَّا فِى ٱلْأَرْضِ حَلَٰلًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ ۚ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِٱلسُّوٓءِ وَٱلْفَحْشَآءِ وَأَن تَقُولُوا۟ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ

وهو موقف يشير إلى أنّ ابن عباس فعل كلا الأمرين أعلاه ويبدو أنه يصطدم بالعقيدة الإسلامية في ما يتعلق بالموثوقية التي لا تخطئ لرفاق محمد كرواة.

  1. https://shamela.ws/book/12877/5625
  2. See the section "The possible origins of the Whale" towards the end of the article The Nun whale and it’s origins in early Islam
  3. نٓ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ القرآن ‏سورة القَلَمِ:1
  4. الجلالين حول 21: 87﴿و﴾ اُذْكُرْ ﴿ذا النُّون﴾ صاحِب الحُوت]
  5. وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِى ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ القرآن ‏سورة الأَنبِيَاءِ:87
  6. http://biblehub.com/library/marshall/the_wonder_book_of_bible_stories/the_story_of_jonah_and.htm