إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحوت الإسلامي»

من ویکی اسلام
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
[[ملف:Al-Qalam.png|تصغير|سورة القلم]]
الحوت الإسلامي هو مخلوق أسطوري موصوف في النصوص الإسلامية يحمل الأرض على ظهره. ويسمى أيضا "نون"، وهو أيضا اسم الحرف العربي «ن». واسمان بديلان للحوت هما ليواش ولويهاء.<ref>https://shamela.ws/book/12877/5625</ref> أمّا التفاصيل وراء ذكر هذا المخلوق فهي غير واضحة. واسم نون مشتق من أحد الحروف الغامضة التي تظهر قبل بدء بعض السور في القرآن. ومع ذلك، فإن الحوت يظهر في شروح الحديث والتفسير للآيات. يبدو أن المفهوم من أصل يهودي.<ref>See the section "The possible origins of the Whale" towards the end of the article The Nun whale and it’s origins in early Islam</ref>
الحوت الإسلامي هو مخلوق أسطوري موصوف في النصوص الإسلامية يحمل الأرض على ظهره. ويسمى أيضا "نون"، وهو أيضا اسم الحرف العربي «ن». واسمان بديلان للحوت هما ليواش ولويهاء.<ref>https://shamela.ws/book/12877/5625</ref> أمّا التفاصيل وراء ذكر هذا المخلوق فهي غير واضحة. واسم نون مشتق من أحد الحروف الغامضة التي تظهر قبل بدء بعض السور في القرآن. ومع ذلك، فإن الحوت يظهر في شروح الحديث والتفسير للآيات. يبدو أن المفهوم من أصل يهودي.<ref>See the section "The possible origins of the Whale" towards the end of the article The Nun whale and it’s origins in early Islam</ref>


سطر ٢٦: سطر ٢٧:
يذكر ابن حجر في تعليقه الشهير على صحيح البخاري (فتح الباري) هذا الحديث عن النون، مضيفًا أن "ذكر الطبري من خلال الضحاك عن ابن عباس، قال:" يعقب الثور الحوت بقرنه، فيأكل منه أهل الجنة، ثم يبعث ويذبح الثور بذنبه، ويأكلونه، ثم يبعث وتستمر هذه العملية ".
يذكر ابن حجر في تعليقه الشهير على صحيح البخاري (فتح الباري) هذا الحديث عن النون، مضيفًا أن "ذكر الطبري من خلال الضحاك عن ابن عباس، قال:" يعقب الثور الحوت بقرنه، فيأكل منه أهل الجنة، ثم يبعث ويذبح الثور بذنبه، ويأكلونه، ثم يبعث وتستمر هذه العملية ".


عدد من الروايات التي وردت من الصحابة (خاصة ابن عباس) تذكر النون على أنه حوت عملاق تحت الأرض. ويظهر الثور العملاق أيضًا في بعض هذه الروايات. ويمكن رؤية هذه المفاهيم أيضًا في النصوص اليهودية المبكرة، بما في ذلك على الأرجح نهاية العالم لإبراهيم (القرن الثاني الميلادي).
يذكر عدد من الروايات التي وردت من الصحابة (خاصة ابن عباس) "نون" على أنه حوت عملاق تحت الأرض. ويظهر الثور العملاق أيضًا في بعض هذه الروايات. ويمكن رؤية هذه المفاهيم أيضًا في النصوص اليهودية المبكرة، بما في ذلك على الأرجح نهاية العالم لإبراهيم (القرن الثاني الميلادي).
 
 
== تفسير ابن كثير ==
يسرد ابن كثير ثلاثة تفسيرات مختلفة ويسترسل في جزء ليس بقليل من النص على التفسير الأول الذي يمكن تلخيصه على النحو التالي: في البداية، خلق الله القلم قبل كل شيء. فسأل القلم «ماذا أكتب» فقال له الله أن يكتب حرف "ن" وهو في الواقع حوت يحمل على ظهره العالم بأسره:
{{اقتباس|تفسير ابن كثير 68: 1|كَمَا قَالَ الْإِمَام أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْرِيّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان هُوَ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَان عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : أَوَّل مَا خَلَقَ اللَّه الْقَلَم قَالَ اُكْتُبْ قَالَ وَمَاذَا أَكْتَب ؟ قَالَ اُكْتُبْ الْقَدَر فَجَرَى بِمَا يَكُون مِنْ ذَلِكَ الْيَوْم إِلَى قِيَام السَّاعَة ثُمَّ خَلَقَ النُّون وَرَفَعَ بُخَار الْمَاء فَفُتِقَتْ مِنْهُ السَّمَاء وَبُسِطَتْ الْأَرْض عَلَى ظَهْر النُّون فَاضْطَرَبَ النُّون فَمَادَتْ الْأَرْض فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ فَإِنَّهَا لَتَفْخَر عَلَى الْأَرْض}}
 
=== حديث من ابن عبّاس، ترجمان القرآن ===
هناك نسخة أخرى من هذا الحديث من الطبري:
{{اقتباس|تاريخ الطبري|عن ابنِ عباسٍ قال أولُ شيءٍ خلق اللهُ تعالى القلمُ فقال له اكتب فكتب ما هو كائنٌ إلى أن تقومَ الساعةُ ثم خلق النون فوق الماءِ ثم كبس الأرضَ عليه}}
يعتبر حديث ابن عباس (وقد جمعه الطبري) صحيح، مما يعني أنه يعتبر رواية صحيحة في التقدير التقليدي للحديث. ووفقًا للتقليد، يحتل ابن عباس مكانة خاصة في مخطط حافظي الحديث، فمحمد قام بدعوة لابن عباس، ليعلمه الله التفسير الصحيح للقرآن. وكان ابن عباس يُدعى أيضًا ترجمان القرآن ، لأن كان لديه معرفة عميقة بالتفسير والترجمة للوحي.
{{اقتباس|{{البخاري|9|92|375}}|حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ ضَمَّنِي إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ ‏
 
"‏ اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ ‏"}}
تشرح روايته كذلك سبب وصف الجبال بالأوتاد في القرآن. والسبب هو أنّ بحسب علم الفلك التقليدي الإسلاميّ، كانت الأرض لتقع عن ظهر الحوت لو لم توجد أوتاد تثبتها:
{{اقتباس|{{الآيات القرآنية|78|6|7}}|أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلْأَرْضَ مِهَٰدًا
وَٱلْجِبَالَ أَوْتَادًا}}
وتشرح الرواية تلك كذلك سبب وجود عرش الله على المياه (لأنّ الله صنع السموات بالمياه):
{{اقتباس|{{القرآن|11|7}}|وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُۥ عَلَى ٱلْمَآءِ}}
 
== تفسير الطبري ==
يقوم الطبري على ذكر عددٍ من التفسيرات. إحداها كما يلي:
{{اقتباس|تفسير الطبري 68: 1|هو الحوت الذي عليه الأرَضُون}}
وفي علم الفلك الإسلاميّ، هناك سبع "أرضون" كما هنالك سبع سماوات:
{{اقتباس|{{القرآن|65|12}}|ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْءٍ عِلْمًۢا}}
يتم وضعها على الحوت مثل الفطائر على طبق، مكدسة كلّ واحدة فوق الأخرى.
 
== تفسير القرطبي ==
يذكر القرطبي عدة تفسيرات. أحدها هو أن النون هو الحوت الذي يقع تحت الأرض السابعة (الأدنى):
{{اقتباس|تفسير القرطبي 68: 1|نۤ> الحوت الذي تحت الأرض السابعة>}}
يمكن فهم فكرة انّ القرطبي يري الأرض مسطّحة من خلال استخدامه لكلمة "تحت".
 
== التفسير الكبير (الرازي) ==
{{اقتباس|التفسير الكبير 68: 1|بالحوت الذي على ظهره الأرض وهو في بحر تحت الأرض السفلى}}
يكرر الكبير هنا فكرة أنّ أكثر من أرضٍ مسطحة تقع على ظهر الحوت.
 
== تفسير فتح القدير (الشوكاني) ==
هذا التفسير من القرن الثامن عشر ويذكر عدة تفسيرات. وواحدة منها هي فكرة أن العالم محمول على ظهر حوت:
{{اقتباس|فتح القدير 68: 1|هو الحوت الذي يحمل الأرض}}
 
== حديث الكافي (شيعة) ==
كما يؤكد حديث الكافي، وهو من أعرق الأحاديث الشيعية، أن الحوت يحمل الأرض على ظهره:
{{اقتباس|الكافي، الكتاب 8، الجزء 6|14813- عنه عن صالح عن بعض أصحابه عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إنّ الحوت الذي يحمل الأرض أسرّ في نفسه أنه أنما يحمل الأرض بقوته فأرسل الله تعالى إليه حوتاً أصغر من شبر وأكير من فثر فدخلت في خياشيمه فصعق فمكث بذلك أربعين يوماً ثمّ إن الله عز وجلّ رءوف به ورحمه وخرج فإذا أراد الله جلّ وعزّ بأرض زلزلة بعث لك الحوت إلى ذلك الحوت فإذا رآه اضطرب فتزلزلت الأرض.}}
تفسير الطوسي (شيعة)

مراجعة ١٨:٠٤، ٥ فبراير ٢٠٢٤

سورة القلم

الحوت الإسلامي هو مخلوق أسطوري موصوف في النصوص الإسلامية يحمل الأرض على ظهره. ويسمى أيضا "نون"، وهو أيضا اسم الحرف العربي «ن». واسمان بديلان للحوت هما ليواش ولويهاء.[١] أمّا التفاصيل وراء ذكر هذا المخلوق فهي غير واضحة. واسم نون مشتق من أحد الحروف الغامضة التي تظهر قبل بدء بعض السور في القرآن. ومع ذلك، فإن الحوت يظهر في شروح الحديث والتفسير للآيات. يبدو أن المفهوم من أصل يهودي.[٢]

من أقدم المصادر السنية والشيعية المتاحة لنا اليوم، يبدو أن المسلمين الأوائل اعتقدوا أن حرف «نون» في سورة القرآن 68 :1 يشير إلى حوت عملاق تقع الأرض بأكملها على ظهره. ويُنسب هذا الاعتقاد من قبل العديد من علماء الإسلام ذوي السمعة العالية إلى «ترجمان القرآن» ابن عباس، وقد ذكره بعد ذلك الكثير من علماء الإسلام الموثوق بهم حتى القرن التاسع عشر - على الرغم من أنهم ذكروه جنبًا إلى جنب مع تفسيرات أخرى مختلفة. وفقًا لعلم الكون هذا، فإن الأرض (في الواقع الأراضي الـ7) متصلة بظهر الحوت عن طريق الجبال، وهي أوتاد لموازنة الأرض على ظهر نون. ويتناسب علم الكون هذا مع الاعتقاد القديم السائد بأن العالم كان متوازنًا على ظهر الحيوانات العملاقة، والاعتقاد الأكثر بدائية بأن العالم محاط بمسطح مائي عملاق لا ينتهي.

نون في القرآن

يظهر حرف النون في الآية 68 :1[٣] كواحدة من الحروف الغامضة (مُقَطَّعَات) التي تظهر قبل بداية 29 سورة في القرآن (على سبيل المثال الألف لام ميم قبل سورة البقرة). وتم اقتراح إحدى النظريات الشائعة لشرح هذه الأحرف من قبل تيودور نولديك، بأنها كانت مجرد إشارة إلى الكتبة أو أصحاب الأوراق لتلك السور عندما تم تجميع القرآن لأول مرة.

ذكر معظم علماء الإسلام المحترمين (ابن كثير والطبري والقرطبي وغيرهم بمن فيهم الجلالين) الاعتقاد بأن نون تشير إلى حوت يحمل الأرض على ظهره:[٤]

ولا توجد الكثير من المعلومات في القرآن بحكم الواقع، ولكن من الضروري فهم هذه الفكرة لفهم الكثير من التفسير التقليدي للقرآن وعلم الكونيات الإسلامي المبكر. فمثلا، تُدعى يونس في الآية ٢١ :٨٧ «ذا النون»، التي فُسِّرت على انها تعني ان حوتا أكله[٥][٦].


اقتباسات ذات صلة

تبدأ السورة 68 الشهيرة بحرف النون (نٓ)، وهي واحدة من 29 سورة تبدأ بأحرف غامضة (مقطّعات).

نٓ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ

يُذكر حوت ابتلع يونس في السورة نفسها:

فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ

تذكر سورة أخرى النون. كان من المفهوم أن الآية هي إشارة إلى المخلوق الذي ابتلع يونس:

وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِى ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ

الأحاديث

في حديث مطول، يختبر يهودي معرفة محمد في عدد من الأسئلة. وأحد هذه الأمور يتعلق بطعام شعب الفردوس. ويجيب محمد أنهم سيأكلون ‏زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ. بالإضافة إلى ذلك، سوف يأكلون ثورًا يرعى حول الجنة:

فَقَالَ الْيَهُودِيُّ أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً قَالَ ‏"‏ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ الْيَهُودِيُّ فَمَا تُحْفَتُهُمْ حِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَالَ ‏"‏ زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ ‏"‏ قَالَ فَمَا غِذَاؤُهُمْ عَلَى إِثْرِهَا قَالَ ‏"‏ يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الْجَنَّةِ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ قَالَ ‏"‏ مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً ‏"‏ ‏.‏ قَالَ صَدَقْتَ ‏.‏ قَالَ وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَىْءٍ لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ إِلاَّ نَبِيٌّ أَوْ رَجُلٌ أَوْ رَجُلاَنِ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ يَنْفَعُكَ إِنْ حَدَّثْتُكَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ أَسْمَعُ بِأُذُنَىَّ ‏.‏ قَالَ جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الْوَلَدِ قَالَ ‏"‏ مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلاَ مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللَّهِ وَإِذَا عَلاَ مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ آنَثَا بِإِذْنِ اللَّهِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ الْيَهُودِيُّ لَقَدْ صَدَقْتَ وَإِنَّكَ لَنَبِيٌّ ثُمَّ انْصَرَفَ فَذَهَبَ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لَقَدْ سَأَلَنِي هَذَا عَنِ الَّذِي سَأَلَنِي عَنْهُ وَمَا لِي عِلْمٌ بِشَىْءٍ مِنْهُ حَتَّى أَتَانِيَ اللَّهُ بِهِ ‏"‏ ‏.‏

يذكر ابن حجر في تعليقه الشهير على صحيح البخاري (فتح الباري) هذا الحديث عن النون، مضيفًا أن "ذكر الطبري من خلال الضحاك عن ابن عباس، قال:" يعقب الثور الحوت بقرنه، فيأكل منه أهل الجنة، ثم يبعث ويذبح الثور بذنبه، ويأكلونه، ثم يبعث وتستمر هذه العملية ".

يذكر عدد من الروايات التي وردت من الصحابة (خاصة ابن عباس) "نون" على أنه حوت عملاق تحت الأرض. ويظهر الثور العملاق أيضًا في بعض هذه الروايات. ويمكن رؤية هذه المفاهيم أيضًا في النصوص اليهودية المبكرة، بما في ذلك على الأرجح نهاية العالم لإبراهيم (القرن الثاني الميلادي).


تفسير ابن كثير

يسرد ابن كثير ثلاثة تفسيرات مختلفة ويسترسل في جزء ليس بقليل من النص على التفسير الأول الذي يمكن تلخيصه على النحو التالي: في البداية، خلق الله القلم قبل كل شيء. فسأل القلم «ماذا أكتب» فقال له الله أن يكتب حرف "ن" وهو في الواقع حوت يحمل على ظهره العالم بأسره:

كَمَا قَالَ الْإِمَام أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْرِيّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان هُوَ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَان عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : أَوَّل مَا خَلَقَ اللَّه الْقَلَم قَالَ اُكْتُبْ قَالَ وَمَاذَا أَكْتَب ؟ قَالَ اُكْتُبْ الْقَدَر فَجَرَى بِمَا يَكُون مِنْ ذَلِكَ الْيَوْم إِلَى قِيَام السَّاعَة ثُمَّ خَلَقَ النُّون وَرَفَعَ بُخَار الْمَاء فَفُتِقَتْ مِنْهُ السَّمَاء وَبُسِطَتْ الْأَرْض عَلَى ظَهْر النُّون فَاضْطَرَبَ النُّون فَمَادَتْ الْأَرْض فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ فَإِنَّهَا لَتَفْخَر عَلَى الْأَرْض
تفسير ابن كثير 68: 1

حديث من ابن عبّاس، ترجمان القرآن

هناك نسخة أخرى من هذا الحديث من الطبري:

عن ابنِ عباسٍ قال أولُ شيءٍ خلق اللهُ تعالى القلمُ فقال له اكتب فكتب ما هو كائنٌ إلى أن تقومَ الساعةُ ثم خلق النون فوق الماءِ ثم كبس الأرضَ عليه
تاريخ الطبري

يعتبر حديث ابن عباس (وقد جمعه الطبري) صحيح، مما يعني أنه يعتبر رواية صحيحة في التقدير التقليدي للحديث. ووفقًا للتقليد، يحتل ابن عباس مكانة خاصة في مخطط حافظي الحديث، فمحمد قام بدعوة لابن عباس، ليعلمه الله التفسير الصحيح للقرآن. وكان ابن عباس يُدعى أيضًا ترجمان القرآن ، لأن كان لديه معرفة عميقة بالتفسير والترجمة للوحي.

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ ضَمَّنِي إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ ‏ "‏ اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ ‏"

تشرح روايته كذلك سبب وصف الجبال بالأوتاد في القرآن. والسبب هو أنّ بحسب علم الفلك التقليدي الإسلاميّ، كانت الأرض لتقع عن ظهر الحوت لو لم توجد أوتاد تثبتها:

أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلْأَرْضَ مِهَٰدًا وَٱلْجِبَالَ أَوْتَادًا

وتشرح الرواية تلك كذلك سبب وجود عرش الله على المياه (لأنّ الله صنع السموات بالمياه):

وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُۥ عَلَى ٱلْمَآءِ

تفسير الطبري

يقوم الطبري على ذكر عددٍ من التفسيرات. إحداها كما يلي:

هو الحوت الذي عليه الأرَضُون
تفسير الطبري 68: 1

وفي علم الفلك الإسلاميّ، هناك سبع "أرضون" كما هنالك سبع سماوات:

ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْءٍ عِلْمًۢا

يتم وضعها على الحوت مثل الفطائر على طبق، مكدسة كلّ واحدة فوق الأخرى.

تفسير القرطبي

يذكر القرطبي عدة تفسيرات. أحدها هو أن النون هو الحوت الذي يقع تحت الأرض السابعة (الأدنى):

نۤ> الحوت الذي تحت الأرض السابعة>
تفسير القرطبي 68: 1

يمكن فهم فكرة انّ القرطبي يري الأرض مسطّحة من خلال استخدامه لكلمة "تحت".

التفسير الكبير (الرازي)

بالحوت الذي على ظهره الأرض وهو في بحر تحت الأرض السفلى
التفسير الكبير 68: 1

يكرر الكبير هنا فكرة أنّ أكثر من أرضٍ مسطحة تقع على ظهر الحوت.

تفسير فتح القدير (الشوكاني)

هذا التفسير من القرن الثامن عشر ويذكر عدة تفسيرات. وواحدة منها هي فكرة أن العالم محمول على ظهر حوت:

هو الحوت الذي يحمل الأرض
فتح القدير 68: 1

حديث الكافي (شيعة)

كما يؤكد حديث الكافي، وهو من أعرق الأحاديث الشيعية، أن الحوت يحمل الأرض على ظهره:

14813- عنه عن صالح عن بعض أصحابه عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إنّ الحوت الذي يحمل الأرض أسرّ في نفسه أنه أنما يحمل الأرض بقوته فأرسل الله تعالى إليه حوتاً أصغر من شبر وأكير من فثر فدخلت في خياشيمه فصعق فمكث بذلك أربعين يوماً ثمّ إن الله عز وجلّ رءوف به ورحمه وخرج فإذا أراد الله جلّ وعزّ بأرض زلزلة بعث لك الحوت إلى ذلك الحوت فإذا رآه اضطرب فتزلزلت الأرض.
الكافي، الكتاب 8، الجزء 6

تفسير الطوسي (شيعة)

  1. https://shamela.ws/book/12877/5625
  2. See the section "The possible origins of the Whale" towards the end of the article The Nun whale and it’s origins in early Islam
  3. نٓ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ القرآن ‏سورة القَلَمِ:1
  4. الجلالين حول 21: 87﴿و﴾ اُذْكُرْ ﴿ذا النُّون﴾ صاحِب الحُوت]
  5. وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِى ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ القرآن ‏سورة الأَنبِيَاءِ:87
  6. http://biblehub.com/library/marshall/the_wonder_book_of_bible_stories/the_story_of_jonah_and.htm