الإعجاز العلمي في القرآن

في الآونة الأخيرة، فسّر كثيرٌ من العلماء المسلمين بعض الآيات القرآنيّة على أنّها تتنبّأ بإعجاز بالاكتشافات العلميّة الحديثة. وقد قدّموا هذه التفسيرات كدليل على أنّ القرآن مُنزل من الله. ومن المثير للاهتمام أنّه ما من آيّة قرآنيّة حثّت إلى أيّ اكتشاف علميّ، ولم يحاول أي من العلماء المسلمين في العصر الحديث عموماً إثبات هذه النظريّة. بذلك، تكون جميع الأمثلة المزعومة للمعرفة المسبقة العلمية المعجزة في القرآن قد تم تحديدها فقط بعد اكتشاف العلم، الذي يزعمون وصفه في الآيات، ولكن بوسائل مستقلة وغير ذات صلة بقرآنهم. بل بلغت محاولاتهم البائسة إلى أن فسروا كلمة ’يمكرون ....’ في الآية ٣٠ من سورة الأنفال على أنها أعجاز علمي تنبأ بجائحة كورونا. يشير النقّاد إلى هذا الضعف ويعتبرون هذه "المعجزات العلميّة" نتيجة السفسطة الدينيّة، بحيث أنّ العلم يتمّ نسبه إلى القرآن بعد اكتشافه. إضافة إلى ذلك، يشير النقّاد إلى أنّ القرآن لا يتضمّن، في أيّ حالة من الحالات، وصفاً واضحاً ودقيقاً وصحيحاً بما فيه الكفاية لأيّ موضوع علميّ يمكن وصفه بالإعجاز.

وبحسب المؤرّخين، فإنّ كاتب (أو كتّاب) القرآن على الأغلب لم يدّعي (يدعوا) التنبّؤ بالعلم الحديث. وفي سبيل دعم وجهة النظر هذه، لا توجد مخطوطات إسلاميّة تقرّ فعلاً بأنّ القرآن (أو أيّ مخطوطة إسلاميّة بشكل عامّ) يحتوي على تلميحات عن الاكتشافات العلميّة المستقبليّة. وعليه، يقول المؤرّخون عن مقاطع القرآن التي يرد فيها أيّ موضوع يُعتبر اليوم ذا أهميّة علميّة (كعجائب السماء في خلال النهار والليل، والحياة الحيوانيّة والنباتيّة، أو الروح البشريّة) أنّ المقصد منها كان ببساطة إثارة الرهبة في نفوس قارئيها، وذلك من خلال توجيه انتباه أولئك إلى عجائب الدنيا المتعدّدة وبالأخصّ تلك المتاحة للأفراد الذين يعيشون في البيئة القاسية والقاحلة والصخريّة التي تميّزت بها الجزيرة العربيّة في أوائل القرن السابع.

من أشهر المتحدّثين باسم الإسلام في الغرب الّذين أشاروا إلى وجود الإعجاز العلميّ في القرآن هم هارون يحيى، وذاكر نايك، وابراهيم أبو حرب، وحمزة تزورتزس.  ففي سنة 2013، نشر حمزة تزورتزس مقالةً انسحب فيها من قضيّته لاكتشاف المعجزات العلميّة في القرآن، وقال في المقالة إنّ السّعي لإثبات هذه المعجزات "قد أصبح إحراج فكريّ للمدافعين عن الإسلام" و"قد فضح عدم التناسق في طريقة صياغة حججهم". وأشار كذلك إلى أنّ "الكثير من المسلمين الّذين كانوا قد أسلموا بسبب قصّة الإعجاز العلمي تركوا الدين الإسلامي"[١]. أمّا وعظ ذاكر نايك فقد مُنع في الهند وبنغلادش وكندا والمملكة المتّحدة وماليزيا في ظلّ قوانين مكافحة الإرهاب والإكراه.[٢][٣] في 11 كانون الثاني سنة 2020، حُكم على هارون يحيى بالسجن لمدّة 1075 عاماً بتهمٍ عدّة منها إدارة جماعة اجتماعيّة لعبادة الجنس والتحرّش الجنسيّ والابتزاز وتبييض الأموال.[٤][٥]

منهجية علماء الدين الإسلامي

يتبع العلماء المسلمين في عصرنا الحديث عدّة منهجيات دينيّة لاختلاق أيّ حالة إعجاز علميّ في القرآن. تتضمّن هذه المنهجيات ما يمكن وصفه بالإزالة من السياق التاريخي، والترابط الزائف، وإعادة التفسير، والتوضيح، والحرفيّة الاختياريّة، والباطنيّة الاختياريّة، والتنقيب قي البيانات. وفيما يوجد عدد من المنهجيات الأخرى والمجموعات المختلفة منها التي قد تُستخدم لاختلاق قضيّة إعجاز علميّ، إلّا أنّ المنهجيات المذكورة أعلاه هي الأكثر شيوعاً في ترتيب تنازليّ من الأهميّة. هذه المنهجيّات تسند بعضها البعض وتستخدم بالربط في ما بينها لتقوية القضيّة المطروحة.

المنهجية

رغم استخدام العلماء المسلمين الحديثين للمناهج المتعدّدة المذكورة أعلاه بهدف تطوير قضايا الإعجاز العلميّ في القرآن، إلا أن التبرير الفلسفي و/أو الديني وراء استخدام هذه المناهج يبقى ناقصاً، هذا إن وجد من الأساس. وتجاهل العلماء المسلمين المؤسسين رأي النقّاد الذين أشاروا إلى المشاكل الملازمة لاستخدام بعض/كلّ هذه المناهج ولم يحاولوا الرد علي طرحهم.

الإزالة من السياق التاريخي

إنّ الممارسة الأكثر شيوعاً في صنع قضيّة معجزة علميّة في القرآن هي الإزالة من السياق التاريخي. وهي عمليّة يتمّ فيها إزالة الحدث التاريخي (على سبيل المثال، سورة من القرآن) من سياقه التاريخي. فبما أنّ لا مخطوطة إسلاميّة تدّعي توقّعها للعلم الحديث، يتطلّب العدد الأكبر من قضايا الإعجاز العلميّ درجة معيّنة من إلغاء التاريخ. فإنّ محمد لم يحاول جذب صحابته عبر إخبارهم بأنّه يستطيع توقّع الاكتشافات العلميّة التي سيتمّ اكتشافها بعد أكثر من ألف سنة، في مستقبل لن يعيشوا ليروه. كذلك، محمّد لم يحاول جذب صحابته عبر توقّع أحداث تاريخيّة ستُكتشف من خلال الأبحاث الأثريّة المستقبليّة. حتّى ولو كان قد فعل ذلك، فإنّ المعجزة كانت لتبقى غير مؤثرة، خاصة مع جَهِلَ معاصرو محمد بما كان يتحدّث عنه. وبالفعل، لو أمكن لمعاصري محمد التأكّد من الملاحظات العلميّة أو التاريخيّة التي ذكرها، لما كانت لتُعتبر معجزات (لأن ذلك يعني أنّ محمد عرف هذه الحقائق بطريقة بشرية وليس بشكل معجز).  

نتيجة لذلك، أصبح من اللازم إخراج الآيات من سياقها التاريخي وإعادى صياغتها كتوقعات لاكتشافات علميّة (أو أثريّة) مستقبليّة. فمثلاً، عندما ورد في القرآن أنّ الأرض جُعِلَت "مهاداً" والجبال "أوتاداً" تثبّتها، كان الهدف من ذلك إثارة الرهبة في نفوس جمهور ذاك العصر عبر تركيز انتباههم على فكرة أسطوريّة صدّقها أولئك، لكن العلماء المسلمون يتخذون تلك الآية وما يشبهها ويعيدون صياغتها كتنبّؤات.

في الحالات التي تكون فيها الحقائق العلميّة أو التاريخيّة الّتي أشار إليها محمّد موصوفة بدقّة،يضطر العلماء المسلمين إلى اعتماد عمليّة مزدوجة من إزالة السياق التاريخي: فأوّلاً، يجب إعادة صياغة الوصف ليكون تنبؤاً. وثانياً، النفي القاطع لاحتمال أن يكون محمد قد عرف الحقيقة المطروحة بطريقة غير التكهّن.

لتحقيق الشرط الأخير، يدعم العلماء المسلمون وجهة نظرهم عبر حجج مختلفة قائلين إنّ الحقيقة المذكورة لم تكن معروفة من قٍبل أحد في القرن السابع، وإنّ الجزيرة العربيّة كانت معزولة حظراً عن تيارات المعرفة العالميّة، وإنّ محمّد بالأخصّ كان معزولاً عن المعرفة بشكل عامّ، وإنّ محمّد كان أمّيّاً وبذلك غير قادر على الوصول إلى المعرفة حتّى ولو كانت متاحة له، و/أو إنّ القدرات العقليّة لدى الناس القدماء كانت أقلّ بكثير من قدرات الناس في العصر الحديث.

لم يقبل النقّاد والمؤرّخون أيّاً من أشكال الإزالة من السياق التاريخي هذه، وأبقوا على أنّ النصوص التاريخيّة لا تُفهم إلا ضمن سياقها التاريخيّ، وأنّه ما من حقيقة وصفُها دقيق في القرآن لم تكن معروفة في القرن السابع، وأنّه من الواضح أنّ الجزيرة العربيّة كانت تصلها تيارات المعرفة العالميّة خاصة مع حركة التجارة والقوافل مع بلاد الشام والعراق ومصر وفارس، وأنّه ما من سبب يجعلنا نفكّر أنّ محمّد كان معزول بشكل خاص عن المعرفة كونه كان المسؤول عن تجارة وقوافل زوجته خديجة، وأنّ محمّد على الأغلب لم يكن أمّيّاً. حتّى ولو كان أمّيّاً لكان بإمكانه التعلّم بشكلٍ كبير في حضارة كانت أساساً تتناقل المعرفة شفهيّاً، وأنّه ما من دليل علميّ على أنّ الناس القدماء في فترة القرن السابع كانوا أقلّ ذكاءً بشكلٍ كبير من الناس الحديثين.

الترابط الزائف

من الممارسات الشائعة الأخرى التي يستخدمها العلماء المسلمون لصنع قضايا الإعجاز العلمي في القرآن هي رسم ما يوصف كترابط زائف بين القرآن والحقيقة العلميّة. يتم ذلك باستخدام استشهادات منزوعة من سياقها من منشورات علميّة، وخليطٍ من العلم والنحو بلغة غير مفهومة، وتفسيرات مجازيّة للعلم، والمساواةٍ بين معرفة الظواهر التاريخيّة الشائعة عبر المشاهدة وبين تفسيرها العلمي الحديث المبني على التجارب والبحث، والفهمٍ غير الدقيق وغير الصحيح للحقيقة العلميّة.

ففي حالة "تنبؤ القرآن بدور الجبال في تثبيت الأرض" مثلاً، يفترض العلماء المسلمون أنّ "جذور" الجبل تثبّت قشرة الأرض بشكلٍ ما، في حينّ أنّ العلم الحديث لا يقرّ بذلك.

يقترح النقّاد أنّ في الحالات التي رُبط العلم فيها بالآيات القرآنيّة نتيجة لسوء فهم أو خطأ في التطبيق أو التفسير، تصبح المعجزة العلميّة غير صحيحة.

إعادة التفسير

بشكل عام، اعتاد علماء المسلمين أن يستهزئوا بطريقة التفسير (التفسير التقليدي) خلال قراءتهم لمقاطع الآيات التي يُقال إنّها تصف حقيقة علميّة. وإنّ التفسيرات التي يستهزئون بها تكون أحياناً تلك الّتي زوّدنا بها محمّد نفسه، وغالباً ما تكون تلك الّتي زوّدنا بها صحابته.

من الأمثال المحدّدة عن التغيرات الموجودة في هذا النوع من إعادة القراءة: اتّخاذ مقاطع من الآيات التي تصف الآخرة وتفسيرها كوصفٍ للعصر الحديث، ومقاطع من آيات تصف أحداثاً خارقة أو إعجازيّة وتفسيرها كوصف لقوانين الطبيعة الأبديّة، وأخرى من آيات تصف أحداث تاريخيّة معيّنة وتفسيرها كوصف لقوانين المجتمع الإنسانيّ الأبديّة.

هذا النوع من إعادة التفسير شائع في الغرب بشكلٍ خاصّ، حيث أنّ ترجمة المخطوطات غالباً ما تُعاد صياغتها بطريقة تميّزها عن النصّ العربي الأصليّ وتلائم أو تصادق أحياناً على التفسير المرغوب.

يقول النقّاد والمؤرّخون إنّ هذا النوع من إعادة القراءة يحفّز على سرعة التصديق بسبب إهماله للسياقين النصّي والتاريخي، ويعتبروه نوعا من التضليل الأكاديمي والفكري عندما يؤثر على دقة الترجمات. يشير النقّاد كذلك إلى أنّ الاستهزاء بطريقة التفسير الأولى، وخاصّة حين تعتمد على وتكرّر وجهة النظر الموجودة في الأحاديث النبويّة أو أقوال صحابة النبي، يُضعِف مكانة العقيدة الإسلاميّة التقليديّة التي تعتبر كلام محمّد نهائياً والتي غالباً ما تعلّي من شأن الكلام الديني والتفسيري لصحابة محمد وترفعه لمكانة مماثلة لكلام محمد نفسه.

التوضيح

إنّ الآيات التي تبدو كأفضل مرشّح للإعجاز العلمي هي تلك المؤلّفة من كلمات وجملٍ ذات معانٍ خفيّة ومبهمة، أو معانٍ اختفت مع مرور الوقت بكلّ بساطة. غالباً ما يستخدم العلماء المسلمون آيات من هذا النوع لصنع قضايا الإعجاز العلمي في القرآن.

ويقول النقّاد أنه في حالة استخدام قراءات بالغة الدقة لتفسير آية غامضة بالأساس دون تبرير يجعل تلك الآية غير معجزة.


الحرفية الاختيارية

أحيانا، الآيات المقدّمة من قِبل العلماء المسلمين على أنّها إعجاز علميّ تكون متضمنة صورة مجازيّة لو فسرت بمعناها الحرفيّ لبدت وكأنّها وصف لظاهرة علميّة ما. في العديد من هذه الحالات، نجد نفس الصورة أو الكلمات المجازية أو أخرى تشبهها مستخدمة في موضع آخر من القرآن وفي سياق يوضّح معناها، ويثبت أننا لو قرأناها حرفياً لما وصلنا إلى تفسير مفهوم.

يقول النقّاد إنّ هذه القراءة العشوائيّة والنادرة الحرفية للصور المجازية لها غرض واضح، وهي ممارسة تعتمد على انتهاز الفرص بدلاً من تقديم المعنى المقصود من قِبل الكاتب.

التنقيب في البيانات

تستمد إحدى الفئات المكرّرة من الإعجاز العلمي التي يقدّمها العلماء المسلمون من جمع أعداد من الكلمات-المصدر الواردة في أشكال نحويّة مختلفة في نصّ القرآن. إنّ الكلمات التي تظهر في عدد معيّن من المرّات أو بنسبة مثيرة للاهتمام تقدّم كإعجاز علميّ متعلّق بالرياضيات. توجد الكثير من المتغيرات في هذا النوع من قضايا الإعجاز، فيصل بعض العلماء إلى حدود استثنائيّة لجمع أعداد كبيرة من الأرقام وحسابها باستخدام عدّة نواحٍ من الآيات كعدد الأحرف فيها، وموقعها في السورة، وموقعها في القرآن، وغيرها من النواحي لإيجاد العلاقات.

يقول النقّاد إنّ هذا الإعجاز المزعوم مبنيّ على قوانين الاحتمال ولا يُظهر أيّ ناحية خارقة للطبيعة من القرآن.

وكان الأولى بكاتب القرآن أن يتقن العلميات الحسابية عند توزيع حصص المواريث، ولما اضطر المسلمون إلى تصحيح خطئه باللجوء إلى طريقة (العول).

الباطنيّة الاختياريّة

تنشأ حالة مختلفة بعض الشيء عن القضايا المعتادة للإعجاز العلميّ في بعض الأحيان، حيث يصف القرآن ظاهرة علميّة بكلمات واضحة نسبياً، وإن كان ذلك بطريقة خاطئة. في حين لا يهتم العلماء المسلمون الحديثون بهذه الحالات بشكلٍ كبير، إلّا أنّهم يصرّون على أنّه بينما يبدو المعنى الواضح للآية خاطئ، إنّما هو صحيح بطريقة باطنيّة. وحتّى ولو أنّ هذه الحالات أقلّ مكانة بشكلٍ واضح، إلّا أنّها تُقدّم أحياناً كقضايا إعجاز علميّ.

الاهتمامات الفلسفية بالمنهجية

كثيراً ما تُقترح بعض الاعتبارات الفلسفيّة لكونها مهمّة لأولئك الّذين يصدّقون فكرة الإعجاز العلميّ في القرآن أو للذين مازالوا يفكّرون إن عليهم تصديق ذلك.

·        فكرة أنّ يحصل البشر على معجزة من الإله/الآلهة هي فكرة بالغة الأهميّة أو على الأقلّ مثيرة للاهتمام إن كانت صحيحة، ولذلك تستحقّ التعامل معها بجدّيّة وتدقيق شديدين، وإلّا يمكن لأيّ من الأطراف المتعارضة الأخرى الادّعاء بأنّ مخطوطاتهم تحتوي على إعجاز علميّ.

·        على الإله/الآلهة الذين يريدون أن يقدّموا للجنس البشريّ معجزة علميّة سابقة لأوانها أن يقابلوا هذا التدقيق المبرَّر بمعجزة فريدة الوضوح وخالية من العيوب تتعالى عن ادّعاءات الإعجاز الخاطئة. إن لم يتحقّق ذلك، يكون الإله/الآلهة قد فشلوا في مهمّتهم، وهو أمر من المفترض أن يكون مستحيلاً. يجب أن يكون فعلاً من المستحيل إيجاد سبب لإنكار هذه معجزة – وهنا يكمن معنى اليقين.

·        يعتبر أي تصريح في المخطوطات يتضمّن إعجازًا علميّاً فقط إذا توافر فيه الشروط التالية: (1) واضح ومقصود، و(2) استحالة معرفته في وقت الوحي، و(3) صحيح علمياً، وذلك لأنّ:

o      (1) أيّ تصريح علمي مبهم أو غير مقصود يمكن أن يكون صحيحاً من باب الصدفة فحسب

o      (2) أيّ تصريح علمي كان معروفاً في وقت ومكان الوحي لا يعتبر إعجازاً

·        بالإضافة إلى ذلك، من المرجّح أنّه لا يمكن برهنة أي من المعايير المذكورة أعلاه في أيّ من التصريحات العلميّة وذلك بسبب: (1) كون اللغة مبهمة أصلاً، و(2) استحالة إمكانيّة برهنة أنّ أحدها حدث صدفة، و(3) تعذّر الوصول إلى التاريخ بالأساس. بالرّغم من ذلك، يمكن للشخص أن يغضّ النظر عن الشكّ المذكور في النقطة الأخيرة في تحليله، وعلى الأغلب أنّه سيفعل ذلك.

المعجزات العلميّة المزعومة

نذكر أدناه ما يسمّى بالمعجزات العلميّة في القرآن الأكثر شهرة.


الانفجار العظيم

يقول الكثير من العلماء المسلمين الحديثين أنّ القرآن ‏سورة الأَنبِيَاءِ:30 والقرآن ‏سورة الذَّارِيَاتِ:47 تصفان الانفجار العظيم. من الجهة الأخرى، بيّن المؤرّخون إنّ الآية الأولى تصف نسخة من أسطورة البيضة الكونيّة للخلق، وكان الكثير من الناس في العالم يعتقدون بها في وقت سابق. وبحسب النسخة الأصليّة من الأسطورة، وُجدت الأرض والسماء كلاهما في بيضة كونيّة انشقت لتصبح الأرض والسماء منفصلتين، ما قاد إلى عصر الجنس البشريّ. في العديد من نسخ تلك الأسطورة، يظهر أوّل إنسان في وقت فقس البيضة وانفصال الأرض والسماء. يرد في الآية "فَتَقْنَاهُمَا" (في صيغة المثنّى)، ما يدلّ على أنّ الأرض والسماء هما كيانان منفصلان بعد "الفتق". أمّا الآية التالية فهي تتحدّث عن وضع الجبال على الأرض. تُستخدم في الآية الثانية كلمة "مُوْسِعُونَ" وهي تعني "الذين يزيدون في مدى الشيء، أو في كُبره". تُستخدم الصيغة والقواعد نفسها في الكلمة الأخيرة من الآية التالية، وذلك في كلمة "الماهِدُونَ"، ومصدرها "مَهَدَ" ما يعني " بَسَطَهُ ووطّأه وجعله ليِّنًا، يسهُل النّومُ عليه". ومن هذا المصدر، توجد كلمة "مَهْداً" وهي تعني "سرير" أو حتّى "مدًى واسع"، وهي تظهر في آيات أخري عن خلق الأرض يرد فيها أنّ الأرض "جُعِلَت مَهْداً" في صيغة الماضي. إنّ صيغة الماضي تُظهر بوضوح أنّ الحدث هو حدثٌ ماضٍ وليس عمليّة مستمرّة (القرآن ‏سورة طه:53، والقرآن ‏سورة الزُّخۡرُفِ:10، والآيات القرآنية ‏سورة النَّبَإِ 6 إلى 7)

أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَٰهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَيْي۟دٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ وَٱلْأَرْضَ فَرَشْنَٰهَا فَنِعْمَ ٱلْمَٰهِدُونَ


كون من الدخان

يقول كثير من العلماء المسلمين والأصوات الشهيرة، كهارون يحيى وإبراهيم أبو حرب، إنّ القرآن ‏سورة فُصِّلَتۡ:11 تحتوي على رواية دقيقة عن تكوين النجوم والمراحل الأولى من الكون. أمّ النقّاد، فقد أشاروا إلى أنّ صياغة الجمل شديدة الغموض وأنّه في السياق التي وجدت به الآية، يتم وصف التسلسل الزمني للتكوين بشكل لا يتطابق أبداً مع تاريخ الكون: يرد أنّ الأرض قد تكوّنت أوّلاً مع كلّ ما هو موجودٌ على سطحها، ثمّ تكوّنت السماء والنجوم من بعدها. وتوصف السماء فحسب، لا الأرض، ككونها من الدخان. بالإضافة إلى ذلك، يقول النقّاد إنّ الله يتحدّث عن الأرض في الآية المذكورة بشكل منفصل عن السماء التي وصفت على أنّها من الدخان. وقد لحق هذه المعجزة الكثير من الانتقادات المذكورة في المقالة الأساسيّة كذلك.


الثقوب السوداء والنجوم النابضة

يقول بعض العلماء المسلمين الحديثين والأصوات الشهيرة، وهارون يحيى بشكلٍ خاصّ، إنّ القرآن ‏سورة المُرۡسَلَاتِ:8 وقالب:الآيات القرآنيّة تحتويان على وصف دقيق للثقوب السوداء والنجوم النابضة. تتحدّث القرآن ‏سورة المُرۡسَلَاتِ:8 عن نجوم "تُطْمَسُ" ويتحدّث الآيات القرآنية ‏سورة الطَّارِقِ 1 إلى 3 عن "نجم ثاقب". يقول النقّاد إنّ هذه الآيات لا تلمّح إلى أيّ شيء سوى الاختفاء الأخروي والنور المرئي للنجوم، وهاتان الملاحظتان غير جديرتين بالملاحظة. ويُقال كذلك إنّ معنى كلمة "طُمِسَتْ" المستخدمة في القرآن ‏سورة المُرۡسَلَاتِ:8 يشير حتّى إلى وجود قبّة زرقاء صلبة فوق الأرض والنجوم عليها ليست إلّا ضوء متناثر. يشير النقّاد كذلك إلى أنّ الآية نفسها (القرآن ‏سورة المُرۡسَلَاتِ:8) تُفسّر من قبل شخصيات إسلاميّة، ومن ضمنها يحيى، على أنّها تصف الثقوب السوداء والنجوم النابضة في الوقت عينه، وذلك أمر مستحيل لأنّهما ظاهرتان مختلفتان تماماً.

فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ
وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ


سرعة الضوء

يقول بعض العلماء المسلمين الحديثين، وعلى وجه الخصوص الدكتور منصور حسب النبي، إنّ القرآن ‏سورة السَّجۡدَةِ:5 تتضمّن المعلومات أو مطّلعة بطريقة مميّزة على حقيقة أنّ الضوء يقطع في اليوم الواحد مسافة تعادل 12.000 مدار قمري. ويطوّر حسب النبي قضيّته مستخدماً عمليات حسابيّة غامضة تستعمل أرقاماً عدّة، وتتضمّن كذلك فترة الألف العام المذكورة في الآية والمسافة التي يقال إنّ القمر كان ليقطعها حول الأرض لو كانت الأرض في مكان ثابت. يشير النقّاد إلى أنّ هذه الحالة هي مثال نمطيّ عن الظلاميّة العدديّة التي وبواسطتها يمكن أخذ أيّ نصّ موجود وإثبات أنّه "من مصدر إلهي" بالاستناد إلى عدد من الأرقام المتتالية "النادرة" التي لا بدّ من ظهورها في كلّ مجموعة من البيانات معقّدة والمحدودة بما فيه الكفاية (كشفت تقنيات مشابهة عند تطبيقها على أعمالٍ كمسرحيات شيكسبير وكتاب فرجيل "جورجكس" مثلاً عن "صُدف باهرة" مشابهة).

يُدَبِّرُ ٱلْأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُۥٓ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ


سبع سماوات، وسبع أرضين

يقول بعض العلماء المسلمين الحديثين إنّ القرآن ‏سورة الطَّلَاقِ:12 تتضمّن ملاحظة صحيحة في تصريحها أنّه يوجد سبع سماوات وسبع كيانات "تشبه" الأرض. تتضمّن العديد من التفسيرات لهذا الموضوع قراءة عبارةِ "سبع سماوات" على أنّها وصفٌ لطبقات الغلاف الجوّي، وعبارة "سبع أرضين" على أنّها وصف لطبقات سطح الأرض أو عدد القارّات. أمّا النقّاد فيقولون إنّ لا تصنيف لطبقات الغلاف الجوّيّ للأرض يشير إلى وجود سبع منها، ولا تصنيف لطبقات سطح الأرض يشير إلى وجود سبع منها، وإنّ عدد القارّات هو من صنع البشر من خلال الثقافات/التاريخ وليس حقيقة جغرافيّة أو جيولوجيّة ( فأوراسيا، مثلاً، تشكّل مرشّحةً أكثر صحّة جيولوجياً لأن تكون قارّة)، وأنّ "الأراضي السبع" المشار إليها في القرآن هي على الأغلب إشارة إلى الأسطوانات السبع المكدّسة فوق بعضها والتي تشكّل الأرضُ الطبقة العليا منها، وهذه الأسطوانات قد تمّ وصفها على نطاق واسع في أدب الحديث وأقوال الصحابة.

ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْءٍ عِلْمًۢا


نزول الحديد

يقول بعض العلماء المسلمين الحديثين ومن بينهم هارون يحيى إنّ القرآن ‏سورة الحَدِيدِ:25 تقدّم وصفاً صحيحاً علميّاً لمصدر الحديد الموجود على الأرض. ويقول المؤرّخون إنّ الأسطورة المتعلّقة بالحديد "المُنزل من السماء" تسبق الكتب المقدّسة الإبراهيميّة بكثير ويمكن إيجادها قبل حوالى 3000 سنة من حلول الإسلام وذلك في زمن المصريين القدماء الذين يصفون الحديد على أنّه "معدن من السماء" أو "با-إن-بيت". يوجد كذلك وصف مشابه في الزمن الأبعد لسكّان بلاد ما بين النهرين.

ويشير النقّاد إلى أنّ هذه هي حالة واضحة "للحرفيّة الاختياريّة". تُستخدم كلمة "أنْزَلَ" لوصف نزول الحديد، وهي كلمة استُخدِمَت بشكلٍ متكرّر في أمكنة أخرى في القرآن حيث توصَف الماشية والملابس والطعام وحتّى أهل الكتاب (اليهود والمسيحيون) على أنّهم "أُنْزِلُوا" من قِبَل إله ما. وفي كلّ الحالات المذكورة وغيرها، لم يتمّ فهم "أنزل" بشكلٍ حرفيّ.

ويقول بعض العلماء المسلمين إنّ بروز كلمة "حديد" في الآية 26 من السورة هو إعجاز لأنّ الرقم الذرّي للحديد هو 26. أمّا النقّاد فهم يقولون إنّ ذلك ليس إلّا نتيجة للتنقيب في البيانات حدثت صدفة، وهم يسألون كذلك عن سبب عدم كون رقم السورة 55 أو 56 بدلاً من 57 لكي يطابق الوزن الذرّي للحديد ألا وهو 55.845.

لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلْغَيْبِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ


ضيق الصدر في البيئات ناقصة التأكسج

يقول كثير من العلماء المسلمين الحديثين إنّ القرآن ‏سورة الأَنۡعَامِ:125 تتضمّن وصفاً دقيقاً علميّاً لنقص التأكسج أو داء المرتفعات أو بشكل عامّ لظاهرة انخفاض معدّلات الأكسيجين في الهواء (الذي يسمّى بالتالي ‘هواء ناقص التأكسج‘) على ارتفاعات أعلى. ويقول النقّاد إنّ أيّ إنسانٍ عربيّ عاش في المنطقة المجاورة لمحمد كان ليعرف الصعوبة التي تأتي مع التنفّس على ارتفاعات عالية، وإنّ محمد بشكلٍ خاص كان ليدرك بوجود هذه الظاهرة إذا كانت روايات تسلّقه المعتاد للجبال قبل إعلانه لنفسه نبيّاً صحيحةً. يقول النقّاد كذلك إنّ الآية وإن أُخذت بطريقة حرفيّة تتضمّن وصفاً غير دقيق، وذلك لأنّ صعوبة التنفّس على ارتفاعات عالية ليست نتيجة انقباض الصدر، حتى ولو كان هذا ما سيظنّه البعض بالاستناد إلى إحساس قُصر النفس الذي يشعر به المرء في البيئات ناقصة التأكسج. ففي ظلّ ضغط الهواء المنخفض على الارتفاعات العالية، تتمدّد الغازات والهواء، ويحدث أن يتّسع صدر المرء بشكل طفيف في هذه البيئة بسبب قلّة الضغط الجوّي التي يخضع لها الجسد (وذلك عكس ما قد يحدث لأحد في قعر البحر مثلاً، حيث أنّه سيُسحق على الفور). وقد تمّ تسجيل أنّ الأشخاص الذين وُلدوا وترعرعوا على ارتفاعات عالية صدورهم موسّعة للتعويض عن البيئة ناقصة التأكسج عبر السماح للشخص بتنشّق كميات أكبر من الهواء للحصول على كمية الأكسجين اللازمة.  

فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُۥ يَشْرَحْ صَدْرَهُۥ لِلْإِسْلَٰمِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُۥ يَجْعَلْ صَدْرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى ٱلسَّمَآءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ


الجبال تثبّت الأرض

يقول كثير من العلماء المسلمين الحديثين إنّ وصف القرآن للجبال "كأوتاد" قد "أُلقيت" على سطح الأرض بهدف "تثبيتها" يتضمّن ملاحظة صحيحة علمياً متعلّقة بظاهرة التوازن الأرضي. الآيات ذوات الصّلة بالموضوع هي القرآن ‏سورة لُقۡمَانَ:10، والآيات القرآنية ‏سورة النَّبَإِ 6 إلى 7، والقرآن ‏سورة الحِجۡرِ:19. التوازن الأرضي هو ظاهرة حيث يوجد جبل فوق تراكم مشابه له من القشرة تحت الأرض. الجبل والتراكم تحت الأرض كلاهما يتكوّنان عند اصطدام الصفائح التكتونية ببعضها البعض، فتُدفَع بعض مادّة القشرة إلى أعلى (وتصبح بذلك جبالاً)، وفي بعض الأحيان تُدفع الكميّة نفسها من مادّة القشرة إلى أسفل. يشير النقّاد إلى أنّه حتّى ولو يوجد في بعض الأحيان تراكم تحت الجبال لمادّة القشرة هذه، إلّا أنّ هذه الظاهرة لا تثبّت سطح الأرض بأيّ شكلٍ كان. وبالفعل، اكتشف العلم الحديث أنّ الجبال (وما هو تحتها) هي في الحقيقة نتيجة مباشرة لعدم استقرار سطح الأرض، وهي تتكوّن عند اصطدام الصفائح التكتونية وإنشائها لزلازل مدمّرة. يقول النقّاد أيضاً إنّ لا معنى لفكرة أنّ الجبال قد "أُلقِيَت" في الأرض على هيئة "أوتاد"، فهي لم تنزل من السماء. ولكن وبحسب النقّاد، فإنّ هذه الفكرة منطقيّة في سياق علم الكونيات الإسلامي الذي يقرّ بأنّ الأرض ليست إلّا الأعلى من بين سبع أسطوانات أرضيّة مكدّسة فوق ظهر ما يُعرف بالحوت الإسلاميّ. ويُقال إنّ عدم استقرار الحوت المتحرِّك يتسبّب بعدم استقرار الأسطوانات الأرضيّة التي يجب تثبيتها على ظهر الحوت باستخدام الجبال-الأوتاد.

خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِى ٱلْأَرْضِ رَوَٰسِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنۢبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ
أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلْأَرْضَ مِهَٰدًا وَٱلْجِبَالَ أَوْتَادًا
وَٱلْأَرْضَ مَدَدْنَٰهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَٰسِىَ وَأَنۢبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَىْءٍ مَّوْزُونٍ


الأرض تنقص

يقول بعض العلماء وذوي النفوذ المسلمين، ومن ضمنهم الحاصل على دكتوراه الدكتور الزيني، إنّ القرآن ‏سورة الرَّعۡدِ:41 والقرآن ‏سورة الأَنبِيَاءِ:44 تتضمّنان ملاحظة صحيحة علمياً في تلميحهما إلى أنّ مساحة اليابسة في نقصان دائم نتيجة لحركة الصفائح التكتونيّة. ويشير النقّاد إلى أنّه ما من دليل علميّ يقترح إنّ مساحة اليابسة في نقصان دائم. فمن باب المثال، إنّهم يشيرون إلى أنّ اليابسة لم تنقص في خلال المليار سنة الماضية، وأنّه في حين أنّ 29.1% من مساحة سطح الأرض هي من اليابسة في وقتنا الحاليّ، كانت تشغل القارّة العظمى (بانجيا) منذ 200 مليون سنة في نهاية العصر البرمي حوالى ربع مساحة سطح الأرض فحسب. وقد عارض المؤرّخون وقالوا إنّ هذه الآيات لا يجب أن تُقرأ حرفياً وعليها أن تُفهم بالاستناد إلى سياقها التاريخي ومعناها البسيط حيث إنّ ما يتمّ وصفه هو وبكلّ بساطة نقصان الأراضي التي يملكها خصوم محمّد بسبب فتوحاته المستمرّة.

وَلَمْ يَرَوْا۟ أَنَّا نَأْتِى ٱلْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِۦ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
بَلْ مَتَّعْنَا هَٰٓؤُلَآءِ وَءَابَآءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِى ٱلْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ ۚ أَفَهُمُ ٱلْغَٰلِبُونَ


الإنسان من طين

يقول بعض العلماء والأصوات المسلمون، مثل هارون يحيى، إنّ تصريح القرآن بشأن خلق الإنسان الأوّل آدم من طين يتضمّن ملاحظة صحيحة علمياً في ما يتعلّق بالتكوين الكيميائي لجسم الإنسان. الآيات ذات الصلة تشمل الآيات القرآنية ‏سورة صٓ 71 إلى 72، والقرآن ‏سورة الصَّافَّاتِ:11، والقرآن ‏سورة المُؤۡمِنُونَ:12. ويقول النقّاد والمؤرخون إنّ وصف القرآن لتكوين الإنسان من طين ليس إلّا إعادة للأسطورة القديمة الشائعة والواسعة الانتشار في كلّ الأرض قبل الإسلام بكثير. يقول النقّاد كذلك إنّ الوصف في القرآن ليس صحيحاً علمياً لأنّه في حين يقول القرآن إنّ الإنسان الأوّل كان مصنوعاً من الطين، يقول العلم الحديث إنّ الطين "يضمّ" الحمض النووي الريبوزي (RNA) وحويصلات الغشاء التي تشارك في صنع الكائنات الحيّة ولا تصنع حجر بناء (من البروتين).

إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّى خَٰلِقٌۢ بَشَرًا مِّن طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُۥ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُوا۟ لَهُۥ سَٰجِدِينَ
فَٱسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَآ ۚ إِنَّا خَلَقْنَٰهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍۭ
وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ مِن سُلَٰلَةٍ مِّن طِينٍ

صنع المني

يقول الكثير من العلماء المسلمين الحديثين، بما فيهم ذاكر نايك على وجه الخصوص، إنّ وصف القرآن لصنع المني "من بين" الصّلب (العمود الفقري) والترائب (الضلوع) في {{الآيات القرآنية|86|6|7}} يتضمّن ملاحظة صحيحة علمياً. قدّم العلماء المسلمون تفسيرات متنوّعة لشرح هذه المسألة، وكلّها تفسيرات متنافية بالرغم من أنّها تعتمد بشكلٍ كبير على إعادة قراءة "صلب" لتعني "الخاصرة" بدلاً من "الضلوع". ومن الجدير بالذكر أنّ العلماء التقليديين تجادلوا باستمرار حول معاني الكلمات الموجودة في هذه الآية أيضاً. على سبيل المثال، وصف ابن كثير الترائب على أنّها عضو أنثوي في حين أنّ التفسيرات التقليديّة الأخرى تقول إنّه ينتمي للذكر. يقول النقّاد إنّه ما من تفسير فريد ومقنع لهذه الآية يُقال بالاستناد إليه إنّ الآية صحيحة علمياً. يقولون إنّه ومن الظاهر أنّ هذه الآية تعيد نظريّة أبقراط من القرن الخامس المتعلّقة بصناعة المني من بين العمود الفقري والضلوع والتي اشتهرت في المنطقة مع حلول الإسلام. ظنّ أبقراط أنّ المني يأتي من كلّ سوائل الجسم وينتشر من الدماغ إلى النخاع الشوكي، قبل المرور من خلال الكلى والخصيتين إلى القضيب.[٦] ويقول النقّاد والعلماء اللغويين إنّه ما من قضية لغوية منطقية يمكن صنعها لإعادة قراءة كلمة صلب، التي كانت تعني بدون جدل "ضلوع" في القرن السابع، على أنّها تعني "خاصرة".

خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِنۢ بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ


علم الأجنة

يقول الكثير من العلماء المسلمين إنّ تقديم علم الأجنّة الموجود في القرآن صحيح علمياً ويتنبّأ بالعلم الحديث. ففي هذا المجال، اعتمد العلماء المسلمون والسلطات المسلمة بما فيهم د. الزيني، ود. ذاكر نايك، ود. إبراهيم السيّد، ود. شريف كف الغزال، وحمزة تزورتزس، وهارون يحيى على أعمال أطبّاء غربيين، وبشكل خاصّ أعمال د. كيث مور (مُحاضر وباحث في جامعة الملك عبد العزيز برفقة مؤلّفه المشارك عبد المجيد الزنداني) ود. موريس بوكاي (الطبيب المعالج الشخصيّ لعائلة الملك فيصل في السعوديّة)، اللذين كانا برعاية الحكومة السعودية بملايين الدولارات وأصدرا منشورات علميّة تزعم أنّ المخطوطات الإسلاميّة تتضمّن معلومات صحيحة علمياً. من الآيات ذوات الصلة قالب:القرآن22، والآيات القرآنية ‏سورة المُؤۡمِنُونَ 12 إلى 14 والقرآن ‏سورة غَافِرٍ:67. وقد أجاب النقّاد مراراً وتكراراً على المحاولات العديدة من قِبل العلماء والأطبّاء المسلمين برعاية الحكومة السعوديّة للتوفيق ما بين العلم الحديث والمخطوطات الإسلاميّة. ونقلت صحيفة "ذا دايلي تيليغراف" (The Daily Telegraph) في عام 2010 إنّ "العلماء سخروا من تأكيدات بوكاي"[٧]. غير الأخطاء العلميّة المتعددة الموجودة في المخطوطات الإسلاميّة بالمقارنة مع نتائج بحث العلم الحديث التي أشار إليها النقّاد، قَبِلَ المؤرّخون بشكل عامّ إنّ الأفكار الخاطئة المتعلّقة بعلم الأجنّة الموجودة في القرآن مشتقّة بشكل كبير من مصادر قديمة تبرز من ضمنها أعمال جالينوس، وهو طبيب يوناني عاش في خلال القرن الثاني وانتشرت أفكاره على نطاق واسع وكان لها تأثير دام طويلاً.

يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِى ٱلْأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوٓا۟ أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنۢ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْـًٔا ۚ وَتَرَى ٱلْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنۢبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍۭ بَهِيجٍ
وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ مِن سُلَٰلَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَٰهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَٰمًا فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَٰمَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَٰهُ خَلْقًا ءَاخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَٰلِقِينَ
هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوٓا۟ أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا۟ شُيُوخًا ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوٓا۟ أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ


كلّ شيء في أزواج

يقول بعض العلماء المسلمين إنّ القرآن ‏سورة الذَّارِيَاتِ:49 والقرآن ‏سورة يسٓ:36 وآيات أخرى مشابهة تتضمّن ملاحظة صحيحة علمياً في ما يتعلّق بوجود كلّ الكائنات الحيّة في أزواج من الذكور والإناث. ويقول النقّاد والمؤرّخون إنّ فكرة أنّ كلّ الكائنات الحيّة والأشياء بشكلٍ عامّ (كما هو ملمّح في القرآن ‏سورة الذَّارِيَاتِ:49) موجودة بأزواج تعتمد ببساطة على الفكرة الشائعة القديمة بشأن ازدواجية كلّ ما هو في الطبيعة. والمثال الأبرز على ذلك قد يكون مبدأ اليين واليانغ الصيني القديم للازدواجيّة، بالإضافة إلى وصف لمفاهيم مشابهة في الريجفدا وفي أماكن أخرى. ويشير النقّاد كذلك إلى أنّ العلم الحديث قد كشف إنّ الكائنات الحيّة ليست كلّها موجودة على هيئة أزواج. ومن الاستثناءات بحسب النقّاد يوجد الزامح الشائع والكثير من الكائنات العديمة الجنس والخنثى والعزرية التوالد التي تسكن الأرض.

وَمِن كُلِّ شَىْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
سُبْحَٰنَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْأَزْوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ

الناصية الكاذبة

يقول الكثير من العلماء المسلمين الذين يعتمدون على أعمال الباحث والمحاضر في جامعة الملك عبد العزيز والمموَّل من قبل السعوديّة الدكتور كيث مور إنّ القرآن ‏سورة العَلَقِ:16 تذكر "ناصية كاذبة خاطئة" وذلك يتضمّن ملاحظة صحيحة علمياً في ما يتعلّق بمنطقة الدماغ التي تُستخدم خلال الكذب، أي قشرة فص الجبهة (الموجود تحت الناصية). لكنّ المؤرّخين والعلماء اللغويين لا يرون أنّ هذا المقطع من القرآن يدّعي التنبؤ بالعلم الحديث. إنّهم يرون أنّ عبارة "ناصية كاذبة خاطئة" هي مجرّد مجاز وكناية تشير إلى الشخص الذي تمّ وصفه في الآية السابقة وقد تمّ جرّه من ناصيته، ولا تشير إلى الجزء من الدماغ الذي يكمن تحت الناصية. يقترحون كذلك إنّ الهدف من هذا الاستخدام ليس قول إنّ الناصية تكذب حرفياً (ما هو مستحيل بكلّ وضوح) بل للإشارة إلى أنّ صاحب الناصية هو من يكذب. يقول النقّاد أيضاً إنّه توجد الكثير من الأبحاث الحديثة التي تستخدم تكنولوجيا التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تحارب فكرة أنّ الكذب يحدث في قشرة فص الجبهة، وذلك يتضمّن أعمال البروفيسور جيا-هونغ غاو من جامعة بكين (تدرّب في جامعة ييل وفي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)، والبروفيسور سكوت ه. فارو، والبروفيسور فرانك أ. كوزيل (تدرّب في جامعة ييل)، والبروفيسور دانييل د. لانغليبين من جامعة بنسيلفانيا، والبروفيسور ستيفن م. كوسلين من جامعة هارفارد (تدرّب في جامعة ستانفورد). تبيّن هذه الأبحاث إنّ الجزء من الدماغ المسؤول عن الكذب قد يكون فعلياً القشرة الحزامية الأمامية الموجودة في الجزء الوسطي من الدماغ في الفص الجبهي-الجداري، لا تحت الناصية.

كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًۢا بِٱلنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٍ


الحواجز بين المياه العذبة والمياه المالحة

يقول الكثير من العلماء المسلمين الحديثين إنّ القرآن ‏سورة الفُرۡقَانِ:53 تتضمّن ملاحظة صحيحة علمياً في ما يتعلّق "بالفصل" بين المياه العذبة والمالحة في المصبّات حيث تلتقي مياه النهر العذبة بالمحيط المالح. ويقول النقّاد والمؤرّخون إنّ هذه الآية هي مجرّد ذكر لما قد يراه أيّ شخص يشاهد التقاء النهر والمحيط بالعين المجرّدة، أي أنّ الجسمين المائيّين يحافظان على لونين مختلفين. ويكملون إنّ الاقتراح الإضافي المذكور في الآية والمتعلّق بوجود نوعٍ من الحواجز يبقي على هذا الاختلاف باللون بين جسمَي الماء ليس إلّا ما كان ليفترضه أيّ شخص وُجد في زمن ما قبل الحداثة وكان يميل إلى الإيمان بالكيانات الغيبية كسبب لتلك الظاهرة. ويقول النقّاد إنّه ما من "حاجز" موجود في المصبّات، وإنّما اختلاف اللون المستمرّ بين الجسمين المائيين سببه اختلاف كثافة المياه العذبة عن كثافة المياه المالحة. لكن حتّى هذا الاختلاف قد يخفّ في ظلّ عوامل أخرى كالرياح وزيادة قوّة المدّ والجزر، ما يزيد نسبة اختلاط الجسمين المائيين.

وَهُوَ ٱلَّذِى مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا

المراجع

حمزة أندرياس تسورتزيس ، "هل القرآن فيه إعجاز علمي؟" ، 21/8/2013 (مؤرشف من الأصل). ^ "ماضي ذاكر نايك الملون والمثير للجدل" ، Livemint ، 7 يوليو 2016. ↑ "Foreign Media On Zakir Naik، 'Doctor-Turned-Firebrand Preacher'"، NDTV، 15 يوليو 2016. ^ طاقم رويترز ، محرر ، (1/11/2021) ، محكمة تركية تحكم على واعظ تلفزيوني بالسجن لأكثر من 1000 عام - وسائل الإعلام الحكومية ، رويترز ، 1/11/2021 (مؤرشفة من الأصلي) ^ تيلان بيلجيك ، رئيس عبادة الجنس في تركيا ، حكم عليه بالسجن لأكثر من 1000 عام ، بلومبرج ، 1/11/2021 (مؤرشفة من الأصلي) ↑ وسع أوساء - معجم لين الصفحة 3052 و 3053 ^ مهد مهادا - صفحة معجم لين 2739 ^ كتابات أبقراط (كلاسيكيات البطريق ، 1983) ص 317-318 ^ سمير رحيم (8 أكتوبر 2010). "باثفايندرز: العصر الذهبي لعلوم العربية لجيم الخليلي: مراجعة". التلغراف.



  1. Hamza Andreas Tzortzis, "Does the Quran contain scientific miracles?", 8/21/2013 (archived from the original)
  2. "Zakir Naik's colourful, controversial past", Livemint, 7 July 2016.
  3. "Foreign Media On Zakir Naik, 'Doctor-Turned-Firebrand Preacher'", NDTV, 15 July 2016.
  4. Reuters Staff, ed, (1/11/2021), Turkish court sentences TV preacher to more than 1,000 years in jail - state media, , Reuters, 1/11/2021 (archived from the original)
  5. Taylan Bilgic, Turkey Sex Cult Chief Sentenced to More Than 1,000 Years in Jail, , Bloomberg, 1/11/2021 (archived from the original)
  6. Hippocratic Writings (Penguin Classics, 1983) pp. 317-318
  7. Sameer Rahim (8 October 2010). "Pathfinders: The Golden Age of Arabic Science by Jim al-Khalili: review". The Telegraph.