إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإعجاز العلمي في القرآن»
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
[مراجعة منقحة] | [مراجعة منقحة] |
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣: | سطر ٣: | ||
وبحسب المؤرّخين، فإنّ كاتب (أو كتّاب) القرآن على الأغلب لم يكن يدّعي التنبّؤ بالعلم الحديث. وفي سبيل دعم وجهة النظر هذه، لا توجد مخطوطات إسلاميّة تقرّ فعلاً بأنّ القرآن (أو أيّ مخطوطة إسلاميّة بشكل عامّ) يحتوي على تلميحات عن الاكتشافات العلميّة المستقبليّة. كنتيجة لذلك، يقول المؤرّخون عن مقاطع القرآن التي يرد فيها أيّ موضوع يُعتبر اليوم ذا أهميّة علميّة (كعجائب السماء في خلال النهار والليل، والحياة الحيوانيّة والنباتيّة، أو الروح البشريّة) أنّ المقصد منها كان ببساطة إثارة الرهبة في نفوس قارئيها، وذلك من خلال توجيه انتباه أولئك إلى عجائب الدنيا المتعدّدة وبالأخصّ تلك المتاحة للأفراد الذين يعيشون في البيئة القاسية والقاحلة والصخريّة التي تميّزت بها الجزيرة العربيّة في أوائل القرن السابع. | وبحسب المؤرّخين، فإنّ كاتب (أو كتّاب) القرآن على الأغلب لم يكن يدّعي التنبّؤ بالعلم الحديث. وفي سبيل دعم وجهة النظر هذه، لا توجد مخطوطات إسلاميّة تقرّ فعلاً بأنّ القرآن (أو أيّ مخطوطة إسلاميّة بشكل عامّ) يحتوي على تلميحات عن الاكتشافات العلميّة المستقبليّة. كنتيجة لذلك، يقول المؤرّخون عن مقاطع القرآن التي يرد فيها أيّ موضوع يُعتبر اليوم ذا أهميّة علميّة (كعجائب السماء في خلال النهار والليل، والحياة الحيوانيّة والنباتيّة، أو الروح البشريّة) أنّ المقصد منها كان ببساطة إثارة الرهبة في نفوس قارئيها، وذلك من خلال توجيه انتباه أولئك إلى عجائب الدنيا المتعدّدة وبالأخصّ تلك المتاحة للأفراد الذين يعيشون في البيئة القاسية والقاحلة والصخريّة التي تميّزت بها الجزيرة العربيّة في أوائل القرن السابع. | ||
من أشهر المتحدّثين باسم الإسلام في الغرب الّذين أشاروا إلى وجود الإعجاز العلميّ في القرآن هم هارون يحيى، وذاكر نايك، وابراهيم أبو حرب، وحمزة تزورتزس. ففي سنة 2013، نشر حمزة تزورتزس مقالةً انسحب فيها من قضيّته لاكتشاف المعجزات العلميّة في القرآن، وقال في المقالة إنّ السّعي لإثبات هذه المعجزات " قد أصبح إحراج فكريّ للمدافعين عن الإسلام" و "قد فضح عدم التناسق في طريقة صياغة حججهم". وأشار كذلك إلى أنّ "الكثير من المسلمين الّذين كانوا قد أسلموا بسبب قصّة الإعجاز العلمي تركوا الدين الإسلامي"<ref>Hamza Andreas Tzortzis, | من أشهر المتحدّثين باسم الإسلام في الغرب الّذين أشاروا إلى وجود الإعجاز العلميّ في القرآن هم هارون يحيى، وذاكر نايك، وابراهيم أبو حرب، وحمزة تزورتزس. ففي سنة 2013، نشر حمزة تزورتزس مقالةً انسحب فيها من قضيّته لاكتشاف المعجزات العلميّة في القرآن، وقال في المقالة إنّ السّعي لإثبات هذه المعجزات " قد أصبح إحراج فكريّ للمدافعين عن الإسلام" و "قد فضح عدم التناسق في طريقة صياغة حججهم". وأشار كذلك إلى أنّ "الكثير من المسلمين الّذين كانوا قد أسلموا بسبب قصّة الإعجاز العلمي تركوا الدين الإسلامي"<ref>Hamza Andreas Tzortzis, "Does the Quran contain scientific miracles?", 8/21/2013 (archived from the original)</ref>. أمّا وعظ ذاكر نايك فقد مُنع في الهند وبنغلادش وكندا والمملكة المتّحدة وماليزيا في ظلّ قوانين مكافحة الإرهاب والإكراه. في 11 كانون الثاني سنة 2020، حُكم على هارون يحيى بالسجن لمدّة 1075 عاماً بتهمٍ عدّة منها إدارة مجموعة اجتماعيّة لعبادة الجنس والتحرّش الجنسيّ والابتزاز وتبييض الأموال. | ||
=='''منهجية''' '''علماء''' '''الدين''' '''الإسلامي'''== | =='''منهجية''' '''علماء''' '''الدين''' '''الإسلامي'''== | ||
تُتّبع عدّة منهجيات دينيّة من قبل العلماء المسلمين الحديثين لصنع قضيّة أيّ معجزة علميّة في القرآن. تتضمّن هذه المنهجيات ما يمكن وصفه كالإزالة من التاريخ، والترابط الزائف، وإعادة التفسير، والتوضيح، والحرفيّة الاختياريّة، والباطنيّة الاختياريّة، والتنقيب قي البيانات. وفيما يوجد عدد من المناهج البديلة والمجموعات مختلفة منها قد تُستخدم لإنشاء قضيّة أيّ معجزة علميّة، إلّا أنّ المنهجيات المذكورة أعلاه هي الأكثر شيوعاً في ترتيب تنازليّ من الأهميّة. هذه المنهجيّات تسند بعضها البعض وتستخدم بالربط في ما بينها لتقوية القضيّة المطروحة.<br /> | |||
<br /> | |||
===''' | === '''المنهجية''' === | ||
في حين أنّ العلماء المسلمين الحديثين قد طبّقوا المناهج المتعدّدة المذكورة أعلاه بهدف تطوير قضايا الإعجاز العلميّ في القرآن، بقي التبرير الفلسفي و/أو الديني وراء استخدام هذه المناهج ناقصاً، وذلك إذا كان يظهر على الإطلاق. أمّا النقّاد الذين أشاروا إلى المشاكل الملازمة لاستخدام بعض/كلّ هذه المناهج، فلم تتمّ إجابتهم أو أخذهم بعين الاعتبار من قِبل العلماء المسلمين المؤسّسين بشكلٍ عامّ.<br /> | |||
==== الإزالة من التاريخ ==== | |||
إنّ الممارسة الأكثر شيوعاً في صنع قضيّة معجزة علميّة في القرآن هي الإزالة من التاريخ. وهي عمليّة يتمّ فيها إزالة الحدث التاريخي (سورة من القرآن في هذه الحالة) من سياقه التاريخي. فبما أنّ لا مخطوطة إسلاميّة تدّعي توقّعها للعلم الحديث، يتطلّب العدد الأكبر من قضايا الإعجاز العلميّ درجة معيّنة من إلغاء التاريخ. فإنّ محمد لم يحاول جذب صحابته عبر إخبارهم بأنّه يستطيع توقّع الاكتشافات العلميّة التي سيتمّ اكتشافها بعد أكثر من ألف سنة، في مستقبل لن يعيشوا ليروه. كذلك، محمّد لم يحاول جذب صحابته عبر توقّع أحداث تاريخيّة ستُكتشف من خلال الأبحاث الأثريّة المستقبليّة. حتّى ولو كان قد فعل ذلك، فإنّ المعجزة كانت لتبقى بلا مفعول، ولجَهِلَ معاصرو محمد ما كان يتحدّث عنه. وبالفعل، لو كان بإمكان معاصري محمد التأكّد من الملاحظات العلميّة أو التاريخيّة التي ذكرها محمد، لما كانت لتُعتبر معجزات (فذلك كان سيعني أنّه أمكن لمحمد أن يعرف الحقائق هذه بالطريقة ذاتها). | |||
نتيجة لذلك، على الآيات أن تُزال من التاريخ ومن ثمّ أن تعاد صياغتها كتوقعات لاكتشافات علميّة (أو أثريّة) مستقبليّة. فمثلاً، عندما ورد في القرآن أنّ الأرض جُعِلَت "مهاداً" والجبال "أوتاداً" تثبّتها، كان الهدف من ذلك إثارة الرهبة في نفوس جمهور ذاك العصر عبر تركيز انتباههم على فكرة أسطوريّة صدّقها أولئك. بذلك، يتّخذ العلماء المسلمون تلك الآية وما يشبهها ويعيدون صياغتها كتنبّؤات. | |||
في الحالات التي تكون فيها الحقائق العلميّة أو التاريخيّة الّتي أشار إليها محمّد موصوفة بدقّة، يكون على العلماء المسلمين أن يعتمدوا عمليّة مزدوجة من الإزالة من التاريخ: فأوّلاً، على الوصف أن تُعاد صياغته ليكون تنبؤاً. وثانياً، على احتمال أن يكون محمد قد عرف الحقيقة المطروحة عبر طريقة غير التكهّن أن يُلغى كلّيّاً. | |||
ولتحقيق الشرط الأخير، يدعم العلماء المسلمون وجهة نظرهم عبر حجج مختلفة قائلين إنّ الحقيقة المذكورة لم تكن معروفة من قٍبل أحد في القرن السابع، وإنّ الجزيرة العربيّة كانت معزولة حظراً عن تيارات المعرفة العالميّة، وإنّ محمّد بالأخصّ كان معزولاً عن المعرفة بشكل عامّ، وإنّ محمّد كان أمّيّاً وبذلك غير قادر على الوصول إلى المعرفة حتّى ولو كانت متاحة له، و/أو إنّ القدرات العقليّة لدى الناس القدماء كانت أقلّ بكثير من تلك لدى الناس الحديثين. | |||
<br /> | لم يقبل النقّاد والمؤرّخون أيّاً من أشكال الإزالة من التاريخ هذه، وأبقوا بمواظبة على أنّ النصوص التاريخيّة لا تُفهم سوى من خلال سياقها التاريخيّ، وأنّه ما من حقيقة وصفُها دقيق في القرآن لم تكن معروفة في القرن السابع، وأنّه من الواضح أنّ الجزيرة العربيّة كانت تصلها تيارات المعرفة العالميّة، وأنّه ما من سبب يجعلنا نفكّر أنّ محمّد كان معزول بشكل خاص عن المعرفة، وأنّ محمّد على الأغلب لم يكن أمّيّاً، وأنّه حتّى ولو كام أمّيّاً لكان بإمكانه التعلّم بشكلٍ كبير في حضارة كانت أساساً تتناقل المعرفة شفهيّاً، وأنّه ما من دليل علميّ على أنّ الناس القدماء حوالى فترة القرن السابع كانوا أقلّ ذكاءً بشكلٍ كبير من الناس الحديثين.<br /> | ||
==='''إعادة''' '''تفسير'''=== | ==='''إعادة''' '''تفسير'''=== | ||
سطر ١٦٣: | سطر ١٦٢: | ||
<br /> | <br /> | ||
<references /> |