إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم

أصحاب الكهف في القرآن

من ویکی اسلام
مراجعة ١٨:٣٩، ٤ ديسمبر ٢٠٢٣ بواسطة Vixen (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فوليو من مخطوطة إسلامية مصورة تصور النائمين السبعة والإمبراطور الشرير بقيادة شيطان ذو بشرة داكنة. إيران، قزوين. 1550.

تفسّر الروايةُ الإسلامية القصةَ القرآنية لـ «أصحاب الكهف» تقليديًا على أنها دليل على قوة الله حيث تسبب بأعجوبة في نوم 7 شباب واستيقاظهم بعد أكثر من 300 عام. ومع ذلك، عبر المقارنة مع الوسط الأدبي للقرآن، تكشف الثقافة المسيحيّة في القرن السابع في الشرق الأوسط عن أوجه تشابه لهذه القصّة مع قصّة القديسين السبعة أهل مغارة أفسس، وهي أسطورة مسيحية يعود تاريخها إلى القرن الخامس وتحكي قصة تعرض شباب مسيحيين للاضطهاد من قبل الإمبراطور الروماني الوثني ديسيوس في القرن الثالث. ويبحث الشباب عن مأوى في كهف، وينامون لأكثر من 200 عام، ويغامرون بالخروج ليجدوا أن الإمبراطورية الآن مسيحية. وبعد تأكيد إيمانهم، يموت الشباب ويحتضنهم الرب. وبدلاً من أن تكون القصّة مجرد معرض لقدرة الله، كانت القصة الأصلية مثلًا يهدف إلى التأكيد على قدرة الإيمان المسيحي على التغلب على الاضطهاد، والاحتفال بتنصير الإمبراطورية الرومانية وإجابة للزنادقة في وقت تأليف القصة الذين شككوا في الطبيعة الحرفية للقيامة المادية. ونظرًا لأن القرآن لا يحافظ على القصة بأكملها، ولكن يبدو أنه يشير إليها فحسب، فقد أساء المفسّرون في الأجيال اللاحقة تفسير القصة، وتركوا المكونات الرئيسية وفشلوا في نقل الرسالة الأساسية للمثل الأصلي. وفي العام 2023، نشر الباحث الأكاديمي توماس إيش اكتشافه بأن النسخة المحددة من الحكاية الموجودة في القرآن تتداخل بشكل كبير مع النسخة التي يدرسها رئيس أساقفة كانتربري، ثيودور من طرسوس (ت. 690 م)، والتي يمكن أن تقع في سياق فلسطيني في أوائل القرن السابع.[١]

مقدّمة

تم العثور على قصة أصحاب الكهف في السورة 18 من القرآن، سورة الكهف، والتي سميت السورة بها. إنها تروي قصة مجموعة شابة من المؤمنين، الذين يقعون في نوم خارق للطبيعة في كهف، ليستيقظوا بعد مئات السنين. وهذه القصة تحاكي قصة وجدها أسقف مسيحي يدعى يعقوب سيروغ في العظة السريانية (521 م)[٢]. وتحكي قصته عن سبعة شباب مسيحيين في أفسس (مدينة يونانية قديمة تقع الآن في تركيا الحديثة)، يختبئون من إمبراطور شرير في كهف، ويقعون في نوم خارق للطبيعة لمئات السنين، ويستيقظون ليجدوا أن مسقط رأسهم قد تحول إلى الديانة المسيحية.[٣]

الأساطير المسيحيّة واليهوديّة في القرآن

من المعروف أن القرآن يحتوي على العديد من القصص التي رويت لأول مرة في المجتمعات اليهودية والمسيحية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وهذا يشمل الحكايات الملفقة والأسطورية التي نشأت في سوريا ما بين القرن الثاني وأوائل القرن السابع الميلادي. وإحدى أكثر هذه القصص انتشارًا كانت أسطورة القديسين أهل مغارة أفسس. وكانت هذه القصة شائعة في كلٍ من أوروبا والشرق الأوسط في خلال العصور الوسطى، وتُرجمت إلى اللاتينية ووجدت طريقها إلى العديد من الأعمال المسيحية في تلك الحقبة. كما أصبحت بارزةً جدًا في العالم الإسلامي بسبب إدراجها في القرآن. وبعد عصر النهضة والتنوير في القرن السادس عشر، فقدت هذه القصة دعم الناس لها ورُفضت إلى حد كبير باعتبارها أسطورية. وبما أن الحكاية غير موجودة في الكتاب المقدس، فقد رفضتها أيضًا غالبية الكنائس المسيحية في العالم من دون أي عواقب لاهوتية. ولم تعد الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تحتفل بيوم عيد النيام السبعة في أفسس (يشار إليها الآن داخل الكنيسة على انّها «رواية خيالية بحتة»)، والقصة اليوم غير معروفة تقريبًا بين الكنائس البروتستانتية.

تقليد شفهيّ

في حين أنه من المستحيل معرفة التفاصيل الدقيقة لكيفية معرفة مؤلف (مؤلفي) القرآن لقصة النائمين السبعة، فإننا نعلم أنه وفقًا للرواية الإسلامية نفسها، كان لدى محمد فرص كبيرة ليسمعها في خلال حياته الّتي دامت 62 عامًا. وبحسب المصادر التقليدية، سافر محمد إلى سوريا عندما كان تاجر قافلة وربما سمع القصة هناك. وكان من بين زوار مكة المسيحيين السوريين، الذين كانوا سيعرفون هذه القصة الشعبية أيضًا. كان بإمكان أتباع محمد أيضًا أن يرووا هذه القصة بعد الاتصال بالمجتمعات المسيحية بالقرب من البحر الأبيض المتوسط وفي الجزيرة العربية. باختصار، كانت هناك طرق عديدة يمكن من خلالها سرد هذه القصة لمحمد في خلال حياته.

تداخل كبير مع النسخة اليونانية-الفلسطينية من القرن السابع

كما ذُكر أعلاه، حدد الباحث الأكاديمي توماس إيش في العام 2023 نسخة مكتوبة من الحكاية التي تم تداولها في أوائل القرن السابع في مجتمع الرهبنة الفلسطينية والتي تتداخل بشكل كبير مع الحكاية القرآنية. كتب في خلاصة مقالته:

  1. Eich, Thomas. Muḥammad und Cædmon und die Siebenschläferlegende. Zur Verbindung zwischen Palästina und Canterbury im 7. Jahrhundert (abstract in English), Der Islam, vol. 100, no. 1, 2023, pp. 7-39. https://doi.org/10.1515/islam-2023-0003
  2. Reynolds, Gabriel Said. "Seven Sleepers" in Medieval Islamic Civilization, ed Josef W. Meri, Routledge, 2004, p. 720, ISBN 9780415966900
  3. Jacobus de Voragine, Archbishop of Genoa, 1275 First Edition Published 1470. "Seven Sleepers" in The Golden Legend: Volume IV (archived).