الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أصحاب الكهف في القرآن»

[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
سطر ٧٩: سطر ٧٩:


=== مكان عبادة في الكهف ===
=== مكان عبادة في الكهف ===
يذكر القرآن أنه تم بناء مكان للعبادة في موقع الكهف بعد الأحداث التي يصفها. ومن المثير للاهتمام أن كنيسة بنيت على المكان المزعوم للمعجزة في أفسس. وكان هذا الكهف وجهة للحجاج لما يقرب الألف عام. وبحلول أواخر القرن السادس، احتوت هذه الكنيسة على هياكل رخامية وضريح كبير مقبب. كانت هذه المعلومات معروفة للمسيحيين في سوريا ومن المحتمل أنها انتقلت إلى مؤلف الآيات القرآنية أيضًا.
يذكر القرآن أنه تم بناء مكان للعبادة في موقع الكهف بعد الأحداث التي يصفها. ومن المثير للاهتمام أن كنيسة بنيت على المكان المزعوم للمعجزة في أفسس. وكان هذا الكهف وجهة للحجاج لما يقرب الألف عام. وبحلول أواخر القرن السادس، احتوت هذه الكنيسة على هياكل رخامية وضريح كبير مقبب<ref>Holly Hayes, "Cave of the Seven Sleepers, Ephesus", Sacred-Destinations, accessed December 4, 2013 (archived)</ref>. كانت هذه المعلومات معروفة للمسيحيين في سوريا ومن المحتمل أنها انتقلت إلى مؤلف الآيات القرآنية أيضًا.
{{اقتباس|The Seven Sleepers|ثم أمر بصنع قبوراً ثمينة من الذهب والفضة، ودفن أجسادهم فيها. وفي نفس الليلة ظهروا للإمبراطور، وقالوا له إنه يجب أن يستلقوا على الأرض كما كانوا قد استلقوا حتى ذلك الوقت الذي قوّمهم فيه ربنا، وحتى الوقت الذي يجب أن ينهضوا فيه مرة أخرى. وم أمر الإمبراطور بأن المكان يجب أن يزين بنبل وغني بالأحجار الكريمة، ويجب أن يتم الغفران لجميع الأساقفة الذين يعترفون بالقيامة.}}{{اقتباس|{{القرآن|18|21}}|وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوٓا۟ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَآ إِذْ يَتَنَٰزَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا۟ ٱبْنُوا۟ عَلَيْهِم بُنْيَٰنًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُوا۟ عَلَىٰٓ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا}}
{{اقتباس|The Seven Sleepers|ثم أمر بصنع قبوراً ثمينة من الذهب والفضة، ودفن أجسادهم فيها. وفي نفس الليلة ظهروا للإمبراطور، وقالوا له إنه يجب أن يستلقوا على الأرض كما كانوا قد استلقوا حتى ذلك الوقت الذي قوّمهم فيه ربنا، وحتى الوقت الذي يجب أن ينهضوا فيه مرة أخرى. وم أمر الإمبراطور بأن المكان يجب أن يزين بنبل وغني بالأحجار الكريمة، ويجب أن يتم الغفران لجميع الأساقفة الذين يعترفون بالقيامة.}}{{اقتباس|{{القرآن|18|21}}|وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوٓا۟ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَآ إِذْ يَتَنَٰزَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا۟ ٱبْنُوا۟ عَلَيْهِم بُنْيَٰنًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُوا۟ عَلَىٰٓ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا}}


سطر ٩٥: سطر ٩٥:


=== غموض القرآن ===
=== غموض القرآن ===
يبدو أن مؤلف الرواية القرآنية غير واضح في بعض التفاصيل. فهو يرفض إعطاء عدد دقيق من النائمين، وبدلاً من ذلك يعطي مجموعة غامضة من الأرقام ويقول إن الله وحده هو الذي يعرف الرقم الصحيح. كما أنه ليس محددًا في الإطار الزمني، حيث يقدم عددًا من السنوات ولكن لا شيء نهائي. ولم يذكر أي أسماء، ولم يذكر مكان وقوع هذه الأحداث، ولم يذكر متى حدثت هذه القصة. وتشير هذه الأدلة إلى أن صاحب البلاغ كان على دراية غامضة بالقصة وربما لم يكن بإمكانه الحصول على نسخة مكتوبة كاملة ؛ وربما تم نقل القصة إليه شفهيًا .
=== الهدف من القصّة والشرك ===
يبدو أن الغرض من القصة السريانية هو تأكيد القيامة الجسدية في يوم القيامة.<ref>For instance, one of the youths states, "Believe us, for forsooth our Lord hath raised us tofore the day of the great resurrection. And to the end that thou believe firmly the resurrection of the dead people, verily we be raised as ye here see, and live." (The Seven Sleepers: par 4)
↑</ref> وبينما تشير القصة القرآنية إلى يوم القيامة، فإنها لا تذكر القيامة. في الواقع، الغرض المعلن للقصة هو "وَيُنذِرَ ٱلَّذِينَ قَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدًا"<ref>{{القرآن|18|4}}</ref>(أي المسيحيين الثالوثيين). والموقف الإسلامي السائد فيما يتعلق بالعقيدة المسيحية في الثالوث هو أنه يشكل فعل «شرك» (خطيئة ممارسة عبادة الصنم أو الشرك) ويجعل المرء «مشركًا».<ref>Is the trinity that the Christians believe in mentioned in Islam?", Islam Q&A, Fatwa No. 12713 (archived).</ref><ref>"The difference between the mushrikeen and the kuffaar, and to which category do the Jews and Christians belong?", Islam Q&A, Fatwa No. 67626 (archived).</ref> لذلك، أخذ القرآن قصة كتبها المسيحيون وأعاد صياغتها في مهاجمة ضدّ المسيحيين.
== الدقّة التاريخيّة ==
منذ وجودها في القرآن، دافع العلماء والمدافعون الإسلاميون عن الدقة التاريخية للقصة.<ref>Joseph A Islam, "The Sleepers of the Cave - The Quran, Historical Sources and Observations", The Quran and its Message, January 25, 2013 (archived)</ref> ومع ذلك، هناك أسباب مهمة للشك في صحتها التاريخية. فليس من المستحيل علميًا أن يعيش جسم الإنسان ثلاثمائة عام فحسب، بل هناك أدلة جيدة على أن هذه القصة ربما تم اختراعها كجدل سياسي ولاهوتي داخل الكنيسة المسيحية السريانيّة. وتشير هذه الحقائق، جنبًا إلى جنب مع الروابط مع الكثير من الأساطير الموجودة مسبقًا حول الأبطال النائمين، بقوة إلى أنه يجب وضع قصة أصحاب الكهف هذه في فئة الأسطورة.
=== العلم ===
الشخص الذي بقي على قيد الحياة لأطول مدّة، تم التحقق من تواريخ ميلاده ووفاته وفقًا للمعايير الحديثة لكتاب غينيس للأرقام القياسية العالمية ومجموعة أبحاث علم الشيخوخة، وكانت جين كالمينت، وهي امرأة فرنسية عاشت حتى سن 122. وقد زاد العمر الأقصى المسجل للبشر من أقل من 100 بقليل في القرن الثامن عشر إلى 122 سنة في القرن الحادي والعشرين ؛ إذا عدنا إلى القرن السابع كان الحد الأقصى للعمر أقل بكثير. لذلك، ينبغي النظر الى اي سرد للبشر الذين يعيشون بعد قرن من الزمان بتشكك شديد. ويقول الدكتور مايك ستراود، كبير المحاضرين في الطب والتغذية في جامعة ساوثهامبتون في إنجلترا، إن «جسم الإنسان العاديّ في حالة الراحة، الذي لا يفعل شيئًا على الإطلاق، ينتج حوالي 100 واط من حرارة الجسم، والتي يمكن أن تشغّل مصباحاً كهربائياً».<ref>Lauren Everitt, Chi Chi Izundu, "Who, What, Why: How long can someone survive without food?", BBC News Magazine, February 20, 2012 (archived).
↑</ref> بدون هذه الحرارة والطاقة، ستبدأ الخلايا في التحلل وستفشل الأعضاء. ومن أجل الحفاظ على هذه الطاقة، يحتاج البشر إلى الغذاء والماء ؛ بعد شهرين من عدم وجود طعام وماء، سيتوقف جسم الإنسان عن العمل.<ref>Dr. Alan D. Lieberson, "How long can a person survive without food?", Scientific American, November 8, 2004 (archived)</ref> حتى في نوم يشبه السبات، سيكون من المستحيل الوصول إلى عمر ثلاثمائة عام.
=== أساطير البطل النائم ===
هناك تقليد طويل في الثقافات القديمة من الأساطير حول الحفاظ على الأبطال المهمين. وأحد هذه الأمثلة على هذا الفولكلور يأتي من بلاد فارس. وفي اساطيرهم، كان الخالدون ابطالا قدامى ظلوا ينامون نوما عميقا حتى يوم القيامة، عندما يستيقظون ليساعدوا المنتظر المعين على انقاذ عالم من القسوة والظلم<ref>Mahvash Vahed Doost, "Mythological phenomena in Ferdowsi's Shahnameh", Toos Publications, p. 389, 1989.</ref>. وكثير من القصص صورت هؤلاء المنقذين على أنهم سبعة شخصيات من الذكور<ref>Ibrahim Pour Davood, "Yashts. Ed. & Interpretation. 2nd vol.", Tehran: Asatir Publications, p. 77, 1998.</ref>.
يمكن العثور على هذا الفكرة الأسطورية في الكثير من الثقافات الشرق أوسطية أيضًا، بما في ذلك التقاليد اليهودية والمسيحية. فيحتوي كتاب المكابيين، وهو كتاب ملفق يفصل أفعال المتمردين اليهود الذين عارضوا الحكم الروماني من 164 قبل الميلاد إلى 63 قبل الميلاد، على قصة أم تقية وسبعة أشقاء. وكانت هذه العائلة مضطهدة من قبل ملك شرير يجبرهم على أكل لحم الخنزير. وكانوا يرفضون ويتعرضون للتعذيب حتى الموت بدلاً من التخلي عن عقيدتهم وعاداتهم اليهودية.<ref>http://www.biblegateway.com/passage/?search=2+Maccabees+7&version=GNT</ref> تم تبجيل هؤلاء الإخوة السبعة كقديسين لأجيال عديدة، مما أدى إلى تفريخ طوائف مكرسة للحفاظ على قصتهم. ومع ذلك، نظرًا لأن اليهود تعرضوا للاضطهاد ولم يحظوا بشعبية بحلول القرن الرابع، بدأت الاختلافات المسيحية لهذه الأسطورة في الانتشار، بما في ذلك قصة القديسة فيليسيتاس وأبنائها السبعة. ويؤكد الدكتور ألبريخت بيرغر، أستاذ الدراسات البيزنطية في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ، أن هناك علاقة واضحة بين هذه الاختلافات في القصة المكابية لسبعة إخوة والأسطورة المسيحية للنائمين السبعة، حيث تم تكييف القصة اليهودية لاحقًا. <ref>Albrecht Berger, Gabriela Signori (ed.), "Dying for the Faith, Killing for the Faith: Old-Testament Faith-Warriors (1 and 2 Maccabees) in Historical Perspective", BRILL, 2012, pp. 114-118, <nowiki>ISBN 9789004211056</nowiki>, 2012</ref>
واستمر تقليد الأبطال النائمين إلى ما بعد القرن السابع. يمكن العثور على عشرات الأمثلة على هذه الأنواع من القصص في أدب العصور الوسطى<ref>D. L. Ashliman, "Sleeping Hero Legends", University of Pittsburgh, August 2, 2013 (archived)</ref>. في العصور الحديثة، تصوّر قصة «ريب فان وينكل» للكاتب الأمريكي واشنطن إيرفينغ (1819) رجلاً يتسلق إلى جبل، ويقع في نوم سحري لمدة عشرين عامًا، ويعتقد أن يومًا واحدًا فقط قد مر، ويعود إلى بلدته ليدرك أنه لا يتعرف على أحد، ويكتشف أن المجتمع قد تغير بشكل كبير.
<references />
<references />
Editor، recentchangescleanup، مراجعون
٤٨٢

تعديل