إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أصحاب الكهف في القرآن»

من ویکی اسلام
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
سطر ٢٢: سطر ٢٢:


* يذكر الإمبراطور وهو يبني كنيسة فوق الموقع. وبالمثل، في {{القرآن|18|21}} تقوم السلطات ببناء مسجد هناك.
* يذكر الإمبراطور وهو يبني كنيسة فوق الموقع. وبالمثل، في {{القرآن|18|21}} تقوم السلطات ببناء مسجد هناك.
<references />
يبدو أن نسخة ثيودور لها أصول سريانية. ويشير إيش إلى أن ثيودور ينسب قصته واستخدامها في سياق زوجة لوط إلى «الآباء الشرقيين». بالإضافة إلى ذلك، فإن المصدر اللاتيني الآخر الوحيد الذي ذكر الكنيسة التي بنيت فوق الكهف هو جريجوري أوف تورز الذي ينسب نسخته إلى مترجم من سوريا. أخيرًا، حقيقة استخدام القصة للإجابة على سؤال حول روح زوجة لوط (سواء بقيت في الجسم حتى يوم القيامة أم لا) ستكون ذات أهمية خاصة في منطقة فلسطين، حيث كان عمود معين من الملح مرتبط بمصيرها بعد أن كان تدمير سدوم مشهدًا معروفًا على طرق الحج في ذلك الوقت.
 
تحدث رواية ثيودور في جزء من تعليقه التوراتي على إنجيل لوقا. وهو مقتبس أدناه (تمت ترجمته آليًا من مقالة إيش الألمانية، والتي تتضمن أيضًا النص اللاتيني الأصلي).
 
{{اقتباس|Theodore's Biblical commentary quoted by Thomas Eich|زوجة (لوط). يعتقد بعض الآباء الشرقيين أن روحها ستبقى فيها حتى يوم الدين. ويستشهدون بمثال الإخوة السبعة الذين فروا من اضطهاد الإمبراطور ديسيوس وجاءوا إلى كهف معين كان على بعد أربعين ميلاً من مدينة أفسس، وكانوا متعبين في المساء، واستسلموا للنوم وكلبهم معهم. وبعد مائتي عام استيقظوا في زمن الإمبراطور ثيودوسيوس الأصغر، جلسوا وناقشوا فيما بينهم حول الذهاب إلى المدينة لشراء الطعام لأنفسهم. ظنوا أنهم ناموا لليلة واحدة. وانطلق اثنان منهم إلى المدينة، وأخذوا الكلب معهم، وأظهروا عملاتهم المعدنية ؛ وقال رجال المدينة، «انظر: هؤلاء الرجال عثروا على كنز وحفروا هذه العملات» - لأن مدخل ديسيوس ظهر على العملات المعدنية. لكنهم أنكروا ذلك وأخبروهم بكل شيء بالترتيب. عندما لم يصدقهم رجال المدينة، أخذوا بعض رجال المدينة معهم كشهود. وعندما عادوا إلى الكهف ودخلوه، سقط فجأة جميع الإخوة السبعة ميتين. ذهب رجال المدينة الذين شهدوا هذه الأحداث مباشرة إلى الإمبراطور ثيودوسيوس وأبلغوه بما حدث بالترتيب الصحيح. جاء ورأى أن الأمر حدث على هذا النحو، وعلى الفور غطاهم بعباءته الأرجوانية، ومن الآن فصاعدًا لم يشك في القيامة، وبنى عليهم بإخلاص كنيسة.}}
 
== توازٍ مع النسخة السريانيّة من قصّة أهل الكهف ==
قبل تحديد النسخة الفلسطينية المذكورة أعلاه، تم بالفعل تحديد عدد من أوجه التشابه الواضحة بين القصة القرآنية وأسطورة النائمين السبعة في أفسس، على الرغم من وجود الاختلافات أيضًا.
 
ومن الواضح أن الروايتين تشتركان في الكثير من السمات التي من شأنها أن تشير إلى أنهما في الواقع متماثلتان. وإنها متطابقتان تقريبًا في الأحداث التي تصفانها وكلتاهما تحتويان على أوجه تشابه مذهلة في التفاصيل الرئيسية. تذكر كلتا القصتين الشباب، والكهف، والنوم الطويل، وشراء الخبز بالعملات المعدنية، ويوم الدين. ونظرًا لأن الأسطورة السورية تسبق القصة القرآنية بقرنين تقريبًا، فيجب أن يكون واضحًا أن مؤلف القرآن يعيد سرد القصة السريانية ببساطة. حتى أن القرآن يشير في الآية 18 :9 إلى أن الجمهور على دراية بالقصة كما كان ينبغي أن يكونوا قد «فكّروا» بها، ويشير {{القرآن|18|22}} إلى أنّ تمّ تداول وجهات نظر مختلفة حول تفاصيل القصة.
 
=== مشكلة ===
تبدأ كلتا القصتين بالقول إن مجموعة من الشباب وقعوا في مشكلة. وبينما يعطي القرآن القليل من التفاصيل حول طبيعة مشكلتهم، تحكي الأسطورة السريانية على وجه التحديد عن إمبراطور يُدعى ديسيوس، كان يجبر المسيحيين على تقديم تضحيات للآلهة الوثنية أو مواجهة الموت.
{{اقتباس|The Seven Sleepers (par 1)|ولد النيام السبعة في مدينة أفسس. وعندما جاء ديسيوس الإمبراطور إلى أفسس لاضطهاد الرجال المسيحيين، أمر بتحرير المعابد في وسط المدينة، لكي يأتي الجميع معه ليقوموا بالتضحية للأصنام والبحث عن جميع المسيحيين، وإلزامهم بأن يقدموا لهم التضحية، أو أن يموتوا ؛ من الحكمة القول إن كلّ الرجال كانوا خائفين من الآلام التي وعد بها، وأن الصديق تخلى عن صديقه، ونكر الابن والده، والأب ابنه.}}{{اقتباس|{{القرآن|18|10}}|إِذْ أَوَى ٱلْفِتْيَةُ إِلَى ٱلْكَهْفِ فَقَالُوا۟ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}}{{اقتباس|{{القرآن|18|16}}|وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأْوُۥٓا۟ إِلَى ٱلْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِۦ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا}}
 
=== النقش في الكهف ===
في الرواية القرآنية، يسأل المؤلف عما إذا كان القارئ قد تأمل في أصحاب الكهف ونقوشهم. وإن إدراج كلمة «نقش» (الرقيم في القرآن) هو تفصيل مهم يربط قصة القرآن بقصة النيام السبعة. ففي الأسطورة السريانية، لدينا سرد أكثر تفصيلاً يذكر أن قصة استشهاد الشاب كُتبت ووضعت بالقرب من مدخل الكهف.
{{اقتباس|{{القرآن|18|9}}|أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَٰبَ ٱلْكَهْفِ وَٱلرَّقِيمِ كَانُوا۟ مِنْ ءَايَٰتِنَا عَجَبًا}}{{اقتباس|The Seven Sleepers (par 2)|ثم فكر ديسيوس في ما يجب أن يفعله بهم، وكما كان ليفعل الرب، فقد أغلق باب الكهف حيث كانوا بالحجارة، وذلك بهدف أن يموتوا فيه بسبب الجوع ونقص اللحوم. ثم كتب الخادمان ورجلان مسيحيان،  هما ثيودوروس وروفينوس، قصّة استشهادهما ووضعوها بكلّ دقّة بين الحجارة.}}
فيما لم يذكر القرآن النقش مرة أخرى، إلّا أن النقش يؤدّي دورًا مهمًا في القصة السريانية. فالأشخاص الذين يكتشفون النائمين يستخدمون النقوش للتحقق من صحة قصة الرجال السبعة. ويساعد لك في فهم سبب ذكر مؤلف القرآن لهذه التفاصيل كجزء مما يجب على القارئ «التفكير فيه» (أو "حسبانه").
{{اقتباس|The Seven Sleepers (par 3)|ودخل مالشوس أولاً إلى الكهف إلى زملائه، وتبعه الأسقف. ووجدوا بين الحجارة الرسائل مختومة بختمين من الفضة. ثم ناداهم الأسقف وجاءوا إلى هناك، وقرأها أمامهم جميعًا، حتى شعروا لدى سماعهم كل ذلك بالخجل والاندهاش.}}<references />

مراجعة ١٣:٢٩، ٩ ديسمبر ٢٠٢٣

فوليو من مخطوطة إسلامية مصورة تصور النائمين السبعة والإمبراطور الشرير بقيادة شيطان ذو بشرة داكنة. إيران، قزوين. 1550.

تفسّر الروايةُ الإسلامية القصةَ القرآنية لـ «أصحاب الكهف» تقليديًا على أنها دليل على قوة الله حيث تسبب بأعجوبة في نوم 7 شباب واستيقاظهم بعد أكثر من 300 عام. ومع ذلك، عبر المقارنة مع الوسط الأدبي للقرآن، تكشف الثقافة المسيحيّة في القرن السابع في الشرق الأوسط عن أوجه تشابه لهذه القصّة مع قصّة القديسين السبعة أهل مغارة أفسس، وهي أسطورة مسيحية يعود تاريخها إلى القرن الخامس وتحكي قصة تعرض شباب مسيحيين للاضطهاد من قبل الإمبراطور الروماني الوثني ديسيوس في القرن الثالث. ويبحث الشباب عن مأوى في كهف، وينامون لأكثر من 200 عام، ويغامرون بالخروج ليجدوا أن الإمبراطورية الآن مسيحية. وبعد تأكيد إيمانهم، يموت الشباب ويحتضنهم الرب. وبدلاً من أن تكون القصّة مجرد معرض لقدرة الله، كانت القصة الأصلية مثلًا يهدف إلى التأكيد على قدرة الإيمان المسيحي على التغلب على الاضطهاد، والاحتفال بتنصير الإمبراطورية الرومانية وإجابة للزنادقة في وقت تأليف القصة الذين شككوا في الطبيعة الحرفية للقيامة المادية. ونظرًا لأن القرآن لا يحافظ على القصة بأكملها، ولكن يبدو أنه يشير إليها فحسب، فقد أساء المفسّرون في الأجيال اللاحقة تفسير القصة، وتركوا المكونات الرئيسية وفشلوا في نقل الرسالة الأساسية للمثل الأصلي. وفي العام 2023، نشر الباحث الأكاديمي توماس إيش اكتشافه بأن النسخة المحددة من الحكاية الموجودة في القرآن تتداخل بشكل كبير مع النسخة التي يدرسها رئيس أساقفة كانتربري، ثيودور من طرسوس (ت. 690 م)، والتي يمكن أن تقع في سياق فلسطيني في أوائل القرن السابع.[١]

مقدّمة

تم العثور على قصة أصحاب الكهف في السورة 18 من القرآن، سورة الكهف، والتي سميت السورة بها. إنها تروي قصة مجموعة شابة من المؤمنين، الذين يقعون في نوم خارق للطبيعة في كهف، ليستيقظوا بعد مئات السنين. وهذه القصة تحاكي قصة وجدها أسقف مسيحي يدعى يعقوب سيروغ في العظة السريانية (521 م)[٢]. وتحكي قصته عن سبعة شباب مسيحيين في أفسس (مدينة يونانية قديمة تقع الآن في تركيا الحديثة)، يختبئون من إمبراطور شرير في كهف، ويقعون في نوم خارق للطبيعة لمئات السنين، ويستيقظون ليجدوا أن مسقط رأسهم قد تحول إلى الديانة المسيحية.[٣]

الأساطير المسيحيّة واليهوديّة في القرآن

من المعروف أن القرآن يحتوي على العديد من القصص التي رويت لأول مرة في المجتمعات اليهودية والمسيحية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وهذا يشمل الحكايات الملفقة والأسطورية التي نشأت في سوريا ما بين القرن الثاني وأوائل القرن السابع الميلادي. وإحدى أكثر هذه القصص انتشارًا كانت أسطورة القديسين أهل مغارة أفسس. وكانت هذه القصة شائعة في كلٍ من أوروبا والشرق الأوسط في خلال العصور الوسطى، وتُرجمت إلى اللاتينية ووجدت طريقها إلى العديد من الأعمال المسيحية في تلك الحقبة. كما أصبحت بارزةً جدًا في العالم الإسلامي بسبب إدراجها في القرآن. وبعد عصر النهضة والتنوير في القرن السادس عشر، فقدت هذه القصة دعم الناس لها ورُفضت إلى حد كبير باعتبارها أسطورية. وبما أن الحكاية غير موجودة في الكتاب المقدس، فقد رفضتها أيضًا غالبية الكنائس المسيحية في العالم من دون أي عواقب لاهوتية. ولم تعد الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تحتفل بيوم عيد النيام السبعة في أفسس (يشار إليها الآن داخل الكنيسة على انّها «رواية خيالية بحتة»)، والقصة اليوم غير معروفة تقريبًا بين الكنائس البروتستانتية.

تقليد شفهيّ

في حين أنه من المستحيل معرفة التفاصيل الدقيقة لكيفية معرفة مؤلف (مؤلفي) القرآن لقصة النائمين السبعة، فإننا نعلم أنه وفقًا للرواية الإسلامية نفسها، كان لدى محمد فرص كبيرة ليسمعها في خلال حياته الّتي دامت 62 عامًا. وبحسب المصادر التقليدية، سافر محمد إلى سوريا عندما كان تاجر قافلة وربما سمع القصة هناك. وكان من بين زوار مكة المسيحيين السوريين، الذين كانوا سيعرفون هذه القصة الشعبية أيضًا. كان بإمكان أتباع محمد أيضًا أن يرووا هذه القصة بعد الاتصال بالمجتمعات المسيحية بالقرب من البحر الأبيض المتوسط وفي الجزيرة العربية. باختصار، كانت هناك طرق عديدة يمكن من خلالها سرد هذه القصة لمحمد في خلال حياته.

تداخل كبير مع النسخة اليونانية-الفلسطينية من القرن السابع

كما ذُكر أعلاه، حدد الباحث الأكاديمي توماس إيش في العام 2023 نسخة مكتوبة من الحكاية التي تم تداولها في أوائل القرن السابع في مجتمع الرهبنة الفلسطينية والتي تتداخل بشكل كبير مع الحكاية القرآنية. كتب في خلاصة مقالته:

[...] رئيس أساقفة كانتربري، ثيودور طرسوس (ت. 690) [...] تركز السيرة الذاتية على نقل جماعات الراهب اليونانية الفلسطينية والمصرية بما في ذلك الآثار والنصوص إلى إيطاليا وخاصة روما في خلال القرن السابع. وبعد ذلك، تم توضيح أهمية النصوص الباقية من مدرسة كانتربري لدراسة تاريخ الشرق الأوسط في القرن السابع بنسخة من ما يسمى بأسطورة النائمين السبعة في أفسس المسجلة في تفسير ثيودور التوراتي. وتتداخل نسخة ثيودور المحددة من تلك الأسطورة بشكل كبير مع النسخة الواردة في القرآن في سورة 18 (الكهف). لطالما كان واضحًا أن سورة الكهف تشير إلى أسطورة النائمين السبعة المسيحيين. ومع ذلك، نظرًا لأن جميع الإصدارات الأخرى المعروفة حتى الآن من القصة تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة في القرآن، فإن العلاقة بين الإصدارات عادة ما يتم تخيلها ضمن نموذج «الإرسال الشفوي». النسخة المسجلة من جلسات ثيودور التعليمية في القرن السابع تسمح لنا الآن برسم صورة أكثر دقة حيث يمكن وضع هذه النسخة المحددة من الأسطورة في فلسطين في القرن السابع.
Part of the abstract from journal article by Thomas Eich (2023)

في مقاله (والباقي مكتوب بالألمانية)، يوضح إيش أن ثيودور قضى الفترة من 640 حتى 668 م في روما في دير القديس أناستاسيوس، وهو مجتمع رهباني يوناني بدأ في الانتقال إلى هناك من فلسطين منذ 630، ربما بسبب الفتح البيزنطي لفلسطين في 629-30، وربما بسبب الفتح العربي في وقت لاحق بعدة سنوات. في العام 669، أرسل البابا ثيودور إلى إنجلترا لشغل المقعد الشاغر كرئيس أساقفة كانتربري، حيث استمرّت تعاليمه لتعكس تعاليم مجتمعه الرهباني اليوناني الفلسطيني السابق وأظهر معرفة بآباء الكنيسة السريانية.

إنه في تعليق كتابي من قبل ثيودور عندما كان في إنجلترا (ظهر في مخطوطتين لاتينيتين من القرن التاسع والقرن الحادي عشر) حيث وجدنا نسخة من قصة النائمين السبعة، مقتبسة أدناه، مع تماثلات استثنائية مع النسخة القرآنية. وعلى عكس جميع الإشارات السريانية المسيحية الأخرى إلى الأسطورة (التي تم تخصيصها جميعًا للمجتمعات في فلسطين، وفي حالة واحدة لنجران في جنوب الجزيرة العربية)، في نسخة ثيودور:

يبدو أن نسخة ثيودور لها أصول سريانية. ويشير إيش إلى أن ثيودور ينسب قصته واستخدامها في سياق زوجة لوط إلى «الآباء الشرقيين». بالإضافة إلى ذلك، فإن المصدر اللاتيني الآخر الوحيد الذي ذكر الكنيسة التي بنيت فوق الكهف هو جريجوري أوف تورز الذي ينسب نسخته إلى مترجم من سوريا. أخيرًا، حقيقة استخدام القصة للإجابة على سؤال حول روح زوجة لوط (سواء بقيت في الجسم حتى يوم القيامة أم لا) ستكون ذات أهمية خاصة في منطقة فلسطين، حيث كان عمود معين من الملح مرتبط بمصيرها بعد أن كان تدمير سدوم مشهدًا معروفًا على طرق الحج في ذلك الوقت.

تحدث رواية ثيودور في جزء من تعليقه التوراتي على إنجيل لوقا. وهو مقتبس أدناه (تمت ترجمته آليًا من مقالة إيش الألمانية، والتي تتضمن أيضًا النص اللاتيني الأصلي).

زوجة (لوط). يعتقد بعض الآباء الشرقيين أن روحها ستبقى فيها حتى يوم الدين. ويستشهدون بمثال الإخوة السبعة الذين فروا من اضطهاد الإمبراطور ديسيوس وجاءوا إلى كهف معين كان على بعد أربعين ميلاً من مدينة أفسس، وكانوا متعبين في المساء، واستسلموا للنوم وكلبهم معهم. وبعد مائتي عام استيقظوا في زمن الإمبراطور ثيودوسيوس الأصغر، جلسوا وناقشوا فيما بينهم حول الذهاب إلى المدينة لشراء الطعام لأنفسهم. ظنوا أنهم ناموا لليلة واحدة. وانطلق اثنان منهم إلى المدينة، وأخذوا الكلب معهم، وأظهروا عملاتهم المعدنية ؛ وقال رجال المدينة، «انظر: هؤلاء الرجال عثروا على كنز وحفروا هذه العملات» - لأن مدخل ديسيوس ظهر على العملات المعدنية. لكنهم أنكروا ذلك وأخبروهم بكل شيء بالترتيب. عندما لم يصدقهم رجال المدينة، أخذوا بعض رجال المدينة معهم كشهود. وعندما عادوا إلى الكهف ودخلوه، سقط فجأة جميع الإخوة السبعة ميتين. ذهب رجال المدينة الذين شهدوا هذه الأحداث مباشرة إلى الإمبراطور ثيودوسيوس وأبلغوه بما حدث بالترتيب الصحيح. جاء ورأى أن الأمر حدث على هذا النحو، وعلى الفور غطاهم بعباءته الأرجوانية، ومن الآن فصاعدًا لم يشك في القيامة، وبنى عليهم بإخلاص كنيسة.
Theodore's Biblical commentary quoted by Thomas Eich

توازٍ مع النسخة السريانيّة من قصّة أهل الكهف

قبل تحديد النسخة الفلسطينية المذكورة أعلاه، تم بالفعل تحديد عدد من أوجه التشابه الواضحة بين القصة القرآنية وأسطورة النائمين السبعة في أفسس، على الرغم من وجود الاختلافات أيضًا.

ومن الواضح أن الروايتين تشتركان في الكثير من السمات التي من شأنها أن تشير إلى أنهما في الواقع متماثلتان. وإنها متطابقتان تقريبًا في الأحداث التي تصفانها وكلتاهما تحتويان على أوجه تشابه مذهلة في التفاصيل الرئيسية. تذكر كلتا القصتين الشباب، والكهف، والنوم الطويل، وشراء الخبز بالعملات المعدنية، ويوم الدين. ونظرًا لأن الأسطورة السورية تسبق القصة القرآنية بقرنين تقريبًا، فيجب أن يكون واضحًا أن مؤلف القرآن يعيد سرد القصة السريانية ببساطة. حتى أن القرآن يشير في الآية 18 :9 إلى أن الجمهور على دراية بالقصة كما كان ينبغي أن يكونوا قد «فكّروا» بها، ويشير القرآن ‏سورة الكَهۡفِ:22 إلى أنّ تمّ تداول وجهات نظر مختلفة حول تفاصيل القصة.

مشكلة

تبدأ كلتا القصتين بالقول إن مجموعة من الشباب وقعوا في مشكلة. وبينما يعطي القرآن القليل من التفاصيل حول طبيعة مشكلتهم، تحكي الأسطورة السريانية على وجه التحديد عن إمبراطور يُدعى ديسيوس، كان يجبر المسيحيين على تقديم تضحيات للآلهة الوثنية أو مواجهة الموت.

ولد النيام السبعة في مدينة أفسس. وعندما جاء ديسيوس الإمبراطور إلى أفسس لاضطهاد الرجال المسيحيين، أمر بتحرير المعابد في وسط المدينة، لكي يأتي الجميع معه ليقوموا بالتضحية للأصنام والبحث عن جميع المسيحيين، وإلزامهم بأن يقدموا لهم التضحية، أو أن يموتوا ؛ من الحكمة القول إن كلّ الرجال كانوا خائفين من الآلام التي وعد بها، وأن الصديق تخلى عن صديقه، ونكر الابن والده، والأب ابنه.
The Seven Sleepers (par 1)
إِذْ أَوَى ٱلْفِتْيَةُ إِلَى ٱلْكَهْفِ فَقَالُوا۟ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأْوُۥٓا۟ إِلَى ٱلْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِۦ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا

النقش في الكهف

في الرواية القرآنية، يسأل المؤلف عما إذا كان القارئ قد تأمل في أصحاب الكهف ونقوشهم. وإن إدراج كلمة «نقش» (الرقيم في القرآن) هو تفصيل مهم يربط قصة القرآن بقصة النيام السبعة. ففي الأسطورة السريانية، لدينا سرد أكثر تفصيلاً يذكر أن قصة استشهاد الشاب كُتبت ووضعت بالقرب من مدخل الكهف.

أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَٰبَ ٱلْكَهْفِ وَٱلرَّقِيمِ كَانُوا۟ مِنْ ءَايَٰتِنَا عَجَبًا
ثم فكر ديسيوس في ما يجب أن يفعله بهم، وكما كان ليفعل الرب، فقد أغلق باب الكهف حيث كانوا بالحجارة، وذلك بهدف أن يموتوا فيه بسبب الجوع ونقص اللحوم. ثم كتب الخادمان ورجلان مسيحيان، هما ثيودوروس وروفينوس، قصّة استشهادهما ووضعوها بكلّ دقّة بين الحجارة.
The Seven Sleepers (par 2)

فيما لم يذكر القرآن النقش مرة أخرى، إلّا أن النقش يؤدّي دورًا مهمًا في القصة السريانية. فالأشخاص الذين يكتشفون النائمين يستخدمون النقوش للتحقق من صحة قصة الرجال السبعة. ويساعد لك في فهم سبب ذكر مؤلف القرآن لهذه التفاصيل كجزء مما يجب على القارئ «التفكير فيه» (أو "حسبانه").

ودخل مالشوس أولاً إلى الكهف إلى زملائه، وتبعه الأسقف. ووجدوا بين الحجارة الرسائل مختومة بختمين من الفضة. ثم ناداهم الأسقف وجاءوا إلى هناك، وقرأها أمامهم جميعًا، حتى شعروا لدى سماعهم كل ذلك بالخجل والاندهاش.
The Seven Sleepers (par 3)
  1. Eich, Thomas. Muḥammad und Cædmon und die Siebenschläferlegende. Zur Verbindung zwischen Palästina und Canterbury im 7. Jahrhundert (abstract in English), Der Islam, vol. 100, no. 1, 2023, pp. 7-39. https://doi.org/10.1515/islam-2023-0003
  2. Reynolds, Gabriel Said. "Seven Sleepers" in Medieval Islamic Civilization, ed Josef W. Meri, Routledge, 2004, p. 720, ISBN 9780415966900
  3. Jacobus de Voragine, Archbishop of Genoa, 1275 First Edition Published 1470. "Seven Sleepers" in The Golden Legend: Volume IV (archived).