إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القرآن والحديث والعلماء: الخلق»
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
[مراجعة منقحة] | [مراجعة منقحة] |
لا ملخص تعديل |
|||
سطر ٤٠٤: | سطر ٤٠٤: | ||
====السموات والأرض==== | ====السموات والأرض==== | ||
{{Quote| | {{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.10. | ||
| | |حَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ واضِحٍ، قالَ: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ حَمّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، قال: الدنيا جمعة من جمع الآخرة، سبعة آلاف سنه، فقد مضى سته آلاف سنه ومائتا سَنَةٍ، ولَيَأْتِيَنَّ عَلَيْها مِئُونَ مِن سِنِينَ، لَيْسَ عَلَيْها مُوَحِّدٌ. | ||
وقالَ آخَرُونَ: قَدْرُ جَمِيعِ ذَلِكَ سِتَّةُ آلافِ سَنَةٍ. | |||
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ: | |||
حَدَّثَنا أبُو هِشامٍ، قالَ: حَدَّثَنا مُعاوِيَةُ بْنُ هِشامٍ، عَنْ سُفْيانَ، عَنِ الأعْمَشِ، عَنْ أبِي صالِحٍ، قالَ: قالَ كَعْبٌ: الدُّنْيا سِتَّةُ آلافِ سَنَةٍ. | |||
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، قال: حدثنا اسمعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني عبد الصمد بن معقل، أنه سمع وهبا يقول: قد خلا من الدنيا خمسه آلاف سنه وستمائه سنه، وانى لأعْرِفُ كُلَّ زَمانٍ مِنها، ما كانَ فِيهِ من الملوك والأنبياء قلت لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: كَمِ الدُّنْيا؟ قالَ: سِتَّةُ آلاف سنه.}} | |||
{{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.16-17. | |||
|وإذ كان ذلك كذلك، وكان الخبر عن رسول الله ص صحيحا أنه أخبر عن الباقي من ذلك في حياته انه نصف يوم، وذلك خمسمائة عام، إذ كان ذلك نصف يوم من الأيام التي قدر اليوم الواحد منها ألف عام- كان معلوما أن الماضي من الدنيا الى وقت قول النبي ص ما رويناه عن أبي ثعلبة الخشني عنه، كان قدر سته آلاف سنه وخمسمائة سنة، أو نحوا من ذلك وقريبا منه والله أعلم. | |||
فهذا الذي قلنا- في قدر مدة أزمان الدنيا، من مبدأ أولها إلى منتهى آخرها- من أثبت ما قيل في ذلك عندنا من القول، للشواهد الدالة التي بيناها على صحة ذلك. | |||
وقد روي عن رسول الله ص خبر يدل على صحة قول من قال: إن الدنيا كلها ستة آلاف سنة، لو كان صحيحا سنده لم نعد القول به إلى غيره، وذلك ما حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سِنانٍ القَزّازُ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ الصَّمَدِ ابن عبد الوارث، حدثنا زبان، عَنْ عاصِمٍ، عَنْ أبِي صالِحٍ، عَنْ أبِي هريرة، ان [رسول الله ص قالَ: الحُقْبُ ثَمانُونَ عامًا، اليَوْمُ مِنها سُدُسُ الدُّنْيا]. | |||
فبين في هذا الخبر أن الدنيا كلها ستة آلاف سنة، وذلك أن اليوم الذي هو من أيام الآخرة إذا كان مقداره ألف سنة من سني الدنيا، وكان اليوم الواحد من ذلك سدس الدنيا، كان معلوما بذلك أن جميعها ستة أيام من أيام الآخرة، وذلك ستة آلاف سنة.}} | |||
'' | {{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.22. | ||
|فإذا كان ذلك كذلك، وكان صحيحا عن رسول الله ص ما حَدَّثَنا هَنّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو بَكْرِ بْنُ عَيّاشٍ، عَنْ أبِي سَعْدٍ البَقّالِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ- قالَ هناد: وقرات سائر الحديث على ابى بكر- ان اليهود أتت النبي ص فَسَألَتْهُ عَنْ خَلْقِ السَّمَواتِ والأرْضِ فَقالَ: خَلَقَ اللَّهُ الأرْضَ يَوْمَ الأحَدِ والاثْنَيْنِ، وخَلَقَ الجِبالَ يَوْمَ الثُّلاثاءِ وما فِيهِنَّ مِن مَنافِعَ، وخَلَقَ يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب، فهذه اربعه، ثم قال: «قُلْ أإنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وتَجْعَلُونَ لَهُ أنْدادًا ذلِكَ رَبُّ العالَمِينَ وجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِن فَوْقِها وبارَكَ فِيها وقَدَّرَ فِيها أقْواتَها فِي أرْبَعَةِ أيّامٍ سَواءً لِلسّائِلِينَ»، لِمَن سَألَ قالَ: وخَلَقَ يَوْمَ الخَمِيسِ السَّماءَ، وخَلَقَ يَوْمَ الجُمُعَةِ النُّجُومَ والشَّمْسَ والقَمَرَ والمَلائِكَةَ، إلى ثَلاثِ ساعاتٍ بَقِيَتْ مِنهُ، فَخَلَقَ فِي أوَّلِ ساعَةٍ مِن هَذِهِ الثَّلاثِ السّاعاتِ الآجالَ مَن يَحْيا ومَن يَمُوتُ، وفِي الثّانِيَةِ ألْقى الآفَةَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مِمّا يَنْتَفِعُ بِهِ النّاسُ، وفِي الثّالِثَةِ آدَمَ وأسْكَنَهُ الجَنَّةَ، وأمَرَ إبْلِيسَ بِالسُّجُودِ لَهُ}} | |||
{{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.47. | |||
|القول فيما خلق الله في كل يوم من الأيام السته التي ذكر الله في كتابه أنه خلق فيهن السموات والأرض وما بينهما | |||
اختلف السلف من أهل العلم في ذلك: | |||
فقال بعضهم ما حَدَّثَنِي به المثنى بْنُ إبْراهِيمَ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالِحٍ، حَدَّثَنِي أبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، أنَّهُ قالَ: إنَّ اللَّهَ بَدَأ الخَلْقَ يَوْمَ الأحَدِ، فَخَلَقَ الأرَضِينَ فِي الأحَدِ والاثْنَيْنِ، وخَلَقَ الأقْواتَ والرَّواسِي فِي الثُّلاثاءِ والأرْبِعاءِ، وخَلَقَ السَّمَواتِ فِي الخَمِيسِ والجُمُعَةِ، وفَرَغَ فِي آخِرِ ساعَةٍ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ، فَخَلَقَ فِيها آدَمَ عَلى عَجَلٍ، فَتِلْكَ السّاعَةُ الَّتِي تَقُومُ فِيها السّاعَةُ. | |||
حَدَّثَنِي مُوسى بْنُ هارُونَ، حَدَّثَنا عَمْرُو بن حماد، حدثنا أسباط، عن السدي، في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس- وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود- وعن ناس من أصحاب النبي ص قالُوا: جَعَلَ- يَعْنُونَ رَبَّنا تَبارَكَ وتَعالى- سَبْعَ أرَضِينَ فِي يَوْمَيْنِ: الأحَدِ والاثْنَيْنِ، وجَعَلَ فِيها رَواسِيَ أنْ تَمِيدَ بِكُمْ، وخَلَقَ الجِبالَ فِيها وأقوات أهلها، وشجرها وما ينبغي لها في يَوْمَيْنِ: فِي الثُّلاثاءِ والأرْبِعاءِ، ثُمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ وهِيَ دُخانٌ فَجَعَلَها سَماءً واحِدَةً، ثُمَّ فَتَقَها فَجَعَلَها سَبْعَ سَمَواتٍ فِي يَوْمَيْنِ: الخَمِيسِ والجُمُعَةِ. | |||
حَدَّثَنا تَمِيمُ بْنُ المُنْتَصِرِ، قالَ: أخْبَرَنا إسحاق، عن شريك، عن غالب ابن غَلابٍ، عَنْ عَطاءِ بْنِ أبِي رَباحٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، قالَ: خَلَقَ اللَّهُ الأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ الأحَدِ والاثْنَيْنِ. | |||
ففي قول هؤلاء خلقت الأرض قبل السماء، لأنها خلقت عندهم في الأحد والاثنين | |||
وقال آخرون: خلق الله ﷿ الأرض قبل السماء بأقواتها من غير أن يدحوها، ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات، ثم دحا الأرض بعد ذلك. | |||
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ: | |||
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ داوُدَ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو صالِحٍ، قالَ: حَدَّثَنِي مُعاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: قَوْلُهُ ﷿ حَيْثُ ذَكَرَ خَلَقَ الأرْضَ قَبْلَ السَّماءِ، ثُمَّ ذَكَرَ السَّماءَ قَبْلَ الأرْضِ، وذَلِكَ أنَّ اللَّهَ خَلَقَ الأرْضَ بِأقْواتِها مِن غَيْرِ أنْ يَدْحُوَها قَبْلَ السَّماءِ، ثُمَّ اسْتَوى إلى السماء فسواهن سبع سموات، ثم دحا الأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى: «والأرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها».}} | |||
{{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.26. | |||
|وبنحو الذي ورد عن رسول الله ص من الخبر، بأن الله جل جلاله خلق الشمس والقمر بعد خلقه السموات والأرض وأشياء غير ذلك، ورد الخبر عن جماعة من السلف أنهم قالوه. | |||
{{Quote| | ذكر الخبر عمن قال ذلك منهم: | ||
حدثنا أبو هشام الرفاعى، حدثنا ابن يمان، حَدَّثَنا سُفْيانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ مُوسى، عَنْ مُجاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: | |||
«فَقالَ لَها ولِلْأرْضِ ائْتِيا طَوْعًا أوْ كَرْهًا قالَتا أتَيْنا طائِعِينَ». | |||
قالَ: قالَ اللَّهُ ﷿ لِلسَّمَواتِ: أطْلِعِي شمسى وقمرى، واطلعى نجومى. | |||
وقالَ لِلأرْضِ: شَقِّقِي أنْهارَكِ، وأخْرِجِي ثِمارَكِ، فَقالَتا: أتَيْنا طائِعِينَ. | |||
حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ مُعاذٍ،: قالَ حَدَّثَنا يَزِيدُ، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: | |||
«وأوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أمْرَها»، خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وصلاحها. | |||
فقد بينت هذه الأخبار التي ذكرناها عن رسول الله ص وعمن ذكرناها عنه أن الله ﷿ خلق السموات والأرض قبل خلقه الزمان والأيام والليالي، وقبل الشمس والقمر والله أعلم | |||
}} | |||
====إبليس==== | ====إبليس==== | ||
{{Quote| | {{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.103. | ||
|فَلَمَّا ظَهَرَ لِلْمَلائِكَةِ مِنَ اسْتِكْبَارِ إِبْلِيسَ مَا ظَهَرَ، وَمِنْ خِلافِهِ أَمْرَ رَبِّهِ مَا كَانَ مُسْتَتِرًا عَنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ، عَاتَبَهُ رَبُّهُ عَلَى مَا أَظْهَرَ مِنْ مَعْصِيَتِهِ إِيَّاهُ بِتَرْكِهِ السُّجُودَ لآدَمَ، فَأَصَرَّ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، وَأَقَامَ عَلَى غَيِّهِ وَطُغْيَانِهِ- لَعَنَهُ اللَّهُ- فَأَخْرَجَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَطَرَدَهُ مِنْهَا، وَسَلَبَهُ مَا كَانَ آتَاهُ مِنْ مُلْكِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَالأَرْضِ، وَعَزَلَهُ عن خزن الجنه فقال له جَلَّ جَلالُهُ: «فَاخْرُجْ مِنْها» ، يَعْنِي مِنَ الْجَنَّةِ «فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ» ، وَهُوَ بَعْدُ فِي السَّمَاءِ لَمْ يَهْبِطْ إِلَى الارض}} | |||
====آدم وحواء==== | ====آدم وحواء==== | ||
{{Quote| | {{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.103-104. | ||
|فَأُخْرِجَ إبْلِيسُ مِنَ الجَنَّةِ حِينَ لُعِنَ وأُسْكِنَ آدَمُ الجَنَّةَ، فَكانَ يَمْشِي فِيها وحْشِيًّا لَيْسَ لَهُ زَوْجٌ يَسْكُنُ إلَيْها، فَنامَ نَوْمَةً فاسْتَيْقَظَ، فَإذا عِنْدَ رَأْسِهِ امْرَأةٌ قاعِدَةٌ خَلَقَها اللَّهُ مِن ضِلْعِهِ، فَسَألَها: ما أنْتِ؟ قالَتِ: امْرَأةٌ، قالَ: ولِمَ خُلِقْتِ؟ قالَتْ: | |||
لِتَسْكُنَ إلَيَّ، قالَتْ لَهُ المَلائِكَةُ يَنْظُرُونَ ما بَلَغَ عِلْمُهُ: ما اسْمُها يا آدَمُ؟ | |||
قالَ: حَوّاءُ، قالُوا: لِمَ سُمِّيَتْ حَوّاءَ؟ قالَ: لأنَّها خُلِقَتْ مِن شَيْءٍ حَيٍّ، فَقالَ اللَّهُ تَعالى: «يا آدَمُ اسْكُنْ أنْتَ وزَوْجُكَ الجَنَّةَ وكُلا مِنها رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُما».}} | |||
{{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.104-105. | |||
| ثم أخذ ضلعا من أضلاعه من شقه الأيسر، ولأم مكانها لحما، وآدم ع نائم لم يهب من نومته، حتى خلق الله تعالى من ضلعه تلك زوجه حواء، فسواها امراه ليسكن إليها، فلما كشف عنه السنة وهب من نومته رآها إلى جنبه، فقال- فيما يزعمون والله أعلم: لحمي ودمي وزوجتي، فسكن إليها، فلما زوجه الله ﷿ وجعل له سكنا من نفسه، قال له قبلا: «يا آدَمُ اسْكُنْ أنْتَ وزَوْجُكَ الجَنَّةَ وكُلا مِنها رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُما ولا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَ». | |||
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد فِي قَوْلِهِ ﷿: «وخَلَقَ مِنها | |||
زَوْجَها» قال: حواء من قصيرى آدم، وهو ناعم فاسْتَيْقَظَ فَقالَ: | |||
أثا بِالنَّبَطِيَّةِ، امْرَأةٌ. | |||
حَدَّثَنا المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله. | |||
حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ مُعاذٍ، قالَ: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قالَ: حَدَّثَنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتادَةَ: «وخَلَقَ مِنها زَوْجَها»، يَعْنِي حَوّاءَ، خُلِقَتْ مِن آدَمَ مِن ضِلْعٍ مِن أضْلاعِهِ}} | |||
{{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.108-109. | |||
|فأخذت حواء فأكلت منها، ثم ذهبت بها إلى آدم، فقالت: أنظر إلى هذه الشجرة ما أطيب ريحها، وأطيب طعمها، وأحسن لونها! فأكل منها آدم، فبدت لهما سوآتهما، فدخل آدم في جوف الشجرة، فناداه ربه: يا آدم، أين أنت؟ قال: أنا هذا يا رب، قال: ألا تخرج؟ قال: أستحي منك يا رب، قال: ملعونة الأرض التي خلقت منها لعنة حتى يتحول ثمارها شوكا! قال: ولم يكن في الجنة ولا في الأرض شجرة كانت أفضل من الطلح والسدر. | |||
ثم قال: يا حواء، أنت التي غررت عبدي، فإنك لا تحملين حملا إلا حملته كرها، فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت مرارا وقال للحية: أنت التي دخل الملعون في بطنك حتى غر عبدي، ملعونة أنت لعنة حتى تتحول قوائمك في بطنك، ولا يكن لك رزق إلا التراب، أنت عدوة بني آدم وهم أعداؤك، حيث لقيت أحدا منهم أخذت بعقبه، وحيث لقيك شدخ رأسك | |||
قيل لوهب: وما كانت الملائكة تأكل؟ قال: يفعل الله ما يشاء.}} | |||
{{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.109. | |||
|نهى الله تعالى آدم وحواء أن يأكلا من شجرة واحدة في الجنة، ويأكلا منها رغدا حيث شاءا، فجاء الشيطان فدخل في جوف الحية، فكلم حواء، ووسوس إلى آدم فقال: «مَا نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ» قال: فقطعت حواء الشجرة فدميت الشجرة، وسقط عنهما رياشهما الذي كان عليهما، «وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ» لم أكلتها وقد نهيتك عنها؟ قال: يا رب أطعمتني حواء، قال لحواء: لم أطعمته؟ قالت: | |||
أمرتني الحية، قال للحية: لم أمرتها؟ قالت: أمرني إبليس، قال: ملعون مدحور! أما أنت يا حواء، فكما أدميت الشجرة تدمين في كل هلال، وأما أنت يا حية، فأقطع قوائمك فتمشين جريا على وجهك، وسيشدخ رأسك من لقيك بالحجر، اهبطوا بعضكم لبعض عدو.}} | |||
| | {{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.111-112. | ||
|وسوس الشيطان إلى حواء في الشجرة حتى اتى بها إليها، ثم حسنتها في عين آدم، قال: فدعاها آدم لحاجته، قالت: | |||
لا: الا ان تأتي هاهنا، فلما أتى قالت: لا، إلا أن تأكل من هذه الشجرة، قال: فأكلا منها، فبدت لهما سوءاتهما قال: وذهب آدم هاربا في الجنة، فناداه ربه: يا آدم، أمني تفر؟ قال: لا يا رب، ولكن حياء منك، قال: يا آدم، انى اتيت؟ قال: من قبل حواء يا رب، فقال الله ﷿: فإن لها علي أن أدميها في كل شهر مرة، كما أدمت هذه الشجرة، وأن أجعلها سفيهة، وقد كنت خلقتها حليمة، وأن أجعلها تحمل كرها وتضع كرها، وقد كنت جعلتها تحمل يسرا وتضع يسرا قال ابن زيد: ولولا البلية التي أصابت حواء لكان نساء أهل الدنيا لا يحضن، ولكن حليمات، ولكن يحملن يسرا،. | |||
ويضعن يسرا. | |||
حَدَّثَنا ابن حميد، قال: حَدَّثَنا سلمة، عن مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الله بن قسيط، عن سعيد بن المسيب، قال: سمعته يحلف بالله ما يستثني: ما أكل آدم من الشجرة وهو يعقل، ولكن حواء سقته | |||
الخمر حتى إذا سكر قادته إليها، فأكل منها فلما واقع آدم وحواء الخطيئة، أخرجهما الله تعالى من الجنه وسلبهما ما كانا فيه من النعمة والكرامة، وأهبطهما وعدوهما إبليس والحية إلى الأرض، فقال لهم ربهم: اهبطوا بعضكم لبعض عدو. | |||
وكالذي قلنا في ذلك قال السلف من أهل العلم.}} | |||
{{Quote|الطبري، أبو جعفر (ت 923). [https://app.turath.io/book/9783 ''تاريخ الرسل والملوك'']. المكتبة الشاملة. ج.1، ص.123-122. | |||
|الملائكة تهابه، فنقص من طول آدم لذلك. | |||
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ: | |||
حَدَّثَنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا هشام بن حسان، عن سوار ختن عطاء، عن عطاء بن أبي رباح، قال: لما أهبط الله ﷿ آدم من الجنة كان رجلاه في الأرض، ورأسه في السماء، يسمع كلام أهل السماء ودعاءهم، يأنس إليهم، فهابته الملائكة حتى شكت إلى الله تعالى في دعائها وفي صلاتها، فخفضه الى الارض، فلما فقد ما كان يسمع منهم استوحش حتى شكا ذلك إلى الله ﷿ في دعائه وفي صلاته، فوجه إلى مكة فصار موضع قدمه قرية، وخطوته مفازة، حتى انتهى إلى مكة، وأنزل الله تعالى ياقوتة من ياقوت الجنة، فكانت على موضع البيت الآن، فلم يزل يطوف به حتى أنزل الله تعالى الطوفان، فرفعت تلك الياقوتة حتى بعث الله تعالى ابراهيم الخليل ع فبناه، فذلك قوله تعالى: | |||
«وإذْ بَوَّأْنا لِإبْراهِيمَ مَكانَ البَيْتِ». | |||
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: وضع الله تعالى البيت مع آدم، فكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض، فكانت الملائكة تهابه، فنقص إلى ستين ذراعا، فحزن آدم إذ فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم، فشكا ذلك إلى الله، فقال الله: يا آدم، إني أهبطت لك بيتا تطوف به كما يطاف حول عرشي، وتصلي عنده كما يصلى عند عرشي فانطلق اليه آدم ع، فخرج ومد له في خطوه، فكان بين كل خطوة مفازة، فلم تزل تلك المفاوز بعد ذلك، فاتى آدم ع البيت، فطاف به ومن بعده من الأنبياء | |||
}} | |||
===ابن سعد=== | ===ابن سعد=== |