Editor، محررون، recentchangescleanup
١١٢
تعديل
إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم
[مراجعة منقحة] | [مراجعة منقحة] |
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
(٣ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة) | |||
سطر ١: | سطر ١: | ||
من المُسَلَّم به لدى المسلمين والأكاديميين الغربيين أن | من المُسَلَّم به لدى المسلمين والأكاديميين الغربيين أن التنوين والحركات الإعرابية القصيرة في أواخر الكلمات هي جزء أصيل من لغة القرآن ولغة العرب المحكية في الجاهلية وفي قرون الإسلام الأولى، وينعكس هذا الاعتقاد جلياً في الكيفية التي يتلو بها المسلمون القرآن ويقرأون الحديث، وكذلك ينعكس في الأفلام والمسلسلات التي تدور أحداثها في تلك الحقبة مثل فيلم الرسالة والذي فيه يتحدث الممثلون بالحركات الإعرابية وينطقون كل الهمزات. وهذا الاعتقاد يعززه أيضاً ادعاء علماء المسلمين بأن القراءات العشر بما فيها قراءة حفص – وهي الشائعة بين المسلمين اليوم – قد وصلتنا بأدق تفاصيلها بالتواتر عن الرسول، وتتفق القراءات العشر على استخدام الحركات الإعرابية القصيرة ولكن تختلف في درجة نطق الهمزات، وقراءة حفص هي من أكثر القراءات العشر نطقاً للهمزة، ولشيوع قراءة حفص في القرون الأخيرة صار نطق الهمزة في كل الكلمات من سمات العربية الفصحى. | ||
ولكن الدراسات الأكاديمية الحديثة، والتي تصدرها الباحثان أحمد الجلاد ومارين فان بوتن، أثبتت أن لغة القرآن وأهل الحجاز قد خلت من خاصيتين رئيسيتين من خصائص الفصحى: الحركات الإعرابية القصيرة، والهمز. وقد توصل الباحثان لهذه النتيجة من خلال: | ولكن الدراسات الأكاديمية الحديثة، والتي تصدرها الباحثان أحمد الجلاد ومارين فان بوتن، أثبتت أن لغة القرآن وأهل الحجاز قد خلت من خاصيتين رئيسيتين من خصائص الفصحى: الحركات الإعرابية القصيرة، والهمز. وقد توصل الباحثان لهذه النتيجة من خلال: | ||
سطر ٨: | سطر ٨: | ||
أطلق الباحثان على اللغة الأصلية للقرآن وأهل الحجاز اسم "الحجازية القديمة". | أطلق الباحثان على اللغة الأصلية للقرآن وأهل الحجاز اسم "الحجازية القديمة". | ||
<center><youtube>m5cZSAXN02M</youtube></center> | |||
== خصائص الحجازية القديمة == | == خصائص الحجازية القديمة == | ||
سطر ١٥٢: | سطر ١٥٥: | ||
== بردية دمشق == | == بردية دمشق == | ||
تم اكتشاف هذه البردية في المسجد الأموي عام 1900، وتعود هذه البردية إلى القرن الهجري الثالث وهي تحوي ترجمة عربية لجزء بسيط من سفر المزامير في التوراة، وهذه الترجمة مكتوبة بالأبجدية اليونانية. وقد تناول أحمد الجلاد هذه البردية بالتفصيل في كتابه [https://www.academia.edu/43189829/Al_Jallad_2020_The_Damascus_Psalm_Fragment_Middle_Arabic_and_the_Legacy_of_Old_%E1%B8%A4ig%C4%81z%C4%AB_w_a_contribution_by_R_Vollandt The Damascus Psalm Fragment] | |||
=== الخصائص اللغوية لبردية دمشق: === | === الخصائص اللغوية لبردية دمشق: === | ||
سطر ٢٥٧: | سطر ٢٦٠: | ||
=== نص بردية دمشق === | === نص بردية دمشق === | ||
يحتوي النص على جمل ركيكة وصعبة الفهم وسبب ذلك أن النص العربي المكتوب بأحرف يونانية هو ترجمة حرفية من النص الأصلي | يحتوي النص على جمل ركيكة وصعبة الفهم وسبب ذلك أن النص العربي المكتوب بأحرف يونانية هو ترجمة حرفية من النص الأصلي للتوراة المكتوب باليونانية<ref>المرجع السابق ص46</ref>، أي أن ترتيب الكلمات مطابق لترتيبها في النص الأصلي اليوناني. | ||
بتحويل الأحرف اليونانية إلى ما يقابلها في الإنجليزية يكون نص البردية كما يلي: | بتحويل الأحرف اليونانية إلى ما يقابلها في الإنجليزية يكون نص البردية كما يلي: | ||
سطر ٣٣٨: | سطر ٣٤١: | ||
== البرديات العربية-العبرية == | == البرديات العربية-العبرية == | ||
وهي برديات عربية مكتوبة بأحرف عبرية. تعود بعض هذه البرديات إلى القرون الهجرية الثلاثة الأولى، ومصدرها من مصر. يقول الباحثان بلاو وهوبكنز مؤلفا كتاب مخصص عن هذ البرديات: | وهي برديات عربية مكتوبة بأحرف عبرية. تعود بعض هذه البرديات إلى القرون الهجرية الثلاثة الأولى، ومصدرها من مصر. يقول الباحثان بلاو وهوبكنز مؤلفا [https://www.academia.edu/38210910/Joshua_Blau_and_Simon_Hopkins_Judaeo-Arabic_Papyri_Collected_Edited_Translated_and_Analysed_Jerusalem_Studies_in_Arabic_and_Islam_vol._9_1987_87-160 كتاب مخصص عن هذ البرديات]: | ||
((عربية هذه البرديات فقدت الحركات الإعرابية؛ فلو كان التنوين موجوداً فلا شك بأنه كان سيكتب كنون في آخر الكلمة، وما يؤكد ذلك أن هذه النصوص مكتوبة بشكل يطابق النطق بعيداً عن أي تأثير لقواعد الإملاء العربي (مثل أن التنوين لا يُكتب)، ولذلك حين تُكتب كلمة مثل "جداً" بألف في آخرها فهذا معناه أن الكلمة تُنطق في آخرها بألف بدون وجود التنوين.)) | ((عربية هذه البرديات فقدت الحركات الإعرابية؛ فلو كان التنوين موجوداً فلا شك بأنه كان سيكتب كنون في آخر الكلمة، وما يؤكد ذلك أن هذه النصوص مكتوبة بشكل يطابق النطق بعيداً عن أي تأثير لقواعد الإملاء العربي (مثل أن التنوين لا يُكتب)، ولذلك حين تُكتب كلمة مثل "جداً" بألف في آخرها فهذا معناه أن الكلمة تُنطق في آخرها بألف بدون وجود التنوين.))<ref>Blau and Hopkins, Judaeo-Arabic papyri, 1987, p.154</ref> | ||
تخلو الأبجدية العبرية من الحركات القصيرة (الضمة والفتحة والكسرة) ولكن يتم أحياناً استخدام أحرف الحركات الطويلة (الألف والواو والياء) للتعبير عن الحركات القصيرة. كما أن الفتحة الطويلة (الألف) غالباً لا تُكتب في العبرية. وعلى الرغم من هذا القصور في الأبجدية العبرية فإن هذه النصوص العربية المكتوبة بالعبرية تبين غياب التنوين والحركات الإعرابية لأن التنوين لا يُكتب كنون ولأن التاء المربوطة تُكتب هاءً مما يعني غياب الحركات الإعرابية التي تحول التاء المربوطة إلى تاء. كمثال على ذلك ترد في أحد البرديات العبارة التالية مكتوبة بأحرف عبرية: | تخلو الأبجدية العبرية من الحركات القصيرة (الضمة والفتحة والكسرة) ولكن يتم أحياناً استخدام أحرف الحركات الطويلة (الألف والواو والياء) للتعبير عن الحركات القصيرة. كما أن الفتحة الطويلة (الألف) غالباً لا تُكتب في العبرية. وعلى الرغم من هذا القصور في الأبجدية العبرية فإن هذه النصوص العربية المكتوبة بالعبرية تبين غياب التنوين والحركات الإعرابية لأن التنوين لا يُكتب كنون ولأن التاء المربوطة تُكتب هاءً مما يعني غياب الحركات الإعرابية التي تحول التاء المربوطة إلى تاء. كمثال على ذلك ترد في أحد البرديات العبارة التالية مكتوبة بأحرف عبرية: | ||
سطر ٣٤٦: | سطر ٣٤٩: | ||
"ونحن في عافية والله محمود على ذلك" | "ونحن في عافية والله محمود على ذلك" | ||
ונחן פי עפיה ואלה מחמוד עלא דלך | ונחן פי עפיה ואלה מחמוד עלא דלך<ref>Joshua Blau, [https://www.academia.edu/10334155/A_Handbook_of_Early_Middle_Arabic_by_Prof_Joshua_Blau A handbook of early Middle Arabic], 2002, p.140</ref> | ||
بتحويل الأحرف العبرية إلى ما يقابلها بالعربية فإن العبارة قد كُتبت هكذا: | بتحويل الأحرف العبرية إلى ما يقابلها بالعربية فإن العبارة قد كُتبت هكذا: | ||
سطر ٣٥٩: | سطر ٣٦٢: | ||
بالإضافة إلى فقدان الحركات الإعرابية القصيرة والتنوين، تحتوي البرديات العربية-العبرية العائدة إلى القرون الهجرية الثلاثة الأولى تحتوي أيضاً على الخصائص التالية: | بالإضافة إلى فقدان الحركات الإعرابية القصيرة والتنوين، تحتوي البرديات العربية-العبرية العائدة إلى القرون الهجرية الثلاثة الأولى تحتوي أيضاً على الخصائص التالية: | ||
1- فقدان الهمزة في الكثير من الكلمات. | 1- فقدان الهمزة في الكثير من الكلمات<ref>Blau and Hopkins, [https://www.academia.edu/38210910/Joshua_Blau_and_Simon_Hopkins_Judaeo-Arabic_Papyri_Collected_Edited_Translated_and_Analysed_Jerusalem_Studies_in_Arabic_and_Islam_vol._9_1987_87-160 Judaeo-Arabic Papyri], 1987, p.126</ref>. | ||
مثال: | مثال: | ||
سطر ٣٧٤: | سطر ٣٧٧: | ||
2- الاسم المنوَّن المفتوح يُنطق آخره بالألف (الفتحة الطويلة). | |||
2- الاسم المنوَّن المفتوح يُنطق آخره بالألف (الفتحة الطويلة)<ref>Blau and Hopkins, Judaeo-Arabic Papyri, 1987, p. 149</ref>. | |||
كُتبت كلمة "وأيضاً" هكذا: | كُتبت كلمة "وأيضاً" هكذا: | ||
سطر ٣٨٧: | سطر ٣٩١: | ||
3- هاء الغائب تكون ساكنة (ـهْ) وتتحرك بالضم في الجمع ولا تتحرك بالكسر. | |||
3- هاء الغائب تكون ساكنة (ـهْ)<ref>Ibid, p.151</ref> وتتحرك بالضم في الجمع ولا تتحرك بالكسر<ref>Ibid, p.152</ref>. | |||
وردت كلمة "ولده" مكتوبة بسكون الهاء بدلاً من صيغة الفصحى التي تُنطق "ولدهو": | وردت كلمة "ولده" مكتوبة بسكون الهاء بدلاً من صيغة الفصحى التي تُنطق "ولدهو": | ||
سطر ٤٠٢: | سطر ٤٠٧: | ||
4- فقدان إعراب الأفعال الخمسة حيث لا تظهر النون. | |||
4- فقدان إعراب الأفعال الخمسة حيث لا تظهر النون<ref>Ibid, p.155</ref>. | |||
ورد الفعل "يهربوا" مكتوباً هكذا: | ورد الفعل "يهربوا" مكتوباً هكذا: |