إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم

ماريا القبطية

من ویکی اسلام
مراجعة ٠٠:٥٨، ٢٣ فبراير ٢٠٢٣ بواسطة Asmith (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

كانت ماريا القبطية إحدى خليلات محمد. وبالرغم من أنّها اعتُبرت "أمّ المؤمنين"، إلّا أنّها لم تكن قط زوجةً لمحمد بحسب المصادر التاريخية المعترف بها من قبل الإسلام السني التقليدي[١][٢]. وبحسب السيرة، فقد أُعطيت له كهدية من قِبل البطريرك المصري المسيحي. وبحسب الحديث والسيرة، حرّض جمالها ورغبة محمد بها غيرة زوجاته، وبالأخصّ حفصة وعائشة. وبحسب التقليد الإسلاميّ، فقد تسببت غيرتهما وإجابة محمد على ذلك بعددٍ من "الإيحاءات" لأكثر من آية قرآنية. وبحسب معظم العلماء التقليديين، فهي بقيت من العبيد حتى وفاة الرسول بالرغم من أنّها أسلمت وحملت ابناً لمحمد مات في ما بعد. تقارن المصادر التقليدية تسريها بتسري هاجر لإبراهيم، وكان اسم الولد الذي أنجبته ماريا إبراهيم. وبحسب المصادر الإسلامية التقليدية، لو عاش ابنها إبراهيم، لكان نبياً أيضاً.


حياتها قبل محمد

لم يعرف الكثير عن حياة ماريا قبل أن يتمّ إهداؤها لمحمد. وبحسب المصادر التقليدية، فهي ابنة رجل اسمه شمعون من قرية حفن في منطقة أنسينا. وبحسب المصادر نفسها، فقد أُهديت إلى محمد إلى جانت أختها شرين، لكن محمد أجبر على الاختيار بينهما بسبب الشريعة التي تمنع الرجل من ممارسة علاقات جنسية متزامنة مع امرأة وأختها، واختار ماريا لجمالها الفاتن بينما أعطى أختها للشاعر حسن بن ثابت[٣].

إهداؤها لمحمد وإسلامها

بحسب المصادر التقليدية، فقد أرسل محمد رسائل لرؤوس عدة من القوى في الشرق الأوسط داعياً إياهم بالانضمام إلى الإسلام بعد صلح الحديبية. وأُرسلت إحدى الرسائل إلى المقوقس الذي لا يمكن التعرف عليه تلقائياً كشخصية تاريخية ولكن يبدو أنّه البطريرك كيرس الملكاني في مصر[٤]. ويتبيّن إنّه لم يقبل الدعوى إلى الإسلام، ولكنّه أرسل ماريا وأختها شرين كإجابة على الرسالة. ولم تثر فكرة أنّ بطريرك مسيحي قد يرسل فتيات مسيحيات كعبيد جنس إلى هذا الزنديق الغامض والغريب وغير المعروف سابقاً في شبه الجزيرة العربية استغراب أيّ من الأطراف. لا يوجد أي تأكيد على أي من أجزاء هذه القصة في الروايات للمسلمين أو غير المسلمين المعاصرين للقرن السابع، أمّا القصة نفسها فهي لا تظهر إلّا في السيرة والتفسير وأدب الحديث الذين كتبوا بعد أكثر نت مئة سنة على حدوث القصة. ففي طريقها إلى المدينة، أسلمت ماريا. وعند وصولها مع أختها إلى المدينة، أجبر محمد على الاختيار بينهما بسبب الشريعة التي تمنع الرجل من ممارسة علاقات جنسية متزامنة مع امرأة وأختها، فاختار بذلك ماريا لجمالها الفاتن. ولم يتزوجها النبي، بل أبقاها كجارية أو سرية له، أي عبدة جنس. وكان النبي مسحوراً بها للغاية، فأعطاها بيت في الجزء العلوي من المدينة ويُزعم بأنّه لا يزال موجوداً حتى يومنا هذا[٥].

الفضيحة مع زوجات محمد والوحي القرآني

بحسب عدد من التفسيرات وأحاديث، فإنّ أوّل 6 آيات من سورة التحريم أنزلت على محمد بعد حصول فضيحة جنسية في منزله. وبحسب القراءة التقليدية، تحذّر الآيات زوجات محمد وتأمره بتحقيق رغباته كما سمح له الله بذلك:

يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِى مَرْضَاتَ أَزْوَٰجِكَ ۚ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ قَدْ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَٰنِكُمْ ۚ وَٱللَّهُ مَوْلَىٰكُمْ ۖ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِىُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَٰجِهِۦ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِۦ وَأَظْهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُۥ وَأَعْرَضَ عَنۢ بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتْ مَنْ أَنۢبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِىَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوْلَىٰهُ وَجِبْرِيلُ وَصَٰلِحُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۖ وَٱلْمَلَٰٓئِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُۥٓ أَزْوَٰجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَٰتٍ مُّؤْمِنَٰتٍ قَٰنِتَٰتٍ تَٰٓئِبَٰتٍ عَٰبِدَٰتٍ سَٰٓئِحَٰتٍ ثَيِّبَٰتٍ وَأَبْكَارًا يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ قُوٓا۟ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ

وإنّ فضيحة نوم محمد مع ماريا مشروحة في تفسير الجلالين لسورة التحريم الآيات 1-3:

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَاۤ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِی مَرۡضَاتَ أَزۡوَ ٰ⁠جِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [التحريم ١]

سُورَة التَّحْرِيم [ مَدَنِيَّة وآياتها اثْنَتا عَشْرَة آيَة ] ﴿يا أيّها النَّبِيّ لِمَ تُحَرِّم ما أحَلَّ اللَّه لَك﴾ مِن أمَتك مارِيَا القِبْطِيَّة لَمّا واقَعَها فِي بَيْت حَفْصَة وكانَتْ غائِبَة فَجاءَتْ وشَقَّ عَلَيْها كَوْن ذَلِكَ فِي بَيْتها وعَلى فِراشها حَيْثُ قُلْت: هِيَ حَرام عَلَيَّ ﴿تَبْتَغِي﴾ بِتَحْرِيمِها ﴿مَرْضاة أزْواجك﴾ أيْ رِضاهُنَّ ﴿واللَّه غَفُور رَحِيم﴾ غَفَرَ لَك هَذا التَّحْرِيم ﴿قَدۡ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمۡ تَحِلَّةَ أَیۡمَـٰنِكُمۡۚ وَٱللَّهُ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ﴾ [التحريم ٢] ﴿قَدْ فَرَضَ اللَّه﴾ شَرَعَ ﴿لَكُمْ تَحِلَّة أيْمانكُمْ﴾ تَحْلِيلها بِالكَفّارَةِ المَذْكُورَة فِي سُورَة "المائِدَة" ومِن الأَيْمان تَحْرِيم الأَمَة وهَلْ كَفَّرَ صلى الله عليه وسلم ؟ قالَ مُقاتِل: أعْتَقَ رَقَبَة فِي تَحْرِيم مارِيَا وقالَ الحَسَن: لَمْ يُكَفِّر لِأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم مَغْفُور لَهُ ﴿واللَّه مَوْلاكُمْ﴾ ناصِركُمْ ﴿وَإِذۡ أَسَرَّ ٱلنَّبِیُّ إِلَىٰ بَعۡضِ أَزۡوَ ٰ⁠جِهِۦ حَدِیثࣰا فَلَمَّا نَبَّأَتۡ بِهِۦ وَأَظۡهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَیۡهِ عَرَّفَ بَعۡضَهُۥ وَأَعۡرَضَ عَنۢ بَعۡضࣲۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتۡ مَنۡ أَنۢبَأَكَ هَـٰذَاۖ قَالَ نَبَّأَنِیَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡخَبِیرُ﴾ [التحريم ٣]

﴿و﴾ اذْكُرْ ﴿إذْ أسَرَّ النَّبِيّ إلى بَعْض أزْواجه﴾ هِيَ حَفْصَة ﴿حَدِيثًا﴾ هُوَ تَحْرِيم مارِيَا وقالَ لَها لا تُفْشِيه ﴿فَلَمّا نَبَّأَتْ بِهِ﴾ عائِشَة ظَنًّا مِنها أنْ لا حَرَج فِي ذَلِكَ ﴿وأَظْهَرَهُ اللَّه﴾ أطْلَعَهُ ﴿عَلَيْهِ﴾ عَلى المُنَبَّأ بِهِ ﴿عَرَّفَ بَعْضه﴾ لِحَفْصَةَ ﴿وأَعْرَضَ عَنْ بَعْض﴾ تَكَرُّمًا مِنهُ ﴿فَلَمّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَن أنْبَأَك هَذا قالَ نَبَّأَنِي العَلِيم الخَبِير﴾ أيْ اللَّه
تفسير الجلالين للقرآن 66 الآيات 1-3

كما يشار في التفسير أعلاه، بحسب القصة المنقولة من عدة أحاديث وتفسيرات فقد تمّ الإمساك بمحمد بالجرم المشهود يقيم علاقة مع ماريا في منزل حفصة. وقال محمد لحفصة إنّه لن يفعلها مرة أخرى وتوسّل إليها بألّا تخبر عائشة، لكنّها لم تطعه وأخبرتها على كلّ حال. والله أنزل السورة 66-1 من القرآن لمعاقبة محمد على حرمانه لنفسه من ماريا. وغير راضٍ بسماحه لمحمد بممارسة الجنس مع جاريته في منزل حفصة فحسب، عاقب الله زوجاته كذلك وهددهنّ بنار جهنّم لعدم إطاعتهن لزوجهنّ:

﴿إِن تَتُوبَاۤ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ وَإِن تَظَـٰهَرَا عَلَیۡهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِیلُ وَصَـٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۖ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ بَعۡدَ ذَ ٰ⁠لِكَ ظَهِیرٌ﴾ [التحريم ٤]

﴿إنْ تَتُوبا﴾ أيْ حَفْصَة وعائِشَة ﴿إلى اللَّه فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبكُما﴾ مالَتْ إلى تَحْرِيم مارِيَا أيْ سَرَّكُما ذَلِكَ مَعَ كَراهَة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لَهُ وذَلِكَ ذَنْب وجَواب الشَّرْط مَحْذُوف أيْ تَقَبُّلًا وأَطْلَقَ قُلُوب عَلى قَلْبَيْنِ ولَمْ يُعَبِّر بِهِ لِاسْتِثْقالِ الجَمْع بَيْن تَثْنِيَتَيْنِ فِيما هُوَ كالكَلِمَةِ الواحِدَة ﴿وإنْ تَظاهَرا﴾ بِإدْغامِ التّاء الثّانِيَة فِي الأَصْل فِي الظّاء وفِي قِراءَة بِدُونِها تَتَعاوَنا ﴿عَلَيْهِ﴾ أيْ النَّبِيّ فِيما يَكْرَههُ ﴿فَإنَّ اللَّه هُوَ﴾ فَصْل ﴿مَوْلاهُ﴾ ناصِره ﴿وجِبْرِيل وصالِح المُؤْمِنِينَ﴾ أبُو بَكْر وعُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُما مَعْطُوف عَلى مَحَلّ اسْم إنْ فَيَكُونُونَ ناصِرِيهِ ﴿والمَلائِكَة بَعْد ذَلِكَ﴾ بَعْد نَصْر اللَّه والمَذْكُورِينَ ﴿ظَهِير﴾ ظُهَراء أعْوان لَهُ فِي نَصْره عَلَيْكُما ﴿عَسَىٰ رَبُّهُۥۤ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن یُبۡدِلَهُۥۤ أَزۡوَ ٰ⁠جًا خَیۡرࣰا مِّنكُنَّ مُسۡلِمَـٰتࣲ مُّؤۡمِنَـٰتࣲ قَـٰنِتَـٰتࣲ تَـٰۤىِٕبَـٰتٍ عَـٰبِدَ ٰ⁠تࣲ سَـٰۤىِٕحَـٰتࣲ ثَیِّبَـٰتࣲ وَأَبۡكَارࣰا﴾ [التحريم ٥]

﴿عَسى رَبّه إنْ طَلَّقَكُنَّ﴾ أيْ طَلَّقَ النَّبِيّ أزْواجه ﴿أنْ يُبَدِّلهُ﴾ بِالتَّشْدِيدِ والتَّخْفِيف ﴿أزْواجًا خَيْرًا مِنكُنَّ﴾ خَبَر عَسى والجُمْلَة جَواب الشَّرْط ولَمْ يَقَع التَّبْدِيل لِعَدَمِ وُقُوع الشَّرْط ﴿مُسْلِمات﴾ مُقِرّات بِالإسْلامِ ﴿مُؤْمِنات﴾ مُخْلِصات ﴿قانِتات﴾ مُطِيعات ﴿تائِبات عابِدات سائِحات﴾ صائِمات أوْ مُهاجِرات
تفسير الجلالين للقرآن 66 الآيتين 4-5

ويروي كذلك ابن كثير كيف أنزلت الآيات القرآنية ‏سورة التَّحۡرِيمِ 1 إلى 6 على محمد من الله بسبب منع محمد لنفسه من امتلاك علاقة مع ماريا بعد شكاوى حفصة وعائشة في ما يخصّ الموضوع:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ يَطَؤُهَا، فَلَمْ تَزَلْ بِهِ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ حَتَّى حَرَّمها، فَأَنْزَلَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ﴾ ؟ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنِي زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَصَابَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ فِي بَيْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَقَالَتْ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، فِي بَيْتِي وَعَلَى فِرَاشِي؟! فَجَعَلَهَا عَلَيْهِ حَرَامًا فَقَالَتْ: أيْ رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَحْرُم عَلَيْكَ الْحَلَالُ؟ فَحَلَفَ لَهَا بِاللَّهِ لَا يُصِيبُهَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ﴾
تفسير ابن كثير للقرآن 66 الآيات 1-3

والجارية في هذه الحالة هي ماريا. فبحسب التقليد، أرسل الله ردّاً على ذلك سورة التحريم. شعرت حفصة بحزن شديد من هذا الأمر وأخبرت عائشة التي وبخت النبي أيضًا على شهيته الجنسية وقسوته تجاه حفصة.

أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَرَمِيٌّ - هُوَ لَقَبُهُ - قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ يَطَؤُهَا فَلَمْ تَزَلْ بِهِ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ حَتَّى حَرَّمَهَا عَلَى نَفْسِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏{‏ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ‏}‏ إِلَى آخِرِ الآيَةِ ‏.‏

وكما يقال في موسوعة الإسلام، توجد روايات أخرى حول هذه الآيات، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار مدى سوء الرواية الأساسية في تصويرها لمحمد، من غير المرجّح إنّ أي من البدائل كان بهذه الأهمية. فالرواية المذكورة أعلاه تبدو وكأنّها الأقدم، والروايات الأخرى لم تكن سوى فبركات هدفها حماية سمعة النبي[٦].

فضيحة اتّهام ماريا بالزنا مع ابن عمّها وإعدامه

بعد وفاة خديجة، اتّخذ محمد لنفسه حوالى 16 (+/-) زوجة وجارية، لكنهنّ لم ينجبن له أيّ أطفال. إلا أنّ ماريا أنجبت له فتىً صغير بعد فترة قصيرة من إعطائها له كجارية؛ وبسبب عدم إنجاب أيّ من شركاء محمد، سرت إشاعة مفادها إنّ ابن عمّ ماريا "مابور" الذي أعطي كعبدٍ لمحمد كذلك هو الذي أخصب ماريا. وعندما سمع محمد بهذه الإشاعات، أمر بقتل مابور من دون أيّ محاكمة وهي ما تفرضه الشريعة في حالة مماثلة مع أيّ شخص آخر، وبما أنّ هذه الحالة تتصف بالزنا في ما بين عبدين غير متزوجين يكون الجزاء 50 جلدة ولا الموت.

حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلاً، كَانَ يُتَّهَمُ بِأُمِّ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ ‏ "‏ اذْهَبْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ ‏"‏.‏ فَأَتَاهُ عَلِيٌّ فَإِذَا هُوَ فِي رَكِيٍّ يَتَبَرَّدُ فِيهَا فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ اخْرُجْ ‏.‏ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَخْرَجَهُ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ فَكَفَّ عَلِيٌّ عَنْهُ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمَجْبُوبٌ مَا لَهُ ذَكَرٌ
حدثني علي بن حمشاذ العدل ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا الحسن بن حماد سجادة ، حدثني يحيى بن سعيد الأموي ، ثنا أبو معاذ سليمان بن الأرقم الأنصاري ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : أهديت ماريا إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومعها ابن عم لها ، قالت : فوقع عليها وقعة فاستمرت حاملا ، قالت : فعزلها عند ابن عمها ، قالت : فقال أهل الإفك والزور : من حاجته إلى الولد ادعى ولد غيره ، وكانت أمه قليلة اللبن فابتاعت له ضائنة لبون فكان يغذى بلبنها ، فحسن عليه لحمه ، قالت عائشة - رضي الله عنها - : فدخل به على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ذات يوم فقال : " كيف ترين ؟ " فقلت : من غذي بلحم الضأن يحسن لحمه ، قال : " ولا الشبه " ، قالت : فحملني ما يحمل النساء من الغيرة أن قلت : ما أرى شبها قالت : وبلغ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ما يقول الناس فقال لعلي : " خذ هذا السيف فانطلق فاضرب عنق ابن عم ماريا حيث وجدته ".

إلّا أنّ محمد أكمل بغيرته تلك، وكان على الملاك جبريل أن ينزل ليؤكد له إنّ إبراهيم هو ابنه فعلاً:

وقال الطبراني‏:‏ حدثني محمد بن عمرو بن خالد الحراني، حدثنا أبي، حدثنا ابن لهيعة عن يزيد ابن أبي حبيب وعقيل عن الزُّهري، عن أنس قال‏:‏ لما ولدت ماريا إبراهيم كاد أن يقع في النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم منه شيء حتَّى نزل جبريل عليه السلام فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏السلام عليك يا أبا إبراهيم‏)‏‏)‏‏.‏

بالإضافة إلى قتل محمد لمابور خارج القانون وبالتعارض مع الشريعة، ما فعله الأوّل تجاه ماريا يعتبر قذفاً في محكمة الشريعة الإسلامية ويحاسب عليه نظرياً بالجلد، مثلما حدث في حادثة الإفك مع عائشة. فهذه المسألة تشير إلى أمثلة مثيرة للاهتمام عن الرسول وهو يخالف ما سيتمّ تقنينه كـ "الشريعة الإسلامية".

الابن الذي ولدته للرسول

بحسب السيرة والحديث، ماريا هي أمّ ولد للرسول، أي أنّها ولدت له طفلاً ذكراً. سمّي الابن الذي ولدته "إبراهيم"، على اسم النبي إبراهيم. توفي الولد وهو في عمر مبكرٍ جداً يناهز السنة والنصف بعد ولادته، ويُقال إنّ الرسول بكى على موته. ووفقًا للمصادر التقليدية، فقد توفي أثناء كسوف، بالإضافة إلى حقيقة أنه مات قبل 5 أشهر فقط من وفاة والده في العاشر من شوال عام 10 هـ أو 27 يناير عام 623 م[٧]. يشير أكثر من حديث إلى أنّه كان ليصبح نبياً لو أنّه كبر ووصل إلى سنّ الرشد. ويشير الحديث كذلك إلى أنّ موته كان ضرورياً لأنّ محمد هو "خاتم النبيين"[٨]. ويتماشى هذا أيضًا مع الآية القرآنية الشهيرة سورة الأحزاب (سورة 33) الآية 40.

مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۦنَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمًا

بذلك، وفقًا لهذه الآية، لم يكن من الممكن أن يعيش إبراهيم لأن محمد ليس أبا لأي من رجال المؤمنين.

التأثير على الشريعة الإسلامية والمجتمع

إن استغلال النبي لماريا جنسياً، مثل كل جانب من جوانب حياة الرسول، يقدم مثالاً للمسلمين اللاحقين ومبرراً دينياً للاستغلال الجنسي للعبيد من قبل الرجال المسلمين[٩]. كان استغلالها الجنسي من قبل محمد استمراراً لممارسة العرب الوثنيين واستمرّت به الإمبراطوريات والحركات الإسلامية اللاحقة[١٠]، حتى يومنا هذا مع تنظيم داعش الإرهابي الذي اتخذ الفتيات اليزيديات في العراق كعبيد جنس على النموذج النبوي. نظرًا لأن ماريا أنجبت أيضًا ولداً لمحمد، وكانت "أم ولد"، فقد كانت قصتها جزءًا لا يتجزأ من الخطاب الإسلامي اللاحق حول مكانة أبناء العبيد في المجتمعات الإسلامية (على الرغم من أن فقهاء المذاهب السنية الأربعة لا يستشهدون بمَثَلها على أنه "نص إثبات")[١١]. فيما شكلت الإغارة على العبيد الجنسيين جزءًا كبيرًا من مشروع بناء الثروة الذي قامت به الخلافة والإمبراطوريات الإسلامية اللاحقة مثل الأمويين والعباسيين والعديد من الآخرين، انتشر عدد الأطفال المولودين للنساء العبيد بسرعة في المجتمع الإسلامي. كان هناك الكثير من أبناء المحظيات في المجتمع الإسلامي لدرجة أن العديد من المتنافسين على عرش الخلافة انتهى بهم الأمر لأن يكونوا أبناء العبيد. كان الخلفاء الراشدون والأمويون الأوائل رجالًا عربًا أحرارًا، ولكن في 740 قدم زيد بن علي محاولة فاشلة للخلافة، وكان ابن امرأة من العبيد. استخدم خصمه نسبه باعتباره ابنًا لعبدة جنس للسخرية منه والاستخفاف به، مدعيًا أن ولادته لامرأة غير حرة حرمته من العرش[١٢]. ومع ذلك، بحلول عام 744، أصبح يزيد الثالث أول خليفة يولد من أم جارية. بعد ذلك، كان الخلفاء الأمويون الثلاثة الذين تلوا ومعظم الخلفاء العباسيين أبناء محظيات. في حججه حول سبب استحقاق ابن أمة مثله للخليفة، أشار زيد بن علي بشكل كبير إلى إسماعيل وهاجر. تشبه سيرة هاجر من خلال العديد من أوجه الشبه سيرة ماريا. كلاهما من مصر، وكلاهما من محظيات الأنبياء، وكلاهما عانى من غيرة من الزوجة (أو الزوجات) الشرعية النبي، وكلاهما ولدوا أبناء للنبي، واسم ابن ماريا هو اسم زوج هاجر. كان الخلفاء اللاحقون وأبناء المحظيات الآخرون يحتجون بإرث ماريا وابنها إبراهيم، الذي ربما كان نبيًا آخر، لتبرير مكانهم في المجتمع الإسلامي[١٣].

نظرًا لأن ماريا كانت أمًا لولد النبي، وبما أن المفهوم اكتسب أهمية أكبر في المجتمع الإسلامي كأبناء محظيات، فقد تم استخدام مثال ماريا في الخطاب الإسلامي لمناقشة حقوق وامتيازات وواجبات أم الولد ونسلها في المجتمعات الإسلامية. على الرغم من ارتفاع أم الولد عن رتبة العبدة العادية، إلا أنها لا تزال من العبيد. للزوج أن يستغلها جنسياً متى شاء[١٤]، كما واصل محمد علاقته مع ماريا (وكما أمره الله بذلك). كان هناك بعض النقاش في المصادر الإسلامية مثل ابن كثير حول ما إذا كان يجب إطلاق سراح أمّ الولد. وقد وردت أحاديث عن أن محمد أطلق سراح ماريا بعد أن ولدت له إبراهيم[١٥]. استنتاج الشريعة الإسلامية هو أن هذا قد يكون حدث أو لا، ولكن إذا حدث ذلك، فقد تم ذلك من منطلق حب محمد الخاص لماريا ولا ينطبق على العبيد اللائي ينجبن الأطفال بشكل عام. ومع ذلك، فقد اعتُبر ابن أم ولد رجلاً حراً، لأن إبراهيم كان بالتأكيد حراً لو عاش حتى سن الرشد[١٦]. كما لا يجوز بيع أم ولد من قبل سيدها أو فصلها عن ابنها. يقدم المثال النبوي لمحمد وماريا مثالاً لأمّ الولد في سيرة الرسول نفسه، وستثبت منزلة ابنهما الرفيعة أنها أداة قوية في الخلافات حول مكانات نسل أم الولد في المجتمعات الإسلامية.

التاريخية

كما هو مذكور أعلاه، فإن قصة ماريا تعكس بعمق قصة هاجر محظية إبراهيم في الكتاب المقدس. وهي مثل هاجر مصرية، ويربط التقليد عددًا من أقوال النبي محمد بأن على المسلمين أن يعاملوا أقباط مصر بشكل جيد بناءً على حب النبي لماريا؛ توجد تقاليد حديثة مماثلة حول هاجر. مثل هاجر، أنجبت ماريا ابنًا لمحمد الذي لم يكن له ابن. حقيقة أن محمد كان لديه الكثير من الزوجات ولكن القليل جدًا من الأطفال في عصر كان يُعتبر فيه علامة على فضل الله للرجل أن ينجب العديد من الأطفال، لا بد أنه تسبب في إثارة الشكوك - وهذا على الأرجح هو سبب الآية القرآنية المذكورة أعلاه على وجه التحديد يذكر محمد بالاسم، وهو أمر غير معتاد في القرآن، ويذكر أنه ليس والد أي من رجال المؤمنين (مما أدى إلى نظرية أن الآية نفسها ربما تكون استيفاءً في النص بعد موت النبي). مثل هاجر، أصبحت ماريا من المؤمنين المتدينين برسالة نبيها، ومثلها مثل هاجر، أثارت ماريا الغيرة في أهل بيت النبي بسبب صغرها وخصوبتها في إنجاب ابن للنبي. دفعت هذه المتوازيات، بالإضافة إلى الارتباط الملائم لها ببعض الآيات القرآنية التي يصعب تفسيرها، ببعض العلماء إلى استنتاج أن ماريا إما لم تكن موجودة مطلقًا أو أن قصتها تم تزيينها بشكل لا يمكن التعرف عليه من خلال عناصر رفعت بالجملة من رواية هاجر. يؤكد الاقتران المستمر بين هاجر وماريا[١٧] في النقاشات الإسلامية اللاحقة حول مفهوم "أم ولد" في الشريعة الإسلامية على الصلة الوثيقة بين هاتين الشخصيتين.

بالإضافة إلى الروابط التوراتية مع هاجر، فإن التقليد يربط محمد بإبراهيم ارتباطًا وثيقًا. ففي سيرة ابن هشام / ابن إسحاق، قيل إن محمد لاحظ عند لقاء إبراهيم أنه الشخص الأكثر شبهًا به[١٨]. إن ولادة ماريا "لإبراهيم" تجعل الدائرة بأكملها كاملة فيما يتعلق بربط روايتها بسرد إبراهيم وهاجر. حتى اسمها له سوابق - في الشاهنامه (القصيدة الملحمية التي تصف حياة شهود ما قبل الإسلام في إيران) قدم الإمبراطور موريس (582-602 م) ابنته ماريا للزواج من الشاه الفارسي خسرو بارفيز (590- 628 م). انتهى به الأمر بتركها من أجل حب شبابه شيرين. إن السوابق الملكية لماريا مناسبة، مع الأخذ في الاعتبار كيف أنّه في وقت تجميع الروايات الإسلامية للسيرة والحديث النبوي، إن المطالبين المسلمين بعرش الخليفة يدعون النسب الملكية من خلال أمهاتهم العبيد ويستشهدون بمثال ماريا[١٩]. بالإضافة إلى كل ما سبق، فإن وفاة الشاب إبراهيم تبرز مكانة محمد كـ "خاتم النبيين"[٢٠]. بالنظر إلى التلميحات الأدبية والإنجيلية، من المحتمل جدًا أن ماريا في الواقع إما لم تكن موجودة أبدًا[٢١] أو أن التفاصيل الرئيسية لقصتها كانت زخرفة أدبية تهدف إلى تقوية ارتباط محمد بإبراهيم، وتوفير صلة بمحمد لشعب مصر، تبرير الأعراف حول "أم ولد" في الشريعة الإسلامية، والتأكيد على عقيدة خاتم الأنبياء، وتعزيز فكرة أن محمدًا "ليس أبًا لأي من رجال المؤمنين".

المراجع

  1. "Maria, the Copt: Prophet Muhammad's Wife or Concubine? | ICRAA.org", ICRAA.org.
  2. "Was Mariya al-Qibtiyya Ever a Wife of the Prophet Muhammad? - SeekersHub Answers", SeekersHub Answers.
  3. David Powers. Muhammad Is Not the Father of Any of Your Men: The Making of the Last Prophet. University of Pennsylvania Press. pp. 56. ISBN 978-0-8122-2149-7. OCLC 1037937026, 15 March 2011.
  4. The Encyclopaedia of Islam: Khe-Naz. Vol. 5-7. Brill. pp. 511. ISBN 978-90-04-08112-3. OCLC 1000117476, 1954.
  5. BRILL. The Encyclopedia of Islam, Volume 6, Fascicules 114a: Preliminary Matter and Binder. BRILL. pp. 575. ISBN 978-90-04-09358-4. OCLC 753138826, 1990.
  6. The Encyclopaedia of Islam: Mahk-Mid. Brill. pp. 575. OCLC 399624
  7. David Powers. Muhammad Is Not the Father of Any of Your Men: The Making of the Last Prophet. University of Pennsylvania Press. pp. 56. ISBN 978-0-8122-2149-7. OCLC 1037937026, 15 March 2011.
  8. ibid, 57
  9. Concubines and Courtesans: Women and Slavery in Islamic History. Oxford University Press. pp. 327. ISBN 978-0-19-062218-3. OCLC 1014474115, 2017.
  10. Clifford Edmund Bosworth. The Encyclopedia of Islam, Volume 6, Fascicules 107-108. Brill Archive. pp. 575. ISBN 978-90-04-09082-8. OCLC 60063572, 1 January 1989.
  11. Concubines and Courtesans: Women and Slavery in Islamic History. Oxford University Press. pp. 225. ISBN 978-0-19-062218-3. OCLC 1014474115, 2017.
  12. ibid, 238
  13. Ibid, 230
  14. Dictionary of the Middle Ages: Cabala-Crimea. Vol. 3. Scribner. pp. 527. ISBN 978-0-684-16760-2. OCLC 929425948, 1982.
  15. Hamilton Alexander Rosskeen Gibb; International Union of Academies. The Encyclopaedia of Islam: Volume X Fascicule 163-164. BRILL. pp. 857. ISBN 978-90-04-11056-4. OCLC 164878157, 1998.
  16. ibid, 857
  17. Concubines and Courtesans: Women and Slavery in Islamic History. Oxford University Press. pp. 228. ISBN 978-0-19-062218-3. OCLC 1014474115, 2017.
  18. "When Ibrahim (AS) Met Muhammad (SAW) | About Islam", About Islam.
  19. Kaj Öhrnberg. Mariya Al-qibtiyya Unveiled. Finnish Oriental Society. pp. 298. OCLC 28522109, 1984.
  20. David Powers. Muhammad Is Not the Father of Any of Your Men: The Making of the Last Prophet. University of Pennsylvania Press. pp. 57. ISBN 978-0-8122-2149-7. OCLC 1037937026, 15 March 2011.
  21. Kaj Öhrnberg. Mariya Al-qibtiyya Unveiled. Finnish Oriental Society. pp. 302. OCLC 28522109, 1984.