إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم

القرآن والحديث والعلماء: محمد والآيات الشيطانية

من ویکی اسلام
مراجعة ٠٥:٣٦، ٢٩ يناير ٢٠٢٣ بواسطة Asmith (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
التقليد الإسلامي ذاته
القرآن والحديث والسنة
التاريخ النصي للقرآن
محمد والآيات الشيطانيةفساد الكتب السابقة
محمد
محمد و القسممحمد والغنيمة
ما يحل لمحمد ولا يجوز للأمةمحمد والجهاد في سبيل اللهمحمد والأمر بالإعدام
محمد والرعب والإرهابمحمد والتعذيبمحمد والحرب
زوجات محمد ومحظياتهبشرة محمد البيضاءموت محمد
النساء
العزلالجمال والمكياجختان الإناثالحجاب
مهراغتصاب العبيد والأسرى والزوجاتالعنف ضد المرأةضرب الزوجة
الجهاد
التعايش السلمي
الجهاد الدفاعي
قتال غير المسلمينالجهاد (نصوص متنوعة)
المجاهدون
التحويل القسريالعلماء على الجهاد
غير المسلمين
الردةالملحدونأهل الكتاب
خصائص غير المسلمين‎صداقة مع غير المسلمين
متفرقات
عائشةالكحولالبترالحيوانات
بنو قريظةعلم الكونياتالخلق
الذمةالمحرماتاللواط
الجنةالنارالصحة والنظافةالجزيةالكذب والخداع
الشر والفسادالموسيقىزواج الأطفالالصور والتصوير
القدرالعقوباتالعنصريةالجنس
العبوديةالرجمآداب المرحاضالبول
السحر والتنجيمالزكاةتقاليد إسلامية رائعة وغريبة

وفقاً للاعتقاد الإسلامي السائد فإن القرآن لم يكن مجرد إلهام من الله إلى محمد بحيث يتلقى محمد المعاني من الله ويقوم محمد بتحويل المعاني إلى كلمات، بل القرآن هو كلام الله الحرفي الذي نطق به، وليس محمد سوى ناقل لهذا الكلام. وعلى الرغم من المكانة العالية للقرآن فإن التراث الإسلامي يحوي روايات مفادها أن بعض آيات القرآن كانت وسوسة من الشيطان؛ ففي الحادثة التي تعرف بالغرانيق والمذكورة في السير النبوية، فإن الشيطان قد وسوس لمحمد أثناء تلقيه وحياً من الله مما أدى إلى تغيير الوحي فكانت النتيجة آيات شركية تمجد اللات والعزى ومناة وهي أصنام كانت قريش تعبدها وتقول بأنها بنات الله. هذه الآيات الشيطانية نالت إعجاب قريش الذين طالما استاؤوا من انتقاد محمد لآلهتهم وأصنامهم ولقوله بأن آباء قريش وأجدادهم في النار، ولقيت هذه الآيات أيضاً استنكاراً من أتباع محمد الذين فاجأهم تبني محمد للشرك. ولكن محمداً تراجع عن هذه الآيات لاحقاً وأعلن بأنها من عمل الشيطان. اختلف علماء المسلمين في صحة الحادثة حيث شكك الكثير في وقوعها، ولكن بعض الأكاديميين يرون بأن هذه الحادثة تقدم تفسيراً ممتازاً لظهور "النسخ" في الإسلام الذي أدى إلى إبطال العمل بالعديد من التشريعات. وعلى كل حال فإن حادثة الغرانيق تذكرها العديد من المصادر الإسلامية بما في ذلك سيرة ابن إسحاق وتاريخ الطبري. أما صحيح البخاري فيذكر حادثة سجود أهل مكة جميعهم بعد نزول سورة النجم، ولكن البخاري لا يذكر الآيات الشيطانية.

القرآن

أَفَرَءَيْتُمُ ٱللَّٰتَ وَٱلْعُزَّىٰ وَمَنَوٰةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلْأُخْرَىٰٓ أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلْأُنثَىٰ تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰٓ
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِىٍّ إِلَّآ إِذَا تَمَنَّىٰٓ أَلْقَى ٱلشَّيْطَٰنُ فِىٓ أُمْنِيَّتِهِۦ فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلْقِى ٱلشَّيْطَٰنُ ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِى ٱلشَّيْطَٰنُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَٱلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَفِى شِقَاقٍۭ بَعِيدٍ

الحديث

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ سَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالنَّجْمِ وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ‏.‏ تَابَعَهُ ابْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَيُّوبَ‏.‏ وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ عُلَيَّةَ ابْنَ عَبَّاسٍ‏.‏

السيرة

الطبري

فكان رسول الله ص حريصا على صلاح قومه، محبا مقاربتهم بما وجد إليه السبيل، قد ذكر أنه تمنى السبيل الى مقاربتهم، لكان من أمره في ذلك ما حَدَّثَنا ابْنُ حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن يزيد بن زِيادٍ المَدَنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، قالَ: لَمّا راى رسول الله ص تَوَلِّي قَوْمِهِ عَنْهُ، وشَقَّ عَلَيْهِ ما يَرى مِن مَباعَدَتِهِمْ ما جاءَهُمْ بِهِ مِنَ اللَّهِ، تَمَنّى فِي نَفْسِهِ أنْ يَأْتِيَهُ مِنَ اللَّهِ ما يُقارِبُ بَيْنَهُ وبَيْنَ قَوْمِهِ، وكانَ يَسُرُّهُ مَعَ حُبِّهِ قَوْمَهُ، وحِرْصِهِ عَلَيْهِمْ أنْ يَلِينَ لَهُ بَعْضُ ما قَدْ غَلُظَ عَلَيْهِ مِن أمْرِهِمْ، حَتّى حَدَّثَ بِذَلِكَ نَفْسَهُ، وتَمَنّاهُ وأحَبَّهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ ﷿: «والنَّجْمِ إذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وما غَوى وما يَنْطِقُ عَنِ الهَوى»، فلما انتهى إلى قوله: «أفَرَأيْتُمُ اللّاتَ والعُزّى ومَناةَ الثّالِثَةَ الأُخْرى»، ألْقى الشَّيْطانُ عَلى لِسانِهِ، لَمّا كانَ يُحَدِّثُ بِهِ نَفْسَهُ، ويَتَمَنّى أنْ يَأْتِيَ بِهِ قَوْمَهُ: تلك الغرانيق العلا، وان شفاعتهن لترتجى، فَلَمّا سَمِعَتْ ذَلِكَ قُرَيْشٌ فَرِحُوا، وسَرَّهُمْ وأعْجَبَهُمْ ما ذكر به آلهتهم، فاصاخوا لَهُ- والمُؤْمِنُونَ مُصَدِّقُونَ نَبِيَّهُمْ فِيما جاءَهُمْ بِهِ عَنْ رَبِّهِمْ، ولا يَتَّهِمُونَهُ عَلى خَطَإٍ ولا وهْمٍ ولا زَلَلٍ- فَلَمّا انْتَهى إلى السَّجْدَةِ مِنها وخَتَمَ السُّورَةَ سَجَدَ فِيها، فَسَجَدَ المُسْلِمُونَ بِسُجُودِ نَبِيِّهِمْ، تَصْدِيقًا لِما جاءَ بِهِ، واتِّباعًا لأمْرِهِ، وسَجَدَ مَن فِي المَسْجِدِ مِنَ المُشْرِكِينَ مِن قُرَيْشٍ وغَيْرِهِمْ، لِما سَمِعُوا مِن ذِكْرِ آلِهَتِهِمْ، فَلَمْ يَبْقَ فِي المَسْجِدِ مُؤْمِنٌ ولا كافِرٌ إلّا سَجَدَ، إلّا الوَلِيدُ بْنُ المُغِيرَةِ، فَإنَّهُ كانَ شَيْخًا كَبِيرًا، فَلَمْ يَسْتَطِعِ السُّجُودَ، فَأخَذَ بِيَدِهِ حِفْنَةً مِنَ البَطْحاءِ فَسَجَدَ عَلَيْها، ثُمَّ تَفَرَّقَ النّاسُ مِنَ المَسْجِدِ، وخَرَجَتْ قُرَيْشٌ، وقَدْ سَرَّهُمْ ما سَمِعُوا مِن ذِكْرِ آلِهَتِهِمْ، يَقُولُونَ: قَدْ ذَكَرَ مُحَمَّدٌ آلِهَتَنا بِأحْسَنِ الذِّكْرِ، قَدْ زَعَمَ فِيما يَتْلُو: أنَّها الغَرانِيقُ العُلا، وأنَّ شَفاعَتَهُنَّ تُرْتَضى وبَلَغَتِ السَّجْدَةُ مَن بِأرْضِ الحَبَشَةِ مِن أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وقِيلَ: أسْلَمَتْ قُرَيْشٌ، فَنَهَضَ مِنهُمْ رِجالٌ، وتَخَلَّفَ آخَرُونَ، وأتى جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ ص، فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، ماذا صَنَعْتَ! لَقَدْ تَلَوْتَ عَلى النّاسِ ما لَمْ آتِكَ بِهِ عَنِ اللَّهِ ﷿، وقُلْتَ ما لَمْ يَقُلْ لَكَ! فَحَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ ص عِنْدَ ذَلِكَ حُزْنًا شَدِيدًا، وخافَ مِنَ اللَّهِ خَوْفًا كَثِيرًا، فَأنْزَلَ اللَّهُ ﷿- وكانَ بِهِ رَحِيمًا- يُعَزِّيهِ ويُخَفِّضُ عَلَيْهِ الأمْرَ، ويُخْبِرُهُ أنَّهُ لَمْ يَكُ قَبْلَهُ نَبِيٌّ ولا رَسُولٌ تَمَنّى كَما تَمَنّى، ولا أحَبَّ كَما أحَبَّ إلّا والشَّيْطانُ قَدْ ألْقى فِي أُمْنِيَّتِهِ، كَما القى على لسانه ص، فَنَسَخَ اللَّهُ ما ألْقى الشَّيْطانُ وأحْكَمَ آياتِهِ، أيْ فَإنَّما أنْتَ كَبَعْضِ الأنْبِياءِ والرُّسُلِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ ﷿: «وما أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِن رَسُولٍ ولا نَبِيٍّ إلّا إذا تَمَنّى ألْقى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ واللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ»، فَأذْهَبَ اللَّهُ ﷿ عَنْ نَبِيِّهِ الحَزَنَ، وآمَنَهُ مِنَ الَّذِي كانَ يَخافُ، ونَسَخَ ما ألْقى الشَّيْطانُ عَلى لِسانِهِ مِن ذِكْرِ آلِهَتِهِمْ: أنَّها الغَرانِيقُ العُلا وأنَّ شَفاعَتَهُنَّ تُرْتَضى، بِقَوْلِ اللَّهِ ﷿ حِينَ ذَكَرَ اللّاتَ والعُزّى ومَناةَ الثّالِثَةَ الأُخْرى:

«ألَكُمُ الذَّكَرُ ولَهُ الأُنْثى تِلْكَ إذًا قِسْمَةٌ ضِيزى» أي عوجاء، «إنْ هِيَ إلّا أسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أنْتُمْ وآباؤُكُمْ» - الى قوله- «لِمَن يَشاءُ ويَرْضى»، أيْ فَكَيْفَ تَنْفَعُ شَفاعَةُ آلِهَتِكُمْ عِنْدَهُ! فَلَمّا جاءَ مِنَ اللَّهِ ما نَسَخَ ما كانَ الشَّيْطانُ ألْقى عَلى لِسانِ نَبِيِّهِ، قالَتْ قُرَيْشٌ: نَدِمَ مُحَمَّدٌ عَلى ما ذَكَرَ مِن مَنزِلَةِ آلِهَتِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، فَغَيَّرَ ذَلِكَ وجاءَ بِغَيْرِهِ، وكانَ ذانِكَ الحَرْفانِ اللَّذانِ ألْقى الشَّيْطانُ عَلى لسان رسول الله ص قَدْ وقَعا فِي فَمِ كُلِّ مُشْرِكٍ، فازْدادُوا شَرًّا إلى ما كانُوا عَلَيْهِ، وشِدَّةً عَلى من اسلم واتبع رسول الله ص منهم، وأقْبَلَ أُولَئِكَ النَّفَرُ مِن أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ خَرَجُوا مِن أرْضِ الحَبَشَةِ لَمّا بَلَغَهُمْ مِن إسْلامِ أهْلِ مكة حين سجدوا مع رسول الله ص، حَتّى إذا دَنَوْا مِن مَكَّةَ، بَلَغَهُمْ أنَّ الَّذِي كانُوا تَحَدَّثُوا بِهِ مِن إسْلامِ أهْلِ مَكَّةَ كانَ باطِلًا، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنهُمْ أحَدٌ إلّا بِجِوارٍ، أوْ مُسْتَخْفِيًّا، فَكانَ مِمَّنْ قَدِمَ مَكَّةَ مِنهُمْ فَأقامَ بِها حَتّى هاجَرَ إلى المَدِينَةِ، فَشَهِدَ مَعَهُ بَدْرًا مِن بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنافِ بْنِ قُصَيٍّ، عُثْمانُ بن عفان ابن أبِي العاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، مَعَهُ امْرَأتُهُ رُقَيَّةُ بنت رسول الله ص، وأبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ مَعَهُ امْرَأتُهُ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ، وجَماعَةٌ أُخَرُ مَعَهُمْ، عَدَدُهُمْ ثَلاثَةٌ وثَلاثُونَ رَجُلًا. حدثني القاسم بن الحسن، قال: حدثنا الحسين بن داود، قال: حدثني حجاج، عن أبي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ ومُحَمَّدِ بن قيس، قالا: جلس رسول الله ص فِي نادٍ مِن أنْدِيَةِ قُرَيْشٍ، كَثِيرٍ أهْلُهُ، فتمنى يومئذ الا يَأْتِيَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْءٌ فَيَنْفِرُوا عَنْهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ ﷿: «والنَّجْمِ إذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وما غَوى»، فقرأها رسول الله ص حَتّى إذا بَلَغَ: «أفَرَأيْتُمُ اللّاتَ والعُزّى ومَناةَ الثّالِثَةَ الأُخْرى» ألْقى الشَّيْطانُ عَلَيْهِ كَلِمَتَيْنِ: تِلْكَ الغَرانِيقُ العُلا وإنَّ شَفاعَتَهُنَّ لَتُرْجى، فَتَكَلَّمَ بِهِما، ثُمَّ مَضى فَقَرَأ السُّورَةَ كُلَّها، فَسَجَدَ فِي آخِرِ السُّورَةِ، وسَجَدَ القَوْمُ مَعَهُ جَمِيعًا، ورَفَعَ الوَلِيدُ بْنُ المُغِيرَةِ تُرابًا إلى جَبْهَتِهِ، فَسَجَدَ عَلَيْهِ- وكانَ شَيْخًا كَبِيرًا لا يَقْدِرُ عَلى السُّجُودِ- فَرَضَوْا بِما تَكَلَّمَ بِهِ، وقالُوا: قَدْ عَرَفْنا أنَّ اللَّهَ يُحْيِي ويُمِيتُ، وهُوَ الَّذِي يَخْلُقُ ويَرْزُقُ، ولَكِنَّ آلِهِتَنا هَذِهِ تَشْفَعُ لَنا عِنْدَهُ، فَإذا جَعَلْتَ لَها نَصِيبًا فَنَحْنُ مَعَكَ قالا: فَلَمّا امسى أتاه جبرئيل ع، فَعَرَضَ عَلَيْهِ السُّورَةَ، فَلَمّا بَلَغَ الكَلِمَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ألْقى الشَّيْطانُ عَلَيْهِ، قالَ: ما جِئْتُكَ بِهاتَيْنِ! [فقال رسول الله ص: افْتَرَيْتُ عَلى اللَّهِ، وقُلْتُ عَلى اللَّهِ ما لَمْ يَقُلْ، فَأوْحى اللَّهُ إلَيْهِ: «وإنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أوْحَيْنا إلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ» إلى قَوْلِهِ: «ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيرًا»، فَما زالَ مَغْمُومًا مَهْمُومًا، حَتّى نَزَلَتْ: «وما أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِن رَسُولٍ ولا نَبِيٍّ» - الى قوله:

«واللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ]» قالَ: فَسَمِعَ مَن كانَ بِأرْضِ الحَبَشَةِ مِنَ المُهاجِرِينَ أنَّ أهْلَ مَكَّةَ قَدْ أسْلَمُوا كُلَّهُمْ، فَرَجَعُوا إلى عَشائِرِهِمْ، وقالُوا: هُمْ أحَبُّ إلَيْنا، فَوَجَدُوا القَوْمَ قَدِ ارْتَكَسُوا حِينَ نَسَخَ اللَّهُ ما ألْقى الشَّيْطانُ
الطبري، أبو جعفر (ت 923). تاريخ الرسل والملوك. المكتبة الشاملة. ج.2، ص.341-337.