الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ذو القرنين ورواية الإسكندر»

[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
سطر ١٤٣: سطر ١٤٣:


=== العلماء المسلمون الأوائل ===
=== العلماء المسلمون الأوائل ===
تذكر سيرة رسول الله ابن إسحاق، في حوالى عام 761م، أن ذي القرنين كان من أصول مصرية ويونانية، وهو وصف جيد إلى حد ما للإسكندر الذي جاء من مقدونيا في اليونان، وغزا مصر، وسمي مدينة على اسمه في مصر وأعلن نفسه إلهاً هناك.
تفسير الجلالين، وهو تفسير سني كلاسيكي للقرآن، من تأليف جلال الدين المحلي عام 1459 م، يحدد ذو القرنين على أنه الإسكندر.تذكر سيرة رسول الله ابن إسحاق، في حوالى عام 761م، أن ذي القرنين كان من أصول مصرية ويونانية، وهو وصف جيد إلى حد ما للإسكندر الذي جاء من مقدونيا في اليونان، وغزا مصر، وسمي مدينة على اسمه في مصر وأعلن نفسه إلهاً هناك.
{{اقتباس|[https://shamela.ws/book/23833/330 سيرة رسول الله لابن إسحاق]|قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي مِنْ يَسُوقُ الْأَحَادِيثَ عَنْ الْأَعَاجِمِ فِيمَا تَوَارَثُوا مِنْ عِلْمِهِ: أَنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ كَانَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مِصْرَ. اسْمُهُ مَرْزُبَانُ بْنُ مَرْذُبَةَ الْيُونَانِيُّ، مِنْ وَلَدِ يُونَانِ بْنِ يَافِثَ بْنِ نُوحٍ.
{{اقتباس|[https://shamela.ws/book/23833/330 سيرة رسول الله لابن إسحاق]|قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي مِنْ يَسُوقُ الْأَحَادِيثَ عَنْ الْأَعَاجِمِ فِيمَا تَوَارَثُوا مِنْ عِلْمِهِ: أَنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ كَانَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مِصْرَ. اسْمُهُ مَرْزُبَانُ بْنُ مَرْذُبَةَ الْيُونَانِيُّ، مِنْ وَلَدِ يُونَانِ بْنِ يَافِثَ بْنِ نُوحٍ.


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَاسْمُهُ الْإِسْكَنْدَرُ، وَهُوَ الَّذِي بَنَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ فَنُسِبَتْ إلَيْهِ.}}
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَاسْمُهُ الْإِسْكَنْدَرُ، وَهُوَ الَّذِي بَنَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ فَنُسِبَتْ إلَيْهِ.}}تفسير الجلالين، وهو تفسير سني تقليدي للقرآن، من تأليف جلال الدين المحلي عام 1459 م، يحدد ذو القرنين على أنه الإسكندر.
{{اقتباس|تفسير الجلالين|﴿وَیَسۡـَٔلُونَكَ عَن ذِی ٱلۡقَرۡنَیۡنِۖ قُلۡ سَأَتۡلُوا۟ عَلَیۡكُم مِّنۡهُ ذِكۡرًا﴾ [الكهف ٨٣]
﴿ويَسْأَلُونَك﴾ أيْ اليَهُود ﴿عَنْ ذِي القَرْنَيْنِ﴾ اسْمه الإسْكَنْدَر ولَمْ يَكُنْ نَبِيًّا ﴿قُلْ سَأَتْلُو﴾ سَأَقُصُّ ﴿عَلَيْكُمْ مِنهُ﴾ مِن حاله ﴿ذِكْرًا﴾ خَبَرًا}}
كاتب تفسير مؤثر آخر أيد هوية الإسكندر هو الباحث الهندي شاه ولي الله (1763 م).
 
=== العلماء المسلمون الحديثون ===
أحد أبرز العلماء المعاصرين للدفاع عن الإخلاص بين ذي القرنين والإسكندر الأكبر هو المترجم القرآني الشهير عبد الله يوسف علي. ويعطي يوسف علي دفاعًا مفصلاً عن نظرية الإسكندر في ملحق تعليقه على القرآن، بما في ذلك التأكيدات على أن القرآن يصور بدقة رواية تاريخية للإسكندر وليس رواية أسطورية.
{{اقتباس|The Noble Quran's Commentary, appx. 6, p. 738.|أنا شخصياً ليس لدي أدنى شك في أن ذا القرنين من المفترض أن يكون الإسكندر الأكبر، الإسكندر التاريخي، وليس الإسكندر الأسطوري، الذي هو في الوقت الحاضر أكثر. وكان أول موعد لي بعد التخرج هو تعيين محاضر في التاريخ اليوناني. ولقد درست تفاصيل شخصية الإسكندر غير العادية في المؤرخين اليونانيين وكذلك في الكتّاب المعاصرين، ومنذ ذلك الحين زرت معظم المناطق المرتبطة بمسيرته المهنية القصيرة ولكن الرائعة. قلة من قراء الأدب القرآني لديهم نفس الامتياز في دراسة تفاصيل حياته المهنية. من عجائب القرآن أنه، عند التحدث من خلال فم الأمي، يجب أن يحتوي على الكثير من التفاصيل العرضية التي هي صحيحة تمامًا.}}
 
== إعادة تمثيل الإسكندر التاريخي ==
بينما هيمنت الروايات الأسطورية عن حياة الإسكندر على أوروبا والشرق الأوسط لما يقرب من ألفي عام، تم اكتشاف المزيد من السير الذاتية التاريخية عن حياته في النهاية. وشمل ذلك معلومات عن الإسكندر كمشرك، وزيوس عابد للأوثان وبصيرة في تفضيلاته الشخصية والجنسية. ولم تُعرف مثل هذه الحقائق التاريخية عن الإسكندر الأكبر إلا بعد عصر النهضة (1300-1600 م) عندما أعيد اكتشاف الوثائق اليونانية من القرن الثاني.
 
وشملت هذه «أناباسيس الإسكندري» أو «حملات الإسكندر» لأريان. يعتبر بشكل عام أهم مصدر للإسكندر الأكبر. كتبت في القرن الثاني، وتعطي تاريخًا مفصلاً لشكاوى جيش الإسكندر وتستند إلى مصادر مبكرة ضاعت الآن. والآخر هو «حياة الإسكندر» وخطابان «عن الحظ أو فضيلة الإسكندر الأكبر» للمؤرخ وكاتب السيرة اليوناني بلوتارخ من شايرونيا. وهذا العمل شرح بالتفصيل الكثير من حياة الاسكندر الشخصية، ورغباته، ودوافعه، ورؤاه الشخصية الاخرى.
 
=== تعدّد الآلهة أو الشرك ===
كان الإسكندر الأكبر مشركًا يؤمن بمجمع الآلهة اليونانية، المعتقد الديني السائد في وقت القرن الرابع قبل الميلاد في مقدونيا في اليونان وفي معظم أنحاء البحر الأبيض المتوسط. عندما غزا جيشه آسيا لأول مرة، كرس الإسكندر أراضي فتوحاته للآلهة. زار أوراكل في دلفي وسعى للحصول على نبوءات حول مستقبله. بعد وفاته، ترك الإسكندر على ما يبدو تعليمات في وصيته لبناء معبد ضخم لأثينا في طروادة.
 
=== ابن زيوس-آمون ===
[[ملف:Zeus Ammon.png|تصغير|طاقم من الطين من زيوس-آمون مع قرنيالكبش. القرن الأول الميلادي. تم تصوير الإسكندر بقرون كبش مماثلة في العملات المعدنية كإشارة إلى ألوهيته.]]
يبدو أن الإسكندر كان يعتقد أنه إله، أو على الأقل سعى إلى تأليه نفسه. أولمبياس، والدته، كانت دائما تصر له على أنه ابن زيوس، ويبدو أنها نظرية أكدتها له عرافة آمون في سيوة في ليبيا. وبدأ الإسكندر في تعريف نفسه على أنه ابن زيوس آمون وغالبًا ما أشار إلى زيوس آمون على أنه والده الحقيقي. هذا الإله، وهو دمج لكل من الإله اليوناني زيوس والإله المصري آمون، غالبًا ما تم تصويره بقرون كبش على رأسه. صورت العملة اللاحقة الإسكندر مزينًا بقرن الكباش المماثل كرمز لألوهيته.
 
=== العلاقات الشخصية والحياة الجنسية ===
كان للإسكندر زوجتان: روكسانا، ابنة نبيل يوناني، وستاتيرا الثانية، أميرة فارسية وابنة داريوس الثالث ملك فارس. وأنجب ولدين على الأقل، ألكسندر الرابع المقدوني مع روكسانا وهيراكليس المقدوني من عشيقته بارسين. وكانت الحياة الجنسية للإسكندر موضع تكهنات وجدل. لربما كان الإسكندر ثنائي الجنس، وبينما لم تذكر أي مصادر قديمة أن الإسكندر كانت له علاقات مثلية، فقد تكهن العديد من المؤرخين بأن علاقة الإسكندر مع هيفيسيون، صديقه ورفيقه في حياته، كانت ذات طبيعة رومانسية.
 
 
== الآراء والجدالات الحديثة ==
 
=== منعطف ضدّ الإسكندر على أنّه ذو القرنين ===
في القرون القليلة الأولى بعد تأسيس الإسلام، كان هناك القليل من الجدل في تحديد ذي القرنين على أنه الإسكندر. كانت أفعال الإسكندر ومآثره موضع إعجاب عالمي تقريبًا. لكن هذا تغير ببطء بعد عصر النهضة في القرن السادس عشر عندما تم تطبيق الأساليب الأثرية والتاريخية المناسبة لأول مرة على حياة الإسكندر الأكبر.
 
بمجرد ظهور صورة دقيقة للإسكندر التاريخي، تجاهل المسيحيون واليهود أساطير الإسكندر بسهولة كملك مؤمن. وبما ان هذه الروايات لم تكن موجودة في الكتاب المقدس، لم يكن لرفض الاسكندر كوثني يوناني اي عواقب لاهوتية عليها. من ناحية أخرى، يضطر المسلمون للدفاع عن هذه الروايات لأن القصص وجدت طريقها إلى القرآن. وبينما اعتنق بعض المسلمين الإسكندر ورفضوا اتساع المعرفة الحديثة حول هويته التاريخية، ذهب معظم المدافعين في الاتجاه الآخر وقرروا قبول أن الإسكندر كان وثنيًا لكنهم رفضوا ارتباطه بذي القرنين.
 
=== رفض الإسكندر ===
نظرًا لأن معظم العلماء والمعلقين المسلمين الأوائل اعتقدوا أن ذو القرنين هو الإسكندر، يعطي مولانا أبو الكلام آزاد، من أوائل الذين قدموا نظرية سايروس، تبريرًا نموذجيًا لرفضه للإسكندر من خلال مناشدة الرجل التاريخي باعتباره مشركًا جائراً:
Editor، recentchangescleanup، مراجعون
٤٨٣

تعديل