الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحجازية القديمة»

لا يوجد ملخص تحرير
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(٣ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١٠: سطر ١٠:


== خصائص الحجازية القديمة ==
== خصائص الحجازية القديمة ==
1- غياب التنوين وغياب الحركات القصيرة (الضمة والفتحة والكسرة) في أواخر الكلمات، باستثناء حالة الإضافة حيث تظهر فيها الحركة الإعرابية لأن إضافة كلمة على أخرى تحولهما إلى وحدة واحدة فتصبح الحركة الإعرابية كأنها ليست في آخر الكلمة بل في وسط الوحدة؛ فمثلا: "هذا بيتٌ جميل" في الحجازية القديمة تصبح: "هذا بيتْ جميل". أما "هذا بيتُ زيد" فلأن "بيت" هنا هي مضافة فإن الحركة الإعرابية تظهر عليها: بيتُ زيد، أو كما في الآية: مالكِ يومِ الدين. ومن هذا الباب أيضاً فإنه حين يتصل ضمير بآخر الكلمة سواء كانت الكلمة اسماً أو فعلاً فإن الحركة القصيرة في آخر الكلمة تظهر كما نجد في بردية دمشق العائدة للقرن الهجري الثالث حيث كُتبت "منحوتاتهم" و"أوثانهم" بالإعراب  manḥūtātihum, awthānihum  .
1- غياب التنوين وغياب الحركات القصيرة (الضمة والفتحة والكسرة) في أواخر الكلمات،<ref>Marijn Van Putten, [https://www.academia.edu/71626921/Quranic_Arabic_From_its_Hijazi_Origins_to_its_Classical_Reading_Traditions_Studies_in_Semitic_Languages_and_Linguistics_106 Quranic Arabic], p.282</ref> باستثناء حالة الإضافة حيث تظهر فيها الحركة الإعرابية لأن إضافة كلمة على أخرى تحولهما إلى وحدة واحدة فتصبح الحركة الإعرابية كأنها ليست في آخر الكلمة بل في وسط الوحدة؛ فمثلا: "هذا بيتٌ جميل" في الحجازية القديمة تصبح: "هذا بيتْ جميل". أما "هذا بيتُ زيد" فلأن "بيت" هنا هي مضافة فإن الحركة الإعرابية تظهر عليها: بيتُ زيد، أو كما في الآية: مالكِ يومِ الدين. ومن هذا الباب أيضاً فإنه حين يتصل ضمير بآخر الكلمة سواء كانت الكلمة اسماً أو فعلاً فإن الحركة القصيرة في آخر الكلمة تظهر كما نجد في بردية دمشق العائدة للقرن الهجري الثالث حيث كُتبت "منحوتاتهم" و"أوثانهم" بالإعراب  manḥūtātihum, awthānihum  .


2- التاء المربوطة لا تُنطق تاءً إلا في حال الإضافة فقط كما هو الحال في اللهجات العامية: "رحمةٌ من الله" تصبح: "رحمهْ من الله". أما "رحمةُ الله" - أي بالإضافة - فتنطق كما في الفصحى: رحمتُ الله.
2- التاء المربوطة لا تُنطق تاءً إلا في حال الإضافة فقط كما هو الحال في اللهجات العامية: "رحمةٌ من الله" تصبح: "رحمهْ من الله". أما "رحمةُ الله" - أي بالإضافة - فتنطق كما في الفصحى: رحمتُ الله.
سطر ٤٠: سطر ٤٠:


== فرض الفصحى على النصوص القديمة ==
== فرض الفصحى على النصوص القديمة ==
مقتطفات من كتاب أحمد الجلاد:
مقتطفات من كتاب أحمد الجلاد [https://www.academia.edu/43189829/Al_Jallad_2020_The_Damascus_Psalm_Fragment_Middle_Arabic_and_the_Legacy_of_Old_%E1%B8%A4ig%C4%81z%C4%AB_w_a_contribution_by_R_Vollandt The Damascus Psalm Fragment]:


لم يعتمد النحاة العرب في وصفهم للغة على المواد المكتوبة ولا على قواعد المدارس الإملائية، بل اعتمدوا على المصادر الشفوية: لغة أفراد القبائل العربية خاصة ممن يصفهم النحاة بأنهم "تُرتضى عربيتهم"، وكذلك اعتمدوا على شعر هذه القبائل المنقول شفاهياً. وعلى الرغم من أن النحاة لم يوضحوا معاييرهم لمن ترتضى عربيته ومن لا ترتضى، فإنه من الآمن أن نفترض أنهم قصدوا اللهجات أو الأشكال التي تحتوي على نظام إعرابي كامل. وعلى الرغم من بعض الأصوات المشككة، فإن معظم المتخصصين يعتبرون المواد العربية التي جمعها النحاة تمثيلاً صادقاً لأشكال مختارة من اللغة المحكية في القرنين الهجريين الثاني والثالث. واعتُبرت هذه اللغة التي جمعها النحاة ممثلة للغة القبائل العربية ليس فقط في القرنين الثاني والثالث، بل اعتبرت ممثلة للغة القبائل منذ بدء الزمن، ولم تتغير هذه اللغة إلا مع الفتوحات وتعلم غير العرب لهذه اللغة. وفقاً لهذة النظرة فإن هناك نوعين فقط من العربية: عربية ما قبل الإسلام، وهي العربية النقية ذات النظام الإعرابي الكامل، وعربية ما بعد الفتوحات الناتجة عن تعلم غير العرب للعربية، والتي تتميز بالنطق غير المثالي ونقصان الالتزام بالقواعد.
((لم يعتمد النحاة العرب في وصفهم للغة على المواد المكتوبة ولا على قواعد المدارس الإملائية، بل اعتمدوا على المصادر الشفوية: لغة أفراد القبائل العربية خاصة ممن يصفهم النحاة بأنهم "تُرتضى عربيتهم"، وكذلك اعتمدوا على شعر هذه القبائل المنقول شفاهياً. وعلى الرغم من أن النحاة لم يوضحوا معاييرهم لمن ترتضى عربيته ومن لا ترتضى، فإنه من الآمن أن نفترض أنهم قصدوا اللهجات أو الأشكال التي تحتوي على نظام إعرابي كامل. وعلى الرغم من بعض الأصوات المشككة، فإن معظم المتخصصين يعتبرون المواد العربية التي جمعها النحاة تمثيلاً صادقاً لأشكال مختارة من اللغة المحكية في القرنين الهجريين الثاني والثالث. واعتُبرت هذه اللغة التي جمعها النحاة ممثلة للغة القبائل العربية ليس فقط في القرنين الثاني والثالث، بل اعتبرت ممثلة للغة القبائل منذ بدء الزمن، ولم تتغير هذه اللغة إلا مع الفتوحات وتعلم غير العرب لهذه اللغة. وفقاً لهذة النظرة فإن هناك نوعين فقط من العربية: عربية ما قبل الإسلام، وهي العربية النقية ذات النظام الإعرابي الكامل، وعربية ما بعد الفتوحات الناتجة عن تعلم غير العرب للعربية، والتي تتميز بالنطق غير المثالي ونقصان الالتزام بالقواعد.


إن الباحثين المعاصرين يعتبرونها من المسلمات أن لغة النحاة هي لغة قديمة تسبق الإسلام وتحدث بها جميع العرب، ولذلك فإن الكتابات العربية المبكرة كبرديات القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني، والقرآن الذي أقدم مخطوطاته تسبق أعمال النحاة بأكثر من قرن، هذه الكتابات العربية المبكرة تتم قراءتها وفقاً لمعايير متأخرة كثيراً عن زمن هذه الكتابات. إن الناظر لهذه الكتابات المبكرة سيلاحظ اختلافات مهمة بين النطق الشفوي وبين النص المكتوب. فمثلاً؛ كلمة "ملىكه" الواردة في الآية السادسة من سورة التحريم، جميع القراءات القرآنية تقول بأنها تنطق: ملائكتُن. وفي حين أن تراث القراءات القرآنية يعود أقدم جزء منه إلى منتصف القرن الثاني الهجري ويعود معظمه إلى أواخر القرن الثاني وبداية الثالث، فإن الصيغة الكتابية "ملىكه" العائدة للقرن الأول لا تحتوي على الجزء الأخير "تُن". وعلى الرغم من أن الصيغة المكتوبة هي أقدم من صيغة تراث القراءات، فإن الصيغة الشفوية هي المسلم بها، ويتم تفسير اختلاف الصيغة الشفوية عن الصيغة الكتابية بأنه ناتج عن اتباع العرب الأوائل لقواعد إملائية معينة. ولهذا تجد معظم الباحثين اليوم يعتبرون لغة رسم المصحف مطابقة للغة التلاوات التي تتلى في جماعة الأزهر. فقط مؤخراً بدأ التعامل مع رسم المصحف كنقش أثري مستقل نستنتج منه وحده خصائصه اللغوية بدلاً من افتراضها مسبقاً، وهذا أدى إلى تصور مختلف جداً حول اللغة الأصلية للقرآن.
إن الباحثين المعاصرين يعتبرونها من المسلمات أن لغة النحاة هي لغة قديمة تسبق الإسلام وتحدث بها جميع العرب، ولذلك فإن الكتابات العربية المبكرة كبرديات القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني، والقرآن الذي أقدم مخطوطاته تسبق أعمال النحاة بأكثر من قرن، هذه الكتابات العربية المبكرة تتم قراءتها وفقاً لمعايير متأخرة كثيراً عن زمن هذه الكتابات. إن الناظر لهذه الكتابات المبكرة سيلاحظ اختلافات مهمة بين النطق الشفوي وبين النص المكتوب. فمثلاً؛ كلمة "ملىكه" الواردة في الآية السادسة من سورة التحريم، جميع القراءات القرآنية تقول بأنها تنطق: ملائكتُن. وفي حين أن تراث القراءات القرآنية يعود أقدم جزء منه إلى منتصف القرن الثاني الهجري ويعود معظمه إلى أواخر القرن الثاني وبداية الثالث، فإن الصيغة الكتابية "ملىكه" العائدة للقرن الأول لا تحتوي على الجزء الأخير "تُن". وعلى الرغم من أن الصيغة المكتوبة هي أقدم من صيغة تراث القراءات، فإن الصيغة الشفوية هي المسلم بها، ويتم تفسير اختلاف الصيغة الشفوية عن الصيغة الكتابية بأنه ناتج عن اتباع العرب الأوائل لقواعد إملائية معينة. ولهذا تجد معظم الباحثين اليوم يعتبرون لغة رسم المصحف مطابقة للغة التلاوات التي تتلى في جماعة الأزهر. فقط مؤخراً بدأ التعامل مع رسم المصحف كنقش أثري مستقل نستنتج منه وحده خصائصه اللغوية بدلاً من افتراضها مسبقاً، وهذا أدى إلى تصور مختلف جداً حول اللغة الأصلية للقرآن.
سطر ٤٨: سطر ٤٨:
وبنفس طريقة تعامل الباحثين المعاصرين مع القرآن، فهم أيضاً يقومون بفرض القراءة العربية الفصيحة (لغة النحاة) على النقوش العربية القديمة التي تسبق الإسلام، مما يعطل أي محاولة لفهم العربية في مراحلها المبكرة.
وبنفس طريقة تعامل الباحثين المعاصرين مع القرآن، فهم أيضاً يقومون بفرض القراءة العربية الفصيحة (لغة النحاة) على النقوش العربية القديمة التي تسبق الإسلام، مما يعطل أي محاولة لفهم العربية في مراحلها المبكرة.


إن الدراسة المتأنية للنقوش العربية  القديمة تكشف صورة مختلفة تماماً عن الصورة التي تقدمها المصادر التاريخية الإسلامية؛ حيث لا نجد أثراً لعربية النحاة، بل تقدم الجزيرة العربية درجة محيرة من التنوع اللغوي. إن اللهجات العربية القديمة تختلف بأشكال غير مسجلة لدى النحاة، في حين تغيب عنها خصائص رئيسية من عربية النحاة، كالتنوين الذي لا نجد له أثراً في كتابات اللغات السامية الجنوبية ولا في النقوش العربية-اليونانية. وفي حين أن غياب تمثيل التنوين بحرف النون في الكتابة العربية يتم تفسيره على أنه عادة إملائية، فإن هذا التفسير لا يصلح حين تُكتب العربية بأبجديات أخرى كاليونانية وغيرها من الأبجديات الموجودة قبل ظهور الأبجدية العربية نفسها. وكل هذا يعني شيئاً واحداً: أن التنوين قد فُقد في معظم اللهجات العربية القديمة.
إن الدراسة المتأنية للنقوش العربية  القديمة تكشف صورة مختلفة تماماً عن الصورة التي تقدمها المصادر التاريخية الإسلامية؛ حيث لا نجد أثراً لعربية النحاة، بل تقدم الجزيرة العربية درجة محيرة من التنوع اللغوي. إن اللهجات العربية القديمة تختلف بأشكال غير مسجلة لدى النحاة، في حين تغيب عنها خصائص رئيسية من عربية النحاة، كالتنوين الذي لا نجد له أثراً في كتابات اللغات السامية الجنوبية ولا في النقوش العربية-اليونانية. وفي حين أن غياب تمثيل التنوين بحرف النون في الكتابة العربية يتم تفسيره على أنه عادة إملائية، فإن هذا التفسير لا يصلح حين تُكتب العربية بأبجديات أخرى كاليونانية وغيرها من الأبجديات الموجودة قبل ظهور الأبجدية العربية نفسها. وكل هذا يعني شيئاً واحداً: أن التنوين قد فُقد في معظم اللهجات العربية القديمة.))


== النقوش والبرديات الأموية المكتوبة باليونانية ==
== النقوش والبرديات الأموية المكتوبة باليونانية ==
سطر ٥٦: سطر ٥٦:


=== الخصائص اللغوية للبرديات الأموية العربية-اليونانية ===
=== الخصائص اللغوية للبرديات الأموية العربية-اليونانية ===
1- فقدان التنوين والحركات الإعرابية القصيرة في آخر الكلمة.  
1- فقدان التنوين والحركات الإعرابية القصيرة في آخر الكلمة<ref>[https://www.academia.edu/24938389/Al_Jallad_2017_The_Arabic_of_the_Islamic_Conquests_Notes_on_Phonology_and_Morphology_based_on_the_Greek_Transcriptions_from_the_First_Islamic_Century <nowiki>Ahmad Al-Jallad, The Arabic of the Islamic conquests, 2017, p11]</nowiki>]</ref>.  


مثال ذلك "بني سعد بن مالك" والتي وردت مكتوبة بدون تنوين كلمة "سعد":
مثال ذلك "بني سعد بن مالك" والتي وردت مكتوبة بدون تنوين كلمة "سعد":
سطر ٦٥: سطر ٦٥:
2- الحركة الإعرابية القصيرة تظهر في حال الإضافة فقط.
2- الحركة الإعرابية القصيرة تظهر في حال الإضافة فقط.


مثال ذلك اسم "أمُّ يوسف" والذي ورد مكتوباً هكذا:
مثال ذلك اسم "أمُّ يوسف"<ref>Ibid, [https://www.academia.edu/24938389/Al_Jallad_2017_The_Arabic_of_the_Islamic_Conquests_Notes_on_Phonology_and_Morphology_based_on_the_Greek_Transcriptions_from_the_First_Islamic_Century p12]</ref> والذي ورد مكتوباً هكذا:


Ομμου Ιωσεw / ommu yūsef
Ομμου Ιωσεw / ommu yūsef
سطر ٧٤: سطر ٧٤:




3- التاء المربوطة تُنطق تاءً فقط في الإضافة كما هو الحال في اللهجات العامية.
 
3- التاء المربوطة تُنطق تاءً فقط في الإضافة<ref>Ibid[https://www.academia.edu/24938389/Al_Jallad_2017_The_Arabic_of_the_Islamic_Conquests_Notes_on_Phonology_and_Morphology_based_on_the_Greek_Transcriptions_from_the_First_Islamic_Century , p14]</ref> كما هو الحال في اللهجات العامية.


نظراً لكون الكلمة غير المضافة لا يلحقها تنوين ولا حركة إعرابية، فإن التاء المربوطة تُنطق هاءً، وتُنطق تاءً فقط في الإضافة.
نظراً لكون الكلمة غير المضافة لا يلحقها تنوين ولا حركة إعرابية، فإن التاء المربوطة تُنطق هاءً، وتُنطق تاءً فقط في الإضافة.


من أمثلة نطقها تاءً في الإضافة: أمَة الله αμαθαλλα : amatalla
من أمثلة نطقها تاءً في الإضافة: أمَة الله <ref>Kaplony, Andreas, The orthography and pronunciation of Arabic names and terms in the Greek , p.16</ref>αμαθαλλα : amatalla




4- وجود الإعراب بالحركات الطويلة كما هو الحال في الأسماء الخمسة، من أمثلة ذلك:
 
4- وجود الإعراب بالحركات الطويلة كما هو الحال في الأسماء الخمسة، من أمثلة ذلك<ref>Ibid, p12</ref>:


Αβου Σαειδ /abū saʕīd/ أبو سعيد  
Αβου Σαειδ /abū saʕīd/ أبو سعيد  
سطر ٩٠: سطر ٩٢:
5- الألف المقصورة (ى) تُنطق بالإمالة كما هو الحال في بعض القراءات القرآنية.  
5- الألف المقصورة (ى) تُنطق بالإمالة كما هو الحال في بعض القراءات القرآنية.  


من أمثلة ذلك:
من أمثلة ذلك<ref>Ibid, p13</ref>:


Μαυλε /mawlē/مولى  
Μαυλε /mawlē/مولى  
سطر ١٢٨: سطر ١٣٠:
ويُلاحظ أن كلمتي "الله" و"معاوية" لم تكتبا بالهاء في آخرهما وهذا سببه أن الأبجدية اليونانية لا تحوي حرف الهاء.
ويُلاحظ أن كلمتي "الله" و"معاوية" لم تكتبا بالهاء في آخرهما وهذا سببه أن الأبجدية اليونانية لا تحوي حرف الهاء.


 
للإطلاع على النقش [https://www.islamic-awareness.org/history/islam/inscriptions/hammat.html انقر هنا].
=== بردية أموية من القرن الهجري الأول ===
=== بردية أموية من القرن الهجري الأول ===
[[ملف:بردية نصان.jpg|تصغير|بردية نصان من عام 54 ه مكتوبة بالعربية واليونانية ويحتوي النص اليوناني على كلمات عربية مكتوبة بأحرف يونانية|222x222بك]]
[[ملف:بردية نصان.jpg|تصغير|بردية نصان من عام 54 ه مكتوبة بالعربية واليونانية ويحتوي النص اليوناني على كلمات عربية مكتوبة بأحرف يونانية|222x222بك]]
هذه بردية تعود لعام 54 هجرية وهي رسالة أموية رسمية تطالب أهل مدينة نصان في فلسطين بدفع الجزية المستحقة عليهم، والرسالة مكتوبة باللغتين العربية واليونانية.
هذه بردية تعود لعام 54 هجرية وهي رسالة أموية رسمية تطالب أهل مدينة نصان في فلسطين بدفع الجزية المستحقة عليهم، والرسالة مكتوبة باللغتين العربية واليونانية. [https://www.islamic-awareness.org/history/islam/papyri/jerus.html للإطلاع على البردية انقر هنا.]


وردت في الرسالة الأسماء التالية مكتوبة بالعربية واليونانية: الحارث بن عبد، عدي بن خالد، بني سعد بن مالك. ووردت أيضاً عبارة "شهري ربيع".  
وردت في الرسالة الأسماء التالية مكتوبة بالعربية واليونانية: الحارث بن عبد، عدي بن خالد، بني سعد بن مالك. ووردت أيضاً عبارة "شهري ربيع".  
سطر ١٥٠: سطر ١٥٢:


== بردية دمشق ==
== بردية دمشق ==
تعود البردية للقرن الهجري الثالث وهي تحوي ترجمة عربية لجزء بسيط من سفر المزامير في التوراة، وهذه الترجمة مكتوبة بالأبجدية اليونانية. وقد تناول أحمد الجلاد هذه البردية بالتفصيل في كتابه TheDamascus Psalm Fragment
تم اكتشاف هذه البردية في المسجد الأموي عام 1900، وتعود هذه البردية إلى القرن الهجري الثالث وهي تحوي ترجمة عربية لجزء بسيط من سفر المزامير في التوراة، وهذه الترجمة مكتوبة بالأبجدية اليونانية. وقد تناول أحمد الجلاد هذه البردية بالتفصيل في كتابه [https://www.academia.edu/43189829/Al_Jallad_2020_The_Damascus_Psalm_Fragment_Middle_Arabic_and_the_Legacy_of_Old_%E1%B8%A4ig%C4%81z%C4%AB_w_a_contribution_by_R_Vollandt The Damascus Psalm Fragment]


=== الخصائص اللغوية لبردية دمشق: ===
=== الخصائص اللغوية لبردية دمشق: ===
1- غياب التنوين والحركات الإعرابية القصيرة.
1- غياب التنوين والحركات الإعرابية القصيرة<ref>Ahmad Al-Jallad, [https://www.academia.edu/43189829/Al_Jallad_2020_The_Damascus_Psalm_Fragment_Middle_Arabic_and_the_Legacy_of_Old_%E1%B8%A4ig%C4%81z%C4%AB_w_a_contribution_by_R_Vollandt The Damascus Psalm Fragment], 2020, p.21</ref>.


مثال:
مثال<ref>Ibid, p.79</ref>:


ὑεϳει μάϳδεὑ λιχχειγβὑϳ  
ὑεϳει μάϳδεὑ λιχχειγβὑϳ  
سطر ١٦٧: سطر ١٦٩:




2- في الإضافة فإن الحركة الإعرابية القصيرة تظهر أحياناً وتختفي أحياناً أخرى.


مثال الغياب:
2- في الإضافة فإن الحركة الإعرابية القصيرة تظهر أحياناً وتختفي أحياناً أخرى<ref>Ibid, p.22</ref>.
 
مثال الغياب<ref>Ibid, p.84</ref>:


χαυλ χηέμὑμ  
χαυλ χηέμὑμ  
سطر ١٧٨: سطر ١٨١:




مثال حضور الحركة الإعرابية في الإضافة:
 
مثال حضور الحركة الإعرابية في الإضافة<ref>Ibid, p.90</ref>:


βη αυθάνϳὑμ  
βη αυθάνϳὑμ  
سطر ١٨٩: سطر ١٩٣:
3- التاء المربوطة تُنطق تاء فقط في الإضافة.
3- التاء المربوطة تُنطق تاء فقط في الإضافة.


خيمت سيلوم
خيمت سيلوم<ref>Ibid, p.91</ref>


χαϳμετ σεϳλουμ  
χαϳμετ σεϳλουμ  
سطر ١٩٥: سطر ١٩٩:
kaimet seiloum
kaimet seiloum


أما في غير الإضافة فنُطقت التاء المربوطة هاءً وذلك لغياب الحركات الإعرابية: الأوديه، مايده، الملايكه، مجنحه. وهذه الهاءات كُتبت بالإمالة  (eh)أي بما يماثل اللهجات الشامية اليوم.
أما في غير الإضافة فنُطقت التاء المربوطة هاءً وذلك لغياب الحركات الإعرابية: الأوديه<ref>Ibid, p.79</ref>، مايده، الملايكه، مجنحه. وهذه الهاءات كُتبت بالإمالة  (eh)<ref>Ibid, p.51</ref>أي بما يماثل اللهجات الشامية اليوم.
 




4- الألف المقصورة تُنطق بالإمالة حيناً وتنطق ألفاً في أحيان أخرى.
4- الألف المقصورة تُنطق بالإمالة حيناً وتنطق ألفاً في أحيان أخرى<ref>Ibid, p.48</ref>.


أعطى aʕṭa  
أعطى aʕṭa  
سطر ٢٠٩: سطر ٢١٤:




5- لا وجود للام الشمسية بل اللام في "أل" التعريف تُنطق في جميع الكلمات.


مثال ذلك:
5- لا وجود للام الشمسية بل اللام في "أل" التعريف تُنطق في جميع الكلمات<ref>Ibid, p.49</ref>.
 
مثال ذلك<ref>Ibid, p.80</ref>:


οελναρ  
οελναρ  
سطر ٢٢٠: سطر ٢٢٦:




وهذا مختلف عن الحال في البرديات الأموية حيث تظهر اللام الشمسية كما في "عبد الرحمن" حيث لم تكتب لام الرحمن:
 
وهذا مختلف عن الحال في البرديات الأموية حيث تظهر اللام الشمسية كما في "عبد الرحمن" حيث لم تكتب لام الرحمن<ref>Ahmad Al-Jallad, [https://www.academia.edu/24938389/Al_Jallad_2017_The_Arabic_of_the_Islamic_Conquests_Notes_on_Phonology_and_Morphology_based_on_the_Greek_Transcriptions_from_the_First_Islamic_Century The Arabic of the Islamic conquests], p.428</ref>:


Αβδεραμαν  
Αβδεραμαν  
سطر ٢٢٩: سطر ٢٣٦:
6- هاء الغائب إذا اتصل بها شيء فإنها مضمومة دائماً ولا تتحرك بالكسر.  
6- هاء الغائب إذا اتصل بها شيء فإنها مضمومة دائماً ولا تتحرك بالكسر.  


مثال ذلك كلمة "بأوثانِهُم" حيث أن الهاء مسبوقة بحرف مكسور وهكذا وفقاً لقواعد الفصحى يجب أن تكون الهاء مكسور "بأوثانِهِم" ولكن في البردية جاءت الهاء مضمومة.  
مثال ذلك كلمة "بأوثانِهُم"<ref>Ibid, p.90</ref> حيث أن الهاء مسبوقة بحرف مكسور وهكذا وفقاً لقواعد الفصحى يجب أن تكون الهاء مكسور "بأوثانِهِم" ولكن في البردية جاءت الهاء مضمومة.  




7- الاسم المنوَّن المفتوح يُنطق آخره بالألف (الفتحة الطويلة).
7- الاسم المنوَّن المفتوح يُنطق آخره بالألف (الفتحة الطويلة).


وردت كلمة "جداً" هكذا:
وردت كلمة "جداً" هكذا<ref>Ibid, p.22</ref>:


γεδδα
γεδδα
سطر ٢٤٣: سطر ٢٥٠:
8- إمالة الألف في بعض الكلمات.
8- إمالة الألف في بعض الكلمات.


فسىلت (فسالت)
فسىلت (فسالت)<ref>Ibid, p.79</ref>


φασέλετ
φασέλετ
سطر ٢٥٠: سطر ٢٥٧:


=== نص بردية دمشق ===
=== نص بردية دمشق ===
يحتوي النص على جمل ركيكة وصعبة الفهم وسبب ذلك أن النص العربي المكتوب بأحرف يونانية هو ترجمة حرفية من النص الأصلي للتوراة، أي أن ترتيب الكلمات في الغالب مطابق لترتيبها في النص الأصلي التوراتي.
يحتوي النص على جمل ركيكة وصعبة الفهم وسبب ذلك أن النص العربي المكتوب بأحرف يونانية هو ترجمة حرفية من النص الأصلي للتوراة المكتوب باليونانية<ref>المرجع السابق ص46</ref>، أي أن ترتيب الكلمات مطابق لترتيبها في النص الأصلي اليوناني.


بتحويل الأحرف اليونانية إلى ما يقابلها في الإنجليزية يكون نص البردية كما يلي:
بتحويل الأحرف اليونانية إلى ما يقابلها في الإنجليزية يكون نص البردية كما يلي:
سطر ٣٣١: سطر ٣٣٨:


== البرديات العربية-العبرية ==
== البرديات العربية-العبرية ==
وهي برديات عربية مكتوبة بأحرف عبرية. تعود بعض هذه البرديات إلى القرون الهجرية الثلاثة الأولى، ومصدرها من مصر. يقول الباحثان بلاو وهوبكنز مؤلفا كتاب مخصص عن هذ البرديات:
وهي برديات عربية مكتوبة بأحرف عبرية. تعود بعض هذه البرديات إلى القرون الهجرية الثلاثة الأولى، ومصدرها من مصر. يقول الباحثان بلاو وهوبكنز مؤلفا [https://www.academia.edu/38210910/Joshua_Blau_and_Simon_Hopkins_Judaeo-Arabic_Papyri_Collected_Edited_Translated_and_Analysed_Jerusalem_Studies_in_Arabic_and_Islam_vol._9_1987_87-160 كتاب مخصص عن هذ البرديات]:


((عربية هذه البرديات فقدت الحركات الإعرابية؛ فلو كان التنوين موجوداً فلا شك بأنه كان سيكتب كنون في آخر الكلمة، وما يؤكد ذلك أن هذه النصوص مكتوبة بشكل يطابق النطق بعيداً عن أي تأثير لقواعد الإملاء العربي (مثل أن التنوين لا يُكتب)، ولذلك حين تُكتب كلمة مثل "جداً" بألف في آخرها فهذا معناه أن الكلمة تُنطق في آخرها بألف بدون وجود التنوين.))
((عربية هذه البرديات فقدت الحركات الإعرابية؛ فلو كان التنوين موجوداً فلا شك بأنه كان سيكتب كنون في آخر الكلمة، وما يؤكد ذلك أن هذه النصوص مكتوبة بشكل يطابق النطق بعيداً عن أي تأثير لقواعد الإملاء العربي (مثل أن التنوين لا يُكتب)، ولذلك حين تُكتب كلمة مثل "جداً" بألف في آخرها فهذا معناه أن الكلمة تُنطق في آخرها بألف بدون وجود التنوين.))<ref>Blau and Hopkins, Judaeo-Arabic papyri, 1987,  p.154</ref>


تخلو الأبجدية العبرية من الحركات القصيرة (الضمة والفتحة والكسرة) ولكن يتم أحياناً استخدام أحرف الحركات الطويلة (الألف والواو والياء) للتعبير عن الحركات القصيرة. كما أن الفتحة الطويلة (الألف) غالباً لا تُكتب في العبرية. وعلى الرغم من هذا القصور في الأبجدية العبرية فإن هذه النصوص العربية المكتوبة بالعبرية تبين غياب التنوين والحركات الإعرابية لأن التنوين لا يُكتب كنون ولأن التاء المربوطة تُكتب هاءً مما يعني غياب الحركات الإعرابية التي تحول التاء المربوطة إلى تاء. كمثال على ذلك ترد في أحد البرديات العبارة التالية مكتوبة بأحرف عبرية:
تخلو الأبجدية العبرية من الحركات القصيرة (الضمة والفتحة والكسرة) ولكن يتم أحياناً استخدام أحرف الحركات الطويلة (الألف والواو والياء) للتعبير عن الحركات القصيرة. كما أن الفتحة الطويلة (الألف) غالباً لا تُكتب في العبرية. وعلى الرغم من هذا القصور في الأبجدية العبرية فإن هذه النصوص العربية المكتوبة بالعبرية تبين غياب التنوين والحركات الإعرابية لأن التنوين لا يُكتب كنون ولأن التاء المربوطة تُكتب هاءً مما يعني غياب الحركات الإعرابية التي تحول التاء المربوطة إلى تاء. كمثال على ذلك ترد في أحد البرديات العبارة التالية مكتوبة بأحرف عبرية:
سطر ٣٣٩: سطر ٣٤٦:
"ونحن في عافية والله محمود على ذلك"
"ونحن في عافية والله محمود على ذلك"


ונחן פי עפיה ואלה מחמוד עלא דלך
ונחן פי עפיה ואלה מחמוד עלא דלך<ref>Joshua Blau, [https://www.academia.edu/10334155/A_Handbook_of_Early_Middle_Arabic_by_Prof_Joshua_Blau A handbook of early Middle Arabic], 2002, p.140</ref>


بتحويل الأحرف العبرية إلى ما يقابلها بالعربية فإن العبارة قد كُتبت هكذا:
بتحويل الأحرف العبرية إلى ما يقابلها بالعربية فإن العبارة قد كُتبت هكذا:
سطر ٣٥٢: سطر ٣٥٩:
بالإضافة إلى فقدان الحركات الإعرابية القصيرة والتنوين، تحتوي البرديات العربية-العبرية العائدة إلى القرون الهجرية الثلاثة الأولى تحتوي أيضاً على الخصائص التالية:
بالإضافة إلى فقدان الحركات الإعرابية القصيرة والتنوين، تحتوي البرديات العربية-العبرية العائدة إلى القرون الهجرية الثلاثة الأولى تحتوي أيضاً على الخصائص التالية:


1- فقدان الهمزة في الكثير من الكلمات.  
1- فقدان الهمزة في الكثير من الكلمات<ref>Blau and Hopkins, [https://www.academia.edu/38210910/Joshua_Blau_and_Simon_Hopkins_Judaeo-Arabic_Papyri_Collected_Edited_Translated_and_Analysed_Jerusalem_Studies_in_Arabic_and_Islam_vol._9_1987_87-160 Judaeo-Arabic Papyri], 1987, p.126</ref>.  


مثال:
مثال:
سطر ٣٦٧: سطر ٣٧٤:




2- الاسم المنوَّن المفتوح يُنطق آخره بالألف (الفتحة الطويلة).
 
2- الاسم المنوَّن المفتوح يُنطق آخره بالألف (الفتحة الطويلة)<ref>Blau and Hopkins, Judaeo-Arabic Papyri, 1987, p. 149</ref>.


كُتبت كلمة "وأيضاً" هكذا:
كُتبت كلمة "وأيضاً" هكذا:
سطر ٣٨٠: سطر ٣٨٨:




3- هاء الغائب تكون ساكنة (ـهْ) وتتحرك بالضم في الجمع ولا تتحرك بالكسر.
 
3- هاء الغائب تكون ساكنة (ـهْ)<ref>Ibid, p.151</ref> وتتحرك بالضم في الجمع ولا تتحرك بالكسر<ref>Ibid, p.152</ref>.


وردت كلمة "ولده" مكتوبة بسكون الهاء بدلاً من صيغة الفصحى التي تُنطق "ولدهو":
وردت كلمة "ولده" مكتوبة بسكون الهاء بدلاً من صيغة الفصحى التي تُنطق "ولدهو":
سطر ٣٩٥: سطر ٤٠٤:




4- فقدان إعراب الأفعال الخمسة حيث لا تظهر النون.  
 
4- فقدان إعراب الأفعال الخمسة حيث لا تظهر النون<ref>Ibid, p.155</ref>.  


ورد الفعل "يهربوا" مكتوباً هكذا:
ورد الفعل "يهربوا" مكتوباً هكذا:
Editor، محررون، recentchangescleanup
١٠٩

تعديل