الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحجازية القديمة»

لا يوجد ملخص تحرير
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٤٠: سطر ٤٠:


== فرض الفصحى على النصوص القديمة ==
== فرض الفصحى على النصوص القديمة ==
مقتطفات من كتاب أحمد الجلاد:
مقتطفات من كتاب أحمد الجلاد [https://www.academia.edu/43189829/Al_Jallad_2020_The_Damascus_Psalm_Fragment_Middle_Arabic_and_the_Legacy_of_Old_%E1%B8%A4ig%C4%81z%C4%AB_w_a_contribution_by_R_Vollandt The Damascus Psalm Fragment]:


لم يعتمد النحاة العرب في وصفهم للغة على المواد المكتوبة ولا على قواعد المدارس الإملائية، بل اعتمدوا على المصادر الشفوية: لغة أفراد القبائل العربية خاصة ممن يصفهم النحاة بأنهم "تُرتضى عربيتهم"، وكذلك اعتمدوا على شعر هذه القبائل المنقول شفاهياً. وعلى الرغم من أن النحاة لم يوضحوا معاييرهم لمن ترتضى عربيته ومن لا ترتضى، فإنه من الآمن أن نفترض أنهم قصدوا اللهجات أو الأشكال التي تحتوي على نظام إعرابي كامل. وعلى الرغم من بعض الأصوات المشككة، فإن معظم المتخصصين يعتبرون المواد العربية التي جمعها النحاة تمثيلاً صادقاً لأشكال مختارة من اللغة المحكية في القرنين الهجريين الثاني والثالث. واعتُبرت هذه اللغة التي جمعها النحاة ممثلة للغة القبائل العربية ليس فقط في القرنين الثاني والثالث، بل اعتبرت ممثلة للغة القبائل منذ بدء الزمن، ولم تتغير هذه اللغة إلا مع الفتوحات وتعلم غير العرب لهذه اللغة. وفقاً لهذة النظرة فإن هناك نوعين فقط من العربية: عربية ما قبل الإسلام، وهي العربية النقية ذات النظام الإعرابي الكامل، وعربية ما بعد الفتوحات الناتجة عن تعلم غير العرب للعربية، والتي تتميز بالنطق غير المثالي ونقصان الالتزام بالقواعد.
((لم يعتمد النحاة العرب في وصفهم للغة على المواد المكتوبة ولا على قواعد المدارس الإملائية، بل اعتمدوا على المصادر الشفوية: لغة أفراد القبائل العربية خاصة ممن يصفهم النحاة بأنهم "تُرتضى عربيتهم"، وكذلك اعتمدوا على شعر هذه القبائل المنقول شفاهياً. وعلى الرغم من أن النحاة لم يوضحوا معاييرهم لمن ترتضى عربيته ومن لا ترتضى، فإنه من الآمن أن نفترض أنهم قصدوا اللهجات أو الأشكال التي تحتوي على نظام إعرابي كامل. وعلى الرغم من بعض الأصوات المشككة، فإن معظم المتخصصين يعتبرون المواد العربية التي جمعها النحاة تمثيلاً صادقاً لأشكال مختارة من اللغة المحكية في القرنين الهجريين الثاني والثالث. واعتُبرت هذه اللغة التي جمعها النحاة ممثلة للغة القبائل العربية ليس فقط في القرنين الثاني والثالث، بل اعتبرت ممثلة للغة القبائل منذ بدء الزمن، ولم تتغير هذه اللغة إلا مع الفتوحات وتعلم غير العرب لهذه اللغة. وفقاً لهذة النظرة فإن هناك نوعين فقط من العربية: عربية ما قبل الإسلام، وهي العربية النقية ذات النظام الإعرابي الكامل، وعربية ما بعد الفتوحات الناتجة عن تعلم غير العرب للعربية، والتي تتميز بالنطق غير المثالي ونقصان الالتزام بالقواعد.


إن الباحثين المعاصرين يعتبرونها من المسلمات أن لغة النحاة هي لغة قديمة تسبق الإسلام وتحدث بها جميع العرب، ولذلك فإن الكتابات العربية المبكرة كبرديات القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني، والقرآن الذي أقدم مخطوطاته تسبق أعمال النحاة بأكثر من قرن، هذه الكتابات العربية المبكرة تتم قراءتها وفقاً لمعايير متأخرة كثيراً عن زمن هذه الكتابات. إن الناظر لهذه الكتابات المبكرة سيلاحظ اختلافات مهمة بين النطق الشفوي وبين النص المكتوب. فمثلاً؛ كلمة "ملىكه" الواردة في الآية السادسة من سورة التحريم، جميع القراءات القرآنية تقول بأنها تنطق: ملائكتُن. وفي حين أن تراث القراءات القرآنية يعود أقدم جزء منه إلى منتصف القرن الثاني الهجري ويعود معظمه إلى أواخر القرن الثاني وبداية الثالث، فإن الصيغة الكتابية "ملىكه" العائدة للقرن الأول لا تحتوي على الجزء الأخير "تُن". وعلى الرغم من أن الصيغة المكتوبة هي أقدم من صيغة تراث القراءات، فإن الصيغة الشفوية هي المسلم بها، ويتم تفسير اختلاف الصيغة الشفوية عن الصيغة الكتابية بأنه ناتج عن اتباع العرب الأوائل لقواعد إملائية معينة. ولهذا تجد معظم الباحثين اليوم يعتبرون لغة رسم المصحف مطابقة للغة التلاوات التي تتلى في جماعة الأزهر. فقط مؤخراً بدأ التعامل مع رسم المصحف كنقش أثري مستقل نستنتج منه وحده خصائصه اللغوية بدلاً من افتراضها مسبقاً، وهذا أدى إلى تصور مختلف جداً حول اللغة الأصلية للقرآن.
إن الباحثين المعاصرين يعتبرونها من المسلمات أن لغة النحاة هي لغة قديمة تسبق الإسلام وتحدث بها جميع العرب، ولذلك فإن الكتابات العربية المبكرة كبرديات القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني، والقرآن الذي أقدم مخطوطاته تسبق أعمال النحاة بأكثر من قرن، هذه الكتابات العربية المبكرة تتم قراءتها وفقاً لمعايير متأخرة كثيراً عن زمن هذه الكتابات. إن الناظر لهذه الكتابات المبكرة سيلاحظ اختلافات مهمة بين النطق الشفوي وبين النص المكتوب. فمثلاً؛ كلمة "ملىكه" الواردة في الآية السادسة من سورة التحريم، جميع القراءات القرآنية تقول بأنها تنطق: ملائكتُن. وفي حين أن تراث القراءات القرآنية يعود أقدم جزء منه إلى منتصف القرن الثاني الهجري ويعود معظمه إلى أواخر القرن الثاني وبداية الثالث، فإن الصيغة الكتابية "ملىكه" العائدة للقرن الأول لا تحتوي على الجزء الأخير "تُن". وعلى الرغم من أن الصيغة المكتوبة هي أقدم من صيغة تراث القراءات، فإن الصيغة الشفوية هي المسلم بها، ويتم تفسير اختلاف الصيغة الشفوية عن الصيغة الكتابية بأنه ناتج عن اتباع العرب الأوائل لقواعد إملائية معينة. ولهذا تجد معظم الباحثين اليوم يعتبرون لغة رسم المصحف مطابقة للغة التلاوات التي تتلى في جماعة الأزهر. فقط مؤخراً بدأ التعامل مع رسم المصحف كنقش أثري مستقل نستنتج منه وحده خصائصه اللغوية بدلاً من افتراضها مسبقاً، وهذا أدى إلى تصور مختلف جداً حول اللغة الأصلية للقرآن.
سطر ٤٨: سطر ٤٨:
وبنفس طريقة تعامل الباحثين المعاصرين مع القرآن، فهم أيضاً يقومون بفرض القراءة العربية الفصيحة (لغة النحاة) على النقوش العربية القديمة التي تسبق الإسلام، مما يعطل أي محاولة لفهم العربية في مراحلها المبكرة.
وبنفس طريقة تعامل الباحثين المعاصرين مع القرآن، فهم أيضاً يقومون بفرض القراءة العربية الفصيحة (لغة النحاة) على النقوش العربية القديمة التي تسبق الإسلام، مما يعطل أي محاولة لفهم العربية في مراحلها المبكرة.


إن الدراسة المتأنية للنقوش العربية  القديمة تكشف صورة مختلفة تماماً عن الصورة التي تقدمها المصادر التاريخية الإسلامية؛ حيث لا نجد أثراً لعربية النحاة، بل تقدم الجزيرة العربية درجة محيرة من التنوع اللغوي. إن اللهجات العربية القديمة تختلف بأشكال غير مسجلة لدى النحاة، في حين تغيب عنها خصائص رئيسية من عربية النحاة، كالتنوين الذي لا نجد له أثراً في كتابات اللغات السامية الجنوبية ولا في النقوش العربية-اليونانية. وفي حين أن غياب تمثيل التنوين بحرف النون في الكتابة العربية يتم تفسيره على أنه عادة إملائية، فإن هذا التفسير لا يصلح حين تُكتب العربية بأبجديات أخرى كاليونانية وغيرها من الأبجديات الموجودة قبل ظهور الأبجدية العربية نفسها. وكل هذا يعني شيئاً واحداً: أن التنوين قد فُقد في معظم اللهجات العربية القديمة.
إن الدراسة المتأنية للنقوش العربية  القديمة تكشف صورة مختلفة تماماً عن الصورة التي تقدمها المصادر التاريخية الإسلامية؛ حيث لا نجد أثراً لعربية النحاة، بل تقدم الجزيرة العربية درجة محيرة من التنوع اللغوي. إن اللهجات العربية القديمة تختلف بأشكال غير مسجلة لدى النحاة، في حين تغيب عنها خصائص رئيسية من عربية النحاة، كالتنوين الذي لا نجد له أثراً في كتابات اللغات السامية الجنوبية ولا في النقوش العربية-اليونانية. وفي حين أن غياب تمثيل التنوين بحرف النون في الكتابة العربية يتم تفسيره على أنه عادة إملائية، فإن هذا التفسير لا يصلح حين تُكتب العربية بأبجديات أخرى كاليونانية وغيرها من الأبجديات الموجودة قبل ظهور الأبجدية العربية نفسها. وكل هذا يعني شيئاً واحداً: أن التنوين قد فُقد في معظم اللهجات العربية القديمة.))


== النقوش والبرديات الأموية المكتوبة باليونانية ==
== النقوش والبرديات الأموية المكتوبة باليونانية ==
سطر ٥٦: سطر ٥٦:


=== الخصائص اللغوية للبرديات الأموية العربية-اليونانية ===
=== الخصائص اللغوية للبرديات الأموية العربية-اليونانية ===
1- فقدان التنوين والحركات الإعرابية القصيرة في آخر الكلمة.  
1- فقدان التنوين والحركات الإعرابية القصيرة في آخر الكلمة<ref>[https://www.academia.edu/24938389/Al_Jallad_2017_The_Arabic_of_the_Islamic_Conquests_Notes_on_Phonology_and_Morphology_based_on_the_Greek_Transcriptions_from_the_First_Islamic_Century <nowiki>Ahmad Al-Jallad, The Arabic of the Islamic conquests, 2017, p11]</nowiki>]</ref>.  


مثال ذلك "بني سعد بن مالك" والتي وردت مكتوبة بدون تنوين كلمة "سعد":
مثال ذلك "بني سعد بن مالك" والتي وردت مكتوبة بدون تنوين كلمة "سعد":
سطر ٦٥: سطر ٦٥:
2- الحركة الإعرابية القصيرة تظهر في حال الإضافة فقط.
2- الحركة الإعرابية القصيرة تظهر في حال الإضافة فقط.


مثال ذلك اسم "أمُّ يوسف" والذي ورد مكتوباً هكذا:
مثال ذلك اسم "أمُّ يوسف"<ref>Ibid, [https://www.academia.edu/24938389/Al_Jallad_2017_The_Arabic_of_the_Islamic_Conquests_Notes_on_Phonology_and_Morphology_based_on_the_Greek_Transcriptions_from_the_First_Islamic_Century p12]</ref> والذي ورد مكتوباً هكذا:


Ομμου Ιωσεw / ommu yūsef
Ομμου Ιωσεw / ommu yūsef
Editor، محررون، recentchangescleanup
١٠٩

تعديل