الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحجازية القديمة»

لا يوجد ملخص تحرير
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٤٤٣: سطر ٤٤٣:
التفسير التقليدي لهذه الظواهر هو أن الكتابة العربية، والتي وُضعت قواعدها في أغلبها بناءً على القرآن، تقوم على مبدأ الوقف؛ أي أن الكلمة تُكتب كما تُنطق في حال الوقف أي إذا كانت الكلمة في آخر الكلام أو عند التوقف لأخذ النفس؛ فمثلاً وفق قواعد الفصحى لا يُقال "كتابٌ جميلٌ" أي بتنوين الكلمة الثانية وإعرابها: كتابُن جميلُن. بل تُقال: كتابُن جميلْ. فكلمة جميل هي في محل وقف ولذلك الكلمة في هذا الموضع تُعامل معاملة مستقلة فتسقط عنها الحركة الإعرابية والتنوين، وقد كُتب القرآن على هذا المبدأ في جميع كلماته أي أن كل كلمة كُتبت كما لو أنها في محل الوقف، ولهذا لا نجد التنوين مكتوباً، ولهذا يُكتب التنوين المفتوح بالألف لأن الوقف عليها يحولها إلى ألف: "قرأتُ كتابَنْ جميلا". ولهذا أيضاً لا تُضاف الحركة الطويلة (الواو أو الياء) إلى هاء الغائب، ولهذا أيضاً التاء المربوطة تُكتب غالباً بالهاء. ولكن التحليل اللغوي لرسم المصحف يظهر أن القرآن لم يُكتب على قاعدة الوقف، وهذا يبين بأن عدم كتابة التنوين سببه أنه التنوين لم يكن موجوداً أصلاً في لغة القرآن، وتنطبق نفس النتيجة على كل الظواهر الأخرى التي تم تبريرها بقاعدة الوقف مثل كتابة التنوين المفتوح بالألف فسبب ذلك ليس الوقف بل هو أن الاسم النكرة المنصوب في لغة القرآن ينتهي بألف في آخره سواء كانت الكلمة في الوصل أو الوقف.
التفسير التقليدي لهذه الظواهر هو أن الكتابة العربية، والتي وُضعت قواعدها في أغلبها بناءً على القرآن، تقوم على مبدأ الوقف؛ أي أن الكلمة تُكتب كما تُنطق في حال الوقف أي إذا كانت الكلمة في آخر الكلام أو عند التوقف لأخذ النفس؛ فمثلاً وفق قواعد الفصحى لا يُقال "كتابٌ جميلٌ" أي بتنوين الكلمة الثانية وإعرابها: كتابُن جميلُن. بل تُقال: كتابُن جميلْ. فكلمة جميل هي في محل وقف ولذلك الكلمة في هذا الموضع تُعامل معاملة مستقلة فتسقط عنها الحركة الإعرابية والتنوين، وقد كُتب القرآن على هذا المبدأ في جميع كلماته أي أن كل كلمة كُتبت كما لو أنها في محل الوقف، ولهذا لا نجد التنوين مكتوباً، ولهذا يُكتب التنوين المفتوح بالألف لأن الوقف عليها يحولها إلى ألف: "قرأتُ كتابَنْ جميلا". ولهذا أيضاً لا تُضاف الحركة الطويلة (الواو أو الياء) إلى هاء الغائب، ولهذا أيضاً التاء المربوطة تُكتب غالباً بالهاء. ولكن التحليل اللغوي لرسم المصحف يظهر أن القرآن لم يُكتب على قاعدة الوقف، وهذا يبين بأن عدم كتابة التنوين سببه أنه التنوين لم يكن موجوداً أصلاً في لغة القرآن، وتنطبق نفس النتيجة على كل الظواهر الأخرى التي تم تبريرها بقاعدة الوقف مثل كتابة التنوين المفتوح بالألف فسبب ذلك ليس الوقف بل هو أن الاسم النكرة المنصوب في لغة القرآن ينتهي بألف في آخره سواء كانت الكلمة في الوصل أو الوقف.


الأدلة على بطلان قاعدة الكتابة على الوقف
=== الأدلة على بطلان قاعدة الكتابة على الوقف ===
ينبه المتخصصان في اللسانيات فان بوتن وفيليب ستوكس في كتابهم عن لغة القرآن، ينبهان إلى أن قاعدة الكتابة على الوقف هي قاعدة غير موجودة في أي لغة أخرى، كما يبيّنان أن رسم المصحف يقدم الأدلة التالية على أنه لم يُكتب على قاعدة الوقف بل كُتب مطابقاً للنطق:
ينبه المتخصصان في اللسانيات فان بوتن وفيليب ستوكس في كتابهم عن لغة القرآن، ينبهان إلى أن قاعدة الكتابة على الوقف هي قاعدة غير موجودة في أي لغة أخرى، كما يبيّنان أن رسم المصحف يقدم الأدلة التالية على أنه لم يُكتب على قاعدة الوقف بل كُتب مطابقاً للنطق:
'''1- السجع الداخلي.'''


==== 1- السجع الداخلي ====
السجع بمعناه المعروف يكون بين كلمة في محل وقف وأخرى في محل وقف كنهايات الآيات ونهايات الأبيات الشعرية، أما السجع الداخلي فهو سجع يحصل داخل الآية الواحدة أو العبارة الواحدة دون أن تكون كلتا الكلمتين في محل وقف؛ ويحصل السجع الداخلي في أكثر حالاته بين كلمات متتابعة. كماثل على ذلك المثل العامي: "اللي فات مات"؛ فالسجع في هذا المثل حصل داخل عبارة واحدة بين كلمتي "فات" و"مات"، وكلمة "فات" هي في محل وصل وكلمة "فات" في محل وقف، أي أن السجع لم يحصل بين كلمتين كلتاهما في الوقف بل ممكن أن يحصل بين كلمتين في محل وصل أو بين كلمة في محل وصل وأخرى في محل وقف.
السجع بمعناه المعروف يكون بين كلمة في محل وقف وأخرى في محل وقف كنهايات الآيات ونهايات الأبيات الشعرية، أما السجع الداخلي فهو سجع يحصل داخل الآية الواحدة أو العبارة الواحدة دون أن تكون كلتا الكلمتين في محل وقف؛ ويحصل السجع الداخلي في أكثر حالاته بين كلمات متتابعة. كماثل على ذلك المثل العامي: "اللي فات مات"؛ فالسجع في هذا المثل حصل داخل عبارة واحدة بين كلمتي "فات" و"مات"، وكلمة "فات" هي في محل وصل وكلمة "فات" في محل وقف، أي أن السجع لم يحصل بين كلمتين كلتاهما في الوقف بل ممكن أن يحصل بين كلمتين في محل وصل أو بين كلمة في محل وصل وأخرى في محل وقف.


سطر ٤٩١: سطر ٤٩١:


يوجد عدد كبير من الأمثلة المشابهة تستطيع أن تقرأها [[:en:All_Examples_of_Old_Hijazi_Internal_Rhymes_in_the_Quran_and_Hadith|هنا]].
يوجد عدد كبير من الأمثلة المشابهة تستطيع أن تقرأها [[:en:All_Examples_of_Old_Hijazi_Internal_Rhymes_in_the_Quran_and_Hadith|هنا]].
==== 2-كيفية كتابة الياء التي في آخر الكلمة ====
في رسم المصحف فإن الياء الأخيرة تارة يتم إثباتها (كما في "المهتدي") وتارة لا تكتب (المهتد). لقد أثبت فان بوتن وستوكس أن هذه الياء تُحذف غالباً حين تكون في موضع وقف، وتُثبت غالباً حين تكون في موضع الوصل، وهذا يثبت أن حذف الياء هو صيغة الوقف، وهذا بدوره يثبت أن القرآن لم يُكتب على مبدأ الوقف وإلا لتمت كتابة جميع أو معظم هذه الكلمات بحذف الياء لأن حذف الياء هي صيغة الوقف.
يمكن تقسيم الكلمات التي تنتهي بالياء إلى قسمين: قسم يلحقه التنوين، وقسم لا يلحقه التنوين.
الكلمات التي يلحق بها التنوين مثل: هادٍ، والٍ، ليالٍ. جميع هذه الكلمات كُتبت في القرآن دون ياء سواء كانت الكلمة في موضع وقف أو وصل. وهذا سببه أن سقوط التنوين وحركة أواخر الكلمات يحول كلمة مثل "هادِن" إلى "هادْ" في الحجازية القديمة؛ أي أن الحجازية القديمة في مرحلة سابقة كان التنوين والحركات الإعرابية موجودين بها وحينها كانت مثل هذه الكلمات تُنطق هادِن، والِن، ليالِن، ثم حين سقط التنوين والحركات تحولت هذه الكلمات إلى هادْ، والْ، ليالْ.
إذاً الكلمات التي يُلحق بها التنوين هي دائماً محذوفة الياء، أما الكلمات التي لا يلحقها التنوين فإنها تارة تُكتب بالياء وتارة تُكتب بدونها، مثل كلمة "المهتدي" حيث كُتبت مرة بإثبات الياء 7:178، ومرة بحذفها: المهتد 17:97.
قام فان بوتن وستوكس ص14 بتقسيم الكلمات التي تنتهي بالياء إلى الأقسام التالية:
الأفعال:
الغالبية الساحقة من الأفعال التي تنتهي بالياء هي مكتوبة بالياء، باستثناء خمسة مواضع. ثلاثة من هذه المواضع حُذفت فيها الياء لأنها التقت بأل التعريف وهذا يحول الياء إلى كسرة، ولذلك في مثل هذه الحالات تُحذف الياء أحياناً وتُثبت الياء في أحيان أخرى لأن الكتاب يترددون بين الالتزام بالصيغة الكتابية وبين كتابة الكلمة كما هي منطوقة؛ الأمثلة الثلاثة هي: سوف يؤتِ الله 14:146، ننجِ المؤمنين 10:103، فما تغنِ النذر 54:5. الموضع الرابع الذي نجد الفعل فيه محذوف الياء يقع في آخر آية، ولذلك يجب أن نعتبرها صيغة وقف. الموضع الخامس كلمة "نبغِ" وهي وإن كانت لا تقع في نهاية آية ولكنها حسب السياق هي في موضع وقف: قَالَ ذَٰلِكَ ‌مَا ‌كُنَّا ‌نَبۡغِۚ فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصٗا (الكهف/ 64).
الأقسام الأخرى:
"ني" المفعول به، مثل: أنبئوني، واخشوني، فاذكروني.
ياء الملكية، مثل: أهلي، أخي، كتابي.
الأسماء، مثل: المهتدي.
لقد أحصى بوتن وستوكس جميع هذه الكلمات في القرآن وقدما النتائج التالية التي تبين أن أغلب حالات حذف الياء حصلت في الوقف، وأغلب حالات إثباتها حصلت في الوصل، مما يعني أن حذف الياء هي صيغة الوقف وإثبات الياء هي صيغة الوصل:
في قسم الكلمات التي تنتهي بـ "ني" المفعول به (مثل أنبئوني):
حُذفت الياء في موضع الوصل 11 مرة، من بينها مرتين لمجئيها قبل أل التعريف.
وأثبتت الياء في موضع الوصل 141 مرة.
وحُذفت الياء في موضع الوقف 70 مرة: 59 في نهاية الآية، و11 في موضع الوقف وسط الآية.
ولم تُثبت الياء في الوقف أي مرة.
في قسم الكلمات التي تنتهي بياء الملكية (مثل كتابي):
لم تُحذف الياء في الوصل في أي مرة.
أثبتت الياء في الوصل 531 مرة.
 143 مرة: 15 مرة في نهاية الآية، و128 مرة في موضع الوقف وسط الآية
أثبتت الياء في الوقف 21 مرة.
في قسم الأفعال التي تنتهي بالياء (مثل يؤتي، نبغي)
حذفت الياء في الوصل في ثلاثة مواضع جميعها وقعت فيها الياء قبل أل التعريف.
أثبتت الياء في الوصل 295 مرة.
حذفت الياء في الوقف مرتين: مرة في نهاية الآية ومرة في موضع الوقف وسط الآية.
لم تثبت الياء في الوقف أي مرة.
في قسم الأسماء التي تنتهي بالياء (مثل المهتدي)
حذفت الياء في الوصل في 14 موضع:  9 منها قبل أل التعريف.
أثبتت الياء في الوصل 12 مرة.
حذفت الياء في الوقف 7 مرات: 4 في نهاية الآية، و3 في الوقف وسط الآية.
لم تثبت الياء في الوقف أي مرة.
بجمع أرقام الحالات الأربع مع بعضها نصل إلى الأرقام التالية:
حُذفت الياء في الوصل 28 مرة.
أثبتت الياء في الوصل 979 مرة.
حذفت الياء في الوقف 222 مرة.
أثبتت الياء في الوقف 21 مرة.
وبحساب النسب المئوية نصل إلى:
حذفت الياء في الوصل بنسبة 2.78%
وأثبتت الياء في الوصل بنسبة 97.2%
حذفت الياء في الوقف بنسبة 91.3%
وأثبتت الياء في الوقف بنسبة 8.6%
وهذا يبين أن حذف الياء هي صيغة الوقف، وإثبات الياء هي صيغة الوصل.
==== 3- التاء المربوطة ====
يغلب على التاء المربوطة في القرآن أن تُكتب هاءً، ولكنها في عدد غير قليل من الحالات كُتبت تاء، مثل: رحمت الله، سنت الأولين، نعمت الله.
لقد لاحظ فان بوتن وستوكس ص22 أن التاء المربوطة لا تُكتب تاء إلا في حال الإضافة، وهذا مشابه للهجات العامية حيث لا يتم نطق التاء إلا في الإضافة، مثل: "مدرست الحي"، أما في غير الإضافة فلا تُنطق التاء: "مدرسة كبيرة" وهذا أيضاً مطابق للبرديات اليونانية والعبرية حيث بينت أن التاء المربوطة لا تنطق تاءً إلا في حال الإضافة كما سبق بيانه في النقش الحجري الأموي العربي-اليوناني الذي جاءت فيه جملة "عبد الله معاوية أمير المؤمنين" وقد كُتبت فيها كلمة "معاوية" بدون التاء، وفي بردية يونانية كُتبت "أَمَة الله" بالتاء amatalla . وكذلك في بردية دمشق لم تُنطق التاء المربوطة تاء إلا في الإضافة: خيمت سيلوم. أما في غير الإضافة فكُتبت هاء: الأوديه، مايده، الملايكه، مجنحه.
وقد أحصى فان بوتن وستوكس هذه الكلمات في القرآن فوجد أن عدد الحالات التي وقعت فيها التاء المربوطة في كلمات مضافة هي 218، وقد كُتبت فيها التاء المربوطة تاءً في 47 حالة مثل "رحمت الله"، أي في 22% من الحالات. أما التاءات المربوطة التي لم تقع في كلمات مضافة فلم تكتب بالتاء إطلاقا حتى في الوصل الذي تُنطق فيه تاءً بسبب الحركات الإعرابية المفترضة (ملائكتُن، كلمتَنْ طيَّبتُن، والآخرتُ...إلخ). ولكن كُتبت التاء المربوطة تاءً في موضعين: كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (المرسلات/33)، فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ (فاطر/40). ولكن في قراءات عشرية أخرى فإن الكلمتين قد قرئتا بالجمع: جمالات، بينات. فالتاء هنا إذاً على هذه القراءات هي تاء الجمع المؤنث السالم ولا علاقة لها بمبحث التاء المربوطة. وكون التاء المربوطة لم تكتب تاءً في آلاف الكلمات التي ليست بالإضافة يؤكد أن قراءة الجمع هي القراءة الصحيحة.
كل ما سبق يعني أن النطق بالتاء لا يقع إلا في حال الإضافة، ولذلك تردد كتاب المصحف في حال الإضافة بين الالتزام بكتابة هذه التاء هاءً (كما تُكتب في غير الإضافة)، وبين كتابة النطق المسموع للكلمة.
==== 4- هاء السكت ====
استخدم القرآن هاء السكت في عدة مواضع لغرض السجع، مثل "﴿إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ ‌حِسَابِيَهْ (٢٠) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٢١) ﴾ الحاقة.
ولكن هناك موضعين لم تُستخدم فيهما هاء السكت لغرض السجع:
فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ ‌لَمۡ ‌يَتَسَنَّهۡۖ [البقرة: 259]
تمت إضافة الهاء إلى كلمة "يتسنّ" (أصلها يتسنّى وحذفت الألف المقصورة لأن الكلمة مجزومة).
أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۖ فَبِهُدَىٰهُمُ ‌ٱقۡتَدِهۡۗ [الأنعام: 90]
تمت إضافة الهاء إلى كلمة "اقتدِ" (أصلها اقتدي وحذفت الياء لأن الفعل فعل أمر)
كلمة "يتسنه" هي الفعل المجزوم الوحيد في القرآن الذي وقع في الوقف، وكلمة "اقتده" هي فعل الأمر الوحيد في القرآن الذي وقع في الوقف، وبما أن الكلمتين لحقت بهما هاء السكت فهذا يعني أنه في لغة القرآن فإن الفعل المجزوم وفعل الأمر يكتبان بإضافة هاء السكت إليهما في الوقف، وبما أن ذلك لم يحصل مع بقية أفعال الأمر والأفعال المجزومة التي وردت في القرآن وهي ليست في الوقف فإن هذا يعني أن القرآن لم يُكتب على قاعدة أن كل كلمة تُكتب بصيغة الوقف.
Editor، محررون، recentchangescleanup
١٠٩

تعديل