الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحجازية القديمة»

لا يوجد ملخص تحرير
[مراجعة منقحة][مراجعة منقحة]
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٤٩: سطر ٤٩:


إن الدراسة المتأنية للنقوش العربية  القديمة تكشف صورة مختلفة تماماً عن الصورة التي تقدمها المصادر التاريخية الإسلامية؛ حيث لا نجد أثراً لعربية النحاة، بل تقدم الجزيرة العربية درجة محيرة من التنوع اللغوي. إن اللهجات العربية القديمة تختلف بأشكال غير مسجلة لدى النحاة، في حين تغيب عنها خصائص رئيسية من عربية النحاة، كالتنوين الذي لا نجد له أثراً في كتابات اللغات السامية الجنوبية ولا في النقوش العربية-اليونانية. وفي حين أن غياب تمثيل التنوين بحرف النون في الكتابة العربية يتم تفسيره على أنه عادة إملائية، فإن هذا التفسير لا يصلح حين تُكتب العربية بأبجديات أخرى كاليونانية وغيرها من الأبجديات الموجودة قبل ظهور الأبجدية العربية نفسها. وكل هذا يعني شيئاً واحداً: أن التنوين قد فُقد في معظم اللهجات العربية القديمة.
إن الدراسة المتأنية للنقوش العربية  القديمة تكشف صورة مختلفة تماماً عن الصورة التي تقدمها المصادر التاريخية الإسلامية؛ حيث لا نجد أثراً لعربية النحاة، بل تقدم الجزيرة العربية درجة محيرة من التنوع اللغوي. إن اللهجات العربية القديمة تختلف بأشكال غير مسجلة لدى النحاة، في حين تغيب عنها خصائص رئيسية من عربية النحاة، كالتنوين الذي لا نجد له أثراً في كتابات اللغات السامية الجنوبية ولا في النقوش العربية-اليونانية. وفي حين أن غياب تمثيل التنوين بحرف النون في الكتابة العربية يتم تفسيره على أنه عادة إملائية، فإن هذا التفسير لا يصلح حين تُكتب العربية بأبجديات أخرى كاليونانية وغيرها من الأبجديات الموجودة قبل ظهور الأبجدية العربية نفسها. وكل هذا يعني شيئاً واحداً: أن التنوين قد فُقد في معظم اللهجات العربية القديمة.
== النقوش والبرديات الأموية المكتوبة باليونانية ==
تكتسب هذه البرديات أهميتها في كونها أولاً مبكرة حيث تعود إلى القرن الهجري الأول، وثانيا في كونها وثائق رسمية أموية. تبين هذه الوثائق غياب التنوين وغياب الحركات الإعرابية القصيرة في غير موضع الإضافة.
يقول أحمد الجلاد: ((من الواضح أن لغة هذه البرديات قد فقدت الحركات الإعرابية القصيرة في أواخر الكلمات، ولكن لم تُفقد الحركات الإعرابية الطويلة (الواو والياء والألف) ولم تُفقد الحركة الإعرابية في حال الإضافة. الدليل المبني على البرديات يشير إلى بقاء الإعراب في مثل هذه المواضع. وهذه المواضع هي نفس المواضع التي بقي فيها الإعراب في لغة رسم المصحف (أي اللغة المستنتجة من دراسة رسم المصحف كنقش أثري مستقل بعيداً عن أقوال أهل النحو والقراءات) .)) لغة الفتوحات للجلاد ص11
=== الخصائص اللغوية للبرديات الأموية العربية-اليونانية ===
1- فقدان التنوين والحركات الإعرابية القصيرة في آخر الكلمة.
مثال ذلك "بني سعد بن مالك" والتي وردت مكتوبة بدون تنوين كلمة "سعد":
Β(ανι) Σααδ β(εν) Μαλεχ / B(ani) saad b(en) malek
2- الحركة الإعرابية القصيرة تظهر في حال الإضافة فقط.
مثال ذلك اسم "أمُّ يوسف" والذي ورد مكتوباً هكذا:
Ομμου Ιωσεw / ommu yūsef
ولكن حين يكون المضاف إليه كلمة تبدأ بـ"ال" التعريف، حينها تختفي الحركة الإعرابية ويحل محلها الفتحة وهي حركة الألف في "ال" التعريف كما هو الحال في اللهجات العامية، مثال ذلك الاسم "عبد الله" حيث ورد في البرديات مكتوباً هكذا:
αβδαλλα/abdalla
3- التاء المربوطة تُنطق تاءً فقط في الإضافة كما هو الحال في اللهجات العامية.
نظراً لكون الكلمة غير المضافة لا يلحقها تنوين ولا حركة إعرابية، فإن التاء المربوطة تُنطق هاءً، وتُنطق تاءً فقط في الإضافة.
من أمثلة نطقها تاءً في الإضافة: أمَة الله αμαθαλλα : amatalla
4- وجود الإعراب بالحركات الطويلة كما هو الحال في الأسماء الخمسة، من أمثلة ذلك:
Αβου Σαειδ /abū saʕīd/ أبو سعيد
Οβαιδαλλα β(ιν) Αβιλαας / ʕobaydallāh b(in) ʾabī l-ʕās ̣/ عبيد الله بن أبي العاص
5- الألف المقصورة (ى) تُنطق بالإمالة كما هو الحال في بعض القراءات القرآنية.
من أمثلة ذلك:
Μαυλε /mawlē/مولى
ιαειε /yaḥyē/ يحيى
ιαλε /yaʕlē/يعلى
=== نقش عربي-يوناني من القرن الهجري الأول ===
وهو نقش يوناني على حجر تأسيسي لمبنى استحمام، والنقش مؤرخ بعام 42 للهجرة. ترجمة بداية هذا النقش هي:
"في أيام عبد الله معاوية أمير المؤمنين، الحمامات الساخنة للناس تمت إعادة بنائها من قبل..."
"عبد الله" كان لقباً يستخدمه الحكام الأمويون. ومعاوية المذكور في النقش هو الصحابي معاوية بن أبي سفيان.
يحتوي النقش على عبارة "عبد الله معاوية أمير المؤمنين" مكتوبة بالعربية بأحرف يونانية (ما تحته خطر أحمر في الصورة).
بتحويل الأحرف اليونانية إلى ما يقابلها بالإنجليزية فإن العبارة كُتبت هكذا:
ABDALLA MAAUIA AMIRAALMUMENEN
عبدْ اَللَ مَعَاويَ أَميرْ اَلمومِنين
النطق المفترض بالفصحى: عبدُ اللهِ معاويةُ أميرُ المؤمنين
تختلف هذه الكتابة عن العربية الفصحى بما يلي:
آخر كلمة "عبد" بدلاً من أن يتحرك بالضم فإنه قد تحرك بالفتح بفعل أل التعريف في الكلمة التي تليها: الله.
وكلمة "الله" لم تتحرك بالكسر بل ساكنة.
ومعاوية لم يُكتب آخرها تاءً مضمومة "معاويتُ". وأمير لم تتحرك بالضم بل بالفتح بفعل أل التعريف في الكلمة التي تليها: المؤمنين.
ويُلاحظ أن كلمة معاوية نُطقت بفتح الميم: مَعَاوية MAAUIA.
ويُلاحظ أن كلمتي "الله" و"معاوية" لم تكتبا بالهاء في آخرهما وهذا سببه أن الأبجدية اليونانية لا تحوي حرف الهاء.
Editor، محررون، recentchangescleanup
١٠٩

تعديل